حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الاسلامية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=8)
-   -   نقد كتاب التبصرة بالتجارة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=103274)

رضا البطاوى 13-07-2019 07:55 AM

نقد كتاب التبصرة بالتجارة
 
نقد كتاب التبصرة بالتجارة
الكتاب تأليف أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصرى وموضوعه هو التبصرة بالتجارة والمفترض فى أى كتاب يدور حول التجارة فى بلاد المسلمين أن يدور حول أحكام التجارة فى الإسلام ولكن الكتاب لا يبحث فى الأحكام وإنما يدور حول أماكن تواجد السلع فى عصر الجاحظ وهو رد على سؤال كما تقول مقدمة الكتاب:
"سألت، أكرمك الله، عن أوصاف ما يستظرف في البلدان من الأمتعة الرفيعة، والأعلاق النفيسة، والجواهر الثمينة المرتفعة القيمة، ليكون ذلك مادة لمن حنكته التجارب، وعوناً لمن مارسته وجوه المكاسب والمطالب، وسميته بكتاب التبصّر والله ولي التوفيق"
الكتاب فى بدايته يتكلم عن نظريات اقتصادية أولها ما نقله الجاحظ فى قوله:
"زعم بعض المحصلين من الأوائل أن الموجود من كل شيء رخيص بوجدانه، غال بفقدانه إذا مست الحاجة إليه" كما قال " وقالت الهند: ما من شيء كثر إلا رخص، ما خلا العقل فإنه كلما كثر غلا"
فهنا سبب رخص السلعة وغلائها هو وجودها الكمى فمتى تواجدت بكثرة رخصت ومتى تواجدت بقلة غلت وهى نظرية ليست صحيحة دوما فأحيانا تتواجد السلعة بكثرة ومع هذا لا تكون رخيصة لشيوع الفقر بين الناس وأحيانا تتواجد بقلة ونتيجة عدم وجود شراة لها يتم إرخاص سعرها حتى يمكن أن تباع للناس فيكسب صاحبها القليل لأنه لو ظل متمسكا بسعرها الغالى فلن يبيع شىء منها إلا نادرا ومن ثم تتوقف مسيرته الاقتصادية حيث تبور بضاعته
والمفروض عند الله أن سعر أى سلعة هو حسب تكلفة عملها ويضاف لها ربح لا يزيد عن ضعف التكلفة كما قال تعالى ""يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة"
فليس السعر بسبب القلة أو الكثرة فى الوجود وإنما السعر بسبب التكلفة فى العمل
ثم ثنى الرجل بمقولة الهجرة لبلد أخرى إن لم يوجد رزق فى بلد الإقامة فقال :
"وقالت الروم: إذا لم يرزق أحدكم في أرض فليتحول إلى غيرها
وقالت العجم: إذا لم تربحوا بتجارة فاعتزلوا عنها إلى غيرها، إذا لم يرزق أحدكم بأرض فليستبدل بها"

وهى مقولة صحيحة فى ظل الاقتصاد الحر الذى لا ينظمه أحد وأما فى الاقتصاد الإسلامى حيث يتم تنظيم كل شىء فهى مقولة غير صحيحة فكل مواطن فى دولة المسلمين لابد ان يكون له وظيفة أى عمل يعمل به ويكون فى بلد سكنه إلا فى حالات الاضطرار
ونلاحظ فى أول كلام العجم تغيير السلعة التجارية بأخرى وهو أشبه بقصة أصحاب السبت فهم لم يفكروا فى تغيير مهنتهم عند هرب اللحم الطرى من البحر إلى مهنة أخرى حتى يستطيع العمل والإنفاق على أنفسهم
وتناول الرجل مقولة اقتصادية هى :
"وقالت الفرس: الرابح في كل سوق هو البائع لما ينفق فيها
وقالت العرب: إذا رأيتم الرجل قد أقبلت عليه الدنيا فالصقوا به فإنه أجلب للرزق"

فحكاية بيع السلعة الرائجة ليست من الإسلام فى شىء إلا أن تكون تجارة حلال لأن بعض التجارات الرائجة محرمة مثل الدعارة وبيع الخمور أى المخدرات ولو امتهن الناس تلك التجارة الرائجة فسيخسر الجميع نتيجة كثرة البائعين حيث يقل الربح الناتج من امتهان الكثيرين لها
وبعد هذا بين وجهة نظر تاجر فقال :
"وقيل لبعض المياسير: بم كثر مالك؟ قال: ما بعت بنسيئة قط، ولا رددت ربحاً وإن قل وما وصل إلي درهم إلا صرفته في غيرها
وكما يقال لا تشتروا ما ليس لكم إليه حاجة فيوشك إن تبيعوا ما لا تستغنون عنه"

