حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   مشروع صناعة مبدع من الخيمة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=76421)

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 01:12 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ريّا (المشاركة 653904)
شكرا يامشرقي
والله كانت بعض من هذيان لزوجي الشهيد عمر العزاوي
احاول اكتب بين الحين والاخر ,,,,لكن كنت اتصور مجرد خواطر ليس لها معنى

اثقلت عليك ,,,شكرا

والله ما أثقلت علينا بل أضفت إليّ بل إلينا فرحة جديدة بهذا النص المميز ، وهكذا الحزن
كثيرًا ما يفجر الطاقات المبدعة ، وأسأل الله تعالى أن يتقبل زوجك وأن يجمعكما في الجنة .. آمين

salsabeela 19-07-2009 02:56 AM

جئت هنا كى اسجل اعجابى بمشاعرك السامية أيتها المعطاءة ريـــا

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 02:03 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :وريقات من فصل الغياب
اسم العضوة :خاتون
(4)
وريقة ثالثة


هذه يدي المكبلة بالحنين تمتد إليك
ثم تولي خائبة وتشهد على نفسها بالجنون
وهل تمتد الأيادي إلى روح تعانق الغياب

هذه روحي الموجوعة لا تبرح عاكفة حتى ترجع
وهذه أنفاس لاهثة تنبؤني أنك اليوم سراب
وتلك أوجاعي تجرني من شعري وتدفعني للمسير

وأنا...
أنا هنا...
أرتق تمائم الذكرى لأعلقها على جيدي المهزوم
أداعبها كل ليلة علها تعدني بك نجما أو حلما

أنا هنا..
أكتب وجهك على غيوم العمر لترتد سحبا ثقالا
تروي السنين العجاف التي أنهكت بقايا وجودي




خاتون:أثر يحِنُ إلى تاريخ

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 02:06 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه يدي المكبلة بالحنين تمتد إليك
ثم تولي خائبة وتشهد على نفسها بالجنون
وهل تمتد الأيادي إلى روح تعانق الغياب

في هذه الجزئية كان التركيب فيه قدر كبير من التوفيق في إبراز حالة
الشوق والتضحية من أجل الآخر والذي لا يستحق .تبعير المكبلة بالحنين
يدل على هذا الوفاء الذي يجعل الحنين هو ذلك السجن اللذيذ أو حتى
غير اللذيذ الذي لا يجد الإنسان من الفرار منه سبيلاً ،وكان الاستخدام
للتضاد من خلال (المكبلة -تمتد- تولي) استخدامًا مميزًا بجعل القيد
له دلالة عكسية ، فهو قيد في الحقيقة على القلب ، يمنع المحبوبة
من أن تمد يدها بالحنين إلى غيره .فالقيد هنا يأتي ليجعل للفرد هذا الاستثناء
الذي جعلها تمتد له ولكنها تولي خائبة بعد حين .
وكان إعطاء اليد سمات الإنسان ابتكاريًا يجعل لدلالة مد اليد عمقًا أكثر من كونها
تعبيرًا عن حب تقليدي ،فكأن اليد كالعين شاهدة على ما في القلب .وكأن المبدعة
لا تقنع بظهور أثر الحب على القلب ليكون أوضح وأتم حينما يكون على اليد.
وهذا المقطع يصلح سينيمائيًا للتعبير عن حالة أليأس ، تتركز فيها الصورة على
شكل اليد ممتدة إلى الفراغ .
وكان الاستفهام الاستنكاري معبرًا عن هذه الحسرة تخيّل للقارئ أن انخفاضًا
مفاجئًا في الصوت حدث كحالة من يستفيق من حلم جميل لا يجده متحققًا أمام عينيه.
وكان تعبير روح تعانق الغياب جميلاً في تعبيره عن التلاشي بأحزَن أشكاله. الروح والغياب
كلاهما شيء معنوي وغير ملموس بينما اليد شيء ملموس ، ووجود التعبيرات الثلاثة في
سطر واحد يعبر عن هذه الحالة من التناقض بين الغياب والحضور بين الأمل واليأس بين
الحقيقة والحلم.


هذه روحي الموجوعة لا تبرح عاكفة حتى ترجع
وهذه أنفاس لاهثة تنبؤني أنك اليوم سراب
وتلك أوجاعي تجرني من شعري وتدفعني للمسير

جميل للغاية هذا الاستخدام للغة والمجاز كان حاضرًا بقوة
ومؤديًا دورًا في توصيل الفكرة بشكل مميز. فالإشارة هذه
تعطي الانطباع بالقرب ، حتى كأن الروح صارت شيئًا ماديا
يرى بالعين من شدة ما أصابها من الحزن لكني لا أستوعب
دلالة كلمة لا تبرح عاكفة حتى ترجع ، أهو الرجوع إلى الحب
أم الرجوع إلى الحزن أم الرجوع إلى الحنين ؟
وكان أجمل ما في الأسطر السطر الثالث والذي كانت فيه
الصورة المادية عنيفة والتي جعلت للألم شكله المحسوس
المادي المعبر عن شدة تمكنها من النفس ،لقد كان تشبيه
الوجع كأنه وحش أو شيء من ذلك لا حيال للمبدعة أو بمن
تتحدث على لسانها به.

وأنا...
أنا هنا...
أرتق تمائم الذكرى لأعلقها على جيدي المهزوم
أداعبها كل ليلة علها تعدني بك نجما أو حلما

كانت النقاط بعد كلمة أنا ، أنا هنا تعبر بشكل كبير عن حالة التنه
والدموع والتي حٌذِف فيها الخبر لأنه متروك للقارئ في ذاته يؤوله
كيف يشاء،وكان هنالك تكامل في بيئة التشبيه من حيث الجيد المهزوم
وتمائم الذكرى ،إذ يكون الماضي أداة للوقاية من الحاضر الحزين .
وكان فعل المداعبة ومن قبله الجر من الشعر معبرَين عن حالة الألم
التي تنتناب القارئ عندما يكون الألم متعلقًا بأنثى ، هذا يدل على
نظرة الأنثى لذاتها بشكل طبيعي بعيد عن مزايدات البعض الذين يحاولون
جعل الأنثى عفريتًا يكرّ ويفرّ.

أنا هنا..
أكتب وجهك على غيوم العمر لترتد سحبا ثقالا
تروي السنين العجاف التي أنهكت بقايا وجودي



جميل للغاية هذا الخبر الذي جاء بعد توهيم القارئ بأنه ظن أنها
لن تتحدث عن نفسها وهذه المفاجأة تعد أحد عناصر تميز النص ،لأن
سير الخاطرة في نمط غر معتاد يحدث العديد من جوانب التشويق
وإظهار كيفية استغلال السرد بشكل بارع.
وكانت النهاية رائعة للغاية من خلال عنصر التقابل بين الشتيتين
المُحِبة التي تفعل المستحيل في كتابة الوجه على الغيوم
مقابل ما يقوم به هو (ردها سحابًا ثقالاً) وكان العتاب له ووصفه
بالغيوم فيه إظهار لرقة الأنثى التي لا تحب قطع أواصر الصلة بل
إنها حتى في عتابها تلومه بشكل غير مباشر بدلاً من أن تقول له
أنت حياة مظلمة استخدمت لفظة الغيوم لتعبر بالحزء عن الكل.
وكذلك السطر الأخير الذي يظهر الأمر جليًا في رواية السنين
العجاف مقابل الفعل الذي يقوم به هو إنهاك آخر أمل في وجودها
فحتى البقايا لم يحنّ عليها ، بل أنهكها.
أخيرًا كان التناصّ مع القرآن الكريم في موقعه لنرى وريقة تسّاقط علينا
تسأل أترحمون بقايا خضرتي ؟!


خاتون:أثر يحِنُُ إلى تاريخ
كلنا تواريخ تفتخر بآثارك
دمت مبدعة وفقك الله

العنود النبطيه 19-07-2009 02:13 PM



اخي الغالي المشرقي الاسلامي

من يجيء متأخرا
هل يحق الاشتراك؟؟:rolleyes:



ما شاء الله عن ابداعك وتميزك
فعلا موسوعة:thumb:

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 03:40 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : أشلاؤنا
اسم الكاتبة: إيمان عزمي (خارج منتدى الخيمة)
(5)
تفرقنا الطرقات و تجمعنا أشلاء
تداعبنا مداعبة أسد لفأرين
نختبيء داخل جدار الحياة
لكننا نستمتع بأنات أصواتنا المذبوحة على اعتاب المستقبل
تتقطع أواصلنا المشتركة فلا نحزن
فقط نقهقه و الموت يستبيح مشاعرنا
فعذرا لا تقفوا على قبورنا
فإنها نسجت من رحم اليأس
http://www.anteka.net/ipb/index.php?...200#entry28262

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 03:41 PM

في هذا العالم المليء بالصخب ، والذي ترتفع فيه أصوات كثيرة-غير صوت الحقيقة- تخرج من بين الفينة والأخرى زفرات صادقة دامعة تبحث عن كينونة الإنسان ومأزق وجوده في هذه الحياة ، وهل هذا الوجود وجودًا حقيقيًا يستحق الدفاع عنه أم أنه وجود عدمي شكلي يبحث عمّن يصب فيه الحياة؟

وإذ يمتلئ العالم بالمشاكل التي لا نهاية لها يثور ضمير المبدع في حالة ثورة على الذات للإجابة على هذا التساؤل ، لكنه ليس تساؤلاً بقدر ما هوإدانة لنا نحن معشر الأشباه بالأصنام البشرية ، في تلك الحياة التي تتحرك الدنيا وتتناثر الجبال من أماكنها ولكننا عاجزون عن أن نكون ، وأن نغير ما حولنا .لذلك تأتي هذه الزفرة متخذة شكلاً رومانسيًا في الظاهر إلا أنه إنساني يحمل هموم الإنسان المادية والمعنوية في باطنه وذلك لانتفاء أي دلالة تخص الهم الرومانسي ، إذ لا مكان لأنجم ولا أزهار ولا طيور ولا أشجار وإنما يتسع المكان لاثنين فاعل ومفعول به ، الأسد والفأرين . وإذ يدين العمل هذا الصمت الإنساني تجاه ما يحدث في هذا الكون المتلاطم الأحداث من جهة ، فإنه يدين هذا الوجود العدمي المتمثل في الفأرين واللذَين يمثلان قوة عددية سهلة الحركة والتأثير إلا أن الخوف من الأسد يسلبها كل القوى .

