حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة السيـاسية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=11)
-   -   قضية فلسطين .. من جديد (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=70990)

ابن حوران 15-05-2008 06:21 PM

قضية فلسطين .. من جديد
 
قضية فلسطين .. من جديد


بمناسبة مرور ستون عاما على احتلال فلسطين وإنشاء الكيان الصهيوني على أرضها والتي تشكل قلب الوطن العربي حيث تربط شرق الوطن العربي بغربه، وشماله بجنوبه. وسنسهم مساهمة بسيطة في هذه المناسبة، خصوصا أنه ظهر هناك أصوات تشكك بعروبة فلسطين وهي نفس الأصوات التي مرنت نفسها وجاهرت بقبول فكرة التنازل عن عكا وحيفا والأراضي التي أغتصبت عام 1948، وستكون مساهمتنا لتوكيد المعلومات التي تخص القضية الفلسطينية، جغرافيا وتاريخيا وسياسيا، وسنعرج على التغيير الذي طرأ على واقع تلك القضية خلال ستة عقود.

تمهيد جغرافي

تقع فلسطين في الجزء الآسيوي من الوطن العربي الكبير، على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، يحدها من الشرق الأردن (قطرا ونهرا) ومن الجنوب سيناء(مصر) وخليج العقبة (البحر الأحمر) وشمالا جبل الشيخ وهضبة الجولان (سوريا ولبنان). وتبلغ مساحة فلسطين 26320كم2 وتقسم من الناحية الجغرافية الى:

1ـ السهل الساحلي الذي يتكون من جيب سهلي يقع بين الناقورة وحيفا (شمالا) ويمتد الى رفح، ويعرف بسهل (عكا) ومن مدنه الرئيسة غزة و يافا وعكا.

2ـ سلسلة الجبال الوسطى وتشكل حوالي ثلثي عرض فلسطين، وتضم جبال الجليل والسامرة، مع جبل الكرمل و جبال القدس والخليل، وتضم هذه المنطقة أماكن لها قدسيتها لدى المسلمين والمسيحيين واليهود، ومنها القدس والخليل وبيت لحم والناصرة وصفد ونابلس. والى الغرب من تلك المنطقة تقع تلال تربط بين الجبال والسهل الساحلي. ويفصل مرتفعات الجليل عن جبال السامرة سهل مرج ابن عامر الذي يقع على وجه التقريب بين ضواحي حيفا والناصرة وجنين وهناك امتداد شرقي جنوبي يمتد الى (بيسان) يعرف باسم وادي (عين جالوت).

3ـ منطقة منخفض الأردن وتشمل غور الأردن والبحر الميت ووادي عربة. ويخترقها نهر الأردن من بحيرة الحولة ثم بحيرة طبرية التي تنخفض نحو 200 متر عن سطح البحر حتى يصل الى البحر الميت الذي ينخفض حوالي 400 متر ويعد وادي عربة جزءا من انخفاض الأردن أو غوره. ومن أشهر مدن هذه المنطقة (بيسان وأريحا).

4ـ المنطقة التي يطلق عليها (صحراء النقب) أو منطقة بئر السبع، وهي هضبة ترتفع بين 300 و600 مترا عن سطح البحر وهي تشكل حوالي نصف مساحة فلسطين، بهيئة مثلث رأسه عند خليج (العقبة) أو (أم الرشراش) [إيلات]. وكانت على مر التاريخ معبرا بين مصر وآسيا.

تمهيد تاريخي

للأهمية الجغرافية لفلسطين، فقد كانت على مر التاريخ منطقة تنافس وحروب وقبلة للهجرة. ففي عام 3500 ق م خرجت من الجزيرة العربية وبالتعاقب موجات بشرية ـ أطلق عليها البعض الموجات السامية ـ انتشرت ثم استقرت في هذه المناطق، ومنهم الأكديون والآشوريون والعمونيون والمؤابيون والأموريون.

وفي حدود عام 2500 ق م نزحت من جزيرة العرب أيضا، قبائل عربية أخرى، لكنها استقرت في فلسطين وعرفوا ب (الكنعانيين) وقد ظلت لهم السيادة حوالي 1500 سنة، وكانوا أصحاب حضارة، انتقلت حضارتهم حتى وصلت الى شواطئ المحيط الأطلسي وأوروبا. وقد أخذت فلسطين اسم أرض كنعان نسبة لهم.

في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وصل ابراهيم عليه السلام الى فلسطين، ونزح أولاده الى مصر بحوالي عام 1656 ق م بسبب القحط والمجاعة، وهناك من يرجع أسباب النزوح الى غزو القبائل الهمجية (الهكسوس) لمصر. وبعد أن عادت قوة الفراعنة طردوا الهكسوس ومن جاء معهم من أبناء يعقوب، وكان هؤلاء تحت قيادة موسى عليه السلام في حدود عام 1290 ق م. في عهد فرعون مصر (منفتاح بن رمسيس).

ولن نخوض في أسباب غزو هؤلاء الذين تاهوا في سيناء قرابة 40 عاما، ولكن حركتهم التي قادها (يوشع بن نون) على رأس 6000 مقاتل حسب رأي بعض الروايات*1، وكانت مدينة أريحا أول المدن التي وقعت ضحية هذا الغزو والذي اتخذ شكل المجزرة الرهيبة عام 1187 ق م . ثم امتد الى باقي المدن الكنعانية.

عهد القضاة والملوك

بعد موت يشوع بن نون انتقل الحكم الى شيوخ قبائلهم، وعرف عهدهم هذا بعهد القضاة واستمر الى عام 1020 ق م حيث تحول الحكم الى ملكي واختاروا ملكا اسمه (شاؤول) والذي قتل في إحدى المعارك مع الفلسطينيين، فخلفه ابنه (داؤود) عام 1004 ق م واستولى على مدينة اليبوسيين (القدس) واتخذها عاصمة لمملكته التي سماها المملكة اليهودية، وبقي حتى وفاته عام 963 ق م حيث خلفه ابنه سليمان الذي بقي في الحكم حتى وفاته عام 923 ق م.

في أواخر عهد سليمان انقسمت المملكة اليهودية الى قسمين : مملكة إسرائيل في الشمال وعاصمتها (السامرة) ومملكة (يهوذا) في الجنوب وعاصمتها (القدس). وقد اتتهت الأولى على يد (الملك الآشوري سرجون الثاني) عام 722 ق م والثانية أصبحت ولاية تابعة للحكم المصري عام 608 ق م. ثم انتهى عهدها على يد (نبوخذ نصر) الملك البابلي عام 586 ق م حيث دمر الهيكل وسبى اليهود ورحلهم الى بابل.

خلاصة:

لم يسيطر اليهود ـ حتى في حكمهم القصير لفلسطين ـ على الساحل الفلسطيني نهائيا، بل كانت ممالكهم صغيرة استمرت لقرنين أو أكثر قليلا، على أجزاء صغيرة من فلسطين.

يتبع

ابن حوران 21-05-2008 09:58 PM

الصهيونية .. حركة وفكرا

في البداية، نشير الى ما وصل إليه الباحث (عبد الوهاب المسيري) في أن اليهود الحاليين ليسوا أمة، ولكنهم مجتمع وظيفي تشابهت طرقهم ووسائلهم في التعامل مع المحيط الذي كانوا يعيشون فيه ـ أينما كان ـ فكان التشابه هذا هو ما جمعهم حوله حتى بدوا وكأنهم مجتمع له هويته القومية والدينية، في حين أن هذه الرؤية خاطئة وغير متوفرة لدى اليهود.

فاليهود كأصحاب دين آمنوا بما جاء فيه رسل الله، انتقلوا من الإيمان بما جاء به هؤلاء الرسل تباعا، أي أن هناك الكثير منهم من انتقل الى المسيحية، والإسلام، ومن تبقى وهم القلة كانت صفاتهم تتلخص بما يلي:

1ـ إنهم أينما وجدوا ينغلقون على أنفسهم (غيتو) ويتمسكون بتقاليدهم، وتبقى أفكارهم وما ينتج عنها تنسجم مع الصفة الانغلاقية، وتنتج عنهم تشكيلات وهيئات مغلقة أيضا، كالماسونية والصهيونية ومعظم الهيئات السرية في العالم بعكس باقي الأمم التي تميل الى الانفتاح والتعامل مع غيرها بوضوح.

2ـ إنهم يقومون بأعمال، ترفع المجتمع الذي يعيشون في وسطه عن القيام بها، كالربا وبيع الخمر وبيوت الدعارة وغيرها، وهذا أتاح لهم فرصة أن يلتقوا بنماذج تحسب على علية القوم في المجتمعات التي يعيشون بينها، فقد يتسترون على موظف كبير يلتقي بعشيقة تحت مرأى اليهود، وعلمهم (فقط) أو يؤمنون مالا له أو يبتكرون له وسائل ترفيه وعربدة، لا يحب أن يطلع عليها غيرهم، ويتكتمون على أوضاع ذلك المسئول الكبير، ولا يفرطون بأي معلومة يرونها، إلا وقت الحاجة وبثمن غير قليل. هذا في كل بلدان العالم التي تواجدوا بها، وكانت معظم الدول وقادتها يعرفون عنهم تلك الخاصية، لذا كان 63% من سفراء الدول الغربية بين عامي 1870 و 1935 من اليهود، الذين يتبادلون المعلومات فيما بينهم لإضفاء صفة الجدارة على السفراء منهم.

ما هي الصهيونية؟ ومتى نشأت؟

الصهيونية بجوهرها فكرة ودعوة وحركة سياسية عنصرية توسعية ثيوقراطية. اعتمدت على مقولات وأهداف ظاهرها ديني وباطنها استعماري استيطاني توسعي. فقد مارست التحايل على الماضي معتبرة اليهود (أمة أو شعبا من الأعراق النقية) ولذا ادعت وجوب لم شملهم مما وصفته ب (المنفى ـ الشتات) في كل أصقاع العالم ورجوعهم الى (الأرض الموعودة)، أي الاستيلاء على فلسطين واستعمارها لإقامة (الدولة اليهودية ـ الصهيونية).

لقد ظهر مفهوم الصهيونية في العصر الحديث، على هامش المشروع الإمبريالي الغربي والذي تحالف معها في النهاية لتكامل دوري المشروعين الصهيوني والإمبريالي. لقد كانت الأجواء التي نتجت عن الثورة الفرنسية والتي كان شعارها (الحرية والإخاء والمساواة) فاستغل اليهود ذلك أسوأ استغلال، وبالذات بعد غزو نابليون لمصر، فواجهوا القائمين على الثورة الفرنسية بما جاءت به الثور من (أنه لا يجوز الاستيلاء على ممتلكات الغير إلا بقانون يبين وجه الحق في هذا الاستيلاء) فتساءل اليهود بخبث : أليس مصر أرض (غير) فبأي حق تم الاستيلاء عليها، وهنا جاءت أجوبة القائمين على الثورة الفرنسية بأن مبادئها تخص الفرنسيين فقط ولا تشمل المصريين.. فتصاعدت أشكال تجميع اليهود وتنظيماتهم لتكون مرافقة لما كان يجري في أوروبا من تغييرات وبالذات فرنسا، وسنذكر من تلك الأشكال ما يلي:

1ـ حركة (الهاسكالا) أي حركة التنوير

أسسها (موسى مندلسون) يهودي ألماني، دعا فيها الى إنهاء اليهود لعزلتهم والاندماج مع الشعوب الأوروبية والغرف من معين علمها وتقنياتها، كانت حركة هذا الإصلاحي اليهودي محفزا لمن يناقض مثل تلك الأفكار .. فقام عليه كل من: (زكريا فرانكل) و (سمولنسكين) و(ماكس نوردو) و (خام رفائيل هرش) وغيرهم وهم فلاسفة متعصبين كبار، فشتموه وحرضوا اليهود عليه وعلى حركته، ودعوا الى تنظيم اليهود بما يعيق مثل تلك الدعوات.

2ـ الحلف الإسرائيلي العالمي، ونشأ في فرنسا عام 1860 ثم تلاه (الاتحاد الإنجليزي اليهودي) عام 1871 ، والجدير بالذكر أن السباق على نيل رضا اليهود قد سبق ذلك التاريخ، ففي عام 1839 أقامت بريطانيا قنصلية لها في القدس كان جل عملها حماية الجالية اليهودية التي لم يكن عدد أفرادها أكثر من تسعة آلاف يهودي، وقد بادرت ألمانيا في إنشاء قنصلية مماثلة (في القدس) للغرض نفسه عام 1842، وهكذا حذت الدول الأوروبية الأخرى هذا الحذو، ومن هنا كان عدد السفراء اليهود في الدول الغربية يتزايد شيئا فشيئا.

3ـ بعد وضع القيود على اليهود في (بروسيا) [ألمانيا الحالية] في تنقلاتهم وحركتهم الداخلية بإجبارهم على لبس ملابس تختلف عن ملابس الألمان وإجبارهم على دفع رسوم (تعادل 4 أضعاف ما يدفع الثور) في التنقل من مكان الى مكان، ظهرت الدعوة للتفكير بالهجرة من أوروبا الى خارجها. وبعد أن كان اليهود يقدمون خدمات (استخبارية) للدول الاستعمارية، تطورت الدعوة لإنشاء الحركة الصهيونية.. وهناك من يرجع فكرة الصهيونية الى عدد من الفلاسفة والمفكرين اليهود منهم:

أ ـ يهودا الكلعي (1798ـ 1878)

حاخام يوغسلافي، دعا الى تجميع اليهود وترحيلهم الى فلسطين، وإحياء لغتهم العبرية الميتة، لا بل انتهج طريقا لتدريس اللغة العبرية لكل اليهود في العالم، فطاف في بريطانيا وفرنسا وباقي الدول الغربية. وحاول إيجاد نشاط استيطاني في فلسطين لكنه أخفق، فهاجر في أواخر أيامه الى فلسطين ومات فيها.

ب ـ زفي هيرش كاليشر (1795ـ 1874)

حاخام الطائفة اليهودية في مدينة (تورين) الألمانية، كان متزمتا عنصريا يفوق الكلعي بتشدده، وقد دعا لاستيطان فلسطين، واتصل بأثرياء اليهود ومنهم (روتشيلد) و (مونتفيوري) لإقامة مستوطنات ليهود أوروبا الشرقية المضطهدين في فلسطين. ونشر كتابه المعروف (البحث عن صهيون) عام 1862، دعا فيه لعقد مؤتمر لوجهاء اليهود غرضه تأسيس جمعية يهودية صهيونية لتمويل عملية استيطان اليهود في فلسطين. واستجابة له تأسست في برلين عام 1864 (جمعية استعمار أرض إسرائيل) وتجاوبت الجمعية اليهودية الفرنسية فبادرت الى تأسيس أول مدرسة زراعية يهودية في فلسطين قرب يافا.

ج ـ موشي هيس (1812ـ 1875)

يهودي ألماني من (بون) تلقى ثقافة تلمودية، ويعد أول من ربط بين الصهيونية واليهودية. نشر في عام 1862 كتاب (روما والقدس)، بين فيه أن حل مشكلة اليهود في أوروبا تكمن في إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين.

د ـ ليون بينسكر (1821ـ 1891)

يهودي روسي كان من دعاة الاندماج مع الأوروبيين، لكن بعد مقتل قيصر روسيا (الاسكندر الثاني) عام 1881 والتنكيل باليهود كمتهمين بقتله، انقلب على موقفه السابق وبينه في كتابه (التحرر الذاتي) عام 1882 دعا فيه لتكوين أمة لليهود وإنشاء وطن لهم سواء في فلسطين أو غيرها. وقد لاقت أفكاره رواجا واسعا.

هـ ـ جمعية (أحباء صهيون):

نشأت هذه الجمعية في (أوديسا ـ روسيا) عام 1881 على إثر التنكيل باليهود، وكان شعارها (الى فلسطين) .. وقد عملت على تهجير يهود من روسيا وبولندا ورومانيا الى فلسطين وإقامة مستوطنات لهم.

و ـ آحاد هعام (1856ـ 1927)

هو أحد أعضاء جمعية أحباء صهيون، واسمه الحقيقي (آشر غينزبيرغ) ويعرف باسمه الحركي (آحاد هعام) أي واحد من الناس. وقد تعرض بالنقد الى المطالبين بالذهاب الى فلسطين كوطن يتسع لليهود، فشكك بإمكانية استيعاب فلسطين لكل يهود العالم، فطالب بإحياء الروح اليهودية والتركيز على أن تكون فلسطين مركزا لتنظيم تلك الروحية اليهودية.

ز ـ أليعازر بن يهودا (1857ـ 1922)

أحد المغالين اليهود، الذي دعا الى توحيد اليهود من خلال تعليمهم كلهم العبرية وفي آن واحد حتى يكونوا على اتصال مع منظماتهم. وقد سافر الى فلسطين ولاقى مشروعه نجاحا كبيرا.

هذه هي الأفكار التي مهدت لقيام الصهيونية

يتبع

ابن حوران 27-05-2008 10:53 AM

الصهيونية فكرة سياسية

كان المفكرون الصهاينة قد اعتنقوا في خضم أفكارهم الآراء السياسية بشكل أو بآخر. لكن سرعان ما انتقلت هذه الفكرة الى بلورة مشروع واسع لتأسيس (كيان سياسي) خاص باليهود يستند على أسس تنظيمية وأيديولوجية.

ثيودور هرتزل ومشروع (الدولة اليهودية) :

يُعد هرتزل (1860ـ1904) أبرز اليهود الصهيونيين الذين ساهموا في وضع اللبنات الأولى لهذا المشروع وقدموا خدمة واسعة لنصرة الفكرة الصهيونية ثم تحويلها الى حركة سياسية. ولد (هرتزل) في بودابست/المجر لأبوين يهوديين موسرين. وقد عمل مراسلا لإحدى الصحف النمساوية الشهيرة. ولم يكن في البداية بالدين أو حتى فكرة الصهيونية، لكن بعد تدفق اليهود الشرقيين الى أوروبا الغربية في أواخر القرن التاسع عشر، وما رافق ذلك من احتقار دفين لهم من قبل الأوروبيين، انتبه للكيفية التي يمكن بها استغلال مهارات اليهود واستثمار الخدمات الاستخبارية التي يقدمها اليهود للغرب. فوضع أفكاره تلك بكتاب (الدولة اليهودية) الذي نشره عام 1895 فأثار جدلا واهتماما بين أوساط اليهود، حول اعتبار مشكلة اليهود ليست دينية ولا اجتماعية إنما هي مسألة قومية ولا يمكن حلها إلا بدولة خاصة بهم فوق رقعة معينة.

المؤتمر الصهيوني الأول في (بازل) آب/أغسطس 1897

لقد اصطف اليهود الشرقيون وراء (هرتزل) في مشروعه، واعتبروه منقذا لليهود، في حين لم يكن اليهود الغربيون بنفس حماس الشرقيين. مع ذلك دعا هرتزل حوالي 200 مندوب من مختلف يهود العالم الى (بازل/سويسرا) ليعقدوا أول مؤتمر لهم بين 29 و31/8/1897.

لقد تمخض هذا المؤتمر عن تحديد أهداف الحركة الصهيونية لما عرف ب (برنامج بازل) ثم تأسيس الأداة التنظيمية لتنفيذ هذا البرنامج وهي (المنظمة الصهيونية) برئاسة هرتزل نفسه. وتم الاتفاق على استعمار فلسطين بواسطة العمال الزراعيين والصناعيين اليهود ضمن أسس مناسبة. إضافة الى ربط يهود العالم بمنظمات يهودية محلية في كل بلد لترتبط في النهاية بالمنظمة الصهيونية.

مساعي هرتزل لتطبيق برنامج بازل

في نهاية المؤتمر الصهيوني الأول صرح هرتزل قائلا: (في بازل أسست الدولة اليهودية) .. وبعدها انصب نشاطه لتقوية المنظمات اليهودية. والاتصال بالسلطان (عبد الحميد الثاني) حيث عرض عليه بتسوية ديون الدولة العثمانية ومنحها القروض مقابل السماح لليهود بالاستيطان بالأراضي الفلسطينية، وقد رحبت الحكومة العثمانية بهذا العرض، شريطة تجنس اليهود بالجنسية العثمانية وعدم استيطانهم في مكان معين يعطيهم صفة الأكثرية.

ولما فشلت جهود هرتزل مع السلطان، حاول الاستعانة بقيصر ألمانيا (وليم الثاني) للتوسط والضغط على العثمانيين .. ثم اتصل هرتزل ب (جوزيف تشمبرلن) وزير المستعمرات البريطاني مقترحا عليه توطين اليهود في مكان قريب من فلسطين، قبرص، أو العريش، وبعد أن عارضت الحكومة المصرية هذا الاقتراح، اقترح وزير المستعمرات البريطاني على هرتزل (موزنبيق) أو (أوغندا) .

استغل هرتزل الاضطرابات في روسيا عام 1903 وطلب مساعدة منها أن تعمل على قبول العثمانيين لهجرة يهود روسيا الى فلسطين، فتم له ذلك واعتبر موقف روسيا صيدا ثمينا.

وفي الوقت الذي كانت فيه سيول المهاجرين تتدفق الى فلسطين، اقترح هرتزل على الحكومة العثمانية تأجيرهم (سنجق عكا) مقابل 100ألف ليرة تركية سنويا، إلا أن جهوده باءت بالفشل، ومات هرتزل عام 1904.

تصاعد النشاط الصهيوني (1904ـ 1914)

تخلت الحركة الصهيونية عن مشروعها في استعمار شرق إفريقيا، ذلك المشروع الذي أوجد انقساما حادا في صفوف الحركة، ووحدت جهودها وركزتها نحو فلسطين، وانتخبت في مؤتمر (بازل) السابع (دافيد ولفسون) خلفا لهرتزل والذي كرس جهده لإيجاد ميثاق دولي لمساعدة اليهود في احتلال فلسطين.

وخلال المؤتمر الصهيوني الثامن في (لاهاي) 14ـ21/8/1907 تقرر إقامة دائرة خاصة سميت (دائرة شؤون أرض إسرائيل). ثم جرت أبحاث حول إقامة تعاونيات في فلسطين. وكلف الدكتور (آرثر روبين) بالسفر الى فلسطين وتنظيم عمليات شراء الأراضي هناك. واتخذت الأراضي المشتراة صفة الأرض المقدسة التي لا يجوز بيعها إلا لليهود. وأنشئ في فلسطين بنك لتلك الغاية اسمه (شركة أنجلو ـ فلسطين).

بعد الانقلاب الذي قامت به (جمعية الاتحاد والترقي) في تركيا أواخر تموز/ يوليو 1908 استغل الصهاينة هذا الحدث، فعاودوا نشاطهم مع تركيا حيث أنشئوا مصرفا باستانبول واتخذوه ذريعة للقاء بالمسئولين الأتراك. وحاولوا انتزاع ما لم يستطيعوا انتزاعه من السلطان عبد الحميد، لكنهم باءوا بالفشل، وقد شددت الحكومة التركية التي كانت فلسطين تحت حكمها باسم (سوريا الجنوبية) على موضوع الهجرة، فمنعته بكل وسائلها، لكن الترهل الإداري والفساد المتفشي بين المسئولين لم يوقف الهجرة اليهودية الى فلسطين، كما أن القنصليات الأوروبية كانت تمنح اليهود تسهيلات وحماية كافية لمزاولة نشاطهم الصهيوني ..

يتبع

ابن حوران 11-06-2008 02:26 PM

السياسة البريطانية تجاه فلسطين:

أ ـ فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى:

في 5/11/1914 انضمت تركيا الى جانب دول الوسط (ألمانيا و النمسا ـ المجر) في الحرب ضد دول الحلفاء (بريطانيا و فرنسا و روسيا) ومن ثم إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية. واستمرت الحرب ما يقرب من أربع سنوات، انتهت بانتصار الحلفاء وهزيمة دول الوسط بما فيها الدولة العثمانية.

