حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الصحفي صوت الفقير والجائع المحروم (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=78476)

العنود النبطيه 03-05-2009 10:47 AM

الصحفي صوت الفقير والجائع المحروم
 
كتب تركي الدخيل مقال عن سفرته الى سويسرا وعن جمال مدنها ومطاعمها وثقافة شعبها فجاءه الرد من الكاتب عبدالرحمن الجوهري كالصاعقة


نحن يا تركي، مشغولون بما يكفينا، مشغولون بمآسينا، بأوجاعنا، نحن لا صيفية لدينا أصلا، ...كل عامنا صيف، إن لم يكن في درجة حرارة الجو، ففي درجة حرارة قلوبنا، ..لأننا منهكون، لأننا منهمكون، في البؤس، لأننا فقراء، لأننا في بلد طبقيٍ عنيف، لأننا يا تركي نقرأ صحافة أنت كاتب فيها، ونشاهد إعلاما، أنت أحد من يدّعي "إضاءاته" .!
لا شيء يمكنه ثنيُ شخص ما عن أن ينحط، إنْ أراد أن ينحط!
إرادة الانحطاط، إرادة ذاتية، انحرافية، طلبية، استجدائية أحيانا، دراسية أحيانا.. أبكي .. أتخيّلُ عينا أبي حسن، الستينيّ الوحيد، الذي يسكن "صامطة" ويجيد القراءة، . ضمن سياسات تعليم شامل وكامل بديع.. يقرأ أبو سعيد الوطن اليوم، مقالة الدخيل: "الأوربيون المتخلفون".. ياه، ويفكّر بعدها، كيف يشتري كيس رز مناسب، لأطفال جوعى، لا يفكرون بمغادرة القرية يا تركي الدخيل!
نعم، القرية، "صامطة"، وليس جازان، وليس الجنوب، وليس السعودية، إنهم لا يحلمون بجدة، لأنها غير! تركي، لن أنزل لمستوى أن أحكي عن جسدك الثقافي، ولا تآلفات إيلافك، ولا أميركانيتك، ولا التزاماتك "السابقة"، وانفراطاتك اللاحقة، لا، أنت أقل، وأنا، أنا أكبر، أنا أكثر، أيها المخذلّون من الأعراب.. تركي، في "قال غفر الله له"، أظنه يجيد أن يدعو الله بالمغفرة قولا، لكنّه يجيد أن يعصي الله بالحرف فعلا .. تركي، الذين منحوك هذه الزاوية، لصحيفة، تتّشح بكونها شعبية، صحيفة المهمّشين من الوطن، صحيفةٌ يقرؤها من لا يقرؤون حتى، .. يلمحون صور التزاحم على مكاتب الضمان الاجتماعي، وجمعيات التعاقد التعاوني، ومنحات طويل العمر يا تركي .. ويبحثون عن صورهم، في صفحات الحوادث والجرائم، وصفقات الأسهم المزيفة، واكتتابات الوهم يا تركي .. هؤلاء يا تركي، لا يهمّهم أين تقضي إجازاتك المباركة، ولا أسعار الفلل جنوب جنيف، ولا أشهر مطاعم زيورخ، ولا أجمل منتجعات الألب اللعين! هؤلاء الذين يبكون من أجل ارتفاعات أسعار الرز، وسعار حديد بيوتهم الصدئة، هؤلاء لا يفكرون ببيروت، ولا القاهرة، ولا كازا، فما بالك بمدريد، وجنيف، وباريس، .. باريس التي تشمخ يا تركي، بأنّك تجوسها عشرات المرات، وأطفالك، الذين هم نفس أطفال أبي حسن، لولا "العبريّة"، و"ظلمات"، والحظ يا تركي، وهم نفس أطفال أي أب سعودي يزور باريس بعائلته، ولكنّ الله لم يصبه بنقمة التبجح، والتمشهر، والتمظهر السافل أمام العالمين!
