حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   حوارات ثنائية (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=58919)

ابن حوران 22-11-2006 03:54 PM

حوارات ثنائية
 
حوارات ثنائية :

عندما يزور أحدنا بلدا أجنبيا فإنه سيحضر معه بعض القطع المصنوعة يدويا أو آليا تدلل على نمط حضاري يخص البلد. وعندما يعود يضعها في مكان بارز أمام الزوار على منضدة في غرفة الضيوف، أو على رف في مرمى النظر لهم.

لم يكن من أحضر تلك القطع المصنوعة يرغب في تبيان صناعة البلد الذي زاره أو أن يعرف بحضارته، وقد يكون ذلك هدفا ثانويا، لكن الهدف الأساسي هو تعريف الآخرين بأنه قد زار ذلك البلد، وعندما يكون مشغولا في الحديث عن مسألة أخرى تلهيه عن ذكر سفراته ورحلاته التي تحسسه بأهميته أمام الآخرين فإن تلك القطع تكون كشريط الأخبار في قنوات التلفزيون، لا تعيق عمل الأذن في سماع الأخبار ولكنها تظهر للعين أمام من يريد أن يشغل (اللو قير) ليصبح دفعه رباعي ـ لا ثنائي.

لكن أولئك الذين يسرقون آثار بلد وتؤول تلك الآثار الى متاحف بلدان أخرى، قد تكون بلد السارق أو بلد ثالث، ما هي أهدافهم وما الذي يجعلهم يدفعون بها أسعارا عالية و يتحملون تبعية تهريبها خارج بلدها الأصلي لنراقب هذا الحوار بين صيني وبريطاني حول سرقة موجودات كهف في الصين تقدر بين أربعين وخمسين ألف قطعة نادرة ..

الصيني: لماذا تسرقون آثارنا ؟
البريطاني: لم نسرقها .. إن (شتاين) المنقب الأثري قد أخذ ترخيصا من أجهزة الدولة الإمبراطورية بحق التنقيب في ذلك الكهف ودفع مالا مقابل ذلك الحق، وإخراجها خارج البلاد..
الصيني: وماذا ستقولون للعالم؟ هل هي من آثاركم؟
البريطاني: نحن نخدم القضية التراثية في العالم ونحمي آثاره، لقد كانت عندكم تلك الآثار ولم تعطونها أي أهمية، حتى أنكم لم تهتدوا إليها من أصله.
الصيني: وهل يعطى حق للأقوياء أن يتصرفوا بأموال القاصرين أو اليتامى؟
البريطاني: إنها وجهة نظر نستمع إليها و نحترمها..
الصيني: إنكم تقولون ذلك من باب الكذب والنفاق.. لكن لسان حالكم يقول: أنكم من كلفتم أنفسكم برعاية القاصرين والأيتام من باب الاعتقاد بشعوركم بنزعة التفوق والمركزية..
البريطاني: إن لم نأخذها نحن فسيحضرها لنا أبناء البلدان التي توجد بها تلك الآثار.. وعندها يكون ذلك اعترافا من أدنى حلقات الشعوب بأهليتنا لحفظ مثل تلك الآثار .. ثم ألم تحطم آثارا نفيسة في أفغانستان وغيرها من البلدان بحجة عقائدية .. فأين المشكلة؟
الصيني: قد تكون على حق .. فلست الجهة الصحيحة التي يجب أن أحاورها!

ابن حوران 19-12-2006 05:14 PM

( 2 )

في كل بلد من بلدان العالم وعلى مر التاريخ، ينقسم أهل البلاد الى راض عن الحكم ومؤيد له وكاره للحكم ويعارضه. ويدافع كل طرف عن موقفه بقوة تعتمد على قربه أو بعده من النظام، مُسخِفًا ومستهزئا بالطرف الآخر، وقد تتطور العلاقة بين الطرفين الى الاقتتال، ليتم إقصاء وإبعاد الطرف الآخر، ويتحين الطرف المُقصى الفرص لينقض على الطرف الآخر إذا ما أحس بثغرة ما.

ولكن لو افترضنا أن حوارا هادئا دار بين شخصين من الطرفين المتضادين، دون عراك بالأيدي فماذا يدور بينهما؟ لنرى

المعارض: لما تؤيد نظام الحكم؟
المؤيد: سأجيبك إذا أجبتني أنت لما تعارض نظام الحكم
المعارض: إنه حكم فاسد يشجع الرشوة ويستكين للأجنبي، وينصب من هم قريبون منه، ويبعد من يعارضه، ويستنزف ثروات البلاد في أبواب لا تفيد، فلا يشجع البحث العلمي ولا يطور الإنتاج، فالبطالة متفشية و الجهل عام ولا مساكن لائقة للمواطنين والحبل طويل ..