احتاجت بريطانيا الى أي جهد إضافي يساعدها في حربها، فأعطت وعود للعرب فيما لو ساعدوها في التخلص من العثمانيين بإقامة دولة عربية شرق المتوسط، وذلك من خلال وعودهم للشريف حسين بن علي (مراسلات هنري مكماهون ـ الحسين). كما أرادت أن توظف معلومات اليهود ونفوذهم بكل الدول سواء العربية منها أو المتحاربة في (الحرب العالمية الأولى).

ب ـ جمال باشا السفاح

عجل سلوك قائد الجيش العثماني في سوريا (جمال باشا) والذي قام فيه بإعدام عشرات المناضلين العرب من بينهم فلسطينيين وسوريين ولبنانيين في الفترة الواقعة بين آب/أغسطس 1915 و أيار/مايو 1916 بتهمة انتماءهم لخلايا ثورية تخطط للانفصال عن الدولة العثمانية، في حين أن تنظيماتهم جاءت بعد ظهور الأفكار الطورانية الهادفة الى تتريك كل الشعوب الخاضعة للحكم العثماني، بما فيهم العرب، عجل ذلك في إعلان الثورة العربية التي انطلقت من الحجاز في 10/6/1916.

وبنفس الوقت أي في 16/5/1916 كانت بريطانيا تضع اتفاقيتها مع كل من فرنسا وروسيا على اقتسام تركة الدولة العثمانية في المنطقة بما عرف باتفاقية (سايكس ـ بيكو). وتمهد بنشاطات كثيفة لوعد (بلفور) في السنة التالية.

ماذا أرادت بريطانيا من ذلك؟

كانت بريطانيا تطمح في إبعاد فرنسا عن (قناة السويس) فأرادت باتفاقية سايكس ـ بيكو أن تكون فلسطين القريبة من قناة السويس تحت سيطرتها، وأرادت أن توظف نشاط اليهود بدغدغة أحلامهم في إقامة وطن قومي في فلسطين.

نشاط الصهيونية في الحرب العالمية الأولى

أعلنت المنظمة الصهيونية حيادها في الحرب العالمية الأولى (موقف ظاهري) لغرض استغلال كل الدول المتحاربة في تحقيق هدفها بإنشاء وطن لها في فلسطين. فنقلت مقر المنظمة الصهيونية من برلين الى (كوبنهاجن ـ الدنمرك) حيث كانت الدنمرك محايدة في الحرب.

لقد كان كره اليهود لحكام روسيا، بما فعلوه به من مذابح بحق يهود روسيا، هو السبب وراء تمثيلهم الحياد، وعدم اصطفافهم علنا مع (بريطانيا وفرنسا وروسيا). وقد استغل اليهود هذا الموقف الذي كان معروفا عنهم (عالميا) في الاتصال مع الحكومة الألمانية (حليفة تركيا)، وقد نجح اليهود في أخذ وعد من ألمانيا في الضغط على تركيا (بحالة انتصار دول الوسط) في تسهيل الهجرات اليهودية لفلسطين.

نشطت المنظمة الصهيونية، فأوفدت كل من (تشلينوف وسوكولوف) الى بريطانيا للقيام بمهمة إعلامية وهناك انضم لهما (حاييم وايزمان .. اليهودي الروسي المهاجر منها الى بريطانيا عام 1904) و (آحاد هعام) . كما أرسلت المدعو (ليفين) الى الولايات المتحدة فاستطاع كسب ثقة اليهودي (الصهيوني فيما بعد) (لويس برانديس) رئيس المحكمة العليا الأمريكية وصديق الرئيس الأمريكي (ولسن) ومستشاره. وهناك من يقول: أن النشاط الصهيوني في أمريكا كان من وحي الإنجليز، حتى يتم موافقتهم على (سايكس ـ بيكو).

لقد أثمرت جهود الصهاينة في كسب تعاطف الأمريكان، كما استطاعوا أن يكسبوا إيطاليا الى جانبهم، ولكن الجهد الأكبر للنشاط الصهيوني كان موجها نحو الحكومة البريطانية.

لقد عرف اليهود بما لديهم من معلومات بحكم صفتهم الوظيفية التي تحدثنا عنها، كيفية صياغة خطابهم، وبالذات مع بريطانيا. ففي 12/11/1914 كتب (حاييم وايزمان) الى (شارل سكوت) محرر صحيفة مانشستر غارديان وأقنعه بجدوى المساعي الصهيونية لإقامة وطن قومي في فلسطين حيث يقول في رسالته له: (نستطيع أن نتحدث بشكل معقول، أنه إذا وقعت فلسطين تحت تأثير النفوذ البريطاني، وإذا عملت بريطانيا على إسكان اليهود فيها باعتبارها إحدى الممتلكات البريطانية، فإننا نستطيع أن نملك هناك بعد عشرين الى ثلاثين سنة مليوناً من اليهود أو أكثر، كما أننا نستطيع تطوير البلاد وإعادة الحضارة إليها وخلق حماية فعالة لقناة السويس).

ليتوقف القارئ الكريم عند الفقرة السابقة، ويستخلص العبرة منه، عن الكيفية التي ارتبط بها المشروع الصهيوني بالمشروع الإمبريالي الغربي، والذي يعمل كفريق لحماية مفهوم الإمبريالية، فهم أنفسهم الذين وقفوا في قبرص أمام مشروع محمد علي باشا، وهم الذين أجبروا (ابراهيم ابن محمد علي) على تفكيك جيشه وتقليصه من 540 ألف جندي الى 12 ألف جندي. وهم الذين يطلقون الوعود للعرب و ينكثون وعودهم وعهودهم، ولم يتغير شيئا حتى اليوم. وهذا ما سنراه في وعد بلفور في المرة القادمة.

يتبع

ALMASK 11-06-2008 03:02 PM

شكرا على مشاركة يا اخي/
لكن انا مافهمتش قضية فلسطين مع دولة عثمانية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هنا في جزائر ناس كلهم يحبون دولة عثمانية جزء لا يجزء من جزائر
و حمد لله دولة عثمانية كانت مجاهدين في سبيل الله و في سبيل فلسطين الثورية سلاحها الحجار
و من فظلك يا اخي شكرا لك و لكن لا تخلط في اشياء ماتعرفهاش مليح و سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ابن حوران 22-06-2008 09:49 AM

أخي الفاضل The Mask

أشكركم على تفضلكم بالمرور الكريم أولا..
وأتفهم ردة فعل حضرتكم، وإن كنتم قد بالغتم في الدفاع عن مشاعركم الوجدانية تجاه ما تتمنون أنه كان، حيث رميتمونا بالخلط وعدم فهم ما نكتب! سنتجاوز ذلك من باب تفهمنا لما يختلجكم من مشاعر.

عندما يرغب أحد الناس بأكل صنف من الطعام، ويصيبه أحد الأمراض، ويكتشف الطبيب أن سبب مرضه يعود الى ذلك الصنف. فالطبيب لن يقرر رداءة الصنف بشكله المطلق، كصنف، فاللحم طعام جيد، ولكنه يُحرم على مرضى (النقرس) والبرتقال فاكهة جيدة لكنه يُحظر على من يعانون من القرحة في المعدة.

ونحن نتكلم عن القضية الفلسطينية، لن نستطيع عزل كلامنا عن (إحداثيات) تاريخية مرتبطة بتلك القضية، فكما تعرفون جنابكم أن فلسطين كانت تحت الإدارة العثمانية، وعليه، لا بد من التطرق لما كانت تمر به الدولة العثمانية لصلتها المباشرة بالموضوع.

تقبل احترامي وتقديري

ابن حوران 22-06-2008 09:50 AM

المقاومة الفلسطينية المبكرة (1908ـ 1914)

بعد أن تمت الموجة الثانية من هجرة اليهود الى فلسطين، عمت المجتمع الفلسطيني موجة استياء عارمة موجهة الى كبار ملاك الأراضي الإقطاعيين، وقد (ورد بأحد التقارير البريطانية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1908 معلومات تفيد بأن االفلاحين في منطقة حيفا وطبرية يضمرون شعورا من العداء نحو الملاكين العرب أصحاب الأراضي الشاسعة (مصطفى باشا، فؤاد سعد، آل سرسق) وكذلك الأمر بالنسبة للمستعمرين اليهود)*1

كما فرغ بعض السياسيين الفلسطينيين المثقفين من عائلة الخالدي المقدسية، من وضع مخطوطة هامة سميت (المسألة الصهيونية)*2، أثرت فيما بعد على أن يلعب هؤلاء المثقفون أدوارا حساسة في الحركة الوطنية الفلسطينية مثل الحاج أمين الحسيني.

بائعو الأرض

وقد ورد في الوثيقة شرحا عن الكيفية التي كانت تباع فيها الأراضي، وتم تصنيف فئات البائعين للأرض كالتالي:

1ـ الملاكون الغائبون ومعظمهم من الأسر اللبنانية (سرسق، تيان ، تويني، مدور وغيرهم.

2ـ الحكومة العثمانية وذلك عن طريق المزاد العلني الذي تباع به أراضي الفلاحين العاجزين عن دفع الضرائب المترتبة عليهم.

3ـ الملاكون الفلسطينيون ومعظمهم من العائلات المسيحية (كسار، روك، خوري، حنا وغيرهم). ومع أنه يوجد من البائعين من الوجهاء المسلمين الى أن المؤلف (للوثيقة) لم يكشف إلا عن حالتين منها في (صفد والرملة). كما أن هناك نسبة بسيطة باعها أصحابها العرب المسلمين في ثلاث قرى، بلغت نسبتها 7% من مجموع الأراضي التي تم بيعها لليهود.

ومع ذلك فإن مساحة كل الأراضي التي بيعت لحين وضع الوثيقة بلغ 27949 هكتار أي حوالي 280كم2 من مجموع الأراضي الفلسطينية.

المعارضة الإعلامية للهجرة الصهيونية

ما أن انتهت عام 1909 حتى قامت الصحيفتان الوحيدتان (الأصمعي والكرمل) بفضح سياسة التهجير والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وكان رئيس تحرير صحيفة الكرمل (نجيب الخوري نصار) وهو من سكان طبرية قد عمل في مطلع حياته وكيلا لجمعية الاستعمار اليهودي، فتمكن من الاطلاع على الكثير من الأسرار، فأنشأ صحيفة الكرمل لغرض التحريض ضد الاستيطان. وقد تم تعطيل الصحيفة عدة مرات.

ثم تصاعدت المعارضة وأخذت أشكالا مختلفة، منها البرقيات والوفود الإعلامية داخل فلسطين وخارجها وتسجيل الاحتجاجات الخ.

وقد أثمرت تلك الحملات التي قادها نجيب نصار، فشنت الصحف العربية حملات ضد آل سرسق لاعتزامهم بيع قريتين (الفولة والعفولة). وعندما تحدث أحد موظفي السفارة البريطانية باستانبول مع (طلعت بك) عن وضع قيود على بيع الأراضي الفلسطينية، أجابه بأنه تلقى شكاوى من السكان وممثليهم.

حزب وطني ضد الصهيونية

في أيار/مايو نشرت صحيفة (ها ـ هيروت) نص كراس أكد ظهور معارضة عربية فلسطينية منظمة للصهيونية. وكان هذا الكراس صادرا عن (الحزب الوطني العثماني) وجاء في هذا الكراس الموجه الى العرب الفلسطينيين :

(( الصهيونية هي الخطر الذي يحدق بوطننا، وهي الموجة الرهيبة التي تضرب شواطئ بلادنا، إنها مصدر الأعمال الخداعة الغادرة التي تجتاحنا والتي ينبغي أن تكون أشد إخافة لنا من السير على انفراد في ظلمة الليل الحالكة. ولا يقتصر الأمر على ذلك بل أنها أيضا نذير بنفينا عن وطننا وطردنا من بيوتنا وممتلكاتنا)*3

وحاول الشيخ سليمان التاجي الفاروقي أحد مؤسسي الحزب الوطني العثماني تأليب الرأي العام العربي في البلدان العربية المجاورة من خلال كتابته لمقال مطول نشرته صحيفة (المفيد) واسعة الانتشار [آنذاك] والتي كان يتولى رئاسة تحريرها عبد الغني العريسي وهو من السياسيين العرب البارزين. وجاء بالمقال أن الغزو الصهيوني (كما أسماه الفلسطينيون منذ وقت مبكر) يتفوق علينا بالمتعلمين وأصحاب المال، ونحن الفلسطينيون فقراء مهددون بالطرد.. هذه المقالة تبرز الرد الواضح لمن يحاول الغمز بأن الفلسطينيين لم ينتبهوا الى الخطر الصهيوني..

وقد أثمرت تلك الجهود بتجميع جماعة من الشباب لتأسيس حزب يضع كل حيل الصهاينة على طاولة البحث، وطالبت الحكومة العثمانية باتخاذ إجراءات ملائمة لها:

1ـ منع الهجرة وذلك بتطبيق نظام جواز السفر الأحمر*4
2ـ منع بيع الأراضي.
3ـ إجراء إحصاء لليهود وإعطاء العثمانيين منهم بطاقات هوية واضحة.
4ـ فرض رقابة حكومية وبرنامج الدراسة الرسمي على مدارسهم.
5ـ حظر اجتماعاتهم الخاصة ما لم يسبقها الحصول على إذن خاص من السلطات العثمانية.
6ـ إجراء أعمال مسح لأراضي المستعمرات، وفرض مختلف الضرائب والأعشار و (الويركو) عليهم مع إعادة تقييم وتقدير المبالغ المالية التي ضاعت على الخزينة عن السنوات الماضية*5

من خلال تلك الأنشطة يتضح أن استشعار الخطر كان مبكرا من قبل النخب الفلسطينية، وردة الفعل تجاهه كانت تتلاءم مع الإمكانيات ووضع فلسطين الإداري كونها تحت الحكم العثماني.

المراجع

*1ـ الأتراك والعرب والهجرة اليهودية لفلسطين 1882ـ1914/ نيفيل مندل/ أطروحة دكتوراه/ غير منشورة/ كلية سانت أنطوني/ جامعة أكسفورد 1965/ ص 171ـ 179.

*2ـ تاريخ فلسطين الحديث/ عبد الوهاب الكيالي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ط 3/1973/ ص 57.

*3ـ المصدر السابق ص 62
*4ـ كان الهدف منه منع المتحايلين القائلين بأنهم جاءوا لفلسطين من أجل السياحة، فتؤخذ جوازات سفرهم العادية ويعطوا وثيقة حمراء تبقى معهم لحين مغادرتهم فلسطين، حيث يستردون عندها جوازاتهم الأصلية.
*5ـ عن صحيفة المفيد البيروتية عدد يوم 11/8/1911

ALMASK 22-06-2008 02:54 PM

شكرا على رد يا ا خي/
و لكن اسمحلي بكول اساف اقول ليك انت كتبت اشيا جيد
لكن كتبت ايضا ان الترك هم اللي باعو ارض
و نسيت ان انا اصلي من تركيا كما كتااااار بزاف ناس من جزائر
و لا اسمح لك بكول احترام تقول هدا كلام
حنا في مدارس في جزائر في سنة السابعة اساسي نقرا تاريخ صحيح
و نقرا كيفاش دولة تركيا عظيمة كانت تحمي فلسطين و تحب قدس و لا تبيع ارض و قضية في وفت سلطان عبد المجيد قدس الله ثرا
و شكرا و سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ALMASK 22-06-2008 02:58 PM

و نسيت اقول لك فكرة جاتني في راسي لآن
ان لي باعو ارض هم سكان
و لي خانو امانة و عملو تحلوف مع ازرايل هم اردن و ماصر و سعودي
و شكرا و سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ابن حوران 10-07-2008 11:10 AM

تصريح بلفور (2/11/1917) :

لم تثن الردود الفاترة التي واجه الأمريكان بها زعماء الصهاينة، لم تثنهم عن مواصلة ضغوطهم، فبعد أن يئسوا من استصدار تصريح لصالحهم من قبل الأمريكان، وبعد عودة (بلفور) من أمريكا، عاود الصهاينة حثهم الحكومة البريطانية حول إصدار تصريح يتبنى مطالبهم. وبناء على طلب (بلفور) قدم إليه اللورد (روتشيلد)، بالنيابة عن المجموعة الصهيونية في 18/7/1917 مشروع قرار بهذا الصدد لعرضه على الحكومة البريطانية.

كان من أبرز مطالب الصهاينة في مسودة المشروع، هو أن تعلن بريطانيا قبولها (( مبدأ الاعتراف بفلسطين وطنا قوميا للشعب اليهودي، وحق هذا الشعب في بناء حياته القومية في البلد، ثم منح القومية اليهودية حق الحكم الذاتي في فلسطين، وحرية هجرة اليهود إليها، وإقامة شركة استيطان يهودية قومية لإعادة تأسيس البلد وتطويرها اقتصاديا...))

معارضات يهودية بريطانية

على عكس التعاطف اليهودي الأمريكي المتقدم نوعا، مع المشروع الصهيوني، واجه الصهاينة صعوبات هامة من قِبل يهود بريطانيا الذين استنكروا أن يكون اليهود (قومية) بل دين، وكان على رأس هؤلاء (أدوين مونتاغيو وزير الدولة البريطاني لشئون الهند).

كما أعلن تحفظه على هذا المشروع كل من (دافيد الكسندر : رئيس لجنة المبعوثين اليهودية الإنجليزية) و (كلود مونتفيوري رئيس الجمعية الإنجليزية اليهودية)، حيث أصدرا بيانا (أنهما كانا قد تعاونا مع البرنامج الصهيوني "ثقافيا" لكنهما لا يستطيعان الاستمرار في هذا التعاون بسبب (الأهداف السياسية) التي يسعى إليها الصهاينة، كما استنكرا في بيانهما إعطاء صفة القومية لليهود.

صيغة وعد بلفور

لم تثن الاحتجاجات الحكومة البريطانية على إقرارها موقفها النهائي في اجتماعها يوم 31/10/1917، لتعلنه على شكل رسالة بناء على نصيحة (حاييم وايزمان) في 2/11/1917:ـ

(الى اللورد روتشيلد: يسرني كثيرا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك، أنها تنظر بعين الرضا والارتياح الى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. وأنها ستبذل خير مساعيها لتيسير الوصول الى هذه الغاية. على أن يُفهم بجلاء أنه لن يُسمح بإجراء ما، من شأنه أن يلحق الضرر بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية التي تقيم في فلسطين، أو تمس الحقوق والمزايا التي يتمتع بها اليهود في البلدان الأخرى)

مراوغة وغموض في النص

كانت المراوغة والغموض في هذا النص الذي يُعتبر أول لبنة في مأساة فلسطين، على مرأى ومسمع من المتبجحين بحقوق الإنسان والمتشدقين بالتحضر والنبالة..

طوائف غير يهودية! كانت هذه هي الإشارة لعرب فلسطين الذين كانوا يشكلون وقت صدور الوعد المشئوم 90% من سكان فلسطين، في حين كان اليهود وغير العرب بمجموعهم يساوون 10%!

ثم ماذا كانت تعني بريطانيا بالنسبة لفلسطين حتى تعطيها لغير سكانها؟ ومن فوضها بالحديث باسم سكانها؟ وحتى أنها لم تكلف نفسها حتى بعد الانتداب أن تبلغ السكان الأصليين لفلسطين بما تنوي فعله، كذب، وخداع، ونوايا استعمارية بعيدة المدى..

يفسر البعض أن بريطانيا قد كافأت (حاييم وايزمان) مكتشف مادة (الأسيتون) التي أعانت بريطانيا في حربها أو حروبها! فأعطته فلسطين! (عذرٌ أقبح من ذنب).

إن الدافع السابق ـ رغم حقارته ـ ليس هو وراء ما وعدته بريطانيا لليهود (الصهاينة)، بل أن الدافع الرئيسي وراء ذلك الوعد، هو ما اتفقت عليه الدول الاستعمارية السبع كمنطلقات نظرية في تعاملها مع تركة الدولة العثمانية، وكان ذلك في نهاية الثلث الأول من القرن التاسع عشر، بعد أن جردت (ابراهيم باشا ابن محمد علي) من قدرته، إثر انتصاراته المتتالية. وكانت فكرة انتهاء الخلافة الجامعة لسكان هذه المنطقة ـ ولو اسميا ـ والتي ستنتهي بانتهاء الدولة العثمانية لن يقوم لها قائمة بعد ذلك، إذا ما أحكمت الخطة الإمبريالية. وعليه فإن فكرة القومية العربية التي تحاذت مع أفول الدولة العثمانية، ستكون هي الأخرى مصدرا لقلق المخططين الاستعماريين.

لقد فهم الصهاينة مرامي المشاريع الإمبريالية، فطافوا على كل الدول الاستعمارية ليعرضوا خدماتهم عليها في تعطيل المشروعين الإسلامي والقومي. وإلا ما هو سر سكوت كل الدول الاستعمارية على وعد بلفور، وما سر هرولتهم للاعتراف بالكيان الصهيوني فور إعلانه؟

عاشقه الاقصى 10-07-2008 04:16 PM

مرسى اخى ابن حوران على الموضوح
اكويس انه الناس لسه فاكره انه فى قضيه لفلسطين

ابن حوران 29-07-2008 03:36 AM

العفو أختنا الفاضلة

الأمة لا تزال بخير

ابن حوران 29-07-2008 03:37 AM

الاحتلال البريطاني لفلسطين:

في 11/12/1917 دخل الجنرال (اللنبي) بقواته مدينة القدس العربية، بصفته (محررا لا محتلا!)، وحينها وضعت فلسطين تحت إدارة عسكرية حملت اسم (الإدارة الجنوبية لبلاد العدو المحتلة)، وظهر في وقتها تحيز بريطانيا السافر للمشروعات الصهيونية، وقبل انتهاء الحرب العالمية الأولى بعثت بريطانيا بلجنة صهيونية برئاسة (وايزمان) لفلسطين ومعه الكابتن البريطاني (أورمبسي غور) للتمهيد لصناعة تفاهم بين العرب واستعدادهم لما هو قادم. ولكن قدوم تلك اللجنة أثار سخط واستنكار عرب فلسطين.

في 26/9/1918 أكملت القوات البريطانية احتلال كل فلسطين، وفي 30/10/1918 انتهت الحرب العالمية الأولى، بعقد هدنة (مودروس) .

التسوية النهائية للحرب العالمية الأولى وعلاقتها بفلسطين

كان الجيش العربي بقيادة الأمير فيصل، يحاول استغلال انهيار القوات التركية، ليملأ الفراغ في سوريا، فدخلت قوات الجيش العربي (دمشق) في 1/10/1918، لكن فرنسا وبريطانيا التي خدعت العرب، كانت في صدد تنفيذ اتفاقية سايكس ـ بيكو، كما كانت مرسومة ضاربين بعرض الحائط كل وعودهم للعرب.

في مؤتمر باريس في 6/2/1919 وجد الأمير فيصل نفسه مكشوفا أمام مؤتمر عدائي، لا يقيم وزنا للمطالب العربية، وبعكسه كان الصهاينة، رغم أن لا دولة لهم ـ وقتها ـ لا رابحة حرب، ولا خاسرتها، ممثلين بمجموعة تعلم ماذا تريد منهم : وايزمان و البروفيسور (فرانكفورتر) و (جاكوب دي هاوس) من أمريكا، و (سوكولوف) و (أوشكين) وغيرهم من صهاينة أوروبا. رفض هؤلاء فكرة دمجهم بدولة عربية بحكم ذاتي، وأصروا على عدم تدويل مسألة فلسطين وتركها للانتداب البريطاني! وكان موقفهم منسجما مع البريطانيين.

