حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الفـكـــريـة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=68)
-   -   المدرسة المَمْدَرية في النقد المَمْدَري (دراسة أكاديمية) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=103160)

محمد محمد البقاش 09-03-2019 08:04 PM

المدرسة المَمْدَرية في النقد المَمْدَري (دراسة أكاديمية)
 
المدرسة المَمْدَرية في النقد المَمْدَري
(دراسة أكاديمية)

المدرسة المَمْدَرية في النقد المَمْدَري من الأدب الظليل لأنها تستظل بظل إبداع تمارس النقد عليه، والنقد في المدرسة الممدرية نقد ظليل، والناقد فيها ناقد ظليليّ.
المدرسة الممدرية في النقد الممدري لا يمكن أن تصبح في يوم من الأيام أداة إسقاط على أيّ إبداع سواء كان عربيا أم أعجميا لأنها لا تملك شيئا مُفصَّلا يأتي على القياس، وليست هي قالبا يمكن أن يُقْحَم فيه ما يراد إبداعه أو صنعه على نفس القياس، بل تملك شيئا لا يظهر إلا عند ممارسة القراءة البادية للإبداع في النصوص الأدبية، أي تملك الاستعداد للإبداع، وبذلك لن تنتهي كما انتهت إليه المدرسة البنيوية ولا المدرسة التفكيكية ولا غيرهما لأنها بعيدة كل البعد عن تلك الاتجاهات، ومحصنة كل التحصين من أن تصير إلى مصيرهم، فليست هي سحابا يَخرجُ الوَدْقُ من خلاله، ثم يأتي الناقد ويقف تحت السحاب لتمطره بغيثها، كلا، فذلك يعتبر إسقاطا، فنزول الماء على الصخر والبحر لا يُنتج إنباتا للكلأ الذي تنبته الأرض لو أن ماء المُزْن نزل عليها، والإسقاط إذا كان على شيء ليس من جنسه، ولا هو قابلا لقياسه عليه؛ يكون ذلك تعسُّفا على النصوص وإخراجاً لها عن طبيعتها الأدبية، ومما يُؤْسَف له أن الكثيرين يمارسون هذا النوع من النقد، يأخذون ما تعلموا في المدارس الغربية التي أنتجت أدبا مبنيا على لغاتها ثم يسقطونه على الأدب العربي الذي يتميز كل التميز بمرونة لغته وانسيابها وسعتها الكبيرة في التفعيل والاشتقاق والتركيب، فلا تَبَجُّعات فيها ولا انكسارات، إنها اللغة الثّرّة الثّريّة التي لا يمكن إلا أن تعلوا على أزيد من حوالي 7 آلاف لغة محكية من لغات العالم اليوم وسائر اللغات قديمها وحديثها لغناها وفقر غيرها، ففيها 16000 جذر لغوي بينما غيرها كاللاتينية التي عنها نشأت ومنها جاءت لغات كالفرنسية والإيطالية وغيرهما؛ بها 700 جذر لغوي، ولا أقول اللغة الإسبانية فاللغة الإسبانية الحديثة نشأت عن اللاتينية والعربية، ولا يعني ذلك أن غيرها من لغات أوروبا خالية من الاقتباس من اللغة العربية، كلا، فالإنجليزية مثلا من الأنجلو سكسون بها 2000 جذر لغوي وقد أخذت هي الأخرى من العربية، خذ مثلا كلمة "طال" بمعنى طويل، وهي عينها في اللغة العربية، و"طال" في الإنجليزية Tall كلمة جامدة لا يصدر عنها شيء ولا يُسْتولد منها شيء خلاف الكلمة العربية ففيها طال يطول وطويل وأطول وطائل وطلّ وذو الطول ومستطيل.. وخذ كلمة أخرى هي جيد وهي في الإنجليزية "جيد" Good وللتعبير عن الأجود يزاد على الكلمة في الإنجليزية فيقال: "فيري جود" Very Goodبينما في العربية يلون وزن الكلمة فتقول: أجود، أضف إلى ذلك كثرة ما يخرج عن اللفظة العربية مثل رضى ورضوان، وعنف وعنفوان، ورحيم ورحمن، وقاتل وقتيل وجمود اللفظة الإنجليزية وهكذا، فكلمة كهف عربية أخذتها عنها