بعد ان واجه العربي البسيط الاستبداد السياسي الملحوظ على بعد المريخ من الأرض، أصبح يعاني من المثقف المستبد الذي يمارس جميع أساليب ثقافته لاثبات الحق و العدل من منظوره هو حتى وان عنف القارئ البسيط والمتلقي العادي، بحيث يمنح نفسه لقب التميز و كأنه يريد تحويل الهالة التي تبث الاحترام بين المثقف وعالي التعليم من جهةو المتلقي ان كان طالب او متصفح جرائد او انسان عادي يشغل وقته بأحاديث شاشات التلفازمن جهة اخرى،الى استعباد يخول له طرح أي فكر يتبعه باسلوب التعقيد والكلمات الملغمة.
وباعتبار أن المجتمع منظومة متناسقة يتداخل فيها ماهو اجتماعي وسياسي واقتصادي فان الثقافة وثقل الكلمة تعيد تأهيل هذه المنظومة يتبع أفرادها النماذج الثقافية المطروحة والمصوغة امامه من خلال السلطة و المثقفين.هنا يجب الحذر حتى لا يستغل المثقف مفهوم الغلبة للعارف و يتحول من مثقف متابع لقضايا مجتمعه الى مثقف مستبد يعلو صوته بشعارات ممكن ان لاتتناسب مع ثقافة مجتمعه و تحول دون حل مشاكل المجتمع الحقيقية، ويتحول الدفاع عن المكتسب الثقافي له الى حرب مع معاني القيم و الأفكار السائدة في مجتمعه .
و من منطلق ان المثقف العربي هو نبض المجتمع وضميره المتكلم،يجب عليه تفادي تصنيف المجتمع الى نخبة قليلة تفكر و كثرة تنفذ فقط حتى لا يتعامل مع البشر كقطيع يستهلك افكاره دون ان يعي معناها ومجبر على اتخاذها كمرجعية دون نقاش.