![]() |
القلب الشجاع...الذى هدم الاساطير
بسم الله الرحمن الرحيم رجل في الخامسة و الثمانين يحارب امبراطورية الميديا الصهيونية!!!!!!! رجل درس كل الاديان و اعتنق كل الافكار و حارب اشد المعارك و اخيرا هداه عقله لهذا الدين دين الإسلام فوجد فيه ضالته و اخذه عن الكتب و المراجع كما انزل و لم يأخذه عن المسلمين الحاليين و لعل هذا ما جعله يعتنقه فلو رئى احوال المسلمين و ما هم عليه لكان من الصعب ان يسلم و لكنها عموما مشيئة الله ان يهدى هذا العقل الرائع للاسلام ليحيى به الله قلوبا و ضمائرا ماتت انه المفكر الكبير و الفيلسوف الرائع: روجيه جارودى و هو من المفكرين الذين اعجبت بهم كثيرا و ما يطبع لهم كتاب الا اكون حريص على اقتنائه هذا الرجل الذي على الرغم أنه بلغ من الكبر عتيا لا يزال يجاهد وهو قد تعدى الثمانين من عمره بفكره و قلمه جهاد أري انه اشد اثرا من الجهاد بالسيف و يكفى ان هذا الرجل وحده استطاع في شجاعة غريبة و في هذا السن الكبير ان يحارب الصهيونية في عقردارها في اوروبا بل و يفضحها و يكشف سوءتها للعالم كله ليعلموا ما هي الصهيونية – وان كانوا يعلمون !!- هذا الرجل الذي حارب الصيهونية وحده ة تعرض لابشع القوانين الفرنسية التي تحرم معادة السامية لم نجد له بين عالمنا الاسلامى من يعطيه حقه و ندر ان نجد من بين شبابنا و حتى شيوخنا من يعرفه حق المعرفة لنسمع مقدمة الاستاذ محمد حسنين هيكل لاحد كتب الاستاذ جارودى الرائعة و الذي اثارت جدلا كبيرا في العالم كله و حوكم بسببه روجادى و هو في الخامسة و الثمانين من عمره : و هو كتاب: " الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية" و الذي سوف اعرض جانبا منه في مقال قادم ان شاء الله و لنسمع اولا ما قاله مقدم الكتاب الرائع محمد حسنين هيكل في مقدمته للطبعة العربية: يقول محمد حسنين هيكل: لا اعرف كيف أقدم هذا الكتاب الي قارئ اللغة العربية ذلك أنني أريد ان اوصى بقراءته دون التعرض لمضمونه و هو ما يحدث عادة عند التقديم لكتاب و لعلى كنت اؤثر بالنسبة لهذا الكتاب بالذات الا تكون له مقدمة من خارجة ذلك ان بعض النصوص- و منها نص هذا الكتاب- تستطيع ان تستغنى عن التقديم بل و يمكن ان يكون التقديم لها عبئا على النص و ليس سندا له و الحاصل ان كل تقديم لكتاب يحمل معه على نحو مباشر أو غير مباشر تاويلا للنص يتجه به الي منحنى معين يراه كاتب المقدمة من منظوره و في بعض الاحيان فان المنحنى قد يتحول بالتاويل الي منحنى و تلك مسألة حساسة في كتاب من هذا النوع الذي كتبه الاستاذ روجيه جارودى عن الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية" و هي مجموعة اساطير صهيونية عرضها جارودى اجمالا على النحو التالى: · الأرض الموعودة لليهود في فلسطين؟ · اليهود شعب الله المختار؟ · أرض بلا شعب لشعب بلا أرض؟ · المحرقة النازية Holocaust؟ · العقيدة اليهودية و الصهيونية السياسية؟ و المسافة بين الاثنين؟ ان جارودى و هو يتعرض لكل اسطورة من الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية لم يشأ ان يناقش بنفسه أو يناقض و انما جاء بالوقائع من مصادرها الاولية و من وثائقها الاصلية ثم تركها تجرى في سياقها المنطقى واصلة بنفسها الي غايتها الطبيعية ثم يقول ايضا: و مهما يكن فلقد جاءت اخيرا محاولة الاستاذ روجيه جارودى و قد جعلها معركة صعبة فهو لم يتعرض لاسطورة واحدة !! وانما تعرض للاساطير كلها مرة واحدة و لم يؤلف كتابا وانما نسج لوحة واحدة كاملة من قماش الوقائع و لعل اهم ما يميز محاولة جارودى انها جاءت من رجل يعرف ما ينتظره و يتحسب له مبكرا ثم انه- بشهرته وقيمته- رجل ليس من السهل دفنه بالنسيان-مثلا- كما حدث ل" دوجلاس ريد" آو ضربه و محاصرته كما حدث مع " دافيد ايرفنج" و مع ذلك فقد ثبت انه في مواجهة القوة الصهيونية ليست هناك حصانة و لا ضمانة لاحد- لكن جارودى فيما بدا لى من حديث مطول معه حين كان بالقاهرة اخيرا يعرف الخطر الذي يواجهه و لقد رايته مستعدا له و من الغريب أنني رايت هذا الرجل الذي تجاوز الخامسة و الثمانين ليس فقط مستعدا للخطر وانما مستمتعا به و ذلك من صفات الشجاعة فعندما تقع مواجهة مع المعرفة به فان الامر يختلف عن الوقوع فيه بالغفلة عنه و القفز آلي طريقه دون معرفة الحالة الأولى من الشجاعة و الحالة الثانية من الحماقة و بين الحالتين سفر طويل!!) و الي لقاء قريب مع هذا القلب الشجاع لنتعرف عليه اكثر لعلنى اكون ممن ساهموا و لو بقدر ضئيل من العرفان لرجل حارب وحده و لم يجد للاسف سندا من عباقرة العالم الاسلامى الذين يتكلمون ليل نهار فيما لا يسمن و لايغنى من جوع في الفضائيات و جميع وسائل الاعلام و تركوا مهمة المفكرين الأولى في هذة الايام و هي كشف الاعيب الصهيونية القذرة !!!!!!!!!!!!! |