ردة فعل السوريين

عاد فيصل الى سوريا وأخبر العرب هناك بما واجهه من خيبة أمل فانعقد مؤتمر عام في 7/6/1919 ضم ممثلين عن كل أبناء سوريا الطبيعية، وكان بمثابة أول هيئة ديمقراطية. وكان من قراراته الخاصة بفلسطين، الاعتراف باستقلال سوريا بحدودها الطبيعية دولة ذات سيادة. ثم رفض المعاهدات السرية بما فيها اتفاقية سايكس ـ بيكو ووعد بلفور، وكل مشروع يرمي لتجزئة سوريا أو كل وعد يرمي الى تمكين الصهيونية في فلسطين مع ضمانة لليهود بالتمتع بحقوقهم.

لكن في 15/9/1919، جرت تسوية بين فرنسا و بريطانيا في اتفاقية (لويد جورج ـ كليمنصو) بجعل فلسطين وشرق الأردن تحت الانتداب البريطاني.

مؤتمر سان ريمو والانتداب البريطاني على فلسطين:

أحس الأمير فيصل بصعوبة تحقيق دولة سوريا الكبرى (الطبيعية) خصوصا عندما رأى أن بريطانيا ماضية في وضع يدها على فلسطين وشرق الأردن، فاضطر الى بحث مستقبل سوريا (الحالية مع لبنان) مع الفرنسي (كليمنصو) مما عرضه لانتقاد شديد من العرب وبالذات أعضاء المؤتمر السوري العام. فانعقد المؤتمر السوري العام مرة ثانية في 8/3/1920 وأكد مقرراته التي جاءت في المؤتمر الأول إضافة الى إعلان مملكة سوريا بما فيها شرق الأردن وفلسطين ولبنان، واختيار فيصل ليكون ملكا على تلك المملكة.

هنا، أعلنت فرنسا وبريطانيا رفضهما لتلك القرارات، وتلا ذلك اجتماع عاجل للمجلس الأعلى لدول الحلفاء في مدينة سان ريمو الإيطالية بين 19و24/4/1920. وقد غاب عن هذا المؤتمر أي تمثيل عربي، في حين حضر مندوبون عن الصهاينة بكثافة، ولم يكتف هذا المؤتمر بإعلان الانتداب على فلسطين وسوريا ولبنان والأردن، بل تضمن إعلانا بما جاء به وعد بلفور بمنح وطن قومي لليهود.

في 30/6/1922 صدر عن الكونجرس الأمريكي قرارا يؤكد روح وعد بلفور. وفي 22/7/1922 صدر قرار من عصبة الأمم بالموافقة على انتداب بريطانيا على فلسطين، ينص بشكل صريح على الإشراف على مؤسسات للحكم الذاتي لليهود في فلسطين، كما اعترف القرار بالوكالة اليهودية.

معالم الإدارة البريطانية في فلسطين بعد إعلان الانتداب

كان أول مندوب سام بريطاني هو (هربرت صموئيل) وهو يهودي ذو ميول صهيونية، ونائبه العام (نورمان بنتويتش) من غلاة الصهاينة، أطلقت يده لوضع الأنظمة المساعدة على تنفيذ مخططات الصهيونية، وكان السكرتير الأول للإدارة البريطانية صهيوني اسمه (ويندهام ديدس).

كانت نسبة الموظفين الصهاينة في الإدارة البريطانية تفوق عدة مرات نسبة العرب فيها. وقد منحت امتيازات متعددة لليهود منها حصول (روتمبرغ) في 21/9/1921 على امتياز توليد الكهرباء لكل فلسطين. وحصول كل من (نوفومسكي) و (طولوخ) لاستخراج أملاح البحر الميت عام 1927.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل سمح للصهاينة بتأسيس الهاجانا تحت مسميات كشفية ورياضية وحزبية فكانت (الهاجانا والأرغون و شتيرن)

كما تكونت عدة تنظيمات لليهود تظهر أنهم في دولة، مجلس منتخب، ومجلس عام وتأسيس أحزاب (ماباي [ العمل الآن] ترأسه بن غوريون] و (هاشومور هاتزر ـ يعني الحارس الفتي) و(حزراحي ـ يعني المركز الروحي) و (أغودات إسرائيل). كما عمل الصهاينة على إنشاء تنظيمات نقابية مثل (الهستدروت ـ اتحاد العمال) الى جانب ذلك كان هناك أنشطة المستعمرات الجماعية (الكفوتزا، و الكيبوتز و الموشاف أوفديم).

هذا كله تحت رعاية بريطانية.

ابن حوران 29-08-2008 01:01 AM

الهجرة الصهيونية:

هدفت الحركة الصهيونية الى تهجير اليهود الى فلسطين منذ تأسيسها، ولكن كيف بدأت الهجرات الى فلسطين؟

الهجرة الأولى (1881ـ 1904)

يمكن اعتبار عام 1492 (سقوط غرناطة) التاريخ الأكثر أهمية لهجرة اليهود المعروفين ب(السفارديم) الى فلسطين، حيث طردهم الأسبان، فاستقر قسم كبير منهم في آب/أغسطس 1492 في صفد، ثم انضم أعداد من يهود البلقان وآسيا الصغرى إليهم. وفي عام 1837 انتقل أكثر هؤلاء اليهود الى القدس، وأضيف إليهم في وقتها وقبله قليلا يهود (الأشكيناز) أي الذين قدموا من غرب أوروبا.

وكانت هجرة يهود بولونيا الذين يسمون (الحسيديم)، وما جاء في وقتها من يهود روسيا وفرنسا بين عامي 1808ـ 1810، قد مهد لزيادة أعداد اليهود الغربيين (الأشكيناز) على حساب اليهود الشرقيين (السفارديم). لكن اليهود (السفارديم)، عادت نسبتهم للرجحان على الغربيين إثر إعلان تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، وقدوم يهود البلدان العربية وآسيا وإفريقيا.

ومع ذلك، فإن نسبة اليهود ـ مع ازدياد هجرتهم ـ كانت ضئيلة بالنسبة لسكان فلسطين العرب، حيث كان عدد اليهود في كل فلسطين بين عامي 1876ـ 1881 حوالي (22350) نسمة، يعيش أكثر من نصفهم بالقدس.

وقد أخذت جمعيات (أحباء صهيون) على عاتقها تنظيم حركات هجرة اليهود من روسيا وبولونيا ورومانيا الى فلسطين. وقد بدأ ذلك في صيف عام 1881 بعد مقتل قيصر روسيا (الاسكندر الثاني) وحدوث موجات من الاضطرابات أدت الى تقتيل العديد من اليهود في (كييف و أوديسا). وفي البداية كانت رحلات الهجرة تأخذ عنوان وجهتها نحو الولايات المتحدة، وجزء بسيط من المهاجرين يتوجهون نحو فلسطين.

في مطلع عام 1882 أوفدت جمعيات أحباء صهيون (زلمان ليفونتين) لشراء مساحات من الأرض الفلسطينية لإقامة مستوطنات عليها. وقد ساعدت الظروف التي نشأت عن استقلال رومانيا عام 1878، ورفض حكومة الاستقلال منح الجنسية الرومانية لليهود، على هجرة (50) عائلة يهودية من بلدة (موينشي) الرومانية الى منطقة صفد وتأسيس مستوطنة في أراضي (الجاعونة) وسميت المستوطنة باسم (روش بينا) وكان ذلك عام 1882 وتلتها مستوطنات (راية صهيون) و (عكرون) و (غديرة).

موقف الحكومة العثمانية

اتسم موقف الحكومة العثمانية بضعف التنظيم وعدم تصنيف مشاعرها وتحديدها تجاه موجات الهجرة، فمن زاوية كانت تعتبر الدول المستقلة عنها في البلقان دولا معادية وتتعاطف مع من يعارضها فكانت تغض النظر عن هجرة يهود تلك البلدان، إضافة لعدم تبلور الفكرة الصهيونية بشكلها الخطير والسافر، وإضافة للهدايا والرشاوى التي كانت تُدفع من اليهود لتسهيل مهام الهجرة.

وما أن جاء عام 1886 حتى أخذت الحكومة العثمانية تستشعر خطر الهجرة اليهودية وبالذات بعد إنشاء عدة مستوطنات. فاتخذت عدة قرارات تمنع استملاك الأرض من الأجانب، كما تمنع الهجرة الجماعية وعدم السماح لليهود الآتين للحج من البقاء أكثر من ثلاثة شهور. إلا أن كل ذلك لم يمنع اليهود من التسلل الى الأراضي الفلسطينية.

في عام 1890 ونتيجة للتعقيدات المالية ونفوذ اليهود والأجانب في مجلس الخمسين العثماني، رفعت الحكومة العثمانية الحظر عن إقامة مستوطنات يهودية فاستغل اليهود تلك الفرصة فقاموا بشراء الكثير من الأراضي وإقامة المستوطنات عليها. وبعد احتجاجات عرب فلسطين المتكررة أغلق مكتب يافا اليهودي الذي كان يسمى (المكتب التنفيذي).

نتيجة لتلك الضغوط، ضعف أداء (جمعيات أحباء صهيون) في تكملة مشوارها مما سهل مهمة الثري اليهودي (روتشيلد ـ من حصل على وعد بلفور) من شراء تلك المستوطنات والأراضي التابعة لها.

وغداة انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 كان عدد المستوطنات 17 مستوطنة.

في عام 1904 عينت الحكومة العثمانية (أحمد رشيد بك) متصرفا للقدس، فأعلن دون حياء تأييده للهجرة الصهيونية، ضاربا بعرض الحائط كل التعليمات المركزية من الدولة العثمانية*1

الهجرة الصهيونية الثانية 1904ـ 1914

اتسمت تلك الفترة في خروج مئات الألوف من يهود روسيا نتيجة الضغوط عليهم، ويقال أن (30ـ35) ألف منهم دخلوا فلسطين واشتروا أراض، لكن إقامة هؤلاء هناك لم تمتد بل كانت صعوبة الحياة ومعارضة العرب تجعلهم يواصلون مغادرتهم لفلسطين. كما أن احتجاج العرب على متصرف القدس(احمد رشيد) المتهاون في دخول اليهود، دفع الحكومة العثمانية لتبديله ب (علي أكرم بك) الذي كان متشددا في دخول اليهود واستيطانهم.

لكن على صعيد شراء الأراضي، فإن اليهود استطاعوا رفع المساحة التي اشتروها من 221كم2 عام 1900 الى 421كم2 عام 1914، كما تم إنشاء 15 مستوطنة جديدة، ووصل عدد اليهود الى 80ألف عام 1914، ثم انهزم منهم أثناء الحرب حوالي 20 ألفا. وقد نمت تنظيمات اليهود المدنية (نقابات، أحزاب، حتى منظمة الهاغاناه) التي خرج منها (بن غوريون وليفي اشكول وغيرهم).
هامش

*1ـ قضايا عربية معاصرة/ ابراهيم خليل احمد وآخرون/جامعة الموصل/ 1988/ ص 50.

ابن حوران 08-09-2008 12:54 PM

الهجرة اليهودية بين عامي 1914 ـ 1948

رغم زيادة الهجرة في بداية الحرب العالمية الأولى، حيث وصل عدد اليهود في فلسطين (85) ألف، فإن العدد هبط في نهاية الحرب عام 1918 الى ما يقارب (60) ألف يهودي. ولكن العدد عاود فارتفع عام 1920 ليصل الى (67) ألف، ومع ذلك فإن نسبة اليهود لم تزد عن 10% من سكان فلسطين الذي كان في وقتها 673 ألف نسمة.

عندما تم تعيين (هربرت صموئيل) مندوبا ساميا لبريطانيا في فلسطين عام 1920، وقد وضع نصب عينيه تطبيق وعد بلفور والاستفادة القصوى من فترة الانتداب البريطاني على فلسطين لتهيئة إقامة الكيان الصهيوني. وقد وضع المندوب البريطاني معدلا للهجرة اليهودية ب (ألف) مهاجر شهريا، إلا أن النسبة زادت ليصل عدد المهاجرين اليهود الى فلسطين في أول عام الى 16.5 ألف يهودي. وقد أقام المهاجرون عدة مستوطنات منها: (عين هارود) و (موشاف آفوديم) و (موشاف تيفون) وفي السنة التالية أقيمت مستوطنات (بيت ألفا) و (غينيغار) وغيرهما.

لاحظ العرب أن النشاط الصهيوني قد ارتفع، فقامت (هبة) في يافا في شهر أيار/مايو 1921، فانخفض عدد المهاجرين، ثم عاد فارتفع. حتى بلغت نسبة اليهود عام 1922 حوالي 12% من سكان فلسطين. وبلغ عدد المهاجرين خلال عشرة سنين منذ تولي (هربرت صموئيل) 61.5 ألف مهاجر، أغلبهم من أوروبا الشرقية.. وقد زادت النسبة كثيرا بين عامي 1932 و1939 ففي سبع سنوات هاجر 224 ألف يهودي. ليصبح عدد اليهود عام 1939 (445) ألف نسمة، أي ما يعادل 30% من سكان فلسطين بوقتها.

الحرب العالمية الثانية وهجرة اليهود

استطاع اليهود بأساليب ماكرة حقيرة من جعل النازيين يضيقون الخناق على صنف منهم وهم (غير المتصهينين) فكانوا يشون بهؤلاء ويقدمون تقارير للمخابرات الألمانية أن هؤلاء اليهود يتعاونون مع الأعداء (الحلفاء). فتأخذهم القوات النازية وتنكل بهم. فيقوم الصهاينة باستصراخ العالم الغربي والحلفاء بما يحدث لأخوانهم! فيتم ترحيلهم الى فلسطين.

ومن جانب آخر كان الألمان يرغبون بترحيل اليهود الى فلسطين لسببين: الأول لكراهية الألمان لهم، والثاني لإحراج البريطانيين مع العرب في فلسطين وفتح أبواب المشاكل معهم.

ترأس (دافيد بن غوريون) رئيس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية، لجنة للتسريع في تهجير اليهود، وكان يديرها من باريس، واستطاع بالتنسيق مع (الهاغاناة) و (الموساد) أن يرحل 92 ألف يهودي في فترة الحرب العالمية الثانية منهم (4) آلاف في آخر شهرين من الحرب على 12 سفينة.

الولايات المتحدة والهجرة

كان موقف الحكومة البريطانية محرجا أمام أصدقاءها العرب من الحكومات العربية الناشئة والمدعومة من بريطانيا، لذلك ضيقت بريطانيا أو حاولت التضييق على الهجرة اليهودية الى فلسطين وبالذات في عام 1945، إلا أن الرئيس الأمريكي (ترومان) هدد بريطانيا بوقف قرض أمريكي للحكومة البريطانية قيمته (375) مليون دولار، إذا هي خففت تأييدها وتسهيلها للهجرة اليهودية. فعاودت سماحها للهجرة.

ازدياد مخيف في الهجرة بين عامي 1946و 1948

كانت بريطانيا تمثل أنها تمنع هجرة اليهود الى فلسطين، لكن واقع الحال يقول أنه دخل (162) ألف مهاجر يهودي الى فلسطين في عامين فقط، رغم أن بريطانيا أحست أن الأمور تتجه لاستثمار أمريكي لتلك الهجرة، لكن متى؟ بعد فوات الأوان! وطبعا كلا الدولتين لا يهمهما إلا مصالحهما.

ابن حوران 24-09-2008 02:37 PM

الهجرة الصهيونية بعد الاحتلال وإعلان دولة الكيان الصهيوني

في 15/5/1948 أي اليوم الذي أعلنت فيه دولة الكيان الصهيوني، كان عدد اليهود في فلسطين (540) ألف، وقد زادت وتيرة الهجرة ففي عام 1948 وحده دخل فلسطين كمهاجرين أكثر من مائة ألف يهودي، وفي نهاية عام 1950 كان مجموع اليهود الذين هاجروا الى فلسطين بعد إعلان تأسيس كيانهم الصهيوني 232 ألف مهاجر. وفي عام 1951 دخل 164 ألف مهاجر.

في عام 1959، أشارت الإحصاءات على وجود 228 مستوطنة ، وقد أخذت السلطات الصهيونية تتستر على الأرقام المهاجرة، لكن ما تسرب من معلومات يشير الى أن عدد المهاجرين بين عامي 1951 و 1960 بلغ 157 ألف مهاجر، أي بمعدل 16 ألف سنويا، لكن ما تكشف بين عامي 1961 و 1962 كان 96 ألف في العامين فقط.

وقد أعلن في عام 1964 أن عدد التعاونيات الصهيونية كان (640) تعاونية أكثر من نصفها على شكل تعاونيات زراعية (كيبوتز) . وبنفس الوقت أعلنت مؤسسة (الكيرين كايمت) الصهيونية عن بناء 18 مستوطنة جديدة مخصصة لمن أسمتهم (كتائب الناحال ـ أي: الشباب الطلائعي المحارب). كما قرر مجلس الوزراء الصهيوني بناء 40 مستعمرة جديدة في منطقة الجليل.

في عام 1965 كان عدد المهاجرين 30ألفا أغلبهم من الأقطار العربية. وفي عام 1966 (في منتصفه) أعلن أن عدد اليهود الصهاينة في فلسطين المحتلة قد وصل أكثر من مليوني نسمة.

الهجرة بعد حرب 5/6/1967

كانت نوايا الصهاينة واضحة منذ البدء في تهجير معظم يهود العالم لفلسطين والإبقاء على من يمدهم في أسباب البقاء من الخارج من خلال التأثير في قرارات الدول وبالذات تلك الدول التي تلتقي مشاريعها الإمبريالية مع المشروع الصهيوني فيما يخص المنطقة.

عشية انتهاء حرب ال 1967 أو الهزيمة إن صح التعبير، فإن 30 ألف من اليهود هاجروا الى فلسطين فيما تبقى من عام 1967، وأغلبهم من الأقطار العربية، ليبيا، تونس، المغرب، لبنان وفرنسا. وبحلول عام 1970 زادت نسبة الصهاينة عما كانت عليه في 4/6/1967 بمقدار 64% .

بعض المستعمرات التي أقيمت على مواقع القرى العربية*1

سنضع اسم المستعمرة كما يطلق عليها الصهاينة ونضع اسمها الأصلي بين قوسين:
أشزب (الزيب)، أفدات( عبدة: النقب)، أوريم (تل الفارعة: منطقة بئر السبع)، إيال (الدردارة)، أيزيم (خربة العزام: النقب)، إيلانياه (الشجرة: طبرية).

بقعيم (البقيعة)، بني براق (الخيرية)، بني داروم (خربة صقرير)، بورجاتاه (البرج)، بورياه (بورية: طبرية)، بيت داجان (بيت دجن: الرملة)، بيت شعاريم (الشيخ بريك)، بيت شعان (بيسان)، بيت هجدي (خربة الجندي)، بيت أوراه (بئر حندس: بئر السبع)، بئر شيفاه (بئر السبع).

تسارعاه (صرعة)، تسافات (صفد)، تل ملحاتا (تل الملح: النقب). جدود (جلجولية)، جديداه (الجديدة)، جفعت رام (سارونة)، جياه (الجية)، جيشر نهارايم (جسر المجامع) . حسين (سحماته)، حمادياه (الحميدية).

دان (تل القاضي)، دفناه (دفنة) . رامييم (المنارة)، رِشف (أرسوف ـ الحرم)، رفاديم (بيت سكاريا)، رملاه (الرملة)، روش هنقراه (رأس الناقورة)، روفين (قاقون). زموروت (بيت داراس). سافياه (الصافية)، سدة حمد (حوًارة)، سدة يوآف (عراق سويدان)، سدوم (سدوم : البحر الميت).

شفتاه (سبيطة)، شونيفاه (ساريس). طبحاه (الطابغة)، طفرياه (طبرية)، طيرة هاكرمل (الطيرة). عاجور (عجور)، عتليت (عتليت)، عراباه (عرابة)، عزريقام (البطاني الغربي)، عفولاه (العفولة)، عكو (عكا)، علما (علما)، عمقاه (عمقا)، عين حتسفاه (عين حصب)، عين هود (عين حوض)، عين يهف (عين).

قاستل (القسطل)، قرية هيوفل (بيت مزميل)، قومميوت (حتا). كبري (كابري)، كفار أحيم (القسطينة). كفار ترومن (دير طريف)، كفار ساقية (ساقية)، كفار يروحام (تل الرحمة)، كيساريا (قيسارية). لود (اللد).

مازور (المزيرعة)، ماقواره (إجزم)، مجدال (المجدل: الجليل)، مجدال أشكلون (المجدل: غزة)، مجدال إفك (مجدل يابا).

مطولاه (المطلة)، ملكياه (المالكية)، مناحات (المالحة)، موعافياه (معاوية)، مي نفتوح (لفتا)، هارطوف (عرطوف)، هرئل (بيت جيز)، يدناتان (كرتيا)، يكون (قاقون)، مشميع (المسمية)، يفنة (يبنة).


هامش
*1ـ معجم بلدان فلسطين/ محمد محمد شرًاب/دار المأمون للتراث/ دمشق وبيروت/ط1: 1987/ صفحة 742 و743.

ابن حوران 12-10-2008 01:49 PM


المقاومة الفلسطينية

يمكننا القول أن الفلسطينيين تنبهوا للخطر الصهيوني في أوائل العقد التاسع من القرن التاسع عشر، أي قبل انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول بأكثر من عقد من الزمان. فلم تثبت إجراءات الدولة العثمانية التي اتخذتها عام 1881 في الحد من الهجرة اليهودية الى فلسطين.

بدأت مهاجمات الفلاحين العرب في فلسطين للمستوطنات اليهودية عام 1886 التي أقيمت على الأراضي التي كانوا يزرعونها ويعيشون من نتاجها، في حين كانت تلك الأراضي قد اقتطعت لعائلات ثرية أغراها الثمن الذي دفعوه اليهود في شرائها، وكانت عمليات البيع لليهود تسبق طرد الفلاحين من الأراضي التي كانوا يعملون بها بعدة سنوات حتى لا ينتبه السكان لحركات البيع.

في 24/6/1891 قدم عدد من وجهاء القدس التماسا الى السلطات العثمانية، طالبوا فيه وضع حد للهجرة اليهودية وإيقاف حركة بيع الأراضي. وفي عام 1892 وافقت الإدارة العثمانية على طلب العرب، لكن تدخل السفير البريطاني في استانبول لدى السلطات العثمانية والتي كانت تعاني من حجم الديون التي كانت للدولة البريطانية على الدولة العثمانية، حال دون جدية تطبيق حظر البيع لليهود.

ازداد شعور العرب بخطورة الوضع، خصوصا عندما أصدر هرتزل كتابه (الدولة اليهودية)، ثم ما أعلنه المؤتمر الصهيوني الأول في (بازل/سويسرا) عام 1897. وقد دفع هذا التحرك العربي متصرف القدس للتباحث مع القنصل الألماني حول الخطر الصهيوني.

وبعد انتقال السلطات الى أيدي الاتحاديين في حكم الدولة العثمانية عام 1908 ومعاناة القوميين العرب من خطورة تلك الحكومة، وما علقت على المشانق من مناضلين في دمشق وحلب وطرابلس، هب المثقفون الفلسطينيون العرب الى إصدار مجموعة من الصحف التي تنبه بخطورة ما يحدث في فلسطين، وكان من بين الصحف الصادرة: (المقتطف) و (فلسطين) و (المنتدى) و (الكرمل).

