حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الفـكـــريـة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=68)
-   -   مدونة لأسماء أهم الفلاسفة و المفكرين المعاصرين في العالم ( من خارج العالم الإسلامي) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=83133)

صلاح الدين 01-03-2010 03:15 PM

مدونة لأسماء أهم الفلاسفة و المفكرين المعاصرين في العالم ( من خارج العالم الإسلامي)
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

و بعد ،

على غرار مشروع إعداد مدونة لأهم و أشهر أسماء المفكرين المسلمين المعاصرين ، يطمح هذا الموضوع أن يعد مدونة أخرى خاصة بالمفكرين و الفلاسفة المعاصرين خارج الدائرة الإسلامية .

فليس خاف على كل ذي بصيرة أن عالمنا اليوم تحكمه أفكار و توجهه رؤى ضمن مشاريع فكرية و مناهج تفكير و نظريات تسعى الدوائر التي تؤمن بها و تعتقدها أن تضعها موضع التنفيذ ، فمعرفة تلك العقول و كشف آليات تفكيرها هي بداية فهم عالمنا الذي نعيش ...و هي ضرورة للتحاور معها و استيعابها نقدا و تجاوزا .


فمن هم أرباب الفكر الغربي الحديث ؟
و من هم مفكرو الشرق غير الإسلامي المعاصرين ؟

دعوة أخرى لتدوين أسماء هؤلاء الفلاسفة و المفكرين هنا ...مع التعريف الموجز بمنتوجاتهم الفكرية و اتجاهاتهم .



ملاحظة : إن تقسيم المفكرين العالمين إلى مفكرين من ( داخل العالم الإسلامي ) كما في الموضوع الآخر و مفكرين من ( خارج العالم الإسلامي ) ليس تقسيما علميا ، بل هو مجرد تقسيم إجرائي تنظيمي لا أكثر و لا أقل .


مع الشكر الجزيل سلفا لكل من سيساهم في إنجاز هذا المشروع .



و الله ولي التوفيق .

ابن حوران 23-11-2010 09:49 AM

أئير Alfred Jules Ayer

فيلسوف بريطاني من أتباع الوضعية المنطقية، ولد سنة 1911، وتعلم في كلية إيتون، وكلية كنيسة المسيح في أكسفورد، وفيها سيقوم بالتدريس فيما بعد. أثناء الحرب العالمية الثانية عمل في حرس (ويلز). وفي عام 1945 عين ملحقاً بالسفارة البريطانية في باريس. ثم عين أستاذاً للفلسفة عام 1947، في كلية الجامعة بلندن. وفي عام 1959 صار أستاذاً للمنطق في كرسي (ويكهام) بجامعة أكسفورد.

خلاصة آرائه أن الميتافيزيقيا مستحيلة، لأن القضايا الميتافيزيقية خاوية من المعنى. والجملة لا يكون لها معنى بالفعل إلا إذا كان هناك وسيلة يتخذها الإنسان لتعيين صحة أو بطلان الجملة.

من مؤلفاته: (اللغة والحقيقة والمنطق 1936). وكتاب (أسس المعرفة التجريبية 1940).

ابن حوران 23-11-2010 10:04 AM

أبنيانو Nicolas Abbagnano

فيلسوف وجودي إيطالي معاصر، وصاحب (معجم في الفلسفة) ولد عام 1901، وتلقى علومه في نابولي وصار أستاذاً لتاريخ الفلسفة في جامعة (تورينو) منذ عام 1939. وبدت بواكير نزعته الوجودية منذ أن ألَّف كتابه (الينابيع اللاعقلية للتفكير 1923)... فيقول فيه (إن الفكر ليس كل شيء، بل يوجد خارجه ما يكون جوهره الحقيقي وهو النشاط الحر الخلاق، الذي هو عماد الفكر وواقعه الحقيقي).

من مؤلفاته: مشكلة الفن 1925، والمثالية الجديدة الإنجليزية والأمريكية 1927، وفلسفة إميل مايرسون 1927؛ و وليم الأوكامي 1931؛ وفكرة الزمان عند أرسطو 1933؛ والفيزياء الجديدة: أسس نظرية في العلم 1934؛ ومبدأ الميتافيزيقيا 1935. وتاريخ الفلسفة 3 أجزاء في 1800 صفحة (1941ـ1950). ومعجم الفلسفة في 906 صفحات عام 1961.

أما كتبه في الوجودية فهي: المدخل الى الوجودية 1942؛ الوجودية الإيجابية 1948؛ الإمكان والحرية 1956.

ابن حوران 26-11-2010 03:37 PM

أبيرفج Friedrich Ueberweg

مؤرخ للفلسفة ألماني. ولد عام 1826 وتوفي عام 1871. تتلمذ في (جيتنجن) ثم في برلين حيث كان تلميذاً ل (ترندلنبورج) و (بينيكه) وحصل على إجازته الجامعية من جامعة (هله) سنة 1850. وأصبح مدرسا للفلسفة في بون عام 1852، ثم في (كينجسبرج) عام 1862، وصار أستاذاً عام 1868.

له مؤلفات كثيرة، ولكن اسمه يقترن بكتابه (موجز تاريخ الفلسفة) ويقع في عشرة أجزاء و خمسة مجلدات، طبع الكتاب 13 مرة في القرن العشرين.

المراجع:

موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 81.

ابن حوران 27-11-2010 04:33 PM


أدلر Alfred Adler

عالم نفس طبي، وهو مؤسس ما يُسمى بعلم النفس الفردي.
وُلد في بينسنج (Penzing) بنواحي فيينا (النمسا)، من أسرة هنغارية يهودية عام 1870، وتوفي في اسكتلندا عام 1937.

درس الطب في جامعة فينا حيث حصل على إجازة الطب عام 1896، ومارس مهنة الطب، واعتنق المسيحية، ظاهرياً فيما يبدو. ثم انصرف الى علم النفس، وتعاون مع (فرويد) وجماعته، ثم ما لبث أن اختلف معهم، عندما بين ذلك في كتابه (دراسة عن دونية الأعضاء 1907) وفيه يعلن صراحة معارضته لآراء (فرويد).

وفي عام 1910 أنشأ مركزاً تجريبياً في فينا للأمراض النفسية. وفي سنة 1912 نشر كتابه (في الخلق العصابي) في ميونيخ 1912، وفي عام 1914 بدأ في إصدار المجلة الدولية لعلم النفس الفردي واستمرت لسنة 1935. لما قامت الحرب العالمية الأولى التحق بالجيش النمساوي. وفي عام 1929 عين أستاذاً لعلم النفس في كلية طب (لونج أيلند في نيويورك).

من أبرز مؤلفاته:
مشكلة الجنسية المثلية (اللواط والسحاق). والممارسة النظرية في علم النفس الفردي؛ ومعرفة الناس؛ ونمط الحياة، والاهتمام الاجتماعي.

ويقترن اسم (ادلر) بأسلوب تداعي الكلمات الحر في العلاج النفسي.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 94.

ابن حوران 03-12-2010 09:59 PM

أردمن (بنّو) Benno Erdmann

باحث في المنطق ومؤرخ للفلسفة، ألماني وُلد عام 1851، وتوفي عام 1921.

درس في برلين وهيدلبرج على (هلمهولتس) و (بونتس) و (تسلر)، وحصل على الدكتوراه وتأهل للتدريس في جامعة (كيل 1878) و (براسلافيا 1884) وبون سنة 1898، وبرلين سنة 1909.

وقد حاول في المنطق تفسير العمليات المنطقية بواسطة علم النفس، مما أثار ضده دعاة النزعة الموضوعية ومذهب الظاهريات.

ألف في تاريخ الفلسفة عدة كتب، كما ألف في ميدان فلسفة العلوم كتاباً بعنوان: (بديهيات الهندسة: بحث في نظريات المكان عند هلمهولتس وريمن. وكان من الإسهامات الأولى في فلسفة الهندسات الجديدة اللا إقليدية.

وكان (أردمن) من أنصار نظرية التوازي النفسي ـ الجسمي في فهم الظواهر النفسية. وميز بين الفكر المعبر عنه باللغة، والفكر العياني. وهذا الأخير ينقسم الى فكر (تحت عقلي) عند الأطفال والحيوان، وفكر (فوق عقلي) عند الإنسان البالغ أعلى درجات الفكر العقلي. وحياة الشعور أو (الوعي) تحتوي دائماً على بقايا لا واعية.

ويجعل أردمن المنطق قريباً من علم النفس، لكنه يميز بينهما مع ذلك بكون علم النفس علم وقائع جزئية محددة زماناً ومكاناً، بينما المنطق علم كلي عام، شكلي ومعياري والموضوع الرئيسي في المنطق، هو الحكم، ففيه تتحد مضمونات المعاني.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 96.

ابن حوران 05-12-2010 11:41 PM

اشبرنجر (إدوارد)

فيلسوف تربية ألماني ولد سنة 1882، ودرس في جامعة برلين، حيث تتلمذ على (فلهلم دلتاي) و (فريدريش باولزن)، عُين أستاذاً للفلسفة بعد نيله للدكتوراه سنة 1911 في جامعة (ليبتسك) ثم انتقل عام 1920 لجامعة برلين. وفي العام الدراسي 1937/1938 قام بإلقاء محاضرات في اليابان. وفي سنة 1944 أعتقل، وأطلق سراحه بعد تدخل السفير الياباني في برلين. ولما تم احتلال برلين في نهاية الحرب العالمية الثانية، عينته سلطات الاحتلال العسكري، مديراً لجامعة برلين، لكنه استقال لتدخل سلطات ألمانيا الشرقية بعمله.. وتوفي عام 1963.

آراؤه: سعى اشبرنجر الى إكمال مشروعين بدأهما أستاذه فلهلم دلتاي، وهما إيجاد علم نفس فاهم، يهدف الى إقامة علم النفس على أساس القيم الحضارية، والثاني إدخال التقويم أو مبدأ القيم في العلوم الروحية.

ولكن مؤلفه الأساسي هو (أشكال الحياة) وهو محاولة لبيان أنماط الشخصية الإنسانية، بواسطة منهج الفهم الذي يقوم بدوره على تقويم الشخص من ناحية القيم الحضارية التي يمثلها. فانتهى الى أن ست قيم تحدد ستة أنماط من الشخصية في المدنية الحديثة و القيم الستة هي: الحقيقة؛ المنفعة؛ الجمال؛ الحُب؛ القوة؛ شمول القيمة (في الدين). ويناظرها على التوالي الأنماط الستة التالية: الشخصية النظرية؛ والشخصية الاقتصادية؛ والشخصية الجمالية؛ والشخصية الاجتماعية؛ والشخصية السياسية؛ والشخصية الدينية.

وفي كتابه (نفسانية الشباب) يطبق نفس المنهج على نفسانية الشباب وينتهي الى تقرير أن أربعة إنجازات تحدد نفسانية الشباب، وهي اكتشاف الذات؛ ونمو خطة للحياة؛ وترتيب الذات في مختلف مجالات العلاقات الاجتماعية؛ ويقظة الحياة الجنسية.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 149 وما بعدها.

ابن حوران 09-12-2010 11:58 AM

أفناريس Avenaris

هو مؤسس النزعة النقدية التجريبية. ولد في براغ عام 1843، وتوفي في سويسرا عام 1896. تعلم في جامعة ليبتسك وعُين معيدا فيها عام 1876. ثم أصبح أستاذاً للفلسفة في جامعة (زيوريخ) وبقي كذلك حتى وفاته.

أهم مؤلفاته كتابه (نقد التجربة المحضة) في مجلدين، وفيه وضع أساس النزعة النقدية التجريبية. وتقوم هذه النزعة على أساس أن مهمة الفلسفة هي أن تصنع تصوراً طبيعياً للعالم قائماً على التجربة المحض. ومن أجل تحقيق ذلك لا بد من الاقتصار على ما يعطيه الإدراك الحسي المحض مع استبعاد كل العناصر الميافيزيقية التي أدخلها الإنسان ـ بإسقاطٍ باطن ـ في التجربة إبان فعل المعرفة، وإلغاء التمييز بين ما هو فيزيائي وما هو نفسي، والاستغناء عن التفسيرات المادية والمثالية على حد سواء.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 209 وما بعدها.

ابن حوران 12-12-2010 09:26 AM


آلان Alain = Emile Auguste Charles

مفكر وفيلسوف فرنسي وكاتب ممتاز الأسلوب.

