حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أحمد مطر (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=17419)

عمر مطر 16-11-2001 07:07 PM

لافتة
 
* ما عندنا خبز ولا وقود.
ما عندنا ماء.. ولا سدود
ما عندنا لحم.. ولا جلود
ما عندنا نقود
- كيف تعيشون إذن؟!
* نعيش في حب الوطن!
الوطن الماضي الذي يحتله اليهود
والوطن الباقي الذي
يحتله اليهود!
- أين تعيشون إذن؟
* نعيش خارج الزمن!
الزمن الماضي الذي راح
ولن يعود
والزمن الآتي الذي
ليس له وجود!
- فيم بقاؤكم إذن؟
* بقاؤنا من أجل أن
نعطي التصدي حقنة،
وننعش الصمود
لكي يظلا شوكة
في مقلة الحسود!

عمر مطر 16-11-2001 07:07 PM

لافتة
 
في بقعة منسية
خلف بلاد الغال
قال لي الحمال:
من أين أنت سيدي؟
فوجئت بالسؤال
أوشكت أن أكشف عن عروبتي،
لكنني خجلت أن يقال
بأنني من وطن تسومه البغال
قررت أن أحتال
قلت بلا تردد:
أنا من الأدغال
حدق بي منذهلا
وصاح بانفعال:
حقا من الأدغال؟!
قلت: نعم
فقال لي:
من عرب الجنوب.. أم
من عرب الشمال؟!

عمر مطر 16-11-2001 07:07 PM

لافتة
 
- قل لنا يا ببغاء..
إن يكن فيك ذكاء
لم لا تخجل من ترديد ما تسمعه
صبح مساء
* لست إلا طائراً في قفص
لا أرض من تحتي، ولا فوقي سماء.
أنا محكوم بقانون التدلي في الهواء.
ليس لي أي عزاء
غير أن أجعل صوتي
معبراً لي فوق موتي..
أمنح السجان ما شاء
وأجني ما أشاء.
أنا أعطيه هراء
وهو يعطيني غذاء
وأنا أهجوه -في تقليده-
أقسى الهجاء
إذ أنا أفقه ما قال
ولا يفقه من قولي أنا..
حرف هجاء!
هل يحق، الآن،
أن أسألكم يا هؤلاء:
إن يكن فيكم إباء
أو قليل من حياء
أو بقايا كبرياء
ما لكم مثلي
تعيدون هراء المستبدين..
وأنتم طلقاء؟!

عمر مطر 16-03-2002 07:51 PM

لا عَلَيكْ
 
لا عَلَيكْ

لَمْ يَضعْ شَيءٌ ..

وأصلاً لَمْ يَكُن شيٌ لَدَيكْ .

ما الّذي ضاعَ ؟

بساطٌ أحمَرٌ

أمْ مَخفرٌ

أمْ مَيْسِرٌ ؟

هَـوِّنْ عَلَيكْ.

عِندنا مِنها كثيرٌ

وَسَنُزجي كُلَّ ما فاضَ إليكْ.

* *

دَوْلـةٌ

أمْ رُتْبـَةٌ

أمْ هَيْبَـةٌ ؟

هَـوِّنْ عَلَيكْ.

سَوفَ تُعطـى دَولةً

أرحَـبَ مِمّا ضُيِّعَـتْ ..

فابعَثْ إلينا بمَقاسَيْ قَدَميكْ !

وَسَتُدعى مارشالاً

وَتُغَطّى بالنّياشينِ

مِنَ الدَّولَةِ حتى أُذنَيكْ .

* *

الّذينَ اسْتُشهدوا

أَمْ قُيِّدوا

أَمّْ شُـرِّدوا ؟

هَـوِّنْ عَلَيكْ .

كُلُّهُمْ لَيسَ يُساوي

شَعرةً مِن شاربَيكْ .

بَلْ لَكَ العرْفانُ مِمَّنْ قُيدِّوا

حَيثُ استراحوا .

وَلَك الحَمْدُ فَمَنْ قد شُردوا

في الأرضِ ساحُوا
وَلَكَ الُّشكرُ مِنَ القَتْلى

على جَنّات خُلدٍ

دَخَلوها بِيَدَيكْ !

* *

أَيُّ شَـيءٍ لَمْ يَضِـعْ

مادامَ للتّقبيلِ في الدُّنيا وُجُـودٌ

وعلى الأَرضِ خُدودٌ

تَتمنّى نَظـرةً مِن ناظِريكْ .

فإذا نَحنُ فَقَدنا القِبْلَةَ الأُولى

فإنَّ (القُبْلَةَ الأَوْلى) لَدَيكْ !

وإذا هُمْ سَلَبونا الأرضَ والعِرْضَ

فَيكفي

أنَّهُمْ لَمْ يَقدِروا

أن يَسْلُبونا شَفَتَيكْ .

بارَكَ اللّهُ وأبقى لِلمَعالي شَفَتيكْ !

che guevara 03-08-2002 01:19 PM

احمد مطر
 
((لن ننسى لكم هذا الجميلا))

ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا

واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا

لا تُجيبوا دعوةَ القدسِ

وَلَوْ بالهَمْسِ

كي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا !

دُونَكم هذي الفَضائيّاتُ

فاستَوْفوا بها (غادَرَ أوعادَ)

وبُوسوا بَعْضَكُمْ

وارتشفوا قالاً وقيلا

ثُمَّ عُودوا..

وَاتركوا القُدسَ لمولاها

فما أَعظَم بَلْواها

إذا فَرَّتْ مِنَ الباغي

لِكَيْ تلقى الوكيلا !

* * *

طَفَحَ الكَيْلُ

وَقدْ آنْ لَكُمْ

أَنْ تسَمعوا قولا ًثقيلا:

نَحنُ لا نَجهلُ منْ أَنتُم

غَسلناكُمْ جميعا

وَعَصر ناكُمْ

وَجَفَّفنا الغسيلا

إِنَّنا لَسْنا نَرى مُغتصِبَ القُدْسِ

يهوديّاً دخيلا

فَهْو لَمْ يَقْطَعْ لنا شبراً مِنَ الأَوْطانِ

لو لَمْ تقطعوا من دُونِهِ عَنَّا السَّبيلا

أَنتُمُ الأَعداءُ

يا مَنْ قد نَزعْتُمْ صِفَةَ الإنسان

مِنْ أَعماقِنا جيلاً فَجيلا

واغتصبتُمْ أرضَنا مِنَّا

وكُنْتُمْ نِصفَ قَرْنٍ

لبلادِ العُرْبِ مُحتلاً أصيلا

أنتُمُ الأَعداءُ

يا شُجعانَ سِلْمٍ

زَوَّجوا الظُّلْمَ بظُلْمٍ

وَبَنَوا للوَطَنِ المُحتلِّ عِشرينَ مثيلا !

* * *

أَتعُدُّونَ لنا مؤتمراً !

كَلاَّ

كَفى

شكرأً جزيلا

لا البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا جِسراً

ولا فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ فتيلا

نَحنُ لا نَشْري صراخأً بالصَّواريخِ

ولا نَبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا

نَحنُ لاُنبدِلُ بالفُرسانِ أقناناً

ولا نُبْدِلُ بالخَيْلِ صَهيلا

نَحنُ نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ

أَنْ يَستقيلا

نَحْنُ لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا

وَعلى رَغْم القباحاتِ التي خَلَّفتُموها

سَوْفَ لن ننسى لَكٌمْ هذا الجميلا !

* * *

ارحَلوا...

أمْ تَحسبونَ اللهَ

لم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا ؟!

أَيُّ إعجازٍ لَديكُمْ ؟

هل مِنَ الصَّعبِ على أيِّ امرئٍ

أن يَلبسَ العارَ

وأنْ يُصيحَ للغربِ عَميلا ؟!

أَيُّ إنجازٍ لَديكُمْ ؟

هل من الصَّعبِ على القِرْدِ

إذا ما مَلكَ المِدْفَعَ

أن يَقْتلَ فِيلا ؟ !

ما افتخارُ اللِّص بالسَّلبِ

وما مِيزَهُ من يَلبُدُ بالدَّربِ

ليغتَال القَتيلا ؟!

