حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة السيـاسية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=11)
-   -   الطائفية في الشرق الأوسط (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=91515)

صفاء العشري 25-02-2016 06:06 PM

الطائفية في الشرق الأوسط
 
الطائفية هي الظاهرة التي ربط كثيرون العالم العربي بها، لا سيما وأن المنطقة عبارة عن فسيفساء من العديد من الطوائف الدينية والعرقية. لكن في الآونة الأخيرة ساد الانقسام الشيعي السني الذي يهدد بابتلاع المنطقة بأسرها في العنف والانقسامات والكراهية.
لقد عاش المسلمون السنة والشيعة معا بسلام لقرون. وفي كثير من البلدان كان من الشائع لأفراد الطائفتين التزاوج والصلاة في نفس المساجد. الطائفتان تتشاركان الإيمان في القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد وأداء صلوات مماثلة، على الرغم من أنهما تختلفان في الطقوس وتفسير الشريعة الإسلامية. كان الصراع الطائفي الصريح نادرا، ولكن على مدى العقود الأخيرة ارتفعت حدة التوترات الطائفية وبرز رأسها القبيح بوضوح. ماذا حدث؟ هناك الكثير ممن عملوا بجد لتحقيق ذلك، حتى ليبدو في بعض الأحيان أن الأمور تخرج عن نطاق السيطرة.
ومع ذلك، فمن السذاجة الاعتقاد بأن الدين هو السبب الرئيسي للانقسامات في الشرق الأوسط.
من الجدير بالذكر أن ما يسمى الصحوة العربية بدأت في كل مكان بدعوات الإصلاح العلماني، من أجل الكرامة والحرية. وفقط مع مرور الوقت انتقلت النزعات الطائفية الى الواجهة. وكلما تكاثر عدد الأطراف المشاركة في النزاعات، كلما زادت الرواية والمشاعر طائفية. وكلما أصبح الصراع أكثر عنفا، كثراستخدام المبررات الدينية لحشد المزيد من المؤيدين. وكلما تراجعت التحولات ، اختار الناس على نحو متزايد تعريف أنفسهم على أسس قبلية أو طائفية، بدلا من الأسس السياسية. وقد جعلت وسائل الإتصال الاجتماعي نشر الرسائل السامة وغير المتسامحة أسهل من أي وقت مضى.
من الواضح أن أساس هذا الصراع هو المنافسات السياسية الوطنية والتنازعات الإقليمية. فقد اعتمدت عدة أنظمة، خوفا من أن تجتاح المطالب بالتغيير السياسي العالم العربي وتزعزع استقرار مجتمعاتهم، استراتيجية استغلال الطائفية لصرف مطالب الديمقراطية. في نفس الوقت تلعب القوى الأخرى البطاقة الدينية في سبيل تحقيق مصالحها الخاصة. العنف يتصاعد والناس يموتون لأسباب باطلة.
إن التطلعات الحقيقية للمجتمعات العربية هي الحرية والاستقرار والتقدم والازدهار. والتحريض على المشاعر الطائفية هي أداة أولئك الذين لا يريدون لها تحقيق هذه الأهداف، لأن الطائفية تعني الدمار والموت والتشريد والانحدار. ألا تعتقدون أن على كل مواطن عربي أن يتوقف ويفكر ويرفض أن يكون هذه الأداة؟


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.