حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   أبيات شعرية في قفص الإتهام (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=72279)

المسك 29-06-2008 11:07 PM

أبيات شعرية في قفص الإتهام
 
الشعر فن و موهبة يعطيها الله من يشاء من عباده،، فيعبر الشاعر عن معاناته وعن ما في خاطره و مكنونات نفسه وعن المواقف والتجارب التي تمر عليه خيرها وشرها، وعن معتقداته وأفكاره وتوجهاته، بكلام منمق موزون مقفى تنجذب له النفوس والمسامع و تستمتع به و تطرب لنغماته حتى لو كان حزينا أو هجاء،، وتتأثر به و تتفاعل معه بسهولة تامة وربما حرك الشعر الجيوش وألهب المعارك وربما أخاف العدا أو خذلهم إلى غير ذلك من تأثيرات الشعر وأغراضه،،

لكن الشعراء بشر يصيبون ويخطئون يختلفون في توجهاتهم وأفكارهم ومعتقداتهم، بعضهم يرى أن استخدام أو استعارة بعض الألفاظ التي لا يستسيغها غيره (كالألفاظ الفاحشة أو المخالفة للدين أو التي تدعو إلى مذهب منحرف أو فكر ضال مثلا) هو نوع من أنواع فنون الشعر ومهارة الشاعر في توظيف هذه الألفاظ لتخدمه في التعبير عما يريده وعما يريد أن يوصله للسامع سواء كان المعنى صريحا أو خفيا،،

فهناك عدة أسئلة:

هل الشعر بالنسبة لنا نحن المسلمون، مرفوع عنه القلم، بحيث ينظر له فقط من الناحية الأدبية فقط دون أن يقوم من الناحية الشرعية؟
هل نقد الشعر من الناحية الشرعية يضعف قوته الأدبية؟
هل الشعر دليل وإثبات على فكر الشاعر و توجهه ومعتقده؟
ما هي الأشعار التي يجب علينا أو لا نسمح بها ولا نقبلها ولا نرضى نشرها في المنتديات بشكل عام وفي منتديات أهل السنة والجماعة بشكل خاص؟

بعد أن نتحاور و نناقش هذه الأسئلة سنعرض شيئا من بعض الأشعار التي تحوي شيئا من بعض الألفاظ التي ربما البعض لا يستسيغها لنرى رأي أخواننا وأدبائنا وقرائنا حولها وكيف وظفت وما المراد منها ومدى قبولها كشعر يطرح بين المسلمين،،،

الحقيقة. 30-06-2008 12:23 AM

بارك الله فيكم وأحسنتم الاختيار ..

وأجدتم الطرح ..

أبلغ أياد وخلل في سراتهم أني أرى ******الرأي أن لم يعص قد نصعا

بالتوفيق لكم ولكل من في الخيمة ..

المسك 30-06-2008 03:59 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الحقيقة.
بارك الله فيكم وأحسنتم الاختيار ..

وأجدتم الطرح ..

أبلغ أياد وخلل في سراتهم أني أرى ******الرأي أن لم يعص قد نصعا

بالتوفيق لكم ولكل من في الخيمة ..

حياك الله أختي الكريمة الحقيقة

سعدت بمرورك و تشجعيك،،

وآمل المشاركة من أخواننا وأخواتنا في هذا الموضوع المهم،،

المسك 30-06-2008 05:42 PM

وين الشباب نبي مشاركات دام عندنا فرصة هاليومين وينكم الله يحفظكم؟

هل الشعر بالنسبة لنا نحن المسلمون، مرفوع عنه القلم، بحيث ينظر له فقط من الناحية الأدبية فقط دون أن يقوم من الناحية الشرعية؟

هل نقد الشعر من الناحية الشرعية يضعف قوته الأدبية؟

هل الشعر دليل وإثبات على فكر الشاعر و توجهه ومعتقده؟

ما هي الأشعار التي يجب علينا أو لا نسمح بها ولا نقبلها ولا نرضى نشرها في المنتديات بشكل عام وفي منتديات أهل السنة والجماعة بشكل خاص؟

محمد الحبشي 30-06-2008 08:02 PM

المسك الرائع دائما ..
بعد أرق تحية ..

إسمح لى بإضافة تعبر عن رأيى الشخصى ..