ومن جهة أخرى ، فإنه يدين الفرقة المتمثلة في فقدان (نا) الفاعلين وظيفتها الدلالية والموضوعية وهي التعبير عن الكثرة الحقيقية. ومن جهة ثالثة فإنها إدانة لهذه الرومانسية المتميعة التي يترك فيها المحبان-المحبون الحياة للانكفاء على أفراحهم المأساوية المحزنة والمخزية ، لينطلق صوت الضمير في آخر الأمر مناديًا بصدق مأساوي ينعي هذه العدمية (لا تقفوا على قبورنا) إن الشاعرة تتحددث بلسان الجماعة التي هي تجمعات العدم المتراكمة وتطلب أن يُعامل كل بما يستحق .وإن كنت أرى أن هذه الرؤية لا تُعدم وجود أمل في المخاطب الذي –ربما لتضليل ناله- وقف على قبورهم ، إنها رؤية تفترض في جيل آخر التأمل والتدبر والاتعاظ عند المرور على قبر الآخرين ، أي أنها تفترض بعض الوفاء في جيل آخر يختلف عن هذا الجيل كلية ، بما يستدعي –إحقاقًا للحق- أن تتطهر من آثام خداعها له بأن تطلب منه تركها وحدها ليأخذها التاريخ إلى قائمة منسياته ، تلك الجماعات التي لم تحرك ساكنًا ولم تحاول أن تنظر إلى ما أمامها شبرًا واحدًا.

كان السطر الأول الممثل في العبارة (تفرقنا الطرقات وتجمعنا أشلاء) قدر كبير من الرمزية والتوفيق في المطابقة بين التفرق والجمع والتي انتقلت بعد ذلك إلى كونها إلغاء للدلالة (التجمع )ليصبح التفرق والتجمع وجهين لعملة واحدة هي الإنسان والسعي .وتتسع دلالة الطرقات لتنتقل من الحياة وهمومها لتصبح الوطن و اللاعبين به وبين ذلك وذلك لا تُعدم دلالات أخرى كالمبادئ والأفكار ، أو المصالح والأحلام الزائفة ...وتتضح هذه العدمية من خلال الأريحية التي تتحرك بها (الطرقات) والتي هي عنصر ثابت –كما يفترض- لكنها رغم أنها طرقات ولا تستطيع فعل شيء إلا أنها تبرز المفارقة في أنها هي بنفسها التي تتحكم في الإنسان تفرّق وتجمع كما تشاء بينما الإنسان فردًا كما هو جماعة –كما قال أحمد بخيت-"فإنا كما شئتنا عاجزون" كل لا تأثير له ولا يحرك ساكنًا .وهذه التبادلية بين الطريق والإنسان هي أكبر سخرية من هذا التدني الذي جعل الإنسان له صنميته المتفردة عن سائر الجمادات!!



وتبدو هذه السخرية كأوسع ما تكون عندما تكون الحياة (الطرقات) على هذا النحو من التهكم بالإنسان بل الجموع الإنسانية التي لا حول لها ولا قوة رغم زيادتها العددية إلا أنها تداعَب مداعبة فأر من أسد ، ولعل هذا التعبير أعطى الحالة تراجيديا خاصة في جعل الإنسان هذا المفعول به الذي تتحكم به الطرقات جمعًا وتفريقًا .. ومداعبة .

ودلالة (مداعبة) قوية في أنها تثبت هذه اللاجدوى للإنسان في مقابل الطرقات التي ليس من الضرورة أن تلتهم ، بل قد تؤجل هذا إلى أن تنال متعتها الكافية من هذا الفعل وشبعها من التلاعب ،ليكون الإنسان بهذه العدمية الحياتية والتي يقع عليه فيها فعل المداعبة والذي يسلبه كينونته ويجعل حياته أشد عارًا من موته إذ لو مات لكان قتله دليل استحقاقه هذه القوة للقضاء عليه،لكنه أهون من أن يُترك ليموت ميتة ربما تكسبه بعض الشرف.

وهذه السخرية تتسع في مرارتها بهذا الفعل الذي يعبر عن السلبية المطلقة إذ أن المبدعة لا تترك الوصف فئران ، بل وتقيم نظيرًا للحياة الحيوانية في حيا ةالإنسان بالاختباء في جدارالحياة ، تلك الجدار التي تفصل الإنسان عن أحلامه وكبريائه ولكنها منفعة للضعفاء الخانعين ، وكان وصفها بالجدران مؤثرًا في كونه فاصلاً للآخر شبيه الأسد وفي نفس الوقت فاصلاً للكبرياء عن التواجد عى سطح الحقيقة!

والأجمل من ذلك كله أن يكون التعبير الموضح حالة الخوف محتويًا على مفارقة لغوية رائعة في تبادل الظروف ، وذلك في تعبيرها(داخل جدران الحياة) ، فالفئران فقط هي التي تتمكن من الحياة داخل الجدران إن وجدت جحرًا، لكن الوصف كذلك ينسحب على الإنسان ليكون كالشبح أو الظل الذي يخترق الجدران ، وهذه المفارقة الصورية تظهر حجم المأساة التي تخترق فيها السلبية جدار المعقول لتنفذ إلى اللامعقول .

وفي خضم هذه الحالات الحزينة تظهر المبدعة إذ تدين الجماعة تستخدم حرف النون الذي يعبر عن الفعل الجماعي في الكلمات نختبئ ، نستمتع ، ليكون السلوك الإنساني سلوكًا مستلبًا ويعيش الإنسان فيه لاهيًا كما الفأر يقنع بل ويفرح بجحر في الحائط، لقد كان دخول كلمة نستمتع زيتًا تصبه المبدعة فوق النار لأنه يعبر عن هذه المفارقة المليئة بالحزن والتي رغم اشتدادها واكتواء الإنسان بنارها إلا أنه بمجرد بعده عنها بعض الشيء ينسى كل ما كان فيه ويقنع بحياة أكثر سلبية من التي كان عليها .

وهذه الأصوات تصبح أنات مذبوحة لكنها ممتعة للجماعة التي صارت لا تشعر بالألم ، وهذا السطر يعبر عن اختناق هذه الأصوات وعدم جدواها كأنه إشارة إلى مألوف حياتنا من (الفضفضة) والثرثرة التي تصبح كصياح الديكة الذبيحة.

ويزداد ألم الحالة حينما يكون الذبح على أعتاب المستقبل ، ورغم بساطة هذا التعبير وتكراره وغناه عن التعبير عن وجه الجمال فيه إلا أن مجيئه مع الذبح أدى إلى حالة تنتفي فيها الحياة وينتفي فيها عنصر الزمن ، ليكون الخرس هو محصلة هذه الحياة. في الوقت نفسه أستطيع القول بأن التعبير على قوته كان فيه نوع من التعقيد والتركيب غير الضروري والزائد فقط لإضفاء حالة من التوتر قد تؤدي إلى استحالة منطقية .

ومرة أخرى يأتي الفعل تتقطع ليعبر عن شدة التمزق وتكون الإدانة لهذا السلوك الجمعي الذي لم يوحده الهرب من السكين ولا مواجهة الأسد بل يكون تبلد الحس هو الحالة التي تصيب هذه الجماعة التي تقهقه ناسية سوء معاناتها . إن المبدعة تنعي على المجتمع الذي صار يضحك على نفسه ويخادع نفسه داخليًا وبخادع بعضه بعضًا ،ويأتي الفعل نقهقه في مواجهة النفي (لا نحزن) وفي منطقة التوافق مع الفعل نستمتع ، لتؤدي الأفعال دورها في بث حالة الأسى في المجتمع .وأكدت المبدعة على هذا التفكك من خلال ضمير الجماعة (نا) والنون التي تبتدئ الفعل المضارع والذي هو مستمر ولم ينته وليست هناك بوادر على نهايته. والموت يستبيح المشاعر –وهو موت نفسي- يفقد الإنسان الإحساس بنفسه والأإحساس بأن هناك حياة وموتًا آخرين ، ولعل ذكر كلمة الموت صراحة بعد ذكر الذبح والحزن أتى ليعبر عن هذه الحالة من التبلد والتي يموت الإنسان فيها متبلد الإحساس عاري الشعور .

وكذلك ذكر كلمة المشتركة صراحة بعد تعدد (نا ) الفاعلين تحمل الإدانة لهذا المجتمع . وتنتهي الخاطرة بالحديث الموجه إلى جيل قادم –غالبًا في خيال المبدعة- بعد أن أنهت حديثها لأبناء هذا الجيل لتنشد الخلاص النهائي من هذا العار بنصيحتها لأبناء هذا الجيل الجديد بإيفاء الجيل السابق عليه حقه من خلال عدم الوقوف على قبور هؤلاء الراحلين .