* * *

احمِلوا أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا

لتَرَوا

كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار عِزّاً

وَنُذِلُّ المستحيلا

مجاهد الكفار 05-09-2002 07:15 PM

جزاك الله خيراً أخي عمر على هذا المجهود الرائع


وأود منك خدمة بسيطة


وهي قصيدة أحمد مطر في حكام العرب ( الثور فر * من حديقة البقر )

يتيم الشعر 29-08-2003 07:15 AM

أرفع الموضوع لأحيي الأستاذ أحمد مطر و حبيبنا الغائب عمر مطر وعمنا صابر

الصمصام 20-12-2003 06:36 PM

ياربّ ذكرى
 
كَمْ عالِمٍ مُتجـرِّدٍ
‏وَمُفكّرٍ مُتفـرّدٍ
‏أَجـرى مِـدادَ دِمائهِ في ‏لَيلِـنا
‏لِيَخُطَّ فَجْـرا ..
‏وَإذِ انتهى
‏لَمْ يُعْـطَ إلاّ ظُلْمَة ‏الإهمالِ أَجْـرا .
‏وَقضى على أيّامهِ
‏مِن أجْـلِ رفعةِ ذِكـرِنا
‏في ‏العالمينَ
‏وإذ قَضى.. لَمْ يَلْقَ ذِكْـرا
‏وَتموتُ مُطرِبَة
‏فَينهدِمُ ‏الفضاءُ تَنَهُّداًَ
‏وَيَفيضُ دَمعُ الأرضِ بَحْـرا
‏وَيَشُـقُّ إعـلامُ ‏العَوالِم ثَوبَـهُ ..
‏لو صَحَّ أنَّ العُـرْي يَعـرى !
‏وَتَغَصُّ أفواهُ ‏الدُّروبِ
‏بِغُصَّةِ الشّعبِ الطَروبِ
‏كأنَّ بَعْدَ اليُسْرِ عُسْرا .
‏وكأنَّ ذكرى أُنْسيَتْ أمْرَ العِبـادِ
‏وَأوْحَشَتْ دَسْتَ الخِلافةِ في ‏البـلادِ
‏فَلَمْ تُخلِّفْ بَعدَها.. مِليونَ أُخرى !
‏أَلأَجْلِ هـذي ‏الأُمّةِ السَّكْرى
‏تَذوبُ حُشاشَةُ الواعي أسىً
‏وَيَذوبُ قَلبُ الحُرِّ ‏قَهْرا ؟!
‏ياربَّ ذكرى
‏لا تـَدَعْ نَفَساً بها ..
‏هِيَ أُمّـةٌ ‏بالمَوتِ أحرى .
‏خُـذْها ..
‏ولا تترُكْ لَها في الأرضِ ذكرى !


‏أحمد مطر

ساري111 22-12-2003 07:20 PM

" في المُنـتهى "

يَنقلِبُ الغُصْنُ إلي عُودِ حَطَبْ
يَسبَحُ قُرصُ الشّمسِ في دمائِهِ
مُجَرَّداً مِنَ الضِّياءِ واللّهَبْ
تُصبِحُ حَبّـةُ الرُّطَبْ
نَعْشَاً مِنَ السُّوسِ لَمِيْتٍ مِن خَشَبْ!
تُنتبَذُ النّعجةُ إذ لا الصُّوفُ مِنها يُجتَنى
ولا الضُّروعُ تُحتَلَبْ
فَتنتهي مِن سَغَبِ المرَعى
طَعاماً لِلسَّغَبْ
تَنقلِبُ الرِّيحُ بلا أجنحَةٍ
طاوِيةً نَحيَبها في نَحْبها
عاثِرةً مِن شِدّةِ الضَّعْفِ بذيلِ ثَوبِها
تائِهةً عَنِ المَهَبْ يَنطفِيءُ النّهرُ
فَيحسو نَفسَهُ مِن ظَمَأ
فَوقَ مَواقدِ الجَدَبْ
مُعَوَّقاً بضَعْفِـهِ
مِن عَودةٍ لِمنبعٍ
أو غَـدْوَةٍ إلي مَصَبْ
يُجَرْجرُ الكَلْبُ بقايا نَفسهِ
كأنّهُ يَجتَرُّ ذكرى أمسِهِ
وَسْطَ مَوائدِ الصَّخَبْ
لا يَذكُرُ النَّبْحَ، ولا يَدري مَتى
كَشَّرَ أو هَـزَّ الذَّنَبْ
يُقعي وفي إقعائِهِ
يَئِنُّ مِن فَرْطِ التَّعَبْ!
وبالُّلهاثِ وَحْدَهُ
يأسو مَواضِعَ الجَرَبْ
تَنـزِلُ فَوقَهُ العصا
فلا يُحاوِلُ الهَرَبْ !
وَيَعبَثُ القِطُّ بهِ
فَلا يُحسُّ بالغَضَبْ!
لكنَّـهُ
بين انحسارِ غَفْوَةٍ وغَفْوَةٍ
يَهِـرُّ دُونَما سَبَبْ!
الكائنات كُلُّها
في مُنتهي انحطاطِها
تُشبهُ أُمَّـةَ العَرَبْ!

ساري111 22-12-2003 07:21 PM

" القـرابـين "

هَطَلَتْ مِن كُلِّ صَوْبٍ عَينُ باكٍ
وَهَوَتْ مِن كُلِّ فَجٍّ كَفُّ لاطِمْ
وَتَداعى كُلُّ أصحابِ المواويلِ
وَوافَى كُلُّ أربابِ التّراتيلِ
لِتَرديدِ التّواشيحِ وتَعليقِ التّمائِمْ
وأقاموا، فَجأةً، مِن حَوْلِنا سُورَ مآتِمْ
إنَّهم مِن مِخلَبِ النَّسْرِ يخافونَ عَلَيْنا
وَكأَنّا مُستريحونَ على ريشِ الحَمائِمْ!
ويخافُونَ اغتصابَ النَّسْرِ لِلدّارِ
كأنَّ النَّسْرَ لَمْ يَبسُطْ جَناحَيْهِ على كُلِّ العَواصِمْ!
أيُّ دارٍ ؟! ... أرضُنا مُحتلَّةٌ مُنذُ استقلَّتْ
كُلَّما زادَتْ بها البُلدانُ.. قَلَّتْ!
وَغِناها ظَلَّ في أيدي المُغيرينَ غَنائِمْ
والثّرى قُسِّمَ ما بينَ النّواطيرِ قَسائِمْ!
أيُّ نِفطٍ ؟! صاحِبُ الآبارِ، طُولَ العُمْرِ
عُريانٌ وَمَقرورٌ وصائِمْ
وَهْوَ فَوقَ النّفطِ عائِمْ!
أيُّ شَعْبٍ ؟!
شَعبُنا مُنذُ زَمانٍ
بَينَ أشداقِ الرَّدى والخوفِ هائِمْ
مُستنيرٌ بظلامٍ... مُستجيرٌ بِمظالِمْ!
هُوَ أجيالُ يَتامى ... تَتَرامى
مُنذُ ما يَقرُبُ مِن خَمسينَ عاما
كالقَرابينِ فِداءَ المُستبدّينَ " النّشامى"
كُلُّ جيلٍ يُنتَضى مِن أُمِّهِ قَسْراً
لِكَيْ يُهدى إلى (أُمِّ الهَزائِمْ)
وَهْيَ تَلقاهُ وُروداً .. ثُمَّ تُلقيهِ جَماجِمْ
وَبُروحِ النَّصرِ تَطويهِ
ولا تَقَبلُ في مَصْرعِهِ لَوْمةَ لائِمْ
فَهُوَ المقتولُ ظُلْماً بيدَيْها
وَهُوَ المَسؤولُ عن دَفْعِ المَغَارِمْ!
فَإذا فَرَّ .. تَفرّى تَحتَ رِجْلَيْهِ الطّريقْ
فَهْوَ إمّا ظامِئٌ وَسْطَ الصّحارى
أو بأعماقِ المُحيطاتِ غَرِيقْ
أو رَقيقٌ.. بِدماءٍ يَشتري بِلَّةَ ريقٍ
مِن عَدُوٍّ يَرتدي وَجْهَ شَقيقٍ أو صَديقْ!
فَلماذا صَمَتُوا صَمْتَ أبي الهَوْلِ
لَدَى مَوْتِ الضّحايا
واستعاروا سُنَّةَ الخَنساءِ
لَمّا زَحَفَتْ كَفُّ المَنايا
نَحْوَ أعناقِ الجَرائِمْ ؟!
يا شُعوباً مِن سَرابٍ في بلادٍ مِن خَرابْ
أيُّ فَرْقِ في السَّجايا بَينَ نَسْرٍ وَعُقابْ؟!
كُلُّها نَفْسُ البهائِمْ
كُلُّها تَنزِلُ في نَفْسِ الرّزايا
كُلُّها تأكُلُ مِن نَفسِ الولائِم
إنّما لِلجُرْمِ رَحْمٌ واحِدٌ في كُلِّ أرضٍ
وَذَوو الإجرامِ مَهْما اختلَفَتْ أوطانُهمْ كُلٌّ توائِمْ !
عَصَفَ العالَمُ بالصَفَّينِ حَقْناً لِدِمانا
وانقَسَمْنا بِهَوانا مِثْلَما اعتَدْنا.. إلى نِصفَينِ
ما بَينَ الخَطيئاتِ وما بينَ المآثِمْ
وَتقاسَمْنا الشّتائِمْ .
داؤنا مِنّا وَفينا وَتَشافينا تَفاقُمْ !
لو صَفَقْنا البابَ
في وَجْهِ خَطايا العَرَبِ الأقحاحِ
لَمْ تَدخُلْ عَلَيْنا مِنْهُ آثامُ الأعاجِمْ !

