حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أبيات شعر وطنية خالدة ( مميز ) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=71829)

ابن حوران 21-04-2009 03:23 PM

كفوا البكاء
كفوا البكاء على الطلول الهَمَد
ليس القضاء على البلاد بمعتدي
حتَام نربع فوق آثار عفت
والدهر يدعونا الى نعم الغد
متربصين وما لنا من حافز
متسكعين وما لنا من مُرشد
ونرى جموع الناهضين من الورى
يتسابقون الى المرام الأمجد
متدافعين مع الزمان تجددا
إن الزمان مَطِية المتجدد
أبني العراق ومصر إنا أمةٌ
قعدت من الأيام أسوأ مقعد
هيا نُجدد للبلاد شبابها
متكاتفين على الزمان الأنكد
إن فرق الإيمان بين جموعنا
فلساننا العربي خير موحدِ
مهلاً كِرام المسلمين فمنكمُ
يُرجى الورود الى حياضِ السؤددِ
لا تجعلوا " التقليد " يفرط عقدنا
فرجاؤنا عَبَثٌ إذا لم يُعقَدِ
قد كنتمُ أهل البلاد وإننا
كُنا كذلك في الزمان الأبعدِ
كُنتم وكُنا والبلاد بلادكم
وبلادنا فعلامَ لم نتوحدِ؟
وإلامَ يقتلنا التعصبُ عن عمىً
ويتيه فينا الجهل تيهَ السيدِ؟
دعني وشأني والذي أنا عابدٌ
وكما يشا إيمان قلبك فاعبدِ
إني أخوك وإن يكن إيماننا
في البعد ما بين الثرى والفرقدِ
ما كان نورك مرشدي في ظلمة
كلا ولا إيمان غيري مخلدي
لكن لي وطناً أُجلُ مقامهُ
وأعيذه من كل داء مُفْسدِ
وأرى جيوشاً زاحفاتٍ نحوه
لججا على لجج الخضم المزبدِ
زحفوا الى نيل العلاء فطأطأت
لهم الجبال وقال قائلها: اسجدي
يا شرقُ إنك جاهلٌ، ما حقروك
وإنما حقرت نفسك فارقدِ
فحسبت نفسك طينة منبوذةً
وحسبتهم من لؤلؤ أو عسجدِ
وكأنما هبطوا إليك من العُلى
حتى خررت بذلةِ المتعبدِ
تيهي بلادَ الغربِ إنا أُمةٌ
غير التخاذل والشقا لم نَعتدِ
هذي النفوس ضعيفةٌ ربيت على
ذل الضمير وربقة المستعبدِ
ربوا البنين على احترام بلادهم
فهم المرجى للحوادث في الغد
قولوا لهم إن البلاد جميلةٌ
شهدت لها الأعداء أم لم تشهدِ
حتام نصغر في عيون نفوسنا؟
وإلامَ نسعى كالسوام الشُرَدِ؟
إن تفعلوا فلقد يتم صلاحنا
أو لا ـ فما دستورنا بالمُسعدِ
المجدُ للفُعالِ في هذا الورى
والأرضُ مِلك الفارسِ المستأسدِ
من قصيدة للشاعر أنيس المقدسي. كاتب وشاعر لبناني (1885ـ 1977) من مؤلفاته: تطور الأساليب النثرية في الأدب العربي، وأمراء الشعر في العصر العباسي، والاتجاهات الأدبية في العالم العربي الحديث.

