حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة بـــوح الخــاطـــر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=31)
-   -   مناظرة نثرية لـ (غزال الجبال) فشاركونا... (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=82704)

إيناس 28-01-2010 11:48 AM

مناظرة نثرية لـ (غزال الجبال) فشاركونا...
 
خطرت ببالي هذه الفكرة بالأمس فقط و ارتأيت أن نحاول تجسيدها معا لتكون هناك أشكال جديدة للتواصل بينناعن طريق بعث خواطرنا مستعملين المجادلة النثرية بدلا من الشعرية
و هذه اول مشاركة مني.



الجزء الأول





<<...الم تفقص البيضة بعد؟؟؟>>
أهواك...أهذه هي العبارة التي كنت دائما أرددها في داخلي اليك؟...أهذا هو حقا شعوري تجاهك؟...هل أنت فعلا ذلك الشخص الذي أحب؟...أجبني...لم هذا الصمت المطبق على فاهك؟...لم هذا السكون المخيم على أرجائك؟...لم هذا الهدوء السائد هنا؟...لماذا انت هكذا؟..بل..لماذا أصبحت هكذا؟...لماذا تغيرت معالم بلدتنا الصغيرة؟...لماذا رحل جميع سكانها الطيبون؟...لماذا استبدلت المنازل القرميدية العتيقة جدرانها الخشبية البسيطة بجدران اسمنتية معقدة البناء؟... لماذا نثرت قرميدها الأحمر و لملمت فوقها أسطحا معدنية قاسية؟...لماذا تحولت دارنا ذات الغرف الثلاث الى عمارة بطوابق ست؟...لماذا؟..و لماذا؟..و لماذا؟....أصبحت هكذا؟...


ستاتي البقية في المناظرات القادمة أحبتيhttp://muntada.khayma.com/1/images/s.../heartpump.gif


ghazal aljebal
14/02/2004

إيناس 28-01-2010 11:49 AM

...ذات زمان كنا ننتعل أحذيتنا المهترئ نصفها و ألبستنا البالية الرثة...لكننا كنا سعداء...سعداء..ببساطة ...بكل بساطة...بكل طيبة.....
كنت أراك حينها كل شيئ...كنت أراك حينها كل الناس...كنت أراك حينها كل ما أحب.....
كانت لقاءاتنا هناك في تلك الربوة الخضراء تعيدني الى طفولتي...تفتح أمامي آمالا أحيا بها كل مستقبلي و حاضري و ماضي...كنت أستمع الى صوتك الحنون ممتزجا بنغمات خرير مياه نبعنا العذبة ...فاتخيلها اروع أغنية وضعت باروع الكلمات و أروع الألحان.....
كنت أراك حينها كل شيئ......


ghazal aljebal
15/02/2004

إيناس 28-01-2010 11:50 AM

أيام مضت كنت أستيقض فيها باكرا فقط..لكي أسمع صياح ديكك
الأحمر و الأسود ريشه ..و أتذكر ذلك اليوم الذي طاردنا فيه
دجاج الجارة كي لا يستعمر ساحة منزلكم...ساحة منزلكم التي
لم يبق منها الآن الا ذكريات تكاد تكون أكاذيب...تلك المساحة
الصغيرة التي كنا نجوبها مشيا أو ركضا كأنها اميال و أميال لا
تنتهي...و لم نكن نشعر بالتعب من قياسها بخطواتنا او بأغصان
شجرة اللوز العجوز...كنت حينها اراك كل الناس......

كنا نسير في طرق بلدتنا القصيرةو أزقتها القليلة...نحيي صاحب
المقهى العجوز...أتذكره ؟ ..أتذكر ما كنا نقوله عندما نصل
الى حيث المقهى؟ ...ما زلت أذكره انا...كنا ننظر الى بعضنا..
نبتسم..و ننطق في لحظة واحدة..تختلط عباراتنا..تمتزج أصوات
ضحكاتنا..ثم ننظر الى بعضنا من جديد فيومئ أحدنا الى الآخر
للحديث...فيتكلم مرددا نفس العبارة"لقد وصلنا الى المقهى..."
نبتسم..نطلق ضحكات خجولة لأننا حينها نكون قد وصلنا الى بابها..
حيث يجلس حكيم البلدة و صاحب المقهى العجوز...نحييهما في احترام..
فيردان التحية بمحبة...ثم يبتسمان...و يقول الحكيم"ألم تفقص البيضة
بعد؟" نضحك و يبتسم صاحب المقهى ...و يبتسم الحكيم..ثم نجيب "لا
ليس بعد.."فيقول صاحب المقهى"لن تفقص البيضة الآن.. لا زال الوقت
مبكرا على ذلك.."نبتسم ..ننظر الى بعضنا ..ثم ننفجر ضاحكين...
نواصل سيرنا .. و نودعهما ...كنت أراك حينها كل ما أحب.....