المؤيد: وهل أتبع نهجك وأنا لا أشكو مما ذكرت؟ سأسرد لك قصة عن محاور مثلك حاور آخر مثلي.. جرت في منطقة مسيحية من مناطق البلاد المحيطة بنا
حيث كان صياد يصطاد السمك بصنارة ويشرب من علبة (بيرة) في يده، فجاءه ناصح فقال: لما تشرب البيرة وأنت تصطاد؟ ألم يكن من الأفضل أن تدخر ثمن البيرة لتشتري شبكة ؟
الصياد: وماذا بعد؟
الناصح: وبعد ذلك يزداد ربحك فتشتري زورقا..
الصياد: وماذا بعد؟
الناصح: عندها سيكون بإمكانك الصيد مع شرب البيرة..
الصياد: ولماذا كل تلك الطرق الملتوية؟ ألا تراني أشرب البيرة منذ الآن؟

المعارض: لقد فهمت .. ليبقى يشرب بيرة طالما بقي في صحته .. ولكن أظن أن لا صحة تدوم .. وقد اكتشفت تلك الحقيقة جماعات النمل .. في حين أهملتها صراصير الحقل التي تغني ليلا نهارا معجبة بصوتها، ظناً منها أن حياتها الرغيدة ستدوم الى الأبد .. والتي عندما تموت لعدم احتياطها ، سرعان ما تفتتها جماعات النمل لتخزنها مع مخزونها الاحتياطي..

ابن حوران 25-01-2007 03:34 PM

لم يكن الحوار بين اثنين بل كان بينه وبين استمارة تسلمها لتعبئتها:

الاسم .. العمر .. المهنة .. الدخل السنوي .. الديانة .. المذهب .. أسماء أفراد أسرته .. الطول .. العرض .. الوزن .. أسماء أصدقاءه .. البلد .. المدينة .. الحي .. رقم التلفون .. فصيلة الدم .. لون الشعر الخ ..

سأل نفسه : من يهتم بذلك؟
ـ ومن يستثمر تلك المعلومات؟
ـ وحتى لو عرفنا كل تلك المعلومات عن كل شيء.. ماذا يعني؟ ألم نعلم أن الكيان الصهيوني لديه المئات من الرؤوس النووية .. ماذا فعلنا لأجل الاحتياط من أثرها؟

ـ وماذا إن كان اسمي مسعود أو مقرود .. هل تميز صواريخ الأعداء بين اسم واسم وبين ابن طائفة وطائفة وابن دين ودين في العراق وفلسطين ولبنان؟

ـ ولكن، هل يمكن أنهم نسوا أشياء لم يذكروها في سلسلة أسئلتهم؟ مثلا: هل تصيبك (حرقة) إذا تناولت الطماطم أو الزيت ؟

ـ وقد تكون نواياهم طيبة، فهم يعملوا على تخليد المعلومات التي تصون ذكرى أصحابها! .. ولكن، ماذا يعني؟ حتى لو كتب على (شواهد) القبور أن أصحابها كانوا عمالقة ومخترعين وحاصلين على أوسمة ممتازة وكانوا أسيادا في أهلهم، ماذا يعني؟ حتى لو لم يكتب على القبر شيئا، فهل يستفيد منه صاحبه؟ أم أن من ينتسب لصاحب القبر من الأحياء، هو من سيشبع ذاته في الانتساب لصاحب القبر؟

أطل طيف منظم الاستمارة من بين سطورها وسأل: لماذا لا تعبئ الاستمارة؟ هل تعتقد نفسك فيلسوفا؟

أجاب: كلا .. ولكنني أخشى أن أتحول الى لا شيء الى ذرة غبار منسية..

ثم تعوذ من الشيطان الرجيم وملأ الاستمارة ..

على رسلك 27-01-2007 01:34 AM




جميلة وممتعة هذه الحوارات الثنائية أيها السهل الخصيب

احترامي وتقديري الصادقين .

تحياتي

محمد العاني 27-01-2007 11:03 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
لم يكن الحوار بين اثنين بل كان بينه وبين استمارة تسلمها لتعبئتها:

ـ وماذا إن كان اسمي مسعود أو مقرود .. هل تميز صواريخ الأعداء بين اسم واسم وبين ابن طائفة وطائفة وابن دين ودين في العراق وفلسطين ولبنان؟

لا يابن العم..
ليست الصواريخ فقط هي التي لا تميز..بل أصبح البشر لا يميزون بين إسم و إسم و بين ابن طائفة و طائفة و ابن دين و دين..فالكل في القتل سواء..

ابن حوران 22-03-2007 02:04 AM

الأخت الفاضلة (على رسلك)
الأخ الفاضل محمد العاني

امتناني وشكري لتفضلكم بالمرور

ابن حوران 22-03-2007 02:05 AM

في الطائرة


كان يجلس الى جانبها في الطائرة.. فسألته من أين أنت والى أين تنوي السفر؟ كانت تريد أن تكسر حاجز الصمت، لتقتل الوقت أو تسهم في قتله بقدر الإمكان .. وهذا النوع من الحديث، يندرج تحت باب التصادم أو القضاء والقدر، فلا أحد يخطط له ولا أحد يتوقع سيره .. وهو يحدث بأمكنة كالطائرات أو الانتظار بعيادة طبيب الأسنان مع مريض .. فعادة من يكون بعيادات الأسنان تتلاشى رغبته في الحديث .. والحديث في أحسن حالاته سيتحرك كالسوائل، مع أي انحدار .. فلا تقنين به ولا جدول أعمال ..

أجابها بعد أن التفت إليها .. كانت على مشارف الستين من عمرها .. لكنها بطريقة حديثها بدت كأنها أصغر من ذلك قليلا .. لم تنتبه لإجابته كثيرا .. فلو شاء أن يمتحنها بما أجاب لأخذت صفرا من العلامات، رغم أن المطروح كانا سؤالان وإجابتان .. انتقلت الى الحديث عن نفسها .. وكيف كانت تعمل في خطوط الجو .. وعن أسفارها .. وعن ترتيب شركات الخطوط الجوية، من حيث المواعيد والطعام وما الى ذلك .. استنتج بسرعة أنها تتفوق عليه في كثير من المسائل المتعلقة بالجو .. وقد أحست هي باعترافه الضمني بتفوقها .. فأخذت تحكي عن كندا و النمسا و أن معدلات سفرها تصل الى أكثر من عشرين مرة في السنة ..