ابن حوران 08-05-2009 09:56 AM

في أميرٍ مُفْلِس

زال عنه إرث الزعامة إلا
خُيلاء في النفس واستكبارا

راح يدعو للعزم وهو جبانٌ
ثم يبدي من الجبان النفارا

ويقول: اقتلوا الضعيف ولكن
يحذر البيت إذ يرى فيه فارا

يأمرُ الشعب أن يثور ولكن
كلما الشعب ثار ولى فرارا

وهو يبدي آراءه في القضايا
كزعيم فلا يرى أنصارا

قد تردى قميصه وهو بالٍ
ذو شقوق وراح يكوي الإزارا

وتراه يدعو الرفاق مُلِحاً
كل ليلٍ أن يقصدوا الخَمَارا

يتعشى من نُقْلِهم كل ليلٍ
وبإحسانهم يَعُبُ العقارا

يقتفي الغانيات والكيس خالٍ
فإذا ما تبعنه يتوارى

لاعبٌ بالقمار من دون مالٍ
فإذا ما دعوه للدفع حارا

عائشٌ بالسؤال في الناس لكن
يسألُ الناسَ حاكما أمارا

عنده العار أن يجوع ولكن
لا يرى في سؤاله الناس عارا

وإذا ما دعاه للدفع ذو دَيْنٍ
رأى المَطْلَ منه والإنكارا

قائلا سوف أشتكيك وأبغي
شرفي إذ هتكت مني الوقارا

سُبَني إن أردت سراً وطالبْ
وتهدد واحذر طِلابي جَهارا

أنا في الناس عائشٌ باعتباري
ولقد كدتَ تَهتِك الاعتبارا

يتمشى قرب المسارح ليلا
وحشاه للبؤس تقدح نارا

ساخطاً حين يلمح النور فيها
هائجاً حين يسمع الأوتارا

وهنا يمنح الصعاليك عطفاً
لاعناً من قد أوجد الدينارا

يترجى الأقدار من دون إيمانٍ
فإن خاب يلعن الأقدارا

يترجى وهماً ويلعن وهماً
فترى فيه مؤمناً كفارا

ولقد يدخل المسارح حيناً
كأميرٍ فيخرجوه اضطرارا

وإذا ما دعاه للرشد داعٍ
عله يتركُ الطِلا والقمارا

قال: إما الحياة أبلغ فيها
واجباتِ الصبا أو الانتحارا

للشاعر العراقي: أحمد الصافي النجفي (1897ـ 1977)

ابن حوران 20-05-2009 11:54 AM

أسلافنا عرفوا الوِفاق ووحدوا
باسم العروبة والحنيف، لواءَ

وبنوا صروح المَكرمات عتيدةً
وسموا، ونالوا العزة القعساءَ

وغدت حضارتهم مناراً ساطعاً
تُضفي على تلك العصور بهاءَ

يا ليت شعري والأماني جَمَةٌ
هل يستجيب لنا الزمان نداءَ

الوحدةُ الكبرى هي الهدف الذي
نسعى لنبلغه صباحَ مساءَ

سعياً بني الفُصحى فما من أمةٍ
تسعى، ولا تلقى الغداة جزاءَ

سعياً الى ضم الصفوف فإنه
بالجد يبلغُ رائدٌ ما شاءَ

سعيا لنقضي للعروبة حقَها
ونغالب النكبات والأرزاءَ

ونسير باسم الله صفاً واحداً
نبغي الفخار وننشدُ العلياءَ

ونخطُ بالتاريخ أروعَ صفحةٍ
ونعيد أياماً لنا غراءَ

شعبُ العروبةِ إن توحد شمله
وتقاسمَ السراءَ والضراءَ

أضحى وحيد الشرقِ في عليائه
وأعاد عصراً لامعاً وضاءَ

من قصيدة للشاعر البحراني عبد الرحمن المعاودة (1911ـ 1996)

ابن حوران 12-06-2009 09:55 AM

لو أننا نبصقُ في قلوبنا
في أعينِ المُقَنَعِين
والعُورِ والمُمثلين

على مسارح الدماء والجريمة
ونرفضُ المُخرج والحوار والهزيمة
لاحترقت أقفية المُمثلين
واضطجعت رؤوسنا على مخدة السكينة

من قصيدة للشاعر البحراني عبد الحميد القائد، صاحب ديوان (عاشق في زمن العطش) وديوان (وصخب الهمس) وديوان (غربة البنفسج)

ابن حوران 28-06-2009 08:06 AM

أنا لا أبكي الشهيد

مصر لا تبدأ من مصر القريبة
إنها تبدأ من أحجار (طِيبة)

إنها تبدأ منذ انطبعت
قدمُ الماءِ على الأرض الجديبة

ثوبها الأخضر لا يبلى إذا
خلعته... رفت الشمس ثقوبه

إنها ليست عصوراً فهي الكل في
الواحد، في الذات الرحيبة

أرضها لا تعرف الموت فما
الموت إلا عودةٌ أخرى قريبة

تعبر القطرة في النيل فمِن
حولها الرقص وأعياد الخصوبة

فإذا البحر طواها نفرت
واسترد الماءُ في الوادي دُروبه

وأعاد الماء للنيل هُروبَه
واسترد الماء في مصر العذوبة

فسقى النيل بهِ ـ ثانيةً ـ
ظمأ البحر إذا ما مدَ كُوبَه

هكذا شعبكِ يا مصر له
دورة الماء ونجواه الرطيبة

مات فيه الموت يوما فابتنى
هَرَما للموت يستجلي غيوبه

أبداً يبني ويأتي غيره
ناشراً فيه أساه وحروبه

فإذا راح ابتنى ثم ابتنى
فانثنى الغازي إليه بالعقوبة!

