حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أحمد مطر (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=17419)

ساري111 22-12-2003 07:52 PM

" قـلــم "

جَسَّ الطبيبُ خافقـي
وقال لي :
هل هاهُنا الألـمْ ؟
قلت له : نعم .
فشقّ بالمشرطِ جيب معطفي
وأخرجَ القلمْ !
هـزّ الطبيبُ رأسهُ .. ومالَ وابتسمْ
وقالَ لي :
ليسَ سوى قلمْ
فقلتُ : لا يا سيـدي
هذا يـدٌ .. وفـمْ
رصاصـةٌ .. ودمْ
وتهمـةٌ سافرةٌ ..تمشي بلا قـدمْ !

ساري111 22-12-2003 07:52 PM

" عـفـو عـام "

أُصْدِرَ عفوٌ عامْ... عنِ الذينَ أُعدموا
بشرطِ أن يُقدموا عريضةَ استرحامْ
مغسولة الأقدامْ
غرامة استهلاكهمْ لطاقةِ النظامْ
كفالة مقدارها خمسونَ ألف عامْ
تعهدٌ بأنهمْ ليسَ لهمْ أراملٌ ..
ولا لهم ثواكلٌ ولا لهم أيتامْ
شهادة التطعيم ضدَّ الجدري
قصيدة صينية للبحتري
خريطة واضحة لأثرِ الكلامْ
هذا ومنْ لم يلتزمْ بهذهِ الأحكامْ
يحكمُ بالإعدامْ !!!

ساري111 22-12-2003 07:53 PM

" دود الخـَـل "

شعبي مَجهولٌ مَعلومْ !
ليسَ لهُ معنىً مفهومْ .
يَتبنَّى أُغنيةَ البُلبُلِ ،
لكنْ .. يَتغنَّى بالبُومْ !
يَصرُخُ منْ آلامِ الحُمّى ..
وَيَلومُ صُراخَ المعدومْ !
يَشحذُ سيفَ الظَّالِمِ ، صُبْحا ً،
وَيُولْوِلْ ، لَيلاً : مَظلومْ .
يَعدو مِن قَدَرٍ مُحتَمَلٍ ..
يَدعو لِقَضاءٍ مَحتومْ !
يَنطِقُ صَمْتاً
كَيلا يُقْفَلْ !
يَحيا مَوتاً
كيلا يُقتلْ !
يَتحاشى أن يَدْعسَ لُغْماً
وهوَ منَ الدَّاخِلِ مَلغومْ !
قيلَ اهتِفْ للشَّعبِ الغالي .
فَهتَفتُ : يَعيشُ المَرحومْ !

ساري111 22-12-2003 07:54 PM

" جـنايــة "

وفجأةً ، يا سيدي ، توقفَ الإرسالْ .
وامتلأتْ صاَلتُنَا بأغلظِ الرجالْ .
صاحَ بهمْ رئيسُهُمْ : هذا هو الدَّجالْ .
شُدُّوهُ بالأغلالْ .
.. واعتقلوا تِلفازَنا !
قلتُ لَه : ماذا جَنى ؟!
حَدَّقَ بي وقالْ :
تِلفازُكمْ يا ابنَ الزِّنى
على النِّظامِ بَالْ !!

ساري111 22-12-2003 07:55 PM

" يقفز الرعب "

في يقظتي يقفز حولي الرعبْ…
في غفوتي يصحو بقلبي الرعبْ…
يحيط بي في منزلي
يرصدني في عملي يتبعني في الدربْ…
ففي بلاد العرب... كلّ خيالٍ بدعةٌ...
وكل فكرٍ جنحةٌ...
وكل صوت ذنبْ…
هربت للصحراء من مدينتي..
وفي الفضاء الرحبْ…
صرخت ملء القلبْ…
إلطف بنا يا ربنا من عملاء الغربْ…
إلطف بنا يا ربْ… سكتُّ…
فارتد الصدى .... خسأت يا ابن الكلبْ !!!

