![]() |
سامحني وأنت في قبرك
لم أعلم أنني كنت ممن ضاعف آلام مرضك بل وفي هواجسك دون أن أدري أحدثت لك غصة عندما ذرفت أمامك دمعة نعم .. هي كانت دمعة حب .. لا دمعة خوف كنت أظنها دمعة أمل .. لا دمعة يأس بكائي على مشهدك مريضاً ضاعف في نفسك التأثر وأثار في أعماقك انفعالات تراكمت فوق كومة معاناتك المرضية فأربكتك .. وتركتك فريسة الهواجس .. والوسواس والخوف لم يعي عقلي الصغير أنك .. وأنت مريض على فراشك تحتاج الى ابتسامة واثقة ابتسامة هادئة تمتد الى داخلك وتلامس في حنوٍ جراحك وتصافح في ثقة آمالك نحو الغد لم أعي أن البسمة كانت بالنسبة لك رافد جديد واضافة مهمة في قائمة أدويتك التي كنت تتناولها لم أكن أعلم أنها بالنسبة اليك جرعة لا بد منها لتكون كأجمل هدايا الأماني الى قلبك لم أعي أن دموعي كانت تذكير لك برحيلٍ أو وداع ورغم قلتها إلا أنها في ناظريك كانت تمثل طوفاناً من القلق والعذاب فتساوت مع ما تحس به من شكوى وآلام لم أمنحك في آخر لقائي بك بسمة بل منحتك دمعة احتفظت بها في أعماقك ومشت معك محمولة في جندلك الى قبرك تلك الدمعة التي شعرت بآثارها وامتدادها في أعماق صغيرتك جعلتك تنطق باسمها موصياً ومستوصياً بها ثم وجهت وجهك الى قبلته ونطقت ب( أشهد أن لا اله إلا الله .. محمد رسول الله ) وخرجت روحك الى بارئها يا والدي احتاروا!! أيهما يختاروا فيك .. عقلك .. أم حلمك ؟ عقلك الحالم .. أم حلمك العاقل ! كنت شريف الموقع والموقف تكره أن يتحدث عنك أحد وروحك الكبيرة لا تحب الثناء وفي انفصام عن الشهرة وعندما يثني عليك أحدهم تنفرج شفتيك بعبارتك المعهودة : ( وش دعوى .. الله يهديك ) ذهبت وما زلت بعد الله تعينني في كل لحظة فخصائصك ما زالت تعيش بين الناس وحبك لهم وتواضعك وقيمك وسماحتك ما زالت مفتاحي لأي عقبات تواجهني حينما أُسئل عن قرابتي بك فيقال لي ( رحمه الله.. فقد كان انساناً .. كان براً .. كان شهماً .. كان صالحاً ) وأحدهم قال ( انك الرجل الذي سبق زمانه ) سيرتك ظلت وستظل ثروتي التي لم ولن تنقص بل.. و سر عبوري وتجاوزي لكثير من المحطات في حياتي ولأنك قدمت لي الكثير ولم أقدم لك بطفولتي إلا مشهد دمع أخير ولأجل ذلك لن أقطع عملك في هذه الدنيا بصدقةٍ جارية وبقلب ابنة تدعو الله لك |
خير ما يترك المرء خلفه ولد صالح يدعو له
رحم الله جدّى الحبيب والله أختاه إن الجنّة موعدنا جمعنا الله إياه فى أعلى عليين مع النبى الأمين - صلى الله عليه وسلم - |
إقتباس:
الله يا يمامة الخيام :New6: كم تأثرت بكلماتك هذه وكم زاد حنينى لكل اب يقال عليه مثل هذه الكلمات كلماتك معبرة ومؤثرة جدا وان شاء الله يتقبل الله منك الدعاء والصدقة ويرفع بها درجات باذن الله |
إقتباس:
جزاك الله خير يامحمد .. واللهم آمين |
إقتباس:
شكرا لك ياسلسبيلا .. أجمل الكلمات هي التي نعبر فيها عن مشاعرنا لوالدينا .. وذكراهم هي بمثابة بر بهم حتى لو كانت بكلمات خيرة لها شفافية الحب لمن زرع في وجداني الحب كتابتي لوالدي هو حصاد لدور قام به من أجلنا .. |
أحببت ذلك الرجل رحمه الله بغير أن أراه
فكفى سيرة ابنته بيننا لتعرفنا بذلك المربّى الفاضل كما يقولون عندنا فى مصر اللى خلّف لم يمت |
شعرت بغصة سكنت حلقي ذكرتني بآحباب رحلوا نسأل الله تعالى أن يكون لقاؤنا في الجنة |
اللهم آمين اختاه جميعا ان شاء الله
|
إقتباس:
أحببك الله يا محمد.. وبارك الله فيك وان شاء الله أكون كما أراد لي أن أكون |
إقتباس:
شكرا لك ياكونزيت .. والله أسأل ما سألتي عنه اللهم آمين |
الأخت الفاضلة الكريمة اليمامة .