ذكرت له أن البلد الفلاني جميل و مرتب و شعبه مرتاح ..
لم يوافقها على قولها .. ولكنه لم يعترض بشكل صريح ..
حاولت التأكد فقالت ألا توافقني الرأي ؟
اعتذر قائلا .. لم يسبق لي زيارته قبل هذه المرة ..
فاستفادت من تلك الخاصية لتشرح له عن تلك البلاد وعن نظافتها، وعن ارتياح شعبها وعن غنى شعبها .. وتنهدت، كأنها تحسدهم ..
فقال لها : لا أهتم بكل ذلك .. فمقاييس الجودة عندي تختلف عن مقاييس الجودة عند حضرتك ..
ارتفع صوتها، كأنها تريد إجباره على موافقتها ..
فأدرك بضرورة التوقف عن التمثيل بمسايرتها طيلة الوقت وقال : كل تلك المظاهر لا أشتريها بفلس ..
صمتت و تفحصت سحنته التي تحولت الى هيئة غير مهادنة .. ثم سألت بصيغة لا تخلو من ارتباطها بماضي لهجتها : وما هي مقاييسك لو سمحت؟
هو: لا حرية و لا رفاه و لا تقدم حقيقي، دون تحرر من الأجنبي .. وأظن أن تلك البلاد ليست متحررة من نفوذ الأجانب تماما .. ومواقفها الوطنية و القومية لا تروقني ..
هي : لم يقتلنا و يشردنا من بلادنا إلا هذا اللون من الحديث .. ماذا حصلنا من كل تلك الشعارات، إلا الذبح والقتل و التهجير؟
هو: لو قدر لي أن أقود بلادكم .. لما أجريت على نهج من قادها أي تغيير..
قاطعته : أسكت يا رجل .. والله هذا كفر ..
لماذا علينا أن نعيش على الخوف والتشرد .. وبلادنا من أغنى البلدان؟
هو: لقد كنتم في أمان و تقدم وازدهار .. وانتشر العلم عندكم واختفت الأمية .. وبلادكم كانت خالية من المخدرات والإيدز وغيره .. ماذا جنيتم من إشعاركم للأعداء من أنكم مظلومون؟ هل تحسن وضعكم؟
هي : صحيح ما تقول .. لكننا كنا نرى التفرد بالحكم وإبعاد الآخر، و التضييق عليه ..
هو: قد يكون هذا صحيحا .. لكن من هم الذين يستثنوا من دائرة رضا الحكم؟ أليسوا هم من لم يوافقوه؟ .. هات لي استثناءا لتلك القاعدة في بلادنا العربية .. لا بل عند أمريكا نفسها ...
أشاحت بوجهها عنه .. وتمتمت ببعض الكلمات التي لم يفهمها .. وأغمضت عينيها ممثلة دور النائمة ..
في حين تأمل هو قولها .. وفكر ألا يوجد صيغة في بلادنا نقلل من انقساماتنا، فعندها تزيد محصلة قوتنا .. وتزداد معها مناعتنا في مقاومة أعداءنا؟

aboutaha 25-03-2007 02:11 PM

الله يحميك

تملك امكانية هائلة لصياغة مقدمات خفيفة سحرية قبل البدء بالفكرة او توضيحها


ابن حوران ... انت منفعة لنا كاتب نفخر فيه

العنود النبطيه 27-03-2007 05:44 PM



لا حرمنا الله سعة اطلاعك وغزارة علمك

أخي الكريم ابن حوران

هنيئا لنا في الاردن بك

وهنيئا للخيام العربية يا ابانا الجليل

واخانا العزيز

ابن حوران 20-05-2007 04:38 PM

أختنا الفاضلة .. العنود النبطية ..

إطلالتك على ما أضع من كلمات بسيطة يكسبها أهمية، أعتز بها ..

وقد اتقاعس في الرد أولا بأول، حرصا مني على أن لا يتحول المنتدى لشات
يتم تبادل كلمات المجاملة فيه حتى يُتخم بها .. وقد أكون مخطئا
ولكني ألتزم بمقولة (لا تقم بزيارة ويدك فارغة) .. فأحاول الرد القصير قبل ما أكون قد حضرته
من موضوع جديد ..

سأبقى ممتنا لتشجيعكم المستمر .. وعذرا لتأخري

ابن حوران 20-05-2007 04:40 PM

في مواسم الانتخابات


في مواسم الانتخابات البرلمانية أو البلدية أو غيرها، تبادر جهات مسئولة ومنتدبة، لتثبيت قوائم الناخبين، وفق أسس يتم الاتفاق عليها، فمن تلك الأسس، تعتمد النقابات المهنية ـ مثلا ـ ضرورة تسديد العضو لالتزاماته المالية، وفي الانتخابات البرلمانية، يتم تحديد مكان السكن وتثبيت الدائرة الانتخابية الخ.

في كثير من الانتخابات في العالم تتدنى نسبة المقترعين الى عدد الناخبين المسجلين، وفق ظروف البلاد أو المدينة أو المجال الذي تجري فيه الانتخابات، فقد تنخفض الى 20% أو ترتفع الى 80%، وفي بعض الدول التي تبالغ في شعبيتها تصل أكثر من ذلك بكثير ..