ولد سنة 1868، وتتلمذ على الفيلسوف (جول لانيو Lagneau)، وحصل على (الاجريجاسيون) في الفلسفة، وعين مدرساً للفلسفة في (ليسيهات).

بدأ يشتغل بالسياسة في عام 1903 حيث انضم الى الحزب الراديكالي. وانتقل الى باريس ليدرس الفلسفة، انخرط في الحرب العالمية الأولى في قسم المدفعية، ثم سرح من الخدمة سنة 1917.

بدأ يكتب خواطره في جريدة (Depeche de Rouen) منذ سنة 1907، واستمر في كتابتها حتى وفاته سنة 1951. وقد جمعت تلك الخواطر في ثلاثة مجلدات تحت عنوان (Oeuveres Completes) صدرت عن الناشر (جاليمار ـ باريس).

كان (آلان) شديد الكراهية للسلطة، أياً كانت، خصوصاً السلطة السياسية. فكان يرشق الطغاة في كل مكان بسهام نقده الساخر اللاذع المسموم.

الحرية، عند (آلان) ليست هي الحرية بالمفهوم الليبرالي المعروف، والتي تبرر ثراء الأثرياء، أو تلك التي تمجد روح المبادءة والمغامرة والمنافسة الطليقة. وهو ضد الفوضى ولا يدعو للثورة. ويرى أن التعارض بين الحرية والسلطة ليس تعارضاً بين قيمتين متساويتين، بل هو تعايش بين ضرورة واقعية ومقتضى روحي. فالسلطة ضرورة، ولكنها حافلة بالأخطاء، وأمام الضرورة ما على الإنسان إلا أن يخضع ويطيع، لكن ينبغي على الطاعة أن تسعى لتبديد الأخطار.

كل ثورة (برأيه) تولد زعماء متعطشين لمزيد من السلطة، ومثيرين لمزيد من المخاوف بدعوى المحافظة على مكاسب الثورة، فيتحول الاستبداد الذي قامت الثورة للقضاء عليه الى استبداد أشد وطأة يبررونه بالمحافظة على الثورة ضد أعدائها.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 216 وما بعدها

ابن حوران 15-12-2010 02:47 PM

الكسندر (صموئيل) Samuel Alexander

فيلسوف أسترالي، يهودي الديانة. ولد في سيدني سنة 1859، وتوفي في سنة 1938. ارتحل الى إنجلترا في سنة 1877 حيث درس في أكسفورد على يدي (جرين و برادلي) وتأثر بهما. لكنه بعد ذلك الى اعتناق مذهب التطور، واهتم بعلم النفس التجريبي. ثم تأثر بعد ذلك بمور (Moore) وبرتراندرسل (Russell ) وبالواقعية الأمريكية الجديدة.

وفي سنة 1882 اختير زميلاً في كلية (لنكولن بأكسفورد). ويبدو تأثير نظرية التطور في أول كتاب نشره وعنوانه (النظام الأخلاقي والتقدم: تحليل للتصورات الأخلاقية) سنة 1889. في سنة 1893 عُين أستاذاً للفلسفة في جامعة ملبورن.

فلسفته في الزمان والمكان: يرى أن الحقيقة الواقعية النهائية، أعني رحم الأشياء كلها، هي مُتصل الزمان والمكان. ورفض دعوى برجسون: أن المكان خاضع للزمان. وعارض رأي برادلي القائل بأن الزمان مجرد مظهر. ويتلخص رأيه في العلاقة بين الزمان والمكان ب : (كل نقطة في المكان تتحدد وتتميز بآنٍ في الزمان، وكل آنٍ من الزمان يتحدد بموضعه في المكان) [ المكان والزمان والألوهية صفحة 60].

والوجود في نظر (الكسندر) اسم آخر لهوية المكان والزمان. والجوهر هو علاقة (إضافية) بين عناصر زمانية ومكانية في مقدار محدد من المكان ـ الزمان.

ويقرر (الكسندر) أن العقل شيء جديد على الحياة، لكنه ليس كياناً مستقلاً. إن العملية العصبية إذا صارت ذات تركيب من نوع خاص وشدة وارتباط مع عمليات وتركيبات أخرى، فإنها تتخذ خصائص جديدة بحيث تصبح عقلية، مع بقائها في الوقت نفسه حيوية.

ويقول الكسندر أن من الخطأ الزعم ـ كما فعل بعض الفلاسفة المحدثين ـ بأن نظرية المعرفة هي أساس الميتافيزيقيا. وإنما نظرية المعرفة فصل من فصول الميتافيزيقيا، وحالة خاصة يبين فيها كيف تقوم العلاقة بين الكائن الحي وبين بيئته.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 222 وما بعدها

صلاح الدين 18-12-2010 03:41 PM

ما شاء الله تبارك الله ...
تحية من أعمق أعماقي كلها تقدير و احترام و محبة لأستاذنا المرابط الغالي ابن حوران .
الله ينورك و يفتح عليك و يسعدك و كل أحبابك .

ابن حوران 18-12-2010 03:42 PM

إميل Henry Frederic Amiel

فيلسوف وشاعر سويسري، ذو نزعة روحية وعاطفية. ولد في جنيف سنة 1821، وينحدر من أسرة فرنسية بروتستانتية المذهب، وعين في سنة 1849 أستاذاً في جامعة جنيف لعلم الجمال، ثم للفلسفة بعامة، وظل في هذا المنصب حتى وفاته في جنيف سنة 1881.

وتقوم شهرته خصوصاً على (يومياته) التي بدأها سنة 1847، واستمر في تسجيلها حتى وفاته. ونُشرت بعد وفاته وهي تفيض بالتشاؤم والحزن، لأنه ـ كما قال عن نفسه ـ كان يشعر بأنه جريح يشاهد نزيف الدم منه باستمرار.

كانت النزعة الأساسية عند إميل رد فعل ضد طغيان المذهب العقلي والتحليل المنطقي من ناحية، وضد المادية والتشاؤم والعدمية من ناحية أخرى.

يهاجم إميل النزعة الى تحليل كل شيء بواسطة العقل المنطقي، ويدعو الى إفساح المجال للعاطفة، واللامعقول. يقول: (آه فلنشعر، ولنحسّ، ولنكفّ عن التحليل المستمر. ولنكن سُذجاً قبل أن متعقلين. ولنعانِ قبل أن ندرس، ولنسلم تيارنا للحياة).

وعلينا ألا نحاول تفسير أصول الأشياء تفسيراً عقلياً. (لأن الأصول كلها أسرار، ومبدأ كل حياة فردية أو جماعية هو سرّ، أعني شيئاً لا معقولاً ولا يقبل التفسير ولا التعريف).

وفي دعوته هذه الى العاطفة والتجربة الحية، لا يزيغ الى النزعة الذاتية. يقول عن نفسه (إني من الناحية العقلية ذو نزعة موضوعية واختصاصي المميز هو قدرتي على فهم كل وجهات النظر، والرؤية بكل العيون، أي عدم الانحصار في أي سجن فردي). ذلك أنه يخشى أن تسد عليه النزعة الذاتية الآفاق الرحبة التي نزع بطبعه إليها، أعني: اللانهائي، والسرمدية والكلية والألوهية. ولديه شوق حار عارم الى وحدة الوجود، وهذا الشوق يتخذ شكل وجدٍ صوفي.

والدين ـ في نظر إميل ـ هو التحرر من الأنا الحسّي الخالص، والمشاركة في حياة الكل. والمتدين يشعر في كل أعمال حياته الخيّرة بأن هناك ما هو مطلقاً يعلو عليه. والإيمان بالله ـ في نظره ـ هو الإيمان بالخير وبالنجاة.



ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 229 وما بعدها

ابن حوران 18-12-2010 03:47 PM

عفواً أخي وصديقي صلاح الدين

فقد كُنت منشغلاً بتوليف المادة، ولم أنتبه لتعقيبكم الكريم، فمجرد مروركم وإشعارنا بأنكم بخير وعافية، هو أهم من الانهماك بالتوليف نفسه...

حمداً لله على سلامتكم، وأشكركم على مروركم مرة أخرى، عسى أن يكون تجاوبي مع مطلبكم في المساهمة، يسد بعض ما تنشدونه...

احترامي و تقديري

صلاح الدين 18-12-2010 04:00 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران (المشاركة 696666)
عفواً أخي وصديقي صلاح الدين

فقد كُنت منشغلاً بتوليف المادة، ولم أنتبه لتعقيبكم الكريم، فمجرد مروركم وإشعارنا بأنكم بخير وعافية، هو أهم من الانهماك بالتوليف نفسه...

حمداً لله على سلامتكم، وأشكركم على مروركم مرة أخرى، عسى أن يكون تجاوبي مع مطلبكم في المساهمة، يسد بعض ما تنشدونه...

احترامي و تقديري

الله يبارك فيكم سيدي الفاضل و أخي العزيز ابن حوران على نبل مشاعركم و نقاء روحكم ،
لا تعلم مدى سعادتي عندما رأيت عملكم المتقن لتأسيس و بناء هذا الموضوع الذي كنت أطمح أن يكون لبنة في تصور عام للنهوض بالفكر في الخيمة ...:thumb:

الله يسعدكم و يبارك لنا في صحبتكم ، و الموضوع موضوعكم و أنتم أهل القلم المميز و الفكر الحر و القلب السليم ان شاء الله تعالى .

ستكون لي عودة مركزة للتمتع بأهل الفكر الذين دونت لنا سيرهم ، و جميل جدا اختياركم للطريقة الألف البائية إن صح التعبير لتناول أشخاصهم .

كل مودتي و فائق تقديري .

:)

ابن حوران 21-12-2010 10:09 AM

أخي الفاضل صلاح الدين

عندما تُستفز الذات للتكيف مع ما هو أفضل لها، فسيكون لمن استفزها الفضل في اكتسابها للمزيد من المعرفة، فالركود لا يتناسب مع حيوية الجدل...

فلولا لم تكن عزيزاً على نفسي، ولولا لم أجد قاعدتكم في إنشاء مثل هذا الجهد، فربما لم يخطر ببالي أن أتزود بما يقبع في كتبٍ كثيرة مليئة بالفائدة.. فلكم الفضل في هذا الشأن..

كل الاحترام والتقدير لأخوتكم

ابن حوران 21-12-2010 10:10 AM

أورتيجا أي جاسيت Ortega Y Gasset

(حياتنا حوار: أحد المتحاورين فيه هو الفرد، والآخر هو المنظر والبيئة المحيطة)

في هذه الكلمات القصار يتلخص مذهب هذا المفكر الإسباني الأصيل، الذي فقده العالم في سنة 1955. إنه أحد أعلام النهضة الإسبانية الروحية المعاصرة. ولد عام 1883، أي عام الزلزال حيث هُزمت إسبانيا في كل معاركها وفقدت كل مستعمراتها في أمريكا، وتم تدمير أسطولها كاملاً في الفيليبين على يد القائد الأمريكي (جورج ديوي) وبهذا فقدت كل مستعمراتها في المحيط الهادي، وأضحت دولة صغيرة بعد أن كانت في القرنين السادس عشر والسابع عشر سيدة أوروبا ومن أقوى دول العالم.

إن جيل 1898 يحب الشعوب القديمة أو (القرى القديمة) والمناظر الطبيعية، ويرمي الى بعث الشعراء الأولين. ويذكي الحماسة. ويمكن تلخيص خصائص هذا الجيل بما يلي:

1ـ احتفال للغة والأسلوب، فهم سادة في علو الأسلوب واستخدام كنوز اللغة الاسبانية والاهتمام بالألفاظ الأصيلة، وتوَخّي الجَرْس اللفظي الرنّان.

2ـ اطلاع واسع جداً على الآداب الأجنبية. فصاحبنا (أورتيجا) كان يتقن ست لغات أجنبية، ويقرأ روائعها في أصولها، خصوصاً الثقافة الألمانية التي تأثر بها في تكوينه الروحي أعظم تأثر. وتفتحه على العالم الخارجي كان له بالغ الأثر في تكوين العقلية الجديدة التي أوجدتها حركة هذا الجيل.

3ـ نزعة ذاتية تتجه الى حقيقة النفس الإنسانية الباطنة بوصفها الملاذ الصادق الأمين بعد أن انهارت القيم الخارجية.

4ـ العكوف على الطبيعة الإسبانية الخالصة، مما يتمثل في بادية إسبانيا بمناظرها الخشنة وآفاقها الموحشة، خصوصاً في إقليم (قشتالة) ذات الطابع العنيف العميق الحاد.