ساري111 22-12-2003 07:22 PM

" لوحة الشرف "

نكَتُبُ بالفَحْمِ على دفاترِ السُّخامْ
شِكايةً مِن لَيلنا
وَنرفَعُ الشكوى إلى
جَلالةِ الظّلامْ !
صِرْنا نُلاقي بَعضَنا
بِقلَّةِ احترامْ .
فَكُلَّما ألقى (السَّلامَ) واحِـدٌ
قَلنا لَهُ : عَلَيكُمُ (السَّلامْ) !
نَعَمْ.. سَمِعْنا عَطْسةً
في غابرِ الأيَّامْ
أطلَقَها مُغامِرٌ
رأى النّظامَ غافِلاً
فارتكبَ الزُّكامْ !
لَولاهُ ما كانَ لَنا
أن نَعرِفَ الشّيءَ الّذي
يَدْعونَهُ الكَلامْ !
لا.. ما شَعَرْنا أَبداً
بِلَذَّةِ الَمنامْ .
ولا سَمِعْنا أحَداً
يَروي لَنا الأحلامْ .
نَوَدُّ.. لولا أنّنا
لَمْ نَستفِقْ مِن نَومِنا
مِن قَبلِ ألفِ عامْ !
نُرزَقُ بالغُلامْ .
وَحينما تُبلِغُنا أجهزةُ النِّظامْ
أنَّ اسمَهُ أُدْرِجَ في قوائِمِ الإعدامْ
نَعرِفُ حالاً أنَّهُ قد بَلَغَ الفِطامْ !

ساري111 22-12-2003 07:23 PM

" اصـعـد "

لا.. لَمْ تكُنْ لُعْبـَهْ ولَمْ تكنْ كِذْبَـهْ
ولم تكنْ خُلاصةً لِلخوفِ والرّهبَهْ
نِسبةُ تأييـدكَ جاءَتْ كلُّها
بمُنتهى الإخـلاصِ والرَّغبـَهْ.
الشّعـبُ كُلـُّهُ انحنـى
بينَ يَدَيـكَ آمِناً ومُؤمِنا
حتّى أنا وكُلُّ مَن حَوْلي هُنا
في غُربِـة الغُربـَهْ.
وَكُـلُّ مَن في رَِحـمِ الأُمّ انثـنى
وكُلُّ مَن توسَّـدَ التُّربَـهْ.
مَـلأتَ قلبَ الشّـعبِ بالحُـبِّ
فلا غَــرْوَ إذا
أعطاكَ هذا الشّعـبُ
مِن فـَرْطِ الهـوى.. قَلبَـهْ.
أوطـافَ مِن حَوْلكَ مَحمـومَ الخُـطى
أكثَر ممّا طِيـفَ بالكعبَهْ !
يا مائـةً في مائـةٍ
يا غاطِساً في بركَـةِ الحُـبِّ إلى الرُّكْبَـهْ
شعُبـكَ أعَطـاكَ الذّي
لَمْ يُعْطـهِ رَبَّـهْ !
ها أنتَ مِنهُ آمِـنٌ
وأنتَ فيهِ مُؤتَمَـنْ
فاصعَـدْ إلى الشّعـبِ إذَنْ
مُرتَدياً حُبَّـهْ.
ولاتَضَـعْ بينكُما حِراسَـةٍ
يكفيكَ أن تَحرُسـكَ (النِّسْبـهْ).
أو دَعْـهُ يَتبَعْكَ إلى
سابـع أرضٍ
عَلَّـهُ.. يَنجـو مِنَ الضَّربَهْ!

ساري111 22-12-2003 07:24 PM

" في سبيل المجـد "

إنّما أيّامُكمْ مُحدَثَةٌ
تَمشي على عَكْسِ خُطى آبائِها .
هِيَ في التّجديدِ لابُدّ لَها
أن تَفصِلَ الأشياءَ عن أسمائِها !
وَهْيَ في السُّرعةِ لابُدَّ لَها
أن تُسقِطَ الزّائِِدَ مِن أعبائِها :
الهُدى، والشّرفَ التالِدَ،
والعِفّةَ، والعِزّةَ، والصّدْقَ
وما شابَهَ مِمّا حَمْلُهُ
يُسرِعُ في إبطائِها !
وَهْيَ في التّغييرِ لابُدَّ لَها
أن تُبدِلَ النّظرةَ لِلعَوْراتِ
في أعضائِها..
فَهْيَ لا ترفَعُ ذَيلَ الثَّوبِ
عن (أشيائِها)
مِن قِلّةِ استحيائِها .
إنّما ترفَعُهُ
كي تَستُرَ المكشوفَ مِن أثدائِها !
فاشكروا اللّهَ على آلائِها
واجعَلوا أصواتَكُمْ
بعضَ صَدى أصدائِها :
بِنَعيقٍ طَعِّموا لَحْنَ أغانيكُمْ
إلى أن تُفلحوا، يَوماً، بإتقانِ النَّهيقْ .
وارفعوا أَدمغةَ النّاسِ
على مَتْنِ الفضائيّاتِ
حتّى تَبلُغَ القَعْرَ السَّحيقْ .
وَضَعوا تاجَ بَيانِ الشِّعرِ مَقلوباً
على خَلْفيَّةِ النَّثرِ الصَّفيقْ .
وانظروا عَبْرَ عَماكُمْ
واجذِبوا زَفرتَكْمْ عِندَ الشَّهيقْ !
لن تَفوزوا بِرضا الأيّامِ
حتّى تخسروا الصِّحّة كُرمى دائِها
وَتُريقوا دَمَكْمْ حُبّاً لَدَى بَغْضائِها !
فاحْرُسُوا يَقْظَتكُمْ
خَشيةَ أن ترتَدَّ عن إغفائِها .
واطرحوا آلامَكُمْ
كي تَجمعَ المطروحَ من أبنائِها .
وامنحوا أقلامَكُمْ
حُريَّةَ التعبيرِ عن أخطائِها .
وانزعوا أحلامَكُمْ
ثُمَّ اغسِلوها
واعصروها
واشرَبوا مِن مائِها !

ساري111 22-12-2003 07:25 PM

" صنـاديــق "

وَضعُنـا وَضْـعٌ عَجيبْ !
هكـذا .. نَصحـو
فَيصْحـو فَوقَنـا شـيءٌ مُريبْ .
وَعلى الفـورِ يُسمّينا "الأحبّـاءَ"
وفـي الحـالِ نُسمّيه "الحبيبْ" !
نَحـنُ لا نسألُهُ كيفَ أتانا ..
وَهْـوَ لا شـأنَ لَـهُ فـي أن يُجـيـبْ .
ثُـمَّ نغفـو
سـائلينَ اللّهَ أن يجعَـلَهُ خيـراً
وفـي أحلامِنـا
نَسـالُـهُ أن يَسـتجيبْ !
نَحـنُ والحَـظُّ ..
وحيناً يُخفِـقُ الحـظُّ
وأحيانـاً يَخيـبْ !
يَمخَـضُ "الشـيءُ"
فإمّـا هُـوَ ذئـبٌ يَرتـدي جِـلدَ غَـزالٍ
أو غَـزالٌ يقتَنـي أنيابَ ذيـبْ !
وَهْـوَ إمّـا صِحَّـةٌ تَنضَـحُ داءً
أو مَمـاتٌ يَرتَـدي ثَـوبَ طبيبْ !
ثُـمَّ نَصـحو ..
فإذا الشـيءُ الّذي نَعـرفُهُ..ولّـى
وقـد خَلَّفَـهُ مِن فَـوقِنـا شـيءٌ غَـريـبْ .
وإذا الشـيءُ العَقيدُ الرّكـنُ هـذا
يَمتطـي دبّـابَـةً
أفضَـلَ مِـن دبّـابـةِ الشـيءِ النّقيـبْ !
وعـلى الفَـورِ يُسمّينـا "الأحبّـاءَ"
وفي الحـالِ نُسـمّيهِ "الحبيبْ" .
ثُـمَّ نغفو سائلينَ اللّهَ
أن يلحقَ بالسّابقِ في وقتٍ قريبْ .
في بلادِ النّاسِ
يأتي "الشَّخْصُ" مَحمولاً إلى النّاسِ
بِصُنـدوقِ اقتـراعٍ ..
وبِبُلـدانِ الصّنـاديقِ
يَجـيءُ "الشّـيءُ" مَحمـولاً
بِكيسِ ( اليانَصـيبْ ) !

ساري111 22-12-2003 07:26 PM

" أعـــد "