ساري111 22-12-2003 07:56 PM

" الـبـرئ "

حبسوه قبل أن يتهموه…
عذبوه قبل أن يستجوبوه…
أطفأوا سيجارةً في مقلته
عرضوا بعض التصاوير عليه:
قل… لمن هذي الوجوه ؟
قال: لا أبصر…
قصوا شفتيه
طلبوا منه اعترافا حول من قد جندوه…
و لما عجزوا أن ينطقوه شنقوه…
بعد شهرٍ… برّأوه… أدركوا أن الفتى
ليس هو المطلوب أصلاً بل أخوه…!؟
و مضوا نحو الأخ الثاني
و لكن… وجدوه…
ميتاً من شدة الحزن فلم يعتقلوه…!!

ساري111 22-12-2003 07:57 PM

" قلم المخفر "

عندي قلم ممتلئٌ يبحث عن دفتر !!
والدفتر يبحث عن شعر!
والشعر بأعماقي مضمر..
وضميري يبحث عن أمن ..
والأمن مقيم في المخفر ...
والمخفر يبحث عن قلم !
عندي قلم !!
وقع يا كلب على المحضر !!!

ساري111 22-12-2003 07:58 PM

" شـعـبـي "

قال: مالشيء الذي يهوي كما تهوي القدم ؟
قلت: شعبي…
قال: كلا… هو جلدٌ ما به لحمٌ و دم…
قلت: شعبي…
قال: كلاّ… هو ما تركبه كل الأمم…
قلت: شعبي…
قال: فكّر جيداً فيه
فمٌ من غير فمْ ولسان موثقٌ
لا يشتكي رغم الألم
قلت: شعبي…
قال: ما هذا الغباء ؟!
إنني أعني الحذاء !
قلت: مالفرق؟
هما في كل ما قلت سواء !
لم تقل لي أنه ذو قيمةٍ
أو أنه لم يتعرض للتهم.
لم تقل لي هو لو ضاق برِجلٍ
ورّم الرِجل و لم يشكو الورم.
لم تقل لي هو شيءٌ
لم يقل يوماً…(نعمْ) !

ساري111 22-12-2003 07:59 PM

" الكابوس "

* الكابوس أمامي قائم
- قمْ من نومكَ
* لست بنائم
- ليس، إذن، كابوساً هذا
بل أنت ترى وجه الحاكم

ساري111 22-12-2003 07:59 PM

" تـوظـيف "

نبح الكلب بمسئول شؤون العاملين:
سيدي إني حزين. هاك… خذ طالع مِلفي
قذرٌ من تحت رجليَّ إلى ما فوق كتفي
ليس عندي أي دين. لاهثٌ في كل حين.
بارعٌ في الشمّ و النبح و عقر الغافلين.
بطلٌ في سرعة العدو، خبيرٌ في اقتفاء الهاربين
فلماذا يا ترى لم يقبلوني في صفوف المخبرين ؟!
هتف المسئول: لكن فيك عيبان يسيئان إليهم
أنت يا هذا وفيٌ و أمين !

ساري111 22-12-2003 08:00 PM

" مراعي بلادي "

يتهادى في مراعيه القطيع
خلفه راعٍ، وفي أعقابه كلبٌ مطيع
مشهد يغفو بعيني ويصحو في فؤادي
هل أسميه بلادي ؟! أبلادي هكذا ؟
ذاك تشبيه فظيع ! ألف لا…
يأبى ضميري أن أساوي
عامداً بين وضيعٍ ورفيع
هاهنا الأبواب أبواب السماوات
هاهنا الأسوار أعشاب الربيع
وهنا يدرج راعٍ رائعٌ
في يده نايٌ وفي أعماقه لحنٌ بديع
وهنا كلبٌ وديع يطرد الذئب عن الشاة
ويحدو حَمَلاً كاد يضيع
وهنا الأغنام تثغو دون خوف
وهنا الآفاق ميراث الجميع. أبلادي هكذا ؟
كلاّ… فراعيها مريع. ومراعيها نجيع.
ولها سور وحول السور سور حوله سورٌ منيع !
وكلاب الصيد فيها تعقر الهمس
وتستجوب أحلام الرضيع !
وقطيع الناس يرجو لو غدا يوماً خرافا
إنما… لا يستطيع !

