يونس أرغون.. إنا لله.. وإنا إليه راجعون

إنا لله.. وإنا إليه راجعون.
يونس..
وتغرب الشمس عليك وأنت تحت ملاءات التراب جذرا من الجذور، وتطلع الشمس كما كانت تطلع عليك لكن بلا دفء، وقد كانت بالأمس ضاحكة معك، باسمة لامعة.
وهاهو طريقك الذي كنت تسلكه من البيت إلى المكتب في الصباح وفي المساء ملء زحمة الناس والسيارات وأمك الكريمة وحدها، تنتظر على عتبة البيت عودتك، لكنك لم تعد.

فجأة أيها الساخر البولاندي، وأنت تقاوم، وتعترض وتحتج، لكنها الأقدار.
فجأة تختفي، مكفنا بالوحدة والسكينة ومشيعا بمناديل الورد وتتحول إلى نبأ :
العثور على جثة شاب غريق عند شاطئ سيدي فرج.
وعبارات نعي وحديث بين الأصدقاء أينما اجتمعوا.. متألمين وباكين لفراقك.
في ذلك اليوم، وفي الساعة الخامسة منه، ستلقي الشمس نفسها خلف الأفق وتصطادك المنون قبل أن تصطاد أنت سمكتك العنيدة، في يوم أردته مع رفيقك "موح الزنكا" يوما للحياة عند شاطئ البحر الأبيض، البحر الغادر، تحرك صنارتك لتلقط "الميرلا" من أفواهها.. فتلقطك خطفا صنارة الموت قبل أن تأتي رميتك الأخيرة وتعود بها غانمة.
يا لمكر الحياة يا لغدر الأعمار.
نعم.. مات يونس، مات أرغون، مات غرقا في سيدي فرج.
فابك يا جزائر ما انقضى من حياته واهطلي أيتها الدموع دموع أحبابه فوق رفاته.
يونس، أرغون، سيدي سما بولاندي.. كلها أسماء لكاتب مبدع بحق وقد ترك بصمات له شاهدة على قوته الفكرية وجبروت الخطاب لديه، أحبه الأصدقاء كما عشقه المعارضون. وهاهو يغادرنا دون إذن مسبق.

سكان الخيام.. ان يكن يونس قد فارق الحياة وتولى عنا وسرت موجة الردى بحياته فهو باق في خاطرنا ومخلد وهيهات تنمحي بقلوبنا ذكراه العزيزة.

رحم الله يونس، وإنا لله وإنا إليه راجعون.