حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة بـــوح الخــاطـــر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=31)
-   -   الاعتذار فضيلة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=83258)

حوراء 12-03-2010 10:41 PM

الاعتذار فضيلة
 
من صفات البشر أنهم يخطئون ويصيبون فمن اصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد حسبما جاء في السنة الشريفة . فالخطأ ليس ذنبا لا يغتفر ومن أضر به الخطأ فعليه أن لايتشدد بل ينبغي أن يصفح عن المخطئ ويعفو عنه امتثالا لقوله تعالى " فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم" .
إن الاعتراف بالخطأ وطلب الاعتذار من المظلوم ليس انتقاصا من كرامة صاحبه بل هو عنوان على سمو النفس. وقد اشاد الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة في قوله" إن الله عفو يحب العفو ".وهي فضيلة من فضائل أهل الإيمان والتقوى .ينبغي أن تثمن لتكون سلوكا يتجسد في معاملاتنا اليومية على مستوى الأفراد والجماعات والدول ، ومن مزاياها أنها تعمل على إزالة الضغينة والكراهية والحقد ،وتصفي القلوب من الأمراض التي تهدم اركان المجتمع الإنساني وتقوض دعائمه .
مع الأسف الشديد نجد أكثر الناس لايحبذون الإعتذار إلى من ظلموهم ولو أدى ذلك إلى ضياع مصالحهم ويفضلون المراوغة والتمسك بالباطل في حين أنهم لو يقدمون الاعتذار للخصم يكسبون أكثر مما يخسرون ويزيد ذلك في مروءتهم وشهامتهم.
فلا بأس أن يعتذر الإنسان على جريمة اقترفها في حق أخيه أو جناية ارتكبها عن قصد أو دون قصد .فما أجمل أن نعترف بأخطائنا ولو لم تكن متعمدة حتى نكبح جماح أهوائنا و ترتفع نفوسنا وتسمو وروحنا عن التفاهات والسفليات!


الفجر الجديد 14-03-2010 05:11 PM

قليلون هم من يعترفون بأخطائهم و يعتذرون و كثيرون من يعتبرون الإعتذار انتقاص من شأنهم و اهانة لهم لكن في رأيي الإعتذار في الدنيا أهون و أسهل بكثير من الإعتذار في الآخرة طبعا خاصة إذا تعلق الأمر بأذى جارح لأن الإقتصاص آنذاك سيكون من الحسنات أو زيادة في السيئات و العياذ بالله بارك الله فيك أختي الكريمة و شكرا على الموضوع الجميل

المشرقي الإسلامي 02-04-2010 03:15 PM

أحسنت الاختيار
 
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع جميل أختي العزيزة ويدل على نقاء هذه النفس وصفائها من الأحقاد -ولا نزكي على الله أحدًا - والذي أستطيع إضافته هو أن هناك مجموعة من المحددات للقيم ، من خلالها يقرر الفرد هل هو أخطأ أم هو على صواب .
الاعتذار فضيلة عندما يشعر الإنسان بخطئه ويكون ذلك بمحض إرادته لا تزلفًا للآخرين ولا ضغطًا من قِبَل آخرين عليه .
أما الذين لا يعتذرون مع خطئهم بل ويصرون على أخطائهم المتعمدة فهم مصابون بداء البجاحة وتتعاظم عندهم الأنا ،بالشكل الذي لا يمكن معه إلا استخدام الأساليب الإجبارية لإيقافهم عند حدودهم .
وبالقدر الذي يدرك به الإنسان أن المجتمع غير ملزَم بأن تؤخذ وجهة نظره في الاعتبار عندما يفلسف الاعتذار على أنه تراجع وضعف مع عدم وجود دليل على ذلك بقدر ما يكون الفرد قويًا يحقق مبدأ الاستقلال والحرية في اتخاذ القرار. مشكلة الكثيرين هي أنهم يظنون أنهم عندما يعتذرون فإن المجتمع سيضغط عليهم ويقول عنهم ضعفاء ، وهذه مشكلة كبيرة.
وكثيرًا ما تثور النزاعات الفكرية والمعرفية ويكون الطرف المخطئ على يقين من خطئه لكنه تحت حجة -الحفاظ على صورته أمام المجتمع والوسط الثقافي- لا يعتذر أو يعتذر عن بُعد وبشكل فيه أنفة لا يعرف الفرد معها أهو معتذر أم مبرِر لنفسه هذا السلوك غير المقبول .

إن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه لما شد أذن خادمه ذات مرة ، تذكر هذا الموقف وطلب من خادمه الاقتصاص منه في الدنيا قبل أن يكون هذا القصاص في الآخرة، ولم تأخذه العزة بالإثم ولم يعتمد على أنه من أحد العشرة المبشرين بالجنة ويتجاهل الأمر.
وكذلك لما قال أحد الصحابة للآخر (وغالبًا كان أبو ذر وقد قال لبلال رضي الله عنهما يا بن السوداء) قال له النبي صلى الله عليه وسلم :"إنك امرؤ فيك جاهلية" فماذا فعل أبو ذر رضي الله عنه ؟ وضع رأسه عند قدم بلال رضي الله عنه اعتذارًا له وردًا للاعتبار .
ونحن في حياتنا لا نريد من أحد شيئًا من ذلك ، فقط مجرد الاعتذار بحسن نية وأدب ،لكن أن لفظة الاعتذار لا ينطق بها اللسان وإنما ينطق بها السيف (يعتذر عن تأخره في التعامل مع من يستحق).
موضوع هام للغاية أشكرك عليه ، وأعتذر بدوري إن أطلت على القارئ.


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.