حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الاسلامية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=8)
-   -   نقد كتاب آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=103286)

رضا البطاوى 23-07-2019 08:10 AM

نقد كتاب آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة
 
نقد كتاب آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة
الكتاب جمع روايات من قبل أبو البركات الغزي وموضوعه كما قال :
"اعلم أيها الأخ الصالح - أصلح الله شأننا - أن لأدب الصحبة وحسن العشرة أوجهاً، وأنا مبين منها ما يدل على أخلاق المؤمنين وآداب الصالحين، ويعلم أن الله - سبحانه وتعالى - جعل بعضهم لبعض رحمةً وعوناً، ولذلك قال رسول الله (ص): "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالحمى والسهر"وقال (ص): "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً"وقال (ص): "الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"
وقال (ص): "إن الأرواح تلاقى في الهوى فتشام، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً وفقه لمعاشرة أهل السنة والصلاح والدين، ونزهه عن صحبة أهل الأهواء والبدع المخالفين وقال (ص): "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"
وإلى هنا والكلام صحيح طيب المعنى ولكنه جمع الكلام التالى عن القرين وهو الصاحب من الأشعار فقال:
"ولبعضهم:
عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينِهِ فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي
ومن كلام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه ورضي عنه:
وَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ وَإياكَ وَإِيَّاهُ
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى حَليماً حينَ يَلقاهُ
يَقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ إِذا ما هُوَ ماشاهُ
وَلِلشَّيءِ عَلى الشَيءِ مَقاييسُ وَأَشباهُ
وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ دَليلٌ حينَ يَلقاهُ"
وبالقطع مصاحبة أو مخاللة الإنسان حتى لو كان جاهلا أو كافرا ليست أمرا محرما فقد طالب الله المسلم أن يصاحب أبويه الكافرين فقال تعالى "وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا"
وكان أصحاب الرسل (ص) فى بداية الدعوات كفار ولذا قال تعالى "
"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب"
فالصاحب بالجنب لم يحدد الله له دينا
واعتبر الله النبى الأخير(ص)صاحب قومه الكفار فقال :
"أفلم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين"
وكان اصحاب يوسف (ص) فى السجن كفارا دعاهم للإسلام فقال :
"يا صاحبى السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار"
وتحت عنوان آداب العشرة ذكر الرجل أمورا كثيرة والغريب أن العديد منها تكرر وأن بعضها هو تفسير للبعض الآخر فقال:
"آداب العشرة:
فمن آداب العشرة:
حسن الخلق:
حسن الخلق مع الإخوان والأقران والأصحاب، اقتداءً برسول الله (ص) فإنه قال، وقد قيل له: ما خير ما أعطي المرء؟ قال: "حسن الخلق"
تحسين العيوب:
ومنها تحسين ما يعانيه من عيوب أصحابه؛ فقد قال ابن مازن: "المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم"، وقال حمدون القصار: "إذا زل أخ من إخوانك، فاطلب له تسعين عذراً، فإن لم يقبل ذلك فأنت المعيب"
معاشرة المؤمن:
ومنها معاشرة الموثوق بدينه وأمانته ظاهراً وباطناً قال الله تعالى: "لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الأَخِرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللَهَ وَرَسولَهُ""
فحسن الخلق مع الإخوان والأقران والأصحاب هو نفسه معاشرة الموثوق بدينه وأمانته ظاهراً وباطناً
وقد كرر موضوع الموافقة عدة مرات فى مواضع متفرقة من الكتاب وهى :
"موافقة الإخوان:
ومنها قلة مخالفة الإخوان في أسباب الدنيا، لأنها أقل خطراً من أن يخالف فيها أخ من الأخوان قال يحيى بن معاذ الرازي: "الدنيا بأجمعها لا تساوي غم ساعة، فكيف بغم طول عمرك وقطع إخوانك بسببها، مع قلة نصيبك منها!!"
موافقة الإخوان:
ومنها قلة الخلاف للإخوان، ولزوم موافقتهم فيما يبيحه العلم والشريعة قال أبو عثمان: "موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم"