إنتفاضة القدس و تصاعد العمل الوطني:

أحس الفلسطينيون أن هناك مخططا للتفرد بهم وعزلهم عن محيطهم العربي، ففي المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في يناير/كانون الثاني 1919، صدر ميثاق قومي ينص على رفض وعد بلفور والانتداب البريطاني واعتبار فلسطين جزءا من سوريا وأطلق على فلسطين في هذا المؤتمر اسم (سوريا الجنوبية) وطالب المؤتمر بوحدة سوريا الكبرى واستقلال فلسطين التام ضمن الوحدة العربية.

في شباط/فبراير 1920 حاول الفلسطينيون عقد المؤتمر الثاني في يافا، لكن السلطات البريطانية قمعتهم وحالت دون انعقاده، فأدى ذلك الى احتقانات تفجرت في 4/4/1920 في القدس بشكل انتفاضة غاضبة استمرت أربعة أيام، راح ضحيتها 14 شهيد و13 جريح ليتحول الاحتجاج فيما بعد الى عمل مسلح.

إنتفاضة يافا 1/5/1921

كانت تلك الانتفاضة أشد من سابقتها ـ في القدس ـ إذ استمرت 15 يوما، هاجم فيها العرب مستوطنات (بتاح تكفا) و (رحبوت) و (ديزن) واستشهد في تلك الانتفاضة 157 عربي كما جرح 705، وسقط من بين الصهاينة عشرات القتلى.

ثورة البراق 1929

لم تتوقف الأعمال الثورية من الفلسطينيين بعد انتفاضة يافا، لكن أبرزها هي ثورة البراق التي كان سببها أن اليهود تجمعوا في (عيد الغفران آب/أغسطس 1929) عند حائط البراق وقالوا هذا الحائط لنا وهو حائط المبكى، وأنهم (اليهود) سيقومون بالبحث عن هيكل سليمان، وبعد أن تجمعوا بأعداد غفيرة، فتواجهوا مع الثوار العرب لمدة أسبوع سقط من الصهاينة 133 قتيلا، و339 جريحا، في حين استشهد من العرب 116 شهيدا و 232 جريح.

الانتفاضة الوطنية عام 1933

استيئس الفلسطينيون من مطالبة سلطات الاحتلال بإيقاف الهجرة اليهودية، وتيقنوا أن الإنجليز يسهلون مهمة الصهاينة، فتشكل حزب الاستقلال العربي عام 1932 من بين مؤسسيه (عوني عبد الهادي وعزة دروزة و أكرم الزعيتر ومعين الماضي)، إلا أن الحزب سرعان ما تلاشى لمقاومة سلطات الانتداب البريطاني لنشاطه.

في 26/3/1933 عقد اجتماع يافا الكبير، وأخذ يخطط لعصيان مدني ومظاهرات كبرى سلمية عمت أنحاء فلسطين وامتدت الى حيفا ونابلس، لكن الشرطة البريطانية أطلقت عليهم النار فاستشهد جراء ذلك 32 عربي وجرح 97 وكان من بين المصابين (موسى الحسيني) ومع هذا استمر الإضراب والمظاهرات مدة أسبوع عمت كل الأراضي الفلسطينية.

تدابير بريطانية لإخماد حركة المقاومة

قدم (واكهوب) المندوب السامي البريطاني مشروعا لتشكيل مجلس للحكم الذاتي يتكون من 28 عضو 14 عرب و7 يهود و 2 من التجار الأجانب و 5 من الموظفين البريطانيين. وكان (واكهوب) يتوقع أن العرب سيرفضون هذا المشروع كما رفضوا (الكتاب الأبيض) قبله. لكن العرب فاجأوا (واكهوب) وقبلوا المشروع.

لكن الصهاينة رفضوه كما رفضه مجلسا اللوردات والعموم، فعلم العرب أن هذا المقترح هو واحد من سلسلة من الخدع البريطانية.

حركة الشيخ القسام:

لقد أنجبت حركة المقاومة العربية الفلسطينية نوعا من القيادات الجديدة في الكفاح المسلح. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 1935 ترأس الشيخ عز الدين القسام لجنة سرية عربية في حيفا، هدفها مقاومة الاحتلال. وقد قسمت اللجنة الى خمسة أقسام: 1ـ الدعوة 2ـ التدريب العسكري 3ـ لجنة العتاد 4ـ لجنة مراقبة الأعداء 5ـ لجنة الشؤون الخارجية.

وكان القسام يرى (( أن بريطانيا أساس البلاء، وأن وجود الحركة الصهيونية مرتبط بالاستعمار البريطاني. ولذلك فإن إنهاء الانتداب هو الواجب الأول. على أن تبذل الجهود لمنع الحركة الصهيونية من الاستيلاء على مزيد من الأراضي))

ولهذا انتقل القسام الى الريف وأخذ يخطط مع رفاقه الى اغتيال ضباط إنجليز والمتعاونين معهم من العملاء، بعد عدة عمليات، جردت السلطات البريطانية حملة واسعة شاركت فيها الطائرات وخاضت معركة مع القسام في (يعبد/جنين) حيث استشهد القسام مع اثنين من رفاقه وأسر خمسة في 19 من تشرين الثاني/نوفمبر 1935. وشيع جثمانه في حيفا بتظاهرة شعبية واسعة رسمت شكل الكفاح المسلح في مراحله المقبلة

يتبع

ابن حوران 30-10-2008 06:47 AM

ثورة فلسطين الكبرى 1936-1939

تعتبر تلك الثورة قمة نضال الشعب الفلسطيني بتنظيمها وتعبئتها للجماهير وحجم التضحيات المقدمة فيها، وآثارها على تحريك الشارع العربي، وإقلاقها بل وزلزلتها لسلطات الانتداب البريطاني. وقد كانت تتويجا للمظاهرات والانتفاضات التي سبقتها، وجاءت بعد أن يئس الفلسطينيون من المناشدات السلمية والاحتجاجات، وتيقنوا بأن بريطانيا ماضية في مساعدة الصهاينة لتقوية شوكتهم وتأسيس كيانهم. وقد استفاد محركوها من الأجواء العالمية التي رافقت صعود نجم النازيين في ألمانيا.

وقد انطلقت شرارتها، بعد مصادمات وقعت في منطقة بين (طولكرم) و(نابلس) بين عدد من العرب ومجموعة من الصهاينة في 15/4/1936، ثم ما لبثت أن امتدت لتشمل عموم فلسطين. ليعلن المندوب السامي البريطاني الأحكام العرفية وقوانين الطوارئ ومنع التجول، وليتنادى أهل فلسطين لثورة عارمة.

في 20/4/1936 أصدرت (لجنة يافا) دعوة للإضراب العام، كما تبعتها لجنة نابلس والقدس في 21/4/1936 وفي 22/4/1936 قدمت اللجنة القومية في حيفا مذكرة الى حاكم اللواء تطالبه فيها وقف الهجرة اليهودية وإيقاف نقل الملكيات الى اليهود ( خصوصا تلك الأراضي التي كانت باسم السلطان العثماني ونسبتها تزيد عن 70% [الأراضي الميرية] اي تلك التي لا يستطيع المواطنون إثبات ملكيتها). كما طالبت المذكرة بتشكيل حكومة وطنية من أهل البلاد (الفلسطينيين).

لبت كل القوى الفلسطينية من أحزاب وهيئات وشخصيات وطنية، النداء وتشكلت (اللجنة العربية العليا) للإشراف والتنسيق وتنظيم المظاهرات وأعمال المقاومة، وقد كان ذلك في 25/4/1936 برئاسة مفتي القدس (الحاج محمد أمين الحسيني) وقد أصدرت تلك اللجنة التي ضمت قيادات وطنية متمرسة، بيانا طالبت فيه العموم بالإضراب العام.

رافقت الإضرابات أعمال مقاومة عسكرية، استهدفت الجسور ووسائل النقل التي تنقل اليهود، ومعسكرات الجيش البريطاني، وخط أنابيب نفط العراق ـ حيفا. ورافق ذلك امتناع عن دفع الضرائب.

تطوع الكثير من أبناء الأقطار العربية للاشتراك بتلك الثورة، فجاء من أبناء العراق والسعودية والأردن واليمن وسوريا ومصر وسائر البلدان العربية، وسقط منهم شهداء وجرحى، وتدفقت المساعدات المادية والمعنوية، وقد سقط أكثر من ألف شهيد في تلك الثورة وعدة آلاف من الجرحى، كما سقط من الأعداء الكثير من القتلى.

بريطانيا تدرك خطورة الموقف

لم تكن بريطانيا تتوقع هذا الحجم من الصمود والإصرار من قبل الشعب الفلسطيني، فلجأت الى الوساطات العربية الرسمية كإجراء لوضع حد لتفاقم تلك الأوضاع المتأزمة. وكانت تلك الدول قد تلقت طلبا من الثورة الفلسطينية لمساعدتها. وقد استجاب كل من الملك عبد العزيز آل سعود والملك غازي والأمير عبد الله والإمام يحيى*1 حيث أرسلوا مذكرة مشتركة الى ملك بريطانيا طالبوا فيها إيجاد حل سريع للقضية الفلسطينية، كما وجهوا نداء الى عرب فلسطين ناشدوهم من خلاله (الإخلاد الى السكينة حقنا للدماء ...) كما أوضحوا فيه اعتمادهم (على حسن نوايا) و (صداقة الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة في تحقيق العدل) ثم أكدوا لهم قائلين: (ثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم). وتلبية لهذا النداء أوقفت الثورة عملياتها العسكرية التي استمرت 176 يوما. في 12/11/1936.

شروط وقف الثورة

اشترطت اللجنة العربية العليا في فلسطين لوقف ثورتها الشروط:

1ـ إصدار اللجنة بيانا للشعب في وقف أعمال العنف والإضراب.
2ـ إيقاف الهجرة اليهودية لفلسطين، حتى تأتي اللجنة الملكية (لجنة بيل) وتضع تقريرها.
3ـ تقوم الحكومة العراقية بالسعي لدى بريطانيا لإنجاز مطالب فلسطين المشروعة.
4ـ إلغاء الغرامات المفروضة على الأهالي والقرى ووقف عمليات التفتيش، وإطلاق سراح المعتقلين، وإصدار عفو عام عن المتهمين بحوادث الثورة.

نقد لقيادات الثورة لقبولهم وقف الثورة

يورد الدكتور عبد الوهاب الكيالي في كتابه (تاريخ فلسطين الحديث) انتقادا لاذعا لقيادات الثورة، فيقول وهو يستعرض نتائجها، بأن قتلى الأعداء كانوا 16 من البوليس البريطاني و148 جريح، في حين كانت الاحصاءات الرسمية لخسائر العرب 145 شهيد و 804 جريح، أما لجنة بيل التي سيأتي ذكرها فقد قدرت قتلى العرب ب (1000)، وأعلنت الوكالة اليهودية أن أكثر من 200 ألف شجرة فواكه قد أتلفها العرب. و 80 من اليهود قد قتلوا و 308 جرحى.

ويرى الدكتور الكيالي أن هذه النتائج جيدة وكانت ممكن أن تؤدي الى وضع أفضل لو لم توقف الثورة في وقتها، ولكن القيادات قدرت أن الناس سيعانون مشاكل كبيرة بسبب البطالة واقتراب موسم قطف الحمضيات الذي سيضر بمصالح بعض الوجهاء السياسيين *2
يتبع


هوامش
*1ـ قضايا عربية معاصرة/ ابراهيم خليل احمد وآخرون/جامعة الموصل/ 1988/ ص 69

*2ـ تاريخ فلسطين الحديث/ د عبد الوهاب الكيالي/ بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ الطبعة السادسة 1970/ صفحة 322.

ابن حوران 24-11-2008 03:01 PM

مشروع تقسيم فلسطين (لجنة بيل)

أثناء اشتعال الثورة، أوفدت الحكومة الإنجليزية لجنة ملكية برئاسة اللورد (بيل) للتحقيق في دوافع الثورة، فوصلت الى فلسطين في 5/11/1936 وفي ذات الوقت أصدر وزير المستعمرات البريطاني تعليمات لسلطات الانتداب البريطاني في فلسطين بالسماح لقبول 1850 مهاجرا كل شهر من اليهود الى فلسطين، مما جعل اللجنة العليا للمقاومة برفض التعامل مع لجنة بيل احتجاجا على السماح بالهجرة لليهود، لكن، وبعد وساطات عربية عادت اللجنة العليا الفلسطينية للتعامل مع لجنة بيل وقدمت طلباتها.

وفي 7/7/1937 أوصت لجنة (بيل) بإلغاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وتقسيم البلاد الى ثلاث مناطق (دويلات): السهل الساحلي لليهود، والمناطق الداخلية (عدا المقدسة) للعرب، على أن تتحد تلك المناطق مستقبلا مع إمارة شرق الأردن لتشكل دولة متحدة، أما المناطق المقدسة (القدس، بيت لحم، الناصرة) فتكون تحت الحماية البريطانية، ويُعد تقرير لجنة بيل أول اعتراف لليهود بإعطائهم حق إنشاء دولة.

رفض العرب هذا المشروع، وطالبوا بتحرير فلسطين ووقف الهجرة، كما رفضه اليهود، وقالوا أنه يتناقض مع وعد بلفور الذي أعطاهم الحق في إنشاء وطن قومي على كل فلسطين.

مؤتمر بلودان العربي 8ـ10/9/1937

رفض العرب التوجهات البريطانية من خلال ما جاء بتقرير لجنة بيل، ودعوا الى مؤتمر حضره في بلودان/سوريا زهاء 500 شخصية عربية، طالبوا فيه بدعم المقاومة ورفض وعد بلفور وقرار التقسيم وأن فلسطين جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير، وقضية شعبها هي قضية كل العرب، وأقسموا على إنهاء كل مظاهر الاحتلال في فلسطين.

فشل لجنة (بيل) واستئناف المقاومة المسلحة

في 27/9/1937 تمكنت مجموعة من الثوار الفلسطينيين من قتل (لويس أندروس) نائب الحاكم الإنجليزي في الناصرة، وكان هذا المقتول من غلاة الانحياز للصهاينة وهو مهندس التقسيم. فتعاملت القوات البريطانية بقسوة وقمع لم تشهد الأراضي الفلسطينية له مثيلا، فاندلعت الثورة من جديد للوقوف أمام هجمة الإنجليز، واعتقال قادة الفلسطينيين وحل المجلس الإسلامي وعزل الحاج محمد أمين الحسيني عنه، مما اضطره الى مغادرة فلسطين الى لبنان ومن ثم العراق.

في 27/4/1938 وصلت الى فلسطين لجنة ملكية بريطانية أخرى حملت اسم (اللجنة الفنية للتقسيم) برئاسة (جون وودهيد)، ولكن العرب استقبلوها بالإضرابات والمقاطعة والاحتجاج وتصعيد أشكال المقاومة، مما دفع باللجنة للعودة الى بريطانيا خائبة في تشرين الثاني/نوفمبر 1938. وقدمت تقريرا مفاده أنه لا مكان عند العرب لدولتين على أرض فلسطين، ولكن تقريرها كان من الخبث بمكان، وهو تبني الفكرة الصهيونية بإقامة دولة يهودية خالية من أي مشاركة عربية على كل فلسطين.

محاولة احتواء الثورة من خلال مؤتمر لندن عام 1939

لم تتوقف الأعمال العسكرية للمقاومة الفلسطينية والتي قدمت آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، وقد ازداد الدعم العربي، خصوصا بعد مؤتمر عُقد في القاهرة بين 7ـ 11/10/ 1938 والذي حضره مندوبون من كل البلدان العربية وكثير من البلدان الإسلامية، فأحس الإنجليز أنهم في ورطة حقيقية، فخسائرهم بالضباط والجنود والمعدات قد زادت، وأن المساعدات الخارجية العربية والإسلامية قد أخذت تتدفق على الساحة الفلسطينية بحيث تبقي جذوة اشتعال ثورتها قائمة. أضف الى ذلك ما كان يجري على الساحة الدولية من توتر نتيجة ارتفاع وتيرة الاستعداد الألماني لعمل عسكري كبير.

قررت الحكومة البريطانية إشراك دول عربية في مؤتمر لندن لبحث القضية الفلسطينية، فوجهت دعوات لمصر والسعودية وشرق الأردن واليمن والعراق، وقد رفض الفلسطينيون الاشتراك بالمؤتمر ما لم يمثلهم فيه قياداتهم المعتقلة والمنفية في جزر (سيشيل) فوافقت الحكومة البريطانية على ذلك.

انعقد المؤتمر بين 7/2 و 17/3/1939 في لندن، وسمي بمؤتمر المائدة المستديرة، وقد رفض الفلسطينيون الجلوس مع الصهاينة على نفس الطاولة فتم عزل الوفدين في قاعتين منفصلتين، وانفض المؤتمر الذي استمر زهاء ستة أسابيع دون نتائج تذكر.

صدر في أيار/مايو 1939 ما يعرف ب (الكتاب الأبيض) وجاء فيه، نبذ فكرة التقسيم، وعدم اعتبار فلسطين دولة يهودية، بل دولة فلسطينية يشارك اليهود فيها العرب في إدارة تلك الدولة، على أن تقوم في غضون عشرة أعوام وترتبط تلك الدولة مع بريطانيا بمعاهدة. أما الهجرة فتقرر تحديدها ب 75 ألف مهاجر يهودي خلال خمس سنوات، وبعد ذلك لا بد من موافقة الجانب العربي على استقبال أي مهاجر إضافي*1

رفض الصهاينة ما جاء في الكتاب الأبيض، وتعاهدوا على تأجيج المقاومة ضده والمضي قدما في إنشاء كيانهم. أما العرب فقد وافق عليه الأمير عبد الله مع حزب الدفاع الفلسطيني. في حين انقسمت الفئات الأخرى الفلسطينية والعربية حوله.

وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية، تم التضييق على قيادات الثورة في سوريا من قبل سلطات الانتداب الفرنسي، وخفت المقاومة الفلسطينية واستشهد من استشهد من قياداتها، وغادر من غادر منهم الى العراق وسوريا.


يتبع


هوامش
*1ـ قضايا معاصرة/ سبق الإشارة له صفحة 74

ابن حوران 10-01-2009 02:40 PM

فلسطين عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية

يمكن القول أن تغييرات كبرى قد حدثت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، فبعد أن كانت بريطانيا لها الكلمة العليا في التحكم بمسار القضية الفلسطينية، كون فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وبعد أن نجحت بريطانيا في جعل سنوات الحرب العالمية الثانية سنوات هادئة نسبيا في أعمال المقاومة الفلسطينية، التي مالت الى الثقة بوعود بريطانيا من خلال تطوير ما جاء في الكتاب الأبيض. ولكن الوضع قد تغير بعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية وانتقل مكان الكلمة العليا في القضية الفلسطينية من بريطانيا الى الولايات المتحدة.

تصريح بيفن

بيفن هو (أرنست بيفن) وزير خارجية بريطانيا. لقد لمس هذا الوزير أن البساط قد سُحب من تحت أقدام البريطانيين، خصوصا بعدما اغتالت عصابة (شتيرن) وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط (اللورد موين) في 2/11/1944 وبعد تصريحات (روزفلت) في وجوب إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، خلافا لما جاء في الكتاب الأبيض البريطاني. وقد فهم الوزير (بيفن) أن بريطانيا لا تستطيع معارضة الولايات المتحدة في توجهاتها، خصوصا وهي تحتاج مساعداتها المالية لترميم آثار الحرب العالمية الثانية.

ففي 13/11/1945، أعلن وزير الخارجية البريطاني (بيفن) في مجلس العموم البريطاني أن حكومته لم تعد تنظر الى القضية الفلسطينية على أنها قضية محلية، بل قضية عالمية، يقتضي إشراك الولايات المتحدة الأمريكية فيها كشريك مسئول. وهذا الأمر نتج عنه تشكيل لجنة أنجلو ـ أمريكية من 12 عضو نصفهم من بريطانيا والنصف الآخر من الولايات المتحدة، وقد أرسلت الحكومة البريطانية رؤيتها الجديدة الى الحكومات العربية (السعودية ومصر) وقد عرضته على مجلس الجامعة العربية في اجتماعها في 6/12/1945، وقد جاء رد الجامعة أن الكلمة الأولى والأخيرة تعود للشعب الفلسطيني. وقد استغربت الجامعة استمرار الهجرة اليهودية، خلافا لما وعدتهم بريطانيا.

موقف اللجنة الأنجلو ـ أمريكية

أنهت اللجنة أعمالها في 28/3/1946، وكانت قد وصلت الى فلسطين والتقت ببعض القيادات الفلسطينية ومنهم (جمال الحسيني) أحد أعضاء اللجنة العربية الذي سمحت له سلطات الانتداب البريطاني بالعودة الى فلسطين، ومع أعضاء من الجانب الصهيوني منهم ( ديفيد بن جوريون و حاييم وايزمان).

لقد نسفت تلك اللجنة ما جاء في الكتاب الأبيض، وساوت بين مصالح اليهود ومصالح العرب، ولم توص بتفكيك عصابات الهاجاناه وشتيرن وأرغون والتي بلغ أعداد أعضائها المسلحين والمدربين زهاء 70 ألف. كما أوصت باستمرار الهجرة وطلبت من الحكومة البريطانية تسهيل ذلك.

موقف الفلسطينيين والعرب من قرار اللجنة

شعر الفلسطينيون والعرب من حولهم بتفاقم الأوضاع وتطورها نحو الأسوأ، فأعلن الإضراب العام في فلسطين في 3/5/1946 استنكارا وشجبا لمقررات اللجنة، وانعقد مؤتمر للقمة العربية في (أنشاص ـ مصر) في 28/5/1946 حضره ملوك ورؤساء مصر والسعودية واليمن وسوريا ولبنان والعراق، وأكدوا على تمسكهم بعروبة فلسطين أرضا وشعبا.

أما الجامعة العربية، فقد دعت لعقد مؤتمر (بلودان) بين 8ـ12/6/1946، جاء فيه ضرورة نصرة الشعب الفلسطيني ودعت لوحدة فصائله، وطالبت بالمقاطعة مع الدول الداعمة لتقسيم فلسطين، وطالبوا بوقف الهجرة، كما كان في مقررات ذلك المؤتمر بعض القرارات السرية التي تتعرض للمصالح النفطية الأمريكية والبريطانية إن لم تغير تلك الدولتان من سياستهما إزاء القضية الفلسطينية.

وطالب المؤتمر الحكومات العربية بمخاطبة الحكومة البريطانية لتغيير مواقفها.

مؤتمر لندن 10/9 الى 2/10/1946

بعد اتصالات الحكومات العربية بالحكومة البريطانية، تم الاتفاق على عقد مؤتمر في لندن، سبقه اجتماع لوزراء الخارجية العرب لتوحيد موقفهم في الإسكندرية، اتفقوا على أن لا يجلسوا مع الصهاينة في مكان واحد، وأن يرفضوا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الشأن الفلسطيني.

وقد انتهى مؤتمر لندن الذي استمر أكثر من ثلاثة أسابيع الى مقترحات بريطانية، تقضي بتقسيم فلسطين الى أربعة أقسام قسم يهودي حيث استقر اليهود في هجراتهم، وقسم القدس مع بيت لحم والأراضي القريبة منها وقسم النقب في جنوب فلسطين، وقسم للعرب فيما تبقى من الأراضي، على أن تتمتع منطقتا العرب واليهود بشكل من الدولة المؤسسية يتم التنسيق فيهما مع المندوب البريطاني السامي. وقد سمي هذا المشروع ب (مشروع موريسون : نائب رئيس وزراء بريطانيا في وقتها).