تركي، إنّ "وطنك" الذي تكتب فيه، تكتب به، وتزعم أنك تكتب له أيضا، مشغول عن أمسياتك الأوربية، وعن ليالي صيفياتك ما بين مروج الأنهار، وأنهار المروج، مشغول بـ: نقل معلماته، بموارة جثامين خطوطه السريعة، بقضايا طلاقه، بمخالعاته، بمسياره، بسرقاته، بغلائه، بأسهمه الوهمية، بالفقر، بالطرق المعتورة، بالكهرباء المتهرئة، بالرز يا تركي، الرز، أكرر لك، بالرز، الذي أضحى سعره ضعفا كاملا عما كان عليه قبل عام!
إن آخر ما ينبغي أن يفكر فيه كاتب ذو ضمير، ذو إحساس شعوريّ نبيل، أن يقول لمجموعة من الفقراء ليثقفهم قليلا: لدي مليون ريال، وهو بالمناسبة يكفي لشراء خبز كثير جدا، أن يريهم مليون ريال يملكها أبوه، بحجة أنه يريد أن يعلمهم معنى مليون، أن يريهم المال، وكيف يطغى الإنسان!
إنها مرحلة ما، تصيب المرء أخريات نزوح عقله الراشد، ولو كان صغيرا، مرحلة استعراضية إشكالية، تجعله ينصّب من المجتمع أعينا لا تحدق إلا به، وآذانا، لا تسمع إلا نديّ صوته، وقلوبا مرهفة بالتفكير فيه، .. مرحلة التعرّي البجح، مرحلة باريس هليتون، ومرحلة مارلين مونرو، ومرحلة أنيس منصور، تجيء بالجسد أحيانا، بالقلم، بالوجاهة، وبالفكر أحيانا!
مرحلة انتكاسة، هي ليست من صميم الخلق الإنساني الرفيع، ولا القويم، .. أن يقول إنسان ما، أنا اشتري شيكولاتتي المفضلة من فرنسا، لأحافظ على صحتي، وصحة أبنائي، في وطن يشحذ خبزه من استراليا، كي يستقر سعر الدقيق، وينام فقراؤه من غير ما أنين!
تركي، أنا لا أشكّك في مصداقيتك، في حسن نيتك، في أخلاقك، لا أملك ذلك، ولو ملكته ما فعلته، لأنك لا تهم، ولأني مهموم بأمور أخرى.. إنك حين تريد بكل حب، ووطنية، وطيبة، وإيمان، وخلق بلدي رفيع، من رجال شرطتنا الذي أنهكتهم الشمس والديون والعوائل التي لا تصيّف بعيدا، ..أن يحتذوا بضباط سويسرا، وجنود باريس، ومجندات روما، في الابتسامة، والخلق، والأريحية، في البعد عن البيروقراطية، ..إنه جميل يا تركي، لكنه كمن يعوّد مريضا بالسرطان، على الطيران بالمظلة، في جناح قسم الأورام، قبل عملية كيماويّ أخيرة، على أمل أن يشفى، ويخرج، ويطير!
نحن يا تركي، مشغولون بما يكفينا، مشغولون بمآسينا، بأوجاعنا، نحن لا صيفية لدينا أصلا، ..كل عامنا صيف، إن لم يكن في درجة حرارة الجو، ففي درجة حرارة قلوبنا، ..لأننا منهكون، لأننا منهمكون، في البؤس، لأننا فقراء، لأننا في بلد طبقيٍ عنيف، لأننا يا تركي نقرأ صحافة أنت كاتب فيها، ونشاهد إعلاما، أنت أحد من يدّعي "إضاءاته" ..!
نحن مشغولون، بما يكفي، فلا تحرق قلوبنا بمتعاتك الرفاهية الباذخة، ولا برجوازيتك الساحقة، ولا أطفالك المدلّلين، ولا أسرتك المترفة ... لأن أبوحسن، في صامطة، سيبكي بصمت، وسيوراي دمعة ما، يوم يقول لمريم، فتاته العشرينية الكبرى، وهي تطلب منه أن يزيرهم هذه المروج الجميلة يا تركي،سيقول لها، وعيناه تندّان دمعا: "هذي يا بنتي بعيدة، بعيدة جدا، هذي يا مريومي، يمكن في الجنة"!
نعم، هنا، حيث كل الطرق، كل الديون، كل الضجر، كل الاستهبال، يؤدي لصامطة، حيث صامطة، ستظل أبدا .. صامتة!



