انماط التهويد
 

لا يخفى على احد ان من الاهداف المعلنة لاسرائيل في فلسطين هو السعي الى تهويد القدس بل تهويد كل التراب الفلسطيني بما فيه حتى المقدسات الاسلامية التي ليس لليهود فيها نصيب.
لكن ما يجري في العالم العربي و الاسلامي برمته من انقلاب للقيم و تغيير في السلوكيات و الاخلاق وهذا التردي القيمي الذي يكاد يلغي الفوارق بين العاقل و غير العاقل يدفعني للحديث عن اضخم مشروع يهودي سميته " تهويد القيم" .
فكثير من البلدان العربية التي تعبت من وجع رأس اسمه القضية الفلسطينية شرعت في تلطيف الاجواء بينها و بين إسرائيل لتمهيد عملية العبور صوب التطبيع الملعون
فكثر الحديث في دول كالمغرب مثلا عن التسامح بين الأديان و ارتد ثلة من العلماء الى عصر النبوة و الخلافة الراشدة ليستمدوا منه ما يضفي على المهانة العربية طابعا إسلاميا متسامحا فأجهدوا حبالهم الصوتية في الحديث عن رغد العيش الذي نعم به اليهود في كنف الدولة الاسلامية وعن صور التسامح الذي قابل به المسلمون أهل الذمة متناسين أن القياس بهذا الشكل باطل من أساسه لأن التسامح القديم لم يتحقق الا في ظل دولة اسلامية قوية مترامية الاطراف تبنت منهج الله و رسوله في كل شؤونها ولا أدري صراحة لمذا يغضون الطرف عن صور الغدر اليهودي التي يحفل بها القرآن الكريم و السنة المطهرة ؟
ارتفعت اصوات في المغرب تدعو الى تحسين صورة اليهودي الطيب الذي لا صلة تجمعه بالصهيوني الظالم و المتغطرس و تناسى هؤلاء قول الحق سبحانه " و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتنى تتبع ملتهم " و بدأت علاقات الود و الحميمية تنسج بين اليهود و محبيهم من الساسة و الكتاب و الفنانين بل الادهى و الامر هو تبرؤ عدد منهم من القضية الفلسطينية معتبرين ان حملهم لهذا الهم هم نوع من الفضول و ان على المسليمن ان يتخلوا عن عصبيتهم تجاه اليهود و ان يتبنوا روحا رياضية في تعاملهم مع من يستبيح حرماتهم و اراضيهم و اموالهم !
وبلغ مسلسل تهويد القيم حلقات متقدنة من حيث قدرته على افراغ المسلم من كل محتوى قيمي حتى أصبح جل شباب الالفية الثالثة سرابا يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا .
يتبع.