ghazal aljebal
19/02/2004

إيناس 28-01-2010 11:52 AM

كنا نلتقي في يومي مولدنل في آخر ساعات النهار...ففي
أول ساعاته ينشغل كل منا بتحضير هدية للآخر ...هل تتذكر
بداية عادتنا هذه؟...ما زلت أذكرهاأنا...كان ذلك يوم
مولدك...بحثت عنك طيلة الصبيحة ...و حتى بعد الظهيرة
لأهديك الوشاح الصوفي الذي علمتني أمي طريقة حياكته...كان
يوم مولدك في فصل الخريف...و في برودة طقسه جبت أرجاء
بلدتنا كلها باحثة عنك...لم اجدك في أي مكان...الى أن حل
المساء...تعبت من المسير...فتوجهت الى حديقة أمي...و
اطلقت العنان لدموعي...لم أفهم حينها سبب بكائي..أكان
تعبا..أم خيبة أمل...أم خوفا عليك...أم شوقا اليك؟...
لم أفهم..و لم أبحث عن السبب لأفهم...جلست هناك وحيدة...
مع ورود أمي...و اشجار الفاكهة المختلفة...كانت الريح
تعصف من حولي فيزداد شجوني...كانت أصوات حفيف الأوراق
تتردد من شجرة الى اخرى فتزيد وحدتي...لكن حرارة لوعتي
كانت تذيب البرد المحيط بي...فتحيل الجو الى ربيعي عليل...
لم أفهم حينها سبب حرارة المكان...الى أن شعرت بيدك تحط
على كتفي...فتذيب وحدتي...نظرت اليك...فرأيت وجهك الجميل...
رأيت نظرتك الحنون...ثم سألتني"لم الدموع؟"...لم أجبك ..لأنك
غمرتني بحبك..و كفكفت دموعي...همست لي بشوقك...ثم أعطيتني علبة
صغيرة مغلفة بغلاف قرمزي براق و قلت لي "حبيبتي ..هذه لك...
اليوم تمر سنة اخرى و نحن معا"...أمسكتها ثم انفجرت باكية
من جديد...استغربت بكائي...سألتني بلهفة و خوف"لم الدموع؟
لماذا تبكين؟"...فأجبتك و صوتي يكاد لا يخرج من حنجرتي"أأأ..ألهذا
غبت ...؟"ثم استسلمت للبكاء ...



ghazal aljebal
24/02/2004

إيناس 28-01-2010 11:54 AM

ارتسمت على ثغرك ابتسامة عريضة...ابتسامة حب..
و فرح...عريضة...ثم سألتني مغيرا فكري الى موضوع
آخر.."..و أين هديتي؟..أنت تبكين لأنك لم تحضر لي
هدية؟.. أيتها الخبيثة..أتعتقدين أنك ستنسينني
هديتي؟..أبدا ..لن أسمح بذلك..."فرفعت يدي
حاملة كيسا صغيرا...مليئا بالقلوب الملونة بكل الألوان...
و قلت.."لن أنسى هديتك أبدا..خاصة بعد اليوم..."
ابتسمت ...أمسكت الكيس..ثم قلت.."فلنفتح
الهديتين في وقت واحد..و لنر ما أحضر أحدنا للآخر..
هيا.."...فتحنا الهديتين...أمسكت الوشاح...نظرت
الي...ثم قلت.."دائما تعرفين ما أحتاج اليه...شكرا
..حبيبتي.."...ابتسمت لك في سعادة ..و أجبتك"..و أنت
دائما تفاجئني بهداياك..."...لففت الوشاح حول
عنقك...ثم أمسكت الخاتم الذي أحضرته لي..و ألبستني
اياه...كان اصبعي نحيلا..فلم يستقر الخاتم فيه...قلت
لي مخفيا تشاؤمك من هذا الفأل السيئ.."لا بأس...شنعالج
الأمر...سنضع له بعض القطن و الشريط اللاصق..و سيكون
مناسبا لاصيعك.."هززت لرأسي بالايجاب..و أمسكت الخاتم..
قبلته..ثم أعدته الى علبته...نهضت و مددت يدك لي...أمسكت
يدك...نهضت..و انطلقنا باتجاه بيتنا..لأن الليل
كان على وشك اسدال ستاره علينا و على بلدتنا الصغيرة....
منذ ذلك اليوم أصبحت هذه عادتنا...و هذه طقوسنا.....