وكأن الذُلَ في الشعب ضريبة
وابتسام الصبر قد صار ذنوبه

وكأن الدمَ نِيلٌ آخرٌ
تستقي منه الرمال المستطيبة

كل أبنائكِ يا مصر مَضوا
شهداء الغدِ في نُبْلٍ وطيبة

الذي لم يقضِ في الحرب قضى
وهو يُعطي الفأس والغرسَ وجِيبه

والذي لم يقضِ في الفأس قضى
حاملاً أحجار أسوان الرهيبة

اسمعي في الليل أناتِ الأسى
اسمعي حزن المواويل الكئيبة

إنها أسماء من ماتوا ولم
يبرحوا القلب فقد صاروا نُدوبه

سيعودون فلا تبكي فما
يرتضي المحبوب أن تبكي الحبيبة

أتُرى تبكين من مات .. لكي
تستعيدي راية الفكر السليبة

والذي مات لكي ينفث في
كل قلبٍ ناشئٍ حرف العروبة

ولكي يحتضن الطفل حقيبة
ولكي تقتات بالعلم الشبيبة

ولكي يهوي حجاب الخوف عن
روح ربات الحجال المستريبة

ولكي يُرفع سيف العدل في
وجه أبناء المماليك الغريبة

والذي لولاه ما مرت لنا
ـ في عبور النار للحرب ـ كتيبة

أتُرى تبكين يا مصر؟ أنا
لستُ أبكيه وإن كنتُ ربيبه

شرف الأبناء أن يمضي أبٌ
بعد أن قدم للمجد نصيبه

شرفٌ للأب أن يمضي فلا
تعتري أبناءَه الروح الزغيبة

إنما يبكي ضعاف الناس إن
عجزوا أن يدركوا حجم المصيبة

قصيدة للشاعر المصري أمل دُنْقُل: 1940ـ 1982


ابن حوران 15-07-2009 11:38 AM

من وحي الهزيمة

رمل سيناء قبرُنا المحفورُ
وعلى القبر منكرٌ ونكيرُ

كِبرياءُ الصحراءِ مرغها الذلُ
فغاب الضحى وغار الزئيرُ

أيها المستعير ألف عتادٍ
لأَعَادِيك كلُ ما تستعيرُ

هُزِم الحاكمون ـ والشعبُ في
الأصفاد، فالحكمُ وحده المكسورُ

أين مسرى البُراق، والقدس والمهدُ
وبيت مُقَدسٌ معمورُ؟

لم يُرتل فرآن أحمدَ فيه
ويُزار المبكى ويُتلى الزبور

طُوي المصحف الكريم، وراحت
تتشاكى آياته والسطورُ

تُستبى المدن والقرى هاتفاتٍ
أين .. أين الرشيدُ والمنصورُ!

يا لذل الإسلامِ والقدسُ نهبٌ
هُتِكت أرضه فأين الغيورُ

قد تطول الأعمار لا مجد فيها
ويضم الأمجادَ يومٌ قصيرُ

أنا حزنٌ يمر في كل بابٍ
سائلٌ مُثْقَلُ الخُطى منهورُ

طردتني الأكواخُ، والبؤسُ قُرْبى
وتعالت على شقائي القصورُ

نقلتني الصحراءُ حينا... وحينا
نقلتني الى الشعوب البحور

حاملا محنة الخيامِ، فَتَزْوَرُ
وجوهٌ عني وتُغلقُ دورُ!