5ـ شكٌ في قيمة التراث الإسباني، ونقد لاذع للقيم التقليدية: الأدبية والسياسية والدينية، وتمرد على جميع السلطات. فأعيد تقويم هذا كله من جديد: فهوت نجوم لامعة وصعدت أخرى كانت منسية.

حصل أورتيجا على الدكتوراه في الفلسفة عام 1904 برسالة عنوانها (مخاوف سنة ألف: نقد أسطورة). خلف (سالمرون) في كرسي (ما بعد الطبيعة) في جامعة مدريد، وظل فيه حتى عام 1936. حيث ارتحل بعد الحرب الأهلية متجولا في فرنسا وهولندا والبرتغال والأرجنتين، وعاد الى إسبانيا عام 1945.

ليس لأورتيجا مذهب فلسفي بالمعنى الدقيق لهذا اللفظ، بل إن نزعته الروحية يتنافى معها أن يكون له (مذهب). ذلك أنه يرى: (أن كل حياة إنما هي وجهة نظر الى العالم، والحق أن ما تراه الواحدة لا يمكن أن تراه الأخرى، وكل فرد ـ شخص، أو شعب، أو عصر ـ هو أداة لإدراك الحقيقة، لا يمكن أن يقوم مقامها غيرها، وهكذا تكتسب الحقيقة بُعداً حيوياً، على الرغم من أنها في ذاتها بمعزل عن التغييرات التاريخية).

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 240 وما بعدها

ابن حوران 24-12-2010 04:21 PM

أونامونو Miguel de Unamuno

ولد في مدينة (بلباو) سنة 1864، وعندما كان في العاشرة سقطت قنبلة على سقف مجاور للمنزل الذي كان يقطن فيه، أثناء الحروب (الكارلية) أثرت في تكوين حياته وشعوره الوطني ـ كما يقول تأثيراً عميقاً.

في سنة 1880 دخل جامعة مدريد وأخذ (الليسانس) في الفلسفة، وفي سنة 1884 حصل على الدكتوراه في (اللغة البسكية)، شغل كرسي الفلسفة وبقي فيه حتى سنة 1901، رشح نفسه لمنصب نائب رئاسة الجمهورية إلا أنه أخفق. نفاه الديكتاتور (بريمو دي ريفيرا) سنة 1924، عاد الى إسبانيا بعد أن سقطت حكومة الديكتاتور سنة 1930، فاستقبله الأسبان استقبال الفاتحين، وعين رئيساً لجامعة (شلمنقة) مدى الحياة. توفي بالسكتة القلبية سنة 1936.


أونامونو شخصية فذة في كل شيء: في فكرها ووجدانها، وسلوكها في الحياة.

فذ في فكره لأنه لا يمكن أن يندرج تحت مذهبٍ من المذاهب الفلسفية أو الفكرية عامة، بل كان أبغض شيء لديه أن يضعه الناس تحت صفة أو اسم من الصفات والأسماء التي يبادر الناس الى إلصاقها برجال الفكر والفن والعلم، فقال عن نفسه (لا أريد أن يضعني الناس في خانة، لأني أنا ميحيل دي أونامونو، نوع فريد شأني شأن أي إنسان آخر يريغ الى الشعور الكامل بذاته).

بل لا يندرج تحت أي وصف عام من أوصاف أهل الكتابة: فلا هو فيلسوف، لأن أفكاره لا ترقى الى درجة تكوين مذهب فلسفي بالمعنى الدقيق لهذا اللفظ، ولا هو القصصي، لأن قصصه تتجاوز القواعد التقليدية المرسومة للقصة، ولا هو كاتب مسرحي لأن الجمهور أجمع حينما شاهد مسرحياته تُمَثّل على أنها ليست من المسرح في شيء، ولا هو شاعر، لأن شعره حافل بالأفكار أكثر منه بالغناء والموسيقى، ولا هو سياسي لأن اتجاهاته في السياسة كانت من التذبذب والاضطراب بحيث لم يعرف أصحابه ولا أعداؤه ما هو مذهبه السياسي. وبالجملة لم يكن واحداً من هؤلاء، لأنه كان كل هؤلاء مجتمعين في شخص واحد، نسيج وحده في كل مناحي حياته المادية والروحية.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 257 وما بعدها

ابن حوران 28-12-2010 11:12 AM


باشلار Gaston Bachelard (1884ـ1962)

فيلسوف علوم فرنسي. ولد عام 1884، وبعد حصوله على ليسانس في الرياضيات عمل موظفاً في البريد، ومن ثم انتقل لتدريس الفيزياء في مدرسة (بار على الأوب) الثانوية، ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون سنة 1927، وفي سنة 1930 أصبح أستاذاً للفلسفة في جامعة (ديجون Dijon ) ثم عين أستاذاً لتاريخ العلوم وفلسفتها في جامعة السوربون وبقي لوقت تقاعده عام 1954، وابنته (سوزان) أستاذة للفلسفة في جامعة السوربون. توفي سنة 1962.

ومؤلفات باشلار الكثيرة تدور حول موضوعين أساسيين هما: نظرية المعرفة العلمية (الإبيستمولوجيا)، والنزعة الشعرية المقترنة بالتحليل النفسي. وعنده أن الموضوعين مترابطان، فإن ما يكشف عنه التحليل النفسي من إسقاطات لرغباتنا على تصورنا للعالم، وهو ما يكشف عنه العلم عن طريق مجهود دؤوب وفي اتجاه مضاد، لأن النظريات العلمية تدمير للنظرات (أو القصائد) الشعرية.

ويدعو باشلار الى ديالكتيك سلبي dialectique du non. والسلب هو في أساسه حركة تدمير وإعادة بناء للمعرفة يؤدي الى بيان أن التقابلات زائفة. بيد أن التقابل الوهمي للتصورات يميل الى منازعات حقيقية في الممارسة المنتجة للعلم، إن العلم يضع قضايا تخضع للتعديل المستمر. وإذا كان الحالم يستأنف أحلامه العالم هو الآخر يستأنف أبحاثه العقيمة في الظاهر.

ومصير العقل هو ناتج غير إنساني للعمل النظري لبني الإنسان، والفكر ينتج مقولاته خلال ممارسته لما هو تجريبي والعلم هو حالة خاصة من ذلك الإنتاج، فيها المقولة العليا هي (الحق).

وفائدة تاريخ العلم هي أن يبين كيف أن ما نعده اليوم نظرية علمية صحيحة قد مر بالعديد من النظريات التي ثبت خطؤها في مرحلة تالية.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 292 وما بعدها

ابن حوران 05-01-2011 11:34 PM

برادلي Francis Herbert Bradley

فيلسوف إنجليزي من أتباع المثالية المطلقة.

ولد في سنة 1846 وتوفي سنة 1924، تعلم في كلية الجامعة بجامعة أكسفورد وانتخب زميلاً لكلية (مرتون) لمدة لا تنتهي إلا بالزواج. فلم يتزوج حتى مماته.

تُنعت فلسفة برادلي بأنها (هيجلية جديدة)، وهو وصف غير دقيق، لأن هيجل عقلي توكيدي، بينما برادلي مزيج من الشك والإيمانية Fideism وجدلية هيحل تكاد تكون مفقودة عنده. وربما الجامع بينهما هو الحديث عن (المطلق Absolute).

تفرغ برادلي للتأليف، رغم زمالته للكلية ودوامه بها، فألف (مفترضات التاريخ النقدي1874) و (دراسات أخلاقية 1876) و (مبادئ المنطق 1883) و كتابه الرئيسي (المظهر والواقع 1893). ومقالات أخرى كثيرة حتى وفاته.

في كتابه الأخير سعى برادلي للنظر الى العالم ككل. وفي سبيل ذلك بين أن النظر الى العالم على أنه مؤلف من موضوعات منفصلة هو نظر متناقض مع نفسه. ويقرر أن العالم واحد، والواقع الحقيقي واحد، والعالم ليس فيه موضوعات منفصلة عن بعضها البعض. وكل ما يبدو في الظاهر من اختلافات مآله الى الزوال.

في موضوع الأخلاق: يرى أن وظيفة علم الأخلاق (ليست أن تجعل العالم أخلاقياً، بل أن تجعل من الأخلاق السارية في العالم نظرية).

ماذا يقصد الناس حين يقولون: فلان مسؤول أخلاقياً؟ إن المسئولية الأخلاقية معناها أن الشخص يتحمل النتائج المترتبة على كل أو معظم الأفعال التي يرتكبها.


ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 319 وما بعدها

ابن حوران 08-01-2011 10:11 AM

برجسون Henry Louis Bergson

فيلسوف فرنسي كبير. ولد في باريس سنة 1859. وكان أبوه مؤلفاً موسيقياً من أصل بولندي. أما أمه فهي إنجليزية. وكلاهما كان يهودياً. حصل على الدكتوراه في الفلسفة سنة 1889، برسالتين أحدهما تحت عنوان (بحث في المعطيات المباشرة للشعور)، والثانية بعنوان (رأي أرسطو في المكان). تقدم مرتين للحصول على منصب في هيئة التدريس في (السوربون) لكنه رفض. ثم عين في (الكوليج دي فرانس) ويعد أعلى معهد علمي في فرنسا ولكن ليس فيه طلاب منتظمون ولا يمنح شهادات علمية. حصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1928.

أعلن في وصيته التي كتبها عام 1937 أنه كان سيتحول الى الكاثوليكية (المسيحية)، لولا أنه شعر أن هناك موجة معاداة كبيرة لأبناء دينه الأصلي اليهودية، فآثر الدفاع عنهم. وعندما احتل الألمان فرنسا سنة 1940، وضعت قيوداً على اليهود، وأرادت سلطات الاحتلال استثناءه من تلك القيود، لكنه رفض تضامناً مع أهل دينه، ومع ذلك فقد توفي بعد ذلك بستة أشهر سنة 1941.

فلسفته

تعريفه للفلسفة: يرى برجسون أن مذهب أي فيلسوف ليس مجرد تركيب من عدة أفكار بعضها سابق وبعضها جديد، بل فلسفة الفيلسوف تنبع من عيان (أو وجدان) فلسفي واحد une intuition philos.. حتى أن الفيلسوف لا يقول أبداً إلا شيئاً واحداً، مستقلاً عما قاله السابقون، وكان سيقول نفس الشيء لو وجد قبل ذلك بعدة قرون.

عيان المدة: وهو عصب مذهبه، ومركز القوة الذي ينطلق منه الدافع الذي يعطي الوثبة. وقد خلص برجسون من تأملاته في الحركة والتغير الى النتائج التالية:

1ـ أن أهم صفة للحركة هي أنها غير قابلة للقسمة. فسواء كانت الحركة متصلة أو على شكل وثبات أو خطوات أو مراحل، فإن كل واحدة منها تكون كلاً لا يقبل الانقسام.

2ـ في التغيير لا ينبغي افتراض موضوع ثابت يجري عليه التغيير. فالتغيير هو الواقع نفسه: إنه حركة دائمة وتغير مستمر. وباختصار: لا توجد أشياء تتحرك، بل توجد حركات تتحرك.

3ـ ينتقد برجسون فكرة أن الزمان خط متصل، فهذه الفكرة ـ برأيه ـ رمزية، لأنه يفترض أن العقل يدرك بنظرة واحدة، اللحظات التي يميزها ويعاملها على أنها موجودة معاً.

في الذاكرة: ميز برجسون بين نوعين من الذاكرة: الذاكرة العادة، والذاكرة المحضة. والأولى: يمكن أن تقيم في الجسم، وهي مجرد تركيب لحركات. والثانية، الذاكرة المحضة: فهي وظيفة للروح أو العقل، فهي تمنحنا رؤية ارتدادية لماضينا. ويضرب مثلاً على الأولى: حفظ قصيدة، والثانية: استحضار الذهن لدرس سمعه. ففي الأولى ترديد القصيدة مرة تلو المرة، أما في الثانية فهي حدثت مرة واحدة كأي حادث نراه في حياتنا اليومية...

في موضوع الأخلاق: قسم برجسون الأخلاق الى: أخلاق منغلقة، وشبهها بخلية النحل، أو النمل، وهي هنا إشارة الى أن نواحي السلوك عند الحيوان تُرد الى الغريزة، في حين أنها عند البشر تُرد الى العقل. فبالمجتمع المنغلق، يتم طرد من هو يخرج على قواعده، ويذهب الى أكثر من ذلك فكما أن هناك مجتمعا منغلق تحكمه قواعد صارمة كالعادات والتقاليد والتعليمات القاسية في الجيش والعصابات وغيرها، فإن هناك نفس مغلقة ونفس مفتوحة.

