حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة السيـاسية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=11)
-   -   قمة مكافحة التطرف العنيف (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=90027)

صفاء العشري 03-08-2015 05:51 PM

قمة مكافحة التطرف العنيف
 
عقدت الأسبوع الماضي قمة مكافحة التطرف العنيف في أيطاليا. ننقل هنا ما كتبه نائب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن :
يجتمع هذا الأسبوع ممثلون رفيعو المستوى من 60 دولة في روما لضم أصواتهم ودعم الحركة المتنامية من المعلمين والمدربين وأولياء الأمور والشباب، وكبار رجال الدين في جميع أنحاء العالم ، المتحدين وراء هدف مشترك واحد: كسر حلقة المذلة وعدم التسامح التي تغذي التطرف العنيف. معا، يتصدون لهذا التحدي في مجتمعاتنا بنفس الطاقة المستخدمة لهزيمة الإرهابيين في ساحات القتال البعيدة.
منذ انطلقت هذه الحركة للمرة الأولى في قمة البيت الأبيض حول مكافحة التطرف العنيف في فبراير، قمنا بتوسيع مقاربتنا لهذا التهديد المشترك من ثلاث جوانب مهمة.
أولا، قمنا بتوسيع كيفية معالجة التطرف العنيف. فنحن نعلم أن مواجهة الجماعات المتطرفة العنيفة بالأدوات العسكرية والاستخباراتية ضروري ولكنه ليس كافيا. علينا معالجة المظالم السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تنفر الشباب والشابات وتجعلهم أكثر عرضة لدعوة صفارات إنذار الإيديولوجيات المتطرفة. وهذا يعني تعزيز حقوق الإنسان، وبناء الثقة والتعاون بين قوات الأمن والمجتمعات المكلفين حمايتها وتعزيز التسامح والتفكير النقدي في المناهج الدراسية، وزيادة فرص العمل والخدمات في المجتمعات المهمشة، أو تعزيزالأصوات المحلية ذات المصداقية التي تشير إلى حقيقة ما يقوم به هؤلاء الارهابيين ضد أي شخص يعترض طريقهم.
ثانيا، قمنا بتوسيع نطاق فهمنا عمن يجب أن يقود هذه الجهود من خلال التأكيد على أن المجتمعات المحلية والمجتمع المدني، والزعماء الدينيين، والقطاع الخاص يجب أن تلعب دورا حيويا في التصدي لهذه القوى الكامنة، لأنها غالبا ما تكون أكثر قدرة ومصداقية في القيام بذلك من الحكومات وحدها.
ثالثا، قمنا بتوسيع مكان تركيز جهودنا - من المناطق على هامش الصراعات إلى السجون في بلداننا حيث يمكن أن يتحول السجناء إلى الراديكالية. في إيطاليا، حيث يجتمع مؤتمر هذا الأسبوع، أطلقت وزارة العدل مؤخرا برنامجا يجمع 15 من الأئمة و 40 وسيطا ثقافيا للعمل مع السجناء. وقد كانت المبادرة ناجحة جدا، وهم يبحثون في توسيع نطاقه.
منذ شهر فبراير، بدأت الحكومات، والمنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني وضع هذه المناهج الاستباقية موضع التنفيذ. واستضافت ألبانيا، والجزائر، واستراليا، وكينيا، وكازاخستان، والنرويج كل القمم الإقليمية حول مكافحة التطرف العنيف، وسوف تنضم موريتانيا قريبا إليهم. كما أن العشرات من البلدان المشاركة تعمل على تطوير الاستراتيجيات والبرامج الوطنية، ويتوقع ان تشاطر التقدم الذي أحرزته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم.
على مستوى المجتمع المحلي، شهدنا بالفعل العديد من الأمثلة الملهمة لهذا التقدم - من الناشطين السوريين الذين يتحدون الروايات المتطرفة من خلال وسائل الاعلام الاجتماعية والهجاء، إلى الطلاب في جنوب شرق آسيا الذين إنشأوا ملفات الفيديو لتحفيز المحادثات حول التطرف في الحرم الجامعي، إلى رؤساء البلديات المحلية و الأعمال التجارية في أوروبا الذين يساعدون الشباب المعرضين للخطر على التواصل والاستثمار في مجتمعاتهم المحلية.
وفيما المتطرفون يشوهون الدين لتبرير الذبح، والاغتصاب، والاستعباد، فإننا سوف نواجه وحشيتهم باستراتيجية مبنية كول أناس متمكنين ومجتمعات قوية. اليوم في روما وكل يوم في المستقبل، يمكننا أن نثبت للمتطرفين العنيفين أن جهودهم لتقسيمنا لم تفشل وحسب، بل إنها ألهمت وحدة جديدة، وخفة حركة، وعزم على إلحاق الهزيمة بهم.


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.