ولا ننسى أنه تلميذا لجان بول سارتر الفيلسوف الوجودى وعمل هو فترة كبيرة كمنظر وجودى ساقه العلم للأسلام , رحلة أيمانية تستحق منا التأمل والوقوف عندها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .. |
اخي محي الدين لفته كريمه منك
لهذا الفيلسوف العظيم ومما يؤسف فعلا وجود شخصيات مثله في العالم لا يتلقون اي اهتمام او اي دعم من عالمنا العربي والاسلامي بل تجد تجاهل لكل من هم من امثال هذا الفيلسوف الجليل لك الشكر والتقدير على الضوء الذي سلطته على هذه الشخصيه |
إقتباس:
أهلا بعودتك أخي محيي الدين .. وبموضوعاتك القيمة جارودي اعترف في كتابه عن تأثره بقيم المسلمين عندما كان مسجوناً في معتقل من معتقلات النازية في الجزائر .. وكان هو من ضمن من سجنتهم فرنسا بسبب موقفه .. وحينما أمر قائد فرنسي بعض الجزائريينبقتله وزملائه .. رفضوا .. وبالرغم من تهديد القائد لهم إلا أنهم رفضوا حتى بعد ان اعتدى عليهم .. ويذكر جارودي أن هؤلاء الجزائريين أنقذوه من القتل وهو لايعلم لماذا .. فهو لم يكن حليفاً لهم .. وعرف بعدها أنهم رفضوا اطلاق النار لأن القيم الاسلامية التي يحملونها ترفض قتل الرجل الأعزل من السلاح.. وذكر ان هذه الحادثة جعلته يتعلم قيم لم تعلمها له السوربون ولمدة سنوات . ننتظر منك ونحن متابعين |
إقتباس:
آمين و كما قيل لا يعرف قيمة الاسلام الا من عاش فى الجاهلية فكل النظريات الفلسفية و كل علماء الغرب لم يجد عندهم الرجل ضالته و لكن مما لاشك فيه تتلمذه الاول على ايدى الوجوديين نفعه كثيرا فى خدمة الاسلام و فى كتابه الشيق " الاسلام و القرن الواحد و العشرين" معالجة رائعة جدا لموضوع الجبرية و القدرية ارجو ان اجد الوقت لاحقا لعرض بعضا منه شكرا لمشاركتك |
إقتباس:
أخى الكريم : على هل تعلم انه فى عز أزمة الرجل و كفاحه أما المحاكم الفرنسية و القضاة غلاظ القلوب الذين لم يرحموا شيبته لم نجد مظاهرة او مشاركة او حتى صوت مسلم واحد يقف مع الرجل وقف وحيدا الا من سند الله يحارب الجهل و العنصرية و التعصب يقول الرجل فى كلمات تقطر دما : "سبق لى ان نشرت اربعين كتابا فى كبريات دور النشر و ترجمت هذة الكتب الى سبع و عشرين لغة فاذا بجميع الابواب توصد فى وجهى - يقصد بعد كلامه عن اساطير المحرقة اليهودية و غيرها - فها هو ذا أحد كبار الناشرين يقول لمجلس ادارة الدار " اذا نشرتم أى كتاب لجارودى فلن تحصلوا على حق ترجمة أى كتاب امريكى فيما بعد " و لا غرابة فهو يظن ان نشر كتاب لى يعنى تفجير دار النشر التى يملكها و ها هو ناشر آخر يقول " لا ـريد جارودى فى دارى" هذة هى حكاية الحصار الذى فرض على انسان اعزل و الكلام للاستاذ / جارودى كل ذلك و اصحاب الاموال و الاقلام و الثروات عندنا فى واد آخر و الشيخ المسن عمرا الشاب قلبا يجاهد فى فرنسا أمام المحاكم الفرنسية و فى ظل عداء جماعات يهودية متطرفة تهدده بالقتل شكرا : أخى على لمرورك الكريم |
إقتباس:
اهلا وسهلا بيك يا أخت يمامة و شكرا لترحيبك فى الحقيقة أختى الكريمة روجيه جارودى عندما كان فى معسكرات الاعتقال لم اقرأ عن القصة التى رويتيها و فى حديثه عن تلك الفترة كما ورد فى كتابه " الاسلام و القرن الواحد و العشرون" صفحة 15 قال : " ان التناقضات بين المميزات الانسانية للشعب الجزائرى و التى بدأت التعرف عليها عن عمق من محاربى " مزاب" فى منطقة " الخميس" بجبال الاطلس حيث كنا قد نفينا الى السرية القديمة عند العمال المدنيين فى باب العويص" بالجزائر حيث كنت احارب فى الحزب الشيوعى الجزائرى بعد الافراج عنى من المعسكرات و بين العلماء التقدميين من امثال الشيخ ابراهيم من ناحية و غطرسة المحتلين من ناحية أخرى من المستوطن الى مدير المقاطعة الى الضابط كل هذا جعلنى أختار معسكرى دون تردد و فى رحلة بحثى على الثقافة العربية الاسلامية وجدت بالجزائر العاصمة فى عام 1944 كتابا واسع الانتشار بعنوان " الموجز فى السياسة الاسلامية"... و لذلك كتبت فى سنة 1944م أول محاولاتى عن " الاسهام التاريخى للحضارة العربية الاسلامية" حيث وجدت هذا الكتاب بعد 25 سنة بالقاهرة مترجما الى العربية بين يدى جمال عبد الناصر الذى استقبلنى بمصر 1965م قائلا " اتدرى اننى بفضل هذا النص الصغير عرفتك منذ زمن طويل!" |