أَعِـدْ عيني لكي أبكـي !
علـى أرواح أطفـالِكْ
أَعِـدْ قَـدَمـي ..
لِكَـيْ أمشـي إلَيـكَ مُعَـزّياً فينـا
فَحالـي صارَ مِن حالِكْ .
أعِـدْ كَفّـي ..
لكـي أُلقـي أزاهيـري
علـى أزهـارِ آمالِكْ .
أعِـدْ قَلبـي ..
لأقطِـفَ وَردَ جَـذوَتِهِ
وَأُوقِـدَ شَمعَـةً فـي صُبحِـكَ الحالِكْ !
أَعِـدْ شَـفَتي ..
لَعَـلَّ الهَـولَ يُسـعِفُني
بأن أُعطيكَ تصـويراً لأهـوالِكْ .
أَعِـدْ عَيْـني ..
لِكَـي ابكـي على أرواحِ أطفـالِكْ .
أتَعْجَـبُ أنّنـي أبكـي ؟!
نَعَـمْ .. أبكـي
لأنّـي لَم أكُـن يَـومـاً
غَليـظَ القلبِ فَـظّاً مِثـلَ أمثـالِكْ !
لَئِـن نَـزَلَتْ عَلَيْـكَ اليـومَ صاعِقَـةٌ
فَقـد عاشتْ جَميـعُ الأرضِ أعوامـاً
وَمـازالـتْ وَقـد تَبقـى
على أشفارِ زِلزالِكْ !
وَكفُّـكَ أضْـرَمَتْ فـي قَلبِهـا نـاراً
وَلم تَشْـعُرْ بِهـا إلاّ وَقَد نَشِبَتْ بأذيالِكْ !
وَلم تَفعَلْ سِوى أن تَقلِبَ الدُّنيا على عَقِبٍ
وَتُعْقِـبَهـا بتعديـلٍ على رَدّاتِ افعـالِكْ !
وَقَـد آلَيْـتَ أن تَـرمـي
بِنَظـرةِ رَيْبِـكَ الدُّنيـا
ولم تَنظُـرْ، ولو عَرَضَـاً، إلى آلِـكْ !
أَتَعـرِفُ رَقْـمَ سِـروالٍ
على آلافِ أميـالٍ
وَتَجهَلُ أرْقَـماً في طـيِّ سِـروالِكْ ؟!
أرى عَيْنَيكَ في حَـوَلٍ ..
فَـذلِكَ لـو رمـى هـذا
تَرى هـذا وتَعْجَبُ لاسـتغاثَتـهِ
ولكنْ لا تـرى ما قـد جَنـى ذلِـكْ !
أرى كَفَّيْـكَ في جَـدَلٍ ..
فواحِـدَةٌ تَـزُفُّ الشَّمـسَ غائِبَـةً
إلـى الأعمـى !
وواحِـدَةٌ تُغَطِّـي الشَّمـسَ طالِعةً بِغِـربالِكْ !
وَمـا في الأمـرِ أُحجِيَـةٌ
وَلكِنَّ العَجائِبَ كُلَّهـا مِن صُنْـعِ مِكيـالِكْ !
بِفَضْـلِكَ أسـفَرَ الإرهـابُ نَسّـاجاً بِمِنـوالِكْ
وَمُعتاشـاً بأمـوالِكْ وَمَحْمِيّـاً بأبطالِكْ .
فَهل عَجَـبٌ إذا وافاكَ هـذا اليـومَ مُمْتَنّـاً
لِيُـرجِعَ بَعضَ أفضـالِكْ ؟!
وَكَفُّكَ أبدَعَتْ تِمثـالَ (ميدوزا)
وتَـدري جَيِّـداً أنَّ الّذي يَرنـو لَـهُ هـالِكْ
فكيفَ طَمِعتَ أن تَنجو
وَقَـد حَـدَّقتَ في أحـداقِ تِمثالِكْ ؟‍!
خَـرابُ الوضـعِ مُختَصَـرٌ
بِمَيْـلِ ذِراعِ مِكيـالِكْ .
فَعَـدِّلْ وَضْـعَ مِكيالِكْ .
ولا تُسـرِفْ
وإلاّ سَـوفَ تأتـي كُـلُّ بَلبَلَـةٍ
بِمـا لَم يأتِ فـي بالِكْ !
إذا دانَتْ لَكَ الآفـاقُ
أو ذَلَّـتْ لَكَ الأعنـاقُ
فاذكُـرْ أيُّهـا العِملاقُ
أنَّ الأرضَ لَيْسـتْ دِرْهَماً في جَيْبِ بِنطالِكْ.
وَلَو ذَلَّلتَ ظَهْـرَ الفِيلِ تَذليـلاً
فَـإنَّ بَعـوضَـةً تَكفـي .. لإذلالِـكْ !

ساري111 22-12-2003 07:27 PM

" الرّاحلــة لا شَـيءَ "

هذا ما ألِفْنا طُولَ رِحْلتنا الَمديدَهْ
لا تأسَفي لنفُوقِ راحِلةٍ هَوَتْ
من ثِقْل جُملَتنا المُـفيدهْ !
فَعَلى الطريق سَنصطفي أُخرى جَديدهْ..
وإذا وَهَتْ كُلُّ الجمِالِ
عَـنِ احتمالِكِ واحتمالي
فَلْيكُنْ
قَـدَمي أحَـدُّ مِـنَ الَحديدِ
وخُطوتي أبداً وَطيدهْ !
لا.. ما تَعِبتُ
وَلو ظَلَلْتُ أسيرُ عُمْريَ كُلَّهُ
فَوقَ اللّظـى
سَيَظلُّ يَفعَمُني الرّضا
ما دُمتِ طاهرةً حميدهْ .
ماذا أريدُ وأنتِ عندي؟
يا ابنَتي
لو قـدَّموا الدُّنيـا وما فيها
مُقابِلَ شَـعْرةٍ من مَفرِقيكِ
لَقُلتُ : دُنياكُمْ زَهيدهْ !
وَطَـنٌ أَنا
بينَ المنافي أحتويك مُشرَّداً
كي لا تظلّي في البلادِ معي شريدهْ .
وأنا بِنُوركِ يا ابنتي
أنشأتُ مِن منفايَ أوطاناً
لأوطاني الطّريدَهْ .
لكنّها بُهرَتْ بأنوارِ السُّطوعِ
فآنَسـَتْ لعمى الخُضوعِ
وَمـَرَّغَـتْ أعطافَها بالكيْـدِ
حتّى أصبحتْ وهيَ المَكيدهْ !
ماهمَّني ؟!
كُلُّ الحُتوف سلامة
كُلُّ الشقاءِ سعادةُ
ما دُمتِ حتّى اليَومِ سالمةً سَعيَدهْ .
لا قَصْـدَ لي في العَيْشِ
إلاّ أن تَعيشي أنتِ
أيَّـتُها القَصيدهْ !
هَيّا بنا..
لُفّي ذِراعَكِ حَوْل نَحْري
والبُدي في دِفءِ صَدْري
كي نَعودَ إلى المَسيرِ
فإنَّ غايتَنا بَعيَدهْ .
وَدَعي التّلفُّتَ لِلوَراءِ
فقد هَوى عَمّا هّـَوَتْ
وَصْـفُ الفقيدهْ .
هِيَ لم تَذُقْ مَعنى المَنيَّةِ حُـرّةً
مَعَنا
ولا عاشَتْ شَهيدَهْ .
لاتَحزني يوماً عَلَيْها
واحزني دوماً لَها .
لَمْ نُنْفَ عَنها.. إنّما
نُفِيَتْ، لِقِلّةِ حَظّها، عَنّا الجَريدَهْ !

ساري111 22-12-2003 07:29 PM

" لهذا الإله أصعّر خدي "

أهذا الذّي يأكُلُ الخُبزَ شُرْباً
وَيَحسَبُ ظِلَّ الذُّبابةِ دُبّاً
وَيمَشي مُكِبّاً
كما قد مَشي بالقِماطِ الوَليدْ..؟
أهذا الّذي لم يَزَلْ ليسَ يَدْري
بأيِّ الولاياتِ يُعنىأخوهُ
وَيَعْيا بفَرزِ اسمهِ إذ يُنادى
فِيحَسبُ أنَّ اُلمنادى أبوهُ
ويجعَلُ أمْرَ السَّماءِ بأمرِ الّرئيسِ
فَيَرمي الشِّتاءَ بِجَمْرِ الوَعيدْ
إذا لم يُنَزَّلْ عَليهِ الجَليدْ ؟!
أهذا الَذي لايُساوي قُلامَةَ ظُفرٍ
تُؤدّي عَنِ الخُبزِ دَوْرَ البَديلِ
ومِثقالَ مُرٍّ
لِتخفيفِ ظِلِّ الدِّماءِ الثّقيلِ
وَقَطرةَ حِبْرٍ
تُراقُ على هَجْوهِ في القَصيدْ..؟
أهذا الغبيُّ الصَّفيقُ البَليدْ
إلهٌ جَديدْ ؟!
أهذا الهُراءُ.. إلهٌ جَديدْ
يَقومُ فَيُحنى لَهُ كُلُّ ظَهْرٍ
وَيَمشي فَيَعْنو لَهُ كُلُّ جِيدْ
يُؤنِّبُ هذا، ويَلعَنُ هذا
وَيلطِمُ هذا، وَيركَبُ هذا
وَيُزجي الصَّواعِقَ في كُلِّ أرضٍ
وَيَحشو الَمنايا بِحَبِّ الَحصيدْ
وَيَفعَلُ في خَلْقِهِ مايرُيدْ ؟!
لِهذا الإلهِ... أُصَعِّرُ خَدّي
وأُعلِن كُفري، وأُشهِرُ حِقدي
وأجتازُهُ بالحذاءِ العَتيقِ
وأطلُبُ عَفْوَ غُبارِ الطّريقِ
إذا زادَ قُرباً لِوَجْهِ الَبعيدْ !
وأرفَعُ رأسي لأَعلـى سَماءٍ
ولو كانَ شَنْقاً بحَبْلِ الوَريدْ
وأَصْرُخُ مِلءَ الفَضاءِ المديدْ :
أنا عَبدُ رَبِّ غَفورٍ رَحيمٍ
عَفُوٍّ كريمٍ حكيمٍ مَجيدْ
أنا لَستُ عبداً لِـعبْدٍ مَريدْ
أنا واحِدٌ مِن بقايا العِبادِ
إذا لم يَعُدْ في جميعِ البلادِ
ِسوى كُومَةٍ من عَبيدِ العَبيدْ.
فأَنْزِلْ بلاءَكَ فَوقي وتحتي..
وَصُبَّ اللّهيبَ، ورُصَّ الحَديدْ
أنا لن أحيدْ
لأنّي بكُلِّ احتمالٍ سَعيْد:
مَماتي زَفافٌ، وَمَحْيايَ عِيدْ
سَأُرغِمُ أنفَكَ في كُلِّ حالٍ
فإمّا عَزيزٌ.. وإمّا شَهيدْ !