رفض اليهود هذا المشروع وتمسكوا في إنشاء وطن قومي لليهود في كل فلسطين، أما العرب فقد رفضوا المشروع وقدموا مشروعا لدولة ديمقراطية تتكون هيئتها العليا من عشرة، سبعة من العرب وثلاثة من اليهود، على أن تحفظ حقوق اليهود (أشبه ما يكون بالثلث المعطل في لبنان حاليا)، مع المطالبة بوقف الهجرة.

تفاجأ البريطانيون والأمريكان بالمشروع العربي، فطلبوا تعليق الاجتماعات لدراسته والرد عليه.

استأنف المؤتمر أعماله في 28/1/1947، وقاطعه الصهاينة والأمريكان، وتم رفض المشروع العربي، في حين تقدمت بريطانيا بمشروع آخر سمي ب (مشروع بيفن: وزير الخارجية البريطاني آنذاك) وهو لا يختلف كثيرا عن مشروع (موريسون)، إلا أنه جعل المناطق خمسة مناطق تتمتع بحكم ذاتي لمدة خمس سنوات تحت الحكم البريطاني، وبعدها يصار لاستيعاب ما سيحصل على الأرض.

رفض العرب هذا المشروع، كما رفضه الصهاينة.

يتبع

المراجع
1ـ تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر/ ابراهيم خليل احمد/ الموصل 1987
2ـ القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني/ مروان بحيري وآخرون/ اتحاد الجامعات العربية/ مطبعة جامعة الموصل 1983
3ـ أثر قوانين الانتداب البريطاني في إقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين/ عادل حامد الجادر/جامعة بغداد/ مطبعة أسعد 1976
4ـ تشريح نزاع الشرق الأوسط/ يفغيني ماكسيموفيتش بريماكوف/ تعريب: سعيد أحمد/ دمشق/1979

ابن حوران 31-01-2009 03:59 PM

الأمم المتحدة تعلن تقسيم فلسطين في 29/11/1947

في 29/11/1947، صوت 33 مندوب في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح تقسيم فلسطين من بينهم مندوب الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وعارض المشروع 13 دولة في حين امتنعت بريطانيا من بين 10 دول عن التصويت، وغاب مندوب واحد عن الحضور.

نص قرار الجمعية العمومية على تقسيم فلسطين الى 6 مناطق، تقام على ثلاث مناطق منها دولة يهودية، أخذت 56.5% من أراضي فلسطين، في حين كان اليهود يشكلون ثلث السكان آنذاك ويملكون 6% من الأراضي الفلسطينية التي استطاعوا شراءها من مالكيها (معظمهم غير فلسطينيين وغير مقيمين فلسطين)، في حين أعطيت ثلاث مناطق للدولة العربية التي خصصت (يافا) لتكون عاصمة لها. بينما تم اقتراح أن تدار القدس دوليا. وقررت بريطانيا أن تسحب انتدابها في 15/5/1948

وقد اتضحت نوايا الولايات المتحدة مع بريطانيا في زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي.

العرب وردود فعلهم

في فلسطين اندلعت المصادمات الدموية التي راح ضحيتها آلاف الشهداء، في حين انتفضت كل الشوارع العربية مطالبة حكوماتها بالتدخل السريع لوقف العدوان، وإزالة أثر الصهاينة. حتى العرب الذين كانوا يرزحون تحت الاحتلال لم يتوانوا هم الآخرين عن غضبهم ومظاهراتهم التي استجابت لصوت فداحة الحدث.

في 8/12/1947 عقدت اللجنة السياسية للجامعة العربية عدة اجتماعات، صدر عنها بيان في 17/12/1947 جاء فيه ما يلي:

1ـ استنكار تقسيم فلسطين، والعمل على مقاومته وإحباطه. والحيلولة دون قيام دولة لليهود على أرض فلسطين.
2ـ إمداد عرب فلسطين بالمال والسلاح والمتطوعين.
3ـ توزيع الجيوش العربية المكلفة بتنفيذ ما سبق، وفق الترتيب التالي:
أ ـ جيش الإنقاذ (عربي ـ شعبي) بقيادة المجاهد (فوزي القاوقجي) وكان يتكون من ثمانية أفواج وقد دخل فلسطين في كانون الثاني/يناير 1948.
ب ـ جيش المجاهدين الفلسطينيين المسمى (جيش الجهاد المقدس)، بقيادة المجاهد عبد القادر الحسيني، وكان تحت إشراف الهيئة العربية العليا.
ج ـ الجيوش النظامية العربية، وقد قسمت الى أربعة قواطع، لكل قاطع قيادة مستقلة، وكانت الجيوش من العراق ولبنان والأردن ومصر وسوريا، وكانت تحت قيادة الملك عبد الله (ملك الأردن). وقد تم الاتفاق أن ترابط تلك الجيوش على حدود فلسطين وتتدخل وقت الحاجة.

الاشتباكات الداخلية بين الصهاينة والفلسطينيين

أراد الصهاينة استثمار قرار التقسيم بسرعة هائلة، فقاموا بالبداية بطرد العرب من القرى الواقعة في المنطقة التي حددت لهم بقرار التقسيم، وبالرغم من البسالة الهائلة التي أبداها المقاومون الفلسطينيون والمتطوعون العرب، فقد لجأت القوات الصهيونية لأساليب لم يعهدها العرب سابقا كالنسف والاغتيال والتنكر بأزياء عربية لاغتيال المقاومين.

وقد حاول المندوب الأمريكي التنصل من دعم قرار التقسيم واقترح مندوب الولايات المتحدة الأمريكية في آذار/مارس 1948 وضع فلسطين تحت وصاية مجلس الأمن الدولي، فرفض الصهاينة الاقتراح، كما رفضه العرب إلا إذا تم نزع سلاح (الهاغاناه) ووقف الهجرة.

في أواخر آذار/مارس 1948 أعلن (بن غوريون) نفسه رئيسا للحكومة الصهيونية وأعلن الحرب على العرب، فقامت عصابات (الهاجاناه وأرغون تسفاي لومي وشتيرن) ببث الرعب في صفوف العرب بالقرى والتنكيل بأهلها، ومن تلك المشاهد الرهيبة مذبحة (دير ياسين) التي نفذها الصهاينة في 9/4/1948 حيث تم ذبح 254 عربيا من الأطفال والشيوخ والنساء والتنكيل بهم ورمي جثثهم في الآبار أو على قارعات الطرق. وتم طرد 400 ألف عربي من بيوتهم.

الحرب العربية الصهيونية الأولى

بعد أن نفذت بريطانيا وعدها بترك فلسطين في 15/5/1948، أعلن ديفيد بن غوريون دولة الكيان الصهاينة وبعد دقائق معدودة أعلنت الولايات المتحدة اعترافها بالكيان الصهيوني.

هنا دخلت الجيوش العربية، وتمكنت من السيطرة على مناطق عديدة من فلسطين، وأظهرت بعض الوحدات فعالية قتالية عالية، وكان بإمكانها احتلال ما تم السيطرة عليه من قبل الصهاينة قبل رحيل القوات البريطانية، لكن ظهر في الأفق التهديد الأمريكي البريطاني، كما أن الكفاءة التنسيقية بين الأداء السياسي والعسكري لدى القوات الحكومية العربية كان ضعيفا، وبالرغم من وصول القوات العربية لمشارف (تل أبيب) التي اتخذها الكيان الصهيوني عاصمة لهم، فإن القوات العربية توقفت هناك مستجيبة لقرار مجلس الأمن الذي صدر في 22/5/1948، بعد أن استنجد فيه بن جوريون لوقف الهجوم العربي.

هدنة 11/6/1948

أوفدت الأمم المتحدة الوسيط الدولي (الكونت فولك برنادوت) بعد أن عقدت الهدنة الأولى في 11/6/1948، فاستغل الصهاينة تلك الفترة في إدخال الأسلحة والمتطوعين، في حين تم التضييق على العرب لتعزيز مقدرتهم العسكرية. وفي 9/7/1948 تم استئناف القتال بعد أن انتهكت وقفه الأول القوات الصهيونية باحتلال المزيد من القرى العربية. فأبدت القوات العربية ومن معها من الجيوش الشعبية من المقاومين الفلسطينيين والعرب بسالة فائقة، جعلت مجلس الأمن أن يصدر قرارا ثانيا في 19/7/1948، وملزما للقوات العربية بوقف تقدمها.

هدنة 19/7/1948

جاءت الهدنة الثانية في 19/7/1948، وتيقن المبعوث الدولي أن العرب يرفضون قرار التقسيم وقيام دولة لليهود على أرض العرب، فاقترح أن يكون هناك دولتان جنوبية للعرب، وشمالية في الجليل بكامله لليهود، وتدويل كل من حيفا والقدس واللد وعودة المهجرين العرب الى بيوتهم وتعويضهم عن الدمار وفقدان الممتلكات والأرواح، وضم القسم العربي من فلسطين الى شرق الأردن.

في 17/9/1948، تم اغتيال الكونت براندوت ومساعديه من قبل عصابة (شتيرن) لإصراره على مقترحه، ولم تحرك الهيئة الدولية ساكنا تجاه اغتياله الذي كان استهانة بكل هيبتها!

توقف القتال نهائيا

بعثت الأمم المتحدة مبعوثا جديدا، هو (رالف بانش) وتم عقد سلسلة من الاجتماعات بينه وبين العرب، ابتداء من اتفاقية (رودس) وانتهاء بالاتفاقيات الأربعة التي وقعت بين الكيان الصهيوني وكل من سوريا والأردن ومصر ولبنان وقد رفض العراق التوقيع على اتفاقية إنهاء حالة العداء بينه وبين الكيان الصهيوني، كانت تلك الاتفاقيات في 11/5/1949، حيث اعترفت الأمم المتحدة بالكيان الصهيوني وقبلته عضوا في الهيئة الدولية.

ابن حوران 22-02-2009 02:17 PM

بين نكبة 1948 و هزيمة 1967

1ـ استولى الكيان الصهيوني على 70% من أراضي فلسطين، واستفاد من القوانين العثمانية التي كانت تطلق على الأراضي التي خارج التجمعات السكنية بالأراضي (الميرية)، أي التي يملكها السلطان العثماني بصفته محررا أو فاتحا لتلك البلدان، وعليه فكانت معظم الأراضي التي يستغلها الفلاحون في فلسطين هي من ذات النوع ولا يملكون مستندات بملكيتها تحميهم قانونيا. وقد استغل الكيان الصهيوني هذه الناحية وأصدر قانونا في 10/3/1953 سمي بقانون استملاك الأراضي.

2ـ تم اقتلاع مليون فلسطيني من أصل 1.320.000 نسمة، من أراضيهم وأمكنة سكناهم وتهجيرهم الى كل من الأردن وسوريا ولبنان وما تبقى من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة). وقد أحصت وكالة غوث اللاجئين عدد الفلسطينيين المشمولين في خدماتها، قبل يوم واحد من حرب حزيران/يونيو 1967، فكانوا 1.344.576 عربي فلسطيني.

3ـ أصدرت الأمم المتحدة 16 قرارا دوليا يطلب من الكيان الصهيوني عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، لكن دون تطبيق لأي قرار منها وعدم قبول الكيان الصهيوني بتلك القرارات.

4ـ دخل تعقيد جديد على قضية الفلسطينيين، عندما اجتمع ممثلون من فلسطين والأردن بضم الضفة الغربية الى الأردن في 24/4/1950، وفي 27/4/1950 اعترفت بريطانيا بذلك الاتحاد.

5ـ لم يكن إنشاء الكيان الصهيوني بعيدا عن المخططات الاستعمارية، بل كان من ضمن التحالف الذي كان يتربص بالمنطقة قبل انهيار الدولة العثمانية، لذلك لم تتأخر الدول الاستعمارية في ترجمة نواياها الى إجراءات فعلية منها:

أ ـ استمرار تسهيل الهجرة من اليهود الغربيين الى فلسطين.
ب ـ دعم ميزانية الحرب الصهيونية التوسعية حيث بلغت بين عامي 1950 و1956 ما نسبته 51%. وما بين عام 1948ـ 1962، تلقى الكيان الصهيوني حوالي مليار دولار (وهو ما يساوي عشرين ضعف ميزانية دولة مثل الأردن في وقتها). إضافة الى إلزام ألمانيا (الغربية في وقتها) بدفع تعويضات عما سمي بالجرائم النازية ضد اليهود.

ج ـ إيقاف الاستنكار والشجب الدولي، بواسطة الفيتو البريطاني أو الفرنسي أو الأمريكي، للجرائم التي كان الكيان الصهيوني يقوم بها، مثل الاعتداء على قرية نحالين الأردنية عام 1954وعلى المقر المصري لحاكم قطاع غزة عام 1955والاعتداء على الحدود السورية وقتل 49 مواطنا في كانون الأول/ديسمبر 1955، ومذبحة كفر قاسم في الأراضي المحتلة راح ضحيتها 51 شهيدا وجرح 43. كما ربطت الدول الغربية بعلاقاتها مع العالم ما سمي بتوازن التسليح بين الكيان الصهيوني وكل الدول العربية.

د ـ إشراك الكيان الصهيوني بالأحلاف المشبوهة التي تتربص بالمنطقة، وكان أبرزها التحالف الثلاثي مع فرنسا وبريطانيا الذي نفذ عدوانه الثلاثي في 19/10/1956 على مصر.

هـ ـ في كانون الثاني/يناير 1957 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ما سمي بمبدأ (أيزنهاور) أو ملئ الفراغ، الذي سيكون له شأن في تزعم تلك الدولة إدارة الملف الفسطيني، أو بالأحرى كفالة الكيان الصهيوني في تثبيت أقدامه في المنطقة.

6ـ بعد مناقشات طويلة توصلت الجامعة العربية في 13/4/1950 على التوقيع على صيغة الدفاع العربي المشترك، والتي كان من بندوها منع أي دولة عربية من الاتصال بالكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال وعدم إبرام أي اتفاقية معه (وتلك المادة التي طبقت بحق مصر عندما وقعت اتفاقية كامب ديفيد). وفي آذار/مارس 1951 أسست جامعة الدول العربية مكتب لمقاطعة الكيان الصهيوني ومن يقيم علاقة معه، واعتمدت دمشق مقرا لهذا المكتب.

يتبع

ابن حوران 12-03-2009 08:24 AM

انطلاقة الثورة الفلسطينية

كانت مشاعر العرب بعد نكبة 1948 مزيجا بين الشعور بالذنب وتململ اتسم بالعفوية، فبعد أن أخذت بعض الأعمال طريقها في الفترة ما بين عامي 1953 و 1956، تجاه العدو الصهيوني، وما رافق ذلك من منع من قبل الحكومات المجاورة التي كانت تبرر منعها لتلك الأعمال، بردة الفعل الصهيونية على أراضيها بعدوان لم تكن تلك الدول لتستطيع صده.

وما أن جاء عام 1964 حتى كان قد ظهر أكثر من 40 تنظيم فدائي صغير، منها (قيادة العمل الفلسطيني) التابعة لحركة القوميين العرب، و (فرع العمل الفلسطيني) الذي كان معظم أعضاءه من المنتمين لحزب البعث.

وكان بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، أن أخذ التفكير في البحث عن شكل من التنظيم المتطور قد شغل تفكير كثير من القوى الفلسطينية، وقد خلقت فكرة نواة منظمة سياسية عام 1959 بين الأوساط المثقفة الفلسطينية، وتطورت تلك الفكرة عام 1962 لتصبح (حركة التحرير الوطني الفلسطيني) التي أصبحت تعرف اختصارا باسم (فتح) وأصبح لها جناح عسكري حمل اسم (العاصفة).

نشاط الجانب الرسمي العربي

كانت اللجنة السياسية التابعة للجامعة العربية قد اتفقت في اجتماع (شتورا ـ لبنان) في آب/ أغسطس 1960، على الحفاظ على الشخصية الفلسطينية، وتهيئة الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه بمساندة عربية.

استمرت المداولات العربية الرسمية زهاء ثلاث سنوات، حتى جاء مؤتمر القمة الأول في القاهرة بين 13 و16/1/1964، والذي انعقد بسبب المحاولات الحثيثة من الكيان الصهيوني لتحويل مجرى (نهر الأردن). وتمخضت الجهود عن توجه عربي لتأسيس (منظمة التحرير الفلسطينية)، وتخويل (أحمد الشقيري) مندوب فلسطين في الجامعة العربية لتشكيل لجان تحضيرية لعقد مؤتمر فلسطيني لهذه الغاية.

المؤتمر الفلسطيني الأول

انعقد في القدس بتاريخ 28/5/1964 بحضور ممثلين عن ملوك ورؤساء الدول العربية (عدا المملكة السعودية). وفي هذا المؤتمر تم تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني ليقود الشعب الفلسطيني الى معركة التحرير كما جاء في البيان.

وكان من بنود الميثاق القومي الفلسطيني الذي أقر في المؤتمر:

1ـ جاء في المادة الأولى ((فلسطين وطن عربي تجمعه روابط القومية العربية بسائر الأقطار العربية التي تؤلف معها الوطن العربي الكبير.

2ـ جاء في المادة الثالثة (الشعب العربي الفلسطيني " صاحب الحق الشرعي في وطنه، وهو جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، يشترك معها في آمالها وآلامها، وفي كفاحها من أجل الحرية والسيادة والتقدم والوحدة " .

3ـ جاء في المادة الرابعة (أن جميع الفلسطينيين أعضاء طبيعيون في منظمة التحرير الفلسطينية، يؤدون واجبهم في تحرير وطنهم قدر طاقاتهم.

4ـ جاء في المادة السابعة (المجلس الوطني الفلسطيني هو السلطة العليا لمنظمة التحرير، وهو الذي يصنع سياسة المنظمة ومخططاتها وبرامجها)

5ـ جاء في المادة التاسعة على أولوية تحرير الأرض ( إن المذاهب العقائدية سياسية كانت أو اجتماعية أو اقتصادية، لا تشغل أهل فلسطين عن واجبهم الأول في تحرير وطنهم، والفلسطينيون جميعا جبهة واحدة يعملون لتحرير وطنهم بكل مشاعرهم وطاقاتهم الروحية والمادية).

6ـ جاء في المادة 12 (الوحدة العربية وتحرير فلسطين هدفان متكاملان).

7ـ جاء في المادة 13 (إن مصير الأمة العربية، بل الوجود العربي بذاته، رهن بمصير القضية الفلسطينية)

مؤتمر القمة الثاني في الإسكندرية 5/9/1964

رحب مؤتمر القمة الثاني المنعقد في الإسكندرية بقرارات المؤتمر الفلسطيني، واعتمد قرارا بتأسيس جيش التحرير الفلسطيني والذي ابتدأ ب 12 ألف مقاتل.

مؤتمر القمة الثالث في الدار البيضاء 13ـ 17/9/1965

طور مؤتمر القمة الثالث المنعقد في المغرب بالدار البيضاء من الالتزام العربي بالسماح للشعب الفلسطيني أينما كان بمزاولة نشاطه في تحقيق أهدافه المقرة في المؤتمر التأسيسي، وتهيئة الأراضي العربية المحيطة بفلسطين لذلك.

يتبع

ابن حوران 26-03-2009 08:19 PM

المنظمات الفدائية العربية الفلسطينية

جاء الكفاح المسلح الفلسطيني نقطة تحول في حركة المقاومة العربية الفلسطينية، وكانت (حركة التحرير الوطني الفلسطيني) والمختصرة ب (فتح) قد برزت متزامنة مع ظهور (منظمة التحرير الفلسطيني)، أثر انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الأول، والذي اشتركت فيه عناصر من (فتح) ذاتها. وفي 1/1/1965 أعلنت القيادة العامة لقوات العاصفة (الجناح العسكري لفتح) عن أول عملية لها داخل الأراضي المحتلة.

استطاعت فتح أن تجذب المتطوعين من أبناء فلسطين حولها، حتى أصبح تعداد أعضائها في 5/6/1967 حوالي 25 ألف عضو، وقد استفادت من كونها منظمة فلسطينية خالصة أنها أيضا كان لها الكلمة العليا في منظمة التحرير الفلسطينية، فكانت هيبتها تفوق هيبة ما تلاها من تنظيمات، كونها (حركة) ضمت كوادر من شتى الأطياف السياسية والوطنية الفلسطينية، فكان الدعم المعنوي والمالي يكون من نصيبها بالدرجة الأولى.

الى جانب فتح ظهرت منظمات فدائية أخرى، اتفقت مع فتح على انتهاج الكفاح المسلح طريقا لتحرير فلسطين. لكن اختلفت مع فتح على بعض التفصيلات العقائدية. ففي عام 1966 تأسست منظمة (طلائع حرب التحرير الشعبية) والتي كانت تُعرف بسوريا باسم (الصاعقة). وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1967 تشكلت (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) بعد أن اندمجت (جبهة التحرير الفلسطينية) و (شباب الثأر ـ الجناح العسكري للقوميين العرب) و (أبطال العودة ـ التي تأسست أواخر عام 1966).

وفي تشرين الأول/أكتوبر 1968 انشق عن الجبهة الشعبية، جناح جديد مكونا ما يُعرف ب (الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة). وفي 21/2/1969 انشق عن الجبهة الشعبية أيضا ما يسمى بالجناح اليساري وشكل ما يُعرف ب (الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين)، وفي أواخر حزيران/يونيو اندمج أغلبية الأعضاء المنتمين لما يعرف ب (المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين) و (عصبة اليسار الثوري) بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وبعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني عام 1967 تشكلت (جبهة النضال الشعبي الفلسطيني)، من بعض قطاعات القوميين العرب. وفي الفترة نفسها، تأسست بين الأوساط الفلسطينية المقيمة في العراق (الهيئة العاملة لتحرير فلسطين). وفي شباط/فبراير 1971 انضمت تلك الهيئة لتنظيم فتح. وفي أوائل آب/أغسطس 1969 تأسست (منظمة فلسطين العربية) بعد أن انشقت عن (الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة) ثم انتهى بها المطاف الى الانضمام لفتح.

بعد تولي حزب البعث الحكم في العراق، تأسست ومبادرة منه (جبهة التحرير العربية) وكان على رأس تنظيمها الدكتور (عبد الوهاب الكيالي) عضو القيادة القومية للحزب، واستطاعت منذ تأسيسها في 6/4ـ 30/8/1969 القيام ب 40 عملية عسكرية داخل الأراضي المحتلة ومرورا من الأراضي السورية واللبنانية والأردنية.

المنظمات الفلسطينية وعلاقاتها بالدول العربية

كانت الهزيمة العسكرية التي تعرضت لها كل من مصر والأردن وسوريا في 5/6/1967، تشكل مناخا متوترا شعبيا، آثر مناصرة المقاومة والكفاح المسلح مع تحميل الجانب الرسمي تبعات تلك الهزيمة. هذه الأجواء أفقدت القوى الوطنية بوصلة التحرك، وانتزاع حق الوجود من النظام الرسمي بشكل عقلاني، فاتسمت النشاطات بروح ثورية وعصبية ومشتتة توجهها أيديولوجيات سياسية أحيانا وتجعلها تتصادم مع الإرادة الرسمية للدولة القطرية أحيانا أخرى.

كما أن عدم التدقيق في تنظيم الأفراد المتطوعين، جعل أخطاء هؤلاء تُحسب على التنظيمات التي ينتمون إليها.

منظمة التحرير بين الخط المعتدل والخط الرافض

تزامنت الخلافات داخل منظمة التحرير الفلسطينية، مع ظهور النشاطات الدبلوماسية للحلول السلمية، والتي بدورها شقت الصف العربي، فبين مؤيد لتلك الحلول وبين معارض، والتي انعكست هي الأخرى على واقع منظمة التحرير.