بالطبع القبور والموت هنا هي تعبيرات مجازية عن التاريخ وخلود الذكر ، لكنها لا تخلو من دلالة تنسحب على الموت الحقيقي الذي لا تراه جديرًا بأن يُوقَف على قبر أصحابه. إن النعي هنا يذكرنا بقول القائل :

ذو العقل يشقى في الحياة بعقله

وأخو الجهالة في الغباوة ينعم

لتنشد الخلاص من الحال التي آل إليها المجتمع ، تكمن عنف المصيبة في أن المبدعة لا تنشد الخلاص وإنما مجرد الإحساس ، تلك النعمة –كما نقول في العامية –التي لو تواجدت لأشعرت الكاتبة ببعض الأمل ، لكنها بلسان حال المجتمع تشرك نفسها في الإدانة قائلة هذه الكلمات الأخيرة. أخيرًا : الحدث الذي تتناقشه متروك لذهن المتلقي ليصلح لكل زمان ومكان كما أنه قصير نسبيًا ومركز ليعبرعن حالة البوح الأخيرة ، وينسحب على الرومانسي من الأوضاع كما ينسحب على الاجتماعي ويشعر معه القارئ بأصداء حزينة وإيقاع بطئ يصل معه إلى التوحد بأحزان المبدعة تلك التي تبحث عن الخلاص ولا تجد إلا معاقبة الذات لو كانت تشعر.

عمل رائع أحييك عليه أختي العزيزة إيمان ، ودمت مبدعة دائمًا وفقك الله

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 06:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : عذبة أنت
(خارج منتدى الخيمة)

(6)

عذبة أنت ِ ..

فعلا .. عذبه انتى عندما تترددين

عندما تتجاهلين

عندما يفضح الصمت أخطاء النظر

عندها لا يبقى الا أنتى

وأنا أختفى بين الصور
***
http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?p=6004974#post6004974

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 06:45 PM

أهلاً بك أخانا العزيز ، لقد أعجبني في هذا العمل التكثيف وهو يتخذ شكل الومضة ، والموقف وإن كان عاديًا موقف عتاب إلا أنك حولته إلى حالة تتسم بالديمومة من خلال طريقة التناول أو المعالجة .

فعلا
.. عذبه انتى عندما تترددين

عندما تتجاهلين

عندما يفضح الصمت أخطاء النظر


جاءت كلمة فعلاً للتوكيد ، ولكن مخادعة المتلقي واستدراجه نحو المعنى المطلوب أتت عندما استخدمت عندما وهذا الاستخدم كان تدريجيًا عن التردد كأن شيئًا قد عرض عليها لكن التردد كسلوك أنثوي قد يكون مشعرًا بالضعف بما يجعل المحِب متعاطفًا معها ويعطي الانطباع بضعف . لكن التجاهل يأتي كصفعة أولى للمتلقي وتخالف الكلمة ما توهمه المتلقي لأن كلمة تتجاهلين تدل على فعل اختياري وليس اضطراري وتوحي بقوتها ..
ثم يكون الموقف وهو يكون غالبًا مختزنًا في دخيلة الجانبين كأنهما التقيا بعد فراق طويل وظلت هي تضرب عيونها به ولا تتكلم . إن أخطاء النظر كلمة تأتي في موقعها المناسب كأنما يقول لها إنك كنت تريدين النظر إلى غيري لكنك -بالخطأ- نظرت إليّ مما يقوي معنى التجاهل ويعطي الكاتب المبرر لهذا الشعور .
ثم تأتي التقنية الأجمل وهي
عندما لا يبقى الا أنتى
وأنا اختفى بين الصور

الذكاء في استخدام الضمير أنت مرده إلى أنه ضمير منفصل عبر عن انفصالهما المعنوي والنفسي ولكن ثمة شيء جميل أعجبني وهو أنا ، كان من المتوقع أن تكتب أنا .. أختفي لكن عدم وضع النقطتين .. جاء ليفيد استرسالاً لفظيًا يشعر المتلقي أنهما معًا متواجدان إلا أن المفاجأة أنها هي الباقية ثم هو (يختفي بين الصور) وهنا يتخذ اللفظ الأخير شكلاً سينيمائيًا فريدًا تشعر معه بحركة لصور أشخاص ثم تختفي صورته وسط هذه الصور .
إذًا لقد كان الاستخدام لكلمة عذبة ذكيًا لأنه على سبيل السخرية واستخدام اللون الأحمر كتقنية كتابية حديثة إليكترونية كان معبرًا عن حالة الخطر أو التوجس وهذا ما يزيد عملك قوة .
لكي تكون الصورة أوضح : ألسنا نلاحظ أحيانًا وجود فاصل مظلم بين لقطتين في فيلم ما ؟ كأن هذا الفرد قد اختفى أمامها في غمضة عين بنفس الطريقة بالضبط .اختفى لتفتح عينيها على غيره .أي أن الكاتب نفسه غاص في خبيئة من يخاطبها وكان الخطاب موفقًا للغاية ولو انتبهت للإيقاع لأتى العمل في شكل شعري فريد .. لك خالص التحايا ووفقك الله .

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 07:07 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : لحظة متوحشة
اسم العضوة: آمال البرعي

لحظة متوحشة


(7)



أقحمته فى لحظة أسماها ..متوحشة
داعبت خصلات شعره بيدها المرتعشة
فأنتفضت كل مشاعره لاهثة
توغلت .. فكانت كالعاصفة أقتلعت كل
مساوئه أغتالت حياته السابقة ...وأهدته
روحًا جديدة ...ومعنى آخر لحياة ظلت طويلا
كالمرأة العابثة ... فتلقفها وهدهدها
صغيرته .... التى كانت فى المهد نائمة





ارتداد


أستيقظت
نفضت عنها غطائها شعرت بقشعريرة
تزلزل أوصالها .. أرتدت ثانية داخل نفسها
أغمضت عينها ... قررت أن تعود
لتستأنف باقى حلمها





حقيبة


حاولت أن تخترق مجاله الجوى .. البرى ... البحرى
أن تتخطى أمسها إلى غده .. أن يضع أسمها
فى مفكرته ... أن تدلُف مشاعرها داخل حقيبته ... أعلن بكل وضوح
حقيبته ليست ملكه






شيطان الشعر


لملمت كل اللحظات المسكوبة .. المنثورة
على أروقة العمر .. شغلت عقداً
أهدته قصيدة لم تولد بعد
لملم أوراقه غادرها ... شيطان الشعر





كينونتى

أراها من بعيد .... أكاد أجزم انى اعرفها
كل يوم تكتسب بُعدًا جديدا
شكلاً جديداً ... يؤكد يقينى .. انى أعرفها
قابلتها من قبل ... حاورتها .. عايشتها
أقتربتُ أكثر .... تبينتها ... أنها إبنتى
ترتدى كينونتى
__________________

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 07:13 PM

أديبتنا العزيزة الأستاذة آمال :
هذه القصة نحتمل تأويلات عديدة وهذا كان في المقاطع الثلاثة الأٌول .
لكن بعدها انفصمت عرى التوازي وصار عملاً عاطفيًا محضًا بعد أن كان قابلاً التأويلات العديدة.


أقحمته فى لحظة أسماها ..متوحشة
داعبت خصلات شعره بيدها المرتعشة
فأنتفضت كل مشاعره لاهثة
توغلت .. فكانت كالعاصفة أقتلعت كل
مساوئه أغتالت حياته السابقة ...وأهدته
روحًا جديدة ...ومعنى آخر لحياة ظلت طويلا
كالمرأة العابثة ... فتلقفها وهدهدها
صغيرته .... التى كانت فى المهد نائمة

في هذا المقطع كان التشويق سيد الموقف وكان الذي يتبادر إلى المخيّلة أنه
الزوج أو الصديق . كان تعبير "حياته السابقة "شديد العمق وله دلالات معنوية
ومادية كثيرة كالحزن والتغير والموت المعنوي ...إلخ وهذا يعطي للعمل تأويلات
أكثر ويجعل العمل مرناً من الممكن استخدم المقطع ذاته في أعمال أخرى وأحداث
مختلفة تمامًا .

أستيقظت
نفضت عنها غطائها شعرت بقشعريرة
تزلزل أوصالها .. أرتدت ثانية داخل نفسها
أغمضت عينها ... قررت أن تعود
لتستأنف باقى حلمها

جميل جدًا سرد الخطوات والتفاصيل الدقيقة الاستيقاظ نفض لغبار العودة للنفس إغماض العين ...
هذا كله له أهمية لأنه يرصد الحالة النفسية للكاتب وهذا كان في مصلحتك لأن التفاصيل كانت
تعبر عن حب الكاتب\ الكاتبةلهذه الشخصية مما دفع إلى وصف كل جزئية يقوم بها .

وجود الأفعال الماضية أفاد حالة من السرعة ناهيك عن الدقة في بعض التفاصيل مثل ثانية داخل نفسها .. هنا كان لكلمة ثانية معان ٍ ثرية واختزلت الكلمة تعبيرات وصورًا كثيرة .هذا التعبير يدل على حالة من التردد أو حالة من الخوف أو حالة من تماهي الذات أو ذوبانها وتوحدها في شخص آخر . كل هذا في صالح العمل . باقي الحلم لم تذكريه هنا كان في صالح النص أنك جعلت القارئ يستنتج بحالة من الذهنية ما يحدث.