تكون همم الناس في التسجيل ومتابعة قضية الانتخابات متباينة، فبين متحمس له فلسفته الخاصة وأسبابه الوجيهة في تفسير حماسته، وبين متقاعس أو مقاطع للانتخابات له فلسفته وأسبابه الوجيهة لتفسير موقفه..

وهذا حوار يدور بين متحمس و متقاعس :
المتحمس: هل سجلت اسمك في الدائرة الانتخابية؟
المتقاعس: لا .. ولماذا أسجله؟
المتحمس: كيف لا؟ .. إنه حقك المشروع لتمارس دورك في اختيار من يمثلك.
المتقاعس: وماذا بعد؟ هل سيتغير شيء؟ إذا وصل من أنتخبه الى البرلمان؟ .. أنظر، إن البرلمان في بلادنا لن يعمل شيئا يُذكر، إلا ما تم تحديده له من قبل القوة التي تكبله وتحمل أسماء أكثر صلاحية حددها دستور لم أتدخل أنا أو أجدادي في وضعه.. فحرية البرلمان منقوصة ومصادرة من قبل رأس الدولة، وحرية رأس الدولة منقوصة لأنها محكومة بضوابط دولية لا أستسيغها .. فلا حرية بلا تحرر..

المتحمس: لقد كنت مثلك، لا أشترك في أي انتخابات و أسخر من فكرتها وأحرض الآخرين على عدم المشاركة فيها. حتى كنت ذات يوم في ديوان، وسمعت شابا معارضا للانتخابات يحاور والده (الشيخ) والمتحمس للانتخابات، وبالرغم أن الولد كان جامعيا، ووالده (أميا)، فإني عجبت من رد الشيخ على ولده إذ قال: يا بني إن رأيت بني بلدتك يتقاسمون (القاذورات) قف وخذ حصتك!
تعجبت من قوله فتدخلت: عفوا،يا شيخ ولماذا هذا الاقتتال على (القاذورات) وما الحكمة في قولك؟
ابتسم الشيخ (وأخرج علبة تبغه وكأنه يريد وضع مؤثرات قوية لقوله) وقال: إنهم اليوم وإن تقاسموا (القاذورات) فقد يتقاسموا في الغد الذهب!

تأملت قول الشيخ، فوجدت أنه لخص فكرة المواطنة بكلمات قليلة .. وإن كان فيها بعض الخشونة..

فالتدرب على الممارسات الديمقراطية، كفيل بتطوير تلك التجربة، وزيادة مكتسباتها شيئا فشيئا ..

ابن حوران 26-06-2007 07:04 PM

قال الأول : مررت عليك اليوم فلم أجدك ..
أجاب الثاني: اليوم الجمعة وكنت في صلاة الجمعة ..
ابتسم الأول ابتسامة لم تعجب صاحبه ..وهز رأسه ببعض التهكم..
فقال له الثاني : ألم تذهب للصلاة؟ أم أنك مررت علي قبل الصلاة؟

الأول: أنت تعلم أنني لا أصلي .. ولا أؤمن بالله ..
تفاجأ الثاني ولم يسبق له أن امتحن إيمان صاحبه، فهو من النوع الذي لا يدعي بالورع كثيرا، ولا يدعي أنه مفتي، ولا يدعي أنه داعية، ولكنه يمارس شعائره الدينية بانتظام فيصوم منذ ست سنوات من عمره ويصلي بانتظام منذ أكثر من عشرين عاما .. ويستخرج زكاة ماله .. ويرى أبناؤه وبناته يواظبون على صلواتهم .. ولكنه لا يتزمت في ملاحقة دقائق الأمور، ولا يتتبع أخبار أعراض الناس.. ولا يسمح لأحد أن يقص عليه قصة من هذا النوع .. ولكنه لم يرتح لجواب صاحبه بأنه (لا يؤمن) ..بل راودته نفسه أن يعلن قطع علاقته معه فورا.

لكنه فضل الخوض بهذا النوع من الحديث لأول مرة مع هذا الملحد الذي كان صاحبه لقبل دقائق ..
ـ أنت لا تؤمن بالله ؟
ـ نعم لا أؤمن .. ولم أهتد (على رأيكم) .. ولا أظن نفسي محتاجا لهذا الإيمان.
ـ لكنني وإن كنت لا أملك القدرة العظيمة على المحاججة في أمور الدين. أشعر منذ الصغر أنني أحتاج لأن أكون مؤمنا بالله ورسوله وكتابه واليوم الآخر ..
ـ ولماذا تحتاج حضرتك بإلحاح لهذا الإيمان؟

ـ لأني بصراحة أعتبر أن الدين خط دفاع أخير يصد عن نفسي هواها ويجدد عزيمتي في حب الخير والرحمة ويجدد في نفسي الأمل لأكون راضيا عن نفسي من خلال مطابقة ما أقوم به مع ما يرضي الله .. وهذا ما لم تستطع عمله قوانين الناس وأعرافها ..
ـ إن نبل الأخلاق لا يحتاج كل هذا الربط مع ما تسمونه الله ..
ـ نسميه الله؟ ومن تظن نفسك حتى تغمز بعظمة الله وقدرته؟
ـ على مهلك.. لا تتعصب .. فإن كل ما تراه قد جاء صدفة!

