نريده مصريا.. ولكن بمواصفاتنا ............
نريده مصريا.. ولكن بمواصفاتنا
عبد الباري عطوان 5/16/2010 القى السيد عمرو موسى قبل ايام حجرا كبيرا في بركة الجامعة العربية الآسنة عندما اعلن عدم رغبته في البقاء في منصبه كأمين عام عندما تنتهي ولايته الثانية، في ايلول (سبتمبر) المقبل، الامر الذي اعاد احياء جدل قديم حول مدى احقية مصر في احتكار استضافة المقر، واختيار الامين العام من بين ابناء جلدتها. الجزائر كانت، وما زالت، الاعلى صوتا من بين اقرانها العربيات التي طالبت بكسر هذا الاحتكار المصري، و'تدوير' منصب الامين العام، لان الجامعة تمثل جميع الحكومات والدول، ولا يوجد نص في ميثاقها ينص على حصر هذا المنصب في ابناء دولة المقر. وزاد هذا الموقف الجزائر صلابة بعد تدهور العلاقات المصرية ـ الجزائرية في اعقاب الاحداث المؤسفة التي نتجت عن المنافسة الكروية بين البلدين للوصول الى نهائيات كأس العالم وما رافقها من حملات اعلامية متبادلة اتخذت طابعا اقرب الى الاسفاف والتجريح والالفاظ النابية والعنصرية في احيان كثيرة. ' ' ' كثيرون ادلوا بدلوهم في هذه المسألة، لصالح هذا الطرف او ذاك، بينما التزم البعض 'الحياد' ايثارا للسلامة، ولكن معسكرين بدآ يطلان برأسيهما، الاول يطالب باختيار امين عام غير مصري للجامعة تتزعمه الجزائر ويضم دولا مثل تونس وقطر وسورية، والثاني يتمسك 'بتمصير' هذا المنصب، باعتبار مصر الدولة الاكبر نفوذا واهمية، بحكم دورها وحجمها وتاريخها. وتردد ان المملكة العربية السعودية اقترحت حلا وسطا بان يتولى وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل هذا المنصب لفترة انتقالية تستمر عاما، لتنفيس الاحتقان وتطويق الخلاف، ولكن المملكة نفت ان تكون قد تقدمت بمثل هذا العرض ـ الحل. لا بد من التسليم بان فترتي رئاسة السيد عمرو موسى للجامعة كانتا مخيبتين للآمال، لان الرجل لم يرتق الى مستوى التوقعات الكبيرة التي كانت سائدة في الاوساط العربية على المستويين الرسمي والشعبي عندما تولى هذا المنصب خلفا للدكتور عصمت عبد المجيد. وربما يدافع الرجل عن نفسه بالقول بان الوضع العربي وما شهده ويشهده من انقسامات واحداث جسيمة جعل من مهمته اكثر صعوبة وتعقيدا، ولكن هذا ليس عذرا على الاطلاق، لانه انحاز في بعض الاحيان الى معسكر دون آخر، وخاصة دول 'محور الاعتدال'، ولم ينجح مطلقا في تحديث الجامعة ومؤسساتها، وتبني مشاريع وقرارات كشفت عن ارتجال غير مدروس مثل تعيين مفوضين للاعلام والثقافة، وتأسيس البرلمان العربي، فاضاف مزيدا من البيرقراطية والتكلس الى جامعة هي متكلسة اصلا تمثل 'تكية' لجيش من الموظفين اغلبهم دبلوماسيون عرب سعوا للوظيفة من اجل الكسب او الراحة او الاثنين معا، ناهيك عن تحول الجامعة كمؤسسة توظيف لابناء المسؤولين الكبار في الدولة المصرية ودول عربية اخرى. ' ' ' نحن هنا لسنا بصدد محاسبة السيد موسى، فهو لم ينتخب من قبلنا على اساس برنامج سياسي او اجندة عمل واضحة، ولكننا نرى ان من واجبنا مناقشة مسألة 'التدوير' المثيرة للجدل حاليا، وهوية الامين العام القادم