حاولت أن تخترق مجاله الجوى .. البرى ... البحرى
أن تتخطى أمسها إلى غده .. أن يضع أسمها
فى مفكرته ... أن تدلُف مشاعرها داخل حقيبته ... أعلن بكل وضوح
حقيبته ليست ملكه
هذه التعبيرات كلها تجعل العمل مزدوج الدلالة وإن كان الظرف التاريخي هو الذي جعلنا
نشعر بذلك ربما لم تقصدي إلا الدلالة العاطفية فقط .
يضع اسمها في مفكرته تعبير متميز احترافي وهنا يأتي عنصر الاستخدام المجازي للكلمة
في صالح الحالة والنص فالمفكرة هي القلب أو العقل .. وإدخال المشاعر داخل الحقيبة كان
تعبيرًا مميزًا من خلال المفارقة بين المجازي والحقيقي وهذا أدى إلى تجسيم حالة التضاؤل أو
قيمة التبلد .تتضاءل مشاعرها لتحتتويها حقيبة ويتبلد هوليرى مشاعرها في حجم الحقيبة.. توظيف
صائب للمجاز .
ثم العبارة الفلسفية حقيبته ليست ملكه وهي النفس أو الحب وهذا كان توصيفًا لحالته وربما يُفهم من
النص أننا بإزاء محبوبة ترجو أن تكون ولو زوجة ثانية ..احتمال .

لملمت كل اللحظات المسكوبة .. المنثورة
على أروقة العمر .. شغلت عقداً
أهدته قصيدة لم تولد بعد
لملم أوراقه غادرها ... شيطان الشعر
كان التعبير اللحظات المسكوبة ليعبر عن سرعة الإيقاع متميزًا .. كذلك أروقة العمر.
لكن السطرين الأخيرين شغلت عقدًا ....شيطان الشعر" لم أتبين دلالته

أراها من بعيد .... أكاد أجزم انى اعرفها
كل يوم تكتسب بُعدًا جديدا
شكلاً جديداً ... يؤكد يقينى .. انى أعرفها
قابلتها من قبل ... حاورتها .. عايشتها
أقتربتُ أكثر .... تبينتها ... أنها إبنتى
ترتدى كينونتى

الحديث الآن على لسان الطرف الآخر وهو يعود بذاكرته نحو الماضي وحالة الانفصال التي أكدت عليها من خلال المشاعر والحقيبة .. وهنا تكمن قوة عنصر المفاجأة والتي جعلت كل الماضي هذا وكل الكلام على لسانها هو استرجاع لهذا الأب واتكاء على عنصر الطفولة وكلمات أعرفها قابلتها حاورتها .. يفيد سخرية الحياة من الإنسان والذي صارت ابنته كأنها من شدة غيابها عنه شيئًا يحتاج إلى التذكر !
***
العمل تميز بالقوة والكلمات المختصرة وفكرة الومضة كانت حاضرة .
تتابع الأحداث رغم قصَر حجم العمل كان في صالح النص .
الاستخدام المجازي والفلسفي للعبارات كان متقنًا .فكرة الاسترجاع flashback كان حاضرًا ومساعدًا على تحقيق عنصر المفاجأة .
الفكرة رغم أنها عادية إلا أنك تناولتيها بشكل أكثر عمقًا .
العمل هو الأروع لك وأرجو أن يكون فاتحة الخير نحو أعمال يتبارى النقاد المحترفون ولست أنا
في تحليلها ..تحياتي

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 07:41 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : عندما
اسم العضوة :إيناس

(8)

عندما
أتوه في شوارع الأحزان
أبحث عن وجوه أعرفها
أو عرفتها ذات زمان
لتشاطرني الأنين
وتقاسمني بعض أشجان
لا أسمع إلا صدى رثاء أمل
كبر وشاخ في حضن الأحلام
كفنته أيادي السراب
عند غروب شمس المنى


فنعود من حيث أتينا
أنا
وخريطة
وبوصلة مكسورة


المشرقي الإسلامي 19-07-2009 07:44 PM

في حياتنا اليومية كثيرًا ما تتشابه المواقف التي نمر بها ،ولكثرة ما نمر بها يفوتنا تصيب بالركود والرتابة التي لا تحرك فينا الهمة نحو التعبير عنها . هنا الخاطرة عن حالة حزن عادية لكنها تتخذ من الصور التشكيلية أداة لتوصيل الفكرة بقوة وتتسم هذه القطعة بقدر كبير من التركيز خاصة في استخدام الصور الفنية الجميلة كالتكفين لصدى رثاء الأمل ،الخريطة والبوصلة المكسورتين .
لن أتحدث عن عبارة شوارع الحزن لأنها مكررة كل الناس يستخدمونها لكن استخدامك لها ومجيئ كلمة البوصلة والخريطة أضاف لها تفردًا في التناول .
كان تعبيرك صدى رثاء الأمل جميلاً لأنه جعل صوت الرثاء هو الأعلى لذلك هو مسموع لديك أما إذا كنت تتحدثين عنه فقط دون الحديث عن أنه تسمعينه فكان الأصح القول بأنه خافت .لذلك كان استخدامك للصدى في موضعه السليم لأنك تقولين إن الحزن هوأعلى الأصوات.
شيخوخة الأمل رغم أنه تعبير مكرر يستخدمه الكثيرون إلا أنه كان له قيمة خاصة عندما يأتي معانقًا الحزن ليكون الشعور به أعمق عندما يجتمعان معًا وإن كان بعض الخطأ متحققًا في جملة كبر وشاخ في حضن الأحلام ،فالأمل والحلم مترادفان لم يكن لوجودهما معًا فائدة كبيرة في العمل.
كانت التقفية في كلمة أتينا ،أنا ،المنى معطية شعورًا بحالة من الأنين تحيط بالنص .
أجمل ما في النص الختام المميز في رمزية الخريطة والبصلة المكسورة وما يتبعها من رجوع دائري إلى حيث البدء .فالبوصلة والخريطة عندما قادتاك أو من تتحدثين على لسانها إلى الشارع كانتا غير موفقتين لأن من في الشارع خذولك . لهذا تاتي جملة خريطة وبوصلة مكسورة لتدل على الخيبة وأن هذه النفس هي البوصلة التي تدفعنا إلى السير في طريق نحسبه صحيحًا ولكننا نفاجأ بأن النفس قد دخلت الطريق غير الصحيح وانكسرت . وما أصعب انكسار النفس بعد هكذا رحلة تبتدئ بشوارع الحزن وتمر بأحلام مكفنة وتنتهي ببوصلة مكسورة!!
عمل رائع أحييك عليه وأنتظر الأفضل والأفضل ويستحق بالفعل التواجد في هذه الساحة( صناعة مبدع)

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 09:32 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : (لك فقط.. العنوان من وضعي أنا لأنه من ضمن مجموعة وشوشات أديبة)
اسم العضوة : أوراق الثريا

(9)

كيف لي ان لا ارتبك في حضورك
كلما حاولت النهوض افشل
دعني ارتب وجهي من جديد
علني لا اشعر بالتعب مع غياب الشمس

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 09:45 PM

عندما يأتي الحديث عن أعمال الأستاذة المبدعة أوراق الثريا فإن الوضع يختلف فيما لو تناولنا أعمال أشخاص آخرين لا لشيء سوى القدرة العالية على التكثيف وحيوية وتنوع واتساع دلالات النص وعموميته الإنسانية ، ولهذا فأنا أنتوي أن أفرِد لها دراسة أسلوبية بعد أن أتم المئة عمل في هذا الركن بإذن الله وأسأل الله لنا التوفيق ..


كيف لي ان لا ارتبك في حضورك
كلما حاولت النهوض افشل
دعني ارتب وجهي من جديد
علني لا اشعر بالتعب مع غياب الشمس


والطابع الفلسفي يسيطر على الخاطرة والتي تسمى بالومضة لسرعتها واختصارها ، فهي بإزاء محبوب من نوع خاص تختزل العلاقات والأفراح الخاصة به .

إنها رؤية إنسانية عالية إذ أن هذا المحبوب كأنه ماثل بين يديها ، وقد عوّدها الفراق التأقلم مع هذا الوضع لكن حضوره يمثل الفرحة (الصادمة) والنهوض هنا له معنى آخر وهو نهوض الحروف لاستقباله والاحتفاء به ، والسطر الثالث جاء ليجعل له خصوصية وهي أنها ترتب الوجه من جديد للقائه كناية عن الجراح التي أصيبت بها في غيابه فاضطرت لمحاولة مسحها عند مجيئه وهذا هو سبب الفشل عند محاولة النهوض ، وأخيرًا يتخذ المحبوب طابعًا خاصًا إذ أنه هو الشمس وهي تشير إليه بشكل غير مباشر أي أنني أحاول ألا أتعب عند فراقك .

إنها خاطرة تقف على أرضية يستطيع كل فرد وفق القرائن النصية والخبرات السابقة أن يقوم بتأويلها لأنها مستبطنة مما تساعد على تقليل السرد والشرح الذي كثيرًا ما لا يكون في صالح النص كما أنها تعطي لكل كلمة قوتها وتجعلها في المكان والموقف المناسبين سواء من خلال الاستخدام الاعتيادي للغة أو الاستخدام للغة بأسلوب المفارقة .