من كتبه: ينبوعا الأخلاق والدين) و (التطور الخالق) و (الطاقة الروحية) و (المادة والذاكرة).

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 321 وما بعدها

ابن حوران 13-01-2011 10:34 PM

برنار (كلود) Claude Bernard

عالم فسيولوجي وفيلسوف فرنسي أسهم في وضع قواعد البحث العلمي والمنهج التجريبي. ولد سنة 1813، وتوفي سنة 1878.

درس الطب وتوجه للتجريب الفسيولوجي، انتخب عضواً في أكاديمية الطب (معهد فرنسا).

العلاقة بين الفلسفة والعلم

على الرغم من أن (كلود برنار) كان من أتباع المذهب الوضعي، فإنه أقرّ للفلسفة بمكانتها المستقلة تجاه العلم. وأكد ضرورة الفلسفة للعلم فيقول: (إن الفلسفة تمثل، من الناحية العلمية، الطموح الأبدي للعقل الإنساني نحو معرفة المجهول. ومن هنا فإن الفلاسفة يتشبثون دائماً بالمسائل المثيرة للجدال وبالمناطق القليلة التي هي الحدود العليا للعلوم. وهم بهذا يشيعون في الفكر العلمي حركة تحييه وتهبه النبالة. إنهم يقوون العقل بتنمية بواسطة رياضة عقلية عامة، وفي نفس الوقت يوجهونه دائماً الى حل المشاكل الكبرى.

ومن رأيه أنه لا يحق للفلسفة أن تضع على العلم قيوداً، كما لا يحق للعلم أن يضع على الفلسفة قيوداً. ذلك أن العلم يبحث دائماً، ولا يقضي على شيء. ولهذا لا يحق للعلم أن يسيطر على الفلسفة، كما لا يحق للفلسفة أن تسيطر على العلم، وعليهما أن يتعاونا، فبهذا التعاون يتسع مجال العلم وتهدئ الفلسفة من دعاواها المبالغ فيها.

النزعة التجريبية

يدعو كلود برنار الى التجريب الحقيقي، لأن العالم الحق (هو من يستخدم طرائق البحث البسيطة أو الممكنة، ليغير أو يعدل، بقصد ما، الظواهر الطبيعية ويظهرها في أحوال أو ظروف لا تقدمها الطبيعة.

يقول: (ينبغي بالضرورة أن نقوم بالتجريب، مع وجود فكرة متكونة من قبل). ويقول: (ينبغي أن نطلق العنان للخيال، فالفكرة هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع وإليها ترجع كل مبادرة).

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 348 وما بعدها

ابن حوران 23-01-2011 07:20 PM

بلوندال (موريس) Maurice Blondel

فيلسوف فرنسي معاصر، كاثوليكي النزعة، ولد سنة 1861 وتوفي في سنة 1949. كانت أسرته من الطبقة المتوسطة مسيحية متدينة، يكثر فيها رجال القانون. لكن موريس التحق بمدرسة المعلمين العليا وكان من أبرز أساتذته (أميل بوترو) الذي كان يلقن تلاميذه الوحدة الباطنة الفريدة في المذاهب الكبرى الأصيلة في نفس الوقت الذي كان فيه يعلمهم استمرار و عرضية التاريخ العام للأفكار، ويروض تأملهم ويثير فيهم القدرة على الابتكار بواسطة حسه النقدي.

ناقش رسالة الدكتوراه في 1893 وكانت بعنوان (الفعل: محاولة لنقد الحياة والعلم في الممارسة العملية)، وعندما سأله أحدهم لماذا اختار هذا العنوان؟ أجابه: ما معنى أن نفعل؟ أليس هو أن نأتي بجديد دائماً؟ لهذا فإن دراسة الفعل بروح العقل، هي بمثابة تجديد.

وقد كانت آراؤه تثير الاستغراب، فأحياناً كان يشيد بالخوارق واللامعقول، حتى أنه تقدم لوظيفة أستاذ للفلسفة في إحدى الجامعات وأهمل طلبه لمدة سنتين، الى أن وافق وزير المعارف آنذاك (ريمون بونكاريه) وعينه أستاذاً للفلسفة في جامعة (ليلLille) ثم انتقل الى جامعة (إكس. إن. بروفانس) وبقي فيها حتى أحيل للتقاعد عام 1929.

أتم رباعيته قبل وفاته بقليل، وهي التي يشرح فيها مذهبه الفلسفي، وشملت:

1ـ الفكر، وكانت بجزئين: أ ـ تكوين الفكر ومدارج صعوده التلقائي طُبع عام 1934. وب ـ مسؤوليات الفكر وإمكان إنجازه وطبع في 1934 أيضاً.
2ـ الوجود والموجودات: محاولة في إيجاد أنطولوجيا عينية وشاملة طبع سنة 1935
3ـ الفعل: ويشمل على قسمين: أ ـ مشكلة العلل الثانية ومحض العقل طبع في باريس عام 1936، ب ـ الفعل الإنساني وشروط بلوغه طبع سنة 1933.
4ـ الفلسفة والروح المسيحية في جزئين طبعا على التوالي 1944، 1946.

ماذا يقول في الفعل؟

إن الفعل هو الإنسان، لأنه لا يتحقق شيء إلا بواسطة الفعل. ويستمر الفعل يجري على هيئة دورة: لأنه يريغ* لا محالة الى أن يكمل إراديا ما نستخدمه تلقائياً وبالضرورة. وهو يحيل الى غاية مشعور بها، وبما فيه من مبدأ معاش. وما كان في المبدأ لا متناهياً في ختام المطاف أن يعود لا متناهياً أيضاً. لكن حضور هذا اللامتناهي يضع أمام الفعل مشكلة لا يستطيع حلها، ولكنه لا يملك أيضاً الإفلات منها، وذلك لأن الإحاطة باللامتناهي أمرٌ مستحيل، ولكن علينا التعلق باللامتناهي. غير أن هذا لا يمكن إنجازه إلا بموهبة من الله، وهي موهبة يُكشف عنها في النفس، ما فيها من تجليات نورانية.

*1[ يستعمل الدكتور عبد الرحمن بدوي كلمة يريغ كثيراً، والريغ هنا المكوث في مكان حتى يحقق ما يريد، وهي تختلف عن المرابطة، لأنها بها حركة كحركة التمرغ بالتراب الناعم].


ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 358 وما بعدها

ابن حوران 07-02-2011 03:11 PM

بنثام Jeremy Bentham

فيلسوف أخلاق ومُشرِّع إنجليزي، ومن دعاة مذهب المنفعة في الأخلاق والقانون.

ولد في لندن سنة 1748. وكان أبوه مدعياً عاماً attorney وكان مبكر النضوج، فتعلم اللغة اللاتينية وهو في الرابعة من عمره. وتعلم في مدرسة (وستمنستر) ثم في جامعة أكسفورد. وقد أراد له أبوه أن يحصل على إجازة في القانون ليصبح محامياً. فدرس القانون، لكنه لم يعمل بالمحاماة، بل آثر الجانب النظري، وبالذات فقه القانون الجنائي، فكان يسأل نفسه عند كل قانون: لماذا وضع هذا القانون؟ وما الهدف منه؟ وهل الهدف مرغوبٌ فيه؟ حتى قاده ذلك الى التساؤل عن مفهوم المنفعة.

مذهب المنفعة

يقوم مذهب المنفعة عند بنثام على أساس نفسي وثيق، هو أن الإنسان بطبعه يسعى الى تحصيل اللذة وتجنب الألم. يقول بنثام: (أن الطبيعة وضعت بني الإنسان تحت سيطرة حاكمين ذوي سيادة هما: الألم واللذة... وهما يحكماننا في كل ما نفعل، وفي كل ما نقول، وفي كل ما نفكر فيه: وكل محاولة يمكن أن نبذلها في إثبات هذه الحقيقة، وتوكيدها، وربما زعم الإنسان، بالقول، رفض سلطانهما، أما بالفعل وفي الواقع فإنه سيبقى خاضعاً لهما دائما).

وينطوي مبدأ المنفعة على مصادرتين: الأولى، هي المصادرة القائلة بالفردية، ومفادها أن كل فرد هو الحاكم الوحيد على لذَّاته، وبالتالي على سعادته. والثانية: مصادرة تقوم على الموضوعية وتقول (في الظروف المتساوية تكون اللذة واحدة بالنسبة للجميع).

حساب اللذات

أمَا وقد تقرر أن الأفعال تكون خيرة بقدر ما تميل الى زيادة المجموع الكلي للذة، أو تقليل المجموع الكلي للألم، فإن الفاعل الأخلاقي حين يقرر ما إذا كان هذا الفعل خيراً أو شراً عليه أن يحسب مقدار اللذة ومقدار الألم اللذين يؤدي إليهما الفعل. وحساب اللذات عند بنثام ينقسم الى سبع مستويات: 1ـ أشَّد 2ـ أدوَم 3ـ أوكَد 4ـ أقرب 5ـ أخصب 6ـ أصفى 7ـ أوسع نطاقاً.

والخاصيتان (الشدة والدوام) خاصيتان ذاتيتان في اللذة، أو الألم الذي هو لذة نسبية. والخاصيتان (التأكد والقرب) فإن كانت اللذة مؤكدة التحصيل فضلت على غير المؤكدة، وإن كانت أقرب فضلت على الأبعد في الزمان، تمشياً مع المثل (عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة). أما الخاصيتان (الخصب والصفاء) تشيران الى استحالة النظر في أي انطباع للشعور مستقل عن علاقته بسائر الانطباعات. فعلينا في تقديرنا للذة ما أن ننظر في خصبها أي في قدرتها على أن تجر وراءها لذات أخرى، وأن ننظر في صفائها أي في مقدار خلوها من الألم والأذى.

والخاصية السابعة والأخيرة، تدخل عنصر اعتبار الغير في تقدير اللذة، وبالتالي تأتي في أخلاق المنفعة بفكرة الإيثار، وفي تقدير المنفعة العامة، لا الخاصة وحدها، فكلما اتسع نطاقها كلما كان الشعور بها أعم وأوسع وأعمق.
ــــــــــ
ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 363 وما بعدها

ابن حوران 10-03-2011 02:58 PM

بوزنكيت Bernard Bosanquet

فيلسوف إنجليزي من أتباع الهيجلية الجديدة في إنجلترا.
ولد سنة 1848 وتوفي في سنة 1923. كان أبوه (قسيساً) بروتستانتياً من أسرة هاجرت الى إنجلترا. درس في أكسفورد، من أساتذته (توماس هل جرين) الفيلسوف الإنجليزي. تخرج عام 1871 وعمل في نفس الجامعة مدرسا حتى عام 1881، ثم انتقل الى لندن، حيث أنشأ مع (مويرهد) (جمعية لندن الأخلاقية) ثم قام بتدريس الفلسفة الأخلاقية بجامعة (سانت أندرو) من سنة 1903 حتى سنة 1908.

كان بوزنكيت من أتباع المثالية وواحد من منشئي ما يسمى ب (الهيجلية الجديدة) في إنجلترا هو و (برادلي)، وكان يصغر برادلي بعامين، وقد تأثر به ولكنهما اختلفا حيث تمسك بوزنكيت بالهيجلية أكثر من برادلي.

كانت بدايات إنتاجه الفلسفي بحثاً نشر ضمن مجلد مهدى لذكرى أستاذه (توماس هل جرين) عنوانه (المنطق بوصفه علماً للمعرفة) سنة 1883 وتلاه كتاب (المعرفة والواقع 1885) ثم في سنة 1888 نشر كتابه الرئيسي في المنطق بعنوان (Logic or the Morphology of Knowledge ) ويقع في مجلدين. كما أصدر عدة كتب أخرى، وترجم عن هيجل أعمالا مختلفة.

من آرائه في المنطق

أخذ بوزنكيت بفكرة التصور الكلي Begriff عند هيجل، أي القول بأن أي تصور كلي إنما يمثل الكون. وأن كل حكم يشير في النهاية الى شمول، وأن الكلي الحق هو دائماً واقع عيني يؤلف في داخله لحظاته الخاصة به.

وأن الكلي على نوعين: كلي مجرد، مثل الحُمرة، وكلي عيني مثل يوليوس قيصر. فاللون الأحمر شديد التنوع والتدرج، أما أفعال الفرد فمترابطة فيما بينها ترابطاً منظم.