و قبل ان اكمل الحديث عن هذا القلب الشجاع الا يستحق الرجل ان نثبت موضوعا يعرف به ؟؟!! و اذا كانت أمثال هذة المواضيع لا تثبت فماذا اذا يستحق التثبيت ؟؟ ما علينا فالتثبيت لن يضيف للموضوع و لا لروجيه قليل او كثير و لكن مجرد ملاحظة على الاستمرار فى نكران الرجل الذى هو بأمة و معناه ايضا اننا لا نحسن القراءة فلو قرأنا المقدمة لاسرت فينا ما علينا للرجل رب يكرمه |
قبل البدء فى تكملة الكلام عن الاستاذ /روجيه جارودى اشكر الأخت / اليمامة على تثبيتها للموضوع الذى هو بعض التكريم لرجل جاهد و كشف الاعيب الصهيونية و حاربهم و هو الاعزل و جالدهم و هو المسن فرفعه الله فى الدنيا و نسأله سبحانه ان يجعله مع النبين و الصديقين و الصالحين فى الآخرة |
يقول جارودى فى مقدمة طبعته الفرنسية: بعد ما يربو على نصف قرن صدرت خلاله مؤلفاتى عن كبريات دور النشر الفرنسية أجد نفسى مضطرا اليوم لأن اصدر هذا الكتاب على نفقتى الخاصة ذلك لأننى منذ 1982 أقدمت على انتهاك حرمة أحد المقدسات : ألا و هو انتقاد السياسة الاسرائيلية .. و هى الحرمة التى سيحميها من الآن فصاعدا قانون جيسو-فابيو الجائر الصادر فى 13 يوليو/تموز 1990 و الذى يعيد الى فرنسا " جريمة الرأى" التى سادت عصر الامبراطورية الثانية و بذلك يتوارى ضعف الحجة وراء قانون قمعى. و هذا هو السبب الذى دفع تلك المكتبات التى تعى جيدا كيف تحافظ على مصالحها ان تصدر تعليماتها الى دار نشر سافوار لكى تتراجع بعدما قبلت منى من قبل دفعة مقدمة لطبع هذا الكتاب. و هذا هو نفسه ما كان يحدث من قبل فى عصور سابقة فى أماكن أخرى غير فرنسا حيث ساد الرأى الواحد و الارهاب الفكرى. روجيه جارودى و السؤال الآن : اين مثل هذا القانون ليحمى المسلمين من سخافات الكتاب الغربين الذين لا يهنون مذهب فقط و لكن يهينون امة ونبيها و كل مقدساتها !! فلماذا لايحاول كل من له وسيلة ضغط على الغرب ان يستصدر مثل هذا القانون؟ فاذا كان الغرب اصدر هذا القانون خوفا على مصالحه ان تضر من الصهاينة فلماذا لا نفعل نحن كذلك و نحن الذين يقوم الغرب على اكتفانا جراء ثرواتنا و ايداعتنا فى بنوكه و مشاريعه التى نشاركه فيها فهل نعى الدرس و نعمل فعلا فى الاتجاه الصحيح فى استصدار قانون يحمى مقدساتنا من سفه السفهاء و هذا ما يجب ان نفعله جميعا حكومات و شعوب فاذا استطعنا استصدار هذا القانون فهذا هو النصر المبين و عندها نكون فعلا انجزنا شيئا ما دون ذلك كلام الف ليلة و ليلة ماتنقضى ليلة الا و تتبعها أخرى |
يقول روجيه جارودى: ان كتابى " الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية " ادين فيه بدعة الصهيونية السياسيةالتى تقوم على احلال دولة اسرائيل محل "اله اسرائيل" . و دولة اسرائيل هذة ليست سوى حاملة طائرات نووية حصينة تابعة لسيدة العالم مؤقتا الولايات المتحدة الامريكية التى تريد ان تفرض هيمنتها على نفط الشرق الاوسط الذى يمثل عصب النمو الغربى( و هو نموذج " نمو" يكبد العالم الثالث كل يومين عددا من الموتى يعادل ضحايا القنبلة الذرية فى هيروشيما و ذلك طبقا لتقديرات صندوق النقد الدولى). و منذ وعد اللورد بلفور الذى صرح و هو يمنح الصهاينة بلدا لا يملكه: " لا تهم كثيرا طبيعة النظام الذى يتعين علينا اقامته لكى نحتفظ بنفط الشرق الاوسط. فالأمر الاساسى هو ان يظل هذا النفط فى متناول يدنا" و حتى وزير الخارجية الامريكى " كورديل هال" الذى قال " علينا ان نعى جيدا ان نفط السعودية يعد واحدة من اقوى وسائل الحركة فى العالم. |