ريّا 20-07-2009 03:03 PM

باركك الله

دمت لنا ,,,,,,,أخا عزيزا

المشرقي الإسلامي 20-07-2009 07:16 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : كل عام وأنت هنا
(10)
اسم الكاتب : عبد الرقيب البكاري
(خارج منتدى الخيمة)

كل عام وأنتَ هنا ..
تقتاتُ نزيفَ الوهمِ
تمسحُ عنْْْْْْْْ نوافذكَ الصدئةِ بقايا ذكريات

كل عامٍ وأنت هنا
لا شيء يشبهك غير جثتِك
حين تتكومُ آخِرَ الرصيف
يرميك منفاك آخر الصفوف
آخر المهنئين
آخر كل شيء
لكنك أولَ المخدوعين بزخارف عيدك

كلُّ عام وأنتَ هناك
يتقيأك الناسُ بعدَ الصلاة
ويرفعون أثوابهم حين يمرون على جسدك
أنت وحدك هناك
برغم العيد ..ألا تزال حيا!!

كل عام ..كل عام
يضحي بك النائمون على سفح الأحلام
فهنيئا لك بؤسك
وحزْنك
وأعيا د ك

عبدالرقيب البكاري
جدة 10ذي الحجة 1430

http://www.ye1.org/vb/showthread.php...26#post6678626
تم وضع هذا العمل بدلاً من عمل آخر ينتمي لفن القصة

المشرقي الإسلامي 20-07-2009 07:23 PM

أهلاً بك أخي المبدع العزيز والذي قد صاغ العيد ظاهرة إنسانية عكسية لديك تلك الظاهرة هي الحزن لفقدك عزيزًا كنت ترجوه جوارك في العيد وترجوك جواره في غير العيد ، وقبل الخوض في التعليق على النص أحب الإشارة إلى أن شعراء وأدباء المراثي اتخذوا من الحالة الإنسانية المسماة بالفقد \الموت أداة لإبراز فلسفياتهم في النظر إلى الوجود .
ونظرًا لأن أشكال الرثاء والعناصر المصاحبة لها اختلفت فقد برزت أسماء عدة تتعلق بجزء معين من الفقد فالخنساء رضي الله عنها كان فقدها أخويها لاسيما صخرًا عنصرًا مُدِرًّا للعديد من الأشعار والتي لا تقول عند قراءتها إلا أنني أقرأ دموعًا في شكل كلمات .
كذلك الشاعر الأندلسي العظيم ابن حمديس الصقلي رحمه الله لقب بشاعر الحنين وكذلك شاعر المراثي واللقب الثاني لست متأكدًا من صحة نسبته إليه ،فقد فقد أباه وعمته وحبيبته جوهرة وكان احتلال النورماند لمدينة أشبيلية ورحيله عنها معززًا ذلك الرثاء والحنين معًا .
وكذلك كانت قصيدة الراحل نزار قباني في رثاء زوجته العراقية بلقيس تحفة من تحف المراثي الحديثة قلما أبدع فرد في صياغتها على هذا النحو.
وها أنت ذا قد يأتي اليوم الذي يتحدث النقاد فيه عن ظاهرة عيد المراثي إن صح التعبير ، ذلك العيد الذي تستخدمة أداة لبث أشجانك والذي يختلف فيه معنى العيد لديك لتمكن مشاعر الفقد من الوصول إلى هذا الذهن المُرهق في كل عيد . لا أريد تشجعيك على هذه الظاهرة لأسباب عدة منها الديني ومنها الإبداعي لكني أقول إنها قد تكون علامة مميزة للرثاء لديك إذ أن الرثاء لديك ليس رثاء مكررًا في تفصيلاته بل هو رثاء متفرد بجانب معين وهو المحبوب\ العيد ، حيث أن منسوب الشجن والشعور بقسوة الفقد يرتفع بدرجة كبيرة اتكاء على هذه المناسبة . وفي هذا النص يأتي العيد ببعد ثان لمرثيّ ثان وهو الإنسان العربي غالبًا والمسلم اتكاء على ذكر الصلاة بشكل أعمّ . العيد وتوالدية الحزن أضعه عنوانًا لأعمالك الثلاثة أبتاه فرحتي بالعيد تموت في أكفان الغياب والقصيدة التي أتت على هذا النمط وهذه الخاطرة..
والآن لنجلس في حضرة نصك الرائع.


***
تتخذ العبارة كل عام وأنت هنا شكلاً دائريًا في حضورها أربع مرات في هذا النص القصير نسبيًا وقد يتساءل القارئ عن دلالة مجيئه بهذا العدد الكبير نسبيًا وبهذا التفاوت في المقاطع وأنا شخصيًا أميل إلى الاعتقاد بأنها جاءت كأداة استدرار العديد من المشاعر الشجية أكثر من كونها أداة للتعبير عن إضافة رؤيوية أو دلالية للنص . وأقصد برؤيوية ذات رؤية جديدة مغايرة لموروث أو فكر تقليدي.
كل عام وأنتَ هنا ..
تقتاتُ نزيفَ الوهمِ
تمسحُ عنْْْْْْْْ نوافذكَ الصدئةِ بقايا ذكريات
قد يتساءل الكاتب عن ماهية كلمة هنا فإن قصدت بها الوطن اليمن فذلك سيكون له دلالته الإنسانية الحزينة على مصير هذه الأرض التي كانت سعيدة أعادها الله إلى هذا العهد وإن كنت تقصد به مكان كتابة هذه القصيدة جدة فإن فكرة الاغتراب ستكون حاضرة وسيكون لعنصر الجغرافيا دوره في إثارة إشكالية تتعلق بالعروية والإنسان إذ يغدو ابن اليمن جار الجدار في هذه الأرض وهو في هذه الحالة الأسية من الإهمال والتجاهل .
إذًا لقد كانت العبارة كل عام وأنت هنا افتتاحية قوية للنص ولكن التكرار بهذه الدرجة هو الذي لم يكن إيجابيًا في وجهة نظري الشخصية .
كان التعبير تمسح عن نوافذك الصدئة بقايا الذكريات جميلاً من حيث أن تعبير عن الذكريات التي صارت كالغبار هذا التشبيه للذكريات بالغبار المتطاير كان مقويًا من الصورة واستدعاء صورة النافذة في مدلولها الرمزي يعطي انطباعات متباينة لكنها في هذا النص تأخذ شكلاً أسيًا بسبب هذا الصدأ كما أن تشبيه القلب بالنوافذ الصدئة زاد من قوة التعبير وولوجه إلى خلفية حزينة يتخيلها القارئ .
نزيف الوهم تعبير كان غير موفق لأن النزيف وهو الدماء يُسقى ولا يُقتات ولئن قصدت أو ظن القارئ اأن المراد من التعبير بأن الدماء تتكوم لتكون كتلاً متجمدة كأنها تؤك فإنني أظن هذا التأويل متكلفًا بشكل كبير .

كل عامٍ وأنت هنا
لا شيء يشبهك غير جثتِك
حين تتكومُ آخِرَ الرصيف
يرميك منفاك آخر الصفوف
آخر المهنئين
آخر كل شيء
لكنك أولَ المخدوعين بزخارف عيدك


لا يشبهك غير جثتك ميّز هذا التعبير القدرة من خلال التعبير عن تجريد الإنسان من كل شيء ليكون جثة فحسب كذلك التعبير يرميك منفاك .. ماذا تقصد مرة أخرى ؟ اليمن أم جدة ؟ البراهين على كلتا الكلمتين أوضح من أن يحاول القراء البحث عنها (الواقع!). وكان التعبير تتكوم مساعدًا على إظهار هذه الحالة من اللاشيئية إذ يغدو الإنسان كقطعة ورق يتكوم بجميع مكوناته الفكرية والإنسانية ...
ولاحظ معي انفتاح دلالة الرصيف ليكون الوطن \ القلب .
بعد ذلك يأتي تعبير يرميك منفاك آخر الصفوف ليضيف إضافة جيدة على صعيد الجانب الصوتي في الموسيقى بين كلمة الرصيف والصفوف في شِبه تقفية ، كان يميز النص أنسنة الرصيف وإعطاؤه سمة من أسوأ سمات الإنسان وهي الإلقاء والتجاهل .إن المنفى هو تلك الأرض لكنه يتسع ليكون هؤلاءالذين يعيش الإنسان حولهم ليكونوا طوقًا ثانيًا حوله وبؤسًا لها من حياة .
أتت كلمة آخر ثلاث مراة بينما آول جاءت مرة واحدة لتعبر عن هذا التغليب للتذييل ،وكان مجيء التعبيرات المباشرة آخر المهنئين آخر كل شيء وأول المخدوعين .. لينتقل الخطاب إلى حالة التأكيد على الضيق والحزن كأنما كان المخاطَب غير مصدق فاستدعى ذلك النزول باللغة إلى مستواه المباشر لتأتي الصفعة قوية مؤلمة في أول المخدوعين بزخارف عيدك حيث يضحي العيد مجرد رسوم زخرفية حول صورة متشحة بالسواد .

كلُّ عام وأنتَ هناك
يتقيؤك الناسُ بعدَ الصلاة
ويرفعون أثوابهم حين يمرون على جسدك
أنت وحدك هناك
برغم العيد ..ألا تزال حيا!!