في 22/11/1967 صدر القرار (242) عن مجلس الأمن والذي يُطالب إسرائيل من (أراضٍ عربية احتلتها!) وهو القرار الغامض الذي لا يزال مثار الجدل في الأوساط القانونية الدولية، كونه قرارا غير ملزم، وقرار لا يوضح تلك الأراضي الواجب الخروج منها.

في ذلك الوقت ظهرت أصواتٌ فلسطينية تطالب بتنحية (أحمد الشقيري) عن رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية. في 14/12/1967 قدم الشقيري استقالته وتولى (يحيى حمودة) رئاسة المنظمة بالوكالة.

فهم من تعامل مصر مع مشروع (روجرز) أو قرار (242) أن مصر في طريقها للموافقة على تلك الحلول. هذا بدوره ترك ظلاله على واقع الفصائل الفلسطينية المقاومة. لكن اجتمعت ثمان منظمات فدائية ـ باستثناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية (يحيى حمودة) في كانون الثاني/يناير 1968، وطالبت برفض كل مخططات التسوية، ودعم الكفاح المسلح، وضرورة الرجوع الى قيادة جيش التحرير الفلسطيني وممثلي الشعب في التشاور معهم على أي نشاط دبلوماسي.

وتم تشكيل لجنة تحضيرية مكونة من ممثلي مختلف المنظمات والاتحادات الفلسطينية مع عدد من المستقلين. وفي هذه الأثناء (21/3/1968) استطاعت قوات الفدائيين مع الجيش الأردني من إلحاق هزيمة نكراء في الجيش الصهيوني بمعركة (الكرامة) والتي تعتبر نقطة مفصلية فيما سيكون بعدها.

يتبع


ابن حوران 12-04-2009 07:04 PM

أحداث أيلول/سبتمبر 1970

كانت القوات الصهيونية تود احتلال جبال السلط المطلة على غور الأردن من جهة الشرق، وقريبة من عمان العاصمة الأردنية، لتكون لها مثل ما هي عليه هضبة الجولان السورية المحتلة والمطلة على دمشق وجنوب سوريا ومطلة على شمال الأردن من جهة بني كنانة حيث وعورة التضاريس في منطقة (عقربا) ومنطقة (العشة ـ قرب سحم) حيث دارت معركة اليرموك الخالدة.

ولكن استبسال القوات الأردنية وقوات المقاومة الفلسطينية أحبط مخططات الصهاينة، وزرع أملا عظيما في نفوس الناس الذين تأثروا بعمق قبل تسعة أشهر إثر هزيمة حزيران/ يونيو 1967. كان ذلك كما أسلفنا في 21/3/1968 وقد حاول كل من الطرفين الأردني والفلسطيني الاستئثار بالنصر ونسبه لنفسه وحيدا.

أجواء ما بعد معركة الكرامة

كانت علاقة الأردنيين بالمنظمات الفدائية، علاقة عضوية، وبالذات تلك العشائر التي تقطن المناطق الحدودية مع فلسطين، حيث كانت تؤمن تحركات الفدائيين من مختلف الفصائل الى الأرض المحتلة، وكان الكثير من أبناء تلك العشائر ينخرطون في صفوف المنظمات الفدائية. وكان الناس يتناقلون أخبار العمليات الفدائية بفخر، ودون شعور أن هناك فريق أردني وفريق فلسطيني.

تلك اللحمة بين الشعبين، بدأت تتأثر بعدما شاعت أجواء تغذي الفتنة بين الشعبين، وتلك الأجواء بدأت بعدما تم سن قانون (خدمة العلم) أي الخدمة الإجبارية من قبل الحكومة الأردنية، والذي استثنى فيه أبناء المقاومة الفلسطينية، هذا الوضع ساعد على انخراط الكثير من الناس في صفوف المقاومة الفلسطينية ـ دون تدقيق ـ فتورمت بعض المنظمات، خصوصا تلك التي تلقت أموالا من دول نفطية، حيث كانت تمنح راتبا لأعضائها أكثر بخمسين مرة من الراتب الذي يتلقاه من يخدم في الجيش الأردني تحت (خدمة العلم).

أحداث قتل وتخريب مجهولة الهوية!

قبل أحداث عام 1970 قتل ما لا يقل عن 300 مواطن، منهم الفلسطيني ومنهم الأردني، في ظروف أريد أن تكون غامضة! ففي الطرق المؤدية للقرى التي تسكنها العشائر الأردنية يتم العثور على جثة ضابط برتبة نقيب، وبجانبه (كاسكيتة: غطاء رأس) لفدائي، أو (شاجور كلاشنكوف) وفي مخيم من مخيمات اللاجئين يتم الاعتداء على كوخ وجرح أو قتل من فيه، وهكذا.

كما أن هناك أكثر من مئة حالة اصطدام بين رجال المقاومة الفلسطينيين، ورجال الأمن العام الأردني. كل تلك الأحداث أوجدت بيئة خصبة للتلاسن وإطلاق عبارات الاستفزاز. فهناك أكثر من 50 منظمة فدائية، قسم لها مكاتب وقسم لها مطارات تحتجز فيها الطائرات المختطفة، ومئات بل آلاف الناطقين الرسميين وحواجز تفتيش خاصة ببعض المنظمات.

هذه الأجواء، أشعرت الحكومة الأردنية، أنها تتشارك في إدارة الدولة مع جهة ودون تنسيق فيما بينهما.

ومن الطريف، أنه كان بعض الطلبة (سواء من الأردنيين أو الفلسطينيين) والذين ينتمون لفصائل المقاومة، كانوا يقدمون امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) وأسلحتهم على المناضد.

بوادر الحلول السلمية عجلت في المواجهة

بعد قبول بعض الدول العربية بقرار مجلس الأمن 242 وتحركات (وليام روجرز) وزير الخارجية الأمريكي، ومساعده (جوزيف سيسكو)، انقسمت الدول العربية بين قابل بتلك الحلول ومنها مصر والأردن، وبين من لم يقبلها مثل العراق وسوريا وبعض المنظمات الفدائية. مما حدا ببعض القادة الفلسطينيين من إبراز رغبتهم في الانقضاض على الحكم في الأردن وجعل الأردن قاعدة للانطلاق لتحرير فلسطين.

سوريا والعراق

رغم أن الدولتين كانتا من دول (الرفض) للمشاريع السلمية، إلا أنهما لم يكونا على ود ولم يكن بينهما تنسيق، وتضمر إحداهما العداء للأخرى. وكان لسوريا منظمة الصاعقة، وللعراق جبهة التحرير العربية.

وكانت سوريا قبيل أحداث أيلول، في حالة من عدم استقرار الحكم بشكل نهائي، فقد كان رئيسها (أحمد الخطيب) الذي جاء بعد الانقلاب على نور الدين الأتاسي، وجماعته (إبراهيم ماخوس ويوسف الزعين الخ). وبقيت كذلك لشهر تشرين الثاني/نوفمبر عندما تولى الرئيس حافظ الأسد مقاليد الحكم بشكل واضح.

في حين كان العراق يحكمه الرئيس أحمد حسن البكر وله من القوات المسلحة في الأراضي الأردنية (قوات صلاح الدين) وكانت منتشرة بخط من مدينة الرمثا شمالا حتى شرق مدينة المفرق.

صباح 16/9/1970

كوننا نقيم في مدينة الرمثا، فقد شاهدنا صبيحة يوم 16/9/1970 تدفق القوات السورية من مدينة (درعا) متجهة للغرب، وكانت تسير بخط مستقيم كأنها (طابور) من خلف المواقع العراقية. أدرك العراقيون أنهم قاب قوسين من إقحامهم في المعركة، فأمروا قواتهم بالانسحاب 50 كم باتجاه المفرق وشرقه. فأصبحت القوات السورية وجها لوجه مع المدفعية الأردنية المتمركزة في (سال) شرق (اربد) وقد تم تدمير عشرات الآليات السورية، فانحرفت القوات السورية باتجاه جرش.

هذا الوضع أشاع الفوضى في مدينة الرمثا، فهرب الموظفون وتم تدمير (برج) الرمثا (نقطة كالقلعة قديمة كانت تتمركز فيها حامية أردنية من الدرك). وبقيت الرمثا حوالي 3 أيام تحت سيطرة القوات الفدائية، ثم سرعان ما دخلتها القوات الأردنية. هذا ما شاهدناه مشاهدة عيان.

تدخلات عربية رسمية لوقف القتال

تحركت الدول العربية لوقف القتال وبعثوا بالرئيس السوداني (جعفر النميري) ووزير خارجية تونس (الباهي الأدغم) الى الأردن، ووصلوا الى مخبأ الرئيس (ياسر عرفات) وأخرجوه متنكرا خارج الأردن، بعلم وبموافقة الملك حسين.

وتم الاتفاق على أن تخرج التشكيلات الفدائية من المدن الأردنية وتستقر في منطقة (أحراش جرش وعجلون)، ولكن القتال عاد واندلع مرة أخرى في العام التالي.

يتبع


البدوي الشارد 12-04-2009 08:23 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران (المشاركة 638046)
أحداث قتل وتخريب مجهولة الهوية!

قبل أحداث عام 1970 قتل ما لا يقل عن 300 مواطن، منهم الفلسطيني ومنهم الأردني، في ظروف أريد أن تكون غامضة! ففي الطرق المؤدية للقرى التي تسكنها العشائر الأردنية يتم العثور على جثة ضابط برتبة نقيب، وبجانبه (كاسكيتة: غطاء رأس) لفدائي، أو (شاجور كلاشنكوف) وفي مخيم من مخيمات اللاجئين يتم الاعتداء على كوخ وجرح أو قتل من فيه، وهكذا.

كما أن هناك أكثر من مئة حالة اصطدام بين رجال المقاومة الفلسطينيين، ورجال الأمن العام الأردني. كل تلك الأحداث أوجدت بيئة خصبة للتلاسن وإطلاق عبارات الاستفزاز. فهناك أكثر من 50 منظمة فدائية، قسم لها مكاتب وقسم لها مطارات تحتجز فيها الطائرات المختطفة، ومئات بل آلاف الناطقين الرسميين وحواجز تفتيش خاصة ببعض المنظمات.

هذه الأجواء، أشعرت الحكومة الأردنية، أنها تتشارك في إدارة الدولة مع جهة ودون تنسيق فيما بينهما.

ومن الطريف، أنه كان بعض الطلبة (سواء من الأردنيين أو الفلسطينيين) والذين ينتمون لفصائل المقاومة، كانوا يقدمون امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) وأسلحتهم على المناضد.



يتبع

أحيي هذا العرض وصاحبه.
ولا يخفى عليك أخي ابن حوران أن السبب الحقيقي للصدام بين المقاومة والنظام الأردني كان ازدواجية السلطة التي لا تتحملها أي سلطة عربية. ومعظم هذه الحوادث دبرتها المخابرات الأردنية نفسها وهذا معروف وعليه شهادات كثيرة والهدف واضح وهو لف الشعب الأردني حول السلطة ضد المقاومة. والسبب الثاني المهم جدا هو طبيعة النظام الأردني التابعة الوظيفية التي أسس لها أصلا وهي حماية حدود الكيان الصهيوني وتشكيل حاجز له.
وهذا لا ينفي بالتأكيد أخطاء قيادة فتح وفوضوية معظم قياداتها (وكان هناك قيادات مخلصة واعية وضعها عرفات رحمه الله وغفر له وأرجو من الله أن يكون وهبه حسن الختام على الهامش لأنه كان يفضل الفاسد التابع على المخلص المستقل الرأي).

ابن حوران 13-04-2009 01:46 PM

أخي الفاضل البدوي الشارد

في أعمال كتابية ـ كالتي بين يدينا ـ تأخذ طابعا قريبا من الدراسة المبسطة، لتقديم (نول ) ثقافي، يمكن تركيب تفاصيله في اجتهاد خاص من القارئ الذي يود الاستزادة. وكون الأمر كذلك (شبه دراسة)، يُطلب حينها التحلي بالروح العلمية المحايدة، بعيدا عن ما يشتهي الباحث أو القارئ، فإن لم يكن لدى الكاتب أو من يريد التعليق، يملك من الوثائق ما يكفي لدعم وجهة نظره، فإن خوضه باستنتاجات سريعة، سيجعله يجانب الصواب بروحيته العلمية.

في شيوع الفوضى الأمنية في أي بلد، يسهل دخول أكثر من طرف خارجي، وحتى في الظروف التي يظن أهل البلد أنها تتمتع بقدر كامل من ضبط أمنها، فإن التسلل من منافذ كثيرة لأعداء الأمة بكل مكوناتها ( الحاكمة والمعارضة) سيكون متاحا، وسأضرب لك بعض الأمثلة لنشاط الصهيونية في أعمال يتذكرها الجميع:

1ـ إيلي كوهين أو (أمين ثابت) الذي استطاع بصبر أن يتسلل الى سوريا ويقدم معلومات عن التحصينات السورية في الجولان (أعدم بعد كشف أمره في 18/5/1965)

2ـ في عام 1976، قام إيهود باراك بعملية مطار عينتيبه في أوغندا، والتي قُتل فيها (جوناثان) شقيق رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) بعد أن ابتزوا عيدي أمين الرئيس الأوغندي بمجموعة من المعلومات المعدة عنه، والتي تفشي بعلاقته الجنسية مع والدته.

3ـ في 10/4/1973 قامت مجموعة بقيادة (إيهود باراك) بعملية (الفردان) في بيروت واغتالت القادة (كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار).

4ـ في 10/4/1984 قامت عناصر صهيونية بتوجيه من شمعون بيريز باغتيال (عصام السرطاوي) ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لشبونة.

5ـ في 14/1/1991، تم اغتيال القيادي الفلسطيني (صلاح خلف ـ أبو إياد) في تونس، من خلال عملية للموساد.

6ـ في 25/9/1997 تمت محاولة اغتيال (خالد مشعل) في العاصمة الأردنية عمان، وقد تم إلقاء القبض على الفاعلين من عناصر الموساد، من قبل عناصر الأمن الأردني، وقد تم مقايضة الإفراج عنهما بالكشف عن (ترياق) السم الذي حقن به، إضافة الى إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.


7ـ ما يحدث في العراق، من اغتيالات (في أجواء الفوضى الأمنية)، لترك تفسيرات هدفها إثارة الفتنة، وراءه (200) فرقة صهيونية عاملة لإشاعة مثل تلك الأجواء.

8ـ في مطلع هذا العام تم قصف 23 شاحنة في السودان من قبل طائرات صهيونية، علما أن المسافة تزيد عن 1750 ميل.


هذا بالإضافة لمئات العمليات داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، لترك انطباع أن الفصيل الفلسطيني الفلاني هو وراء ذلك الاغتيال، وهو ما أوصل الوضع الفلسطيني الى ما هو عليه الآن.

فالكيان الصهيوني ينشط في أكثر من دولة عربية، خصوصا دول الجوار المحاذية له، وليس بعيدا أن سلسلة الاغتيالات التي تمت في لبنان هي من صنع الموساد.

دمتم بود

ابن حوران 28-04-2009 06:59 PM

القضية الفلسطينية قبل حرب 1973

مرت القضية الفلسطينية بمرحلة هامة في تاريخها بالفترة التي تقع بين أحداث أيلول/سبتمبر 1970 في الأردن، ومعركة رمضان المجيدة في عام 1973.

ويمكن تلخيص معالم تلك المرحلة بما يلي:

1ـ خروج المقاومة الفلسطينية من الساحة الأردنية نهائيا، بعد معارك أحراش جرش وعجلون عام 1971، وانتقال قياداتها وثقلها الى لبنان.

2ـ إجراء انتخابات محلية في (الضفة الغربية) بين شهري آذار/مارس وأيار/مايو 1972، كان الهدف الصهيوني منها خلق قيادات موازية تمثل الشعب الفلسطيني وتتقاطع مع قيادات المقاومة في الخارج.

3ـ إعلان الأردن في 25/3/1972 لمشروع المملكة المتحدة، باتحاد الأردن، مع أي جزء يتم تحريره من فلسطين (الضفة الغربية) ورفض قيادات المقاومة الفلسطينية لهذا المشروع واعتباره ينسجم مع جهود التسوية التي كانت سائدة في بعض العواصم العربية.

4ـ تشكيل مجلس مركزي للإشراف على القرار الفلسطيني من 20 عضوا. 4 من فتح، و 2 من الصاعقة و 2 من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و2 من الجبهة الشعبية الديمقراطية و2 من الجبهة العربية لتحرير فلسطين والباقي من الاتحادات الفلسطينية والمستقلين.

5ـ تم زيادة المجلس الوطني الفلسطيني ليصبح 180 عضوا وذلك في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الحادية عشرة في القاهرة (6ـ 12/1/1973).

6ـ ظهور الانشقاقات في صفوف التشكيلات الفلسطينية، والاحتراب الداخلي والذي انعكس على نشاطات تلك التشكيلات في الدول التي يتواجد فيها الفلسطينيون، أو طلبة فلسطينيين، فكانت انتخابات الاتحاد العام لطلبة فلسطين تعكس عدم الانسجام بين فصائل المقاومة.

7ـ أخذت السلطات اللبنانية تضيق الخناق على حرية نشاط المنظمات الفلسطينية. في الوقت نفسه، اجتهدت بعض الفصائل الفلسطينية طرقا لإسماع العالم الصوت الفلسطيني باختطاف الطائرات وحوادث السفارات، مما خلق جوا من عدم الارتياح من قبل الدول التي تتواجد على أرضها مكاتب تلك الفصائل.

8ـ اغتيال ثلاثة من أهم قادة منظمة التحرير الفلسطينية، كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، في لبنان، مما أشاع جوا من عدم الاستقرار الأمني والنفسي والسياسي داخل لبنان مما سيؤثر على تواجد الفلسطينيين مستقبلا.

حرب تشرين 1973

رغم الهزيمة التي حلت بالعرب عام 1967، لكن الإرادة العربية لم تُقهر، وقد كان من نتيجة تلك الهزيمة أن احتل الكيان الصهيوني أراضٍ عربية من الدول التي اشتركت في حرب 1967.

وقد كانت كل من مصر وسوريا، تخططان للخروج من حالة (اللاحرب واللاسلم) فنسقتا فيما بينهما على خوض حرب واسعة وشاملة على الكيان الصهيوني وبدون تنسيق مسبق مع الدول العربية الأخرى، وكان ذلك في 6/10/1973. وتحت شعار ( تحرير الأراضي المحتلة) و (استعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين واحترامها...)

لقد خاضت الجيوش العربية هذه الحرب في بدايتها بكل شجاعة وبسالة وتجلت في المعركة بطولة المقاتل العربي واستعداده للبذل والتضحية. ومن هنا أحدثت للعدو هزة نفسية وحطمت مقولة (أسطورة الجيش الذي لا يقهر). وأظهرت الدول العربية (غير سوريا ومصر) استعدادا كبيرا في العطاء بين الاشتراك في القتال (الجيش العراقي والأردني) أو اقتصاديا عندما نسقت السعودية مع باقي الدول العربية النفطية، استخدام النفط كسلاح.

انحراف المعركة عن مسارها

رغم الأجواء المفعمة بالاعتزاز والرغبة في التحرير، ورغم تفاني الجنود وبسالتهم في أدائهم، فقد قدر لتلك الحرب أن تنحرف عن مسارها وتتحول من حرب تحرير الى حرب تحريك. خصوصا بعدما استطاع العدو فتح ثغرة بالجبهة المصرية التي عرفت بثغرة (الدفرسوار).

في 22/10/1973 صدر عن مجلس الأمن وبمبادرة سوفييتية ـ أمريكية مشتركة، قرارٌ يقضي بوقف إطلاق النار من الجانبين. وذلك بعد أن وصلت القوات الصهيونية الى الكيلو (101) على طريق القاهرة، والى قمة جبل الشيخ المشرف على دمشق. كان القرار المرقم (338) ينص على تنفيذ قرار مجلس الأمن (242)، وعلى إقامة محادثات سلام باشتراك كل الأطراف المعنية والمهتمة. وقد قبلت الحكومة المصرية القرار في نفس اليوم شريطة قبول الكيان الصهيوني به، أما سوريا فقد قبلت بالقرار بعد يومين. وقد تم فصل القوات على الجبهة المصرية في 17/1/1974، أما الجبهة السورية فقد تم فصل القوات في 29/5/1974.

يتبع


ابن حوران 13-05-2009 11:38 PM

محطات قبل اتفاقية كامب ديفيد

مؤتمر القمة السادس (الجزائر 26/11/1973)

في مؤتمر القمة العربي السادس في الجزائر عد المؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. كما تماشى مع هذه الرؤية كل من مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز ومؤتمر القمة الإسلامي الثاني.

مؤتمر القمة العربي السابع ( الرباط 26ـ30/10/1974

صادق المؤتمر السابع على اعتبار منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وسلمت كل من الأردن والعراق بذلك، وكانت الدولتان قد تحفظتا على القرار. وأصدر المؤتمر قرارا، يمنع فيه الحلول الانفرادية، والإبقاء على مساندة منظمة التحرير الفلسطينية. وغدا واضحا أن النظام الرسمي العربي أصبح أمام خيارين: إما التسوية الشاملة ( في مؤتمر السلام في جنيف) أو العودة الى المعركة والتحرير.


قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3236


في 13/11/1974 ألقى ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، خطاب فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي 22/11/1974 أصدرت الجمعية العامة قرار رقم 3236 الذي يعطي للفلسطينيين حق تقرير مصيرهم، ثم أصدرت الجمعية قرار رقم 3237 تدعو فيه منظمة التحرير الفلسطينية لتشارك في مداولاتها وجلسات كل المؤتمرات بصفة مراقب، وقد عزا المراقبون السياسيون هذا المكسب الى قرار مؤتمر الرباط 1974

في عام 1976 انعقد في الرياض مؤتمرا محدودا للقمة العربية، تبنى شعار ( الدولة الفلسطينية المستقلة).

في آذار/مارس 1977 أقر المجلس الوطني الفلسطيني الثالث عشر المعقود في القاهرة صيغة الدولة الفلسطينية التي أقرها مؤتمر الرياض.

فشل الدعوة لمؤتمر جنيف للسلام

بعد أن عقدت مصر مع الكيان الصهيوني اتفاقية جزئية في أيلول/ سبتمبر 1975، لم يلبي العالم دعوة منظمة التحرير لعقد مؤتمر جنيف للسلام، الذي خطط له مؤتمر الرباط 1974.

وساد جوُ من الفتور العلاقات بين منظمة التحرير والحكومة المصرية، فاتجهت المنظمة بثقل علاقاتها نحو سوريا، لكن هذا التوجه أصابه الفتور هو الآخر، بعدما اختلف الموقفان إزاء الحرب اللبنانية في أيلول/سبتمبر 1976.

في هذه الأثناء نشطت الحكومة المصرية في تحقيق فكرة قوامها أن تقوم دولة فلسطينية، الى جوار الكيان الصهيوني، على أرض الضفة الغربية وقطاع غزة، ترتبط باتحاد فدرالي أو كمفدرالي مع الأردن. [ ولا زال الحكم في مصر يلوح بتلك الفكرة حتى يومنا هذا].