يكمل الاستاذ / روجيه جارودى كلامه عن اسرائيل قائلا : (بيد ان هذا العميل - يقصد اسرائيل - يتلقى أجرا باهظا فخلال الفترة من 1951 الى 1959 على سبيل المثال حصل الاسرائيليون البالغ عددهم آنذاك مليونى نسمة على مساعدات بلغ نصيب الفرد منها ما يربو على مئة ضعف بالمقارنة بما حصل عليه الفرد من سكان العالم الثالث البالغ عددهم الفى مليون نسمة. بل ان هذا العميل يحظى بحماية تامة : ففى الفترة من عام 1972 الى عام 1996 استخدمت الولايات المتحدة حق النقض فى الأمم المتحدة ثلاثين مرة للحيلولة دون صدور أى قرار بادانة اسرائيل بينما كان قادتها يواصلون تنفيذ مخططهم فى زعزعة استقرار بلدان الشرق الاوسط بأسرها. و قد عرضتت مجلة كيفونيم تفاصيل هذا المخطط قبيل غزو لبنان ( فى عددها الصادر فى فبراير /شباط 1982 ص 5-59) و تستند هذة السياسة التى تنعم بدعم مطلق من الولايات المتحدة الى الفكرة القائلة بأن القانون الدولى هو مجرد "قصاصة ورق" ( على حد تعبير بن جوريون) مما يعنى مثلا ان قرارى الأمم المتحدة رقمى 242 و 338 اللذين يطالبان اسرائيل بالانسحاب من الضفة الغربية و مرتفعات الجولان قد حكم عليهما بأن يظلا حبرا على ورق. و ينطبق هذا بالمثل على قرار ضم القدس و الذى اقرته دول العالم بالاجماع و ان كان لم ينص على فرض عقوبات على اسرائيل .) ايها الأخوة : طبعا بعد هذا الكلام اجد من الصعوبة بمكان تفهم انه يمكن اجراء معاهدات سلام مع هذا الكيان المتوحش و استغرب اكثر من قادتنا الا يعرفون ذلك ؟؟!! الا يقرءون؟!! القانون الدولى فى عرف اسرائيل مجرد " قصاصة ورق" فلماذا دائما نلجأ الى القانون ؟؟ اسرائيل و امريكا لا يفهمون هذا القانون الا بما يناسيهم هم فاذا صادف هواهم اقروه و اذا صادف غير ذلك كان مجرد قصاصة ورق يتبع ان شاء الله |
يكمل جارودى كلامه قائلا: و أول ما ينبغى التأكيد عليه أن التبرير " اللاهوتى" المزعوم للاعتداءات انطلاقا من قراءة متزمتة لنصوص منزلة من شأنه ان يحول الأسطورة الخرافية الى تاريخ. فالرمز العظيم المتمثل فى خضوع ابراهيم المطلق لارادة الله و فى ان تتبارك فيه " جميع قبائل الارض" يتحول الى نقيضه القبلى : اذا تصبح الأرض المغتصبة " ارضا موعودة" شأنها شأن أى أرض موعودة لدى جميع شعوب الشرق الاوسط من بلاد ما بين النهرين فى زمن الحيثين و حتى مصر. ثم يتحدث عن اسطورة " شعب الله المختار" يتبع ان شاء الله |
يقول جارودى: و يصدق هذا القول على رمز الخروج هذا الرمز الخالد لتحرر الشعوب من بطش الطغاة و الذى يؤكده القرآن الكريم على نحو اوضح من مثيله لدى دعاة "لاهوت التحرير" اذ يحول سياسيو الصهونية هذا الرمز - الموجه الى كل الشعوب التى تنفذ ارادة الله رب العالمين - ليصبح معجزة متفردة و امتياز يهبه اله منحاز و مقصور على جماعة بعينها الى " شعب مختار" كما هو الحال فى جميع الاديان ذات الطابع القبلى و جميع النزعات القومية التى تزعم كل منها ان شعبها هو المختار الذى تقع على عاتقه مهمة تنفيذ ارادة الله و هو الامر الذى يتبدى فى عبارات مثل: " بالفرنسيين تتحقق المشيئة الالهية" لدى الفرنسيين أو" الرب معنا" لدى الالمان أو " المسيح هو الملك" لدى فرانكو أو حتى عبارة " نحن نؤمن بالرب" و هى ضرب من الكذب مطبوع على الدولار و الذى هو الاله الاوحد القادر على كل شئ فى وحدانية السوق و المال.... |
و يعرج جارودى بعد ذلك الى حكاية المحرقة و فى الحقيقة فانا لا استطيع ان اورد كل ما كتبه ذلك الشجاع و لكنى اقتطف بعضا من كلماته و ان كانت كل كلمة منها كوكبا مضيئا فى سماء العالم ... و قبل ان اورد ما قاله الرجل احب ان اعرف معنى كلمة هولوكست : هى كلمة يونانية تعنى " حرق القربان بالكامل" و كانت فى الأصل مصطلحا دينيا يهوديا يشير الى القربان الذى يقدم للرب على سبيل التضحية ثم يحرق حرقا تاما على المذبح و هو طقس من اكثر الطقوس قداسة لدى اليهود و فى العصر الحديث اصبحت الكلمة تشير الى عملية ابادة اليهود على ايدى النازيين . و ربما كان المقصود من استخدام كلمة على هذا النحو هو تشبيه " الشعب اليهودى"بالقربان و الذى احرق تماما لأنه أكثر الشعوب قداسة. و سوف نعلم لاحقا ان هذة الكذبة المسماة بالمحرقة اكبر كذبة فى التاريخ اليهودى كله |
