حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   يا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=68698)

طارق الليل 09-02-2008 11:20 AM

يا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي
 
[FRAME="11 70"] الشاعر المصري : مصطفى الجزار

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترَه
فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه

لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرَه

قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ 'الخِزْيِ'.. وارجُ المعذرَه

ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً
فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرَه

والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرَه

فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مَقبرَه

وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرَه

اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمِرَه
:
'يا دارَ عبلةَ' بالعراقِ 'تكلّمي'
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مُقفِرَه؟
!
هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
!
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه!!

متطرِّفاً.. متخلِّفاً.. ومخالِفاً
نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه

عَبْسٌ.. تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم
حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه

في الجاهليةِ.. كنتَ وحدكَ قادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه

لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
فالزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطرَه

وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ
بينَ الدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه

'هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ'
كيفَ الصمودُ؟! وأينَ أينَ المقدِرَه؟
!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
متأهِّباتٍ.. والقذائفَ مُشهَرَه

'لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى'
ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه

يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرَه

فأتى العدوُّ مُسلَّحاً بشقاقِهم
ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه

ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَه

هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
مَن يقترفْ في حقّها شرّاً.. يَرَه

ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ... ودارُها
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه

فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرَه

عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المِحبرَه

وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه

[/FRAME]

هيثم العمري 09-02-2008 11:36 AM

أخي الشاعر القدير مصطفى الجزار أحييك على هذه الرائعة فتسجيل الحضور في رحابكم واجب أدبي تحاياي

السيد عبد الرازق 09-02-2008 06:46 PM

شكرا طارق الليل علي نقلك قصيدة يادار عبلة بالعراق تكلمي .
القصيدة فيها رمز والبحث عن المعاني للبطولة والفارسية والتشابك بين القديم والجديد.
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منير القسوره 10-02-2008 06:30 AM

من اروع وابدع الشعر

تحياتي للشاعر والناقل

DADY 10-02-2008 01:54 PM

مشكور يا طارق الليل والنهار
طارق الخيمة وجميع الأمصار
طارق القلوب..

مازن عبد الجبار 11-02-2008 03:48 PM

وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرَه

اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمِرَه
:
'يا دارَ عبلةَ' بالعراقِ 'تكلّمي'
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مُقفِرَه؟
!
اقل ما يقال عنها انها رائعة

طارق الليل 12-02-2008 05:33 PM

شكراً أخي الكريم السيد عبدالرزاق على التنسيق ، والشكر موصول للأخوان هيثم العمري ، منير القسورة، دادي، مازن عبدالجبار


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.