ما أروع هذا التعبير الذي شبهت فيه الإنسان بالأكل الممضوغ غير المستساغ!!
إنه تشبيه يتسق بقوة مع الحالة وكان تدرج التعبيرات حتى الوصول إلى هذا التعبير الشديد عنصر قوة فاعل في النص .
ثم يتخذ الإنسان شكلاً آخر هو الوحل ، فبعد أن كان من (آكلي الدماء-الجِيَف ) صار هو نفسه جثة ثم مضغة غير مستساغة ثم وحلاً ..كلها تعبيرات تتدرج فيها قوة التعبيرات المعبرة عن الهوان والمذلة لتصبح على هذه الشاكلة .(قل لي ولن أخبر أحدًا لمن وجهت هذا الخطاب؟ )
برغم العيد ألا تزال حيًا!!
ميز هذا التعبير بشكل واضح انعكاس الدلالة والاستغراق بها إذ أن العيد يبدو لديك كأنه قاعدة أنه سبب حزن أو كأنه مذبح ما يستدعي حالة الاستغراب من الحياة بدلالتيها المجازية والحقيقية وتأتي كلمة العيد في هذا السطر موازية لكلمة الموت والحزن .

كل عام ..كل عام
يضحي بك النائمون على سفح الأحلام
فهنيئا لك بؤسك
وحزْنك
وأعيا د ك

كلمة كل عام .. كل عام أتت لتعبر عن شعور المبدع بعدم جدوى الكلام ، وانتفاء الدلالة المكانية هنا لتصبح هنا تعبيرًا عن كل مكان وعن كل عيد ولأنها أصبحت ثابتة لديه على هذا النسق كمسلّمة فليس من داع لذكرها .
وكانت النهاية عنيفة ممثلة في الموت ذبحًا إذ يذبح الإنسان ذبحًا معنويًا على سفح هذه الأحلام التي لم تتحقق (ولا أريد القول لن )سفح الأحلام هذه الجبال تغدو كلها من أحلام مما يستدعي صورة فانتازية في العلو خاصة بتداخلات لونية للزهور والخضرة والنضارة والفراشات ..
لكن هذه التعبيرات تكون ذات دلالة تقوي الحزن لما يكون هذا الجبل يضحَّى بالإنسان من فوقه ويكون للموت شكل أكثر حزنًا من كونه ميتًا دون أن يكون مضحّى به .
بؤسك حزنك أعيادك .. جمي أنك لم تجعل فواصل في النقاط بين كلمة حزنك وأعيادك لتكون الكلمة من حيث تخيل طريقة نطقها معبرة عن ترادف بين احزن والعيد وهنا اتكاء على الموقف والتشبيهات يكون المبدع قد أقنع المتلقي فعلاً -بناء على هذا الواقع المرير- بأن العيد لا يكون إلا حزنًا .
***
أخي العزيز :
هلا سامحت هذا العيد الذي فقدت فيه من تحب أو عاجلتك فيه ظروف غير سارة ؟!!
ربما تكون خواطر في غير صدق شعوري لأن المبدع هو أكذب الإنسان علاقة بين الحرف والشعور،لكن كفاك فخرًا بأنك أقنعت القارئ بمبررات هذا الحزن .
وبلسان حالك أقول : متى يضحّى بك أيها الحزن ؟
عملك رائع للغاية ينبغي أن يكون أداة للدراسة للناشئة في هذا المنتدى وفي العالم العربي أجمع .. فقط أعط هذه النصوص لنقاد أكثر منهجية في االدراسة والعلم وهم يكونون لك خير سند بإذن الله .
دمت مبدعًا وفقك الله .
وبمناسبة العيد أقول :
لوكان يُهدى للإنسان قيمته
لكانت هديتك الدنيا بما فيها
************************************************** *************************************

المشرقي الإسلامي 20-07-2009 07:25 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : لن ..
(من خارج منتدى الخيمة)


(11)


عندها ...
تدرك انك لن تحتوي يديها ... لن تمسد شعرها ... لن يبتل قميصك بدموع السنين التي طالما تمنيت ان تذرفه هناك ... فوق كتفك .
لن تكون ابتسامتها لك و همسها لن يكون ...
و سيحرقك الحنين ...
لن تستطيع ان تصعد في السماء لتلتقط لها النجوم ... فهي ابعد عنك من السماء ...
لن تشاكسك في الصباح و هي توقظك ...
لن تكون انت من يدفيء قدميها في الشتاء البارد ولن تمتد اليك شفتيها تلتقم حبات الدواء الصغيرة من بين يديك .
لن تشعر بالخوف عليها مرة اخري بينما هي بجوارك هادئة مطمئنة ... نائمة كقطة صغيرة ...
لن يساورك القلق من اجلها ثانية وسط ضجة العمل ... و لن تستمع الي صوتها ثانية يوشوشك في الهاتف و انت في اجتماع مع مديرك ...
فلا تخشي منه ...
لن تتناول طعامك مرتبكا من عينيها ... تراقبك ...
لن تجد من تحمل همه راضيا في قلبك ...
لن تودعك نظراتها بالامل او تستقبلك باللهفة ...
و سيمزقك الحنين عندما تعلم انه شخص غيرك ... و قلب غيرك سينال من السعادة اكثر مما يحتمل ...
وستحاول ان تنسي ولن تستطع ... ويذكرك الحنين و نبضات قلب لا تستطيع ان تغض السمع عنها ... و ستقف ذاهلا مصدوما ... تتسائل كيف كنا والي ماذا انتهينا...

ولن تستطيع الاجابة

http://www.anteka.net/ipb/index.php?showtopic=284

المشرقي الإسلامي 20-07-2009 07:43 PM

العمل الذي بين أيدينا عمل إنساني من الدرجة الأولى ، تتضح فيه بساطة الفكرة وكيفية التعبير عنها دون استخدام مسرف للمجاز باستثناء هذه الصورة الوحيدة :
يبتل قميصك بدموع السنين التي طالما تمنيت ان تذرفه هناك

إن الفقد فقد المحبوب يعد من الأفكار التي تناولتها الكثير من الكتابات على مر الدهور وستظل ، ولكن يختلف التناول من عمل لعمل ، والملاحظ على هذا العلم الجميل أن الخطاب يتوجه من الكاتب للقارئ رغبة منه في استبطان المشاعر المكنونة داخله وكذلك توجيعًا له حتى يدرك القيمة الإنسانية للشيء المفقود ، وهذا إلإيلام ربما يكون له غرض اجتماعي يهدف الكاتب من ورائه إلى حث المتلقي على الاحتفاظ بما لديه من نفائس بشرية قبل أن تتسرب إليه وتفر من خزانة قلبه .. بل وبيته .

الذي كان بارزًا بشدة في هذا العمل هو المواقف المنتقاة بعناية والتي تؤدي إلى تقليب القارئ ذهنه فيما بين يديه من أفكار تتوارى خلف هموم الحياة المادية وسطوتها .
وهنا نجد المواقف كلها ليست إنسانية فحسب وإنما تتنوع بين طبائع المرح والحزن والعمل والراحة والمادي والمعنوي ...إلخ

وإلى ذلك فثمة أشياء منها كان يمكن إسقاطها على الأم أو الابنة مثل :

لن تودعك نظراتها بالامل او تستقبلك باللهفة

و لن تستمع الي صوتها ثانية يوشوشك في الهاتف و انت في اجتماع مع مديرك

للأم
بينما للابنة :

ولن تمتد اليك شفتاها تلتقم حبات الدواء الصغيرة من بين يديك


غير أن كل هذه الأحزان مقبولة ويمكن للإنسان تجاوزها على اعتبار أن سنة الحياة أن يكون الفقد والموت ملازمًا وجوده .
إلا أن المفاجأة الأعنف تكمن عند النهاية التي تؤكد معنى ليس الفقد بل السلب وهو :


سيمزقك الحنين عندما تعلم انه شخص غيرك ... و قلب غيرك سينال من السعادة اكثر مما يحتمل ...

وهنا تكون الضربة المؤلمة عندما يكون مصير هذه الأفراح كلها إلى دولاب الذكريات ، وهذا يطرح تساؤلات في ذهن القارئ عن الأسباب وكان من الأفضل أن يتركها المبدع ولا يذكرها وهذا لم يكن في صالح النص إلا من باب استبطان المشاعر لدى الآخرين :

كيف كنا والي ماذا انتهينا...

ولن تستطيع الاجابة


إلا أن العمل تميز بهذه النزعة التي تجعل ذهن القارئ ذاهبًا كيفما يشاء في تصور حالة الحزن المحيطة به ويجعل لمفهوم الزيادة في (سينال من السعادة أكثر مما يحتمل ) عبئًا إضافيًا إذ أنه اتكاء على مفهوم الذات والذي يعني أن الفرد ينظر إلى نفسه من خلال الآخرين وحالة كتلك تشعر بها المحبوبة بالسعادة تجعل الفرد آسفًا على نفسه إذ لو لم تنجح معه لكان ذلك دليلاً على خطأ منها ، ولكنها المصيبة الكبرى حينما يرتد الإحباط إلى الذات ويعيش الفرد في دوامة من جلدها والبكاء -دون طائل - على اللبن المسكوب .

المشرقي الإسلامي 20-07-2009 07:54 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : يوم آخر وأحداث عادية
(من خارج منتدى الخيمة)
(12)

وأخيرا يرحل آخر جند الليل ..يمضي القمر المكدود ليطلب بعض الراحة.. وتفيق الشمس .. ترفع عنها غطاء ظلام الأمس الداكن ،وتقوم لتعلن مولد صبح آخر..وعلي مهل تشرع في أعمال اليوم ...تحل غدائرها الذهبية وتمشطها فيضيء الكون.. تجمع أنداء الزهر الباسم في قبضتها وترنو صوب النهر..لتنادي صاحبة الوجه الحلو الثاوية علي شط النهر..تترنم بحروف الاسم الخالد ..تعشق وقع الحرف الساكن في أوسطه كما تعشق صاحبة الاسم.. تدنو منها لتناجيها..تسقيها من عطر الزهر..وتجدد وعد اليوم السابق..أن تذهب عنها حزن الليلة..أو حتى أن تخفي بسناها لون سماء القهر.