الشعر ديوان العرب ..
لم يكن للعرب فنون النقش كالفراعنة ولا التجسيد والبناء كاليونان والإغريق ولم يعرفوا القراءة ولا الكتابة لذا كان الشعر هو تراثهم المنقول والمتوارث من جيل لآخر .. سجلت فيه الحروب والأحداث الهامة وحفظت اللغة فيه حتى يومنا هذا ..

كان شعر الجاهلية ملىء بالفخر والهجاء ونزعة القبلية والغزل الفاحش والمدح والخمر وكل شىء مباح وغير مباح ..

الشعر فن يجتاز فيه الشاعر أفق الخيال فى موسيقى عذبة تذهل الأسماع وتسحر العقول ..
ومع هذا فقد شهدت الجاهلية فترة من أقوى فترات الشعر إن لم تكن أجودها وأحسنها على الإطلاق ..
لسبب واحد ..
لأنه لم تكن هنالك قيود ..

وهنا يبرز سؤال آخر .
هل الشعر ذاته غاية الفن أم أن الفن نفسه لونا جديدا فى لوحة فنية تصف حضارة كحضارتنا .
أحلامها وتاريخها وعقيدتها .
نحن نحيا للشعر أم يحيا الشعر ليمثل ما نؤمن به من مشاعر وعقيدة وحياة حافلة الألوان .

الشعر غاية أم وسيلة . قطعا هو وسيلة وأداة من أدوات إبداع أى حضارة وإرتقاء أى أمة .
ولنا كأمة العرب ، أعظم أمة عرفت الشعر وارتقت به وبفنونه إلى اليوم .

لكننا لسنا مطلقو الايدى .. أبدا

الشعر بلا قيود كالحرائق لا يمكن التحكم فيها أبدا لحظة إندلاعها ..
عندما أُطلق العنان للفن فى روما وفى أثينا جسدوا التماثيل العارية ، وعندما أُطلق العنان للفن فى أوربا الآن أتوا على آخر قطرات الحياء ..

وعندما نزل الإسلام ، شرع للشعر قانونا ظاهرا وآخر تطبع به الشعراء من تعاليم القرآن .
فلا هجاء إلا دفاعا عن دين الله وعن رسوله ، ولا سب ولا غزل فاحش ولا خمريات .

حسان بن ثابت
شب في بيت وجاهة وشرف منصرفا إلى اللهو والشرب والغزل ونظم فيها كلها شعرا ..
يؤكد الناقدون أن ما نظمه حسان بن ثابت
الشاعر المخضرم وشاعر الرسول بعد إسلامه افتقر إلى الجزالة وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية .
وعندما سألوه أجابهم بأن الشعر يجود بالكذب والإسلام يحرمه .

"والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون"

روي أن عبدالله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل : { والشعراء يتبعهم الغاوون } وقالوا : هلكنا يا رسول الله ; فأنزل الله : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا }

فالقران الكريم لم يذم الشعر بإطلاقه ولم يذم الشعراء بعامتهم ، فالذي فعله القران الكريم هو تقسيم الشعراء إلى فريقين : ( فريق مع الله إيمانا وطهرا وصدقا وتضحية ، وفريق مع الشيطان كفرا وفجوراً وزيفا وضياعا ) ، وميز في الشعر اتجاهين أحدهما يدعو إلى الشر وإلى إثارة النعرات ويشهر بالأعراض ويقتحم المنكرات والآخر يدعو إلى الخير وينشر السعادة وينتصر للمظلومين وينافح عن عقيدة الدين . (مقتبس)

الشعر فن جامح لو أطلق له العنان لتجاوز المبادىء والأخلاق ..
والشاعر - وهذا شعورى - فى حالة ما لا يعرف حدا لفضائه ويكتب ما قد يتمرد عن كل قانون يحكمه ..
المتنبى فى رأيى عندما إدعى النبوة لم يكن مدعيا كاذبا بل كان موهوما بصدق رسالته ممسوسا بشيطان شعره بعد أن تجاوز به حد الإبداع وسما إلى قمة الشعر .
كانت مشكلته أنه أصبح بلا قيود .

فماذا لو قلنا أن كل فنون الشعر مباحة ؟
حتى لو أبحنا كل الفنون فالشعر حين لا يعبر عن نبض أمة وقضاياها أو عن شعور صادق كعاشق يشكو ويبوح أو وصف للطبيعة الساحرة أو أى مجال مهما يكن فى إطار فن راقى فهو فى رأيى قصاصات بالية .

