حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   قصيدة أخلاق الضباع (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=83424)

المشرقي الإسلامي 03-04-2010 02:56 PM

قصيدة أخلاق الضباع
 
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيدة أتيت بها من موقع آخر علقت فيه على هذه القصيدة باسم مستعار هو المكافح..
***
خلق الضباع بأنهم..

يتنافسون على الجيف..

كي يشبعوا نقصا بهم ولدوا معه..

يتقاتلون و يهتكون مهابة احرى بهم..

ويمزقون توحد الصف المخيف..بعيبهم..

بريبهم..في ان انياب الضباع مقطِعة..

في كل ضبع ناشيء داعٍ يحرض للشرف..

ويحثه : كن إمعه..

واذا رأيت الطيف يسرع نحو طيف في شغف..

اسرع له كي تتبعه..

حتى اذا حان القتال و صاح طبل المعمعة..

كن اول المتهربين على طرف..

و اترك غبار القتل و اذهب للنقاء..

وانظر بعينك نحوهم..

و اشعر بنبضات البقاء..

وانتظر ثم الغنيمة..

واشعر بأنسمة الهواء..برائحة الوليمة..

واذهب اليها في أنَف..





المشرقي الإسلامي 03-04-2010 02:59 PM

هذه القصيدة تتخذ من الرمز أداة لتأكيد فكرة الإنسان الانتهازي الذي يستفيد من الموقف ، بشرط أن ينأى بنفسه عن هذه المعمعة.
وكان التعبير الذي لفت انتباهي بشكل كبير هو ذلك :
خلق الضباع بأنهم..



كي يشبعوا نقصا بهم ولدوا معه..

فهذه الرؤية تعبر عن طبيعة أو جِبِلّة فيهم ،شيء من خصائصهم التي لا تنفك عنهم أبدًا ،كما أنها تومي
إلى هذا القدر من الضعة المسيطر عليهم ،والجميل تقديم كلمة وُلِدوا ليكون النقص مولودًا قبلهم وهذه فكرة
جميلة تتكئ عليها في النص ، وهي فرصة لكل متعلم أن يعرف كيف يمكنك كتابة قصيدة بارعة دون الاضطرار
إلى اللجوء المتكلف إلى الصور الفنية وطلاء القصيدة بها .وللحديث عن معنى ودلالة ولدوا معه يكون للمختصين
في الفلسفة دور في استجلاء دلالات ذك التعبير من خلال تطبيق فكرة الفلسفة الوجودية على النص ومزجها بهذا
الإبداع الطيب . ونلتقي بإشكالات كبيرة في هذه العبارة مثل : ما ذنبهم فيما ليس لهم فيه يد؟ مثلاً ؟ لكن حينما
يكون الرمز مقصودًا به إنسان ، فهنا تكون المصيبة الكبرى ، وهي أن هذا الإنسان الذي أعطاه الله تعالى ملكات
التفكير وتعديل السلوك ، والاختيار ، حينما ينحطّ بكل ما أوتي به من عناصر ترقى به إلى البشرية السوية فإنه
يكون حينئذ حيوانًا أعجميًا ، بل أشدً إذ الحيوانات مجبولة على طبيعة فُطِرَت عليه لتحقق توازنًا بيئيًا ، أما حينما
يكون هذا الإنسان مجرد مخلوق أوجده الله ليكتمل به توازن البيئة ، فحينئذ يكون المعنى الكامن وراء الرمز في غاية
القوة والتأثير والتعبير عن مأساة هذا الكائن البشري\الحيواني
.


يتقاتلون و يهتكون مهابة احرى بهم..

تركت النقاط بعد أحرى بهم ، وهنا يكون لقاؤنا مع ما يسميه القدماء ببلاغة الحذف ، وتقدير الكلام أولى بهم الانحناء لها أو تقديرها،أو
غير ذلك مما يدل السياق عليه ، وقد يكون مقصد الكلام أحرى بهم التصالح لا التقاتل

ويمزقون توحد الصف المخيف..بعيبهم..

بريبهم..في ان انياب الضباع مقطِعة..

في كل ضبع ناشيء داعٍ يحرض للشرف..

ويحثه : كن إمعه..
وبعد ذلك كان من فنيات العمل الجميلة هذه التعمية التي أحدثت مفاجأة (داع يحرض للشرف) ونكون حينئذ أمام
مفارقة تعتمد على طبائعهم وخصائصهم التي لا يقربها الشرف ، ولكن كان الجميل أن هذا السطر يستتبعه إدراك
يحدِث المفاجأة للقارئ بعدها في (كن إمعه) وكأني أرى أن الإمعة عندهم شرف من شدة خستهم ، وكلمة يحرّض
للشرف جاءت بحِـرَفية عالية من خلال الرجوع إلى دلالات التحريض والتي تكون شريرة غالبًا ،فكأن الشرف
شر يُحرّض عليه وهذا وجه ثانِ لتأويل المراد من تداخل هذه العبارات بشكل متقن
.
وكان من جماليات النص كذلك مراعاة
النظير من خلال التمزيق والأنياب ،فالتقطيع بالأنياب حتى كأن الصف قطعة جسد ، وهذا
يدل على المادية البحتة التي يرون بها معاني الاتحاد والعديد من المعاني الراقية



واذا رأيت الطيف يسرع نحو طيف في شغف..

اسرع له كي تتبعه..

حتى اذا حان القتال و صاح طبل المعمعة..

كن اول المتهربين على طرف..

و اترك غبار القتل و اذهب للنقاء..

وانظر بعينك نحوهم..
بشكل اصطلاحي أقول أن الخطأ في كلمة بعينك ، لأن الضبع له عينان ، لكن إذا حاولنا تحسين وجود
هذه الكلمة فنقول إن هناك عينًا أخرى تنظر في حذر ليس للغنيمة ولكن حولها حتى لا يباغتها ضبع
آخر فيكون الضبع تعبيرًا عن الإنسان الذي يوظَف كل قدراته في سبيل لا الحصول على ما يريد فقط
بل وتأمين نفسه كذلك من الخطر. وقد أضيف على هذه الأسطر وانظر بعينك نحوهم
"وبعينك الأخرى ترقّب في الخفاء"
و اشعر بنبضات البقاء..
ربما تكون كلمة النبضات غير معبرة بشكل كبير عن الراحة ولو استخدمت لها تعبيرًا آخر مثل
ومظللاً بحرير أغطية البقاء ستكون أجمل (ولا أتدخل في نصّك)
وانتظر ثم الغنيمة..

واشعر بأنسمة الهواء..برائحة الوليمة.
.
هنا كان كسر عروضي في حرف الباء (برائحة) فقط احذفها ولن يتأثر المعنى
واذهب اليها في أنَف..
النهاية كانت جميلة متماشية مع ما بدأت به النص ، وكنت أرى أن يكون من الأفضل استخدام لفظ آخر بدلاً من
اللفظ اذهب يدل على التبختر في المشية ليكتمل مشهد النذالة والخسة .
لا شك أن القصيدة تحتمل إسقاطات متعددة على أفراد ،جماعات ، دول ، مبادئ ، قيم وهي من القصائد التي
تصلح لكل عصر وزمان ومكان لتجردها التام من العرق والديانة والجنس وغير ذلك من العناصر التي تحد
القصيدة.
قصيدة جيدة أحييك عليها وأرجو لك دوام التوفيق فيما تكتبه ، دمت مبدعًا وفقك الله

كمال أبوسلمى 05-04-2010 02:07 PM

قراءة ثاقبة في لون نصي شفيف ,,

لك النقاء أستاذ أحمد..


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.