حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الاسلامية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ( الدعوة بين الحكمة والتهييج ) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=63826)

الـشافعي 11-07-2007 06:53 AM

( الدعوة بين الحكمة والتهييج )
 
مهمة دعاة الإسلام توجيه الناس إلى ما ينفعهم .
ولكن بعض الدعاة نسي المهمة الملقاة على عاتقه ، فتراه في أوقات يزيد على ما قالته القنوات والإعلام ، ويسير على نفس الوتيرة لجعل النفوس تغلي .
تارة باسم الولاء والبراء غير المنضبط شرعا .
وتارة باسم الدعوة للجهاد في سبيل الله - تعالى - .
وتارة كذا ، وتارة كذا .
وكل هذا يشحن النفوس دون توجيه صحيح فيما ينفع الأمة ثم ينتج عن ذلك التشاحن والتفرق .
وعلى الدعاة الانتباه في كلماتهم إلى ما ينفع الناس ، والحذر من شحن النفوس ، وهم لا يعرفون ما ستكون الأبعاد لهذا الشحن الذي قد لا يكون منضبطا بالضابط الشرعي .
وإرشاد الناس ، أو بيان الواقع يحصل إذا كانت النفوس خالية .
لكن إذا كانت النفوس مليئة ، وهم يتابعون هذه القنوات ليل نهار ، ثم يأتي الداعية أو الخطيب يزيد في اشتعالها .
فنتساءل إلى أين تريد - يا خطيب - أن يتجه الناس ؟
والجواب ليس ثمة اتجاه إلا إلى زيادة ما في النفوس من اختلافات ، وإلا إلى سوء الظن ، وإلا إلى ترك الجماعة ، فالحذر فالحذر من أن يدعو الداعية إلى مثل ما يضر الناس ولا ينفعهم .

وعلى الدعاة أن يعلموا أن ما دار بين الصحابة من حروب كعلي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه في وقعة ( صفين ) ، وعائشة - رضي الله عنها - في وقعة ( الجمل ) وغير ذلك فمعتقد أهل السنة والجماعة أن هذه الحروب ليس الصحابة طرفا فيها ، فالصحابة وجدوا أنفسهم يتقاتلون وهم لا يشعرون . والذي أشعل هذه الحروب هم الخوارج .

ذكر ذلك شيخ الإسلام ، وشارح الطحاوية ، وكتب العقيدة .
فسعى الخوارج بين الطرفين ، سعوا هنا بشيء ، وسعوا هنا بشيء آخر ؛ لإعلاء ما يزعمونه حقا من رفع راية ظاهرها حق وباطنها باطل ، وهي ( لا حكم إلا لله ) وهم لا يريدون القتال بين الصحابة ، ولكن السعي الذي لم ينتبهوا إلى نتائجه أوقع الصحابة في القتال .
وقتاله الصحابة أعظم مصيبة في التاريخ الإسلامي .
وصار من عقائدنا سلامة ألسنتنا وقلوبنا من الغل ، وعدم النيل ممن حصل بينهم القتال .
فإذا قيل من أشعل هذه الفتنة إذن ؟
فيقال : هم الخوارج .

وكيف يكون ذلك ؟
نقول : ما أشبه الليلة بالبارحة ، النفوس إذا زاد شحنها ، ثم زاد حصلت الفتن . .
فإنه يحصل من فئة إما بإدراك أو بغير إدراك ، وإما بقصد أو بغير قصد أن توقع الناس في صراعات ومقاتل ومعارك وهم لا يشعرون ، ولن ينتبهوا إلا إذا وقعت ، وإذا وقع السيف فمتى يرفع ؟
فالحذر الحذر من هذا الأمر ، والتنبه واليقظة إلى اتباع هدي السلف ، وإلى العبرة من الفتن التي حصلت ، والمقاتل في ذلك .


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.