هذا اذا لم يكن اعلان السيد موسى عن عزمه الاستقالة هو مجرد 'بالون اختبار' للتهيئة مبكرا لحشد الجهود لاقناعه بالبقاء لفترة ثالثة. اولا: نحن مع بقاء مقر الجامعة في مصر، ومع استمرار النهج المتبع حاليا باختيار امينها العام من مصر، لان الخلاف حول هذه المسألة ليس مع مصر كبلد، وانما مع سياسات نظام جمد دورها واضعفه، واضعف الامة العربية برمتها من خلال ذلك. فعندما كانت مصر قوية رائدة تقود الامة لمواجهة الاخطار التي تهددها، لم يتم مطلقا طرح مسألة 'التدوير' هذه، او هوية وجنسية امين عام الجامعة. ثانيا: عندما تخلت مصر الرسمية عن هذا الدور وشتتت الصف العربي بالصلح المنفرد مع اسرائيل، جرى نقل المقر الى تونس، واختيار امين عام منها (الشاذلي القليبي)، ولكن عندما تصالح العرب مع نظامها، وغفروا له ذنب كامب ديفيد، قبلوا بعودة المياه الى مجاريها، بتوجيهات امريكية، ولمقتضيات الحرب العراقية ـ الايرانية، الامر الذي كرس النهج المصري الرسمي في تحويل الجامعة الى ادارة تابعة لوزارة الخارجية المصرية، حيث اصبح جميع الامناء العامين وزراء خارجية سابقين. ثالثا: اعتماد مسألة 'التدوير' ليس ضمانة للنجاح، فمنصب الامين العام في مجلس التعاون الخليجي يخضع لمثل هذا المعيار، ولم يتحقق اي تقدم على مسيرة المجلس، بل ازدادت اوضاعه تدهورا على مدى الثلاثين عاما تقريبا من تأسيسه والانقسامات داخله لا تقل خطورة عن نظيرتها في الجامعة العربية رغم التجانس الكبير بين اعضائه، اما الانجازات فما زالت محدودة للغاية واقل بكثير من التوقعات، فالعملة الخليجية ما زالت حلما، والتنقل بحرية ما زال يواجه عقبات واسألوا طابور الشاحنات الذي يطل برأسه بين حين وآخر على الحدود الاماراتية ـ السعودية، وربما يفيد التذكير ايضا بان منصب امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي ومقرها جدة في السعودية يتم تدويره بين الدول الاسلامية، فمن يسمع بالامين العام الدكتور احسان اوغلو، ومن يسمع بمنظمته، ومن يتذكر اي انجاز لها. رابعا: لن يتغير حال الجامعة الا اذا تغير حال الامة وانظمتها، والانظمة الحالية فاسدة متعفنة ديكتاتورية في معظمها. فالجامعة جامعة دول وانظمة، ولهذا لا امل في اصلاحها في المستقبل القريب وربما هذا ما يفسر توجه السيد عمرو موسى الى اختراع 'رابطة دول الجوار'، لتكون بديلا او مكملا للجامعة، اي انه يريد كنس قمامتها تحت سجاد هذا التكتل الجديد، وتصدير الازمات العربية اليه. ' ' ' ما نريد قوله، وباختصار شديد، ان ما يمكن فعله حاليا هو تقليص الخسائر والاضرار بقدر الامكان فالمشكلة لم تكن مطلقا في جنسية الامين العام ومصريته على وجه التحديد، وانما في طريقة اختياره، والاصرار من قبل الحكومة المصرية على ان تحيل وزراء خارجيتها الى المعاش في الجامعة، لابعادهم اولا واغلاق الباب امام طموحاتهم في المنافسة على الرئاسة (حالة عمرو موسى) أو جمع ثروات وامتيازات وقضاء فترة تقاعد مريحة (حالة الدكتور عصمت عبد المجيد). يجب الحفاظ على عروبة مصر من خلال بقاء الجامعة فيها، واستمرار تولي امانتها العامة من