ساري111 22-12-2003 07:30 PM

" البيان الختامي لمؤتمر الأمّة "

لَيسَ مِنّا هؤلاءْ.
هُمْ طُفَيْـليُّـونَ
لَمْ يُدعَـوا إلى عُـرسٍ
وَلم يُفتَـحْ لَهُمْ بابُ عَـزاءْ .
خَلَطوا أنفسَهُمْ في زَحْمـةِ النّاسِ
فَلمْا دَخَلـوا ذاكَ تغَطَّوا بالزّغاريـدِ
وَلمّا دَخَلوا هذا تَغطّـوا بالبُكاءْ .
ثُمَّ لمّا رُصَّـتِ الأطباقُ
لَبـَّـوا دَعوةَ الدّاعي
وَما الدّاعي سِوى قِـدْرِ الحَساءْ !
وَبأفـواهِ بِحـارٍ
بَلِعوا الأطباقَ والزَادَ مَعاً
وانقلبَ الباقونَ مِن دُونِ عَشاءْ .
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .
ألفُ كـلاّ
هِيَ دَعوى ليسَ إلاّ..
زَعَموا أنَّ لَهُمْ حَقّاً علينا
وَبهذا الزَعْمِ.. صاروا زُعَماءْ !
وَأذاعوا: ( كُلُّنا راعٍ..)
وَظنّوا أنَّهُمْ في الأرضِ رُعيانٌ
وَظنّوا أَنَّنا قُطعانُ شاءْ !
ثُمَّ ساقُونا إلى المَسْلخِ
لماّ لم نَجدْ في ظِلِّهمْ مرَعى
وأسْرَفنا بإطلاقِ الثُّغاءْ !
ليسَ مِنّا هؤلاءْ .
هُمْ على أكتافِنا قاموا عُقوداً
دُونَ عَقـدٍ..
وأَقاموا عُقَدَ الدُّنيا بنا دونَ انتهاءْ .
وانحنَينا كالمطايا تحتَ أثقالِ المَطايا..
وَلِطُـولِ الانحنـاءْ
لَمْ تَعُدْ أعيُننا تَذكُرُ ما الشَّمسُ
ولا تَعرفُ ما مَعنى السَّماء !
وَنَزحْنا الذَّهـبَ الأسْودَ أعواماً
وَمازالَتْ عُيونُ الفَقْرِ تبكينا
لأنّا فُقـراءْ !
ذَهَبَ الموصوفُ في تَذهيبِ دُنياهُمْ
وَظَـلَّ الوَصْـفُ في حَوْزتنا
للِجِسْم والرّوحِ رداءْ !
ليسَ مِنّا هؤلاءْ.
لَمْ نُكلِّفْ أحَداً منهُمْ بتَطبيبٍ
ولا قُلنا لَهُمْ هاتُوا الدَّواءْ .
حَسْبُنا، لو صَدَقوا،
أن يَرحلوا عَنّا بَعيداً
فَهُمُ الدَاءُ العَياءْ .
كُلُّ بَلوى بَعْدهُمْ سَلْوى
وَأقـوى عِلَّـةٍ
في بُعْدِهِمْ عَنّا.. شِفاءْ !
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .
أنتَ تدري أنّهُمْ مِثلُكَ عَنّا غُرَباءْ
زَحَفوا مِن حَيث لا ندري إلينا
وَفَشَوا فينا كما يَفشُو الوَباءْ .
وَبَقُوا مادُمتَ تَبغي
وَبَغوا حتّى يُمدُّوكَ بأسبابِ الَبقاءْ !
أنتَ أو هُمْ
مُلتقى قَوْسين في دائِرةٍ دارتْ عَلَينا :
فإذا بانَ لِهذا المنتهى
كانَ بذاك الابتداءْ .
مُلتقى دَلْوينِ في ناعُورةٍ :
أنتَ وَكيلٌ عن بَني الغَرْبِ
وَهُمْ عنكَ لَدَينا وُكلاءْ !
ليسَ منّا هؤلاء
إنهم منكَ
فإنْ وافَوكَ للتَّطبيعِ طَبِّعْ مَعَهُمْ
واطبَعْ على لَوحِ قَفاهُمْ ما تَشاءْ .
ليسَ في الأمرِ جَديدٌ
نَحنُ نَدري
أنَّ ما أصبحَ تطبيعاً جَلِيّاً
كانَ طبْعاً في الخَفاءْ !
وَلَكُمْ أن تَسحبوا مِفرشَكُمْ نحو الضُّحى
كي تُكمِلوا فِعْلَ المَساءْ .
شأنكُمْ هذا ولا شأنَ لَنا نَحنُ
بِما يَحدُثُ في دُورِ البِغاءْ !
ليسَ مِنَا هؤلاء .
ما لَنا شأنٌ بما ابتاعُوُه
أو باعُوهُ عَنّا..
لَمْ نُبايعْ أَحَداً منهُمْ على البَيعِ
ولا بِعْناَ لَهُمْ حَقّ الشّراءْ .
فإذا وافَوكَ فاقبِضْ مِنهُمُ اللَّغْوَ
وَسَلِّمْهُم فَقاقيعَ الهَواءْ .
وَلَنا صَفْقَتُنا :
سَوفَ نُقاضِيكَ إزاءَ الرأسِ آلافاً
وَنَسقيك كؤوسَ اليأسِ أضعافاً
وَنَسْتَوفي عَن القَطرةِ.. طُوفانَ دِماءْ !
أيُها الباغي شَهِدْتَ الآنَ
كيفَ اعتقلَتْ جَيشَكَ رُوحُ الشُّهداءْ .
وَفَهِمتَ الآنَ جدّاً أنَّ جُرْحَ الكبرياءْ
شَفَةٌ تَصرُخ أنَّ العَيشَ والموتَ سواءْ .
وَهُنا في ذلِكَ الَمعنى
لَنا عِشرونَ دَرْساً
ضَمَّها عِشرونَ طِرساً
كُتِبتْ بالدَّمِ والحقْدِ بأقلامِ العَناءْ
سَوفَ نتلوها غَداً
فَوقَ البَغايا هؤلاءْ !

ساري111 22-12-2003 07:31 PM

" كلاّ.. والصُّبْحِ إذا أسفر "

كُـرَةُ الثّلجِ إذا ما كَرَّتْ
كَبُرَتْ أكثَرْ
وانحدَرَت وَفْـقَ طـرائِقها
جاعِلةً كُـلَّ عوائِقها
مَعَها مُذعـِنَةً تَتحـدَّرْ !
كُرةُ النّار إذا ما كرَّتْ
صارتْ أكبَرْ
وَجَرَتْ في كُلِّ مَفارِقِها
تَفْغَـرُ أفواهَ حَرائِقها
لِتَسَـفَّ اليابِسَ والأخضـرْ !
وقَضيّتُنا مُنذُ ابتدأتْ
كُرَةٌ يتقاذَفُها العَسكَرْ .
فلماذا كَـرُّ قَضِيَّتِنا
يَتضاءَلْ مهما يتكرَّرْ ؟!
ولماذا شِبرُ تَقدُّمِها
خمسينَ ذِراعاً يتأخَّرْ ؟!
في البَدْءِ قَضِيّتُنا ( وطـنٌ )
كُنّا نَدعُـوهُ ( فلسطينْ )
ألقَتْهُ مَخالِبُ مُحتالٍ
بَينَ بَراثِنِ مُحتَلّينْ .
فكتَبْنا بدِمانا عَهْـداً
أن نَفْنَى، أو أن يَتحرَّرْ .
لكنَّ ( صلاحاتِ الدِّينْ )
جَمَعوا أسلحةَ الإسكندَرْ
وأَغاروا.. بعَصا أَيُّوبْ !
واقتَحموا الميدانَ كعنتَرْ
وانسَحبوا مِنه كشَيْبوبْ !
بالإنقاذِ.. أضاعُوا نِصْفَهْ .
بالغَوْثِ.. أحاُلُوهُ لِضفَّهْ .
بالرَّفضِ.. اختصروهُ لِمَخفرْ !
وَبحكمةِ مِلِّيمِ الأصغَرْ
وَبَصيرةِ منظارِ الأَعوَرْ
وَصُمودِ زَرافَةِ مَدْغَشقَرّ
أمسى تعريفُ قَضيَّتِنا
مُختصراً..بعَريفِ المخفَرْ !
ألِهذي الوَهْـدةِ ياحَمْقـى كُنّا نَرقـى ؟!
أحَسِبتُم أنَّ مقاعِدَكُمْ بزوالِ فَلسطينَ سَتبقى ؟؟
أيُقايَضُ مِلْكُ سِيادَتِنا
بقَضيّةِ عَبْدٍ مُستأجَرْ ؟!
كلاّ.. والصُّبْحِ إذا أَسفَرْ
وَبطُهْرِ دِماءِ ضحايانا،
وتُرابُ مَواضِع أرجُلِهمْ
مِن هامَةِ أطهرِكُمْ أطَهَرْ .
سَنُريكُمْ سُودَ لياليكُم
في رابعَةِ الظُهرِ الأحمَرْ .
وَسَنَسْقيكُمْ كأسَ حَياةٍ
هِيَ مِن كأسِ المِيتَةِ أخطَرْ .
مِمَّ نخافُ ؟ وَِمَّـمَ سنَحذَرْ ؟
أطبقْتُمْ بالمَوتِ عَلَيْنا
فإذا مِتْنا..ماذا نَخسَرْ ؟!
كُلُّ فَتـىً مِنّا قُنبلَةٌ فانتظِروا.. حتّى نَتفَّجرْ !!!