موقف العراق من تلك الأنشطة

جاء في التقرير السياسي للمؤتمر القومي الحادي عشر لحزب البعث ما يبين رأي العراق فيما كان يجري (( ... فإن استمرار وجود المقاومة الفلسطينية في لبنان بظروفه السياسية والاجتماعية والاعلامية المعروفة، وسيادة أساليب الإفساد، والارتزاق، والسمسرة، والتملق، والتحالفات الانتهازية، في كثير من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية فيه، أغرت بعض القيادات والأوساط في المقاومة الفلسطينية، وبخاصة منها منظمة (فتح)، بالانغماس في اللعبة السياسية اللبنانية، بإقامة شبكة واسعة من العلاقات السياسية والاجتماعية، والظهور في المجتمع اللبناني وفي السلطة اللبنانية بمظهر الوجهاء والمتنفذين.)) *1

ولم يبرئ العراق كافة الدول العربية وحتى الاتحاد السوفييتي نفسه، في تليين مواقفهم واستعدادهم لقبول حلول التسوية بالقول: (( كان هناك قبل زيارة السادات للقدس جبهة واسعة تضم أصحاب التسوية، بصرف النظر عن الاختلاف النسبي في سياساتهم ومواقفهم وكان السادت من أبرز عناصر هذه الجبهة التي ضمت النظام السوري والأردني وقيادات في منظمة التحرير الفلسطينية وكل الأنظمة العربية اليمينية، كما ضمت المعسكر الشرقي والغربي على حد سواء))*2

خلاصة الوضع قبل اتفاقية كامب ديفيد

لم تستطع الدول العربية استثمار حالة تفاهمها لتظهر بمظهر موحد، فبين دولة تخجل من إعلان موقفها، الى دولة تملأ الدنيا ضجيجا دون فعل، الى دولة تمعن في إظهار إندفاعها للتسوية السريعة، والموقف الأخير هو ما تمثل بموقف مصر، كل ذلك أدى لتعامل مراكز القوى العالمية مع الموقف العربي بذلك الاستخفاف والسخرية. وهذا الوضع استمر حتى مؤتمر مدريد عام 1991، وبقيتآثاره ظاهرة حتى اليوم.

هوامش
*1ـ التقرير السياسي للمؤتمر القومي الحادي عشر/ القيادة القومية/ بغداد 1980 صفحة 147
*2ـ المصدر السابق.

ابن حوران 29-05-2009 02:00 PM


اتفاقية كامب ديفيد

يمكن القول أن اتفاقية كامب ديفيد كانت المفصل الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية الحديث. وقبل أن نخوض في آثار تلك الاتفاقية، يكون من الأفضل تعريف القارئ بماهية تلك الاتفاقية، كما هي، بعكس ما يُشاع عنها بأنها اتفاقية إرجاع الحق لأهله كما يصورها البعض.

في 18/9/1978 وفي مؤتمر صحفي حضره من وقع على اتفاقية كامب ديفيد وهم الرئيس الأمريكي (جيمي كارتر) والرئيس المصري (محمد أنور السادات) ورئيس وزراء العدو الصهيوني (مناحيم بيغن). تم التوصل الى الاتفاقية بعد مفاوضات شاقة في مؤتمر قمة عقد في منتجع (كامب ديفيد) في الولايات المتحدة واستمر مدة ثلاثة عشر يوما متوالية.

وقد شارك في هذه المفاوضات، إضافة الى الرؤساء الثلاثة (كارتر، السادات، بيغن) وزراء خارجيتهم وكبار مستشاريهم السياسيين والعسكريين والقانونيين، غير أن القرارات الحاسمة اتخذت من قبل الرؤساء وحدهم، وخصوصا بالنسبة للقرار المصري الذي حسمه السادات خلافا لآراء وزرائه ومستشاريه، مما أدى الى استقالة وزير خارجيته عقب الإعلان عن مقررات القمة.

ويعتبر التخريج القانوني لاتفاقية كامب ديفيد غريبا من الناحية القانونية، خصوصا وأن توقيع كارتر أخذ على أساس أنه ضمانة لتنفيذ هاتين الاتفاقيتين. وسوف نستعرض الخطوط الرئيسة والعامة لهاتين الاتفاقيتين:

الاتفاقية الأولى ( إطار عمل للسلام في الشرق الأوسط)

تبدأ الاتفاقية بمقدمة طويلة عن السلام وضروراته وشروطه، أكد فيها الطرفان أن (( القاعدة المتفق عليها للتسوية السلمية للنزاع بين إسرائيل وجيرانها هو القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن بكل أجزاءه)) . وأشارت المقدمة الى أن الطرفين يتفقان على أن ((هذا الإطار في رأيهم مناسب ليشكل أساسا للسلام، لا بين مصر وإسرائيل فحسب، بل بين إسرائيل وكل من جيرانها الآخرين ممن يبدون الاستعداد للتفاوض على السلام معها على هذا الأساس)).

وتشير الاتفاقية الى أنه ينبغي ((أن تشترك مصر وإسرائيل والأردن وممثلو الشعب الفلسطيني في المفاوضات الخاصة بحل المشكلة الفلسطينية بكل جوانبها)).

ومن ثم حددت الاتفاقية ثلاث مراحل (لتحقيق هذا الغرض): في المرحلة الأولى تتفق كل من مصر وإسرائيل على أن تكون هناك ترتيبات انتقالية تراعي الظروف الأمنية من أجل نقل سلمي ومنظم للسلطة في الضفة الغربية وغزة خلال فترة لا تتجاوز الخمس سنوات، يتم خلالها توفير حكم ذاتي للسكان في هاتين المنطقتين، على أن تُدعى الحكومة الأردنية للانضمام الى مباحثات السلام لمناقشة تفاصيل الترتيبات الانتقالية على أساس هذا الإطار.

في المرحلة الثانية: تتفق مصر وإسرائيل والأردن على وسائل إقامة سلطة الحكم الذاتي المنتخبة في الضفة الغربية وغزة، وممكن أن ينضم لهم بعض الممثلين عن الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

في المرحلة الثالثة: وهي الفترة الانتقالية الممتدة على خمس سنوات والتي تبدأ عندما تقوم سلطة الحكم الذاتي في الضفة وغزة، تجري مفاوضات لتحديد الوضع النهائي للضفة وغزة وعلاقاتهما مع الجيران، وإبرام معاهدة سلام بين إسرائيل والأردن بحلول نهاية الفترة الانتقالية.

وتقوم مصر وإسرائيل بمعالجة وضع اللاجئين الذين خرجوا لسبب أو لآخر عام 1967 وبشكل عاجل!

الاتفاقية الثانية (إطار لإبرام معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل)

بعد أن تناولت تلك الاتفاقية مسألة انسحاب إسرائيل من سيناء على مرحلتين، نصت الاتفاقية على إقامة علاقات طبيعية بين مصر وإسرائيل غداة الانتهاء من مرحلة الانسحاب الأولى، والتعهد بعدم اللجوء للتهديد بالقوة من أجل استخدامها في تسوية النزاعات بين الطرفين الموقعين، والاعتراف الكامل وإلغاء كافة أشكال المقاطعة الاقتصادية. ونصت الاتفاقية على الطلب من مجلس الأمن المصادقة على معاهدة السلام وضمان عدم انتهاك نصوصها.

هذا ما تم إعلانه (فقط) .. أما الجانب السري الذي لم يعلن فكان:

فيما يتعلق بلبنان:
أولا: وقف التدخل الإسرائيلي في لبنان والتعهد بعدم القيام بأي خطوة دون مشاورة واشنطن. ثانيا: تجريد المليشيات اللبنانية والفلسطينية من سلاحها. ثالثا: إنشاء جيش لبناني حقيقي وتزويده بالسلاح. رابعا: العمل على إنجاز تلك البنود خلال فترة لا تتعدى العامين، تنسحب بعدها قوات الردع العربية من لبنان.

فيما يتعلق بالتعاون الأمريكي المصري الإسرائيلي:*1
أولا: قيام تعاون حقيقي بين الأطراف الثلاثة لوقف النفوذ السوفييتي في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط. ثانيا: توقيع اتفاقية تحالف بين الدول الثلاثة. ثالثا: إقامة قاعدة بحرية في حيفا ومنح الأسطول الأمريكي السادس تسهيلات جديدة. رابعا: تسمح مصر لأمريكا باستخدام إحدى القواعد التي ستتخلى عنها إسرائيل في سيناء (بعد انسحابها). خامسا: استخدام موقع شرم الشيخ من أجل مراقبة التحركات السوفييتية بالبحر الأحمر. سادسا: تنسيق التعاون بين الاستخبارات الأمريكية والمصرية ليس داخل مصر وإنما ضمن المنطقة العربية برمتها. سابعا: وعدت الولايات المتحدة استبدال أسلحة الجيش المصري من سوفييتية الى أمريكية (وقد تم بيع الأسلحة السوفييتية لمقاتلي أفغانستان بتمويل سعودي)*2. على أن يقلل عدد الجيش المصري من 650 ألف جندي الى 450 ألف بما في ذلك الاحتياط، والجيش النظامي من 350 ألف الى 250 ألف.

هذا وقد تم تبادل مجموعة من الرسائل بين الرئيس المصري أنور السادات والرئيس الأمريكي ورئيس وزراء العدو الصهيوني، تبين رغبة الرئيس المصري بإبقاء القدس عربية ورغبته في إزالة المستوطنات، لكن ذلك لا يخرج عن إطار الرغبات الأدبية غير الملباة.

يتبع

هوامش
*1ـ موسوعة السياسة/ عبد الوهاب الكيالي وآخرون/المؤسسة العربية للدراسات والنشر ط2/1990الجزء الخامس صفحة 54

*2ـ محمد حسنين هيكل/ مجلة وجهات نظر 2002/آب/أغسطس.

ابن حوران 16-06-2009 05:53 PM

الحرب العراقية الإيرانية وأثرها على مسار القضية الفلسطينية

إذا كان عقد السبعينات من القرن العشرين قد عزل مصر عن محيطها القومي، فإن عقد الثمانينات من القرن نفسه مهد لعزل العراق عن محيطها القومي وتقليل أثرها فيه. وفوق ذلك أدخل تعقيدات جديدة خلطت الألوان في السياسة العربية الرسمية وأدخلت التشويش على الساحة الشعبية العربية.

فقد كانت بغداد بمؤتمر القمة التاسع في 2/11/1978، قد حشدت العرب ليقفوا ضد اتفاقية كامب ديفيد، ولينقلوا مقر الجامعة العربية من القاهرة الى تونس، ليقرر ذلك الرد بحسم واضح للإرادة العربية الرسمية والتي توافقت مع الإرادة الجماهيرية العربية.

لكن، الحرب العراقية الإيرانية، والتي اصطف العرب رسميا فيها بدرجات متفاوتة بين التأييد الكامل (كما فعلت مصر والأردن واليمن ودول الخليج العربي) وبين رفض كامل كما فعلت (سوريا). هذا الوضع شتت معايير الرفض والاعتدال، وشوش قدرة المثقف العربي على تصنيف ما هو ثوري وما هو غير ذلك، ليؤثر بدوره على تعميق النهج الذرائعي في أوساط السياسيين ومنها الفصائل الفلسطينية.

ذرائعية العرب مقابل ذرائعية إيران

لم يكن الخطاب العقائدي العربي ذو الصبغة القومية، ينظر الى دول مثل الأردن ودول الخليج نظرة متسامحة بل ومتحالفة كما كان عليه الوضع في الحرب العراقية الإيرانية، ولم تكن مصر لتعود بتلك السرعة الى الحظيرة العربية، بل وتكون أحد أطراف شكل وحدوي مع العراق والأردن واليمن لولا تلك الحرب.

وإن كانت مبررات هذا التسامح من طرف العراق تتعلق بالإمدادات (اللوجستية) الضرورية لتحقيق الانتصار أو تحقيق أهداف الحرب، فإن إيران هي الأخرى قد سبقت العرب في المنهج الذرائعي (البراجماتي) لتحقيق أهدافها، وهذا الوضع يمتد الى أعماق التاريخ حيث تحالف الإيرانيون مع اليهود الذين سباهم (نبوخذ نصر) لينقضوا على احتلال العراق، كما تحالفوا مع البرتغاليين ليكون لهم وضع سيادي في الخليج العربي، كما استعانوا بالكيان الصهيوني في حربهم مع العراق (فضيحة إيران ـ كونترا).

الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لم يكونا بعيدين


تعلم الولايات المتحدة كما يعلم الكيان الصهيوني الثقل الذي تشكله مصر في المجموعة العربية، وهما إن عزلاها في اتفاقية (كامب ديفيد) لم يكونا يريداها أن تكون قليلة التأثير في الأوساط العربية، فهما يريدانها أن تكون صديقا له كلمته في تحقيق أهدافهما، وعزلها بمؤتمر بغداد لن يجعلها تمارس مثل هذا الدور، لذا تم تكليفها بدور أساسي في القيام بتزويد المقاتلين العرب والأفغان في طرد الاتحاد السوفييتي من أفغانستان. وقد تم غض النظر عن معاونتها لبغداد في حربها ضد إيران لتضرب عصفورين بحجر واحد: العصفور الأول إعادة مصر للحظيرة العربية بقوة لتلعب أدوارها فيما بعد وفق ما يتلاءم مع الأهداف الأمريكية والصهيونية، والعصفور الثاني هو إطفاء صفة الحدية والثورية عن العراق، تمهيدا لعزله فيما بعد، بالإيحاء للمراقبين أن العراق قد دخل في دائرة التحالف الغربي وأصدقاءه العرب.

وقد حاولت الولايات المتحدة أن تزيد من إيهام الرأي العام العربي أنها متحالفة مع العراق في حربه مع إيران، علما بأن علاقاتها الدبلوماسية مع العراق كانت مقطوعة منذ أكثر من اثني عشر عاما، وأن تسليح العراق كان 96% من مصادر غير غربية، في حين كان 4% منها غربية بما فيها فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة.

من جانب آخر، يبدو أن الغرب كان قد أصبح غير متيقن من ولاء إيران له، خصوصا بعد إبعاد عملائه (أبو الحسن بني صدر) و (صادق قطب زاده) فأراد أن يجعل من الحرب العراقية الإيرانية فخا يقع فيه البلدان لأطول مدة ممكنة لإنهاكهما وتجنب ما قد يأتي منهما من أذى.

ولا بد من الإشارة الى أن طرد السفارة الصهيونية من طهران وإحلال سفارة لفلسطين محلها قد زاد من هذا التشويش الحاد في استيضاح الصورة.

الفصائل الفلسطينية تتبع الهيكل الرسمي العربي

كان لملاحقة المقاومة الفلسطينية من مواقعها من حدود فلسطين وإبعادها من الأردن ومن ثم من لبنان الى اليمن وتونس، واختلاط الأوراق والخنادق في الساحة العربية الرسمية، الأثر الأكبر في هبوط أحلام الفصائل الفلسطينية بتحرير فلسطين من خلال الكفاح المسلح.

كما أن ارتباطات القيادات الفلسطينية بالجسم العربي، مستمدة منه التشجيع بالمال أو الإعلام أو الرعاية للفلسطينيين الذين كانوا موزعين في أكثر من قطر عربي، ولهم من المصالح والعلاقات التي تتماس مع أداء تلك الفصائل، أثر ذلك على تكييف الموقف الفلسطيني و تعامله بشكل غير حاد مع المشاريع المطروحة.

انهيار المجموعة الاشتراكية وحرب الخليج الثانية

ما أن جاء عام 1985 حتى بدا للعالم أن الكتلة الاشتراكية مقبلة على تفتت وانهيار كبيرين، وأخذ العالم يهيئ نفسه للتغييرات المتوقعة بأي لحظة، وما أن أعلن ريغان انتصار الرأسمالية، وجاء بعده (بوش) ليبشر بالعالم الجديد، حتى أخذت أحلام الكثيرين في المنطقة بالخفوت والتلاشي.. وبعد خروج العراق من الكويت، اتضح أن كثيرا من العرب الذين كانوا يستحون من التعبير عن تفكيرهم في التصالح مع الكيان الصهيوني أنهم كانوا على تواصل دائم معه وبالسر.. ومن هنا تداعت الأقطار العربية الى مدريد في نهاية عام 1991..

وليتبين بعدها أن هناك جهدا يبذل في (أوسلو) ليعلن على الملأ بشكل اتفاقية أوسلو ..

وهذا ما سنتناوله في المرة القادمة

ابن حوران 08-07-2009 07:08 AM

انتفاضة 1987

في 9/12/1987 في أعقاب دهس إحدى السيارات الإسرائيلية لمواطن فلسطيني على حاجز (إيرتز) قرب (جباليا ـ غزة) انطلقت الانتفاضة التي شهدت مقدمات وردت في تقرير (ميرون بنبينستي) المختص بشئون المناطق المحتلة، حيث ذكر أن 3150 حادثة إخلال بالنظام قد وقعت في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الفترة الواقعة بين نيسان/أبريل 1986 ونيسان/أبريل 1987. وقد ذكر ذلك الخبير في تقريره أن الأراضي المحتلة مقبلة على نمط جديد من الأحداث، وليس للتعليمات الخارجية أي دور في ذلك، فطلاب المدارس والجامعات مستعدون للقيام بأي عمل وبغض النظر عما سيتعرضون له من العواقب.

دوافع الانتفاضة

تعددت الآراء حول دوافع انتفاضة 1987، فبعض الإسرائيليين ربط الانتفاضة بدوافع اقتصادية اجتماعية ناتجة عن ظروف الاحتلال ومحاولة المحتل استغلال المناطق المحتلة اقتصاديا، إضافة الى استخدام الأيدي العاملة العربية الرخيصة داخل الخط الأخضر، واستغلالها الى أقصى حد ممكن حيث بلغ أجر العامل العربي ربع أجر العامل الإسرائيلي، وبلغت الضرائب التي دفعها سكان قطاع غزة والضفة الغربية 140 مليون دولار.

وإذا كان الإسرائيليون لا يتفقون تماما مع هذا التحليل ويبررونها لأسباب متعددة أخرى، فإن تلك الأسباب ممكن التعرف عليها من خلال أوساط الفلسطينيين أنفسهم في الأراضي المحتلة، وعلى لسان الأستاذ (سري نُسَيبة) الأستاذ في جامعة (بير زيت) في المؤتمر الصحفي الذي عُقد بفندق (ناشيونال بالاس) بالقدس الشرقية يوم 14/1/1988، حيث أدرج مطالب الفلسطينيين المرتبطة بضرورة وجوب احترام الإسرائيليين لاتفاقية (جنيف) الرابعة والتي تؤكد على:

ـ حماية المدنيين وممتلكاتهم في الأراضي المحتلة عسكريا، وإلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن السجناء المعتقلين في السجون الإسرائيلية وإلغاء كل أحكام الطرد، والرفع الفوري للحصار المفروض على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسحب الجيش الإسرائيلي من كل المراكز السكنية، ووقف سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي وإعادة ما تم مصادرته لأصحابه.

ـ الامتناع عن أي عمل من شأنه التعرض للأماكن المقدسة (إسلامية ومسيحية) أو تغيير الوضع القائم في القدس.

ـ إلغاء ضريبة الدخل المفروضة على الفلسطينيين، وإعادة الأموال المقتطعة من العاملين وراء الخط الأخضر.

ـ إلغاء كل القيود المفروضة على رخص البناء ومشاريع التنمية الصناعية والزراعية وحفر الآبار الجوفية.

ـ رفع القيود المفروضة على شحن البضائع الفلسطينية.

ـ إزالة القيود المفروضة على الاتصالات السياسية بين سكان الأرض المحتلة ومنظمة التحرير الفلسطينية.

من هنا وبعد الإجابة على أسئلة الصحفيين، فإن العوامل التي كانت وراء الانتفاضة هي اقتصادية سياسية سيادية وثقافية ودينية مختلفة.

نتائج الانتفاضة

1ـ تغيير مفهوم الصراع الذي حاول الكيان الصهيوني أن يصوره على أنه صراع بين الكيان الصهيوني والدول العربية منفردة، ولا دخل للفلسطينيين بهذا الصراع، وقد بدأ هذا المفهوم بالظهور بعد عام 1982 في الحرب الصهيونية اللبنانية. لكن الانتفاضة نسفت هذا المفهوم وأعلنت للعالم مدى عدم رضا الشعب الفلسطيني لما يُمارس ضده.

2ـ أربكت الانتفاضة خطط الكيان الصهيوني في (أقلمة) الصراع وجعله قابلا للحلول الدبلوماسية والاتفاقات الثنائية التي كان يخطط لها عالميا مع الدول المجاورة، لتصفية القضية الفلسطينية وجعل هناك من يفوض باسم الفلسطيننين!

3ـ ألغت الانتفاضة من القاموس الإسرائيلي مصطلح الحدود الآمنة، فلم يعد الخطر مجسدا في وراء الحدود، بل في داخلها.

4ـ رممت الانتفاضة صورة منظمة التحرير الفلسطينية التي واجهت خلال السنوات السابقة جهودا عالمية وعربية لتحجيم دورها. وأصبحت المنظمة حاضرة عربيا وعالميا.

5ـ قلبت الانتفاضة الصورة التي كان الإسرائيليون يرسخون وجودها في أذهان العالم على أن الفصائل الفلسطينية هي منظمات إرهابية تخطف طائرات وتقتل رياضيين وتهاجم المدنيين الإسرائيليين، وأخذت وسائل الإعلام تكشف وحشية الصهاينة في مواجهة حجر الطفل بتكسير عظامه وسحقه.

6ـ خلقت الانتفاضة شعورا لدى الإسرائيليين باستحالة استمرار الوضع كما هو، ودفعتهم لكشف نواياهم أمام العالم.

7ـ ألحقت الانتفاضة أضرارا اقتصادية بالغة لدى الكيان الصهيوني، وبنفس الوقت هيأت لخلق قاعدة اقتصادية فلسطينية تتكيف مع الوضع الراهن.

8ـ وحدت الانتفاضة شرائح الشعب الفلسطيني وفوتت الفرصة لزرع الفرقة بينهم، كما مهدت للتفكير بصياغة مطالبهم في تشكيل دولتهم، من خلال ردود الفعل المحلية والإقليمية والعالمية

ابن حوران 20-07-2009 02:48 PM

اتفاقية أوسلو 1

بعد أن ربطنا الأحداث بشكل أقرب للقراءة التاريخية منها الى القراءة السياسية، ووصلنا مع القارئ الى ما وصلنا إليه، سنتوقف هنا دون أن نخوض فيما جرى ويجري في الزمن المنظور الذي يستطيع القارئ أن يربطه بالكيفية التي ينطلق منها أيديولوجياً، فيعفينا من أن نغامر بخدش حياديتنا في بحثنا ـ إن كانت حياديةـ.

وسنترك للقارئ نص اتفاقية أوسلو ليتمعن فيها، كوثيقة تكشف ما ذهب إليه فهم الموقعين عليها:


نص اتفاق أوسلو1

إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكومة الانتقالية الذاتية


تتفق حكومةإسرائيل والفريق الفلسطيني (في الوفد الأردني الفلسطيني المشترك إلى مؤتمر السلام حول الشرق الأوسط)، ممثل الشعب الفلسطيني، أنه آن الأوان لوضع حد لعقود منالمواجهات والصراع والاعتراف المتبادل لحقوقهما السياسية والشرعية ولتحقيق تعايش سلمي وكرامة وأمن متبادلين والوصول إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة ودائمة ومصالحة تاريخية من خلال العملية السياسية المتفق عليها. وعليه يتفق الطرفان على المبادئ التالية:


البند الأول: هدف المفاوضات

إن هدف المفاوضات الإسرائيليةالفلسطينية ضمن إطار عملية السلام الشرق أوسطية هو وإلى جانب أمور أخرى، تشكيل سلطة فلسطينية انتقالية ذاتية. المجلس المنتخب المجلس "للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لمرحلة انتقالية لا تتعدى الخمس سنوات وتؤدي إلى تسوية نهائية مبنية على أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338. ومن المفهوم أن الترتيبات الانتقالية هي جزء لايتجزأ من العملية السلمية الشاملة وأن المفاوضات حول الوضع النهائي ستؤدي إلى تطبيق قراري مجلس الأمن 242 و 338.