الأخ الموافق:
ومنها أن تكون الشفقة على الأخ الموافق أكثر من الشفقة على الولد قال أبو زائدة: كتب الأحنف إلى صديق له: أما بعد، فإذا قدم أخ لك موافق، فليكن منك بمنزلة السمع والبصر؛ فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف ألم تسمع قول الله عز وجل لنوح (ص) في ابنه: "إِنَهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَهُ عَمَلٌ غَيرَ صَالِحٍ"
تحري الموافقة:
ومنها قلة الخلاف على الإخوان، وتحري موافقتهم فيما يريدون في غير مخالفة الدين والسنة؛ قالت جويرية: "دعوت الله أربعين سنة أن يعصمني من مخالفة الإخوان"
وهو تكرار للموضوع دون اختلاف كبير فالاختلاف هو فى نقل أقوال مختلفة عن أناس مختلفين
وكرر كلامه فى موضوع العفو عن أخطاء الإخوان تحت عناوين مختلفة فقال فى مواضع متفرقة من الكتاب جمعناها هنا :
"الصفح عن العثرات:
ومنها الصفح عن عثرات الإخوان، وترك تأنيبهم عليها قال الفضيل بن عياض: "الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان"، فكما يجب على العبد الأدب مع سيده، يجب عليه معاشرة من يعينه عليه قال بعض الحكماء: "المؤمن طبعاً وسجية"، وقال ابن الأعرابي: "تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم"
مجانبة الحقد:
ومنها مجانبة الحقد، ولزوم الصفح، والعفو عن الإخوان قال هلال بن العلاء: "جعلت على نفسي ألا أكافئ أحداً بشرٍ ولا عقوقٍ اقتداءً بهذه الأبيات:
لمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ أَرَحتُ نَفسِيَ مِن غَمّ العَداواتِ
إِنّي أُحيّي عَدَوِّي حينَ رُؤيَتِهِ لِأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحيّاتِ
وأَظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أَبغِضُهُ كَأَنَّهُ قَد حُشيَ قَلبي مَسَرّاتِ
وأنشد أحمد بن عبيد عن المدائني:
وَمَن لَم يُغمّض عَينَهُ عَن صَديقِهِ وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهُوَ عاتِبُ
وَمَن يَتَتَبَّع جاهِداً كُلَّ عَثرَةٍ يَجِدها وَلا يَسلَم لَهُ الدَهرَ صاحِبُ
ستر العورات:
ومنها الاجتهاد في ستر عورات الإخوان وقبائحهم، وإظهار مناقبهم، وكونهم يداً واحدةً في جميع الأوقات قال النبي (ص): "مثل المؤمنين إذا التقيا كاليدين تغسل إحداهما الأخرى"
وَأنشد عن ثعلب:
ثَلاثُ خِصالٍ لِلصَديقِ جَعَلتُها مُضارَعَةً لِلصَومِ وَالصَلواتِ
مُواساتُهُ وَالصَفحُ عَن عَثَراتِهِ وَتَركُ اِبتذالِ السَرِ في الخَلَواتِ
ولسعيد بن حمدان:
لَم أُؤاخِذكَ إِذ جَنَيتَ لِأَنّي واثِقٌ مِنكَ بِالإِخاءِ الصَحيحِ
فَجَميلُ العَدوِّ غَيرُ جَميلٍ وَقيبَحُ الصَديقِ غَيرُ قَبيحِ
العفو عن الهفوات:
ومنها العفو عن هفوة الإخوان في النفس والمال دون أمور الدين والسنة، لقوله تعالى: "وَليَعفوا وَليَصفَحوا" وقوله: "وَأَن تَعفوا أَقربُ لِلتَقوى"
وأما موضوع الثناء وهو شكر الإخوان فذكره تحت عناوين مختلفة جمعناها هنا وهى :
"الحمد على الثناء:
ومنها أن يحمدهم على حسن ثنائهم، وإن لم يساعدهم باليد، لقوله (ص): "نية المؤمن أبلغ من عمله" قال علي كرم الله وجهه: "من لم يحمل أخاه على حسن النية، لم يحمده على حسن الصنعة"
ترك المن:
ومنها إلا يمن على من يحسن إليه، ويشكر ما يصل إليه منهم قال عروة: كتب رجل إلى عبد الله بن جعفر رقعة، وجعلها، في ثني وسادته التي يتكئ عليها، فقلب عبد الله الوسادة، فبصر بالرقعة، فقرأها وردها إلى موضعها، وجعل مكانها كيساً، فيه خمسمائة دينار، فجاء الرجل، فدخل عليه، فقال له: قلبت النمرقة؟ فخذ ما تحتها، فأخذ الرجل الكيس وخرج وهو ينشد:
زادَ مَعروفَكَ عِندي عِظَماً أَنَهُ عِندَكَ مَيسورٌ حَقير
تَتَناساهُ كَأَن لَم تَأتِهِ وَهُوَ عِندَ الناسِ مَشهورٌ كَبير
الإخاء والثناء
ومنها ترك التطرية والثناء بعد صحبة الأخوة والمودة قال عبد الرحمن بن مهدي: "إذا تأكد الإخاء سقط الثناء"، وقال الحجي لرجل: "حبي لك يمنع من الثناء عليك"
والعناوين الأول والثانى الحمد على الثناء وترك المن فى الموضوع ما فيهما وهو شكر الإخوان والثناء عليهم يناقض العنوان الثالث الإخاء والثناء بترك شكرهم وثنائهم

رضا البطاوى 23-07-2019 08:11 AM

البقية http://www.arab-rationalists.net/for...7755#post87755


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.