من آرائه في الأخلاق والسياسة

في كتابه (النظرية السياسية للدولة) الذي نشره 1899 وطبع أربع مرات، حيث راج رواجاً واسعاً، يقرر أن العلاقة بين الفرد والدولة شبيهة بالعلاقة بين الكون الأصغر والكون الأكبر. ويقول: (إن كل الأفراد تقويهم، وتحملهم الى ما وراء شعورهم المتوسط المباشر، المعرفة والموارد والطاقة التي تحيط بهم في النظام الاجتماعي). وأن (الشخصية المعنوية للمجتمع أكثر مشاركة في الواقعية من الفرد الظاهر).

وهو ينقد الدولة التي تقتل سياسياً معادياً للنظام فيها، لا لأنها ارتكبت جريمة قتل، بل لأنها أخفقت في القيام بواجباتها. وأن الفرد إذا قتل أحداً في الحرب لا يمكن أن يعد قاتلاً إذا قتل عدوه في الحرب، ولا مغتصباً إذا ضمت دولة إليها دولة أخرى بالاستيلاء والغزو، بل المسئول معنوياً في كلتا الحالتين هو الدولة.


ــــــــــ
ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 376 وما بعدها

ابن حوران 09-04-2011 07:53 AM

بونكاريه (هنري) Henri Poincare

عالم رياضي وفيلسوف فرنسي وناقد للعلم. وُلد من أسرة راقية عام 1854، وهو ابن عم (ريمون بونكاريه) رئيس الجمهورية الفرنسية، أثناء الحرب العالمية الأولى. غزير الإنتاج له 30 كتاباً وأكثر من 500 بحث أصيل. انتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية عام 1908، توفي عام 1912.

آراؤه

نقد بونكاريه الرياضيات، والعلوم، وانتهى من نقده الى تقرير أمرين:
الأول: هو أن العقل يتمتع بحرية تجربة واسعة في ابتكار المفهومات في الرياضيات والعلوم.
والثاني: إن النظريات الرياضية والعلمية هي في جوهرها اصطلاحية وفروض مُيسرة.

فلسفة البرهان الرياضي

في كتابه (العلم والفرض) يقول: (إن القياس لا يستطيع أن يعلمنا أي شيء جديد في جوهره، فإذا كان كل شيء يجب أن يخرج من مبدأ الذاتية، فيجب أن يكون في الوسع رده إليه... والبرهان القياسي يظل عاجزاً عن إضافة أي شيء الى المعطيات التي نقدمها له، وهذه المعطيات تنحل الى بعض من البديهيات. وليس للمرء أن يجد شيئاً غيرها في النتائج).

ويتساءل: ما هي قوة العقل؟ إنها قوة العقل الذي يعرف نفسه قادراً على تصور التكرار، الى غير نهاية، لفعل واحد، ما دام هذا الفعل كان ممكناً مرة.

الفروض في العلم

ينتقد بوكاريه العبارة المشهورة التي قالها نيوتن (أنا لا أتخيل فروضاً)، فيؤكد أنه لا علم بغير فرض، لأن قيمة العلم والحقيقة تتوقف على اصطلاح convention يصطلح عليه. ونحن في اختيارنا لفرضٍ ما نسترشد باعتبارات اليسر والسهولة commodities.

ويقول: في ميدان الرياضيات (إن البديهيات الرياضية ليست أحكاماً تركيبية قَبْلية، ولا وقائع تجريبية، إنها اصطلاحات conventions. فالسؤال عما إذا كان النظام المتري صحيحاً، سؤالٌ لا معنى له.

قيمة العلم

العلم هو وسيلة للمعرفة، وأن قيمته الوحيدة في تيسير العمل. ولكنه يقول: لا يمكن التقرير بأن العمل هو الغاية من العلم، وفي نظره (أن المعرفة هي الغاية والعمل هو الوسيلة). وحين نقول ما هي القيمة الموضوعية للعلم؟ فإن هذا لا يعني: هل العلم يجعلنا نعرف الطبيعة الحقيقية للأشياء: بل معناه هو: هل هو يجعلنا نعرف العلاقات الحقيقية بين الأشياء.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 386 وما بعدها

ابن حوران 03-06-2011 11:04 AM


بيران Maine de Biran

فيلسوف نفساني فرنسي. ولد سنة 1766 وتوفي سنة 1824. درس المنطق والميتافيزيقيا والفيزياء والرياضيات. انخرط في الحرس الخاص الملكي وقاتل ضد الثورة الفرنسية. غادر باريس خوفاً على حياته بعد الثورة. وعندما سقط نابليون وأعيدت الملكية عام 1815 تم انتخابه عضوا في مجلس النواب ثم مستشاراً للدولة.

كان نتاجه متقطعاً بشكل شذرات، تعتبر تراثه الذي يمكن التعرف عليه من خلاله.

العادة

حدد بيران تأثير العادة في ملكة التفكير، وبعبارة أخرى بين الأثر الذي يحدثه في كل ملكة من ملكاتنا العقلية كثرة تكرار نفس العمليات. تقدم ببحثه عن العادة فنال به تقدير (مشرف جداً) دون أن ينال جائزة ثم عدله وتقدم فنال الجائزة.

يتحدث بيران عن الانطباع بوصفه الإحساس نفسه، والانطباع يكون سلبياً عندما لا يملك المرء الوسيلة لمنعه أو تعديله.

إن ما يميز العادة برأيه، هو ضعف انطباع المجهود المتكرر، وانتقال الوعي الى اللاوعي، والعادة لا تبدل انطباعاتنا إلا بسبب سلبيتها.

الإحساسات

يميز بيران بين صنفين من الإحساس: أ ـ الانطباعات السلبية الخالصة، وهي تظل أجنبية عن القوة المحركة، وبالتالي عن الأنا. ب ـ الانطباعات التي تقع على الحواس الخارجية، بواسطة أسباب خارجية عن الذات والأعضاء الخاصة بهذه الحواس خاضعة ـ بدرجات متفاوتة ـ للقوة المحركة.

الأنا

المجهود، والإرادة، والإدراك البين للأنا هي معان لا ينفصل بعضها عن بعض، لأنه لا يوجد مجهود إلا وهو إرادي، وكل فعل إرادي ينطوي على مجهود، والمجهود هو الشرط الضروري والكافي للإدراك البيّن. والإحساس الباطن هو نفسه الأنا الفعالة.

النفس أو الروح

يقول بيران: لا يوجد أي عيان أو تجربة استنباط يسمح لي بالانتقال من معرفة الأنا الى النفس بوصفها جوهراً مستقلاً. والله وحده هو الذي يعرف النفس. أما الإنسان فلا يستطيع أن يدرك النفس والروح، إلا مرتبطة بالبدن.

الحياة الثالثة

يميز بيران بين ثلاثة أنواع من الحياة: الحياة الحيوانية؛ والحياة الإنسانية، وحياة الروح. فالحياة بالنسبة للإنسان معناها قبل كل شيء تجاوز مرتبة الحيوان. وما يميز حياة الحيوان هو أنها مركز الانفعالات العمياء وكل ما فيها هو غير مشعور به وغير إرادي وغير حر. إن الحيوان يعيش دون أن يعرف حياته، ويحس دون أن يدرك أنه يحس. إنه لا يشعر بأن له أنا.

أما الإنسان فتبدأ من حيث تنتهي الحياة الحيوانية، أي من حيث يبدأ الأنا، أو الحياة الخاصة للقوى الباطنة الفاعلة الحرة. ومعنى هذا أن الإنسان لا يحيا حياة إنسانية خالصة إلا بالقدر الذي به لا يكون ألعوبة في أيدي الوجدانات (الشهوات) العمياء.

إن الإنسان يشارك في الحياة الحيوانية، لكنه فوق هذا يشارك في حياة الروح التي هي فوق إنسانية.



ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 389 وما بعدها

ابن حوران 21-11-2011 12:23 PM

تين Hippolyte Taine

فيلسوف فرنسي ومؤرخ للأدب والفن. ولد سنة 1828 وتوفي سنة 1893.

كان تين فيلسوفاً من دعاة المذهب الوضعي المتطرفين، حتى أنه قال أن (الفضيلة والرذيلة يُصنعان كما يُصنع السُكَّر والنشا). وقال أنه ممكن أن ننظر الى الإنسان على أنه حيوان من نوعٍ أعلى، يُنشئ القصائد والأفكار كما تُنشئ دودة القز الحرير، وتنتج النحلة بيتها الشمعي.

كان تين متدينا جداً حتى الخامسة عشر من عمره، ولما مال الى إخضاع كل شيء لروح التحليل والنقد، كان أول ضحايا هذا الاتجاه هو إيمانه العميق بالدين. فيقول (عندما توصلت أن الأخلاق والدين، وخلود النفس ما هي إلا مجرد احتمالات وظنون انتابني الحزن... لقد جرحت نفسي بنفسي في أعز ما كنت أعتز به).

التقى تين مع كونت في مذهب الوضعية لكنه اختلف معه في عدة أشياء:

ـ كونت لا يعد علم النفس علماً مستقلاً، بينما تين يعتبره علماً قائماً بذاته، ويُعتبر أحد مؤسسي علم النفس التجريبي.

ـ كونت يقرر استحالة الميتافيزيقيا في العصر الوضعي، بينما يرى تين في الميتافيزيقيا ذروة التفكير الإنساني.

ـ كونت كان مهمل الأسلوب غامض العبارة، أما تين فكان جيد الأسلوب، واضح التعبير، وكان يرى أن مهمة الفيلسوف الفرنسي أن يعبر بوضوح وجلاء.

وعند حديثه عن الروح، يقول (الروح ليست إلا سيالاً وحزمة من الإحساسات والدوافع التي لو شوهدت من جانبها الآخر لوجدت سيالا وحزمة من الاهتزازات العصبية) [ من كتابه في العقل ج1 صفحات 7 و 127]. و (كما أن الجسم الحي نسيج من الخلايا التي يتوقف بعضها على بعض فإن العقل الفاعل نسيج من الصور التي يتوقف بعضها البعض، وليست الوحدة، في الواحد والآخر، غير انسجام ونتيجة) [ الكتاب نفسه صفحة 124].

وكان يميل ميلاً عميقاً الى التجربة الحسية، فهو يرى في العقل والذات والذكاء والإرادة وقوة الشخصية مخلوقات ميتافيزيقية وهمية. وهذا ما جعله ينكر الدين، فيؤكد أن الدين لا يمكن إثباته علمياً، وأن المزج بين العلم والدين سيكون مضاداً لكليهما.


ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 432 وما بعدها

ابن حوران 13-02-2012 02:41 PM

جانيه (Paul Janet)

فيلسوف فرنسي من أتباع النزعة الانتقائية... ولد في باريس سنة 1823، وتوفي فيها عام 1899. حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة باريس سنة 1848، وعين أستاذاً في السوربون سنة 1864، وصار عضوا في أكاديمية العلوم الأخلاقية في نفس السنة... له مؤلفات عدة...

آراؤه

كان بول جانيه تلميذا لفكتور كوزان، واعتنق مذهب أستاذه، وهو مذهب (الانتقائيةecletisme) أي الانتقاء بين الآراء والمذاهب بحسب ما يراه معقولاً ومقبولا لديه..

وجانيه يؤكد جوهرية النفس، أي أن ثم جوهراً له أفعال ومظاهر هي أحوال النفس وظواهرها.

ويؤكد الحرية، لأن الشعور يكشف لنا عن إرادة مستقلة مسئولة. ويؤكد وجود الله، لأن الشعور يدرك محيطاً لا غور له نحن نغوص فيه وهو يتجاوزنا من كل ناحية.

والفلسفة ترادف الميتافيزيقيا، بمعنى أنها علم نسبي بالمطلق، أو علم إنساني بما هو إلهي. وكلما تقدمت العلوم، ازدادت الفلسفة ثراء.