رحم الله أباك وأسكنه فسيح جناته وألحقنا به علي خير غير خزايا ولامفتونين ولامبدلين ولامضيعين. ولك أهديك هذه المقطوعة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عام الرحيل ..... الرحيل ليس هو السفر على أيِّ حال لا في فقه الدلالة ولا في واقع الحالة ، فالسفر مقصود وله عنوان الوصول كما كان له دافع المغادرة وسبب النهوض إلى الركائب واعتلاء ظهورها ، لكنَّ الرحيل شيءٌ آخر تماما مختلف الطعم والنكهة وخاصُّ الطقوس إلى حدٍّ بعيد ، وفيه من الجبر أكثر مما فيه من الرغبة والاختيار ، ويحمل طابع الاستعجال أكثر مما يحمل سمة الرويَّة والخيار، ومهما حاولت فيه يبقى قاسيا وعنيفا وصارخا إلى حدٍّ كبير ، هذا هو الرحيل الذي تقوله حروفه أكثر من أيِّ شيءٍ آخر، برائه الهادرة القوية الصلبة العنيفة وحائه الحنون العطشى والموغلة في الألم ويائه الممتدة طويلا طويلاً بين المحطات والمواقف والقوافل ولامه المنهية جدول المواعيد وأجندة الحركة بدخول ٍ ليِّن ٍ إلى النهاية ْ ! تقول القصيدة " راحلٌ أو راحلان ....." بيد أن السنة الماضية وهي الثالثة من القرن الثالث للميلاد تقول شيئا آخر وتقرِّرُ أشياء أخرى ، نعم مضى عام الرحيل مغبرّاً وصاخباً وعنيفاً في جلبته ووحش رحيله ، ابتدأ مستلماً من عام قبله بمصطفى الحلاج ونثر عبره الكبارَ الكبارَ من إحسان عباس إلى إدوارد سعيد فمحمد القيسي فحافظ الجمالي فمحمد شكري فرسول حمزاتوف ففدوى طوقان وقرّرَ قبل أن يغيب أن يأخذ معه راحلا آخر هو الرائد أحمد صدقي الدجاني ، رحيل متصل ومقلق في تصميمه ودمويته ، ومحق أن يبرز السؤال وتبرز المخاوف بصدمة هذه الرحيلات المتصلة كما طالعنا مقالَ الأديبة ريما محمد في الحقائق مؤخرا وهو الذي عنونته بفاجع الصدمة " حتى لا ينقرضوا ....." . هناك المبدعون الذين رحلوا عن لسان الضاد وهناك الذين رحلوا عن غير لسانها ولكنَّ المفجع أن نسبة راحلي الضاد كانت أكبر وأكثر فداحة ، ومن ضاد هؤلاء كانت نسبة أبناء الزيتون هي الأعلى وهم يسجّلون رحيلهم واحدا تلو الآخر في كلِّ العواصم وفي كلِّ المحطات ، حسنا هم رحلوا من الرحيل ذاته بعد أن طالَ رحيلهم واستقروا بعيدا عنه ولو لمرة واحدة ، أناخوا ركبهم أخيرا وصرفوا جمّالهم وأقاموا ظعنهم ، ترى هل انتقموا من الرحيل بهذا ؟ كانت منيتهم هذه الشجرة وهذا الوطن الذي سكنوه في رحيلهم مثلما سكنهم ، أما قال درويشنا ذلك ؟! نعم ....