ـ صدفة؟ وكيف تثق بقدرتك على أن يكون كلامك دقيقا .. هل تستطيع أن تقول لي ماذا يكون تحت قدميك من معادن؟ وهي بعيدة عنك بمقدار شبر؟ إنك أكثر عجزا من أن تقيم عمل مدير عام في دائرة هزيلة، وأكثر عجزا من أن تعرف متى تموت ومتى تموت ذريتك وما تصبح فقيرا .. أنت ومن ألهمك تلك الأفكار .. ثم أي صدفة؟ هل وضع العينين بين رأسك بهذا التنسيق الإلهي صدفة؟ فلماذا لو كانت الحاجة للبصر هي من أوجد عينيك، لماذا لم يكونا في بطنك؟ أو واحدة على كتفك والأخرى في قفاك؟ وأي صدفة لتطابق زمرة الدم والكروموسومات وغيرها من العوامل التي يحار من هو أعلم منك من الكفار، في تفسيرها، فلا يجدوا مناصا من الإيمان ..

ـ ها .. لقد أصبحت شيخا في الدين ..
ـ لا .. لست شيخا وأنا متأكد من قدرة المتخصصين في مجادلة أمثالك ممن كرسوا حياتهم في البحث بأمور الدين .. لكن أنت وأمثالك لن تستطيعوا أن تقنعوا طفلا ..
ثم هل تدري؟ إني لم أعد أرغب في مصاحبتك.. فكيف أؤمن على عرضي وسري منك وأنت لا وازع ينهيك عن أي فعل تفعله .. بل كيف أطمئن على الكيفية التي تعيش بها في كنف أسرتك ..
لم يصافحه بل تركه عند هذا الحد الى غير رجعة ..

ابن حوران 21-08-2007 07:11 PM

ماذا تقرأ؟

انتبه إليه، عندما داهمه في مكتبه، وهو منهمكا في القراءة.. خمن بسرعة أن سؤاله لم يكن ينتظر جوابا، لا عن الكاتب ولا عن عنوان الكتاب..

كان يعلم أن صاحب السؤال يملك مكتبة أكبر من مكتبته وأنه يستطيع توظيف المعلومات التي يقرأها حديثا بطريقة لبقة وسلسة ومقنعة، ويجذب بشدة من يستمع إلى حديثه، لدرجة أن المستمع ينسى نفسه ووقته الذي خصصه مسبقا لتلك المقابلة، وكأن لسان حال المستمع يقول: زدني بالله عليك من حديثك الشيق

لكن عاود وتساءل: ماذا كان يقصد بسؤاله (ماذا تقرأ؟) .. هل تراه أقلع عن عادة القراءة؟ أم أنه يريد أن يبدأ حديثا معينا، فطرح سؤاله الاستفزازي قبل أن يطرح السلام!

أنقذه صاحب السؤال من تساؤلاته فسأل سؤالا به جوابه:
هل تعلم أن هؤلاء المؤلفون يكتبون وكأنهم في مباريات فيما بينهم، وتكون كتبهم ومقالاتهم مكتوبة لكاتب آخر بعينه، يريد أن يبلغه فيها أنه لا زال يقرأ ويكتب وأنه يتفوق على من يخاطبه في مسائل كثيرة، فيقوم الكاتب الآخر بالرد عليه.. ولكن أمثالنا لا يدركون أن تلك الكتابات ما هي إلا معارك (تذاوت) يريد كل كاتب أن يؤكد ذاته من خلال ما يكتب .. وفي العالم المتقدم، يكتب الكاتب ضمن منظومة فكرية سياسية تكون رسالتها لتضليل من يقع الكتاب في يديه!
ـ هل تعتقد ذلك فعلا؟
ـ نعم .. وإلا بماذا تفسر عزوف الناس عن القراءة ومتابعة هؤلاء الكتاب، حتى غدت دائرة الاهتمام بما يكتبون تضيق شيئا فشيئا..
ـ ولكنهم نالوا شهرة عالمية ومحلية واسعة.. ويعرفهم المثقفون من أقصى غرب الوطن العربي الى أقصى شرقه..
ـ أشك أن شهرتهم قد تكونت بعد تمحيص ومعرفة ما يكتبون على وجه التحديد .. إنما يسكت المثقفون عنهم ويشترون كتبهم من باب (الاقتناء) وقد لا يقرؤونها .. فتكون جزءا من ممتلكاتهم المكتبة، تستثمر في لحظات محددة وقت تزاور المثقفين فيما بينهم.. وقد يستعملون عناوينها في ثرثرتهم .. وهي مسألة نفاق ثقافي يشترك فيها أطراف كثيرة تبدأ بالمؤلفين أنفسهم وتمر عبر دور النشر والطباعة والتوزيع وتنتهي عند المثقفين، ثم تتلاشى .. كدورة إنتاج مفرقعات الاحتفالات، تبدأ بإنتاجها وتنتهي بعد أن تملأ السماء بعلامات البهرجة ثم تختفي الى لا عودة ..
ـ يضحك ويقاطعه: وهل نترك عادة القراءة بناء على ما تقول؟
ـ يجيب (وقد أربكه الاستنتاج السريع من صاحبه): لا ليس بالضرورة.. وإن كانت الأمور لن تتغير كثيرا.. فمن يطفو على السطح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الفني والثقافي، في العصر الراهن هم أناس منقطعون عن أجواء الثقافة ..
ـ قد تكون ملاحظاتك صحيحة.. لكن وجود المناخ الثقافي بوسائله وأدواته ومثقفيه وجمهوره، سيبقى وازعا ومانعا يجعل ممن يطفون على السطح من التحسب لردات فعل الآخرين .. تماما كمثل وجود القوانين لن يمنع اللصوص والمجرمين والمحتالين من تنفيذ ما يريدون .. لكنه يعيق عملهم ويجعله ليس سهلا ..
ـ تأخرت .. وجبت علي المغادرة ..