يكمل جارودى قائلا : كانت العبارة المكتوبة على اللوحة التذكارية الموضوعة على معسكر أوشفتيتس " و هو من اشهر معتقلات النازية فى بولندا" حتى عام 1944 هى " أربعة ملايين من الضحايا" أما اللوحة الجديدة الموجودة حاليا فقد كتب عليها " مليون ونصف المليون تقريبا" . كما كان من الضرورى تمشيا مع خرافة الملايين الستة من الضحايا ان تصبح الانسانية جمعاء شريكة فيما يسمى " أكبر عملية ابادة فى التاريخ" و ان ننسى تماما ضحايا الابادة الآخرين و منهم 60 مليون من الهنود الحمر فى أمريكا و 100 مليون من الزنوج و ان ننسى كذلك هيروشيما و نجازاكى و القتلى خلال الحرب العالمية الثانية البلغ عددهم 50مليون و كأن الهتلرية لم تكن سوى مذبحة للقضاء على اليهود فقط و ليست جريمة ضد الانسانية باسرها. فهل نوصم بأننا معادون للسامية لمجرد ان نقول ان اليهود كانوا يتعرضون للضرب المبرح بلا رحمة و لكنهم لم يكونوا وحدهم الذين يلقون هذا المصير بدعوى ان التليفزيون لا يتحدث الا عن هؤلاء الضحايا و لا يذكر شيئا عن الضحايا الآخرين؟ و لكى تكتمل عملية التعمية و التمويه كان من الضرورى استخدام كلمة ذات مدلول لاهوتى مثل " الهولوكست" لاضفاء طابع التضحية على المذابح الحقيقة و ادخالها بشكل أو بآخر فى صميم المشيئة الالهية شأنها شأن عملية صلب المسيح ... يتبع ان شاء الله |
فى الحقيقة تعتبر خرافة الهولوكست من اكثر الخرافات الصهيونية تأثيرا و لذا فقد افرد لها جارودى فصلا كاملا و سوف احاول ان اقتطف بعض النقاط المهمة فيه لضيق الوقت و فى الحقيقة فهذة الكتابات ليس المجرد منها التلسية بقدر ما هو مطلوب منا كمسلمين فضح الصهاينة و ان كانوا مفضحوين اساسا عموما يجب ان يعلم العالم كله من الذى يبيد البشر ؟ و من الذى يعمل كل يوم هولوكست للفلسطينين ؟ ثم يقف معهم بعد ذلك قادة العالم المتمدين كله !! أنه والله لعار كبير هلى كل من يقف واضعا يده فى يد هؤلاء المتوحشين الصهاينة فى سفر يشوع : عند الحديث عن غزوه لأى مدينة قائلا : " فأسلمها الرب هى ايضا الى يد اسرائيل مع ملكها فدمرعا و قتل كل نفس فيها بحد السيف فلم يفلت منهم ناج" هذة هى عقيدة اليهود الابادة لكل من يحاربهم و لكل من يستسلم لهم و هذا ما فعلوه فى كل حروبهم و انظر كيف كانوا يعدمون الاسرى فى حروبهم مع مصر والعرب.. كانوا يقيدونهم بالحبال ثم يضعونهم على الارض ووجوهم الى الأرض ثم يطلقون عليهم النار و سوف يكون هناك موضوع مخصص لهذا الافعال القذرة ان شاء الله |
يقول جارودى : هل كان من الضرورى اذن اللجوء الى وسائل أخرى لتفسير التزايد الرهيب فى نسبة الوفيات بين ضحايا تلك الممارسات؟ و هل كان من الضرورى المبالغة بشكل صارخ فى الارقام التى تشير الى اعداد الضحايا بما ينطوى عليه ذلك من مخاطر الاضطرار الى تخفيضها فى وقت لاحق؟ لقد حدث ذلك بالفعل فعلى سبيل المثال : تغيرت اللوحة الموضوعة على مدخل معسكر اوشفتيس و التى كان مدونا عليها ان عدد الضحايا اربعة ملايين ووضعت لوحة جديدة تقول ان عدد الضحايا مليون فقط!! - تغيرت اللوحة الموضوعة على " غرفة الغاز" فى معسكر داخاو ووضعت لوحة جديدة اثبت فيها ان هذة الغرفة لم تستخدم على الاطلاق. - تغيرت اللوحة على مدخل ساحة " فيلودرم ديفز" فى باريس و التى كانت تقول ان عدد اليهود الذين اعتقلوا هناك 30الف شخص و حلت محلها لوحة جديدة تبين ان عددهم 8160 شخصا فحسب.. ( المصدر صحيفة لوموند 18 يوليو 1990) و لعلكم تلاحظون مدى الفروق فى الاعداد... ... لقد تبنت الذاكرة الجماعية رقم " اربعة ملايين" الذى ساقه تقرير سوفيتى و لا يزال هذا الرقم نسجلا على النصب التذكارى لضحايا النازية فى اوشفتيس . أما الرقم الموجود فى متحف يادفاشيم فى القدس عن اجمالى عدد الضحايا فهو اعلى بكثير من العدد الحقيقى. و مع ذلك فقد عكفت الذاكرة العلمية على العمل الجاد نتذ تهاية الحرب بعد بحث دقيق و متأن الى انه لا يمكن التسليم برقم " اربعة ملايين" لانه لا يستند الى أى أساس يعتد به. المثير هو ان الكتاب السنوى اليهودى الامريكى رقم 5702 و الذى يتناول الفترة من 22 سبتمبر 1941 و حتى 11سبتمبر 1942 ص666 الى ان عدد اليهود فى بلدان اوربا الخاضعة للسيطرة الالمانية فى اعقاب التوسع النازى الكبير و امتداده الى روسيا كان يبلغ فى عام 1941 ثلاثة ملايين و مئة و عشرة الف و سبع مئة و اثنين و عشرين (31110722) بما فى ذلك اليهود الذين تبقوا فى المانيا فكيف يباد منهم ستة ملايين؟؟ طبعا اتبعوا عملية حسابية غريبة .. و هى : 6-3=6 . انتهى كلام جارودى .. اذا فالموضوع مبالغ فيه ايها الأخوة الكرام وارقام اليهود الذين احرقوا فى غرف الغاز اقل بكثير مما هو يعلنه هؤلاء الافاكون الكاذبون عليهم لعنة الله يتبع ان شاء الله |
