كارثة حقيقية تغزو مجتمعات المسلمات
بسم الله الرحمن الرحيم كارثة حقيقية تغزو مجتمعات المسلمات فضيلت الشيخ بارك الله فيكم و نفع بكم أمة الاسلام و المسلمين كارثة حقيقية نراها اثناء زيارة المدارس و نوادي الفتيات و غيرها من اماكن لا يفترض أن نرى بها غير الفتيات .. لكن نتفاجئ بوجود من هن أشبه للصبيان منهم للبنات!! و إذا بهن تلك المتشبهات بالرجال، تشبه كامل من حيث اللبس و قصات الشعر و طريقة المشي و الجلوس و غيرها .. فضيلة الشيخ أريد مشورتكم بارك الله فيكم .. لقد اطلعت -بتوفيق من الله تعالى- على مواضيع كثيرة سواء فى شبكتنا المباركة أو غيرها من المواقع الاسلامية المباركة -بإذن الله- حول تحريم مثل هذه الأمور من التشبة لأحد الجنسين بالآخر و فتاوى خاصة بالعلاقات الشاذة المحرمة و أيضا فتاوى بخصوص عورة المرأة للمرأة .. و لكن ما أرغب بمعرفته جزاكم الله خير هو كيف نتعامل مع هذه الظاهرة؟ هل يجوز أن نختلط بهؤلاء الفتيات -المسترجلات- بغرض ترغيبهن بالتعرف على خلق ديننا العظيم؟ هل نكشف وجوهنا أمامهن؟ خاصة يا شيخ أننا أحياناً فعلاً لا نعرف إن كن بنات أو أولاد، فقد يكونوا أولاد و دخلوا متنكرين لهذا النادي أو الشاطئ فى اليوم المخصص للنساء! و إن كنّ فتيات فعلاً فإننا نخاف والله أن نصافحهن أو نقترب منهن تفادياً لللمس .. و طبعاً يا شيخ نحن نقصد هذه الأماكن بالزيارات بهدف الدعوة و الإرشاد و التواصل مع تلك المسكينات الغافلات .. و وجدنا تجاوب حقيقي مع بعض طالبات المدارس وُفقن للهدايا بفضل من الله أولاً و آخراً .. و لكننا لما بدأنا بالتوسع في الزيارات الى خارج المدارس صار لزاماً علينا أن نأخذ حذرنا بشكل أكبر، خاصة و أني انضممت مؤخراً لتلك النوعية من الزيارات - مع مجموعة من الأخوات الداعيات اللاتي أحسبهن على خير - و في نفس الوقت لا نريد أن نقصر في ابداء التعاون و الرغبة الحقيقية فى مساعدة تلك الفتيات من خلال التبسم و التلطف .. حيث أن ذلك كان خلق معلمنا و قدوتنا رسولنا الكريم - صلى الله عليه و سلم - فماذا تنصحنا يا شيخ بارك الله فيكم؟ الجواب الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك ونفع بك . أولاً : هذه الظاهرة تُشعِر بمدى قوّة الغزو الفِكري الثقافي ، وأنه أخطر من الغزو العسكري ! وهذا الفعل هو من الاسترجال الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فَعَلَتْه . ثانياً : يتحمّل الأهل المسؤولية بالدرجة الأولى ، لأن كل وليّ هو راع ومسؤول عن رعيته ، وسوف يُسأل يوم القيامة عن هذه الأمانة . قال عليه الصلاة والسلام : إن الله سائل كل راع عما استرعاه ، أحفظ ذلك أم ضيّع ؟ حتى يسأل الرجل على أهل بيته . رواه الترمذي والنسائي في الكبرى . وقال عليه الصلاة والسلام : كفى بالمرء إثما أن يُضَيِّع من يَعُول . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وأي تضييع أعظم من تضييع هذه الأمانة في الأبناء والبنات ، تارة بِحجّة أنهم صغار ! وأخرى بحجّة العجز عنهم ، إلى غير ذلك من الأعذار الواهية ، والحجج الباهتة الداحضة عند الله . وهذه أعذار لا تُنجِي أمام الله . لأن الإنسان إذا حَزَم أمره في أمور دُنيا لا يُعجِزه أولاده ، بل يتحكّم في المصروف ، ويَحرص الإنسان على دُنيا أولاده أكثر من حرصه على دِينهم في كثير من الأحيان . ثم إن تضييع هذه الأمانة سبب في حِرمان الجنة ودخول النار . قال عليه الصلاة والسلام : ما من عبد يسترعيه الله رعية ، فلم يُحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية : ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة . ثالثاً : يجوز الاختلاط بهذه النوعية من الفتيات بقصد دعوتهنّ ، وإرشادهن ، وبيان خطأ أفعالهنّ . ولا يُمنَع من مصافحة مثل هذه النوعية من الفتيات ، وذلك لأنها لم تَخرج عن كونها أنثى ، فلم تَخرُج عن أحكام الإناث . وينبغي النظر إلى تلك الفتيات على أنهن مريضات ، وأن الداعية بمنْزلة الطبيب . وربما احتاج الطبيب إلى المبضَع والمشرَط ! إلا أنه لا يلجأ إلى ذلك إلا بعد استنفاد وسائل العلاج الأوليّ . والله تعالى أعلم . الشيخ عبدالرحمن السحيم |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.