حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أحمد مطر (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=17419)

ساري111 23-12-2003 02:32 AM

" البكاء الأبيض "

كنت طفلاً عندما كان أبي
يعمل جندياً بجـيش العاطلين !!
لم يكن عندي خدين…
قيل لي أن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه والثاني سجين !
لكن الدمعة في عين أبي سر دفين…!
كان رغم الخفض مرفوع الجبين…!!
غير أني فجأة شاهدته
يبكي بكاء الثاكلين !!؟
قلت: ماذا يا أبي؟!
رد بصوت لا يبين:
ولدي…مات أمير المؤمنين…
نازعتني حيرتي!!!…
قلت لنفسي: يا ترى هل موته
ليس كموت الآخرين؟!!
كيف يبكيه أبي الآن
ولم يبك الضحايا الأقربين؟؟!!
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني كنت أبي منذ سنين
كنت طفلا…لم أكن أفهم
ما معنى بكاء الفرحين !!

ساري111 23-12-2003 02:33 AM

" اللقيط "

رئيسنا كان صغيراً وانفقد…
فانتاب أمه الكمد…
وانطلقت ذاهلة تبحث في كل البلد…
قيل لها : لا تجزعي فلن يضل للأبد…
إن كان مفقودك هذا طاهراً وابن حلال
…فسيلقاه أحد…
صاحـت: إذن…ضاع الولـد !!

ساري111 23-12-2003 02:34 AM

" عباس فوق العادة "

في حملة الإبادة (عباس)
كان كتلة قوة من الإرادة…
هد الخصوم بيته
واغتصبوا زوجته وأعدموا أولاده…
لم يكسروا عناده…
قال لهم : لي زوجة ثانية ولادة…!!!

ساري111 23-12-2003 02:34 AM

" مفـتـرق "

يولد الناس جميعاً أبرياء
فإذا ما دخلوا مختبر الدنيا
رماهم وفق مرماهم
بأرحام النساء في اتجاهين
فإما أن يكونوا مستقيمين…
وإما أن يكونوا رؤساء!!

ساري111 23-12-2003 02:34 AM

" ديوان المسائـل "

إن كان الغرب هو الحامي
فلماذا نبتاع سلاحه ؟
وإذا كان عدواً شرساً
فلماذا ندخله الساحة ؟!!
إن كان البترول رخيصاً
فلماذا نقعد في الظلمة ؟
وإذا كان ثميناً جداً فلماذا لا نجد اللقمة ؟!
إن كان الحاكم مسئولاً فلماذا يرفض أن يسأل ؟
وإذا كان سمو إلهٍ فلماذا يسموا للأسفل ؟
إن كان لدولتنا وزن فلماذا تهزمها نملة ؟
وإذا كانت عفطة عنز فلماذا ندعوها دولة ؟
ٍإن كان الثوري نظيفاً فلماذا تتسخ الثورة ؟
وإذا كان وسيلة بول فلماذا نحترم العورة ؟
إن كان لدى الحاكم شعور فلماذا يخشى الأشعار ؟
وإذا كان بلا إحساس فلماذا نعنو لحمار ؟
إن كان الليل له صبح فلماذا تبقى الظلمات ؟
وإذا كان يخلف ليلاً فلماذا يمحو الكلمات ؟
إن كان الوضع طبيعياً فلماذا نهوى التطبيع ؟
وإذا كان رهين الفوضى فلماذا نمشي كقطيع ؟
إن كان الحاكم مخصياً فلماذا يغضبه قولي ؟
وإذا كان شريفاً حراً فلماذا لا يصبح مثلي ؟
إن كان لأمريكا عهر فلماذا تلقى التبريكا ؟
وإذا كان لديها شرف فلماذا تدعى أمريكا ؟
إن كان الشيطان رجيماً فلماذا نمنحه السلطة ؟
وإذا كان ملاكاً براً فلماذا تحرسه الشرطة ؟
إن كنت بلا ذرة عقل فلماذا أسئل عن هذا ؟
وإذا كان برأسي عقل فلماذا (إن كان…لماذا) ؟!!

ساري111 23-12-2003 02:35 AM

" الرمضاء والنار "

* ذلك المسعور ماضٍ في اقتـفائي
صن حيائي…يا أخي أرجوك…
لا تقطع رجائي…صن حيائي…!!
* أنا يا سيدتي ؟!!
لكنني لص .. وسفاك دماءِ!!
* فلتكن مهما تكن ليس مهماً…
إن شرطياً ورائي!!!

ساري111 23-12-2003 02:36 AM

" افـتـراء "

* شعب أمريكا غبي…
* كف عن هذا الهراء…
لا تدع للحقد أن يبلغ حد الإفتراء…
قل بهذا الشعب ما شئت…
ولكن لا تقل عنه غبياً
أيقولون غبياً للغباء؟!