البند الثاني: إطار عمل للمرحلة الانتقالية


إن إطار العمل المتفق عليه للمرحلة الانتقالية منصوص عليه فيإعلان المبادئ هذا.

البند الثالث: الانتخابات


1ـ حتى يتمكن الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة من حكم أنفسهم وفق المبادئ الديمقراطية، سيتم إجراءانتخابات سياسية عامة مباشرة وحرة لانتخاب المجلس في ظل إشراف متفق عليه تحت مراقبة دولية في الوقت الذي ستحافظ فيه الشرطة الفلسطينية على النظام العام.


2ـ سيصار إلى اتفاقية حول روح وشروط الانتخابات حسب البروتوكول المرفق كالملحق رقم واحد، بهدف إجراء انتخابات ضمن فترة لا تتعدى التسعة أشهر بعد دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ.


3ـ ستشكل هذه الانتخابات خطوة أولية انتقالية مهمة باتجاه الاعتراف بالحقوق الشرعية والمطالب العادلة للشعب الفلسطيني.


البند الرابع:الولاية


ستشمل ولاية المجلس منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء قضايا سيتم التفاوض عليها في مفاوضات للوضع النهائي. ينظر الطرفان إلى الضفة الغربية وقطاع غزة كوحدة جغرافية واحدة والتي سيحافظ على وحدتها خلال الفترة الانتقالية.



البند الخامس: الفترة الانتقالية ومفاوضات الوضع النهائي

1ـ ستبدأ مرحلة الخمس سنوات الانتقالية حال الانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا.


2ـستنطلق مفاوضات الوضع النهائي في أقرب وقت ممكن على ألا يتعدى ذلك بداية السنة الثالثة للفترة الانتقالية بين حكومة إسرائيل وممثلي الشعب الفلسطيني.

3ـمن المفهوم أن هذه المفاوضات ستغطي قضايا متبقية تشمل القدس،اللاجئين، المستوطنات، الترتيبات الأمنية والحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين وقضايا أخرى ذات أهمية مشتركة.


4ـيتفق الطرفان على أن نتيجة مفاوضات الوضع النهائي لن تكون محكومة ومتأثرة باتفاقات تم التوصل إليها للمرحلة الانتقالية.


البند السادس: نقل الصلاحيات والمسؤوليات التمهيدية


1ـ مع دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ والانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا سيبدأ نقل للسلطة من الحكومة العسكرية الإسرائيلية وإدارتها المدنية إلى الفلسطينيين المخولين لهذه المهمة، كما هو موضح هنا. وستكون طبيعة هذا النقل أولية حتى إنشاءالمجلس.


2ـ وحالاً بعد إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ والانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا آخذين بعين الاعتبار ترويج التطوير الاقتصادي لقطاع غزة ومنطقة أريحا ستنقل السلطة إلى الفلسطينيين في المجالات التالية التعليم والثقافة الصحة،الشؤون الاجتماعية، الضرائب المباشرة والسياحة، وسيشرع الجانب الفلسطيني في بناء قوة الشرطة الفلسطينية حسب ما هو متفق عليه. وبانتظار إنشاء المجلس يمكن للجانبين التفاوض على نقل صلاحيات ومسؤوليات إضافة حسب ما هو متفق عليه.


البندالسابع


1ـ سيتفاوض الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي حول اتفاقية للمرحلة الانتقالية "الاتفاقية الانتقالية.


2ـ ستحدد الاتفاقية الانتقالية، ضمن أمور أخرى، تركيبة المجلس، عدد أعضائه ونقل الصلاحيات والمسؤوليات من الحكومة الإسرائيلية العسكرية وإدارتها المدنية إلى المجلس، وستحدد الاتفاقية الانتقالية أيضاً سلطة المجلس التنفيذية والسلطات التشريعية وفقاً للبند التاسع المبين أدناه والأجهزة القضائية الفلسطينية المستقلة.






3ـ ستشمل الاتفاقيات الانتقالية ترتيبات تطبق حال تشكيل المجلس لتوليه الصلاحيات والمسؤوليات المنقولة مسبقاً حسب البند السادس.


4ـ من أجل مساعدة المجلس على تشجيع النموالاقتصادي حال إنشائه سيشكل المجلس ضمن أمور أخرى، سلطة كهرباء فلسطينية، سلطة ميناء بحري في غزة، بنك تنمية فلسطيني، هيئة تشجيع صادرات فلسطينية، سلطة بيئة فلسطينية، وسلطة أراضي فلسطينية وسلطة إدارة مياه فلسطينية وأي سلطات يتفق عليها وفقاً للاتفاقية الانتقالية التي ستحدد صلاحيتها ومسؤولياتها.


5ـبعد إنشاء المجلس ستحل الإدارة المدنية وتنسحب الحكومة العسكرية الإسرائيلية.


البندالثامن: النظام للعام والأمن


من أجل ضمان النظام العام والأمن الداخلي لفلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة سيشكل المجلس قوة شرطة فلسطينية قوية بينما تواصل إسرائيل تحمل مسؤولية الدفاع ضد المخاطر الخارجية وكذلك مسؤولية أمن الإسرائيليين العام بغرض حماية أمنهم الداخلي والنظام العام.


البند التاسع:القوانين والأوامر العسكرية


1ـ سيخول المجلس بالتشريع وفقاً للاتفاقية الانتقالية. في كل الصلاحيات المنقولة إليه.


2ـسينظر الطرفان معاً في القوانين والأوامر العسكرية المتداولة حالياً في المجالات المتبقية.




البند العاشر: لجنة الارتباط الفلسطينية الإسرائيلية المشتركة

من أجل توفير تطبيق سهل لإعلان المبادئ هذا وأية اتفاقية تالية متعلقة بالفترة الانتقالية، وفور دخول إعلانالمبادئ هذا حيز التنفيذ، سيتم تشكيل لجنة ارتباط فلسطينية إسرائيلية مشتركة بغرض معالجة قضايا تتطلب التعاون، وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك ونزاعات.


البند الحادي عشر: التعاون الإسرائيلي الفلسطيني في المجالات الاقتصادية

اعترافاً بالمنفعة المتبادلة للتعاون بتشجيع تطوير الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل، وفوردخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ، سيتم تشكيل لجنة تعاون اقتصادية فلسطينيةإسرائيلية من أجل تطوير وتطبيق ضمن روح تعاونية، البرامج المشار إليها في البروتوكولات المرفقة كالملحق الثالث والملحق الرابع.


البند الثاني عشر:الارتباط والتعاون مع مصر والأردن


سيقوم الطرفان بدعوة كل من الأردن ومصرللمشاركة في تشكيل المزيد من ترتيبات التعاون والارتباط بين حكومة إسرائيل والممثلين الفلسطينيين من جهة، وحكومتي الأردن ومصر من جهة أخرى لتشجيع التعاون بينهم، وستشتمل هذه الترتيبات على تكوين لجنة متابعة ستقرر، من خلال اتفاقية، ماهية صيغة الدخول، لأشخاص شردوا من الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967 ومعاً، بواسطةالإجراءات الضرورية، لمنع الفوضى والخلل، وستعالج هذه اللجنة مسائل أخرى ذات اهتمام مشترك.


البند الثالث عشر: إعادة انتشار القوات الإسرائيلية


1ـ بعد دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ، وليس أبعد من عشية انتخابات المجلس، سيتم إعادة انتشار القوات الإسرائيلية المنصوص عليه وفقاً للبند الرابع عشر.


2ـ وبإعادة انتشار قواتها العسكرية فإن إسرائيل ستتبع المبادئ التي تفيد أنه يجب إعادة انتشار قواتها العسكرية خارج المناطق السكانية.

3ـ سيتم تطبيق تدريجي لعمليات إعادة انتشار أخرى إلى مواقع محددة وفقاً لتولي مسؤوليات تجاه النظام العام والأمن الداخلي من قبل قوة الشرطة الفلسطينية المنصوص عليه في البند الثامن.


البندالرابع عشر: الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ومنطقة أريحا


ستنسحب إسرائيل من قطاع غزة ومنطقة أريحا حسب ما هو مفصل في البروتوكول المرفق كالملحق رقم2.


البند الخامس عشر: حل النزاعات


1ـسيتم حل النزاعات الناجمةعن تطبيق أو تفسير إعلان المبادئ هذا أو أية اتفاقات متعلقة بالفترة الانتقالية بواسطة التفاوض من خلال لجنة الارتباط المشتركة التي سيتم تشكيلها وفقاً للبند العاشر.


2ـ يمكن حل النزاعات التي لا يمكن للمفاوضات تسويتها من خلال آلية توفيق يتفق الأطراف عليها.


3ـ يمكن للأطراف اللجوء إلى التحكيم حول نزاعات متعلقة بالفترة الانتقالية والتي لا يمكن حلها بواسطة التوفيق، وإلى هذا الحد وفور موافقة الطرفين، يشكل الطرفان لجنة تحكيم.


البند السادس عشر: التعاون الفلسطيني الإسرائيلي المتعلق بالبرامج الإقليمية


ينظر الطرفان إلى مجموعات عمل المحادثات المتعددة الأطراف كأداة ملائمة لترويج "خطة مارشال" برامج إقليمية وبرامج أخرى تشتمل على برامج خاصة للضفة الغربية وقطاع غزة كما هو مشار إليه في البروتوكول المرفق كالملحق رقم أربعة.


البند السابع عشر: فقراتمختلفة


1ـ يدخل إعلان المبادئ حيز التنفيذ بعد شهر من توقيعه.

2ـ جميع البروتوكولات الملحقة بإعلان المبادئ هذا والتفاصيل المتفق عليها المتعلقة به يجب أن تعتبر كجزء واحد منه.( ليلاحظ القارئ الكريم)

ابن حوران 20-07-2009 02:49 PM

نص ملاحق الاتفاق الفلسطيني – الإسرائيلي


فيما يأتي ترجمة عن النص الإنكليزي لملاحق الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي الأربعة حول ترتيبات الحكومة الفلسطينية الانتقالية الذاتية والذي من المتوقع أن يتم التوقيع عليه في واشنطن حيث بدأت جولة المفاوضات العربية الإسرائيلية الحاديةعشرة.


الملحق الأول:


بروتوكول حول روح وشروط الانتخابات


1ـ يحق لفلسطينيي القدس الذين يعيشون فيها المشاركة في عملية الانتخابات وفقاًلاتفاقية بين الطرفين.


2ـ إضافة إلى ذلك، يجب أن تشمل اتفاقية الانتخابات ضمن أمور أخرى، القضايا التالية:


أ - نظام الانتخابات


ب - صيغةالإشراف المتفق عليه والمراقبة الدولية وتركيبتها الشخصية.


ج - القوانين والإجراءات المتعلقة بحملة الانتخابات، وترتيبات متفق عليها لتنظيم الإعلام الجماهيري وإمكانية ترخيص محطة تلفزيون وإذاعة.


3ـالوضع المستقبلي للفلسطينيين المشردين الذين سجلوا في الرابع من شهر حزيران 1967 لن يتغير لأنهم لن يتمكنوا من المشاركة في عملية الانتخابات لأسباب عملية.

الملحق الثاني:


بروتوكول حول انسحاب قوات إسرائيلية من قطاع غزة ومنطقةأريحا.


1ـ سيتوصل الطرفان ويوقعان في خلال فترة شهرين من دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ اتفاقية حول انسحاب قوات إسرائيلية من قطاع غزة. وتشمل هذه الاتفاقية ترتيبات شاملة تطبق على قطاع غزة ومنطقة أريحا عطفاً على الانسحاب الإسرائيلي.


2ـ تنفذ إسرائيل انسحاباً مبرمجاً وسريعاً لقوات عسكرية إسرائيلية من قطاع غزة ومنطقة أريحا فور التوقيع على اتفاقية قطاع غزة ومنطقة أريحا وتستكمل خلال فترة لا تتعدى الأربعة أشهر من توقيع هذه الاتفاقية.


3ـ وتشمل الاتفاقية المشار إليها أعلاه إضافة إلى أمور أخرى:


أ - ترتيبات لانتقال هادئ وسلمي للسلطة من الحكومة العسكرية الإسرائيلية وإدارتها المدنية إلى الممثلين الفلسطينيين.


ب - تركيبة وصلاحيات ومسؤوليات السلطة الفلسطينية في هذه المناطق ما عدا الأمن الخارجي، والمستوطنات، والإسرائيليين، العلاقات الخارجية ومسائل أخرى متبادلة ومتفق عليها.


ج - ترتيبات تولي الأمن الداخلي والنظام العام من قبل قوة الشرطة الفلسطينية المكونة من ضباط شرطة مجندين محلياً ومن الخارج (حملة جوازات سفر أردنية ووثائق سفر صادرة من مصر). وأولئك الذين سيشاركون في الشرطة الفلسطينية وهم من الخارج يجب تدريبهم كشرطة وضباط.


د - وجود دولي أوأجنبي مؤقت، حسب ما يتفق حوله.

هـ - تشكل لجنة تعاون وتنسيق فلسطينية إسرائيلية مشتركة لأهداف أمنية متبادلة.


و - برنامج للتنمية والاستقرار الاقتصادي، يتضمن إنشاء صندوق طوارئ لتشجيع الاستثمار الأجنبي والدعم المالي والاقتصادي. ينسق ويتعاون الطرفان بشكل مشترك ومنفرد مع الأطراف الدولية والإقليمية لدعم هذهالأهداف.


ز - ترتيبات لضمان مرور أمن للأشخاص والمواصلات بين قطاع غزة ومنطقة أريحا.


4ـ تشمل الاتفاقية المشار إليها أعلاه ترتيبات للتنسيق بين الطرفين بخصوص ممرات أ: غزة - مصر، ب: أريحا – الأردن.


5ـ المكاتب المسئولةعن تنفيذ السلطة والمسؤوليات للسلطة الفلسطينية بموجب الملحق رقم 2 وبند رقم 6 منإعلان المبادئ سيكون موقعها في قطاع غزة وفي منطقة أريحا حتى إنشاءالمجلس.


6ـإضافة إلى هذه الترتيبات المتفق عليها، يبقى وضع قطاع غزةومنطقة أريحا جزءاً لا يتجزأ من الضفة الغربية وقطاع غزة ولن يتغير في الفترة الانتقالية.


الملحق الثالث: بروتوكول التعاون الإسرائيلي - الفلسطيني فيالبرامج الاقتصادية والتنمية


يتفق الجانبان على تشكيل" لجنة إسرائيلية - فلسطينية دائمة للتعاون الاقتصادي تركز عملها، من بين أمور أخرى، على مايأتي:


1ـ تعاون في حقل الماء يشمل "برنامجاً لتنمية الموارد المائية" يعده خبراء من كلا الجانبين ويحدد أيضاً إجراءات التعاون في إدارة الموارد المائية فيالضفة الغربية وقطاع غزة ويتضمن مقترحات لإجراء دراسات وخطط حول حقوق كل جانب في المياه إضافة إلى استخدام عادل للموارد المائية المشتركة، على أن يطبق في المرحلةالانتقالية وما عداها.

2ـتعاون في حقل الكهرباء يشمل "برنامجاً لتنمية الموارد الكهربائية" ويحدد أيضاً إجراءات التعاون في إنتاج الموارد الكهربائية والحفاظ عليها وشرائها وبيعها.


3ـتعاون في حقل الطاقة يشمل "برنامجاً لتطويرالطاقة" يتعلق باستغلال النفط والغاز لأغراض صناعية خصوصاً في قطاع غزة وفي النقب ويشجع على استغلال مشترك لموارد الطاقة الأخرى. ويمكن لهذا البرنامج أيضاً أن يتضمن بناء تجمع صناعي بيتروكيميائي في قطاع غزة وبناء أنابيب نفط وغاز.


4ـتعاون في حقل المال يشمل "برنامجاً للتطوير المالي" و "برنامج عمل" لتشجيع الاستثماراتا لدولية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي إسرائيل وكذلك تأسيس "بنك فلسطيني للتنمية.


5ـتعاون في مجال النقل والاتصالات مع إعداد برنامج يحدد الخطوط العريضة لإنشاء "منطقة مرفأ غزة" وينص على إقامة خطوط نقل واتصالات من وإلى الضفة الغربية وغزة إلى إسرائيل وإلى دول أخرى. إضافة إلى ذلك، فإن البرنامج سينص على بناء ما هو ضروري من الطرقات والسكك الحديد وخطوط الاتصالات . . الخ


6ـ تعاون في مجال التجارة بما في ذلك إعداد دراسات و"برامج لتشجيع التجارة" .. بهدف تشجيع التجارة المحلية والإقليمية وبين دول المنطقة. إضافة إلى دراسة حول إمكانية إنشاء مناطق تجارة حرة في قطاع غزة وفي إسرائيل مفتوحة أمام الجانبين وتعاون في المجالات الأخرى المرتبطة بالتجارة.


7ـتعاون في مجال الصناعة بما في ذلك إعداد "برنامج لتطوير الصناعة" تنص على إقامة مراكز إسرائيلية - فلسطينية للبحث الصناعي والتنمية وتشجع على تشكيل شركات فلسطينية - إسرائيلية وتحدد الخطوط العريضة للتعاون في صناعات النسيج والأغذية والأدوية والإلكترونيات والماس والكومبيوتر وغيرها من الصناعات ذات الأساس العلمي.

8ـ برنامج للتعاون في حقل العمل وتنظيم العلاقات في هذا المجال وتعاون في المسائل المتعلقة بالضمان الاجتماعي.


9ـخطة لتنمية الطاقات البشرية والتعاون تنص على تنظيم محترفات وندوات إسرائيلية - فلسطينية وعلى إقامة مراكز تأهيل مشتركة ومراكز أبحاث وبنوك للمعلومات.


10ـ خطة لحماية البيئة تنص على تدابير مشتركة (و - أو) منسقة في هذا المجال.


11ـبرنامج لتطوير التنسيق والتعاون في مجال الاتصال ووسائل الإعلام.


12ـ أي برامج أخرى ذات اهتمام مشترك.


الملحق الرابع: بروتوكول التعاون الإسرائيلي - الفلسطيني في مجال برامج التنمية في المنطقة


1ـ يتعاون الجانبان في إطارمساعي السلام المتعددة الأطراف للتشجيع على وضع برنامج تنمية "للمنطقة بما في ذلكالضفة الغربية وقطاع غزة، تطلقه مجموعة السبع" (مجموعة الدول الصناعية السبع.)ويطلب الجانبان من مجموعة السبع أن تسعى إلى مشاركة دول أخرى مهتمة مثل الدولالأعضاء في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي والدول العربية في المنطقة ومؤسسات عربية إضافة إلى القطاع الخاص.


2ـ يتضمن "برنامج التنمية" شقين (أ) "برنامج تنمية اقتصادية" للضفة الغربية وقطاع غزة، (ب) "برنامج تنمية اقتصادية للمنطقة.


أ - برنامج التنمية الاقتصادية للضفة الغربية وقطاع غزة يتضمن النقاط التالية:


1ـبرنامج إعادة تأهيل اجتماعي يتضمن "برنامجاً للإسكان والبناء.


2ـ برنامج لتنمية المؤسسات الصغيرة والخاصة.

3ـ برنامج لتطوير البنية التحتية" (ماء وكهرباء ونقل واتصالات الخ.)


4ـ برنامج للطاقات البشرية.


5ـبرامج أخرى.


ب - برنامج التنمية الاقتصادية للمنطقة يمكن أن يتضمن النقاط التالية:


1ـتأسيس "صندوق للتنمية في الشرق الأوسط" كخطوة أولى و"بنك للتنمية في الشرق الأوسط" كخطوة ثانية.



2ـوضع برنامج إسرائيلي - فلسطيني - أردني" مشترك لتنسيق استثمار منطقة البحرالميت.


3ـالبحر المتوسط (غزة) - قناة البحر الميت.


4ـ مشاريع في المنطقة لتحلية المياه ومشاريع أخرى لتنمية الموارد المائية.


5ـبرنامج إقليمي لتنمية الزراعة بما في ذلك القيام بتحرك إقليمي للوقاية منالتصحر.


6ـربط الشبكات الكهربائية.


7ـتعاون إقليمي لنقل وتوزيع الغاز والنفط وموارد الطاقة الأخرى واستغلالها صناعياً.


8ـ برنامج إقليمي للسياحة والنقل والاتصالات.


9ـ تعاون إقليمي" في مجالات أخرى.


10ـ يعمل الجانبان على تشجيع مجموعات العمل المتعددة الأطراف وينسقان تحركهما بهدف إنجاحها. يحث الطرفان على مواصلة النشاطات بين الجولة والأخرى وعلى إعداد دراسات حول إمكانية تطبيق ما يتم الاتفاق عليه داخل مختلف مجموعات العمل المتعددة الأطراف.

يلي الملحقات الأربعة ثلاث صفحات تتضمن ملاحظات تحدد نقاط التفاهم والاتفاقات الخاصة بالبنود السابقة.


الجدول الزمني لتطبيق الاتفاق


فيما يأتي الجدول الزمني المقرر لتطبيق الاتفاق بين إسرائيل ومنظمة التحريرالفلسطينية حول الحكم الذاتي في الأراضي المحتلة:


أ ـيبدأ تطبيق إعلان المبادئ حول الحكم الذاتي في الأراضي المحتلة بعد شهر من توقيعه الذي يتوقع أن يتم خلال الأيام المقبلة في واشنطن في إطار مفاوضات السلام.


ب ـفي الشهرين اللذين يعقبان دخول إعلان المبادئ حيز التنفيذ يبرم الطرفان اتفاقاً حول انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ومنطقة أريحا في الضفة الغربية.


ج ـما إن يدخل إعلان المبادئ حيز التنفيذ تقوم إسرائيل في المقابل بنقل محدود للسلطات إلى الفلسطينيين.


د ـفور التوقيع على الاتفاق حول قطاع غزة ومنطقة أريحا، تقوم إسرائيل بسرعة وفق برنامج محدد بسحب قواتها العسكرية من قطاع غزة ومنطقة أريحا. ويتم هذا الانسحاب في فترة لا تتجاوز أربعة أشهر بعد توقيع الاتفاق.


هـ ـتجري انتخابات مباشرة لانتخاب مجلس فلسطيني للحكم الذاتي في الأراضي المحتلة بعد تسعة شهور على الأكثر من دخول إعلان المبادئ حيز التنفيذ. وبعد تشكيل المجلس الفلسطيني على الحكم العسكري الإسرائيلي الانسحاب.

و ـتعيد القوات الإسرائيلية انتشارها خارج المناطق المأهولة في باقي الضفة الغربية في مدة أقصاها عشية إجراء الانتخابات. وتجري عمليات إعادة انتشار أخرى للقوات الإسرائيلية في مواقع محددة مسبقاً، وبشكل تدريجي جنباً إلى جنب مع تولي الشرطة الفلسطينية مسؤولية النظام العام والأمن الداخلي.


ز ـتبدأ المرحلة الانتقالية لخمسة أعوام مع الانسحاب من قطاع غزةومن منطقة أريحا. (ليلاحظ القارئ الكريم)


ح ـ تبدأ المفاوضات حول الوضع النهائي للأراضي المحتلة في أسرع وقت ممكن وكحد أقصى في بداية العام الثالث من المرحلةالانتقالية. (ليلاحظ القارئ الكريم)



الموقعين

عن الجانب الإسرائيلي: إسحق رابين

عن الجانب الفلسطيني: ياسر عرفات

مكان التوقيع: البيت الأبيض الأمريكي



الدول الأعضاء

فلسطين

إسرائيل

الولايات المتحدة الأمريكية

انتهى


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.