ابن حوران 08-10-2007 01:29 AM

لماذا تبتسم؟
ـ لا شيء قرأت شيئا عما يدعى ب (سحر الشرق) .. فابتسمت!
ـ لماذا؟
ـ لماذا .. ماذا؟

ـ لماذا ابتسمت .. ما هي دوافع ابتسامتك.. أين بؤرة ومبعث ومحفز تلك الابتسامة؟
ـ الله .. الله .. وهل هو استجواب؟ ابتسمت لأني لم أر أي سحر في الشرق، ولا أدري لماذا ينبهر سكان الشرق بشرقهم .. ولماذا يجاملهم أهل الغرب في اعتبار شرقهم ساحرا!
ـ ألن تراه كذلك أنت؟ ألا تجد سحرا في الشرق؟

ـ وأين سحره؟ في عدد براءات الاختراع التي تسجل يوميا؟ أم في الانتصارات التي تحقق؟ أم في الانتاج الذي نصبه في العالم ؟ نحمد الله الذي ستر علينا بهذا النفط وإلا كنا سنتحول الى لا شيء ..

ـ سأنبئك عن مواطن سحر الشرق .. بالأول نحن نعرف أن السحر في أحد مظاهره أنه ينافي المعقول .. فأن يقوم أحدهم بإخراج بيضة من عينه أو أرنبا من أنفه .. فهذا بالتأكيد ينافي العقل والمنطق .. فهو أقرب للسحر .. وأن نخرج قصرا من حنفية أو مدينة من فوهة بئر فهو سحر ..

ـ هل تتهكم .. أم تجاملني؟
ـ لا هذه ولا تلك .. اختر أي بلد عربي .. دون تمييز لأبين لك معالم سحره الجميل .. وهو ما يشد الأجانب لزيارة بلادنا والتمتع بسحرها الفريد ..
ـ هل أنت جاد فيما تقول ؟
ـ نعم
ـ إذن اختر أنت لنفسك بلدا عربيا وبين لي ما يسحرك فيه ..

ـ كل بلادنا العربية ساحرة.. سأعدد لك مظاهر ذلك السحر .. ولتعيدها أنت لمنشئها :
أولاـ الطقس الساحر .. ستجد في بلد واحد وفي ذروة حرارة الصيف .. أمكنة تجلس بها وأنت ترتجف من البرد وعلى بعد عشرين كيلومترا ستقتلك الحرارة العالية .. هذا ستجده في سواحل شرق المتوسط وسواحل البحر الأحمر وعلى سواحل المحيط الأطلسي ..أليس هذا بسحر؟
ثانيا ـ تجد في قلب أكثر من عاصمة عربية مسجدا عمره زهاء ألف عام ترفع فيه الأذان ويزوره آلاف المصلين وعلى بعد عشرات الأمتار تتعرض للنشل و السرقة .. أليس هذا بسحر؟
ثالثا ـ جرب افتح قنوات التلفزيون .. ستجد في قناة داعية معمم يتكلم الفصحى وفي القناة التي جنبها راقصة نصف عارية .. والسحر بأن ملكية القناتين لنفس الجهة ..

ـ كفى .. كفى، إذا كان هذا هو مفهومك عن السحر فبلادنا ساحرة بكل تأكيد!

The DiamonD Rose 08-10-2007 09:12 AM

أخي ابن حوران ..
وفقك الله دوما للخير وزادك من لدنه علما و حلما وحكمة ودينا قويما ..
ما أجمل مواضيعك يا أخي ..

ابن حوران 29-10-2007 02:33 AM

أشكر تفضلكم بالمرور وكلمات الثناء الطيبة

احترامي وتقديري أختنا الفاضلة

ابن حوران 29-10-2007 02:35 AM

لا قيمة لما تكتب .. فأخطاءك الإملائية كثيرة .. وأفكارك مكررة .. ومحور أفكارك بات محصورا في نقطة أو نقطتين، تعرف عليها الجميع .. توقف عن الكتابة .. وانتبه لعملك ..

ـ أنت محق فيما تقول .. لا أظن أني سأتعلم الكتابة بشكلها المتعارف عليه عند المحترفين .. لكن هل ترى لذلك أهمية كبرى؟

ـ نعم فكل صنعة لها فنونها .. والكتابة صنعة .. وأنت لا تتقن هذه الصنعة، وباعترافك، فلماذا تصر على إقحام نفسك بها؟

ـ من قال أنني أدعي أنني أحترف تلك الصنعة؟ ولكنني أمارسها كهواية، ومن يريد أن يقرأ ما أكتب فله ذلك .. ومن لا يريد فليسامحني على تضييع القليل من وقته الثمين !

ـ ولماذا تجعل من نفسك مثار جدل للغامزين من المحترفين؟

ـ ومن قال أن التعبير وتذوق ما هو جيد أو رديء ينحصر بالمحترفين؟ هل الحياة من ملك هؤلاء المحترفين؟

ـ ليست هكذا، ولكنهم أقدر على التعبير من الهواة أمثالك ..