ساري111 23-12-2003 02:36 AM

" ناقص الأوصاف "

نزعم أننا بشر لكننا خراف
ليس تماماً…
إنما في ظاهر الأوصاف…
نقاد مثلها ؟ نعم…
نذعن مثلها ؟ نعم…
نذبح مثلها ؟ نعم…
تلـك طبيعة الغنم…
لكن…يظل بيننا وبينها اختلاف…
نحن بلا أردية…
وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف!
نحن بلا أحذية
وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف!
وهي لقاء ذلها…تثغو ولا تخاف…
ونحن حتى صمتـنا من صوته يخاف!!
وهي قبيل ذبحها تفوز بالأعلاف…
ونحن حتى جوعنا يحيا على الكفاف!!
هل نستحق يا ترى
تسمية الخراف..؟؟!!

ساري111 23-12-2003 02:36 AM

" إلـحــاح "

* ما تهمتي؟
- تهمتك العروبة…
* قلت لكم ما تهمتي ؟؟
- قلنا لك…العروبة…
* يا ناس قولوا غيرها !
أسألكم عن تهمتي
ليس عن العقوبة!!

ساري111 23-12-2003 02:37 AM

" ما أصعب الـكلام "

شكراً على التأبين والإطراء
يا معشر الخطباء
والشعراء شكراً على ما ضاع
من أوقاتكم في غمرة التدبيج والإنشاء
وعلى مداد كان يكفي بعضه
أن يغرق الظلماء بالظلماء
وعلى دموع لو جرت في البيد
لانحلت وسار الماء فوق الماء
وعواطف يغدوا على أعتابها
مجنون ليلى أعقل العقلاء
وشجاعة باسم القتيل مشيرة
للقاتلين بغير ما أسماء
شكراً لكم شكراً وعفواً إن أنا
أقلعت عن صوتي وعن إصغاءِ
عفواً…فلا الطاووس في جلدي
ولا تعلو لساني لهجة الببغاء
عفواً…فإنني إن رثيت فإنما
أرثي بفاتحة الكتاب رثائي
عفواً…فإني ميت يا أيها الموتى
وناجي آخر الأحياء
ناجي العلي لقد نجوت بقدرة
من عارنا وعلوت للعلياءِ
إصعد فموطنك السماء وخلنا
في الأرض إن الأرض للجبناء
للموثقين على الرباط رباطنا
والصانعين النصر في صنعاء
ممن يرصون الصكوك بزحفهم
ويناضلون براية بيضاء
ويسافحون قضية من صلبهم
ويصافحون عداوة الأعداء
ويخلفون هزيمة لم يعترف أحد بها
من كثرة الآباء
إصعد فموطنك المرجى مخفر
متعدد اللهجات والأزياء
للشرطة الخصيان أو للشرطة الثوار
أو للشرطة الأدباء
أهل الكروش القابضين على القروش
من العروش لقتل كل فدائي
الهاربين من الخنادق للفنادق في حمى العملاء
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحرباء
المعلنين من القصور قصورنا
واللاقطين عطية اللقطاء
إصعد فهذه الأرض بيت دعارة
فيها البقاء معلق ببغاء
من لم يمت بالسيف مات بطلقة
من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تفارق أمة
ليست سوى خطأ من الأخطاء
رمل تداخل بعضه في بعضه
حتى غدا كالصخرة الصماء
لا الريح ترفعها إلى الأعلى
ولا النيران تمنعها من الإغفاء
فمدامع تبكيك لو هي أدركت
لبكت على حدقاتها العمياء
ومطابع ترثيك لو هي أنصفت
لرثت صحافة أهلها الأجراء
تلك التي فتحت لنعيك صدرها
وتفننت بروائع الإنشاء
لكنها لم تمتلك شرفاً لكي ترضى
بنشر رسومك العذراء
ونعتك من قبل الممات وأغلقت
باب الرجاء بأوجه القراء
وجوامع صلت عليك لو أنها صدقت
لقربت الجهاد النائي
ولأعلنت باسم الشريعة كفرها
بشرائع الأمراء والرؤساء
ولسائلتهم : أيهم قد جاء منتخباً لنا
بـإرادة البسطاء؟
ولسائلتهم : كيف قد بلغوا الغنى
وبلادنا تكتظ بالفقراء؟
ولمن يرصون السلاح وحربهم حب
وهم في خدمة الأعداء؟
وبأي أرض يحكمون وأرضنا
لم يتركوا منها سوى الأسماء؟
وبأي شعب يحكمون وشعبنا
متشعب بالقتل والإقصاء؟
يحيا غريب الدار في أوطانه
ومطارداً بمواطن الغرباء
لكنما يبقى الكلام محرراً
إن دار فوق الألسن الخرساء
ويظل إطلاق العويل محللاً
ما لم يمس بحرمة الخلفاء
ويظل ذكرك بالصحيفة جائزاً
مادام وسط مساحة سوداء
ويظل رأسك عالياً
مادمت فوق النعش محمولاً إلى الغبراء
وتظل تحت الزفت كل طباعنا