الخيام الممزقات وأمٌ
في الزوايا وكِسْرَةٌ وحصيرُ

وفتاةٌ أذلها العريُ والجوعُ
ويلهو بالرمل طفل صغير

هيئةٌ*1 للشعوب تمعن في الذنب
ولا توبة ولا تكفيرُ

شارك القومُ كلهم في أذانا
ومن القومِ غُيَبٌ وحضورُ

من قوانينها المداراة للظلم
ومنها التغريب والتهجيرُ

ويُقام الدستورُ، أضحوكة الساخر
منا ويوأد الدستور

كل علمٍ يغزو النجوم ويغزو
بالمنايا الشعوبَ علمٌ حقيرُ

لن يعيشَ الغازي وفي الأنفس
الحقدُ عليه، وفي النفوس السعير

يحرق المدن، والعذارى سبايا
وصغيرٌ لذبحه وكبيرُ

دينه الحرقُ والإبادة والحقدُ
وشتم الأعراضِ والتشهيرُ

صَوَرته التوراة بالفتك والتدميرِ
حتى ليفزع التصويرُ

من طباعِ الحروبِ كرٌ وفرٌ
والمُجَلَي هو الشجاع الصبورُ

وإذا رفتِ الغصونُ اخضرارا
فالذي أبدعَ الغصونَ الجذورُ

من قصيدة تحوي 163 بيتاً للشاعر السوري (بدوي الجبل: محمد سليمان الأحمد)


ابن حوران 14-08-2009 07:26 PM

ثلاث قصائد لفلسطين

ثلاث قصائد للشاعر الفلسطيني عبد الكريم السبعاوي (1942ـ ...)، وقصائده هذه تستوحي تاريخ فلسطين في بعض حكايات التوراة.
وليس للقارئ إلا أن يتأمل هذه الصور التاريخية المشحونة بالعبر.
ـ 1 ـ

ويكرزون بالبشارة
وهم في عشائه الأخير
وقبل أن يسير
مجرجرا صليبه على طريق الشوك والحجارة
تحلقوا عليه
وأقسموا بأنهم قد آمنوا به وأسلموا إليه
وعاهدوه
لكنهم تثاقلت عيونهم وناموا
وخلفوه
ووحده اكتأب
وعاقر الكأس التي يعافها
أحس برد الموت في دمه
وشال طعم الحزن في فمه
وقبل أن يلوح فجرٌ
واحد وشى به
وواحدٌ أنكره
والآخرون فروا

ـ 2 ـ

هابيل على كتفي ما أثقله
هم قتلوه ولكني أنا أحمله
وأجوب بجثته الطرقات
وأولول، أندبُ أصرخ، هابيل مات
هابيل يا حزني يا قدري الأسود
لم أقتلك ولم أهو على رأسك بالحجر الجلمد
لم أفعل ما يفعل الطير بجثمان أخيه
أعوام وأنا أضرب في التيه
وأنت على كتفي كاللعنة
كالأفعى تتمدد جثتك العفنة
كم عام مر وأنت قتيل
نتنت جُثتك وجف دمك
وتساقط لحمك يا هابيل
يا ويلي لو حاولت الرفض
لو ثُرْتُ على قدري ونبشتُ الأرض
كي ألقيك
تتشبث بي جثتك المهترئة
تُنْشِبُ في عُنُقي الأظفار
وتدمدم يا للعار
تلقيني وتفر!!
مَنْ لي غيرك
لا تقوى لا تجسرُ أكتاف الغير
على حملي لو خطوات

ـ 3 ـ

أيوب استوفى الوعد
وقضى المكتوب عليه
أن يقتات الدودُ يديه
أن يشرب عينيه
أن تُلقى جُثته فوق الشاطئ وعداً للغربان
وعصابات الطير
يا أيوب الخير
أبداً لا تتمرد لا تقنط لا تغضب
نَخَلَ الدودُ اللحم وأنشب في العَظم المخلب
وجنين الصبر بأعماقك شاخ، احدودب
وتقيح حتى رمل الشاطئ تحتك يا أيوب
حتى الريح على صهوات الموج تلوب
من عفن جروحك
تتساءل ماذا بعد؟
استوفى أيوب الوعد
وقضى المكتوب!

ابن حوران 13-09-2009 12:55 PM

أخي جاوز الظالمون المدى

أخي، جاوز الظالمون المـدى
فحقَّ الجهادُ، وحقَّالفـِدا

أنتركهُمْ يغصبونَ العُروبــةَ
مجد الأبوَّةِوالســـؤددا؟

وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السيـوفِ
يُجيبونَصوتًا لنا أو صدى