وفي الأخلاق يسعى الى التوفيق بين مذهب أرسطو في السعادة، وبين مبدأ (فولف) في الكمال، ومبدأ (كنت وفخته) في الشخصية الإنسانية. ويفضي الى مذهب في السعادة عقلي النزعة ميتافيزيقي الجذور. والإنسان المثالي عنده هو المشارك في الواقع والمطلق معاً. ويقول: (لكي أؤمن بكرامة نفسي وسموها وكرامة نفوس الآخرين وسموها ـ وهم إخواني ـ فإن من الواجب علي الإيمان بمبدأ أعلى للكرامة والسمو. ويجب أن أقدر على أن أقول: ليأتِ ملكوتك) [من كتاب الأخلاق ص165، باريس سنة 1874]

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 439 وما بعدها

ابن حوران 07-03-2012 02:41 PM

جيمس (وليم) William James

عالم نفساني وفيلسوف براجماتي. ولد في نيويورك سنة 1842، وتوفي سنة 1915. كان الابن الأكبر للكاتب الساخر (هنري جيمس) وشقيق للقصصي الشهير هنري جيمس. كان والده طالباً للاهوت في معهد برنستون الديني، وتركه لاشمئزاز شديد من رجال الدين. تأثر وليام بكل ذلك وتعلم فن التصوير، ثم تخلى عنه ليدرس العلوم في هارفارد، ثم رافق عالم الحيوان الفرنسي الشهير (لوي أجاسيز)، في رحلاته الاستكشافية في الأمازون. والتحق بعدها بكلية الطب، وسافر لألمانيا للاستماع لمحاضرات الفيزيائي الكبير (هلمهولتس) واضع قانون حفظ الطاقة. سافر بعدها لفرنسا وحضر محاضرات (كلود برنار) فأثرت في مجرى حياته. في سنة 1876 درَّس في هارفارد وبقي على اتصال بها حتى وفاته.

آراؤه الفلسفية:

التجربة:

يرى أن مضمون التجربة ليس على شكل ذرات، بل هو تيار من الشعور ذلك أن التجربة ليست مؤلفة من مُعطيات منفصلة رصت مع بعضها كقطع الموزاييك، بل هي تيار من الشعور سيَّال متصل لا فواصل فيه ولا روابط، تماماً مثل تيار النهر الجاري، والأشياء تتداخل بعضها في بعض زماناً ومكاناً.

الحقيقة

المبدأ المؤثر في اختيارنا في نشاط، هو تحقيق الغرض الشامل والحصول على فائدة، فما هو مفيد أو ناجح أو نافع هو (الحق). يتوسع في ذلك ويقول: في ميدان التجربة الفيزيائية، المفيد فيها ما يمكن التنبؤ به وتحويله الى إنتاج. وفي التجربة النفسية أو العقلية هو ما يزودنا بالشعور بالمعقولية وهو شعور بالراحة والسلام. والتجربة الدينية يكون الاعتقاد حقيقيا إذا حقق للنفس الطمأنينة والسلوى، وسما بنا فوق أنفسنا.

إرادة الإيمان

يرى وليم جيمس أن لكل إنسان تجربة دينية دائماً. ذلك أنه شعر من حوله بحضور تجربة أخرى قريبة من تجربته ومتعاطفة مع أمانيه ومطامحه وتناضل معه ضد الشر وتعمل في صالح الخير وتشيع في نفسه السلوى. لهذا يفوض أمره ويطلب العون منها. وفي مجال رده على المشككين بوجود الله، الذين يقررون أنه لا يحق لنا أن نؤمن بشيء ليست عليه بينة منطقية كافية. إن العقلاء من الناس يحاولون تجنب الخطأ ويسعون الى بلوغ الحد الأعلى من الحقيقة. لكن هناك مسائل لا جواب عنها ب (نعم) أو ب (لا) بواسطة الدليل الحاضر، ومسألة وجود الله هي من هذا النوع.


ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 447 وما بعدها

ابن حوران 27-05-2012 01:36 PM

جوييو Jean – Marie Guyau

فيلسوف فرنسي ذو نزعة حيوية، ولد في (لافال ـ فرنسا) عام 1854، وعاش فترة في السودان الفرنسي (مالي والنيجر حالياً)، اعتلت صحته فعاد وتوفي في فرنسا عام 1888.

فلسفته

أ ـ الأخلاق

نزع جوييو بطريقة وضعية وطبيعية وحيوية، وركز اهتمامه على الأخلاق وأراد أن يبنيها على النوازع الطبيعية، دون إلزام ولا جزاء.

يقول: (استشر أعمق غرائزك وأكثر عواطفك حيوية، وأكثر كراهياتك اعتياداً وإنسانية، ثم ضع بعد ذلك فروضاً ميتافيزيقية عن أساس الأشياء، والمصير الخاص بالكائنات وبك أنت)

ويُعرِّف الأخلاق بأنها (علم موضوعه كل وسائل المحافظة على الحياة المادية والعقلية وتنميتها). والأخلاق هي الملتقى الذي تتماس فيه ـ وتتحول باستمرار بعضها الى بعض ـ القوتان الكبيرتان للوجود وهما: الغريزة، والعقل. وينبغي على الأخلاق أن تدرس فعل هاتين القوتين: الواحدة في الأخرى، وأن تسعى الى تنظيم التأثير المزدوج للغريزة في الفكر، وللفكر والمخ في الأفعال الغريزية أو الأفعال المنعكسة.

ب ـ علم الجمال

الجمال عند جوييو في جزءه الأكبر، فعل وإشعاع مستمر من الداخل الى الخارج، والجمال الحق يخلق نفسه في كل آن، وفي كل حركة من حركاته، وله الوضوح الحي، الذي للنجمة.

والفن لكي يعبر عن الجمال، يجب أن يقوم بإدراك روح الأشياء ويربط الفرد بالكل وكل قسم من الآن بالديمومة الأبدية.

من مؤلفات (جوييو) أخلاق أبيقور وعلاقتها بالمذاهب المعاصرة [باريس 1878] . والأخلاق الإنجليزية المعاصرة [ باريس 1879].


ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 451 وما بعدها

ابن حوران 28-06-2012 01:33 PM

دلاكروا (هنري) Henri Delacroix

عالم فرنسي بالنفس والجمال والتصوف. ولد سنة 1875 وتوفي سنة 1937، وكان أستاذاً لعلم النفس في كلية الآداب بجامعة السوربون/ باريس، وعميداً لكلية الآداب.

نفسانية التصوف

عَني (دلاكروا) بموضوعين: نفسانية التصوف ونفسانية الفن. فكان موضوع رسالته للدكتوراه هو: (بحث في التصوف النظري في ألمانيا في القرن الرابع عشر سنة 1899). وكتب سنة 1908 دراسات في تاريخ التصوف ونفسانية كبار الصوفية المسيحيين.

يقول: الصوفي هو من يعتقد أنه يدرك الإلهي مباشرة، ويشعر باطنياً بالحضور الإلهي. ويعرف التصوف بأنه (انتصاف للوجدان من المعرفة المنطقية) ذلك أن الوجدان يتجاوز حدود المنطق، ويصبو الى بلوغ حقيقة لا يصل إليها المنطق. (والصوفي وجداني يجمع في عاطفة مبهمة ووجد كل ما يفرقه الإنسان العادي الى مشاعر محدودة، ومعرفة منطقية، وعمل إيجابي [ من كتاب بحث في التصوف النظري في ألمانيا صفحة 415].

نفسانية الإيمان الديني

يقول: الناس يؤلهون آلهة ابتغاء الانتفاع بهم في طريق الحياة. كما أن الدين سعى للمحافظة على القيم، والإنسان ينشد من الدين الخلاص والحياة. ويشبه العلاقة بين الدين وحياة العاطفة كما هي العلاقة بين اللغة والفكر: إن الدين هو لغة العاطفة.

والدين يبقى بالرغم من العلم، لأن للإنسان مصلحة في بعض الأمور التي لا يستطيع العلم بلوغها. والدين وإن بُني على حاجة نفسية واجتماعية، فإن فيه عنصراً كونياً، وبدونها فإنه لا يحدث انسجاما بين الإنسان والكون.

والتصوف يقوم في بداية الدين، وعند نهايته. والتقوى تسبق الإيمان المزوّد بالعقائد. ولا يمكن الفصل بين الدين والشعائر الدينية. والعقيدة ليست معرفة محضة: إنها لغة عمل، وصيانة وقيّم.

اللغة والفكر

في كتابه (اللغة والفكر) يتناول العلاقة بينهما. وعنده أن اللغة هي نتاج النشاط الخلاق الذي يقوم به العقل. وفعل العقل في اللغة يشارك في فعل العقل في العلم: ففي كلتا الحالتين يلقي العقل على الأشياء شبكة من العلاقات التي تهيمن التجربة المعاشة، وتعالج المعطيات المباشرة، وتبني عالماً.

نفسانية الفن

يقول: كل لذّة جمالية كاملة هي مركب من لذة حسية ولذة صورية ولذة انفعالية حقاً. والإحساس هو بداية الفن، فالتهيج الملائم لأعضاء الحس: هذا هو الشرط الضروري لكل جمال.

بدون وجود معنى للأشياء وبدون وجود قيمة، فإن اللذة الجمالية تبقى فقيرة. فنحن نطلب من لوحة أو قصيدة أو معزوفة ألا تكون فقط ترتيباً جميلاً لخطوط، أو لألوان، أو لألفاظ الأصوات، وإنما ننشد أيضاً من هذا الترتيب الجميل أن يرمز الى حالة للنفس. إن هناك أعمالاً حسنة الصنع وملائمة، ولكنها فارغة. وعلى العكس هناك أعمال محملة بالنيات الجميلة لكنها لا تصل الى التعبير الموافق.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 478 وما بعدها

ابن حوران 05-08-2012 11:54 PM

دوركهيم Emile Durkheim

فيلسوف اجتماعي ومن كبار مؤسسي علم الاجتماع في فرنسا. ولد سنة 1858 شرق فرنسا (مدينة Epinal) من أسرة يهودية، ضمت كثيراً من الأحبار الربانيين، وتوفي في باريس سنة 1917. حصل على ليسانس في الفلسفة، وسافر لألمانيا لتكملة دراساته العليا، وعاد ليُعين في جامعة (بوردو) سنة 1887، وأصبح عَلَماً في الجامعات الفرنسية وكانت موضوعات محاضراته:
الأسرة وطبيعة علاقة القرابة؛ وفيزياء القوانين؛ وأصل الدين وطبيعته؛ وتقسيم العمل الاجتماعي [وهي رسالته للدكتوراه]؛ وقواعد المنهج الاجتماعي؛ والانتحار..

ثم تطورت دراساته لتصبح كتبا فيما بعد: ( البراجماتية وعلم الاجتماع) و (التربية وعلم الاجتماع)..

يؤخذ عليه وعلى أتباعه، عدم قيامهم بأعمال ميدانية، وهذا صحيح، فهم لم يخرجوا عن نطاق أوروبا، أو إن صح التعبير لم يخرجوا عن نطاق فرنسا. ولكن المدافعين عن (دوركهيم) يقولون: أن ميدانه كان التطور الهائل الذي شهدته المجتمعات الأوروبية نتيجة للتغيرات الصناعية الهائلة.

تقسيم العمل

رأى (دوركهيم) أن النظام الاجتماعي، في المجتمعات الأوروبية، وقد قلبته التغييرات الاقتصادية رأساً على عقب، لا يستطيع بعد أن يقوم بدور تنظيمي، مما أدى الى ما نراه من فوضى في هذه المجتمعات، وهذه الفوضى أو عدم وجود قانون يحكم المجتمع (anomie) هي السبب في أنواع النزاع الدائم المتجدد ومختلف أنواع الاضطرابات التي يبدي عنها العالم الاقتصادي اليوم. وفكرة انعدام القانون هذه هي مفتاح الأبحاث الأولى التي قام بها دوركهيم.

وثمة نوعان من تقسيم العمل: الأول يقوم في التخصص في العمل بحسب جماعاتٍ جماعات، ويؤدي الى تقرير وظائف إنتاجية متنوعة، ومهن جزئية: التخصص بحسب النوع (ذكر أو أنثى)، ثم بحسب المهن المتوارثة، وأخيراً تكوين المهن بحسب الاستعدادات الشخصية. والثاني يقوم في تجزئة العمل الى سلسلة من الحركات المتزايدة في التبسيط قدر المستطاع، التي توكل الى عاملين بقدر ما ينبغي بحيث لا يوكل إلى الواحد منهم إلا حركة واحدة تبقى هي هي مملة باستمرار.

والأثر الرئيسي لتقسيم العمل ليس هو في زيادة إنتاج الوظائف المختلفة، بل في جعلها متضامنة متكافلة بعضها مع بعض.