فهنا التاجر يبين أنه حرم على نفسه البيع بالدين وهو تأخير قبض الثمن وأنه يعمل على سرعة دورة المال بالبيع والشراء المستمر حتى ولو قل الربح وهى نظرية صحيحة فى غير الاقتصاد المسلم القائم على عدم تراكم المال عند الأغنياء كما قال تعالى "كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم"
وبين الجاحظ أن التاجر عليه أن يسكن البلد الذى يربح فيه فقال :
"وزعم بعض الحكماء إنه وجد في وصية الفرس: أيها الإنسان ليس بينك وبين بلد أنت به نسب، فخير البلدان ما وافقك وخير الدهر ما أصلحك، وخير الناس من نفعك، وخير الماء ما أرواك، وخير الدواب ما حملك وخير الثياب ما سترك، وخير التجارة ما أربحك، وخير العلم ما هداك وأحسن الحسن ما استحسنته وإن كان قبيحاً، وكان يقال: خير الصناعة الخز وخير التجارة البز"

وهى وجهة نظر رائجة عند الرأسماليين وهى أن رأس المال لا وطن له فهو يتواجد فى أى مكان يوجد فيه ربح بغض النظر عن السلع حلال أو حرام أو تخدم الناس أم لا وهو مقولة ليست من الاقتصاد الإسلامى المنظم لأن الهدف عندهم هو زيادة غنى الأغنياء فقط
ثم عقد الجاحظ بابا بمعرفة الذهب والفضة فقال:
"باب معرفة الذهب والفضة وامتحانهما:
قال الحكيم: يستحب من الذهب سبيكه، وغير سبيكه، وأن يكون كنار خامدة وشعاع مركوم وكبريت قانيء، وإنما دامت دولته لأنه لا يدحضه خبث الكير ولا يفسده مر الدهور وقيل إنما صار الذهب ثميناً لقلة تغيره وازدياد نضارته وحسنه إذا عتق ولان الأشياء تنقص عند المس والدفن ما خلا الذهب فإنه لا ينقص البتة وخير الدنانير العتق الحمر إلى الخضرة، وزعم بعض الأوائل إنما يمتحن الدينار بلصوقه الشعر واللحية وصعوبة استمراره فيهما، والنبهرج من الدنانير يعتبر بخفته وثقله
وزعموا أن خير الذهب العقيان وخير الفضة اللجين، ومذاق الفضة الصافية عذب، ومذاق الزيوف مر صديء، والنبهرج من الدراهم مالح جرسي الطنين، والفضة صافية الطنين لا يشوبها صمم وهي تقطع العطش إذا مسكت في الفم"

وهذا الكلام يذكرنا بما نقل عن اليونان من كلام معظمه تخريف فى المعادن مثل أن الفضة تقطع العطش إذا مسكت في الفم ومثل لصوق الذهب فى الشعر
وعقد بابا أخر للجواهر النفيسة فقال :
"باب ما يعتبر من الجواهر النفيسة ومعرفتها وقيمتها:
زعموا أن معرفة جوهر اللؤلؤ أنك تجد مذاقته على ضربين: عذب المذاقة عماني، وملح المذاقة قلزمي كلاهما يرسب في الماء، والمعمول منه تجده مر المذاق مع دسومة فيه، وهو خفيف الوزن يطفو على الماء
وزعموا أن اللؤلؤة إذا كان في باطنها دودة فإنك تجدها حارة المص واللمس فإن ذلك للعلة النفسانية، وإذا لم يكن بها دودة كانت باردة المص واللمس وامتحانها بذلك وزعم البحريون أن اللؤلؤ الكبار المتغير اللون تلف عليه الألية الطرية المشرحة وتؤخذ في جوف عجين ويدخل التنور ويبالغ في إحمائه، فإنه يصفو ويحسن ويعود إليه الماء وإذا بخر بكافور كان ذلك وإذا عولج بمخ العظم وبماء البطيخ فإنه يصفو



رضا البطاوى 13-07-2019 07:56 AM

البقية http://www.shatt.net/vb/iraq379742/#post4832981


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.