ساري111 22-12-2003 08:01 PM

" تـكافـل "

أم عبدالله ثاكل
مات عبدالله في السجن
وما أدخله فيه غير تقرير عادل
عادل خلّف مشروع يتيم
فلقد أُعدم والزوجة حامل.
جاء في تقرير فاضل:
أنه أغفل في تقريره بعض المسائل.
فاضل اغتيل.
ولم يترك سوى أرملة… ماتت
وفي آخر تقرير لها عنه ادعت
أن التقارير التي يرسلها… دون توابل كيف ماتت ؟
بنت عبدالله في التقرير قالت
أنها قد سمعت في بيتها صوت بلابل !
إنها جاسوسةٌ طبعاً…
وجاري فوضويٌ وشقيقي خائنٌ
وابني مثيرٌ للقلاقل ! سيموتون قريباً
حالما أرسل تقريري إلى الحزب المناضل.
وأنا ؟ بالطبعِ راحلْ. بعدهم… أو قبلهم
لا بد أن يرحمني غيري بتقرير مماثلْ.
نحن شعبٌ متكافلْ !

ساري111 22-12-2003 08:02 PM

" إبـاء "

في بيتنا
جذع حنى أيامه
وما انحنى.
فيه أنا !

ساري111 22-12-2003 08:03 PM

" حرية تعبير "

قال لزوجه: اسكتي.
وقال لابنه: انكتم.
صوتكما يجعلني مشوش التفكير.
لا تنبسا بكلمةٍ
أريد أن أكتب عن
حرية التعبير !

ساري111 22-12-2003 08:04 PM

" إبليس وخليلته "

طمأن إبليس خليلته:
لا تنزعجي يا باريس.
إن عذابي غير بئيس.
ماذا يفعل بي ربي في تلك الدار ؟
هل يدخلني ربي ناراً ؟ أنا من نار !
هل يبلسني ؟ أنا إبليس !
قالت: دع عنك التدليس
أعرف أن هراءك هذا للتنفيس.
هل يعجز ربك عن شيء ؟!
ماذا لو علمك الذوق،
وأعطاك براءة قديسْ
وحباك أرقّ أحاسيسْ
ثم دعاك بلا إنذارٍ…
أن تقرأ شعر أدونيس ؟!

ساري111 22-12-2003 08:05 PM

" الأقـفاص "

حدّث الصياد أسراب الحمام
قال: عندي قفصٌ
أسلاكه ريش نعام
سقفه من ذهب
والأرض شمعٌ ورخام
فيه أرجوحة ضوء مذهلة
وزهورٌ بالندى مغتسلة.
فيه ماءٌ وطعامٌ ومنام
فادخلي فيه وعيشي في سلام.
قالت الأسراب:
لكن به حرية معتقلة.
أيها الصياد شكراً…
تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة !
ثم طارت حرةً،
لكن أسراب الأنام
حينما حدثها بالسوء صياد النظام
دخلت في قفص الإذعان حتى الموت
… من أجل وسام !

ساري111 22-12-2003 08:06 PM

" المـلاك "

من هناك ؟
لا تخف.. إني ملاك.
اقترب حتى أرى…
لا، لن تراني
بل أنا وحدي أراك.
أيّ فخرٍ لك يا هذا بذاك ؟!
لست محتاجاً لأن تغدو ملاكاً
كي ترى من لا يراك.
عندنا مثلك آلاف سواك !
إن تكن منهم فقد نلت مناك
أنا معتادٌ على خفق خطاك
وأنا أسرع من يسقط سهواً في الشباك
وإذا كنت ملاكاً فبحق الله قل لي :
أيّ شيطان إلى أرض الشياطين هداك ؟!

ساري111 22-12-2003 08:07 PM

" أمــوات "

لن تموت .. لا لن تموت أمتي
مهما اكتوت بالنار والحديد.
لا… لن تموت أمتي
مهما ادعى المخدوع والبليد.
لا… لن تموت أمتي.. كيف تموت ؟
من رأى من قبل هذا ميتاً
يموت من جديد ؟

ساري111 22-12-2003 08:08 PM

" درس نحوي "

كتب الطالب:
حاكِمَنا مُكْتأباً يُمسي
وحزيناً لضياع القدس .
صاح الأستاذ به: كلاّ
إنك لم تستوعب درسي.
(إرفع) حاكمنا يا ولدي
وضع الهمزة فوق الكرسي.
هتف الطالب: هل تقصدني…
أم تقصد عنترة العبسي ؟!
أستوعبُ ماذا ؟! و لماذا ؟!
دع غيري يستوعب هذا
واتركني أستوعب نفسي.
هل درسك أغلى من رأسي ؟!