تنهض من رقدتها السمراء فتاة النهر..تسعي كي تبقي شامخة كي يبقي للنهر نقاؤه..تتمسك بخيوط الحلم ..تتعلق بحبال الأمل المجدولة بشعاع الشمس..
وسريعا ما يجري الوقت ليعلن قرب وفاة نهار آخر..تختلج الشمس وتتأهب لرحيل لازم..تذرف دمعا يحمل لون الدم علي صدر سماء اليوم البالي..ثم تعود لتحمل أمتعة النور وترحل..
ويجيء جنود الليل لتأسر ثانية صاحبة الوجه الحلو الباكي ..وتعود لعتمة سجن الليلة..تتسربل في أكفان الواقع..تبكي ماضيًا ما عادت تجسر أن تذكره..تنظر نحو القمر الشاحب..زاد ذبولا حقا هذي الليلة..تشرد حينا..تخطو فوق حدود اللحظة.. تخلق حلما تحيا فيه بزمن آخر..عهد آخر...تغفو حتي تعود الشمس لتعلن مولد يوم آخر..

http://www.darlila.com/forums/index.php?showtopic=3639&mode=linear

المشرقي الإسلامي 20-07-2009 09:21 PM

تكتسب الخاطرة قيمة كبير ة من عوامل بسيطة جدًا لعل أبرزها تجاوز الموقف التصويري والوصول به إلى موقف نفسي يتواءم في دلالته مع دلالة هذه الصورة .

ولنبدأ بالصور مثلاً :

جند الليل
كانت تعبيرًا عن الحزن المنبعث من الليل حتى لكأنه جندي يهاجم الناس ،وكان التصوير -خاصة لمن جربوا الليالي العسكرية- يدركون عمق هذا التصوير للحالة الحزينة للناس بدخول الليل عليهم ..

القمر المكدود ليطلب بعض الراحة
التشخيص وتصوير القمر بالإنسان كان متسقًا مع الحالة العامة للحزن المحيطة بالناس وكأنه واحد منهم وللرمز إسقاطاته على الإنسان .

وتفيق الشمس
نفس الأسلوب جاء ليثبت حالة من الحركة والتغير والبطء الذي يجتاح حياتنا وعند ربط هذه الصور بالرؤية المبثوثة من خلال العنوان نجد التطابق متحققًا بدرجة كبيرة.(شيء عادي)

تحل غدائرها الذهبية وتمشطها فيضيء الكون

كان تشبيه الشمس بالمرأة أو الطفلة ذات الضفائر جيدًا وليس مبتكرًا لكنه أضاف على المشهد حالة من الحيوية والحركة .

سماء القهر
عندما يكون القهر بحجم السماء تكون الأحزان مطرًا لا يتوقف ، كان هذا التشبيه جيدًا لأنه يخفي من ورائه معاني متعددة من الالتفات للواقع الاجتماعي والذي بدأته بالقمر المكدود وهنا تبدو العلاقة بين جند الليل والقمر المكدود وسماء القهر كثلاثية تأتلف فيها حياة الإنسان .

تعشق وقع الحرف الساكن في أوسطه
عبارة ذات طابع شعري موزون على خبب المتدارك جاءت لتحريك إيقاع الحياة ومعها يكون التنقيط في العمل غير دقيق لأن النقاط ... تعبر عن حالة بطء واسترسال غير سريع .


تنهض من رقدتها السمراء فتاة النهر

كان البدء بـ(رقدتها ) للإشارة أن ثمة رسالة تريد توجيهها إلى مجتمع ينتابه الخمول والتدليل على ذلك من خلال فتاة النهر والتي هي غالبًا الوطن (مصر) ومعروف دلالة كلمة السمراء والأسمر في أدبيات وفلكلور المجتمع المصري .

تتعلق بحبال الأمل المجدولة بشعاع الشمس
الاتكاء على عنصر الطبيعة كان قويًا والتشبيه كان جيدًا إذ أنه جعل للشمس دورًا عاديًا لكن برؤيا مختلفة من خلال جعل الحبال ذات طابع إنقاذي وليس طابعًا عدائيًا ، فهنا الحبال ليست للتقييد وإنما للإنقاذ .

الأسطر الباقية كانت زيادة من اللازم اختصارها لأنها لم تأت بجديد اللهم إلا استعارات غير مجدية ،خاصة أنها كانت إلى الشعر أقرب ولم تكن غنائية تتماشى مع حالة الفرحة كما أن النقاط بدت كأنها غير مؤثرة أو مفقودة التأثير لوجودها بجوار بحر سريع الإيقاع وهو الخبب . لكن يظل العنوان يوم آخر وأحداث عادية لاعبًا دور السحر في هذا العمل إذ يجعل منه إشارة إلى واقع المجتمع والذي -كأنه استمرأه أي اعتاده- فلم يغير فيه شيئًا .
العمل له دلالته الرمزية والتي هي عن المجتمع والظلم الحادث فيه لكنها اكتفت فيه بالمرور لتستقيم للعمل نظرتان إحداهما رومانسية خالصة والثانية اجتماعية ممتزجة بها . ولعل العنوان يحمل نبرة ساخرة باكية يلحظها القارئ عندما يجد النقاط الدالة على هذا التداعي الحزن البطئ ليكون الحزن والأسى والشحوب مجرد أحداث عادية لم تعد تغير في الناس شيئًا ، وهنا تكون المصيبة ..

salsabeela 21-07-2009 05:07 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 654341)
بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : لن ..
(من خارج منتدى الخيمة)

عندها ...
تدرك انك لن تحتوي يديها ... لن تمسد شعرها ... لن يبتل قميصك بدموع السنين التي طالما تمنيت ان تذرفه هناك ... فوق كتفك .
لن تكون ابتسامتها لك و همسها لن يكون ...
و سيحرقك الحنين ...
لن تستطيع ان تصعد في السماء لتلتقط لها النجوم ... فهي ابعد عنك من السماء ...
لن تشاكسك في الصباح و هي توقظك ...
لن تكون انت من يدفيء قدميها في الشتاء البارد ولن تمتد اليك شفتيها تلتقم حبات الدواء الصغيرة من بين يديك .
لن تشعر بالخوف عليها مرة اخري بينما هي بجوارك هادئة مطمئنة ... نائمة كقطة صغيرة ...
لن يساورك القلق من اجلها ثانية وسط ضجة العمل ... و لن تستمع الي صوتها ثانية يوشوشك في الهاتف و انت في اجتماع مع مديرك ...
فلا تخشي منه ...
لن تتناول طعامك مرتبكا من عينيها ... تراقبك ...
لن تجد من تحمل همه راضيا في قلبك ...
لن تودعك نظراتها بالامل او تستقبلك باللهفة ...
و سيمزقك الحنين عندما تعلم انه شخص غيرك ... و قلب غيرك سينال من السعادة اكثر مما يحتمل ...
وستحاول ان تنسي ولن تستطع ... ويذكرك الحنين و نبضات قلب لا تستطيع ان تغض السمع عنها ... و ستقف ذاهلا مصدوما ... تتسائل كيف كنا والي ماذا انتهينا...

ولن تستطيع الاجابة

http://www.anteka.net/ipb/index.php?showtopic=284

الله كم اعحبنى هذا الواقع الأليم

المشرقي الإسلامي 21-07-2009 06:41 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :ندى الأيام
(خارج منتدى الخيمة)

(13)

وجدتني اقف على عتبة أيامي مرهقة النفس ..


في غربة تعيشها مفرداتي وسط موطنها..


.. واذا بسؤال يفرض نفسه..


نموت ونحيا .. فهل سمعت قلبا شيعته الكلمات؟؟؟؟


لن انكسر امامك مثل عود كبريت....


و لن انسكب بقربك مثل الماء على الارض....


لن انحني ...لن انحني...و لن انحني لشموخك المزيف و كبريائك المتعصب


فأنا امرأة ...لا انحني لـألتقط من سقط من عيني


لقد ذبحت زهرتي بسكين الغدر و هي رضيعة في المهد


و اشعلت صدري بنار الخيانة الف مرة ...


و علقت انفاسي بين سماء و ارض...


بحيرة قديمة جدا..


تسكنها الأطلال و الظلال


و تغمرها حمرة كالغروب


و حافتها مليئة بالأصداف الشوكية..


يمر عليها كل يوم..


كثير من البؤساء و الاشقياء


يعلقون بها مناديلهم البيضاء


ملوثة بدموعهم السوداء..


و اهاتهم المريرة..


يذرفون قربها الامهم ..

اوجاعهم


و اسرارهم


من نفسي و من مدن الاحزان


و انا اجلس هنا...يخيل الي اني جمر يحترق


....و نار لا تنطفئ


و عود كبريت مشتعل



و انا اجلس هنا...ادرك اني ادمنت الجلوس هنا


و ادمنت كتابة قصائد الحزن و الاوجاع


و ادمنت فنجان القهوة دون سكر



ادمنت الوقوف عند ابواب وطني



وا دمنت الانتظار


...الانتظار


...الانتظار


.......ثم الانتظار
***

http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?p=6011296#post6011296

المشرقي الإسلامي 21-07-2009 06:44 PM

وجدتني اقف على عتبة أيامي مرهقة النفس ..
تعبير عتبة أيامي جاء ليدل على البدء وما يستتبعه من خطوات طويلة كان إعطاء الشيء المحسوس أي الأيام صفة ملموسة أمرًا جيدًا لأنه يساعد على توصيل الصورة إلى ذهن المتلقي بشكل أسرع

في غربة تعيشها مفرداتي وسط موطنها..
جميل هذا التعبير ، والذي تتواءم فيه حالة الإرهاق مع المفردات ، ويتوحد كلا الطرفين في هذه الحالة من الأسى وموطن الكلمات هنا يكون الورقة كان إعطاء الورقة تصويرًا يفوق حجمها بشكل كبير يشير إلى أهمية هذه المفردات والورقة وأهمية الكتابة باعتبارها سلوكًا حياتيًا لا يتغير.