هكذا كانت أقدار الرحيل سواء وكانت محطة الوصول تائهة في عنوان الشوارع ولكنها واحدة في عنوان المواجع . لهذا العالم في الرحيل حزن واحد وأسىً واحد ولنا فيه حزنان ولنا فيه ألمان و وجعان ، وجع الرحيل ووجع الارتحال فإلى متى بعد ذهاب جيلين لا نزال فيه الفرسانَ الكبار وأصحابَ السهم ِ ؟! ترى هل اختارنا الرحيل لنصنع على عينه ؟! نصف شعبنا راحل ونصفه مرحّل وتبقى السنون لا أكثر من شاهد زور ، قالوا عصا الترحال ...لا لم تعد عصا بل أصبحت شوكة الترحال وبقي نزفها الذي لا يرحل ، سجّل العالم رحيل آلافنا كلَّ عام ولم يستطع أن يقبل وصول واحد منا ..، أيُّ عبثية وأيُّ ظلامة ؟! ومع ذلك لن ننقرض ولن نيأس ، ونبقى مصرِّين على اختصار الرحيل في غاية الوصول مهما كانت قسوة الطريق ومهما اشتدَّ عنفُ الحريق ، فالمسألة تساوت مع البقاء أو الانتفاء . وإذا كان الرحيل الفيزيائي هو رحيل أجساد أحبة وبقاء أرواحهم وفكرهم ونبضهم الإنساني والإبداعي فهو رحيل لم ينتصر علينا ولم يحقِّق إسدال الستار طالما بقي ما خلَّف هؤلاء ويد تصون وذاكرة تسجِّل باحترام ومحبة ، وحينما تكون هذه الوصية نافذة لا يملك التاريخ إلا أن يقف منتصبا خاشعا بين يدي هذه الأمم التي تبقى على وصايا راحليها دون تلكؤ ولا تبديل ، وفي هذه تكون دوما سلوى الرحيل وبعض دواء على فواجعه المؤلمة ومآسيه العاصفة ، هكذا نستعين على الرحيل بما خلّف الراحلون ونصبر على ما تبقى من رحيل بما سيزيد المقبلون ، وفي عمر الذاكرة الحيَّة يمكن أن تنهض من جديد خطى الراحلين أسرع مما كانت عليه وفي سفرٍ هذه المرة وليس في رحيل . أما أقسى أنواع الرحيل وأشدها مضاضة هو رحيل الدول ورحيل الأفكار ورحيل العناوين ، وهذا العام الذي شهد رحيلاً بفعل العدوان البشري ِّ على موضع من الخارطة العربية هو ذاته الذي شهد قراراً برحيل طوعي من العمق العربي إلى ما يهلِّلُ له أعداؤه وباغضوه من كلِّ لون وكلِّ ملة ، وهو ما دفع هؤلاء جملة إلى نهش ما تبقّى على قاعدة الانتهاز وقاطرة الكفران بالفكرة المحرِّك وإن تغطَّت وتذرَّعت بذرائع الشكل وأخطاء التطبيق ومثالب دور الغرائز ، وهنا لا بدَّ من وقفة عميقة وصرخة مفيقة ، لن ترحل أبداً فكرة الجسد الواحد ولا الروح الواحدة مهما كانت قسوة الزوابع فعلى الأقل يبقى هناك في المنزل الذي شهد أوَّل رحيل في الخارطة وعانى من هذا كله أمل وإصرار ويقين على هذه الغاية رغم الألم ورغم الجراح ، متعانق معها عبر تسجيل رحيله اليومي هذا ،... لأن هي باختصار الوصول ومحطة انطلاق السفر ، فهل يكون عام 2004 عاماً لبداية الوصول ؟! نتمنى ونرجو |