منهج علم الاجتماع

في سياق تحديده للمنهج الذي ينبغي إتباعه، يحدد (دوركهيم) ما هي الواقعة الاجتماعية فيقول: (( تتعرف الواقعة الاجتماعية في قدرتها على ممارسة ضغط خارجي، أو إمكان قيامها بهذا الضغط على الأفراد))

وبعد هذا التعريف يقرر ما يلي:

أ ـ (الواقعة الاجتماعية لا يمكن أن تفسّر إلا بواقعة اجتماعية أخرى) وهذا معناه أنه لا يجوز ردّ الظواهر الاجتماعية الى وقائع اقتصادية والى أسباب أخرى جزئية، بل يجب تفسيرها على مستوى نسيج الحياة الجماعية.

ب ـ (يجب معالجة الوقائع الاجتماعية بوصفها شيئاً) traiter le fait social comme une chose وهي عبارة مشهورة أدت الى ألوان عديدة من سوء الفهم والتأويل.

ما هو الشيء؟ ( إن الشيء يضاد الفكرة كما يضاد ما نعرفه من خارج الشيء الذي نعرفه من الداخل، والشيء هو كل موضوع لا يكون بالطبع قابلاً للنفوذ في العقل، إنه كل ما لا نستطيع أن نكوِّن عنه فكرة صحيحة مطابقة بواسطة عملية تحليل عقلي فقط، إنه كل ما لا يستطيع العقل الوصول إلى فهمه إلا بشرط أن يخرج عن ذاته، عن طريق الملاحظة والتجريب، مارّين تدريجياً من الخصائص الأكثر خارجية والأيسر إدراكاً ـ الى الخصائص الأقل ظهوراً والأشد عمقاً).

ونلخص هنا بيانات قواعد منهج (دوركهيم) في علم الاجتماع:

القاعدة الأولى: استبعاد كل الأفكار السابقة بطريقة تنظيمية، والتخلص من كل البيانات الزائفة التي تسيطر على عقول العامة، وإزاحة نير المقولات التجريبية التي تصير طاغية مستبدة على العقل من طول الألفة والاعتياد. وإذا حملتنا الضرورة أحياناً الى اللجوء إليها، فلنفعل ذلك مع شعور واضح بضآلة قيمتها حتى لا نجعلها تلعب دوراً ليست جديرة به... فنحن غالباً ما نتحمس لمعتقداتنا السياسية والدينية، ولعاداتنا الأخلاقية أكثر مما نفعل بإخضاعها للنظريات العلمية، وهذا سيؤثر على انفعالاتنا في تصور الأشياء وتفسيرها... فمثلاً لو كانت قضية ما لا تتفق مع الفكرة التي كوناها عن الوطنية أو الكرامة الشخصية، فهي ستنكر أي محاججة معها حتى لو كانت علمية!

والقاعدة الثانية: الوقائع الاجتماعية تكون أكثر قابلية للامتثال موضوعياً بقدر ما تكون خالصة تماماً من الوقائع الفردية التي تكشف عنها.

والقاعدة الثالثة: حين يقوم الباحث في علم الاجتماع باستكشاف مجموع معين من الوقائع الاجتماعية فيجب عليه أن ينظر فيها من الجانب الذي تتمثل فيه منعزلة عن تجلياتها الفردية.


ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 481 وما بعدها

ابن حوران 13-10-2012 12:05 AM

ديوي John Dewey

فيلسوف أمريكي برجماتي وعالم تربوي، وناقد اجتماعي. ولد عام 1859 وتوفي عام 1952. حصل على الدكتوراه من جامعة (جونز هوبكنز). عين أستاذاً ورئيسا لقسم الفلسفة في جامعة شيكاغو، وأنشأ ما يعرف بمعمل ديوي. حاضر في طوكيو وبكين. ظل نشيطاً حتى وفاته.

آراؤه

الأفكار أدوات

يؤكد أن كل المعرفة مستمدة من التجربة، والأفكار استباقات للإدراكات الحسية. والأشياء هي كما تدركها الحواس فقط. والأفكار تولدها الظروف. وإن أردنا إجمال رؤيته حول الأفكار:

أ ـ أن التفكير لا يبدأ إلا حيث توجد مشكلة، أو اختلاط أو شك، ويُراد حلها. فالتفكير ليس مجرد عملية احتراق تلقائي: أنه لا يوجد إلا حيث تكون هناك حاجة ومناسبة تدعو إليه.

ب ـ الحاجة الى حل مشكلة هي العامل المرشد دائما في عملية التفكير. وما يساعدنا على التفكير ليس هو الهدوء والسكون، بل التحرك نحو هدف. وتركيز العقل على موضوع يشبه التحكم في السفينة كي تتخذ طريقاً معيناً. وهذا يقتضي تغييراً مستمراً للوضع مع وحدة التوجيه.

ج ـ والوظيفة الأولى للتفكير هي حل المشكلة التي نواجهها، وإيضاح الغموض والاختلاف، والإجابة عن السؤال الماثل في ذهننا، ونحن نتوقف عن التفكير إذا ما حلت هذه المشكلة. ولن نفكر بعد أو نستأنف التفكير إلا إذا عرضت مشكلة جديدة، أو ظهر موقف محير جديد.

إن الرجل المتوحش قد يكون قادراً على تكوين صورة عن الأعمدة والأسلاك، ولكن إذا لم يعرف شيئا عن التلغراف أو الهاتف، فلن تكون لديه فكرة صحيحة.

والفكرة إذا تلعثمت في معالجة موقف أو مشكلة، توصف بأنها فرض hypothesis. إنها تتردد بين (إذا) و (ربما). إنها مجرد اقتراح أو حزر conjecture لكنها تتحول الى (حقيقة واقعية fact) إذا توقفت عن التردد والأرجحة وصارت فعالة.

نسبية المعرفة وسيلان الحقيقة

الأفكار تدور مع المشاكل والمواقف والظروف الاجتماعية. ولهذا فإن معايير المعقولية تتوقف على الأحوال الاجتماعية للعصر الذي تقال فيه الأفكار، إذ هي تمثل أنجح التجارب في التفكير إبان عصر أو فترة، ولقد تطورت الأفكار وتغيرت لأنها عملت وفعلت، وسلطانها هو في قابليتها على أن تكون أدوات تساعد على حل المشاكل الطارئة، في ذلك العصر. وربما لو تغيرت الظروف والمواقف لصارت عديمة الجدوى أو قليلة الفاعلية يتوجب تجاوزها.

صحيح أن بعض الماضي لا يزال حياً، لكن ما لا يزال حياً من الماضي هو فقط ما يقبل هو فقط ما يقبل التطبيق اليوم. وصلاح أمور في الماضي لا يبرر صلاحها في الوقت الحاضر. ومن حقنا وحدنا نحن أبناء اليوم أن نحكم على صلاحها بالنسبة إلينا. ويجب علينا ألا نتردد في نبذ كل ما نراه غير صالح لنا اليوم مما ورثناه عن الماضي.

ولهذا ينبغي علينا أن نعمل على تجديد النظريات والمعتقدات وجعلها متلائمة مع مطالب العصر، لتجديدها وصقلها وتنظيفها باستمرار لتصير نافعة وإلا كانت ويلاً على أصحابها.

الإصلاح والأخلاق

يري (ديوي) أن العالم مليء بالنفايات وما لا حاجة بعد بالإنسان إليه. وفي كتابه (الطبيعة الإنسانية والسلوك1922) ينقد ديوي أخلاق الماضي لأنها تقوم في مجموعها على التحريم والتقييد، لهذا لم يؤمن بها إلا القليلون، والغالبية لم تطبقها أو اكتفت بالإشادة بها دون تنفيذها.

يقول: أن الحياة الأخلاقية تجري في عالم هو طبيعة ومجتمع معاً. والطبيعة الإنسانية متصلة بسائر الطبيعة، ونتيجة لهذا فإن علم الأخلاق وثيق الصلة بالعلوم الاجتماعية والطبيعية والاقتصاد. والعادات السيئة هي ميول للفعل تسيطر علينا، ولكننا في الغالب اكتسبناها دون وعي وقصدٍ واع. ولما كانت تأمر فهي إرادة، وصاحبها سيفعل ما يريد، ومن يكتسب عادة سيئة ليس هو الشخص الذي يخفق في عمل الشيء الصالح فقط، بل هو شخص تكونت لديه عادة فعل الأمور السيئة.

لديوي مؤلفات عديدة منها اثنا عشر كتاباً تُدرس للمختصين.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 499 وما بعدها

ابن حوران 20-12-2012 04:07 PM

رادهكر شنان Sarvepalli Radhakerishnan


فيلسوف هندي معاصر. ولد بنواحي مدراس عام 1888، تعلم في كلية مدراس المسيحية ثم عُين بعد تخرجه مدرساً للفلسفة في كلية الرئاسة في مدراس عام 1909، واستمر بها سبع سنوات، دارساً ومعلماً للكتب الأساسية في الديانة الهندوسية والبوذية والجاينية، ثم صار أستاذا في جامعة ميسور، وكلكتا ودعي للتدريس في جامعة أكسفورد سنة 1926، وشغل كرسي (أسبولدنج) لتدريس الأديان الشرقية والأخلاق في جامعة أكسفورد. وحاضر في الولايات المتحدة والصين ومنح لقب (sir) وكان عضواً في لجنة التعاون الفكري التابعة لعصبة الأمم المتحدة في جنيف. تدرج في المناصب بالهند بعد استقلالها حتى أصبح رئيساً لجمهورية الهند من سنة 1962 حتى 1967، توفي عام 1975.

فلسفته

حاول رادهكرشنان ـ وهو هندوسي الدين ـ الجمع بين الفلسفة الأوروبية والتيارات الفكرية الهندية في مختلف الأديان خصوصا الهندوسية والبوذية.

ويقول عن نفسه: ( على الرغم من إعجابي بعظماء الفكر، القدماء والمحدثين، الشرقيين والغربيين، فإني لا أستطيع القول إنني أتبع واحداً منهم وأقبل بمذهبه بكامله. ولا أفصد بذلك أنني رفضت أن أتعلم من الآخرين أو أني لم أتأثر بهم. وبينما حركت وجداني عقول هؤلاء الذين درستهم جميعاً، فإن فكري لم ينسجم مع أي نمط معين تقليدي. ذلك لأنه كان لفكري مصدر آخر وصدر عن تجربتي الخاصة، وهي ليست نفس التجربة التي تحصل من مجرد الدراسة والقراءة).

وينكر فيلسوفنا هنا، النزعة العقلية في إدراك أمور الروح والإلهيات، لأنه يرى أنه إذا استخدم العقل والبرهان العقلي في هذه الأمور فإنه إنما يصل الى فرض، مهما يكن صادقاً!

وهو يدعو الى توسيع منظورنا الديني حتى نصل الى حكمة عالمية جديرة بعصرنا الحاضر، وذلك بانفتاح الأديان بعضها على بعض لإخصاب بعضها البعض. (إننا نعيش في عالم لا هو شرقي ولا هو غربي، فيه كل واحد منا وريث لكل الحضارات. إن ماضي الصين واليابان والهند هو ماضينا بقدر ماضي بني إسرائيل واليونان وروما. وإن من واجبنا، وهو امتياز نفخر به، أن نوسع ملكة استطلاعنا وفهمنا وأن ندرك اتساع أرضنا المشتركة).

ويضيف أن التجزئة الدينية تقف عثرة في سبيل حضارة عالمية واحدة، هي الأساس الوحيد الثابت لمجتمع عالمي. وكل دين يحاول اليوم أن يعيد صياغة عقائده لتتفق مع الفكر الحديث والنقد الحديث. أما الأديان الراكدة المتحجرة في قوالب جامدة فهي على خلاف مع الحياة العصرية.

لكن (في نظره) العالم لا يسعى الى صهر الأديان بعضها في بعض، وإنما يسعى الى أخوة بين الأديان المختلفة قائمة على إدراك الطابع التأسيسي لتجربة الإنسان الدينية.. كما أن كل الناس متشابهون (وإن كانوا متنوعين تنوعا لا نهائياً) كذلك كل الأديان شأنها شأن كل الأشباه مصدرها واحد. فإذا كان الدين هو الوعي بطبيعتنا الحقيقية في الله، فإنه يعمل على توحيد كل الإنسانية.



ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 513 وما بعدها

صفاء العشري 25-06-2013 07:15 PM

شكرا جزيلا أخ أبن حوران، جهد عظيم ويعطيك العافية.. كنت دائما أود أن يكون مثل هكذا قائمة موجودة لكل شخص مطلع أو يريد أن يتطلع على الفلسفة العربية. بالإضافة أردت أن أسألك، هل تعرف أي فلاسفة وجوديين عرب؟

تحياتي..