ساري111 22-12-2003 08:09 PM

" حـصـار "

وقاذفات الغرب فوقي
وحصار الغرب حولي
وكلاب الغرب دوني. ساعدوني
ما الذي يمكن أن أفعل كيلا يقتلوني ؟!
أأنبذ الإرهاب…؟
ملعونٌ أبو الإرهاب..
أخشى يا أخي أن يسمعوني!
أي إرهاب ؟!
فما عندي سلاح غير أسناني
ومنها جردوني !
لم تزل تؤمن بالإسلام
كلا… فالنصارى نصّروني
ثم لما اكتشفوا سر ختاني
هودوني ! واليهود اختبروني
ثم لما اكتشفوا طيبة قلبي
جعلوا ديني ديوني
أيّ إسلام ؟ أنا "نصرا يهوني"
لا يزال اسمك "طه"…
لا… لقد أصبحت "جوني" !
لم تزل عيناك سوداوين…
لا…بالعدسات الزرق أبدلت عيوني…
ربما سحنتك السمراء كلا… صبغوني
لنقل لحيتك الكثّة… كلا…
حلقوا لي الرأس واللحية و الشارب،
لا… بل نتفوا لي حاجب العين وأهداب الجفون !
عربيٌ أنت.
No, don't be Silly, they
ترجموني !
لم يزل فيك دم الأجداد !!
ما ذنبي أنا ؟
هل باختياري خلّفوني ؟
دمهم فيك هو المطلوب، لا أنت…
فما شأنك في هذي الشؤون ؟
قف بعيداً عنهما…
كيف، إذن، أضمن ألاّ يذبحوني ؟!
انتحر أو مُتْ أو استسلم لأنياب المنون ...!!

ساري111 22-12-2003 08:10 PM

" الألثغ يحتج "

قرأ الألثغ منشوراً ممتلئاً نقداً
أبدى للحاكم ما أبدى:
الحاكم علمنا درساً…
أن الحرية لا تُهدى بل… تُستجدى !
فانعم يا شعب بما أجدى.
أنت بفضل الحاكم حرٌ
أن تختار الشيء
وأن تختار الشيء الضدّا…
أن تصبح عبداً للحاكم
أو تصبح للحاكم عبدا !
وُجد الألثغ. مدهوساً بالصدفة… عمداً !

ساري111 22-12-2003 08:10 PM

" الـجـنـة "

قال: إلهي… إنني لم أحفظ السنة
ولم أقدم لغدي ما يدفع المحنة..
عصيت ألف مرة و خنت ألف مرة
وألف ألف مرةٍ وقعت في الفتنة.
لكنني… ومنك كل الفضل والمنّة
كنت بريئاً دائماً من حب أمريكا
ومن حب الذي يحب أمريكا
عليها وعلى آبائه اللعنة.
هل ليَ من شفاعةٍ ؟
قيل: ادخل الجنة !

ساري111 22-12-2003 08:11 PM

" خيـبر والمخفر "

قالت خيبر: شبران…
ولا تطلب أكثر.
لا تطمع في وطنٍ أكبر.
هذا يكفي…
الشرطة في الشبر الأيمن
والمسلخ في الشبر الأيسر.
إنا أعطيناك "المخفر" !
فتفرغ لحماسٍ وانحر.
إن القتل على أيديك سيغدو أيسر !

