حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة القصـة والقصيـدة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=69)
-   -   مصرع رغيف "شعر اسماعيل بريك " (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=84083)

الشاعر اسماعيل بريك 21-08-2010 07:03 PM

مصرع رغيف "شعر اسماعيل بريك "
 
مَصْرَعُ رغيف


من ديوان حديث النفس للشاعر اسماعيل بريك صدر سنه 2009
مَصْرَعُ رغيف

رَغيفُ العيشِ يُحْتَضَرُ احْتضَـارَا
وَيَصْرُخُ طَاِلبـاً عَوْنَـاً مِــرَارَا
أتاهُ الفقرُ فـى دَمِــهِ فَأضْحَى
بَــلاَ لَوْنٍ وَلاَ طَعْـمٍ يُجَــارَىَ
وَمِـنْ عَجَبِ اللَّيَالَى أَنْ تــَرَاهُ
صَغيرَ الحَجْــمِ يَنْحَـدِرُ انْحِدَارَا
فَتَصْفَعُهُ يَــدُ الخبَّازِ صَفْعَــاً
وَيُصْعَقُ مـَنْ يراهُ وَقَــدْ تَوَارَى
فـوا أَسَفَا عَلَيْـهِ إذا تَوَلَّــى
وَلَــمْ َيلْـقَ المعُونَـةَ والمزارَا

عجيب امر هاتيك القضاء
يموتُ العيشُ فى عَهْدِ الرَّخَاءِ
وَأَعْجَبُ لو رأيت العيش يبكى
على ما فيـه مِنْ فَرْطِ البلاءِ
سَتُقْسِمُ أننــا يَوْمَاً رأينــا
رَغيفَ العَيْشِ يَبْحَثُ عَنْ دَوَاءِ
أَيُعْقَلُ أن يكـون العيش مُرَّاً ؟
أَيُعْقَلُ أن نعيش بـلا غذاءِ ؟!
أَرَى نفسى تتوقُ إلى الأمانىِ
فَأحْمــِلُ مَرَّةً نَعْشَ الغـلاءِ

رَغيفَ العيشِ قَدْ ذقتُ العَذَابَا
وَألَّبْتَ المواجِـعَ وَالمُصَابَـا
فَلَحْمُ الضَّأْنِ قَدْ هَجَرَ الصَّوَانى
وأنشبَ حِقْدَهُ ظُفْرَاً وَنَابــا
جرام اللحم يوزن من نفيس
ولحم المرء مابلغ النصابا
جياع الخلق قد سئمو التمني
وعاشوا في الدنا عيشا سرابا
فان تظهر هناك لدي طبيب
فلا عيب عليك ولاعتابا

رغيف العيش لاتعجب ليأسي
فاني مذ خلقت وليد بؤس
نصيبي كان في علم ولكن
علي نفسي قضيت شقاء نفسي
طرقت مجالس العلماء حتي
أفقت علي مشيب عم راسي
فذو علم بتاج العلم يغدو
وذو جهل بداء المال يمسي
وتلك مصائر الآيام فينا
يموت المرء لا يحظي بفلس

المشرقي الإسلامي 12-09-2010 12:57 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الشاعر اسماعيل بريك (المشاركة 692324)
مَصْرَعُ رغيف



من ديوان حديث النفس للشاعر اسماعيل بريك صدر سنه 2009
مَصْرَعُ رغيف

رَغيفُ العيشِ يُحْتَضَرُ احْتضَـارَا
وَيَصْرُخُ طَاِلبـاً عَوْنَـاً مِــرَارَا
أتاهُ الفقرُ فـى دَمِــهِ فَأضْحَى
بَــلاَ لَوْنٍ وَلاَ طَعْـمٍ يُجَــارَىَ
وَمِـنْ عَجَبِ اللَّيَالَى أَنْ تــَرَاهُ
صَغيرَ الحَجْــمِ يَنْحَـدِرُ انْحِدَارَا
فَتَصْفَعُهُ يَــدُ الخبَّازِ صَفْعَــاً
وَيُصْعَقُ مـَنْ يراهُ وَقَــدْ تَوَارَى
فـوا أَسَفَا عَلَيْـهِ إذا تَوَلَّــى
وَلَــمْ َيلْـقَ المعُونَـةَ والمزارَا


