حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة القصـة والقصيـدة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=69)
-   -   قصة قصيرة ( بائعة المنديل ) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=80208)

ابن يوسف الطبيب 09-08-2009 10:00 AM

قصة قصيرة ( بائعة المنديل )
 
قصة قصيرة

بائعة المنديل

في عجلة،كنت أسير ، خطوات تتعاقب ، أقدام تتهافت ، حبات رمال تدهس ، وكأني أغلفها بين ثنيات حذائي الرصاصي.
نظرت في ساعتي:
- آه ، إنها التاسعة؛ لقد تأخرت كثيرا ، لم يتبق من الوقت شيء.
من هرولتي؛ سقط كتابي ،فانحنيت مسرعا لالتقاطه، ولدى قيامي اصطدم ذراعي بشيء ما ، تساقطت علب المناديل من أمامي ومن خلفي ، يبدو أنه كان ذراع شخص ما كان يمر من جانبي، أسرعت بالتقاط العلب الساقطة ، جمعتها واعتدلت قائلا في عجلة:
- عذرا...........
لم أستطع أن أكمل كلماتي ، وكأنها قد أخذت بعينيها الزرقاوين كل المعاني من بين شفتي ثم جعلت تتناغم فيهما رقة وصفاء.
في حنو صوتها رفعت عينيها تقول:
- لا عليك ، سيدي ! لم يحدث شيء ..........أنا آسفة .....! أنا من ........
- بل أنا من يجب عليه الأسف، آنستي..!
أخرجت بعض المال وقلت :
- هل لي بمنديل، آنستي..!
- إليك العلبة كلها سيدي...!
أخذت العلبة ، تناولت منها منديلا ، ونظرت إلي المنديل، ثم بعيني وجهة عينيها الزرقاوين ، ثم أقبل علي صوتها تقول:
- تفضل الباقي، سيدي......!
لم أشعر بيدي تمتد إليها ، بينما عيناي تحلق في سماوات عينيها الزرقاء.
التفتت وأكملت سيرها ، ناديتها !آنستي .........! أهنا....... أهنا أنت.. كل صباح؟
التفتت ، ثم ما لبثت أن عزفت ريشة صوتها الحاني على أوتار أذني قائلة:
- نعم ......، نعم ،سيدي ! كل صباح...
ومنذ تلك اللحظة وأنا أرقبها تأتي ، ولكنها ما أتت أبدا ، وجعلت أكتفي بالمنديل بين يدي كل صباح، أرى فيه جميل عينيها المطلتين على خيالي بها وشوقي إليها!
أتساءل دوما ، أين أنت بائعة المنديل!!

الجنرال 2009 09-08-2009 12:04 PM

ليس شي في الدنيا اروع من الابتسامة في وجة

مهموم

ريّا 16-08-2009 06:31 PM

قصة جميلة ورائعة

صعب أن تنتظر شخص كل صباح ولا تجده


رمضان كريم ,,,,,ونعتب عليك عضو قديم وتكتب بهذه الروعة ولك خمس مشاركات فقط

لاتبخل علينا بابداعاتك

المشرقي الإسلامي 26-02-2010 06:00 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بك أخانا العزيز ، وقد قرأت قصتك واستمتعت بها للغاية ، وهي فعلاً قصة قصيرة تتحقق فيها أركان القصة من حيث الحدث والزمان والأشخاص ،لكنها افتقدت بشكل كلي للصراع وهذا ما يجعلها -عند الكثيرين- أقرب إلى الخاطرة أو خاطرة قصصية.
الفكرة نفسها كانت فكرة جميلة ، وهي أن الشيء البسيط اليسير الذي لا يملك شيئًا قد يكون هو صانع السعادة لغيره من الأشخاص .
والقصة أقرب في بيئتها إلى الحياة الأوروبية ، إذ أن هذه الزرقة في العينين ، وهذه الأريحية لا تكون في دولنا العربية والتي لو كان فيها فتاة كتلك لحاولت التسول والتذرع بما يمكن التذرع به لأخذ مبلغ أكبر من المال !!
القصة أعجبني فيها البساطة والسرعة ، ولم تكن طويلة مملة .
في الوقت نفسه القصة كانت تحتاج إلى فنيات كثيرة ، رغم تعبير سماوات عينيها وجماله إلا أن القصة لابد أن تطرح ما هو أبعد من ذلك ، وإن كانت النهاية حزينة أو توحي بالعديد من وجوه التأويل فلعلها ماتت ، ولعلها شعرت بالاستحياء من أن تظهر في شكل المتسولة فغيرت المكان الذي فيه.
كان ينقص القصة حبكة ، كأن يكون هذا المنديل الذي أعطتك إياه مسحت به دمعة طفل آخر متسول ، أو أن يسقط الثلج فيبلل المنديل فيذكرك بوجهها الرقيق الذي يتجاوز رقة هذا المنديل ..
هناك قصص كثيرة لعل أشهرها بائعة الكبريت وقد مُثّلت كرتونيًا عن بائعة للثقاب في شتاء أوروبا حتى ماتت من الثلج وانطفأت شعلة الثقاب في مشهد رمزي لانطفاء حياتها الصغيرة..
أفكار كتلك كثيرة للغاية لابد أن تضعها في اعتبارك عندما تحاول كتابة القصة.
ختامًا : لديك موهبة جيدة وأنصحك بالاطلاع على موقع دار ليلى darlila.com لأن فيه العديد من القصص والروايات التي تفيد منها في أعمالك المستقبلية بإذن الله ولك أخلص التحية ووافر الشكر والامتنان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عصام الدين 26-02-2010 08:46 PM

أريد منديلا... وحاااالا.

أخي الكريم والمبدع الكبير، استمتعت حقا بقصتك الجميلة، وسحبتني إلى عوالم حالمة، كيف أنها كانت بائعة مناديل، فصارت بكل عز وبدون مقدمات :
الأجمل والأروع والأفضل..
هنيئا لك، وأرجو أن أجد صاحبة مناديل تشبهها..
حتى أنسى ولو قليلا بائعي المناديل هؤلاء الذين يقفون عند وجهي أمام كل إشارة مرور حمراء، عارضين سلعتهم في علبة الكرتون، وعندما ترفض بأدب مناديلهم، يقولون لك في بؤس :

- عاوني يا خويا واخا غير درهم. *
:(
:(
:(
:(


* المعنى : ساعدني أخي ولو فقط بدرهم.

هـــند 27-02-2010 01:09 PM

الجميل في القصة القصيرة، أنها تختصر أحداث في سطور قليلة،القليل من الكتاب من يستطيع أن يستغل هذا الحيز الصغير حتى يوصل الحدث إلى القارئ مع عنصر التشويق و الإبداع، و أنت هنا أخي ابن يوسف الطيب وفقت في ذلك أبدعت.
دمت مميز الحرف أخي الكريم.


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.