عبدالرحمن الجوهري / كاتب سعودي


اعجبني جدا لانه يحمل فكرة ويحكي عن مأساة الصحافة هذه الايام
فكم من كاتب وصحفي كان ابعد ما يكون عن نبض الشارع
فما رايكم في الصحفي الذي يفعل ذلك؟؟

ريّا 03-05-2009 11:18 AM

نحن مشغولون، بما يكفي، فلا تحرق قلوبنا بمتعاتك الرفاهية الباذخة، ولا برجوازيتك الساحقة، ولا أطفالك المدلّلين، ولا أسرتك المترفة ... لأن أبوحسن، في صامطة، سيبكي بصمت، وسيوراي دمعة ما، يوم يقول لمريم، فتاته العشرينية الكبرى، وهي تطلب منه أن يزيرهم هذه المروج الجميلة يا تركي،سيقول لها، وعيناه تندّان دمعا: "هذي يا بنتي بعيدة، بعيدة جدا، هذي يا مريومي، يمكن في الجنة"!

شكرآ يالعنود على هذا النقل الجميل .......بالتاكيد الصحافة هي عين المجتمع ,,والصحفي الذي لا يحمل هموم بلده
فلا خير فيه ,,,,,,,,ومنتظر الزيدي ...خير مثال يقتدى به

العنود النبطيه 03-05-2009 11:24 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة rayaa (المشاركة 641139)

شكرآ يالعنود على هذا النقل الجميل .......بالتاكيد الصحافة هي عين المجتمع ,,والصحفي الذي لا يحمل هموم بلده
فلا خير فيه ,,,,,,,,ومنتظر الزيدي ...خير مثال يقتدى به

غاليتي ريـــــــا

يصدف ان نقرأ مقالا او قصيدة شعرية
اوتى رواية وقصة
ونتمنى لو اننا كتبناها
لاننا نشعر بانها تعبر عنا او تحكي ما نريد
فيأخذ الكاتب الاخر الكلمات من افواهنا ويصوغها في كتابته

هنا
وبعد قراتي لهذا المقال
وجدته يحكي بالضبط ما اشعر به
واتمنى ان احكيه لكثير من الكتاب الذين يتبجحون بالرفاهية
في زمن شد الاحزمة على البطون لدى شعوبنا المقهورة
الذين يبتعدون عن نبض الناس في زمن الحاجة لاقلامهم للتعبير عن قضايا الناس

اشكر لك رائع مرورك
وصدقت في ذكرك للطيب المناضل منتظر الزيدي
فهو نعم المثال والقدوة للصحفي الذي ينطق باسم الجماهير المغلوبة على امرها

aboutaha 03-05-2009 12:32 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة العنود النبطيه (المشاركة 641124)
[color="black"]

عبدالرحمن الجوهري / كاتب سعودي


اعجبني جدا لانه يحمل فكرة ويحكي عن مأساة الصحافة هذه الايام
فكم من كاتب وصحفي كان ابعد ما يكون عن نبض الشارع
فما رايكم في الصحفي الذي يفعل ذلك؟؟

مرحبا بعودتك المتالقة كالعادة:)


شوفي يا العنود ....عندي سؤال .... اذا كل الصحفيين توجهو للكتابة عن هموم الفقراء اللي ما ملاقيين ياكلو:)

لمين بدنا نترك العشب الاخر المسكين ....؟؟؟ مين بدو يكتبلهم عن البلاد الاوربية والعواصم العالمية التي يشدون الرحال اليها في نزهات ترفيهية ويبنون فيها الفلل ويموهون فيها عن انفسهم


من سيتحدث بلسانهم عن تلك الاماكن الراقية والشوارع المولنة والارصفة الذهبية؟؟؟


تركي الدخيل صحفي مهني من الطراز الاول تماما كما هو عبد الرحمن :New2:

فقط الفرق بينهما صفة بالاحساس :New8:

احدهما يحس بالجوع والعطش والحرمان حين يتحدث عن ذلك ...وآخر يحس بالمتعة والشبع والرفاهية


هذا هو الفرق فقط:):) انما من حيث المهنة الاثنين يكتبان كل واحد منهم لجمهوره :New2:



الخطا الوحيد الذ وقع فيه عبدالرحمن انه ظن بتركي الدخيل انه يكتب عن الملايين للفقراء


بينما هو يكتب للطبقة الاخرى



ثم


ليش الفقراء يقرؤون المقالات ؟؟؟ ما هذا البطر:New2:؟؟؟؟



نقل جميل يالعنود واهلا بعودتك الجميلة

محى الدين 04-05-2009 02:16 AM

أجابة سؤالك أختى العنود:
ان هذا الذى يترك هموم الناس ليتحدث عن ترف العيش هو انسان ميت الضمير فاقد الاحساس
و لكن ان تعيبى على من يتحدث عن المروج و الانهار فى الغرب فما بالك بمن يحدثنا هنا عن حرية الغرب و نور الغرب و جمال الغرب و ان بلادنا بجوارهم متخلفة تعيش عصور ما قبل التاريخ !!
أف لكل كاتب على شاكلة الدخيلى هذا
موضع ذو قيمة لك منى الشكر عليه

العنود النبطيه 05-05-2009 12:37 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة aboutaha (المشاركة 641151)
ليش الفقراء يقرؤون المقالات ؟؟؟ ما هذا البطر:New2:؟؟؟؟

الحاج ابو طــــــــه

هل نسيت ان الفقراء يقتاتون على الكلمة
وان المشتاقون يقتاتون على الامل
بينما يقتات الاغنياء على الاوامر
ويقتات البليدين على التجاهل

هذه هي سنة الحياة يا صديقي
واحد في ايده ورده
وواحد في شوكة

:New5::New6::New5:

العنود النبطيه 05-05-2009 12:42 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة محى الدين (المشاركة 641282)
أجابة سؤالك أختى العنود:
ان هذا الذى يترك هموم الناس ليتحدث عن ترف العيش هو انسان ميت الضمير فاقد الاحساس

صدقت يا محي الدين

ففاقد الاحساس بالحديث عن هموم الناس وقضاياهم
والتفرغ للتفاهات او الكماليات
يذكرنا بالمفارقة الغربية في هذا العالم
اناس يموتون من الجوع
واخرون يموتون من التخمة

اهلا بمرورك العطر محي الدين


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.