ليس لى هنا أن أحرم أو أبيح فلست أكتب سوى من كونى شاعرا وفقط .
ما جدوى شعر أنظمه أنا لأصف فيه نهد إمرأة مثلا أو جسدها بألفاظ لا تطيقها الآذان ..
حتى فى الجاهلية كان النهد صفة لا تتجاوز البيت أو اثنين وهم فى إباحتهم كل شىء لم يستحوذ عليهم صدر إمرأة .
ما جدواه ؟
لم يضف لقوة الألفاظ الجديد ولم يأتى بصورة شعرية جديدة لذا فمن رؤية شعرية ناقدة .. لا أستسيغه ولا أبيحه .

الشعر يا سيدى له أغراض وفنون .

نعم لنا الحرية أن نكتب ما نشاء وما نحب .
لكننا لا نكتب بمعزل عن الشريعة ولا عن الكتاب والسنة .




السيد عبد الرازق 30-06-2008 09:10 PM

أصدق كلمة قالها شاعر لبيد قال . ألا كل شئ ما خلا الله باطل .
صدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .

المسك 01-07-2008 10:25 PM

إقتباس:

قوس المطر
الشعر بلا قيود كالحرائق لا يمكن التحكم فيها أبدا لحظة إندلاعها ..

الشعر فن جامح لو أطلق له العنان لتجاوز المبادىء والأخلاق ..

نعم لنا الحرية أن نكتب ما نشاء وما نحب .
لكننا لا نكتب بمعزل عن الشريعة ولا عن الكتاب والسنة .

حياك الله أخي الكريم قوس المطر وحيا الله قلمك و نسماته العطرة

كلامك هذا من عسل أم أنك صببت على أفواهنا العسل،،

نعم أخي ديننا أتى لينظم ويضبط كل شيء بلا اشتثناء،، والشعر شكلا و مضمونا يجب أن لا يخرج من أطار الشرع والدين،،

سعدت كثيرا بمداخلتك الله يرضى عليك


إقتباس:

السيد عبدالرزاق
أصدق كلمة قالها شاعر لبيد قال . ألا كل شئ ما خلا الله باطل .
صدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .
حياك أخي الكريم السيد عبدالرزاق

ونعم الكلمة كلمة أقرها نبي الأمة صلوات ربي وسلامه عليه،،



لكني أفهم من مداخلتيكما أن الشعر ليس مرفوعا عنه القلم بل يعرض على الدين ويتجب كاتبه ما يخالف دينه و ما يغضب ربه،، وعليه أن يتذكر قول الله تعالي ((ما يلفظ من قول إلى لديه رقيب عتيد))

دعونا نخوض قليلا في بعض نماذج نعتقد أنها من الباطل الذي يجب أن يقوم وقد نشرت هنا و جميل أن نسمع من كتابها أو شعرائنا إن كان لها تأولا مقبولا لتخرج من مظلة الباطل،،،

مازن عبد الجبار 03-07-2008 06:04 PM

موضوع قيم ومهم يعكس اهتمام الاستاذ المتالق مسك ملتقى الحوار
لشعر تاثير كبير في النفس البشرية لانه كثيرا ما يداعب مشاعرها ويطرح تجربة قريبة من تلك التي مرت بها يوما ما ليعبر عما تعتقد انه يشابه تلك التجربة ولكن اظن ان الشعر يعبر عن شخصية صاحبه ومدى الوعي والثقافة اللذان تمتلكهما فتؤثر سلبا او ايجابا في المجتمع وهذا يعني ان على المتلقي ان يمتلك درجة من الوعي والثقافة للتمييز بين السلب والايجاب

الحقيقة. 03-07-2008 10:23 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة السيد عبد الرازق
أصدق كلمة قالها شاعر لبيد قال . ألا كل شئ ما خلا الله باطل .
صدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .

أستاذنا الفاضل المسك /

ليتكم تتكرمون بسؤال الأخ والمشرف الكريم /

عن مراده بهذا الشطر ؟؟
لانريد ما عناه لبيد بن ربيعة بل ما عناه المشرف الكريم

المشرقي الإسلامي 09-03-2010 09:31 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المسك (المشاركة 581780)
الشعر فن و موهبة يعطيها الله من يشاء من عباده،، فيعبر الشاعر عن معاناته وعن ما في خاطره و مكنونات نفسه وعن المواقف والتجارب التي تمر عليه خيرها وشرها، وعن معتقداته وأفكاره وتوجهاته، بكلام منمق موزون مقفى تنجذب له النفوس والمسامع و تستمتع به و تطرب لنغماته حتى لو كان حزينا أو هجاء،، وتتأثر به و تتفاعل معه بسهولة تامة وربما حرك الشعر الجيوش وألهب المعارك وربما أخاف العدا أو خذلهم إلى غير ذلك من تأثيرات الشعر وأغراضه،،

لكن الشعراء بشر يصيبون ويخطئون يختلفون في توجهاتهم وأفكارهم ومعتقداتهم، بعضهم يرى أن استخدام أو استعارة بعض الألفاظ التي لا يستسيغها غيره (كالألفاظ الفاحشة أو المخالفة للدين أو التي تدعو إلى مذهب منحرف أو فكر ضال مثلا) هو نوع من أنواع فنون الشعر ومهارة الشاعر في توظيف هذه الألفاظ لتخدمه في التعبير عما يريده وعما يريد أن يوصله للسامع سواء كان المعنى صريحا أو خفيا،،

فهناك عدة أسئلة:

هل الشعر بالنسبة لنا نحن المسلمون، مرفوع عنه القلم، بحيث ينظر له فقط من الناحية الأدبية فقط دون أن يقوم من الناحية الشرعية؟
هل نقد الشعر من الناحية الشرعية يضعف قوته الأدبية؟
هل الشعر دليل وإثبات على فكر الشاعر و توجهه ومعتقده؟
ما هي الأشعار التي يجب علينا أو لا نسمح بها ولا نقبلها ولا نرضى نشرها في المنتديات بشكل عام وفي منتديات أهل السنة والجماعة بشكل خاص؟

بعد أن نتحاور و نناقش هذه الأسئلة سنعرض شيئا من بعض الأشعار التي تحوي شيئا من بعض الألفاظ التي ربما البعض لا يستسيغها لنرى رأي أخواننا وأدبائنا وقرائنا حولها وكيف وظفت وما المراد منها ومدى قبولها كشعر يطرح بين المسلمين،،،

أخي العزيز الحبيب المسك لقد سألت عن أشياء هامة للغاية ،
هناك بعض المقدمات التي أحب وضعها بين يدي القارئ سريعًا حتى لا يكون نقاشه مبنيًا على أرضيات مبتورة .
القضية طويلة للغاية طول الزمن نفسه ، وطول الفكر والفلسفة وطول العوامل الحاكمة لفكرة النقد الأدبي ، وأعدك بتناولها بإذن الله ، وأرجو أن تتم لك الفائدة بها وأتركك في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشرقي الإسلامي 10-03-2010 02:39 AM

العناصر الحاكمة لفكرة النقد الأدبي والإبداع:
من المعروف أن العمل الأدبي إنما هو وليد الثقافة التي تقوم بوضع معاييره .وهذه الثقافة التي تلعب العناصر المختلفة مثل الدين (أي دين) والأعراف والقيم والتوجهات السياسية في تحديد القيم التي يقترب أو لا يقترب منها الشعر . وكان نقد الشعر انطباعيًا ، فمنهم من يرى أجمل الأبيات ما كان دفاعًا عن قيمة إنسانية أو ما كان يتناسب مع القيمة التي يؤمن بها هو ذاته ، كما حدث مع الشاعر الذي سئل عن أحسن الشعراء فقال :
الذي قال : ومن يجعل من دون عرضه يفره
ومن لا يتق الشتم يشتمِ
والسبب في ذلك أن المسؤول هذا السؤال كان من الشعراء الذين يمدحون من يعطونهم ويسبون من يحرمونهم.
ومع مرور الوقت تطور النقد ، فأصبحت له معاييره التي اكتملت على أيدي عبد القاهر الجرجاني رحمه الله .
إذًا الأدب له عنصران عنصر موضوعي يتعلق بالتناول الفني من حيث المعنى واللفظ والجوانب الصوتية والصور والعديد من الجوانب المتعلقة بهذا الجزء . وله جوانب أخرى يضعها المجتمع .
ولكي تكون الصورة أوضح ، فإن المحظور في أي عمل يختلف باختلاف الفكرةالسائدة في المجتمع، ففي عصور صدر الإسلام كان المحظور بشكل أكبر محظورًا دينيًا ، وكان من المعيب على الشعراء تجاوزهم الخطوط الحمراء في العقيدة.
وفي العصر العباسي ظهرت موجة الزندقة وشعراؤها ، وكان الحكام -وفق أهوائهم- يتركون أو يعاقبون الشاعر وفقًا لتأثيره على السياسة ، فكان المحظور الديني هنا محظورًا سياسيًا بشكل أكبر ويمكن وفقًا للأهواء إلصاق التهمة بالشاعر المغضوب عليه سياسيًا .أما الزنادقة فلم يتعبوا في إيجاد من يلوي لهم تفسير ما كانوا يكتبونه وفي هذه المرحلة كان من غير المستهجن كتابة أشعار وأعمال أدبية تمس العقيدة بشكل خطير كرسالة الملائكة ورسالة الغفران للمعري.وما شاع في هذا العصر من ترف ومجون حدّ من سطوة الأخلاق في توجيه العمل الأدبي.