ghazal aljebal
27/02/2004

إيناس 28-01-2010 11:56 AM

الى أن قررت الرحيل...لم تستشرن...لم تخبرن عن نيتة...لم تعلمن عن
موعد رحيلك...لم تودعن حتى...رحلت...ببساطة...بكل بساطة.....
مرت السنين و السنين...كنت خلالهاأراك الرجل الوحيد في هذا
الوجود...لم تعد وجوه اآخرين وجوها بالنسبة لي...بل أصبحت
غيوما سوداء تغطي شموس حياتي...لم تعد اصواتهم أصواتا...بل
أصبحت دوي رعود مزمجر يمنع وصول نداءات استغاثاتي الى مسمعك...
لم تعد دروب بلدتنا الصغيرة ..قصيرة بل أصبحت أطول من الطريق
الى السماء...لم تعد مساحة حديقتكم صغيرة يمكن قياسها بخطوات ..
أو باغصان شجرة اللوز...بل أصبحت سكاكين تنغرز في قلبي كلما
فكرت في جمعها ...لم أعد أن تلك الفتاة الصغيرة المدللة...التي
تنعم بحنان و حب الجميع...لم يعد الجميع بالنسبة لي الآن جميعا...
بل اصبحوا ...لا سيئ...لم تعد أنت كل شيئ...لم تعد أنت كل
الناس... لم تعد أنت كل ما أحب ...بل أصبحت مثل الجميع ...
لا شيئ......
الآن حقا لم تعد تعن لي أي شيئ...و الآن حقا...صرت أعرف
معنى سؤال حكيم بلدتنا القديمة تلك عن تفقيس البيضة...و الآن
صرت افهم جواب صاحب المقهى العجوز...الآن صرت أفهم سبب
تشاؤمك من سقوط الخاتم من أصبعي...بل و أصبحت أفهم سبب
تبادلنا الهدايا في يومي مولدنا....الآن صرت أعلم أني لم
أحبك أنت ...بل أحببت شبحا...ولدته مخاوفي .مخاوفي التي
ولدتها بلدتنا الصغيرة...مخاوفي التي تحققت ...فزالت بلدتنا
الصغيرة ...و زالت منازلها ..و زالت حدائقنا...و زالت
ربوتنا.. و زال نبعنا ..و زال مقهانا....و زالت مشاعرنا
الطيبة تلك...لقد زال كل شيئ..و كان كل شيئ بالنسبة لي....
....هو أنت و بزوالك أنت...فقست البيضة..فخرج منها مخلوق
صفير...صغير لكنه غريب...التهم كل بلدتنا..فتضلداعف و
تضاعف...الى أن احتل مكان كل شيئ...و محى ذكرياتنا...
..و محى حبي لك...و استبد بقلبي ....فحجره...و سيطر
على أنفاسي...و صار يحتسبها علي .....و استقر في مخيلتي...
و غير وجهتيي...................
..................
..............
.......
الى الأبـــــــــــــــــــــــــــــــد.



ghazal aljebal
01/03/2004



نهاية الجزء الأول




إيناس 28-01-2010 11:59 AM

الجزء الثاني

""...و تبتعد الى الأبد...""


دهر من السنوات يمر...و قلبي المتحجر ما زال
ينبض.. فقط ..بالقدر الذي يجعلني أستمر في
الحياة...تغيرت معالم هذا الوجود ...بعد زوال
بلدتنا...و زوالك أنت...و زوالي أنا...من هذا الوجود....
لكنك تعود الآن...بعد ماذا؟...أبعد أن
استقرت ذكرياتنا في النسيان؟...أبعد أن
انحرف مسارنا ..و صار كل شيئ خارج هذا الوجود؟...
لم أعد قادرة على خط أحرف اسمك مجتمعة...لم أعد
اهوى التفنن في نقشها على سطح بيتنا..أو
رواقه..او جدار غرفتي...لم أعد أحس بهمس صوتك
في أذني يتردد في قلبي..عندما أفكر في رسم اسمك
على احدى كراساتي...لم أعد أشعر بوجودك في
فكري...و لا بسيطرتك عليه...لم أعد أراك ذلك
الديكتاتور القوي الذي لا يتحطم...لم أعد قادرة
على استيعاب وجودك في حياتي...لم أعد أطيق
التفكير بك..لم أعد أريد التفكير بك...
بل ..لم أعد أفكر بك



ghazal aljebal
08/03/2004

إيناس 28-01-2010 12:02 PM

...صدقا...لست أفكر بك الآن على أنك ذلك الشخص
الغريب الذي استبد في مملكتي و سخرها لخدمته...
لست في نظري الآن ذلك المخلوق العجيب...
الذي لا توقفه الصعاب.. و لا تردعه الأشباح
الشرسة...و لا توقفه السقطات...لم تعد في نظري
الان ذلك الحلم الجميل...الذي عشته في يقضتي اكثر
مما عشته في غفوتي...لكني الآن صرت اعرف انك لست
سوى شخصا عاديا كغيرك...لست خارقا للعادة...لست
غريبا عن هذا الكون.....




ghazal aljebal
10/03/2004

إيناس 28-01-2010 12:03 PM

... لست بعيدا عن كونك .. فقط ... شيئ
لم اعرف السبيل الى تحديد معالمه .. إلا
متاخرة ... لم اجد الطريق الى الخلاص من
عبوديته ... الا متاخرة...لم اعلم ان
خط احرف اسمك مجتمعة .. لم يكن الا محوا لأحرف
اسمي ... لم اعلم ان هوي للتفنن في نقشها على
سطح بيتنا .. أو رواقه.. لم يكن إلا تفننا في
هدمه ... لم اعلم ان نقشه على جدار غرفتي ... لم
يكن غلا تحويلا لها .. الى زنزانة ضيقة ..
مظلمة .. مخيفة .. تعج بالأشباح الشرسة .. التي خلتها لا تردعك...