يكمل جارودى حديثه عن تلك الخرافات و يتحدث عن خرافة " أرض بلاشعب" " ليس هناك شعب فلسطينى ... و لم يكن الأمر أننا جئنا و أخرجناهم من الديار و اغتصبنا أرضهم فلا وجود لهم اصلا".. ( المصدر : جولدا مائير فى تصريح لصحيفة صنداى تايمز 15يونيو 1969) تستند الايدلوجية الصهيونية الى مسلمة بسيطة تتمثل فيما جاء فى سفر التكوين (15:18-19) " ساعطى نسلك هذة الأرض من وادى العريش الى النهر الكبير نهر الفرات". و انطلاقا من هذا الوعد الألهى يذهب القادة الصهاينة و حتى الملحدين منهم الى القول : ان الرب وهبنا أرض فلسطين و ذلك دون التساؤل عن طبيعة هذا الوعد او ما ينطوى عليه الميثاق المعقود مع الرب او ما اذا كانت هناك شروط لذلك الاختيار الألهى. " أن وجود هذة الدولة هو تجسيد للوعد الألهى . و من السخف ان يطالب أحد باثبات شرعيتها بغير ذلك . و هذة المسلمة الاساسية التى صاغتها جولدا مائير." ( المصدر : صحيفة لوموند 15 اكتوبر 1971) و يكرر مناحم بيجين هذة الفكرة فيقول : "لقد وعدنا بهذة الارض و لنا الحق فيها " أما موشى ديان فيقول : " اذا كنا نمتلك التوراة و نعتبر انفسنا شعب التوراة فمن الواجب علينا شرعا ان نمتلك جميع الاراضى المنصوص عليها فى التوراة. أراضى القضاة و الآباء. اراضى أورشليم و حبرون و اريحا و الاراضى الاخرى " ( المصدر : موشى ديان صحيفة جيروزاليم بوست 10اغسطس 1967" و يقول بن جوريون : " أن الأمر لا يكمن فى الابقاء على الوضع القائم فنحن فى حاجة الى دولة حركية مهيأة للتوسع" و ها هو مناحم بيجين يقول ايضا : " سوف تعود أرض اسرائيل الكبرى الى شعب اسرائيل كاملة و الى الأبد" و هكذا وضعت اسرائيل نفسها منذ البداية فوق القوانين الدولية كافة . انتهى كلام جارودى .. الآن هل يظن ظان يا اخوة او يعتقد معتقد ان اسرائيل ممكن ان تترك ما سلبته و ما سوف تسلبه من أرض بسهولة او بمجر جلسات سلام او استسلام من العرب؟؟ لا أظن فالأمر واضح وضوح الشمس و قد اجمع عليه كل قادة اسرائيل ليس فقط مطلوب ان يبقى الوضوع على ما هو عليه و لكن مطلوب التوسع و ها هى الدولة اللقيط تريد ان تتوسع شرقا و غربا و هاهم العرب يستسلمون مريدين السلام و متى استؤمن الذئب على اغنام يتبع ان شاء الله |
جارودي الإنسان كما تحدثت عنه زوجته
حسام تمام 23/04/2001 سلمى التاجي الفاروقي هي النصف الآخر (العربي) للفيلسوف الأشهر والأكثر صخبًا وشغبًا في القرن العشرين.. من خلالها تعرف على الإسلام، وعن طريقها غرف من حضارتها وثقافته حتى صار أشهر فلاسفته في الغرب.. وهي شريكة حياة بكل ما في الكلمة من معانٍ: تقرأ له، تترجم، ترافقه في كل جولاته ورحلاته، تخوض معه معاركه – التي لا تتوقف رغم أنه تجاوز الثمانين، وسيلة اتصاله بالعالم.. وقبل ذلك وبعده وأثناءه زوجته الكتومة لأسراره وتفاصيل حياته التي صارت عندها قدسًا لا يجوز الاقتراب منه إلا بمقدار ما ترى فيه إسعادا له. إنها الفلسطينية "سلمى التاجي الفاروقي" ابنة بيت المقدس، زوجة الفيلسوف والمفكر العالمي روجيه جارودي.. وهذه مقاطع من حوار معها لم يبح إلا بالقليل؛ لكنه في كل الأحوال يلقي الضوء على جانب هام كان خافيًا عن جارودي الإنسان. رجل يقول شيئاً مختلفاً *في البداية سألتها: كيف كان اللقاء؟ - فأجابت: مصادفة.. لم أكن أعرف عنه الكثير؛ أسمع فقط عنه باعتباره أحد فلاسفة أوروبا الكبار، ولم أكن قد قرأت له شيئًا حتى سنة 1981 مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان.. وقتها كنت قد استقررت في جنيف بسويسرا؛ حيث عملت بإدارة أحد المراكز الإسلامية فيها.. وكان أول ما قرأته مقالته الشهيرة في جريدة "اللوموند" الفرنسية التي فضح فيها إسرائيل، وتحدث بصراحة عن المخطط الصهيوني لإقامة دولة إسرائيل الكبرى في المنطقة العربية، وربما كانت هذه المرة الأولى التي كتبت عن هذا الموضوع.. وأعجبت ساعتها بالمقال كثيرًا خاصة أن صاحبه غير عربي بل وغير مسلم أيضا، وتصادف بعدها أن أرسل لي صديق مسلم سويسري يعمل مهندسًا بنسخة من كتاب "وعود الإسلام"، وأرفق معه رسالة تضمنت وصفًا رائعًا لصاحبه "المفكر الفيلسوف العملاق روجيه جارودي" هكذا وصفه… قرأت الكتاب وكان لافتًا أنني أعدت قراءته عدة مرات متتالية في وقت قصير؛ إذ وجدتني منجذبة إليه بشدة.. ولأول مرة أجد من يستطيع أن يتحدث عن الإسلام بشكل غير تقليدي أو كلاسيكي.. وجدته يتحدث عن الإسلام في طابعه الإنساني الجميل الذي يغيب كثيرًا عن أذهاننا نحن المسلمين، وشعرت أن هذا الرجل يريد أن يقول شيئًا مختلفا وجديدًا عن الإسلام وأنه يقترب كثيرًا. لم أتردد كثيرًا فدعوته لإلقاء محاضرة عن كتابه في قاعة المركز الإسلامي الذي أديره وكانت محاضرة تاريخية، تألق فيها بشكل غير عادي، وكان موفقًا إلى حد العبقرية: حاضر الذهن، سريع البديهة، قادر على الإقناع، ملم بأفكار الكتاب إلى حد لم يترك معه سؤالا دون إجابة مقنعة.. زاد إعجابي به وتوثقت علاقتنا بعد هذه المحاضرة.. ولا أخفي سرًا أنني كنت أتمنى أن يدخل الإسلام، ودعوت الله كثيرًا من أجل ذلك. قاطعتها.. وهل خطر ببالك وقتها أن الأمور بينكما يمكن أن تنتهي بالزواج؟ أجابت: إطلاقًا كنت فقط معجبة بأفكاره وبشخصيته أيضاً، لكن لم يكن ببالي أن أتزوجه. شاهدة على إسلامه ثم عرضاً بالزواج إذن.. كيف انتهى الأمر إلى الزواج؟ - فوجئت به يصارحني برغبته في اعتناق الإسلام.. كان ذلك في نهاية 1982، وطلب مني أن أكون أول شاهدة على إسلامه، فاصطحبته إلى المركز الإسلامي؛ حيث أشهر أمامي إسلامه.. وكان مفاجأة سارة بين أبناء الجالية الإسلامية في سويسرا وأوربا كلها، بل وأحدثت ضجة في الأوساط الثقافية والأكاديمية الغربية كلها، والتي كانت تنظر لجارودي كأحد أهم فلاسفة الغرب في القرن العشرين.. وتطورت العلاقة بعدها وفاتحني في رغبته في الزواج مني، ولم يستغرق الأمر كثيرًا؛ فتزوجنا ! (لم تشأ أن تعطي تفاصيل أخرى). عاشق للحرية.. بكّاء لحال الفقراء * لم أشأ أن أقتحم قدس العلاقة بجارودي الذي تحيطه السيدة سلمى بالكتمان؛ فسألتها عن جارودي الإنسان بعيدًا عن الفيلسوف الذي نعرفه جميعًا.. كيف تصفينه؟! - فأجابت: لا يقل عظمة وروعة عن جارودي المفكر والفيلسوف، بل إن أعظم ما في جارودي إنسانيته فهو طفل في مشاعره وأحاسيسه؛ جياش العاطفية: سريع الانفعال قريب الدمعة؛ يبكي لأقل المواقف الإنسانية، رأيته يومًا يبكي كالأطفال ونحن في رحلة إلى إحدى الجزر الإفريقية على المحيط الأطلنطي فقد تذكر كيف كانت ترسو السفن الأوربية لخطف الزنوج الأفارقة.. وبيعهم كرقيق وعبيد.. وهو شديد الإحساس بمعاناة الفقراء والمظلومين والمضطهدين من أي لون أو دين، كثيرًا ما يعاني إذا أسرفت في شيء، ويرى أن الأفضل توفيره لمصلحة المحتاجين، يعاتبني إذا ما أطلت في مكالمة هاتفية، ويقول: الأولى بنا أن نوفر ثمن هذه المكالمة للفقراء فربما أنقذت جائعًا من الموت.. رومانسي بكل ما تعنيه الكلمة: يتذوق الشعر ويذوب فيه حتى ولو لم يكن يعرف لغته؛ إذ يكفيه الإحساس فقط.. أذكر أنه ترجم للفرنسية قصائد من لغات أخرى لا يعرفها؛ تفاعلا مع شعرية هذه القصائد، ترجم مرة قصائد لنزار قباني رغم أنه لا يعرف العربية، فقط استمع إلى شرح مبسط لمعانيها، وكان ذلك كافيًا ليتذوقها ويستلم ما فيها من شاعرية.. وكانت المفاجأة أن تأتي ترجمته سليمة وموحية حتى أن نزار نفسه أشاد بها واعتبرها أفضل من الأصل!. *برأيك.. ما القيمة التي تلخص حياة جارودي وأفكاره؟ - الحرية.. فهي عشقه الأكبر الذي يعيش من أجله ويدين له بكل كيانه وما وصل إليه، كثيرًا ما يقول لي: لو لم أحرر لما استطعت أن أفكر أو أكتب أو أعيش! وهو يمارس الحرية كعقيدة يدافع عنها تحت أي راية وفي كل مكان وكفعل يومي، فهو يرى أن التحرر من الكماليات نوع من الحرية؛ لذلك فكثيرًا ما يختصر من وقت طعامه لحساب القراءة وسماع الموسيقى، ويتخلى عما دون الضروريات حتى عند سفرنا يصر على ألا يحمل معه سوى حقيبة صغيرة لزوم الضروريات فقط. وعندما يكتب يتحرر من كل المؤثرات بما فيها المادية التي قد تحد من حريته؛ لذلك فهو لا يكتب إلا ما يعتقده ويؤمن به، وكثيرًا ما عرضت عليه دور النشر والمجلات الكبرى الكتابة في موضوعات بعينها بمقابل خيالي، لكنه يرفض بإصرار أن يكتب إلا في الأفكار والموضوعات التي يناضل من أجلها؛ لذلك يعتذر أو يضع شروطًا يستحيل تحقيقها.. جارودي مفكر وإنسان حر بمعنى الكلمة لا يقبل بأي قيد حتى من داخله!. وأكثر ما يؤلمه أن يتسبب في ألم من يحبهم.. فلم أره حزينًا متألما من شيء قدر ألمه مما أثير ضده في بعض الدوائر العربية والإسلامية من تشكيك في أفكاره إلى حد اتهامه في عقيدته.. آلمه ذلك كثيرًا وسبب لي حرجًا بالغًا، خاصة وأنا أعرف صدق عاطفته تجاه العرب والمسلمين ودفاعه عن حقوقهم وقضاياهم بإخلاص وتفان. شيخ المشاغبين.. طفل *وهل كانت طفولته هي مصدر عناده وشغبه الدائم أيضاً؟ - ربما فهو طفل لا يستطيع أحد أن يهزم فيه إرادته.. عنيد إلى أقصى درجات العناد لا يتزحزح عن مبادئه حتى ولو عارضه بسببها العالم كله، وهو على استعداد للتضحية من أجلها ولو كلفه ذلك الكثير.. تيقنت من ذلك جيدًا في أثناء محاكمته الأخيرة بسبب كتابه "الأساطير المؤسسة لإسرائيل" فرغم أجواء الإرهاب التي كانت تحيط به، والتهديدات المتلاحقة من أعضاء المنظمات اليهودية والحشود المبالغ فيها التي جاءت خصيصًا للمحكمة من أجل إرهابه والتأثير عليه كان متماسكًا ومتمسكًا برأيه بشكل مذهل إلى حد أنه هاجم الجميع بما فيهم المحكمة التي تنظر قضيته، واعترض على قاضيه بل وقاضاها أيضاً، ولم يتردد في اتهام القوانين الفرنسية نفسها بالعنصرية حتى إنه وصف الحرية في بلاده بأنها زائفة وغير حقيقية. *إذن كيف تديران خلافتكما الفكرية، وأعتقد أنها ليست بسيطة؟! - بتحفظ واضح: هو يقبل بالاختلاف معه بل ويرى أن الاختلاف والتنوع فيه ثراء وإضافة… ويتقبل المختلفين معه ويرحب بملاحظاتهم.. لكنه في الوقت نفسه شديد الحساسية تجاه كل تصرف يشير معه بالرغبة في الانتقاص من استقلاليته أو الحد من حريته؛ لذلك فأنا أتحاشى معه أن أبدو في هيئة الناقدة لأفكاره أو المتربصة بقناعاته حتى التي أختلف معه فيها، وأفضل أن أقدم رأيي في شكل ملاحظات أو اقتراحات فحسب.. وأراهن في كل مرة على رحابة صدره وقبوله بالنزول عن رأيه إذا ثبت له وجاهة ما أقول، خاصة فيما يتصل بالآراء والأفكار التي يمكن أن يساء فهمهما في العالم العربي والإسلامي. أدين له بثقافتي العربية!! *هل أعتبرك العين التي يرى بها جارودي الحضارة العربية الإسلامية؟ - للحق أنا مدينة له أيضاً بالكثير من ثقافتي العربية، فقد كان تعليمي أجنبي وتخرجت في المدارس الأجنبية، ورغم أنني عشت طفولتي في القاهرة حتى اكتمال تعليمي فإن معرفتي بالعربية كانت ضئيلة جدًا إذا ما قورنت بالفرنسية والإنجليزية؛ حتى إنني كنت أكتب العربية من اليسار لليمين.. صحيح أن استقراري في سويسرا كان بداية اتصالي الوثيق بمصادر الثقافة العربية والإسلامية إلا أن ارتباطي بجارودي لعب الدور الأكبر، فقد وجدتني أقوم له بدور القارئة والمترجمة في كل ما يتصل بالمصادر العربية والإسلامية، خاصة كتب التراث وتفاسير القرآن الكريم والتي يحرص جارودي فيها على العودة إلى النصوص العربية الأصلية رغم اطلاعه الدائم على ترجمات لمعاني القرآن في أكثر من لغة.. وتدريجيًا تعمقت صلتي بالثقافة العربية بشكل واسع، وصارت لي مكتبة تضم أمهات الكتب وكنوز التراث العربي والإسلامي في شتى فروع الثقافة. "المجتمع الحر" في بيت أندلسي *ماذا عن المركز الحضاري الذي قمتما بتأسيسه في قرطبة؟ - أسسنا مركزًا حضاريًا في قرطبة يعتبره جارودي حلم حياته أطلق عليه "المجتمع الحر"، وهو يقوم على أساس تقديم تجربة المجتمع العربي في الأندلس كنموذج للتعايش الخلاق والمثالي بين أتباع الديانات المختلفة.. وهو عبارة عن مركز ثقافي ومتحف للفنون ومكتبة كبرى، وهو في رأي جارودي أعظم خدمة للحضارة الإسلامية؛ إذ إنه يكشف عن عظمتها وقدرتها على تقبل الآخر والتعايش معه.. وهو ما لم يتكرر كثيرًا لدى الحضارات الأخرى بما فيها الحضارة الغربية.. جارودي يراهن كثيرًا على نجاح فكرة المركز، أنا متفرغة تماما لإدارة المركز، وهو يقسم وقته بين المركز في أسبانيا وأعماله الأخرى في فرنسا.. والشواهد تؤكد نجاح فكرتنا؛ فعدد زوار المركز الذي أقمناه في أحد بيوت قرطبة الإسلامية القديمة – يزيد سنويًا عن مائة ألف زائر كلهم يعيد تصحيح نظرته ورؤيته للحضارة الإسلامية، وهذا ما نطمح إليه. |
إقتباس:
شكرا أخى الكريم القوس على هذة المعلومات فى الحقيقة الرجل له كثير من الصفات التى تبهر أى انسان و لكن ما يبهرنى فيه هى تلك الشجاعة النادرة لرجل تجاوز الثمانين و هو يحارب اقوى جهاز مخابرات هو الموساد القذر و كذلك اظلم دولة قذرة هى اسرائيل رجل فى هذا السن بكل هذة الجرأة اقسم انه ظاهرة تستحق الدراسة كثيراااااااااااااااا |
عجيب كيف ترمى سهام الحق من عقر بعض ديارهم وعجيب كيف اخرجنا سلاح الحجة والبينة واقلام الحقيقة من ساحة المعركة ... تحت مسميات السلام والتطبيع والتعايش السلمي فكم جارودي نحتاج في ربوعنا ... لكي نفند الأكاذيب ونحبط الدسائس ونعيد الحق لأهله .... ؟؟؟ ؛ رائع أنت أخي الفاضل وأزداد معرفة عند كل قراءة لأحد مواضيعك تقديري |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.