عجيب امر هاتيك القضاء
يموتُ العيشُ فى عَهْدِ الرَّخَاءِ
وَأَعْجَبُ لو رأيت العيش يبكى
على ما فيـه مِنْ فَرْطِ البلاءِ
سَتُقْسِمُ أننــا يَوْمَاً رأينــا
رَغيفَ العَيْشِ يَبْحَثُ عَنْ دَوَاءِ
أَيُعْقَلُ أن يكـون العيش مُرَّاً ؟
أَيُعْقَلُ أن نعيش بـلا غذاءِ ؟!
أَرَى نفسى تتوقُ إلى الأمانىِ
فَأحْمــِلُ مَرَّةً نَعْشَ الغـلاءِ

رَغيفَ العيشِ قَدْ ذقتُ العَذَابَا
وَألَّبْتَ المواجِـعَ وَالمُصَابَـا
فَلَحْمُ الضَّأْنِ قَدْ هَجَرَ الصَّوَانى
وأنشبَ حِقْدَهُ ظُفْرَاً وَنَابــا
جرام اللحم يوزن من نفيس
ولحم المرء مابلغ النصابا
جياع الخلق قد سئمو التمني
وعاشوا في الدنا عيشا سرابا
فان تظهر هناك لدي طبيب
فلا عيب عليك ولاعتابا

رغيف العيش لاتعجب ليأسي
فاني مذ خلقت وليد بؤس
نصيبي كان في علم ولكن
علي نفسي قضيت شقاء نفسي
طرقت مجالس العلماء حتي
أفقت علي مشيب عم راسي
فذو علم بتاج العلم يغدو
وذو جهل بداء المال يمسي
وتلك مصائر الآيام فينا
يموت المرء لا يحظي بفلس


أحسنت التعبير عما بداخلنا كلنا ، وهذه الأنسنة للرغيف تبرز مدى ارتباطنا به حتى إننا في مصر نسميه (العيش) لأن بدون تنعدم المعيشة ، وهذه التسمية ليست إلا في مصر فقط . تصفعه يد الخباز صفعًا ، كل شيء في مصر ما لم يكن خبيثًا فهو جدير بهذا الصفع في دولة لا يصفع فيها إلا الطيب والمحبب إلى النفس بل والبطن (لكن لم يصفع البانجو بعد!)
فأحمل مرة نعش الغلاء ما أجمله من تعبير يداخلنا جميعًا ، وهذه القدرة على تجسيد الأشياء جاءت رغم بساطتها في موقف يرى فيه القارئ بأنها تحقق معنى الشعر فعلاً (ما أشعرك) ويتماس مع أمانيه ، ومن عجب العجاب أخي العزيز أن وزير التموين أخزاه الله أو محافظ الجيزة لعنه الله أصدر قرارًا بإغلاق جميع الأفران في يوم العيد (لأن بطنه مملوءة بما داخل الخبز وبيته يكاد ينفطر من الخبز المستورد...) وهذا أشعرني بمدى تأثير هذه القصيدة وتماشيها مع اللحظة الآنية عيد بلا خبز ربما لنتفرغ لأكل الكعك (يذكروني بالفرنسية التي قيل لها إن الشعب لا يجد خبزًا فقالت لهم لا فض فوها ياكلوا كيك وجاتوه إذَن!)
ربما يأتي البوم الذي يقال فيه لآخر "عقبال ما ناكل عيش في يوم فرحك" عمومًا القصائد ملزمة بنقل الصورة مع بعض المبالغات التي لا تخرج عن الواقع كثيرًا .
جرام اللحم يوزن من نفيس
ولحم المرء ما بلغ النصـــابا
لأن هناك (نصابًا) يعمل على استمرار هذا الوضع .بارك الله ما تقوله وقد اختصرت بهذا البيت المباشر الذي لا يحتاج إلى فلسفة ولا عبقرية استثنائية ما يعجز عنه الفلاسفة .
وأخيرًا : قضية العلم والإنسان ليست ببعيدة عن هذا المطاف (يموت المرء لا يحظى بفلس) إنها مصر التي تحب أن تجعلنا روحانيين متجردين من طينية الجسد إلى سماوية الروح كما يقول الرافعي رحمه الله ، لذلك هي تشرع في (تحضير أرواحنا!!)
أشكرك على هذه القصيدة الجميلة ووفقك الله على الدوام ولا تقطع أخبارك وأخبار الأدب عنا
http://www10.0zz0.com/2010/09/12/09/482306677.jpg


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.