ghazal aljebal
19/03/2004

إيناس 28-01-2010 12:05 PM

...لكني اكتشفت أنها لم تكن تردعني انا..عن
المضي قدما في هلوساتي...و في المقابل ..لم
تكن انت ترى ما كنت انا اراه...لم تكن
تشعلر ما كنت أشعر...لم ترد سماع همسات صوتي
تتردد في أذنيك..و تحمل لك الشوق و الحنين...لم ترد
معرفة شيئ ..لا عني و لا عنك و لا عن قلبك الذي
مازال يخفق لي...كنت أعيش في ما مضى على
امل سماعك لخفقات قلبك المدوية..لكنك كنت
أصما...كنت أعيش على أمل رؤيتك لتلك اللهفة..التي
كانت تغطي ملامحك حين تراني أمر أمامك..في احد
دروب حياتك..لكنك كنت أعمى...كنت أعيش على
امل أن تحدثني بكلام عينيك..لكنك كنت أبكما...و الآن
اكتشف انك كنت حينها صنما..
لا يتحرك..لا يتكلم..لا يسمع..و لا يرى...و لهذا
اهملت قلبك و لهفته و شوقه....



ghazal aljebal
24/03/2004

إيناس 28-01-2010 12:06 PM

...كنت احيانا اشعر بشيئ من الندم.. لأني
جعلتك ملكا على عرش مملكتي...و تنازلت لك
عن شعبي...إلا أني اكتشفت الآن...أنها لم تكن
مملكتي انا..و لم اتنازل عنها لك...بل كان
العكس ما جرى...كانت تلك مملكتك أنت...و قد
أنت من تنازل عن العرش و الشعب..و كل
شيئ .. لي انا ... و لأني لا اعرف كيف أسيّر
مملكات الآخرين...قررت الآن التنحي عن عرشها...و
تسليم زمام أمورها لك انت...كي تسيرها كما
تشاء...لكن بعيدا عني ...ابتعد عن هذا
المكان...ارحل عن أرجائي...غادر محطاتي...سافر
إلى أقصى الأرض أو إلى أقصى المجرة...أو إلى
اقصى الكون...و ابتعد عن حدودي... و انا
بدوري سأرحل إلى كون آخر...حيث لن يمكنك
الوصول إلي..حيث لن تجدني..حيث لن تستطيع
سؤال من يعرفني عني..سأرحل و أرحل و ارحل..و لن
استقر أبدا ما دمت لم تتوقف عن البحث عني...سأغادر
كل المحطات التي كانت تجمعنا...سأترك كل الدروب
التي كانت تضم خطواتنا...ساهدم بيتنا إن لم تمح
نقوش اسمك منه..سأكسر قضبان زنزانتي
المظلمة...و احرر قلبي .. و عقلي .. و روحي ...
و أسافر بعيدا جدا ... إلى حيث لا أجد وقتا افكر
بك فيه...و إن استلزم الأمر .. و لم اتمكن من
ابعادك عني .. بابتعادي عنك...سأعود
إلى مملكتك .. لكن ..لطردك منها ..و استعباد
شعبك..و الإستبداد به.. و حعله
عبرة ....لك.....لتعتبر بها...............
....................................
...............................
.............................
...........................
.........................
.......................
....................
.................
...............
......
...و تبتعد إلى الأبد.


نهاية الجزء الثاني



ghazal aljebal
24/03/2004





الجــ غزال ــبال 28-01-2010 12:07 PM

حرام عليك يا إيناس
و الله أشجنتني مبادرتك الرائعة
ألف ألف شكر لك غاليتي

تصوري أنني قمت بكتابة جزء رابع يختم هذه الخاطرة
لكني لم أنقله هنا

الله يخليكي يا غالية
و الله أفلتت مني الكلمات هذه المرة
ألف تحية لك

إيناس 28-01-2010 12:19 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ghazal aljebal (المشاركة 680727)
حرام عليك يا إيناس





و الله أشجنتني مبادرتك الرائعة
ألف ألف شكر لك غاليتي

تصوري أنني قمت بكتابة جزء رابع يختم هذه الخاطرة
لكني لم أنقله هنا

الله يخليكي يا غالية
و الله أفلتت مني الكلمات هذه المرة

ألف تحية لك


بل كل الشكر والتحية لك ولقلمك أختي غزال الجبال
وكما أقولها دائما، كم تعز علي رؤية الأحاسيس مهملة على الأدراج المنسية

و كنت سعيدة جدا عندما وجدت خواطرك هذه وأنا أتصفح صفحات الأرشيف وكذلك وجدت الفكرة رائعة جدا فقلت خسارة أن تبقى هذه الفكرة وهذه الأحاسيس الرائعة في مقبرة الأرشيف
فأنا من تشكرك أختي غزال الجبال متمنية أن ترجعي لصفحتك هذه وتكمليها بالجزء الرابع والخامس و......
وسيشرفني أن أشاركك مناضرتك ببعض أحاسيسي وكتاباتي المتواضعة
فمرحبا بغزال الجبال أمس واليوم ودائما :thumb:

إيناس 28-01-2010 12:27 PM

الجزء الثالث


"" ...قبل عيد الكذب بأسابيع... ""