القيادة المركزية الأمريكية
www.centcom.mil

ابن حوران 07-07-2013 01:21 PM

عفواً، شاكراً مروروكم الكريم..

بالنسبة للفلاسفة الوجوديين العرب ـ على حد علمي ـ إنهم موجودون، ولكنهم يمارون في إعلان وجودهم لأكثر من عامل .. وأهمهم مؤلف الموسوعة الفلسفية التي ألخص عنها (الدكتور عبد الرحمن بدوي) ولكنه قبل وفاته أعلن توبته وسماها الرجوع!

احترامي و تقديري

ابن حوران 07-07-2013 01:22 PM

رسل Bertrand Russell

هو برترند آرثر وليم رسل، ولد عام 1872، وتوفي والداه وهو صغير، فتربى في بيت جده اللورد جون رسل، والذي أخذ اسمه عنه عام 1931. وتولى تعليمه مدرسون خصوصيون، الى أن بلغ الثامنة عشرة فدخل كلية الثالوث بجامعة كمبردج فدرس الرياضيات ثم تحول عنها في السنة الرابعة الى الفلسفة فازدرى التجريبية البريطانية ووجهه أستاذه (ماتجرت) الى الهيجلية.



فيلسوف إنجليزي أسهم خصوصاً في ميدان فلسفة الرياضيات والمنطق الرياضي، وإن كانت شهرته الواسعة إنما ترجع الى مواقفه وكتاباته السياسية والاجتماعية التي تتسم بالمفارقات والإثارة وروح المخالفة أكثر مما تتسم بالعمق في التفكير أو الأصالة في الرأي.


رغم شهرة (رسل) وحصوله على جائزة نوبل في الآداب عام 1950، فإن هناك من لا يراه فيلسوفاً كاملاً، بل قارئا مرتبكا وحتى إنسانا مرتبكا.. تزوج أربع مرات وطلق زوجاته، وانتقل من التأثر ب (كنت) الى (هيجل)، ومن المثالية الى الواقعية، وشجع الحروب، ثم قاد حملات لوقف الحروب، فقد حث أمريكا على ضرب روسيا بالقنابل النووية وكان قد زار الاتحاد السوفييتي وأعجب فيه قبل أن يحث أمريكا على ضربه، ثم اصطف مع كوبا في أزمة الصواريخ! ووقف ضد أمريكا في حرب فيتنام!

ولكن هناك من يراه غير ذلك، فقد وصفه فؤاد كامل بكتابه الموسوم ب (أعلام الفكر المعاصرين) بأنه شيخ فلاسفة العصر بدون منازع، وقد أفرد له فصلين في كتابه، وقال (لقد أتاه الله بسطة في العمر والفكر، إذ امتد عمره قرناً من الزمان لا ينقص سوى عامان، وانبسط فكره ليشمل كل مناحي الحياة)*2

عند الاطلاع على كتابات رسل، يُهيأ لمن يطلع عليها أن من كتبها أشخاصٌ مختلفون، وكتبه أو ما يُطلق عليها (نظريات) تجدها قد سبقه إليها مفكرون كثر، وربما أنه يقلع عنها عندما يواجهه البعض بأن هناك من سبقه إليها.. ففي مبادئ المعرفة العلمية ينتهي الى استخلاص خمسة مبادئ أو مصادرات:

1ـ مصادرة شبه الاستمرار، ويضرب مثالا: أننا إذا أعطينا الحادث (أ) فإنه يحدث غالباً أن حادثاً مشابهاً جداً ل (أ) سيحدث في مكان قريب أو زمان قريب!

2ـ مصادرة الخطوط العليا القابلة للفصل، ومفادها أنه من الممكن في أحوال كثيرة أن نكوّن سلسلة من الأحداث بحيث يمكن من عضو واحد أو عضوين في السلسلة أن نستنتج شيئاً عن باقي الأعضاء. طبعا معروف هذا المبدأ في الاستقراء العلمي!

3ـ مصادرة الاتصال المكاني ـ الزماني، وتقرر أنه حين يوجد ارتباط عالي بين أحداث غير متصلة، فإنه ستكتشف حلقات متوسطة في السلسلة.

4ـ المصادرة البنيوية وتقرر أنه حينما يحدث عدد من المركبات المتشابهة في البنية حول مركز هي غير مفصولة عنه كثيرا، فإنه في عامة الأحوال تكون كلها أعضاء في خطوط علية أصلها في حادث ذي بنية مشابهة يحدثه في المركز. ويضرب مثلاً، أنه إن كان هناك جمهور يستمع لخطيب فإن لأعضاء الجمهور تجارب مختلفة لتفسير ما يسمعون وتجاربهم تصدر حكما يسبق إنهاء الخطيب لكلماته.

5ـ مصادرة قياس النظير، وتقول إنه إذا كان حين يلاحظ صنفان من الأحداث أ،ب فإن هناك ما يدعو الى الاعتقاد بأن أ هي السبب في ب، فإن حدثت أ فعلينا توقع حدوث ب ..

لقد سماها مصادرات لأنه لا يمكن إثباتها بالبرهان.

مؤلفات رسل

ترك برتراند رسل أكثر من ستين مؤلفاً من أهمها:

1ـ الديمقراطية الألمانية 1896
2ـ بحث في أسس الهندسة 1897
3ـ مشكلات الفلسفة 1912
4ـ معرفتنا بالعالم 1914
5ـ مبادئ الإصلاح الاجتماعي1916
6ـ مُثل عليا سياسية 1917
7ـ الطريق الى الحرية: الاشتراكية؛ الفوضى؛ النقابية 1918
8ـ تحليل العقل 1921
9ـ الحرية والتنظيم 1934
10ـ بحث في المعنى والحقيقة 1940
11ـ المعرفة الإنسانية: مجالها وحدودها 1948
12ـ السلطة والفرد 1949
13ـ أثر العلم على المجتمع 1951
14ـ الواقع والخيال 1961
15ـ سيرتي الذاتية 1967


*1ـ ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 518 وما بعدها
*2ـ أعلام الفكر الفلسفي المعاصر/ فؤاد كامل/ بيروت: دار الجيل 1993 صفحة 17

صفاء العشري 24-07-2013 04:48 PM

شكرا جزيلا يا أخ ابن حوران.. لدي سؤال آخر اذا كان لديك الفرصة في الإجابة، هل تعرف أي ترجمات للفيلسوف مارتن هيديغر؟

تحياتي..

صفاء


القيادة المركزية الأمريكية
www.centcom.mil

ابن حوران 14-10-2014 02:29 PM

العفو..

بخصوص طلب حضرتكم

العنوان : إنشاد المنادى..قراءة فى شعر هولد رلن وتراكل

المؤلف : مارتن هيدجر
http://www.almaktabah.net/vb/showthr...E5%ED%CF%CC%D1

أنطولوجيا اللغة عند مارتن هيدجر

لإبراهيم أحمد
http://www.mediafire.com/download/xa...8%AC%D8%B1.pdf
وكتب أخرى
http://www.almaktabah.net/vb/search.php?searchid=405975

ابن حوران 14-10-2014 02:30 PM

سارتر (جان بول سارتر 1905ـ1980)



وُلِد في باريس عام 1905 والده (جان باتيست سارتر) كان ضابطا في البحرية الفرنسية وأمه (آن ماري اشفيتزر) ابنة عم المفكر والعالم (البرت اشفيتزر) الحاصل على جائزة نوبل عام 1952. توفي أبوه وهو ابن سنة واحدة، بعد إكمال دراسته المدرسية حضّر (الأجريجارسيون) فرسب فيها بالمرة الأولى عام 1928، ثم كان ترتيبه الأول في المرة الثانية عام 1929، وكان ترسيبه في المرة الأولى لاستقلاله في آراءه التي أبداها في الامتحان التحريري. دخل في الحرب العالمية الثانية وأُسر فيها عام 1940، وأُطلق سراحه عام 1941.

أسس حزب (التجمع الديمقراطي الثوري) عام 1948.. وضعت الفاتيكان كل مؤلفات سارتر الوجودية على القائمة السوداء.

في عام 1954 سافر للاتحاد السوفييتي وتقرب الى الشيوعية، وانضم الى جمعية الصداقة السوفييتية الفرنسية.. وفي عام 1956 احتج على غزو السوفييت للمجر وانسحب من جمعية الصداقة..

في عام 1957 احتج على تعذيب الشرطة الفرنسية للجزائريين، وفي عام 1958 تظاهر ضد (شارل ديغول)، وفي عام 1964 رفض جائزة نوبل، وفي عام 1968 تظاهر وأدان غزو الاتحاد السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا.. وفي عام 1980 توفي وأحرقت جثته تنفيذا لوصيته.

فلسفته

تأثر سارتر بكل من (هسلر) صاحب المقولة ((إن فلسفة العلو تلقي بنا على قارعة الطريق)؛ و (هيدجر) صاحب المقولة ((إن الشعور متى ما حاول أن يستجمع نفسه وأن يتطابق في النهاية مع نفسه.. فإنه يُعدم نفسه)).

في كتابه (التخيل) يأخذ سارتر على النزعة الوضعية في علم النفس الخلط بين الإدراك (التصور) وبين التخيل، حيث تقرر هذه أن الإدراك والتخيل إنما يقومان كلاهما بإيجاد شبح للأشياء أو صُوَر شبحية أمام العقل، ولا فارق بينهما إلا بدرجة وضوح هذه الأشباح فهي أوضح في الإدراك منها في التخيل.. فجاء سارتر وقرر أن للتخيل نشاطاً وفعالية ذاتية يقوم بها شعور المُتخيِّل وهذا النشاط ليس موضوعه مجرد أمر نفسي، بل موضوعه هو الشيء الذي تخيله بذاته وشخصه، وبعبارة أخرى: التخيل هو نوع آخر من الشعور يتوجه الى نفس الموضوعات التي يتوجه إليها الإدراك الحسي، لكن بوصف هذه الموضوعات غير موجودة، على الأقل في وقت تخيلها.. وهذا البُعد (التخيل) دليل قاطع على الحرية..

والمبدأ الرئيسي الذي يضعه سارتر للوجودية هو القول بأن (الوجود يسبق الماهية)، ويلاحظ أن هيدجر لم يستعمل تلك العبارة وإن تضمنها مذهبه ومذهب كل وجودي.. وقد كان السائد في الفلسفة المبدأ المضاد لهذا القول، وهي أن الماهية تسبق الوجود: فقبل أن يوجد العالم كانت صورته أو فكرته موجودة عند الخالق (الله)، وقبل أن يوجد أي شيء تكون صورته في ذهن صانعه..

أما الوجودية ترفض هذا الرأي وتقول أن الوجود يسبق الماهية، أي فيما يتعلق بالإنسان مثلاً: الإنسان يوجد أولاً، ويُصادف، وينبثق في العالم، ثم يتحدد من بعد. وما دام الإنسان مشروعاً وتصميماً يضعه لنفسه، فإنه بالضرورة مسؤول عما يكون عليه، وكل إنسان يحمل المسئولية الكاملة عن وجوده..

وتمجيد الفعل من المبادئ الرئيسية في (الوجودية).. إذ ليس ثَمَّ حقيقة واقعية إلا في الفعل، والإنسان لا يوجد إلا بقدر ما يحقق نفسه؛ إنه ليس شيئاً آخر غير مجموع أفعاله، والعبقري والمبدع ليس إلا ما عبر عنه، فعبقرية (شكسبير) هي مجموعة مؤلفاته، وعدا ذلك فليس ثَمَّ شيء، ولماذا تُنسب إليه أنه كان يُمكن أن يكتب مسرحيات أخرى!

نقد العقل الديالكتيكي

في سنة 1960 أصدر سارتر كتاباً ضخما في فلسفة التاريخ بعنوان (نقد العقل الديالكتيكي)، أصدر منه الجزء الأول ومات قبل أن يصدر الجزء الثاني.. والفكرة الجوهرية في الكتاب هي إنكار فكرة العقل الجماعي في كافة صورها، فمن رأيه لا يوجد عقل جماعي يعلو على عقول أفراد المجتمع، وبالتالي لا يوجد في التاريخ الإنساني (وِحدة) إنما هو مؤلف من كثرة متعددة جداً من الأعمال غير المتجانسة.. وواضح أن هذا المبدأ يتناقض مع ماركس وإنجلز والماركسيين عامة.. مع أن سارتر في كتابه هذا يقدم نفسه بمثابة الفاهم للماركسية في حين أن أتباعها هم من حرفوها..

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 563 وما بعدها


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.