لكن هذا الوجود للعنصر القِيمي كان يطّرد مع الفتوحات الإسلامية والانتصارات ،ولا يخفى تأثيره على الشعر( على الرغم من عدم بلوغه مبلغًا إبداعيًا يوازي العصر السابق عليه ) حيث عادت أشعار الحماسة وانحسرت أشعار المجون والانحراف.

المنطقة الفارقة
كانت ممارسات الكنيسة على المجتمع الأوروبي مثار سخط العديد من المفكرين والمبدعين والذين وجدوا في ظلم الكنيسة وتعنتها من الأفكار والقيم ما ينبغي أن يُتجاوز ، لذلك لما قامت هذه الثورة كانت ثورة عارمة على كل ما كان سائدًا من أعراف دينية ،وكانت هذه الثورة العارمة محملة بمشاعر الكراهية لهذا النظام الاستبدادي باسم الدين، مما ولّد ردة فعل سلبية تجاه كل ما هو ديني وكل ما هو مقدس .
وفي ظل هكذا ثورة كان العديد من مفكري العصر مثل جان جاك روسو يؤكدون على قيمة الإلحاد والسخرية بكل ما هو مقدس على اعتباره ميراثًا كنسيًا ، ومن هنا كانت قيمة كل ما يرتبط بمفردات الألوهية والنبوة وغيرهما من المقدسات مادة للسخرية وتلاعب المبدعين . هذه السخرية لم تكن في الأساس موجهة ضد وجود الإله ولا ضد الأنبياء في ذاتهم ولكنها كانت أقرب ما تكون إليه(الشماتة والتشفي ) فهي ردة فعل عنيفة تجاه كل الممارسات الظالمة باسم الدين.
من هنا كانت النظرة (العالمية) بحكم سيطرة الدول الأوروبية ذات الدستور المستمد من هذه الثورة ثقافيًا ومعرفيًا نظرة تقلل من قيمة كل ما هو مقدس تجاه الأديان والتي كانت في فلسفة هؤلاء مادة لابد من إعادة صياغتها روحيًا ومعرفيًا.

الفن للفن والفن للمجتمع
هناك مذهبان أساسيان في الفن وليس الشعر فقط :
الفن للفن : وهو مذهب يحكم على الأعمال الأدبية وفقًا لمطابقتها المعايير الفنية والإبداعية بغض النظر عن اتفاقها أو اختلافها مع الجانب الديني أو الأخلاقي أو الاجتماعي .وهي بذلك تجرّد العمل الأدبي من بعض القيود التي وضعها عليه منظرو السياسة والفكر.
الفن للمجتمع : مذهب يحكم على الأعمال الأدبية وفقًا لعلاقة المبدع بالمجتمع، إذا المبدع هو لسان المجتمع ويعبر عن قضاياه ،ولابد من معاصرته لأحداث المجتمع ، وبقدر ما يكون المبدع قادرًا على مسايرة الحركة الاجتماعية والثقافية والسياسية بقدر ما ترتفع به أسهمه في نظر أصحاب هذا المذهب.وكثيرًا ما كان الحكم على الأعمال الأدبية يتوقف على مدى توافق الشاعر مع أيديولوجية المجتمع ، فالمجتمع الاشتراكي كان يرى تقديس قيمة البروليتاريا عنصرًا من عناصر الحكم على جودة العمل الأدبي . وبالمقابل ،فكثيرًا ما كانت الجوائز بما فيها جائزة نوبل – في دول العالم رأس المالي- تعطى لأنصار هذا الفكر والتي تتضمن هجومًا حادًا على الاشتراكية(بغض النظر عن قيمتها الإبداعية الحقيقية).