مادام هذا النفط في الصحراء
القاتل المأجور وجه أسود
يخفي مئات الأوجه الصفراء
هي أوجه أعجازها منها استحت
والخزي غطاها على استحياء
لمثقف أوراقه رزم الصكوك
وحبره فيها دم الشهداء
ولكاتب أقلامه مشدودةً
بحبال جلالة الأمراء
ولناقد بالنقد يذبح ربه
ويبايع الشيطان بالإفتاء
ولشاعر يكتظ من عسل النعيم
على حساب مرارة البؤساء
ويجر عصمته لأبواب الخنا
ملفوفة بقصائد عصماء
ولثائر يرنو إلى الحرية
الحمراء عبر الليلة الحمراء
ويعوم في عرق النضال
ويحتسي أنخابه في صحة الأشلاء
ويكف عن ضغط الزناد مخافة
من عجز إصبعه لدى الإمضاء
ولحاكم إن دق نور الوعي ظلمته
شكا من شدة الضوضاء
وسعت أساطيل الغزاة بلاده
لكنها ضاقت على الآراء
ونفاك وهو مخمن على الردى
بك محدق فالنفي كالإفناء
الكل مشترك بقتلك إنما نابت
يد الجاني عن الشركاء
ناجي تحجرت الدموع بمحجري
وحشا نزيف النار لي أحشائي
لما هويت متحد الهوى
وهويت فيك موزع الأهواء
لم أبكِ لم أصمت ولم أنهض
ولم أرقد وكلي تاه في أجزائي
ففجيعتي بك أنني تحت الثرى
روحي ومن فوق الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميت حي ومحترق
أعد النار للإطفاء
برأت من ذنب الرثاء قريحتي
وعصمت شيطاني عن الإيحاء
وحلفت ألا أبتديك مودعاً
حتى أهيئ موعداً للقاء
سأبدل القلم الرقيق بخنجر
والأغنيات بطعنة نجلاء
وأمد رؤوس الحاكمين صحيفة
لقصائد سأخطها بحذاء
وأضم صوتك بذرة في خافقي
وأضمهم في غابة الأصداء
وألقن الأطفال أن عروشهم
زبد أقيم على أساس الماء
وألقن الأطفال أن جيوشهم
قطع من الديكور والأضواء
وألقن الأطفال أن قصورهم
مبنية بجماجم الضعفاء
وكنوزهم مسروقة بالعدل
واستقلالهم نوع من الإخصاء
سأظل أكتب في الهواء هجائهم
وأعيده بعواصف هوجاء
وليشتم المتلوثون شتائمي
وليستروا عوراتهم بردائي
وليطلق المستكبرون كلابهم
وليقطعوا عنقي بلا إبطاء
لو لم تعد في العمر إلا ساعة
لقضيتها بشتيمة الخلفاء
أنا لست أهجو الحاكمين
وإنما أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمن التأدب أن أقول لقاتلي
عذراً إذا جرحت يديك دمائي؟
أأقول للكلب العقور تأدباً
دغدغ بنابك يا أخي أشلائي؟
أأقول للقواد يا صديق
أو أدعو البغي بمريم العذراء؟
أأقول للمأبون حين ركوعه
حرماً وأمسح ظهره بثنائي؟
أأقول للص الذي يسطو
على كينونتي : شكراً على إلغائي؟
الحاكمون هم الكلاب
مع اعتذاري فالكلاب حفيظة لوفاء
وهم اللصوص القاتلون العاهرون
وكلهم عبد بلا استثناء
إن لم يكونوا ظالمين فمن ترى
ملأ البلاد برهبة وشقاء
إن لم يكونوا خائنين فكيف
ما زالت فلسطين لدى الأعداء
عشرون عاماً والبلاد رهينة
للمخبرين وحضرة الخبراء
عشرون عاماً والشعوب تفيق
من غفواتها لتصاب بالإغماء
عشرون عاماً والمواطن
ماله شغل سوى التصفيق للزعماء
عشرون عاماً والمفكر إن حكى
وهبت له طاقية الإخفاء
عشرون عاماً والسجون مدارس
منهاجها التنكيل بالسجناء
عشرون عاماً والقضاء منزهً
إلا من الأغراض والأهواء
فالدين معتقل بتهمة كونه
متطرفاً يدعوا إلى الضراء
والله في كل البلاد مطارد
لضلوعه بإثارة الغوغاء
عشرون عاماً والنظام هو النظام
مع اختلاف اللون والأسماء
تمضي به وتعيده دبابة
تستبدل العملاء بالعملاء
سرقوا حليب صغارنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء
هتكوا حيال نسائنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء
خنقوا بحرياتهم أنفاسنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء
وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء !!


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.