ساري111 22-12-2003 07:32 PM

" فاتنـة الاستعراض "

قُوّاتُـنا المُسلّحَـهْ شَـفّافَـةٌ.. مُنفتحَـهْ .
لا لونَ ، لا طَعـْمَ لها كالماءِ.. لولا أنّها
تَفوحُ مِنها الرّائِحَـهْ !
إن واجَهـَتْ قُنبـلَةً رَمـَتْ عليها قُبـلةً !
وإن أتَتْها صَفعـةٌ مَـدَّتْ يَـدَ المُصافَحـهْ !
وَهْـيَ على طـولِ المَـدى مَثارُ حَيْـرةِ العِـدى
إن جَنحـوا لِلحَـربِ
ألقَـتْ ثَوبَها لِلَـذَّةِ المُصالَحهْ .
أو جَنحـوا لَلسَّـلْمِ
عَـرَّتْ عُـرْيَهـا، وانتَصَبـتْ مُنبَطِحَهْ !
إن جَنحـوا... أو جَنحـوا... فَهْيَ بفِعْـلِ طَبْعِـها
في كُلِّ حالٍ (جـانِحَـهْ) !
مِـن بَعْـدِ كُـلِّ مذبحَـهْ
لَمْ نَـرَ مِـن قُـوّاتِـنا رُدودَ أفعـالٍ
سِـوى النَّـوْحِ على أمواتِـنا
وثأرِها لِموتِهمْ.. بالدَّعَـواتِ الصّالحَـهْ !
لِمنْ، إذَنْ، حـَوْلَ وِهـادِ جـُوعِنا
قامَـتْ جبالُ الأسلحَـهْ ؟!
أَلَمْ يكن أجـدى لنا لو ادّخـرنا مالَنا
ثُمَّ اتّخذنا قُـوَّةً رخيصَـةً وكاسِحَـهْ
مِـن مُقرىءٍ ونائِحَـهْ ؟!

ساري111 22-12-2003 07:33 PM

" طبـع السّـواقي "

فِـدى سُـكوتِ السّاقِيَـهْ
كُـلُّ الشعوبِ الغافِيـهْ
لِلّـهِ ما أعجَبَهـا
مِـن كَهْـلةٍ يافِـعَـةٍ
وَسـهْـلَةٍ مُستعصِيَـهْ !
فَقيـرةٌ، لكنّهـا
بذاتِهـا مُكتَفيَـهْ
نَحيفَـةٌ، لكنّهـا
طافِحَـةٌ بالعافِيـهْ
ثابتـةٌ، لكنّهـا
في كُـلِّ أرضٍ ماشِيَـهْ !
مَديـدَةُ القامَـةِ، غَيرَ أنَّهـا
تَبـدو، لِفَـرْطِ لُطفِهـا، مُستلقِيَـهْ !
يَعلو الجَميـعُ صَـدْرَهـا
وَيَخدِشـونَ نَحْـرَهـا
وَيَنفِشـونَ شَعْـرَهـا
وَهْـيَ عليهِم حانِيَـهْ
بِرَغـمِ شِـدَّةِ الأذى
تُـوهِمُهـم بأنَّهـا
عَـن كُـلِّ لَهْـوٍ .. لاهِيَـهْ .
إن جَـرَحوا فـؤادَهـا
عَـضَّـتْ عـلى جـراحِهـا
فالتأمَـتْ بثانِيهْ !
إن أهرَقـوا الزَّيـتَ على ثيابِهـا
وأضـرمـوا النّـارَ بِهـا
ذابَـتْ حنايـا النّـارِ مِـن رِقَّتِـهـا
فانطفـأتْ مُستَحِيَـهْ !
مَفطـورَةٌ على الرِّضـا ..
بكُـلِّ أمـرٍ راضِيـهْ
عـن كُـلِّ سُـوءٍ مُغضِيَـهْ
عـن كُـلِّ ذَنبٍ عافِيَـهْ .
لكنَّـهـا إن حَبَسـوا أنفاسَهـا
فـاضَ بِهـا الغَيْـظُ
فَلَـمْ تُبـقِ عَلَيـهِمْ باقِيـهْ !

ساري111 22-12-2003 07:34 PM

" الجود بالموجود "

ما طَلَبْنا أبَداً
أن تَدخُلوا فَخَّ دفاعٍ عن قَضّيهْ .
لا، ولا أن تُخرجوا مِن نِفطِنا
دَبّابةً أو بُندقيّهْ .
حاشَ لِلّهِ،
فَقتلُ النَّفسِ والسِّحرُ حَرامٌ في حَرامْ .
فَخذوا الحِذْر مِنَ الفَخِّ
وَعِيشوا ألفَ عامْ
وَدَعُوا النِّفطَ، كما كانَ،
لَكُمْ مِنّا هَديّهْ .
كُلُّ ما نَطلبهُ.. أن تَستريحوا
وَتُريحونا بأدنى الأريحّيهْ :
إجَمعوا تِلكَ التي باضَتْ وفاضَتْ
دونَ جدوى
وَسْطَ أقفاصِ الكلامْ
وابعثوها باسمكُمْ غَوثاً لأطفالِ الخِيامْ .
وَسَنكفيكُمْ عناءَ السَّلْخِ والطّبخِ
وَنَلقى دونَكُمْ ذَرَّ السُّخامْ .
لِمَ تبقى... وَهْيَ لَمْ تُبقِ على حُرٍّ بَقيَهْ ؟
لِتكُنْ مِن أجْلِ أطفالِ ضحاياها.. ضَحّيهْ .
هِيَ في مِيتَتِها أكثَرُ نفعاً ..
لَحمُها يَنفعُ في صُنْعِ الطّعامْ .
شحْمُها يَنفعُ في إسراجِ ضَوءٍ
لِصباحٍ تائهٍ وَسْطَ الظَلامْ !
ريشُها ينفَعُ في صُنعِ حَشايا
لِصبايا كالمرايا
فوقَ أكوامِ النِّفاياتِ تَنامْ .
يابَني عبّاسَ
جُودوا، واكسِبوا حُسْنَ الخِتامْ .
كُلُّ ما نطلُبهُ:
أن تَبعثوا سَيْفَ أبيكُمْ ..
وَحَماماتِ السّلامْ !

ساري111 22-12-2003 07:35 PM

" تطبيق عملي "

كلُّ ما يُحكى عنِ القَمْعِ هُراءْ
( أنتَ يا خِنزيرُ ، قِفْ بالدَّورِ ، إخرَسْ .
يا ابنةَ القَحَّـ .. عُودي للوَراءْ )
أينَ كُنَّا ؟
ها .. بِما يُحكى عنِ القَمعِ ..
نعمْ . مَحْضُ افتِراءْ .
نحنُ لا نَقمعُ .
( قِفْ يا ابنَ الزِّنى خَلْفَ الّذي خَلْفَكَ ..
هَيه .. انْقَبِري يا خُنفُساءْ ) .
أينَ كُنَّا ؟
بخصوصِ القَمعِ ..
لا تُصغِ لدَعوى العُمَلاءْ .
نحنُ بالقانونِ نَمشي
وجميعُ النَّاسِ
في ميزانِ مولانا سواءْ .
احتَرِمْ قُدْسيِّةَ القانونِ وافعلْ ..
لحظةً .
دعني أُرَبِّي هؤلاءْ .
( تُفْ .. خُذوا .. تُفْ ..
لعنةُ اللهِ عليكُمْ .
صَمْتُكُمْ أطرَشَني يا لُقَطاءْ .
أَسْكِتوا لي صَمتكُمْ جِداً .. وإلاَّ
سوفَ أبري فَوقَكُمْ هذا الحِذاءْ )
أينَ كُنَّا ؟
ها .. عنِ القانونِ ..
لا تُصْغِ إلى كُلِّ ادِّعاءْ .
أنتَ بالقانونِ حُرٌّ .
احترمْ قُدْسيَّةَ القانونِ
وافعلْ ما تَشاءْ .
لمنِ الدَّور ؟
تَقَدَّمْ .
أرني الأوراقَ ..
هذا الطَّابعُ الماليُّ ،
هذي بَصْمَةُ المُختارِ ،
هذا مُرفَقُ الحِزْبِ ،
تَواقيعُ شُهودِ العَدْلِ ،
تقريرٌ منَ الشُّرطَةِ ،
فَحصُ البَولِ ،
فاتورةُ صرفِ الغازِ ،
وَصْلُ الكَهْرباءْ .
طَلَبٌ مَاشٍ على القَانونِ
مِنْ غيرِ التِواءْ .
حَسناً ... ( طُبْ )
ها هوَ الخَتْمُ .. تَفضَّلْ
تستطيعُ ، الآنَ ، أنْ تَشْربَ ماءْ !!