ساري111 22-12-2003 08:12 PM

" نصيحة بغل "

قال بغلٌ مستنير واعظاً بغلاً فتيا:
يا فتى أصغ إليّا…
إنما كان أبوك امرأ سوءٍ
وكذا أمك قد كانت بغيّا. أنت بغلٌ
يا فتى… والبغل نغلٌ فاحذر الظن
بأن الله قد سواك نبيّا.
يا فتى… أنت غبي
حكمة الله، لأمرٍ ما، أرادتك غبيّا
فاقبل النصح تكن بالنصح مرضياً رضيّا
أنت إن لم تستفد منه فلن تخسر شيّا.
يا فتى… من أجل أن تحمل أثقال الورى
صيرك الله قويّا. يا فتى…
فاحمل لهم أثقالهم مادمت حيّا
واستعذ من عقدة النقص
فلا تركل ضعيفاً حين تلقاه ذكيّا.
يا فتى… احفظ وصاياي تعش بغلاً،
وإلاّ ربما يمسخك الله رئيساً عربيّا !

ساري111 22-12-2003 08:13 PM

" حـوار وطـني "

دعوتني إلى حوار وطني…
كان الحوار ناجحاً…
أقنعتني بأنني أصلح من يحكمني.
رشحتني. قلت لعلّي هذه المرة لا أخدعني!!
لكنّي وجدت أنّني لم انتخبني إنما انتخبتني !
لم يرضني هذا الخداع العلني.
عارضتني سراً
وآليت على نفسي أن أسقطني !
لكنني قبل اختمار خطتي
وشيت بي إليّ
فاعتقلتني !
الحمد لله على كلٍّ شي
فلو كنت مكاني
ربّما أعدمتني !

ساري111 22-12-2003 08:14 PM

" فـتــوى "

يا أبا العينين…ما فتواك في هذا الغلام ؟
- هل دعا -في قلبه-يوماً إلى قلب النظام ؟ لا…
- هل جاهر بالتفكير أثناء الصيام ؟ لا…
- هل شوهد يوماً يمشي للأمام ؟ لا…
- إذن صلّى صلاة الشافعية. لا…
- إذن أنكر أنّ الأرض ليست كرويّة. لا…
- ألا يبدو مصاباً بالزكام ؟ لا…
- لنفرض أنه نام وفي النوم رأى حلماً
وفي الحلم أراد الابتسام.
- لم ينم منذ اعتقلناه… !!
- إذن… متهمٌ دون اتهام ؟
بدعةٌ واضحةٌ مثل الظلام.
- اقطعوا لي رأسه!!
- لكنه قام يصلي ؟
- هل سنلغي الشرع من أجل صلاة ابن الحرام ؟!
- كل شيء وله شيء تمام.
صدرت فتوى الإمام: (يقطع الرأس)
وتبقى جثة الوغد تصلي
آه… يا للي. والسلام !

ساري111 22-12-2003 08:15 PM

" حبسة صوت "

اختفى صوتي فراجعت طبيبي في الخفاء.
قال لي: ما فيك داء.
حبسة في الصوت لا أكثر…
أدعوك لأن تدعو عليها بالبقاء !
قدَرٌ حكمته أنجتك من حكم (القضاء)
حبسة الصوت ستعفيك من الحبس
وتعفيك من الموت
وتعفيك من الإرهاق
ما بين هروبٍ واختباء.
وعلى أسوأ فرض
سوف لن تهتف بعد اليوم صبحاً ومساء
بحياة اللقطاء.
باختصار… أنت يا هذا مصابٌ بالشفاء !

ساري111 22-12-2003 08:16 PM

" الـشـاهـد "

لا تطلبي حريةً أيتها الرعية.
لا تطلبي حرية…
بل مارسي الحرية.
إن رضي الراعي… فألف مرحبا
وإن أبى
فحاولي إقناعه باللطف و الروية…
قولي له أن يشرب البحر
وأن يبلع نصف الكرة الأرضية !
ما كانت الحرية اختراعه
أو إرث من خلّفه
لكي يضمها إلى أملاكه الشخصية
إن شاء أن يمنعها عنك زواها جانباً
أو شاء أن يمنحها… قدّمها هدية.
قولي له: إني ولدت حرّة
قولي له: إني أنا الحرية.
إن لم يصدقك فهاتي شاهداً
وينبغي في هذه القضية
أن تجعلي الشاهد… بندقية !