فجرِّدْ حسامَكَ من غمــــدِهِ
فليسلهُ، بعدُ، أن يُغمـدا

أخي، أيهـــا العربيُّ الأبيّ
أرى اليوم موعدنا لا الغـدا


أخي، أقبل الشرقُ فيأمــةٍ
تردُّ الضلال وتُحيي الهُـدى


أخي، إنّ فيالقدسِ أختًا لنـا
أعدَّ لها الذابحون المُــدى


صبرناعلى غدْرِهم قادرينــــــا
و كنا لَهُمْ قدرًامُرصــدًا


طلعْنا عليهم طلوع المنــونِ
فطاروا هباءً،وصاروا سُدى


أخي، قُمْ إلى قبلة المشرقيْـــــن ِ
لنحمي الكنيسة والمسجـدا



أخي، قُمْ إليها نشقُّ الغمـــــار
دمًا قانيًا و لظى مرعــدا

أخي، ظمئتْ للقتالالسيوفُ
فأوردْ شَباها الدم المُصعـدا


أخي، إن جرى فيثراها دمي
وشبَّ الضرام بها موقــدا

ففتِّشْ علىمهجــــــــــــــةٍ حُرَّة
أبَتْ أن يَمُرَّ عليهاالعِــدا



وَخُذْ راية الحق من قبضــةٍ
جلاها الوَغَى، ونماها النَّدى

وقبِّل شهيدًا على أرضهــــــــا
دعاباسمها الله و استشهـدا

فلسطينُ يفدي حِمـاكِالشبابُ
وجلّ الفدائي و المُفتــــــدى

فلسطين تحميكِمنا الصـدورُ
فإمًا الحياة و إمـــــا الرَّدى

قصيدة للشاعر المهندس علي محمود طه (1901ـ 1949م) غناها محمد عبد الوهاب ورددتها الحناجر حتى ملت الترديد

ابن حوران 16-10-2009 08:02 AM

عمر المختار لأحمد شوقي



رَكَـزُوا رُفـاتَكَ فـي الرّمـال لِـواءَ
يَســتنهضُ الـوادي صبـاحَ مَسـاءَ


يـا وَيْحَـهم! نصبـوا مَنـارًا مـن دمٍ
تُوحِــي إِلـى جـيل الغـدِ البَغْضـاءَ

مـا ضـرَّ لـو جَـعلوا العَلاقَة في غدٍ
بيــن الشــعوب مَــوَدَّةً وإِخـاءَ؟

جُـرْحٌ يَصيـحُ عـلى المدَى, وضَحِيَّةٌ
تتلمَّسُ الحريَّـــــةَ الحــــمراءَ

يا أَيُّهــا الســيفُ المجــرَّدُ بـالفَلا
يكسـو السـيوفَ عـلى الزمان مَضاءَ

تلــك الصحـارى غِمْـدُ كـلِّ مُهَنِّـدٍ
أَبْــلَى فأَحســنَ فـي العـدوِّ بَـلاءَ

وقبــورُ مَـوْتَى مـن شـبابِ أُمَيَّـةٍ
وكهــولِهم لــم يبْرَحُــوا أَحيـاءَ

لــو لاذَ بــالجوزاءِ منهـم معقِـل
دخــلوا عــلى أَبراجِهـا الجـوزاءَ

فتحــوا الشَّــمالَ: سُـهولَهُ وجبالَـهُ
وتوغَّلــوا, فاســتعمروا الخـضراءَ

وبَنَــوْا حضـارتَهم, فطَـاوَلَ ركنُهـا
(دَارَ الســلامِ), و(جِــلَّقَ) الشَّـمّاءَ

خُـيِّرْتَ فـاخْتَرْتَ المبيـتَ على الطَّوَى
لــم تَبْــنِ جاهًــا, أَو تَلُـمَّ ثَـراءَ

إِنَّ البطولــةَ أَن تمـوتَ مـن الظَّمـا
ليس البطولـــةُ أَن تَعُــبَّ المــاءَ

إِفريقِيــا مَهْــدُ الأُســودِ ولَحْدُهـا
ضجَّــتْ عليــكَ أَراجـلاً ونسـاءَ

والمسـلمون عـلى اخـتلافِ ديـارِهم
لا يملِكـون مـعَ الـمُصَـابِ عَـزاءَ

والجاهليــةُ مــن وَراءِ قُبــورِهم
يبكــون زَيْــدَ الخــيل والفَلْحـاءَ

فــي ذِمَّــة اللـهِ الكـريمِ وحفظِـه
جَسَــدٌ (ببرْقة) وُسِّــدَ الصحــراءَ

لـم تُبْـقِ منـه رَحَـى الوقـائِع أَعظُمًا
تَبْــلَى, ولــم تُبْـقِ الرِّمـاحُ دِمـاءَ