ـ هكذا يقول الساسة المحترفون الذين وكلوا أنفسهم بإدارة شؤون البلاد، سواء كانوا من الحكومات أو المعارضة .. ولكنهم في حقيقة الأمر لا يحظوا إلا برضا القلة القليلة من أفراد الشعب ..

ـ ولكنهم في النهاية هم من تنشر الصحف ووسائل الإعلام أخبارهم .. وهم الأكثر حظا في بقاء أسمائهم خالدة على صفحات التاريخ ..

ـ أنظر، كم تعطي نسبة لمن يتقنون النحو والصرف ورفع المثنى بالألف ونصبه وجره بالياء في البلاد؟ مع ذلك لم يتوقف تواصل الناس وتعاملهم بما يملكون من وسائل متاحة في التخاطب .. وكم مرة ترفض لجان مختصة في الإذاعة والتلفزيون قبول طلبات التحاق مطربين يودون احتراف مهنة الغناء والطرب؟ ومع ذلك لم تتوقف أفراح الأعراس والمناسبات .. وكم مؤلف لكتاب طبخ في كل العالم.. ألف؟ مليون؟ ومع ذلك يتم طبخ وتغذية ما يزيد عن ستة مليارات آدمي.

ـ نحن نتكلم عن الكتابة وأصولها .. لا نتكلم عن مناحي الحياة المختلفة، أعرف أنك ستضيف أن المصنفين كمحترفين في لعبة كرة القدم لا يزيدون عن مليون في العالم .. وساحات قرى ومدن العالم تمتلئ بمن يمارس تلك الهواية وستزيد على تلك الأمثلة كثيرا .. لكن من يستطيع أن يكتب عن كل تلك المظاهر هم أناس التزموا بقواعد صنعة الكتابة و أصولها .. فأي موضوع يجب أن يقدم وفق صيغ لبناء المقالة والخاطرة والقصة القصيرة والقصيدة وغير ذلك..

ـ هل تعلم؟ إن تخويف الناس من اللغة سيعجل من انتشار الأمية، وسيجعل المحترفين جماعة لا تتذوق إلا ما تكتب هي .. وستجد في مكان ما إذا اقتصر على المحترفين فإنه سيكون مكانا خاويا لا حركة ولا حياة فيه .. كبيت عجائز لم يكتب لهم الله أن يرزقوا بطفل .. فسبقتهم الأيام وعاشوا حياة رتيبة لا حركة ولا (دوشة) بها ..

ـ وهل تطالب جنابك بالابتعاد عن الالتزام بأصول اللغة وصنعة الكتابة؟

ـ لا، بالعكس، فوجود المحترفين وأئمة اللغة، يحفظ اللغة ويجعل من هؤلاء الأئمة نقطة وصول لحالات الارتقاء لدى الهواة .. تماما كما هم أئمة الفقه والدين، لا يمتنع الناس عن أداء قيامهم بواجباتهم الدينية، لحين إلمامهم بأصول الفقه فهم يصلون ويصومون ويخرجون زكاتهم، لكنهم لا يفتون، ويعودون عندما يلتبس عليهم الأمر من قضايا لمن هم أكثر علما منهم ..

ـ إذن أنت تعترف بوجوب الابتعاد عن التعدي على ذوي الاختصاص .. فلماذا تصر على الكتابة؟

ـ إنك تحيرني في أمري .. أنا لم أستخف بدور المحترفين .. لكني أستنكر استخفاف المحترفين بمحاولة تعبير غيرهم عما يجول في خواطرهم ..

ـ شكرا

ـ عفوا

ابن حوران 23-11-2007 05:27 PM

بعد الانتخابات البرلمانية

ـ هل أدليت بصوتك؟
ـ نعم، لقد أدليت بصوتي .. ويا ليت لم أفعل
ـ ولماذا تندم على مشاركتك؟
ـ هل أعجبك الذين فازوا؟
ـ إنها الديمقراطية .. هكذا هي ..
ـ أي ديمقراطية تلك التي تفرز مثل هؤلاء؟
ـ وهل كنت تعتقد أنه بصوتك ستنتخب كل أعضاء مجلس النواب؟
ـ ليست هكذا .. إنما لا فائدة من هؤلاء ..

ـ ومن قال لك؟ أنه لا فائدة منهم؟ هل تعرفهم جيدا؟ أم أن هناك في ذهنك من هم أفضل منهم ؟ وإن كان هناك من هم أفضل منهم، هل تعذر رؤيتهم والتعرف عليهم من قبل كل الناخبين، وتوفرت تلك الفرصة لك؟

ـ إن الأكثرية من الدهماء .. لا تملك من القدرة على معرفة من هو الأجدر ومن هو الأقل جدارة.. وقد تم شراء ذممهم أو انشدوا نحو رصف عشائري أو جهوي مقيت لا يفيد بالوطن ..