ساري111 22-12-2003 08:17 PM

" فاقد المستقبل "

سألت أستاذ أخي عن وضعه المفصّل
فقال لي: لا تسألْ.
أخوك هذا فطحلْ !
حضوره منتظم سلوكه محترم
تفكيره مسلسلْ.
لسانه يدور مثل مغزلْ
وعقله يعدل ألف محمل.
ناهيك عن تحصيله…
ماذا أقول ؟ كاملٌ ؟
كلاّ… أخوك أكمل.
ترتيبه، يا سيدي، يجيء قبل الأول !
وعنده معدّلٌ أعلى من المعدل !
لو شئتها بالمجمل
أخوك هذا يا أخي ليس له مستقبل !

ساري111 22-12-2003 08:18 PM

" الحلم الخائن "

قلت للحاكم: هل أنت الذي أنجبتنا ؟
قال: لا… لست أنا.
قلت: هل صيّرك الله إلهاً فوقنا ؟
قال: حاشا ربنا.
قلت: هل نحن طلبنا منك أن تحكمنا ؟
قال: كلا.
قلت: هل كان لنا عشرة أوطان
وفيها وطنٌ مستعمل زاد على حاجتنا
فوهبنا لك هذا الوطنا ؟
قال: لم يحدث… ولا أظن هذا ممكنا.
قلت: هل أقرضتنا شيئاً
على أن تخسف الأرض بنا
إن لم نسدد ديْننا ؟ قال: كلا.
قلت: مادمت، إذن، لست إلهاً
أو أباً
أو حاكماً منتخباً
أو مالكاً
أو دائنا
فلماذا لم تزل، يا ابن الكذا، تركبنا ؟
… وانتهى الحلم هنا.
أيقظتني طرقاتٌ فوق بابي:
افتح الباب لنا يا ابن الزنى.
افتح الباب لنا.
إن في بيتك حلماً خائنا !

ساري111 22-12-2003 08:18 PM

" حياة البعوض "

مراحل استحالة البعوضة:
بويضة.
دويبةٌ في يرقة
عذراء وسط شرنقة.
بعوضةٌ كاملة
… ثم تدور الحلقة.
مراحل استحالة المواطن:
بويضة
فنطفة معلّقة
فمضغةٌ مخلّقة
فلحمة من ظلمة لظلمة منزلقة
فكتلة طرية بلفة مختـنقة
فكائن مكتمل من أهل هذي المنطقة
فتهمة بالسرقة
أو تهمة بالزندقة
أو تهمة بالهرطقة
فجثة راقصة تحت حبال المشنقة
وحولها سرب من البعوض
يغوص وسط لحمها
ويرتوي من دمها
ويطرح البيوض.
وللبيوض دورة استحالة موفقة:
بويضة
دويبة في يرقة
عذراء وسط شرنقة
بعوضة كاملة… حفلة شنقٍ لاحقة
… ثم تدور ( الحلقة ) !

ساري111 22-12-2003 08:19 PM

" الأبـكــم "

ألقيت خطاباً في النادي،
وتلوت قصائد في المقهى،
ونقدت السلطة في المطعم.
هل تحسب أنّا لا نعلم ؟!
في يوم كذا…
حاورت مذيعاً غربياً
وعرضت بتصريح مبهم
لغباوة قائدنا الملهم.
هل تحسب أنا لا نعلم ؟!! في يوم ماذا…
جارك سلّم.
فصرخت به: أيّ سلام
وكلانا، يا هذا، نعش
يتنقل في بلدٍ مأتم ؟
هل تحسب أنا لا نعلم ؟!
هذي أمثلةٌ… والخافي أعظم
إنّ ملفك هذا متخم !
هل عندك أقوال أخرى ؟! لا تتكتّم.
دافع عن نفسك… أو تعدم !!
لا تتكلّم ؟
إفعل ما تهوى..لجهنم.... شُنق الأبكم.

ساري111 22-12-2003 08:20 PM

" القاعــدة "

بدعة عند ولاة الأمر صارت قاعدة،
كلهم يشتم أمريكا ...
وأمريكا إذا ما نهضوا للشتم تبقى قاعدة،
فإذا ما قعدوا، تنهض أمريكا لتبني قاعدة.