اللغة اللاتينية واللغات التي انبجست عنها، ففي اللاتينية "كافوس" Cavus، وفي الإنجليزية "كاف" Cave، وفي الفرنسية "كاف"Cave، وفي الإيطالية "كافا" Cava ، فبتلك اللغات الناشئة عن اللاتينية باستثناء اللغة الإنجليزية لأنها من الأنجلو سكسونية؛ حصل الإبداع، ومنها نشأ النقد، ثم جاء من تتلمذوا على يد النقاد الغربيين، وتخرجوا من المدارس النقدية الغربية فاستقوا ذلك الإسقاط الذي نعيبه عليهم لأنه لا يطابق واقع النصوص الأدبية العربية، وما ذُكر عن اللغة العربية كاف لإدراك الباع الشاسع بين لغة عظيمة ثَرَّة ثَرِيّة وبين غيرها، به ندرك أيضا عدم الموافقة والمطابقة، كما أنه قد جالستُ متخرّجين في المعارف النفسية والاجتماعية، أي ما يسمى بعلم النفس وعلم الاجتماع فوجدت نفس الإسقاط على النصوص الفكرية الذي مارسه بعض الفلاسفة بعد انصرام القرن الأول الهجري خصوصا عنما دانت شعوب كثيرة للإسلام واعتنقته عن رضى واختيار، وكان من شعوب الشام والعراق ومصر وغيرها أفراد قلائل وجماعات صغيرة لم يؤمنوا بالإسلام ولم يستسيغوا هجوم القرآن على العقائد الفاسدة كتأليه الكواكب والأوثان وعيسى، ولم يقبلوا منه إثباته للحشر والمعاذ والنبوات خصوصا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت لديهم أفكار مناقضة له فصاروا يثيرون الشبهات ويناقشون المسلمين في العقائد إلى أن انبرى من يرد عليهم من المسلمين فتعلموا الفلسفة اليونانية والمنطق اليوناني وغير ذلك من الثقافات الأخرى بغية مناقشة المشككين والرد عليهم فنشأت مسألة علم الكلام إلى أن ختمت بوجود فلاسفة صاروا يؤولون الإسلام ليوافق ما عليه الفكر اليوناني والمنطق اليوناني والفلسفة اليونانية، أخذوا ما تُرجم من الفلسفة اليونانية والمنطق اليوناني وشرعوا يؤولون ثقافة الأمة لتوافق المنطق اليوناني والفلسفة اليونانية، وكان ذلك عيبا كبيرا، ولكنه لم يؤثر على صفاء الثقافة الإسلامية ونقاوة العقيدة الإسلامية التي هي مصدر لها لا مصدر لها غيرها، ولحسن الحظ أن ذلك لم يخلّ برؤية الحقيقة عند من يملكون ذهنا صافيا، وطريقة ناجعة في البحث وهم من أوصلوا إلينا مشكورين مأجورين؛ ثقافتنا، أوصلوها إلينا صافية لا يعتريها ما يعكِّر صفوها، نقلوها إلينا بأصح الطرق نقية لا وجود لشوائب فيها، جاءوا بها مبلورة يُنْظر إليها من جميع الجوانب.
تأسست المدرسة النقدية في النقد المَمْدَري، أو المدرسة المَمْدَرية النقدية للإبداع، أو مدرسة النقد الإبداعي، أو النقد الظليل عندما مورست القراءة البادية للإبداع لأعمال المبدعين من شعر وقصة وحكاية.. فقد استدعتني جمعية أقلام مغربية ((لحضور نشاط ثقافي في مركز محمد السادس للأعمال الاجتماعية بطنجة في شهر فبراير سنة: 2017م واقترحتني قَيِّماً على نصوص المبدعين أنظر فيها وأقوِّمها، وقد مارست الارتجال عند نهاية كل مبدع لقراءة إبداعه من شعر وقصة، وكنت حينها ممارسا للقراءة البادية للإبداع دون أن أكون واعيا عليها وعالما بها)) القراءة البادية للإبداع ــ أسئلة شبه أجناسية ــ جريدة طنجة الجزيرة، www.tanjaljazira.com باب: ثقافة وفنون بتاريخ: 13 مارس 2017م، كما تأسس عندها مباشرة النقد المَمْدَري غير أنه لم يتبلور لدي إلا بهذه الدراسة المختصرة..
ـــــــ
يتبع


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.