ساري111 22-12-2003 07:36 PM

" في انتظار غودو "

( الحرية ) كانتْ مَعي صَبيَّهْ
مربوطةً مثلي على مِروحةٍ سَقفيَّهْ .
جِراحُها تبكي السَّكاكينُ لَها ..
وَنوْحُها تَرثي لهُ الوَحشيَّه !
حَضنتُها بأدمُعي .
قلتُ لها : لا تَجزعي .
مهما استَطالَ قَهرنُا ..
لا بُدَّ أنْ تُدرِكَنا الحُرَّيهْ .
تَطَلَّعتَ إليَّ ،
ثمَّ حَشْرَجَتْ حَشْرَجَةَ المَنِيَّهْ :
واأَسَفا يا سَيِّدي ... إنِّي أَنَا الحُريَّهْ !!

ساري111 22-12-2003 07:37 PM

" نحن بالخدمة "

قَلْ جاءَنا الطُّغيانُ ، بالصُّدفَةِ ، مِنْ غَيمَهْ
وقَلْ معَ الأمطارِ جاءتْ بِذرةُ الطُّغمَهْ .
قُلها ودعني بَعدها أسألكَ بالذِّمهْ :
لو لمْ يُساعِدهُ الثَّرى ، والشَّمسُ ، والنَّسمَهْ
كيفَ نَما الطُّغيانُ ؟
كيفَ التَهَمَتْ قَلبَ الثَّرى
أنيابهُ الضَّخْمَهْ
وكيفَ تحتَ ظِلهِ
ماتَ الهَوا مُختَنِقَا ً
منْ شِدَّةِ الزَّحمَهْ
واحتاجتِ الشمسُ لضوءِ شَمعة ٍ
يُؤنِسُها في حالِكِ الظُّلمَهْ ؟
هلْ غابةُ العَذابِ هذي كُلُّها
طالِعةٌ مِنْ تربَةِ الرَّحمَهْ ؟!
هلْ في الدُّنا قِمامةٌ
يكونُ أدنى سَفْحِها أنقى مِنَ القِمَّهْ !
لا يَستَطيعُ واحِدٌ
حُكمَ الملايينِ إذا لمْ يَقبلوا حُكْمَهْ
ويستطيعُ عِندما
يكونُ في خِدمَتِهِ جيشٌ وجَنْدرمَهْ .
ونحنُ بالخِدمَهْ .
قِبْلَتُنَا مَعْدَتُنا .. وَرَبُّنا اللُّقْمهْ !
أودُّ أنْ أدعو على الطُّغيانِ بالنِّقْمَهْ .
لكنني أخافُ أنْ يَقْبَلَ ربِّي دعْوَتي
فَتهلِكَ الأمَّهْ !

ساري111 22-12-2003 07:38 PM

" هـــذا هــو الـسـبـــب "

سَمَّمتَ باللّومِ دَمي فَلقتَ رأسي بالعَتبْ .
ذلكَ قولٌ مُنكرٌ .. ذلكَ قولٌ مُسْتَحبْ .
ذلكَ ما لا يَنبغي ذلكَ مِمّا قدْ وَجَبْ .
ما القصدُ مِنْ هذي الخُطَبْ
تُريدُ أنْ تُشعِرني بأنني بِلا أدَبْ ؟
نعمْ .. أنا بِلا أَدِبْ ! نعم .. وشِعْري كُلُّهُ
ليسَ سِوى شَتْمٍ وَسَبْ وما العَجَبْ ؟!
النَّارُ لا تَنْطِقُ إلاَّ لَهَباً إنْ خَنَقوها بالحَطَبْ
وإنني مُخْتَنِقٌ حَدَّ التِهامي غَضَبي
مِنْ فَرْطِ ما بي منْ غَضَبْ !
تَسألُني عَنِ السَّبَبْ ؟!
هاكَ سلاطينَ العَرَبْ
دَرزينتانِِ مِنْ أبي جَهلٍ ومِنْ أبى لَهَبْ .
نَماذِجٌ مِنَ القِرَبْ أسفَلُها رأسٌ
وأعلاها ذَنَبْ !
مَزابِلٌ أنيقَةٌ غاطِسَةٌ حتّى الرُّكَبْ
وَسْطَ مَزابِلِ الرُّتَبْ !
أَشِرْ لواحِدٍ .. وَقُلْ : هذا الحِمارُ مُنْتَخَبْ .
وبَعدما تُقنِعُني _ بِغيرِ تِسعاتِ النّسَبْ _
تَعالَ عَلِّمني الأدَبْ !

ساري111 22-12-2003 07:39 PM

" حقوق الجيرة "

جاري أتاني شاكياً من شدّةِ الظُّلمِ :
تَعِبتُ يا عَمِّي
كأنّني أّعملُ أسبوعَينِ في اليومِ!
في الصُّبحِ فرَّاشٌ
وبعد الظُّهرِ بَنَّاءٌ
وبعدَ العصرِ نَجِّارٌ
وعندَ اللّيل ناطورٌ
وفي وقت فراغي مُطرِبٌ
في مَعهدِ الصُّمِّ !
ورَغْمَ هذا فأنا
مُنذ شهورٍ لم أذُقْ رائحةَ اللَّحمِ
جِئتُكَ كي تُعِينني
قُلتُ : على خَشْمي
قالَ : خَلَتْ وظيفةٌ
أَوَدُّ أنْ أشْغَلَها ... لكنَّني أُمَّيْ
أُريدُ أنْ تَكتُبَ لي
وشايةً عنكَ
وأنْ تَختِمَها باسمي !!!

ساري111 22-12-2003 07:40 PM

" عباس يستخدم تكتيكاً جديداً "

بعدَ انتهاءِ الجولةِ المُظفرهْ
" عبّاسُ " شَدَّ المِخْصَرَهْ
وَدَسَّ فيها خِنْجَرَهْ
وأعلنَ استعدادَهُ للجولةِ المُنتظرهْ
اللصُّ دقَّ بابَهُ ...
" عبّاسُ " لم يفتحْ له
اللص أبدى ضجَرَهْ ...
" عبّاسُ " لم يُصغِ له
اللصُّ هدَّ بابَهُ
و عابَهُ
واقتحمَ البيتَ بغيرِ رُخصةٍ
وانتهرَهُ :
ـ يا ثورُ .. أينَ البقرهْ ؟
" عبّاسُ " دَسَّ كفَّهَ في المِخْصَرَهْ
واستلَّ منها خِنجرهْ
وصاحَ في شَجاعةً :
ـ في الغرفةِ المجاورَهْ
اللصُّ خَطَّ حَوْلَهُ دائِرةً
وأنذرهْ :
إيّاكَ أنْ تجتازَ هذي الدائرهْ
عَلا خُوارُ البقرهْ
خَفَّ خُوارُ البقرهْ
خارَ خوارُ البقرهْ
واللصُّ قامَ بعدما
قضى لديها وَطَرهْ
ثُمَّ مضى
وصوتُ " عبّاسٍ " يُدَوِّي خَلْفَهُ :
فلتسقطِ المؤامرهْ
فلتسقطِ المؤامرهْ
فلتسقطِ المؤامره !
ـ عبّاسُ .. والخنجرُ ما حاجتُهُ ؟!
ـ للمُعضلاتِ القاهِرَهْ
ـ وغارةُ اللصِّ ؟!
ـ قطعتُ دابرَهْ
جعلتُ منهُ مَسْخرَهْ !
انظــــرْ .......
لقدْ غافَلْتُهُ
واجتزتُ خطَّ الدائِرهْ !!

ساري111 22-12-2003 07:41 PM

" قـضـاء "

الخراطيمُ وأيدي ونعالُ المخبرينْ
أثبتتْ أنَّ السجينْ
كانَ ـ من عشرةِ أعوامٍ ـ
شريكاً للذينْ
حاولوا نَسْفَ مَواخيرِ أميرِ المؤمنينْ !
نَظرَ القاضي طَويلاً في مَلفَّاتِ القضيهْ
بهدوءٍ ورويهْ
ثُمَّ لمّا أدْبَرَ الشَّكُّ ووافاهُ اليقينْ
أصدرَ الحُكمَ بأنْ يُعْدَمَ شنقاً
عِبْرَةً للمجرمينْ
أُعدِمَ اليومَ صَبيٌ
عُمْرهُ ... سَبْعُ سِنينْ !!

ساري111 22-12-2003 07:42 PM

" عائد من المنتجع "

حين أتى الحمارُ منْ مباحثِ السلطانْ
كان يسير مائلاً كخطِ ماجلانْ
فالرأسُ في إنجلترا ، والبطنُ في تانزانيا
والذيلُ في اليابان !
ـ خيراً أبا أتانْ ؟
* أتقثدُونَني ؟
ـ نعم ، مالكَ كالسكرانْ ؟
* لاثيء بالمرَّة ، يبدو أنني نعثانْ .
(هل كانَ للنعاسِ أن يُهَدِّم الأسنانِ
أو يَعْقِد اللسانْ ؟)
ـ قل ، هل عذبوك ؟
* مطلقاً ، كل الذي يقال عن قثوتهم بُهتانْ
ـ بشَّركَ الرحمن
لكننا في قلقٍ قد دخل الحصانُ من أشهرٍ
ولم يزلْ هناك حتى الآن
ماذا سيجري أو جرى لهُ هناك يا ترى ؟
* لم يجرِ ثيءٌ أبداً
كونوا على اطمئنان
فأولاً : يثتقبلُ الداخلُ بالأحضانْ
وثانياً : يثألُ عن تُهمتهِ بِمُنتهى الحنانْ
وثالثاً : أنا هو الحِثانْ .