كلمات خرجت من القلب وأثرت في كل من قرأها
رحم والدك ياليمامة وغفر له وأسكنه فسيح جناته |
أخي الاستاذ السيد عبدالرزاق شكراً لك على التثبيت .. وبارك الله فيك على كلماتك ونقلك الرائع إقتباس:
وجميل أن نكرم من مات ويستحق التكريم .. والأجمل أن تكون ترجمتنا لمشاعرنا نحوهم على شكل أدعى الى التقبل .. والى الرسوخ والبقاء .. وبمزيد من الاضافات في لبنات العمل المنتج وفي المزيد من العمل الخيري .. لأن ذلك سيكون مضاعفاً .. وباقياً في الذاكرة على خريطة الواقع . |
إقتباس:
جزاك الله خير أخي دايم العلو .. وبارك الله فيك |
سلمت يداك أستاذنا السيد عبدالرازق
|
ما أجمل وأروع هذه الكلمات عزيزتي........ أبكتني والله
لا اعرف ماذا اقول لك فعلا تستحق الوقوف عندها ... نحن فعلا نحتاج لمثل هذه الكلمات علها توقظ فينا الإحساس وتجدده أشكرك على روعة كلماتك ... وعمق رقة إحساس كلمات رائعة ومعبرة ولها معان واحساس فهذا شيء قليل بالنسبة الى الوالدين ...... جعلكي الله ممن يكتسبون بر الوالدين |
إقتباس:
وسلمت يداك المؤيدة أخي محمد |
إقتباس:
مشاركتك الجديدة .. لها أيضاً معانٍ جميلة .. حب الوالدين بحر .. لا يجف .. وجزاك الله خير |
الابن الصالح مسرة الوالد كتابة مؤثرة وجميلة ،ومرثية رائعة يايمامة. |
إقتباس:
شكراً أخي طارق الليل وان شاء الله أكون عند حسن ظنه |
السلام عليكم أختي والله مافتئت أنهي هده الأسطرفوجدتني أدرف دموعا وتدكرت أن والدي وهو في المستشفى -وبعد أن نقلناه بين ثلاث مصحات مختصة وأطباء مختلفين يئسوا من حالته -ودلك مند ثلاث سنوات خلت،قال وهو يصارع الموت ونحن كنا نطمع في رحمة الله لشفائه :أخرجوني كي أجلس وسطكم للمرة الأخيرةولا تبكوا وافرحوا للأنني سأدهب عند الله .فبعد أن قررنا أن نخرجه في اليوم الموالي توفي فجرا.وندمنا على عدم اخراجه وقت طلب دلك،فنسمع كلمته الأخيرةونعطيه ماء ونشهد له .للأسف يا أختي بعد أن صليت الفجر وجدت نفسي أمام باب المستشفى أطلب من حارس الباب الدخول قام هدا الأخير مجيبا اياي بأن الكل نائم في هدا الوقت قلت والدي مات اريد ان اخرجه بعدساعةرن هاتفي وادا بالطبيب يخبرني بالفراق وطمعت أورجوت أن يقول لي تعالي وأخرجي والدك لأنه لم يعد لدي ما أفعله له وهوحي يالله.
رحمةالله على والدينا أختي وعلى جميع موتى المسلمين وطرح البركة فينا واخواننا وأخواتناوأمهاتنا.اللهم ألحقنا بهم مؤمنين. |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.