قبل احد مواطنيها، لان هذه العروبة مهددة، ما هو مطلوب هو تغيير آليات الاختيار، فهناك كفاءات مصرية كثيرة يمكن ان تتولى عملية تحديث الجامعة وتحريرها من بيروقراطيتها الراهنة لا بد من البحث عنها، ومنع النظام الحالي من مواصلة 'سنته' في تصدير المتقاعدين اليها. بمعنى آخر مطلوب شخصية مصرية مستقلة كفء من خارج النظام المصري الحالي المتحلل والمرفوض شعبيا، ونحذر مسبقا من عدم السماح لشخص مثل السيد احمد ابو الغيط وزير الخارجية الحالي من تولي هذا المنصب العربي، فشخص يريد تحطيم ارجل المحاصرين من ابناء قطاع غزة اذا ما عبروا الحدود المصرية بحثا عن لقمة خبز، لا يستحق ان يكون مصريا اساسا، ولا يؤتمن على منصب يفترض ان يمثل صاحبه العرب ويعمل على تعزيز اواصر القربى بينهم ويدافع عن قضاياهم. النظام المصري الحالي ليس مخلدا، وهو زائل لا محالة ورئيسه لا يمكن ان يعمر ما عمره سيدنا آدم اي الف عام، ولهذا علينا ان نفكر دائما بمصر كقاطرة اسياسية للامة، وان نكظم غيظنا تجاه ما يجري فيها من مبكيات ونكسات كان آخرها تهنئة اسرائيل في عيد اغتصابها فلسطيننا او قتل صيادي غزة الجوعى الباحثين عن سمكة صغيرة لاطعام صغارهم الجوعى، في بحر مصري هجره صيادوه الى بحور اخرى بعيدة بعد ان هجرته اسماكه ايضا. نريد امينا عاما للجامعة يتوفر فيه الحد الادنى من العروبة والكرامة، ولا يكون صورة لزعماء عرب تخلى الكثير منهم عن هذه الابجديات. ويقيننا ان هناك شرفاء في مصر ارض الكنانة ينطبق عليهم هذا الوصف. |
بسم الله الرحمن الرحيم الكاتب عطوان يكتب في الخيال وكأنه ممدد قدميه من فوق شواطئ القمر ، فهو يأتي بالشيء ونقيضه . فإذا كان يعرف أن النظام متعفن وكل الأنظمة كذلك فمن أين يؤتى بمن هو أشد نزاهة وخبرة ؟ هو بنفسه أكد واقع المؤتمر الإسلامي ، والأفضل لو أنه ترك الموضوع دون أن يبدي فيه رأيه لانه سيكون تحصيل حاصل . نقول في عاميتنا "الحداية ما بتحدفش كتاكيت" فهذا النظام العربي أو المصري لأنه المسيطر على مقر الجامعة العربية لن يختار فردًا محترمًا مثل عبد الله الأشعل مثلاً ليكون في هذا المنصب. أول وأهم صفة لمن يشغل هذا المنصب أن يكون -على الأقل -سلبيًا حتى لا يشتت آراء الشارع السياسي . وسواء كان الرئيس لجامعة الدول العربية هو عمرو موسى أم غيره ، فإن سؤالاً يجب علينا طرحه : متى ظهر من قبل رئيس محترم لهذه الجامعة ؟ وما هي القرارات التي حاول اتخاذها والتوصيات التي حاول الخروج بها ؟ وهنا تتحقق الوحدة فعلاً بكل معانيها وأدق أشكالها وصورها : من أي دولة كان الرئيس للجامعة العربية فهو في النهاية يعكس النمط السياسي الموحد لكل الدول العربية الذي لا يختلف سياسي على أنه الوضع الأمثل . فلنهنئ أنفسنا إذًا بتحقيق مفهوم الوحدة ولكن من منظور القياد ةالسياسية. |
هؤلاء الذين يجتمعون في الجامعة العربية ...سواء كان رئيسهم مصريا أو جزائريا أو تونسيا ....إلى آخر قائمة البغال..لا تجمعهم إلا المأدبات ..والحلقات الفارغة ... لأن المنظمات العربية عبارة عن مزابل ...وكل رئيس منظمة هو عبارة عن كلب أجرب على رأس مزبلته ...