الواقع العربي الثقافي:
الواقع العربي هو جزء من الواقع العالمي الذي فرض نفسه ، وهذا الواقع في كثير من الأحيان يأتي –في فلسفة الإبداع والأدب والأخلاق- متماشيًا مع الرؤية العالمية التي فرضت نفسها بعد الثورة الفرنسية. وبالتالي تشربت جزءًا كبيرًا من فلسفة المقبول والمرذول لديها ، ومن هنا كانت فكرة المقدس في كثير من الأحيان في العالم العربي متقاربة للغاية مع الفكر الغربي. وعلى امتداد الصراع الشرقي الغربي صراع الثقافة والحضارة والهوية والوجود كان في العالم العربي
فريقان : فريق يؤمن بأهمية الاستقلال عن الفكر الغربي ومنهم الإسلاميون والقوميون ومعتدلو العلمانية . وفريق آخر تشرب الفكرة(قص-لصق) مع بعض التعديلات الطفيفة للغاية ومنهم أيضًا اليساريون و متطرفو.هذا الواقع العربي المهترئ ألقى بظلاله على استقبال الفكرة الغربية والتفاعل معها.
هذه المقدمة الموجزة بحاجة إلى كثير من المعلومات عن الواقع الثقافي الغربي وتأثير الثورة الفرنسية في المجتمع الأوروبي وبحاجة إلى دقة أكبر عن المفاهيم الأيديولوجية وأرجو ممن لديه ما يمكن إضافته التطوع بوضعه إذ أني لم أتبحر في القراءة في الفلسفة والتاريخ الغربيين .