ساري111 22-12-2003 07:43 PM

" حيثيات الاستقالة "

ـ لا ترتكبْ قصيدةً عنيفهْ
لا ترتكبْ قصيدةً عنيفهْ
طَبْطَبْ على أعجازِها طَبْطَبةً خفيفهْ
إنْ شئتَ أنْ
تُنشرَ أشعاركَ في الصَّحيفَهْ !
* حتى إذا ما باعَنا الخليفهْ ؟!
ـ ( ما باعنا ) ... كافيةٌ
لا تذكُرِ الخليفهْ
* حتى إذا أطلقَ منْ ورائنا كلابَهْ ؟
ـ أطلقَ من ورائنا كلابهُ ... الأليفهْ !
* لكنها فوقَ لساني أطبقتْ أنيابها !!
ـ قُلْ : أطبقتْ أنيابَها اللطيفهْ !
* لكنَّ هذي دولةٌ
تزني بها كلُّ الدُّنا
ـ ومَا لنا .. ؟
قل إنها زانيةٌ عَفيفه !
* وهاهُنا قَوّادُها يزني بنا !
ـ لا تَنفعِلْ
طاعتُنا أمرَ وليِّ أمرنا
ليستْ زِنى
بل سَمِّها .... إنبطاحةً شريفهْ !
* الكذبُ شيءٌ قذرٌ
نَعَمْ ، صَدقتَ ...
فاغسلْهُ إذنْ بكذبةٍ نظيفهْ !
أيتها الصَحيفهْ
الصِّدْقُ عندي ثورةٌ
وكِذبتي
ـ إذا كَذَبتَ َمرَّةً ـ
ليستْ سوى قذيفهْ !
فلتأكلي ما شئتِ ، لكنِّي أنا
مهما استبدَّ الجوعُ بي
أرفضُ أكلَ الجِيفَهْ
أيتُها الصحيفهْ
تمسَّحي بِذُلَّةٍ
وانطرحي بِرهبَةٍ
وانبطحي بِخِيفَهْ
أمّا أنا
فهذهِ رِجلي بأمِّ هذهِ الوظيفَهْ !

ساري111 22-12-2003 07:43 PM

" خـطـة "

حينَ أموتْ
وتقومُ بتأبيني السُّلطهْ
ويشيِّعُ جثماني الشرطهْ
لا تَحْسَبْ أنَّ الطاغوت
قد كرَّمني
بل حاصرني بالجَبَروتْ
وتبعني حتى آخرِ نقطهْ
كي لا أشعْرَ أني حُرٌّ
حتى وأنا في التابوتْ !!

ساري111 22-12-2003 07:44 PM

" لـيـلـة "

لِشهـرزادَ قِصّـةٌ
تبــدأُ في الخِتـامْ !
في اللّيلـةِ الأولى صَحَتْ
وشهْريـارُ نـامْ .
لم تكترث لِبَعلِهـا
ظلّـتْ طِـوالَ ليلِها
تَكْـذِبُ بانتِظـامْ .
كانَ الكلامُ ساحِـراً ..
أرّقــهُ الكـلامْ .
حاولَ ردَّ نومِـهِ
لم يستَطِـعْ .. فقـامْ
وصـاحَ : يا غُـلامْ
خُذْهــا لبيتِ أْهلِها
لا نفـعَ لي بِمثْلِها .!!
إنّ ابنَـةَ الحَـرامْ
تكْـذِبُ ِكذباً صـادِقاً
يُبقي الخيالَ مُطْلَقـاً
ويحبِسُ المَنـامْ .
قَلِقْـتُ مِنْ قِلْقالِها
أُريـدُ أنْ أَنـامْ .
خُـذْهـا ، وَضـَـعْ مكانَها ..
وِزارةَ الإعْــلامْ !

ساري111 22-12-2003 07:45 PM

" احتيـاط "

فُجعتْ بي زوجتي .. حين رأتني باسِما !
لطمتْ كفاً بكفٍّ ، واستجارتْ بالسما
قلت : لا تنزعجي .. إنّي بخيرٍ
لم يزل دائي مُعافى ، وانكساري سالِماً !
اطمئني .. كل شيءٍ فيَّ ما زالَ كما ..
لم أكنْ أقصدُ أن ابتسما
كنتُ أُجري لفمي بعض التَّمارين احتياطاً
ربُّما أفرحُ يوماً ... !!
رُبَّما !!

ساري111 22-12-2003 07:46 PM

" صـدمـة "

شعرتُ هذا اليوم بالصدمهْ
فعندما رأيتُ جاري قادماً
رفعتُ كفّي نحوهُ مُسَلِّمَاً
مكتفياً بالصمتِ والبسمهْ
لأنني أعلمُ أنَّ الصمت في أوطاننا حكمهْ
لكنهُ ردَّ عليَّ قائلاً :
عليكم السلام والرحمـهْ !!؟
ورغم هذا لم تسجلْ ضده تُهمهْ .!!
الحمدُ لله على النعمـهْ !!
مـنْ قالَ ماتتْ عنـدنا
حُريّــةُ الكلمـهْ ؟!

ساري111 22-12-2003 07:47 PM

" أسى وقهر "

قالَ ليَ الطبيبْ : خُذ نفساً
فكدتُ ـ من فرط اختناقي
بالأسى والقهر ـ أستجيبْ
لكنني خشيتُ أن يلمحني الرقيبْ
وقال : ممَّ تشتكي ؟
أردتُ أن أُجيبْ
لكنني خشيتُ أن يسمعني الرقيبْ
وعندما حيَّرتهُ بصمتيَ الرهيبْ
وجّه ضوءاً باهراً لمقلتي
حاولَ رفعَ هامتي لكنني خفضتها
ولذتُ بالنحيبْ
قلتُ له : معذرةً يا سيدي الطبيبْ
أودّ أن أرفعَ رأسي عالياً
لكنني أخافُ أنْ .. يحذفهُ الرقيبْ !

ساري111 22-12-2003 07:48 PM

" إهـانــة "

رأتِ الدولُ الكبرى
تبديلَ الأدوارْ
فأقرَّتْ إعفاءَ الوالي واقترحتْ تعيينَ حمارْ !
ولدى توقيعِ الإقرارْ
نهقتْ كُلُّ حميرِ الدُّنيا باستنكارْ :
نحنُ حميرَ الدُّنيا لا نرفضُ أن نتعبْ
أو أنْ نُركَبْ
أو أنْ نُضربْ
أو حتى أن نُصلبْ
لكنْ نرفضُ في إصرارْ
أنْ نغدو خدماً للإستعمارْ
إنَّ حموريَّتنا تأبى
أنْ يلحقَنا هذا العارْ !

ساري111 22-12-2003 07:49 PM

" صنائع النمل "

مئتا مليونِ نملهْ
أكلتْ في ساعةٍ جثةَ فيلْ
ولدينا مئتا مليونِ إنسانٍ
ينامونَ على قُبْحِ المَذَلَّهْ
ويُفيقونَ على الصبرِ الجميلْ
مارسوا الإنشاد جيلاً بعد جيلْ
ثمَّ خاضوا الحربَ
لكنْ .....
عجزوا عن قَتلِ نملهْ !!

ساري111 22-12-2003 07:50 PM

" الراقصة والسلطان "

في باحةِ قصرِ السُّلطانْ
راقصةٌ كغُصينِ البانْ
يفتلُها إيقاعُ الطبلهْ
( تِكْ تِكْ .. تِكْ تِكْ )
والسلطانُ التَّنبلُ
بينَ الحينِ وبينَ الحينِ
يُراودها .. ( ليسَ الآنْ )
ويراودها .. ( ليسَ الـ ....آآآنْ )
ويْرا ... ودها
فإذا انتصفَ الليلُ ، تَراختْ
وطواها بينَ الأحضانْ !
والحرّاسُ المنتشرون بكلِ مكانْ
سَدّوا ثَغَراتِ الحيطانْ
وأحاطوا جداً بالحفلهْ
كي لا يَخدِشَ إرهابيٌّ
أمْنَ الدَّولهْ !

ساري111 22-12-2003 07:51 PM

" المظلــوم "

جلـدُ حِـذائي يابِسٌ
بطـنُ حِـذائي ضيّـقٌ
لـونُ حِـذائي قاتِـمْ .
أشعُـرُ بي كأنّني ألبَسُ قلبَ الحاكِـمْ !
يعلـو صـريرُ كعْبـِهِ :
قُلْ غيرَها يا ظالِـمْ .
ليسَ لِهـذا الشيءِ قلـبٌ مطلَقـاً
أمّا أنـا .. فليسَ لي جرائـمْ .
بأيِّ شِـرعَـةٍ إذَنْ
يُمـدَحُ باسمـي
وَأنَـا أستقبِلُ الشّتائِـمْ ؟!


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.