...اليوم اتيت...بعد غياب طويل...عدت
من جديد...أعدتني إلى الماضي..من
جديد...كنت اعيش فترة هدوء قصيرة...عدت
و بددتها...كنت احاول تناسي
ذكرياتنا..و أحلامنا..و مشاعرنا...فعدت
و أغرقتني فيها...كنت أعيش على محاولة عدم
ذكرك...لكنك جعلتني أراك و أعيشك و
أذكرك...بل...و أكلمك..و أحسك..و أشعرك....ثم....و رغم
انني كنت أدرك ذلك قبل مجيئك...رحلت
من جديد...و تركتني هنا..حيث كنت
دائما..و حيدة..من جديد...أحبس دموعي..و اجتر
احزاني..و اطبق على قلبي...و اتحمل نيران
أشواقي....من جديد...



ghazal aljebal
29/03/2004

إيناس 28-01-2010 12:28 PM

...كنت احضر لإقامة حفل مع أصدقائنا...و إذا
بأحدهم..و هو الذي كان غائبا عن اجواء
التحضير...يأتي مسرعا...يناديني...يخرجني
من بين الجموع...ثم يخبرني انك هنا...هنا..حيث
انا...حيث كنا معا ..في زمن مضى...
لم اصدقه...لم أصدق كلامه...اعتبرته
مزحا...أو مقلبا من مقالبه...خاصة
ان عيد الكذب على الأبواب ...و كل
أكاذيبنا ..كانت..و ما زالت...و ستبقى
دائما...تبدأ قبل عيد الكذب
بأسابيع...و تستمر بعده لأسابيع...



ghazal aljebal
30/03/2004

إيناس 28-01-2010 12:29 PM


...طلبت منه أن يكف عن هذا المزح...فأنا
لست ممن يمزحون في غير مواقع المزح...لكن قلبي
كان ينبض بشدة...بعد ان توقف نبضه
لسنوات...بدات يداي ترتعشان...و أصبحت
الكلمات تتداخل مع بعضها..فلم يستطع لساني
نضمها...و صار يتلعثم في نطقها...أكّد لي أنك
هنا...أنك جئت في زيارة قصيرة...لم اصدقه...لم
أستطع تصديقه...لم أرد تصديقه...خشيت تصديقه...
فلم أصدقه...
...قال لي" أنتِ حرة...إنه في الخارج...ينتظرك...فإن
لم تصدقين..لا تذهبي و ينتهي الأمر..."
ثم همّ بالخروج...ركضت خلفه...و صرت اعتذر
منه..و ارجوه ان يخبرني أين انت...
...فقال"..لا بأس...لن الومك...تعالي
معي..فقد بحثنا عنك في كل مكان و لم نجدك...و هو
يتحرق شوقا لرؤيتك..خاصة ان وقته ضيق.."
...سألته بلهفة" وقته ضيق؟..متى وصل إلى
هنا؟..متى سيرحل؟..ألن يمكث هنا طويلا؟..."
..كنت أسأله و نحن نسير في خطوات متسارعة...
و كان يجيبني بكل صبر و مراعاة.." لا..ليس
لديه الوقت الكافي... و هو الآن يسرق منه
بمجيئه إلينا..فأشغاله كثيرة كما تعلمين.."
...كلمت نفسي الضائعة من جديد.." كما أعلم؟!!..
ما الذي اعلمه؟!!..أنا لم أعد اعلم شيئا.."...
فقد كانت الطريق الطويلة إليك تتقلص..
و تزول..و تختفي...و مع كل تقدم لنا..كانت
دقات قلبي..تتضاعف..و تزداد..و تتعاظم...




ghazal aljebal
31/03/2004

إيناس 28-01-2010 12:31 PM

كان حديثي مع صديقنا غير منقطع...سؤال
مني فجواب منه..فسؤال فجواب..فسؤال
فجواب...لكني لم اعد اذكره كله...لأن
تفكيري لم يكن منصبا على حواري
معه...بل كان محصورا فقط...على
لحظة لقائك...التي تصورتهابعد ربع ساعة
او أكثر..أو أقل بقليل...لكن و بمجرد
خروجي من قاعة الإحتفال..وجدتك هناك...واقفا
في تلك البقعة الخافت ضوؤها...رأيتك..و لم أصدق
أني اراك..و لست اصدق حتى هذه اللحظة..أني
رأيتك فعلا..من جديد...وقعت عيناك علي..
و انا التي لم أزح عينيّ عنك مذ وقعتا
عليك...ابتسمت لي...تقدمت نحوي...و انا
مازلت لا أصدق خبر عودتك...وصلت إليك...سلمت
عليك..تصافحنا... وكم كانت مفاجأتي كبيرة
عند تصافحنا...تحسست شعوري في تلك اللحظة
بالذات...أردت ان أعرف بماذا أحس...لكن قلبي
توقف عن النبض من جديد...أردت أن أحسه
اكثر...لكنه كان جمادا لا حياة فيه...لم
اصدق ذلك...كيف يحدث هذا؟...لطالما
علمت انك ستعود في يوم ما..لكني لم
اتوقعه بهذا القرب...و لطالما تصورت
ردة فعلي عندما القاك...و ترددي...
و ارتباكي...و رعشة يدي...و تلعثم
لساني...و اختلاط افكاري...و تشتت
ذهني...و ذهولي...و شرودي...
لكني لم أتوقع أبدا...أن لا يقفز
قلبي من مكانه...و أن يستمر في
لا حياته...كما فعل الآن...