ـ وهل الوطن لك وحدك؟ أم أن هؤلاء الذين أطلقت عليهم دهماء وصفات أخرى يشاركونك هذا الوطن؟ .. وبالمناسبة، إن هؤلاء يطلقون على أمثالك بالفئة الضالة والشاذة .. ومن تظن وأمثالك أنفسكم؟

ـ ليطلقوا ما يريدون، لكن لن أنجر للاصطفاف معهم في ضلالهم .. وإلا بماذا تفسر رداءة الأداء البرلماني والسياسي الرديء في بلادنا، أليس لهؤلاء الجهلة دور بعدم قدرتهم على التشريع وعدم تلمس مشاكل الوطن .. وما يهمهم هو الوجاهة وما يتبعها من تسيير أمور مصالحهم .. وتتساءل من نظن أنفسنا فأقول لك نحن ملح الناس .. كما الملح للطعام

ـ قد تكونوا بمثابة الملح، ولكنكم لستم في الطعام بل وضعتم أنفسكم بقوارير، ونسي الناس أين مكانها..
لو عدنا لمن كنت تحب أن يفوزوا، بماذا تفسر عدم فوزهم؟

ـ يا أخي هناك قوى تعمل على إبعادهم وتشويه صورهم أمام الناخبين..

ـ ولماذا لا تقول أنهم لم يستطيعوا التعايش بين الناخبين ولفت أنظارهم وجذبهم إليهم؟ ألم يفز مرشحون في بلاد عربية قديما وحديثا في ظل الاحتلال ك سعد زغلول و غيره ؟

ـ هل تعلم؟ لن أشارك في أي انتخابات مستقبلية..

ـ وماذا يعني؟ لن تغير شيئا وستبقى النسبة مقبولة عالميا ..

ـ إنها ديمقراطية مشوهة ولا تفيد في شيء..

ـ هل سبق وحكيت لك قصة مغني الكسارة؟

ـ أتحفنا بقصصك !

ـ كان يغني في كسارة وسط ضجيج الآلات .. فلا يستطيع أحد سماعه بوضوح، ويقول لزملائه، لو توقفت تلك الآلات البغيضة، لعلمتم كم صوتي جميل .. وفجأة توقفت الآلات .. فاكتشف هو كم صوته قبيح!

ـ ماذا تقصد؟

ـ أعيدوا النظر بأساليب عملكم الجماهيري .. هذا ما أقصد!

ابن حوران 04-01-2008 06:39 AM

ـ أعلم أنك لا تود سماعي ..
ـ لماذا تقول ذلك؟
ـ لا لشيء إلا أنه أراك تتكلم عن كل من نعرفهم أنا وأنت بنفس الأسلوب الطارد.
ـ ماذا تقصد بالأسلوب الطارد؟

ـ أي أنك لا تذكر أي شيء حسن مما ذكروه في نقاشهم .. وتطرد كل فكرة، بحجة أنها قبيحة، حتى لو لم تكن كذلك تلك الفكرة، فإنك تستعيدها بطريقة كلامك على أنها قبيحة .. فتعريها وتختار أسوأ الزوايا التي يمكن أن يراها المرء من خلالها .. وما يدريني علك تفعل بما أطرحه من أفكار، وأنت ترويها أمام الآخرين بنفس الأسلوب!

ـ يعني .. هل كنت توافقهم فيما يقولون أو يفسرون ظواهر الحياة ضمن منظارهم العقائدي الخاص؟

ـ ليس بالضرورة أن أكون أوافقهم أم لا .. ولعلهم لم يوافقونك فيما تفسر الظواهر ضمن منظارك العقائدي الخاص.. ومع ذلك رغم أنني أشاركهم نظرتهم تجاهك.. إلا أنني لا زلت أراك موضع صديق أو مشروع صديق لا أرغب بفقدانه، فلا تجعلني أعيد حساباتي في ذلك..

ـ اسمع .. هذا ليس بالأسلوب الجيد الذي يجعلني أحاول الاحتفاظ بصداقتك أو أقوي مشروع تلك الصداقة كما تزعم .. فلا تهددني بترك صداقتي .. ولا تجعل صداقتك لي منة ..

ـ هل رأيت؟ إنك تريد صديقا يذوب في معتقداتك ويوافق عليها بحذافيرها.. لكن لماذا تريد صديقا كهذا؟ ألا تكفيك نسختك أنت؟

ـ إنك تقرر و تبني على ما تقرر .. من قال لك أنني أريد صديقا يذوب في معتقداتي، لترشقني بسؤالك الرديف الآخر : ألا تكفيني نسختي؟

ـ لأني حاولت أتذكر أنك امتدحت فكرة قالها لك أحدهم في كل تاريخ معرفتنا ببعض، فلم أجد .. فكان استنتاجي الذي ذكرت ..

ـ يبدو أنك كاظم غيظك تجاهي .. وأنا لا أعلم ..

ـ المسألة ليست كظم غيظ .. وإن كانت لا تخلو من ذلك .. لكن أعتبر أن علاقتنا ببعض هي علاقة متقدمة على متوسط العلاقات بين الناس وهذه حالنا، ونحن أدعياء الثقافة والفكر، فكيف ستكون حال الناس؟

ـ وما علاقة الناس بما تقول؟

ـ الناس، العموم، الدهماء، الأكثرية الصامتة، أليست تلك المصطلحات التي نتداولها في أحاديثنا نحن ومعظم المثقفين العرب ونزعم أننا نعمل من أجلها؟
ـ فهمت، وكيف للنخبة أو الطليعة أو الصفوة الثقافية أن تخدم هؤلاء الناس إذا لم تحسم أمرها وتوحد لونها العقائدي حتى تستطيع قيادتهم؟

ـ إذن .. فلينتظر ناسنا حتى تتوحد نخبهم الثقافية ويكونون بلونك! هل عرفت لماذا بدأت حديثي بقولي: إنك لا تود سماعي؟


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.