المشرقي الإسلامي 10-03-2010 02:42 AM

وفي ضوء هذه المعطيات نستطيع الرد على الأسئلة الهامة التي تفضلت بوضعها :
هل الشعر بالنسبة لنا نحن المسلمون، مرفوع عنه القلم، بحيث ينظر له فقط من الناحية الأدبية دون الناحية الشرعية؟
الإجابة : الواقع الذي يفرضه الغرب يتحكم بهذه القيم ، فحيث أن حركة الأدب العالمية تفصل الدين كليّة عن السياسة فهذا الواقع عام على جميع المجتمعات ، لكن من الضروري تحديد كلمة الأخلاق . الأخلاق التي تعني لدينا الحلال والحرام ليس عند الغرب مشكلة في تناولها بحريّة مفرطة لأن ما هو حرية غير مسؤولة لدينا هو لديهم حرية مسؤولة لأنها فكرة مجمع عليها من جانب جميع الأطراف.لكن الواقع يختلف كثيرًا حينما يتعلق الأدب-على سبيل المثال-بالساميّة ، فحينئذ يكون للدين وجوده وتأثيره على الأعمال الإبداعية .بمعنى أنها لو كانت تتسم بتميزها وموافقتها المعايير الموضوعية فسيكون محكوم عليها إما بالحظر أو في أحسن الأحوال التشويه وتكون عرضة للإنقاص من قيمتها الفنية .في النهاية أجيب بالقول: العمل مرفوع عنه القلم ما دام لا يحيد عن المعايير التي وضعتها الدول ذات السيادة الثقافية والفكرية.
هل نقد الشعر من الناحية الشرعية يضعف قوته الأدبية؟
ليس دائمًا ، فالناحية الشرعية لا تحرّم الإبداع ولكنها تقوم بتحديد بعض المناطق التي يتداول المبدعون(أو من يدّعون أنهم مبدعون) وهذا من منطلق الحرص على المصلحة العامة . ومن منطلقة(سمعنا وأطعنا) لا يجوز لمسلم الخوض في أسباب التحريم والتحليل.لكن هناك تفريق بين جانبين : أعمال عادية خالطتها في جزئياتها بعض المخالفات ، وأعمال تقوم أساسًا على المخالفة الفجة للإسلام . لتكون الصورة أوضح : هناك أبيات فيها سبّ للزمان ولوم عليه ، وأخرى فيها استخدام لألفاظ الصلاة والعبادات للمحبوبة ، وبعضها يكون فيه اختلاف مع المضمون القرآني أو النص القرآني .. وهي تتدرج من مخالفات بسيطة تبدأ بالقسم بغير الله –على فداحتها- وتنتهي بما يخرِج عن الدين كلية ولا يمكن معه الحكم على صاحب العمل إلا بالكفر الصريح.
هل الشعر دليل وإثبات على فكر الشاعر و توجهه ومعتقداته؟
ليس بالضرورة ولكنه في الغالب يكون كذلك ، وعلينا التفرقة بين الحقيقة والمجاز، فأحيانًا ما يصرح كاتب بأنه سيعبد ثرى المحبوبة أو يتخذ من كلمات الإنجيل والتوراة أو القرآن الكريم أداة استمداد فكرة النص . والشعر هو فن محاكاة للواقع وهو تعبير عن تقلبات نفسية مختلفة ،وهذه التقلبات والأفكار هي نفسها متناقضة ، لذلك فالمبدع أو الشاعر بمعنى أدق كثيرًا ما تتحقق لديه المتناقضات في شعره وهو تناقض ليس في الفكرة وإنما في الحالة أو القرائن المحيطة بالموقف .
مثال ذلك : حينما يمتدح نزار قباني النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، فهل هو إسلامي التوجه؟كلا وإنما وظيفة الإسلام في ذاكرته وأعماله هي وظيفة نفعية أو تراثية فلكلورية .وفي قصائد أخرى له هناك تقديس لأجزاء جسم المرأة .
الشعر هو أداة نقل الفكر لكن كثيرًا ما يتكلم المبدع على لسان الآخر وهذا إن لم يُفهم فقد يحسب القارئ أنه تناقض في المعتقدات.
لهذا فمن الضروري الإشارة إلى أن كثيرًا من المبدعين –حتى الملتزمين غالبًا- كأحمد شوقي رحمه الله كانت لهم قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم كما كانت له قصائد أخرى عن الشوق إلى الخمر .(رمضان ولى هاتها يا ساقي).وقد يكتب الشاعر عن فلسفة يونانية أو رومانية مستمدًا من أساطيرهم أدوات للتدليل على رؤيته الفنية .وبالتالي لا يمكن التعامل مع شعره في ضوء فكره ومنهجه الأيديوولجي وإنما في ضوء أشياء أخرى وملابسات مختلفة كخصوصية الحدث والظروف المحيطة به أو بمجتمعه عند كتابة القصيدة.هناك شاعر ذو اتجاه إبداعي لا يتعارض مع الإسلام يدعى نزار شهاب الدين له قصيدة عن سندريلا وقصيدة أخرى عن السجدة .وهذا لا يسمى ازدواجًا وإنما كانت قصيدته سندريلا رمزية عن مصر ،وبالتالي لا تعكس معتقدًا يؤمن به.فالمسألة لذلك نسبية وإن كان الشعر غالبًا معبرًا عن التوجه والمعتقد وإن لم يمنع ذلك في عصور الاستبداد من اضطرار الشاعر للتعبير بالشعر عن عكس ما يؤمن به خشية البطش أو الإساءة .
ما هي الأشعار التي يجب علينا أو لا نسمح بها ولا نقبلها ولا نرضى نشرها في لمنتديات بشكل عام وفي منتديات أهل السنة والجماعة بشكل خاص؟
بطبيعة الحال القصائد التي فيها تطاول على الله سبحانه وتعالى ومساس مباشر بالعقيدة ثم القصائد التي فيها تعبير عن نزوات النفس الحسية والتي تعبر عن تعهر صريح حتى لو حاول كاتبه إقناع الآخرين بأن له غرضًا غير ذلك يتعلق برمزية فلسفية أو إسقاط سياسي أو غير ذلك من الادعاءات والتي –وإن صدقت مرة- يدحضها ألف مرة القرائن المحيطة بالقصيدة واتجاه الشاعر الأخلاقي عبر مسيرته الشعرية .لكن ذكر كلمة نهد أو خمر أوقبلة ...إلخ هذه تمثل نوعًامن العبث الصببياني أو استعراض طفولي للألفاظ أكثر مما هي تعبير عن رغبات خبيئة لذلك ينبغي النصح فقط دون التعرض لها بالمنع أو لصاحبها بالزجر العنيف.
أرجو أن أكون قد رويت غليلك وظمأك .وفي النهاية أرجو ألا تضع هذه الأبيات التي هي في قفص الاتهام لأنها قد تنتشر بذلك من حيث أردت لها التوقف وحتى لا يطلع علينا دجالو( الحرية) ودراويش(التنوير)بأننا ظلاميون سلفيون وهابيون متشددون (وكل ما ينتهي بواو ونون) وعقبات في طريق الإبداع .


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.