ghazal aljebal
11/04/2004


إيناس 28-01-2010 12:32 PM

...أيعقل ان كل شيئ كان..اختفى في
سنوات قليلة؟...لكن شوقي إليك
مازال مستمرا..فكيف لا يتحرك
قلبي..و انا اقف أمامك
الآن؟..أراك..أشعرك..أكلمك..و اسمعك؟...
كل هذا يحدث من جديد..و قلبي
الميت..لا ينبض..من جديد...ايعقل ان كل
ذلك الشوق لم يكن كافيا لتحريك قلبي؟...
أيعقل أن قلبي مات فعلا؟..و لن يعود
إلى الحياة من جديد؟...أيعقل أني
لم ادرك ذلك إلاّ بعد عودتك..من جديد؟..لا...لا يعقل
ذلك...لا يمكن لقلبي البريئ ..أن يتحول إلى
حجر صوّان.. بكل سهولة...لا يمكن ان
تختفي مشاعره الصادقة التي عاش بها
طيلة حياته..و لا يبقى منها و لو
بعض الآثار القليلة...لا يمكن ان اعيش
بدون قلب ينبض..يتنفس..يتحرك..
يحس..يشتاق..يمل..يتعب..
يفرح..و يحزن...



ghazal aljebal
14/04/2004

إيناس 28-01-2010 12:35 PM

...لم اعد اطيق مرارة طعم السعادة في
قلبي الحزين منذ زمن...لم اعد احتمل
سكون مشاعري..و هدوء اعصابي..في كل
الحالات و المواقف...لم يعد عقلي يستوعب
فكرة رحيلك...لم يعد يطيق التفكير
بمفرده..فقد كان في زمن مضى يتقاسم كل
افكاره و تفكيره..مع عقلك...كانت كل
افكارنا تناقش بيننا..فنقلبها..و نفحصها..
و نختبرها..ثم نقرر معا ما نفعله بها..أنتبناها..فتصير
مبادئ لنا..أم نتخلى عنها..فتنسى
و تندثر...لكننا الآن نتكلم عن كل شيئ..و في
كل شيئ..ما عدى افكارنا...الوقت يمضي..و نحن
لا نفصح عنها...و الوقت قصير بين ايدينا..و نحن
لا نستغل لحظاته في البوح بكل خوالجنا..
كما كنا نفعل في زمن..
..مضى...



ghazal aljebal
25/04/2004

إيناس 28-01-2010 12:36 PM


و مضى الوقت...سريعا كلمح البصر...قصيرا
كعمر حشرة ولدت لكي تموت...و انتهى...
و حان موعد رحيلك..و افتراقنا..من جديد...و دعتك كما
لم أودعك من قبل...و ودعتني كما لم تودعن من
قبل... سار كل منا في طريقه..و هو يفكر
في أفكاره..في نبضه الذي اختقى..في مشاعره
التي نامت..في شوقه الذي لم يكن كبيرا كما
تخيله..في توقعاته التي لم تتحقق...في الوقت
الذي مضى و انقضى و انتهى..و لم يغتنمه للحديث
عن كل شيئ..بل لم يتحدث فيه عن أي شيئ...
و رحلت..و عدت انا إلى هنا..إلى بلدتنا
الصغيرة..حيث كنت دائما...و في غمرة كل
الأفكار و الأحزان...تذكرنا نظراتنا..همسات
شفاهنا..هبوب النسمات من حولنا..خرير مياه
نبع بلدتنا..تغريد الطيور..عبق الأزهار..حفيف
أوراق الأشجار..حركة السحب..و إشعاع
النجوم..و ضوء الهلال الخافت...



ghazal aljebal
11/05/2004

إيناس 28-01-2010 12:38 PM

تذكرنا كل شيئ..فاكتشفنا..فجأة..و بعد تفكير..
بل شرود قصير..أن نبض قلبينا كان أقوى
من احتمالنا له..و لهذا لم نشعر به...أن
شوقنا كان قاتلا..و لهذا لم نستوعبه...أن مشاعرنا
كانت حارقة..و لهذا لم ندركها...أن أفكارنا
كانت موحدة..و لهذا لم نناقشها...أن عقلانا يحملان
نفس البصمات و الذكريات و المعتقدات و المبادئ..
و اهذا لم يختلفا...
لكنني الآن..بعد رحيلك من جديد..و عودتي
إلى وحدتي من جديد..أندم على امر واحد
فقط..و هو خروجي للقائك من جديد..و عودتي
إلى حلم كنت قد عشته في زمن مضى...غير انه
كان أقصر في هذا الزمن..منه في ذاك الزمن..و ما
فتئ و تحول إلى كابوس سأبقى أعاني فيه..
إلى أن تعود من جديد....
و كل أفكاري الآن تقول....لماذا
عدت قبل عيد الكذب بأسابيع....
و رحلت ..من جديد.........
....قبل عيد الكذب بأسابيع.



