حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة السيـاسية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=11)
-   -   المثقف العربي.. والغزال والأرنب (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=83522)

ابن حوران 24-04-2010 10:59 PM

المثقف العربي.. والغزال والأرنب
 
المثقف العربي.. والغزال والأرنب

حظي المثقفون العرب، منذ بداية القرن العشرين على مكانة وهيبة لم يستطيعوا الاحتفاظ بها لوقت طويل. ومن يتذكر قصة الشاب اللبناني الطرابلسي (عمر الفاخوري) صاحب كتاب أو كُتيب (كيف ينهض العرب)، والذي استنفرت له القوات التركية، فاعتقلت وأعدمت من الشباب على هامش ما جاء فيه الكتاب من أفكار لرجل لم يكن يبلغ العشرين من عمره بعد.

لقد منح المواطنون لقب (أستاذ) لكل مثقف في الثلاثينات والأربعينات وحتى الستينات من القرن الماضي، فينهض له من كان يجلس في المقاهي عندما يمر من أمامهم، ويحتفي به الفلاحون إذا ما أُرسل لقراهم لتعليم أبنائهم، فيقدمون له السكن والطعام، ويشاورونه حتى في تقسيم الإرث فيما بين الوارثين. لقد كان المثقف (مشروع مُخَلِص) لهم فكانوا يبجلونه ويوقرونه ويعلقون عليه آمالهم.

في فترة انقلابات الأربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي، اكتشف المثقف معابر مصلحته، فكان إذا ضمن أن ذلك الانقلاب سيفيد مصلحته اصطف الى جانبه، وإن فاته لحظات الانقلاب الأولى فإن الوقت لم يفت للالتحاق بركب الانقلاب، فيسارع للمباركة بالانقلاب ونظم الشعر الغزلي والحماسي فيه، فيصبح من خيوط الهالة الثانية أو الثالثة وأحياناً يُرَفع للأولى مباشرة.

وعندما تحصنت الدول، وأصبح من الصعب نجاح الانقلاب عليها، اكتشف بعض المثقفين حيلة جديدة، وهي أن يُبلِغ السلطات عن محاولات انقلابية حقيقية أو وهمية، فهو بتبليغه ذلك سيحصل على مكافئته المضمونة، والتي قد تفوق ما سيناله لو نجح الانقلاب.

اكتشفت الحكومات العربية، مدى تهافت المثقفين للانضمام لدوائر رضاها، فقامت بتخفيض التسعيرة، فبعد أن كان يطالب المثقف بحرية كبيرة، وديمقراطية حقيقية، أخذ يكتفي بما تمنحه إياه الدولة دون تذمر.

أما الدولة، ففتحت باب الحريات، وتركت للناس أن يقولوا ما يريدون، ولكنها رفعت لهم شعار (تريد أرنب، خذ أرنب .. تريد غزالاً، خذ أرنب)!

اكتشف المواطن بفطرته عدم صلاحية المثقفين، ورضائهم بالأرنب بدل الغزال، وإن مر من جانبه مثقف، فإنه لن ينهض ليحييه، حتى وإن بادر المثقف بطرح التحية!

العنود النبطيه 25-04-2010 12:40 PM

اخي الغالي واستاذنا الكبير ابن حوران

اسعد الله صباحك وكل اوقاتك

المثقف العربي ظالم ومظلوم في آنٍ معاً
فهو ظالم عندما يرضى بالفتات ويتنازل عن ثقة وآمال الشعب به
ومظلوم حين تتم تصفيته عقليا وانسانيا في سبيل عدم كفايته ليقود الشعب

الشعوب العربية الان بحاجة الى من يقودها
وفي اعتقادي ان النخبة المثقفة هي المرشح الافضل لهذا الدور
ولكن تلك النخبة لا زال تشذيبها وتعديلها لازما
فهي لا تستطيع القيام بدور القيادة وهي ترضى بالارنب
وتترك الغزال
فالشعوب التي تحتاج الى الوعي والثقافة لتحررها من قيود الفقر والجهل
تحتاج ايضا الى نبراس علم ومعرفة وقوة حق لتكمل مسيرتها
ولتبحر في سبيل عزتها وشرفها وتحريرها من الاحتلال والاستعباد وايضا الجهل

المثقف العربي
عليه دور كبير
واحيانا يكون اكبر منه


اعذرني على خربشاتي يا ابن حوران
لكن في القلب الكثير يزفر رغبة في الانفجار


ابن حوران 06-05-2010 03:41 PM

الأخت الفاضلة العنود النبطية

ما وسمتيه بالخربشات، فيه من العمق المخبأ بالحيرة المفصحة عما يؤكد ما ذهبت إليه روح المقالة..

من يحاول زيارة منطقة سياحية في أوائل الربيع بسيارته، لأول مرة، سيمر بما يمر به كل مثقفٍ حقيقي، فهو تحدوه الرغبة لمعرفة منطقة هيئ إليه أنه أحب معرفة تضاريسها، لكنه كلما صعد بسيارته الى الأعلى يلف الضباب الفضاء ويتعذر عليه رؤية إشارات المرور بوضوح، وسيصل الى نقطة لا يعرف بعدها هل سيكون هناك منحدرٌ أو منعطف، فيتسمر بمكانه، متمنياً أنه لو لم يخوض تلك التجربة..

المثقف في عيون القراء، يجب أن يكون طهرياً، وطهريته تلك لا تقبل مساومة، فهي بنظرهم كالصيام، تفسده جرعة ماء حتى لو كانت درجات الحرارة فوق الخمسين.

ولكنهم إن شاءوا تبرئته، فعلوا، فيتذرعون بالمجاملات والواجب، وصعوبة الحياة والالتفات الى مستقبل العائلة.. لكن في النهاية لا تخلد تلك التبريريات مثقفاً تنازل عن بعض طهريته في سبيل تلك المبررات..

دائماً يفيض كرمكم علينا لنشعر بالنهاية بتقصيرنا

احترامي و تقديري


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.