كَرُفــاتِ نَسْــرٍ أَو بَقِيَّــةِ ضَيْغَـمٍ
باتـــا وراءَ السَّـــافياتِ هَبــاءَ

بطـلُ البَـداوةِ لـم يكـن يَغْـزو على
"تَنْكٍ", ولــم يَـكُ يـركبُ الأَجـواءَ

لكــنْ أَخـو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِهـا
وأَدَارَ مـــن أَعرافهــا الهيجــاءَ

لَبَّــى قضـاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ
لــم تخْــشَ إِلاَّ للســماءِ قَضـاءَ

وافــاهُ مَرْفــوعَ الجــبينِ كأَنــه
سُــقْراطُ جَــرَّ إِلـى القُضـاةِ رِداءَ

شَــيْخٌ تَمــالَكَ سِــنَّهُ لـم ينفجـرْ
كـالطفل مـن خـوفِ العِقـابِ بُكـاءَ

وأَخــو أُمـورٍ عـاشَ فـي سَـرَّائها
فتغـــيَّرَتْ, فتـــوقَّع الضَّــراءَ


الأُسْـدُ تـزأَرُ فـي الحـديدِ ولـن ترى
فـي السِّـجنِ ضِرْغامًـا بكى اسْتِخْذاءَ

وأَتــى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْـلَ حَـديدِهِ
أَسَـــدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّــةً رَقْطــاءَ

عَضَّــتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلـم يَنُـؤْ
ومَشَــتْ بهَيْكلــه السّــنون فنـاءَ

تِسْـعُونَ لـو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ شـاهقٍ
لترجَّـــلَتْ هَضَباتُـــه إِعيـــاءَ

خَـفِيَتْ عـن القـاضي, وفات نَصِيبُها
مــن رِفْــق جُــنْدٍ قـادةً نُبَـلاءَ

والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ
عَــرَفَ الجُــدودَ, وأَدرَكَ الآبــاءَ

دفعــوا إِلـى الجـلاَّدِ أَغلَـبَ مـاجدًا
يأْسُــو الجِـراحَ, ويُطلِـق الأُسَـراءَ

ويُشــاطرُ الأَقــرانَ ذُخْـرَ سِـلاحِهِ
ويَصُــفُّ حَــوْلَ خِوانِـه الأَعـداءَ

وتخــيَّروا الحــبلَ المَهيــنَ مَنيّـةً
للَّيْــثِ يلفِــظ حَوْلَــهُ الحَوْبــاءَ

حَـرموا الممـاتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا
مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْـلاءَ

إِنـي رأَيـتُ يَـدَ الحضـارةِ أُولِعَـتْ
بـــالحقِّ هَدْمــا تــارةً وبِنــاءَ

شـرَعَتْ حُـقوقَ النـاسِ فـي أَوطانِهم
إِلاَّ أُبـــاةَ الضَّيْـــمِ والضُّعَفــاءَ

يــا أَيُّهَـا الشـعبُ القـريبُ, أَسـامعٌ
فـأَصوغَ فـي عُمَـرَ الشَّـهِيدِ رِثاءَ؟

أَم أَلْجَـمَتْ فـاكَ الخُـطوبُ وحَـرَّمت
أُذنَيْــكَ حـينَ تُخـاطِبُ الإِصْغـاءَ؟

ذهــب الـزعيمُ وأَنـتَ بـاقٍ خـالدٌ
فــانقُد رِجـالَك, واخْـتَرِ الزُّعَمـاءَ

وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكـاليفِ الـوَغَى
واحْــمِلْ عــلى فِتْيـانِكَ الأَعْبـاءَ

ابن حوران 20-11-2009 07:37 AM

أصبح الصبح



ولا السجن ولا السجان باقي

واذا الفجر جناحان يرفان عليك

واذا الحزن الذي كحل تلك المآقي

والذي شد وثاقا لوثاق

والذي بعثرنا في كل وادي

فرحة نابعة من كل قلب يابلادي







أصبح الصبح

وها نحن مع النور التقينا

التقى جيل البطولات

بجيل التضحيات

التقى كل شهيد

قهر الظلم ومات

بشهيد لم يزل يبذر في الأرض

بذور الذكريات

أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا

بالذي اصبح شمسا في يدينا

وغناء عاطرا تعدو به الريح

فتختال الهوينى

من كل قلب يا بلادي

فرحة نابعة من كل قلب يابلادي



للشاعر السوداني محمد الفيتوري: ولد عام 1936


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.