ghazal aljebal
11/05/2004




نهاية الجزء الثالث

إيناس 28-01-2010 12:42 PM

في وإنتظار الجزء الرابع
وكل تحياتي لقلمك ولأحاسيسك الجميلة
أختي غزال الجبال

الجــ غزال ــبال 28-01-2010 12:43 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة إيناس (المشاركة 680729)
بل كل الشكر والتحية لك ولقلمك أختي غزال الجبال


وكما أقولها دائما، كم تعز علي رؤية الأحاسيس مهملة على الأدراج المنسية

و كنت سعيدة جدا عندما وجدت خواطرك هذه وأنا أتصفح صفحات الأرشيف وكذلك وجدت الفكرة رائعة جدا فقلت خسارة أن تبقى هذه الفكرة وهذه الأحاسيس الرائعة في مقبرة الأرشيف
فأنا من تشكرك أختي غزال الجبال متمنية أن ترجعي لصفحتك هذه وتكمليها بالجزء الرابع والخامس و......
وسيشرفني أن أشاركك مناضرتك ببعض أحاسيسي وكتاباتي المتواضعة

فمرحبا بغزال الجبال أمس واليوم ودائما :thumb:

لقد أشعلتي فيًّ فتيل الذكريات الرائعة
و قد قررت العودة لصفحتي بإذن الله لإكمال ما بدأت
و سأبدأ ذلك غدا بمشيئة الرحمان فليست العدة جاهزة بعد :New14:

و أتمنى منك و من الجميع المشاركة فقد وضعت الفكرة لذلك و ليس لأستفرد بالصفحة لنفسي

أرجو منك غاليتي ذلك و أنا في انتظار خواطرك على أحر من الجمر
:thumb:

الجــ غزال ــبال 31-01-2010 02:19 PM

غاليتي إيناس
لقد وعدتك أن أكمل نقل الجزء الرابع هنا منذ يومين
لكن شاء الله أن لا يكون ذلك
و بإذن الله سأبدأ ذلك اليوم

:heartpump

الجــ غزال ــبال 31-01-2010 02:31 PM

الجزء الرابع:

"سأترك قلبي و دموعي معك"


سرت بنا الأيام و السنون...
و قلبانا المعلقان مازالا يرتشفان من كأس الصبر المر.. رشفات الشوق القاتلة..
بعد لقائنا الأخير الذي مر كأنه لم يكن...
بعد لقائنا الأخير الذي ليته لم يكن...
بعد لقائنا الأخير الذي تحولت أيامنا بعده إلى محطات من الألم.. نتوقف عند كل واحدة منها.. مجبرين أو مخيرين..لنتقاسم فيها عبارات العتاب.. فعبارات الحنين.. فعبارات الحب.. فعبارات الحزن... ثم عبارات الوداع
لكن كل تلك العبارات.. لم تكن تصل مسمعينا... فمحطاتنا الجديدة ليست كمحطاتنا القديمة...
محطاتنا القديمة كنا نقصدها معا.. نتوقف عندها معا.. و ننطلق منها معا.....
أما محطاتنا الجديدة.. فقد أصبح كل منا يقصدها بمفرده..يتوقف عندها بمفرده.. و يغادرها بمفرده... حتى أننا لم نعد نقصد نفس المحطات...و لم تعد مسالكها توصلنا إلى نفس القدر.....

ARGOUN 02-02-2010 02:57 PM

طيب
ليكن
لست من هواة الاحاسيس المرهفة لكنها مناسبة لاعيد اكتشاف قلم جميل آخر في الخيمة
اكتبي هنا كثيرا حتى تكوني اقرب يا غزال الجبال

الجــ غزال ــبال 02-02-2010 05:43 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة argoun (المشاركة 681666)
طيب
ليكن
لست من هواة الاحاسيس المرهفة لكنها مناسبة لاعيد اكتشاف قلم جميل آخر في الخيمة
اكتبي هنا كثيرا حتى تكوني اقرب يا غزال الجبال

شكرا أخي أرغون
حتى أنا لم أعد من هوات الأحاسيس المرهفة
كانت هذه الكتابات خلال فترة كان الشباب فيها مشتعلا
أما الآن فقد خفتت تلك النار
و انطفأت
حتى هذا الجزء الرابع الذي بدأت نقله
كتبته في الأيام الخوالي

