" الألثغ يحتج "
قرأ الألثغ منشوراً ممتلئاً نقداً أبدى للحاكم ما أبدى: الحاكم علمنا درساً… أن الحرية لا تُهدى بل… تُستجدى ! فانعم يا شعب بما أجدى. أنت بفضل الحاكم حرٌ أن تختار الشيء وأن تختار الشيء الضدّا… أن تصبح عبداً للحاكم أو تصبح للحاكم عبدا ! وُجد الألثغ. مدهوساً بالصدفة… عمداً ! |
" الـجـنـة "
قال: إلهي… إنني لم أحفظ السنة ولم أقدم لغدي ما يدفع المحنة.. عصيت ألف مرة و خنت ألف مرة وألف ألف مرةٍ وقعت في الفتنة. لكنني… ومنك كل الفضل والمنّة كنت بريئاً دائماً من حب أمريكا ومن حب الذي يحب أمريكا عليها وعلى آبائه اللعنة. هل ليَ من شفاعةٍ ؟ قيل: ادخل الجنة ! |
" خيـبر والمخفر "
قالت خيبر: شبران… ولا تطلب أكثر. لا تطمع في وطنٍ أكبر. هذا يكفي… الشرطة في الشبر الأيمن والمسلخ في الشبر الأيسر. إنا أعطيناك "المخفر" ! فتفرغ لحماسٍ وانحر. إن القتل على أيديك سيغدو أيسر ! |
" نصيحة بغل "
قال بغلٌ مستنير واعظاً بغلاً فتيا: يا فتى أصغ إليّا… إنما كان أبوك امرأ سوءٍ وكذا أمك قد كانت بغيّا. أنت بغلٌ يا فتى… والبغل نغلٌ فاحذر الظن بأن الله قد سواك نبيّا. يا فتى… أنت غبي حكمة الله، لأمرٍ ما، أرادتك غبيّا فاقبل النصح تكن بالنصح مرضياً رضيّا أنت إن لم تستفد منه فلن تخسر شيّا. يا فتى… من أجل أن تحمل أثقال الورى صيرك الله قويّا. يا فتى… فاحمل لهم أثقالهم مادمت حيّا واستعذ من عقدة النقص فلا تركل ضعيفاً حين تلقاه ذكيّا. يا فتى… احفظ وصاياي تعش بغلاً، وإلاّ ربما يمسخك الله رئيساً عربيّا ! |
" حـوار وطـني "
دعوتني إلى حوار وطني… كان الحوار ناجحاً… أقنعتني بأنني أصلح من يحكمني. رشحتني. قلت لعلّي هذه المرة لا أخدعني!! لكنّي وجدت أنّني لم انتخبني إنما انتخبتني ! لم يرضني هذا الخداع العلني. عارضتني سراً وآليت على نفسي أن أسقطني ! لكنني قبل اختمار خطتي وشيت بي إليّ فاعتقلتني ! الحمد لله على كلٍّ شي فلو كنت مكاني ربّما أعدمتني ! |
" فـتــوى "
يا أبا العينين…ما فتواك في هذا الغلام ؟ - هل دعا -في قلبه-يوماً إلى قلب النظام ؟ لا… - هل جاهر بالتفكير أثناء الصيام ؟ لا… - هل شوهد يوماً يمشي للأمام ؟ لا… - إذن صلّى صلاة الشافعية. لا… - إذن أنكر أنّ الأرض ليست كرويّة. لا… - ألا يبدو مصاباً بالزكام ؟ لا… - لنفرض أنه نام وفي النوم رأى حلماً وفي الحلم أراد الابتسام. - لم ينم منذ اعتقلناه… !! - إذن… متهمٌ دون اتهام ؟ بدعةٌ واضحةٌ مثل الظلام. - اقطعوا لي رأسه!! - لكنه قام يصلي ؟ - هل سنلغي الشرع من أجل صلاة ابن الحرام ؟! - كل شيء وله شيء تمام. صدرت فتوى الإمام: (يقطع الرأس) وتبقى جثة الوغد تصلي آه… يا للي. والسلام ! |
" حبسة صوت "
اختفى صوتي فراجعت طبيبي في الخفاء. قال لي: ما فيك داء. حبسة في الصوت لا أكثر… أدعوك لأن تدعو عليها بالبقاء ! قدَرٌ حكمته أنجتك من حكم (القضاء) حبسة الصوت ستعفيك من الحبس وتعفيك من الموت وتعفيك من الإرهاق ما بين هروبٍ واختباء. وعلى أسوأ فرض سوف لن تهتف بعد اليوم صبحاً ومساء بحياة اللقطاء. باختصار… أنت يا هذا مصابٌ بالشفاء ! |
" الـشـاهـد "
لا تطلبي حريةً أيتها الرعية. لا تطلبي حرية… بل مارسي الحرية. إن رضي الراعي… فألف مرحبا وإن أبى فحاولي إقناعه باللطف و الروية… قولي له أن يشرب البحر وأن يبلع نصف الكرة الأرضية ! ما كانت الحرية اختراعه أو إرث من خلّفه لكي يضمها إلى أملاكه الشخصية إن شاء أن يمنعها عنك زواها جانباً أو شاء أن يمنحها… قدّمها هدية. قولي له: إني ولدت حرّة قولي له: إني أنا الحرية. إن لم يصدقك فهاتي شاهداً وينبغي في هذه القضية أن تجعلي الشاهد… بندقية ! |
" فاقد المستقبل "
سألت أستاذ أخي عن وضعه المفصّل فقال لي: لا تسألْ. أخوك هذا فطحلْ ! حضوره منتظم سلوكه محترم تفكيره مسلسلْ. لسانه يدور مثل مغزلْ وعقله يعدل ألف محمل. ناهيك عن تحصيله… ماذا أقول ؟ كاملٌ ؟ كلاّ… أخوك أكمل. ترتيبه، يا سيدي، يجيء قبل الأول ! وعنده معدّلٌ أعلى من المعدل ! لو شئتها بالمجمل أخوك هذا يا أخي ليس له مستقبل ! |
" الحلم الخائن "
قلت للحاكم: هل أنت الذي أنجبتنا ؟ قال: لا… لست أنا. قلت: هل صيّرك الله إلهاً فوقنا ؟ قال: حاشا ربنا. قلت: هل نحن طلبنا منك أن تحكمنا ؟ قال: كلا. قلت: هل كان لنا عشرة أوطان وفيها وطنٌ مستعمل زاد على حاجتنا فوهبنا لك هذا الوطنا ؟ قال: لم يحدث… ولا أظن هذا ممكنا. قلت: هل أقرضتنا شيئاً على أن تخسف الأرض بنا إن لم نسدد ديْننا ؟ قال: كلا. قلت: مادمت، إذن، لست إلهاً أو أباً أو حاكماً منتخباً أو مالكاً أو دائنا فلماذا لم تزل، يا ابن الكذا، تركبنا ؟ … وانتهى الحلم هنا. أيقظتني طرقاتٌ فوق بابي: افتح الباب لنا يا ابن الزنى. افتح الباب لنا. إن في بيتك حلماً خائنا ! |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.