ومن غير المعقول أن يبقى عبد الباري - حسنت نيته أو ساءت - وغيره من عباد الباري المسلمين يرجو الفائدة والخير بعد ألف خيبة وخيبة ... لماذا لم يجعلوا على رأسها اسرائيليا ؟؟ ماداموا لا يسمعون لغير اسرائيل ؟؟ |
الجامعة العربية
ابناء يتامى مع أمهم الأرملة لم نسمع منهم الا البكاء والعويل المصيبة انها ارتمت في حضن اسرائيلي ونسيت ان لها ابناء حين كانت تسمى ام الدنيا . |
يجب أولا أن تكون هناك دول عربية مستقلة فعليا في قراراتها و معاشها .. أما و الحال أنها دول بين المتخمين الذين سيتركون لأبناءهم القحط و الفقر و الفاقة .. و بين فقراء لا هم لهم سوى بيع كل ما يمكن بيعه من أجل تحصيل رغيف الخبز .. و بين خونة لا هم لهم سوى جلب ما تبقى من أحرار إلى سرير العدو ..و بين .. العين بصيرة و اليد قصيرة .. فالحل الأسلم هو الإنسحاب من هذه الجامعة .. لأنها مجرد كذبة و خدعة لتمرير الوقت و إستهلاك الأموال و إستغفال الناس . أما موقف مصر الرسمية على لسان عمرو موسى فهو صورة للمثل : العربي يحب الإمارة و لو على الحجارة .. و الكارثة هي أن الجامعة العربية بناء متحجر بكل المقاييس . |
إقتباس:
حتى امريكا و اسرائيل رفضت و ترفض التعامل مع "الدول العربية" ككتلة و لا تعترف بمنظمتهم |
أقول أن هذا الموضوع بعنوانه و كاتبه وجالبه لا يرتقي أبدا لسطر واحد من القصة المباركة ...قصة الماسك ق.س
وليعذرني المشرف والإخوة الكرام أن أفتح هنا تحويلا إلى شيء فيه فائدة جمة ..لو يعلمون : إقتباس:
|
إقتباس:
|
أخي محيي الدين
الجامعة العربية لا تدعم المشاريع التي يتفرض بها أن تدعها - الواجب حسب القانون - لا تقوم بدعمها. والخصام بين دولتين في منظمة واحدة حاصل في المنظمات الأخرى ، فلا ينبغي أن تتخذ ذريعة للتويج دولة على دولة...والمفاضلة تكون على البرنامج المعد مسبقاً ولفترة زمنية معلومة. الجامعة يتم إملاءها إملاء ... قل لي بربك متى استنكرت الجامعة العربية، السجون العربية ؟ متى استنكرت الجامعة العربية، الجرائم ضد الإنسانية الحاصلة في الدول العربية ؟ متى استنكرت الجامعة العربية، السرقات المالية الحاصلة في بلاد العرب؟ جوع، قهر ، سجن ، تطويع للدين ، سجن للابرياء، قتل ... ،.... لماذا لم تتحرك ؟ رأينها تتحرك في قانون يقوض حرية الإعلام . أختم قولي بقصيدة الشاعر مظفر : إقتباس:
|
إقتباس:
إقتباس:
دا كلام فعلا صحيح ..إذا كان المنبع عكرا اساسا فهل سيكون المصب رائقا؟ شكرا أخى المشرقى لمشاركتك الهامة |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.