أتمنى أن أتمكن من إكماله
فكتابته تعيد لي ذكريات رائعة
تمنيت أن لا أذكرها

شكرا على مرورك أخي الكريم

الجــ غزال ــبال 03-02-2010 02:56 PM

تغيرت الحياة من حولنا... فليست هذه المدينة بلدتنا الصغيرة... و ليست هاته العمارات و المعاهد و المسارح معالم بلدتنا الصغيرة.. و رحل منها سكانها الطيبون... و رحلت منها أنت.... و رحلت منها أنا .....
زالت بلدتنا الصغيرة.. و محيت آثارها.. و تاهت الطرق المؤدية إليها في دروب الحياة... و لم يعد هناك أمل للعودة إليها...
و لا لاجتماعنا معا.. من جديد....
رغم أني مازلت هنا.. حيث تركتني يوم رحلت... ولم أبرح مكاني قط.. إلا أنني لم أعد أجد الطريق إليك... لم أعد أعرف من أين أبدأ مشاويري في أزقة بلدتنا التي تحولت إلى شوارع كبيرة... لم أعد أذكر أمكنة حدوث كل ذكرياتنا التي طواها النسيان... و حل محلها الألم و الحزن... لم أعد أسمع همساتنا في كل مكان...لم أعد أرى طيفك حين أغمض عيني في كل ليلة... لم أعد أحلم بلقائك من جديد حين استسلم للنوم.. حتى أني لم أعد أحس بحلاوة النوم و أنا أراك في أحلامي... فقد تحولت كل أحلامنا إلى سراب يزول بمجرد الوصول إليه.. بعد لقائنا الأخير.. و بعد رحيلك عن بلدتنا الصغيرة.. و افتراقنا من جديد... منذ دهر من السنين.....

الجــ غزال ــبال 04-02-2010 01:55 PM

في يوم من أيام حياتي الكئيبة... رأيتك هناك.. حيث كنا نلتقي صباحا.. في تلك الربوة الخضراء... جالسا على الصخرة الرمادية الكبيرة....
لم اصدق اني أراك... خشيت ان تبتعد من جديد.. فركضت إليك بكل سرعتي...
ركضت و ركضت... لكن المسافة إليك كانت تطول.. و كان التعب يأخذ مني مأخذه...
تجاهلت تعبي.. و تطاول المسافة إليك... و واصلت ركضي....
كان إصراري على الوصول إليك يمدني بطاقة غريبة.. طاقة لم اشعر بها منذ زمن بعيد... منذ ذلد الزمن الذي كنا فيه معا.. في بلدتنا الصغيرة.. قبل رحيلك منها.... قوة لم أشعر بها خلال لقائنا الأخير... قوة دفعتني إلى الصخرة الرمادية الكبيرة.. التي جلست عليها... و قصرت المسافة المتطاولة... و محت التعب الذي كاد يتغلب علي... و لكن... و بمجرد وصولي إلى الصخرة الرمادية.. لم أجدك.. لم أعثر عليك.. بحثت عنك في كل أنحاء الربوة الخضراء التي لطالما جمعتنا.. لكني لم أجدك... صرخت.. ناديتك بأعلى صوتي... ركضت في كل الإتجاهات... لكن أحدا لم يجبني... إلى أن سمعت صوتا مألوفا لدي... صوت يعلن عن قدوم الصباح... صوت لطالما استيقضت باكرا فقط لكي أسمعه.. فأحس بوجودك بقربي... كان صوت ديكك الأحمر و الأسود ريشه.. صوته الذي لم أسمعه منذ زمن بعيد.. منذ رحيلك عن بلدتنا الصغيرة.. دون أن تعلمني.....

الجــ غزال ــبال 07-02-2010 02:52 PM

كان الصوت يعلو و يعلو...و يشد انتباهي إليه أكثر فأكثر...بحثت عنه.. في كل مكان.. في كل اتجاه.. إلا أني لم أجده.. إلى أن فتحت عيني.. و رأيت نور شمس بلدتنا الصغيرة.. يملأ غرفتي.. و يمحو كآبتها...
تلك الشمس التي لم تشرق منذ زمن بعيد.. منذ ذلك الصباح الذي غادرت فيه بلدتنا الصغيرة....
نظرت من حولي فرأيت جدران غرفتي تحيط بي.. فانتفضت من مكاني.. و أمعنت النظر.. فاكتشفت أن ما رأيته كان حلما... حلم لم أره منذ آخر مرة رأيتك فيها.......
تسلل التعب إلى جسدي.. و خارت قواي.. و عادت الكآبة لتطبق على فؤادي.. و تحبس أنفاسي... فارتميت على سريري.. و أطلقت العنان لدموعي.. التي باتت وجنتاي تتوقان إليها.. فمنذ زمن بعيد لم تذرف عيناي دموعها عليك...
و ها هي الآن تفعل.....
كنت أفكر في دموعي التي عادت لتزور مقلتيَّ من جديد.. لكن صوت ديكك الأحمر و الأسود ريشه قطع تفكيري...اتجهت نحو نافذتي.. فرأيته يقف فوق بقايا شجرة اللوز العجوز.. و يصيح معلنا حلول الصباح... و رأيت شمس بلدتنا الصغيرة.. تشرق من جديد.. و تطلع من وراء الربوة الخضراء...
لم أصدق ما رأيت.. اعتقدت أن الحلم الذي رأيته يراودني من جديد.. أغمضت عيني و فتحتهما .. فرأيت نفس المشهد.. و وجدت بلدتنا الصغيرة تعود إلى سابق عهدها.. و عادت شمسها تشرق من خلف الربوة الخضراء كما كانت تفعل دائما... و عادت الربوة إلى خضرتها..و جرت المياه في نبع بلدتنا.. و وصل صوت خريرها إلى مسمعي.... من جديد.......


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.