ساري111 22-12-2003 08:21 PM

" بلاد العرب "

بعد ألفي سنة تنهض فوق الكتب،
نبذة عن وطن مغترب،
تاه في ارض الحضارات من المشرق حتى المغرب،
باحثا عن دوحة الصدق ولكن
عندما كاد يراها حية
مدفونة وسط بحار اللهب،
قرب جثمان النبي،
مات مشنوقا عليها بحبال الكذب،
وطن لم يبق من آثاره غير جدار خرب،
لم تزل لاصقة فيه بقايا
من نفايات الشعارات وروث الخطب،
عاش حزب أل…، يسقط الخا…،
عائدو...، والموت للمغتصب،
وعلى الهامش سطر، أثر ليس له اسم،
إنما كان اسمه يوما بلاد العرب.

ساري111 22-12-2003 08:22 PM

" لـغــز "

هذه خمسة أبيات كخمسين مقال،
هي أقصى ما يقال،
والذي يسأل عن معنى سطوري،
يجد المعنى مذابا في السؤال،
قال أمسكت بلص يا رجال،
قيل أحضره، فقال حمله يهلكني،
قيل دعه وتعال،
قال حاولت ولكن هو لا يتركني!

ساري111 22-12-2003 08:23 PM

" الـحـريــة "

أنا لا أكتب الأشعار
فالأشعار تكتبني،
أريد الصمت كي أحيا،
ولكن الذي ألقاه ينطقني،
ولا ألقى سوى حزن
على حزن، على حزن،
أأكتب أنني حي على كفني؟
أأكتب أنني حر،
وحتى الحرف يرسف بالعبودية؟
لقد شُيعت فاتـنة،
تسمى في بلاد العرب تخريبا وإرهابا
وطعنا في القوانين الإلهية،
ولكن اسمها والله ...،
لكن اسمها في الأصل حرية!

ساري111 22-12-2003 08:24 PM

" الـجـمـاد "

حي على الجهاد؛
كنا وكانت خيمة تدور في المزاد،
تدور ثم إنها تدور ثم إنها يبتاعها الكساد؛
حي على الجهاد؛
تفكيرنا مؤمم وصوتنا مباد،
مرصوصة صفوفنا كلا على انفراد،
مشرعة نوافذ الفساد،
مقفلة مخازن العتاد،
والوضع في صالحنا والخير في ازدياد؛
حي على الجهاد؛
رمادنا من تحته رماد،
أموالنا سنابل مودعة في مصرف الجراد،
ونفطنا يجري على الحياد،
والوضع في صالحنا فجاهدوا يا أيها العباد،
رمادنا من تحته رماد،
من تحته رماد،
من تحته رماد،
حي على الجماد.

ساري111 22-12-2003 08:25 PM

" النساء والرجل "

فصيحنا ببغاء،
قوينا مومياء،
ذكينا يشمت فيه الغباء،
ووضعنا يضحك منه البكاء،
تسممت أنفاسنا حتى نسينا الهواء،
وامتزج الخزي بنا حتى كرهنا الحياء،
يا أرضنا، يا مهبط الأنبياء،
قد كان يكفي واحد لو لم نكن أغبياء؛
يا أرضنا، ضاع رجاء الرجاء،
فينا ومات الإباء،
يا أرضنا، لا تطلبي من ذلنا كبرياء،
قومي احبلي ثانية،
واكشفي عن رجل لهؤلاء النساء!

ساري111 22-12-2003 08:26 PM

" زمن الحمير "

المعجزات كلها في بدني،
حي أنا لكن جلدي كفني،
أسير حيث أشتهي لكنني أسير،
نصف دمي بلازما، ونصفه خبير،
مع الشهيق دائما يدخلني،
ويرسل التقرير في الزفير،
وكل ذنبي أنني آمنت بالشعر،
وما آمنت بالشعير،
في زمن الحمير!

ساري111 22-12-2003 08:27 PM

" السجين والحارس "

بيني وبين حارسي جدار،
وفتحة في ذلك الجدار،
يرى الظلام من ورائها وأرقب النهار،
لحارسي ولي أنا صغار،
وزوجة ودار،
لكنه مثلي هنا،
جاء به وجاء بي قرار،
وبيننا الجدار،
يوشك أن ينهار !!


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.