.. واذا بسؤال يفرض نفسه..


نموت ونحيا .. فهل سمعت قلبا شيعته الكلمات؟؟؟؟


التعبير عن الخداع كان ذكيًا من خلال السؤال الاستنكاري ، وكان تشبيه الكلمات والقلب بالإنسان جيدًا فالإنسان-من هذه الزاوية- صار مطموس الهوية إما دافنًا أو مدفونًا ، ولا يجد بين سطور الحياة ما يتجول فيه ويتمتع به .
لن انكسر امامك مثل عود كبريت....

إعطاء عود الكبريت دلالة غير المعتادة يدل على أن التفكير الابتكاري واكتشاف الخواص الموازية للخواص النفسية المراد التعبير عنها كان جيدًا موفقًا .

و لن انسكب بقربك مثل الماء على الارض....


لن انحني ...لن انحني...و لن انحني لشموخك المزيف و كبريائك المتعصب



فأنا امرأة ...لا انحني لـألتقط من سقط من عيني

رائع هذا المقطع بعكس المقطعين السابقين التقريريين والتقليديين بشدة ..
في هذا التشبيه صورة تشكيلية جميلة والأجمل تشبيه الفرد الذي سقط من العين بشيء تافه يلتقط . أي أن إعطاء الآخر صيغة أو صفة الجماد كان موفقًا للغاية في النص ودل على الفارق بين الطرفين بشدة .


لقد ذبحت زهرتي بسكين الغدر و هي رضيعة في المهد


و اشعلت صدري بنار الخيانة الف مرة ..

في هذه اللجة المتلاطمة من الإبداع لا يكون لهذين السطرين العاديين بالمرة دور وكانا من جملة ما يقال في أي موقف . لأنني أشعر أنني أمام( منحدرات)فجائية تتغير فيها لغة المشاعر والفكرة والصورة بشكل مشتت أو تشعر معه بأنك وضعت أحجارًا إسمنتية في عقد ذهبي .

و علقت انفاسي بين سماء و ارض...


بحيرة قديمة جدا..


تسكنها الأطلال و الظلال


و تغمرها حمرة كالغروب


و حافتها مليئة بالأصداف الشوكية..


يمر عليها كل يوم..


كثير من البؤساء و الاشقياء


يعلقون بها مناديلهم البيضاء


ملوثة بدموعهم السوداء..


و اهاتهم المريرة..


يذرفون قربها الامهم ..

اوجاعهم


و اسرارهم


من نفسي و من مدن الاحزان


و انا اجلس هنا...يخيل الي اني جمر يحترق


....و نار لا تنطفئ

كلمات تقليدية طال السرد فيها بلا مبرر

و عود كبريت مشتعل

الجيد في هذا التعبير أنه يعطي دلالة على الاحتراق ، فالكبريت نفسه يتفحكم كذلك المحِبّة تصاب بنفس الأزمة .كذلك التعبير عن تواضع القيمة فهي نيران لا تنير دربًا ولا تدفئ ، فقط الكبريت كشمعة تحترق إلا أنه قصير الأنفاس ويوطأ بعد حرقه بالأقدام .. قمة القدرة في التعبير عن الضياع .


و ادمنت فنجان القهوة دون سكر

كان لها وقع حزين وجيد موظف بشكل سليم في النص ، القهوة تكون رمزًا لعيون المحبوب ، لكن حينما تكون بدون سكر تكون مرة ، والتعبير هذا عن إدمان الوجع كان موفقًا لدرجة كبيرة في إشعار القارئ بانتفاء معنى الحياة والـرائقية المزاجية .

ادمنت الوقوف عند ابواب وطني



وا دمنت الانتظار


...الانتظار


...الانتظار


.......ثم الانتظار
حسب فهمي أن النهاية مزدوجة فكلمة الوطن تحتمل وفقًا للمسار الرومانسي للقصة الأيام وكان التعبير عنها موضحًا لها بهذا الشكل ، أما التعبير الآخر عن الوطن فمحتمل أيضًا خاصة وأنك لم تذكري الذكريات الجميلة ولمسة اليد ، والتسامر والجوانب التي تعطي الانطباع بأننا أمام محبوب حقيقي .
عمومًا الوجهان صحيحان لتأويل العمل وإن كان الأول أولى وأوضح أما التأويل الثاني فكلمة الوطن جاءت فيه -في تصوري- جوفاء وإن كانت دالة على الرعب الذي معه يخاف المرء أن ينتقد وطنه بشكل مباشر .
العمل جيد وإن كان العنوان غير معبر عنه مطلقًا ، وكانت الصور الابتكارية فيه جيدة وأخيرًا كان التعامل مع النص من خلال التنقيط ناجحًا في الإشعار بالمأساة خاصة الأداة ثم والتي تفيد الترتيب مع التراخي وإذ بالنتيجة في النهاية الانتظار فقط ، كأنك تحدثين المحبوب في نفس المكان الذي كان فيه ندى الأيم لتشعِري المتلقي بالأسى على ما ضاع .ولو كانت كلمة الانتظار الأخيرة بخط أكبر لكان أفضل لأنه حينئذ سيدل على ارتفاع طبقة الصوت وحالة الغضب .
عمل موفق وأرجو لك المزيد

ريّا 21-07-2009 07:06 PM

مااروع ماتاتينا به أخي الكريم
بارك الله بك

المشرقي الإسلامي 21-07-2009 08:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : عباءة الحزن
(خارج منتدى الخيمة)
(14)

شققت عباءة حزني نصفين

نصف احرقته ونثرت رماده على مرآة الذكرى التي كانت نظيفة يوما ما

ونصف اخر احتفظت به ليس كذكرى بقايا حزن عشته بوهم الحقيقة

ولكن

كي اعلن اني قوية كفاية ان احتفظ بك نصف حزن بلا دموع


74.86.7.224/~alyemen/vb/showthread.php?t=340349

المشرقي الإسلامي 21-07-2009 08:36 PM

شققت عباءة حزني نصفين

تشبيه الحزن بالعباءة جاء ليؤدي معنى التغطية أي أن الحزن يتلبس الكاتبة أو من تتحدث على لسانه ويغطيها كاملاً وهذا تعبير جيد للغاية

نصف احرقته ونثرت رماده على مرآة الذكرى التي كانت نظيفة يوما ما

هنا تتكامل بيئة التشبيه إذ يكون العمل فيه تواصل لعملية الشق وهي ربما تأتي كناية عن التمرد ، كأن تقول شق عصا الطاعة مثلاً ، إحراق نصف الحزن ونثره على الذكرى كان هذا توضيحًا لحالة التغير السيء والذي تحولت الذكرى فيه من مرآة نظيفة إلى مرآة ملوثة وتعبير مرآة الذكرى كان جيدًا في التعبير عن الحالة إذ أن الأحداث هي الرماد الذي لوث الذكرى والذكرى مرآة لأن الفرد يرى فيها أحلام القلب وما شابهه .

ونصف اخر احتفظت به ليس كذكرى بقايا حزن عشته بوهم الحقيقة

ولكن

كي اعلن اني قوية كفاية ان احتفظ بك نصف حزن بلا دموع

التعبير عن حالة الكبرياء كان قويًا وإن كان السطر الثالث فيه صياغة تحتاج إلى بعض القوة .
إن فلسفة الحزن بهذه الطريقة تنبئ عن كبرياء لا حدود له إذ الفرد بمحض إرادته يتذكر ما يريد وينسى ما يريد وهو بذلك يخبر المخاطَب بأنه لا شيء ، إذ أن نصف الحزن لإثبات الشماتة والنصف الآخر يحترق وينسى ..
كان التناول جميلاً ولكن أضعفه فقط التعبيرات ليس كذكرى والأصح لو أن التعبير كان لا لأحتفظ به ذكرى ثم التعبير الثاني أعلن أني قوية .. كان تعبيرًا مباشرًا يحتاج إلى بعض التعبيرات التي فيها إسقاط لسمات القوة لأن كلمة قوة بهذا الشكل أدت إلى إضعاف قوة العمل نوعًا ما .

المشرقي الإسلامي 21-07-2009 11:04 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :حالة -عيش- سريري أو إعلان وفاة
اسم الكاتب : أسامة الذاري(خارج منتدى الخيمة)
(15)
حالة ما تتسلق إلى ذهني وأنا أحاول فك الأرتباط بكل ماهو حولي لأبقى أنا ..البدايات دائما ما تكون متعبة هكذا مثلي..على حلم جمعت مصائري وعلى حلم أقمت وحدي دون أن يزعجني هذا الأنقسام النفسي إلا مرة تبدو وحيدة رغم كثرتها..ويالي من متحاذق!..أدعي الكثير من كينونتي لأخرج من داخلي بوجه واحد وبشخصيات متعددة!!منذ حزنين ونصف وأنا أتعاقب على مخيلتي أفتش في الواقع عن ماذا أفرزت فأجد قصائد لم تكتمل,ورواية مرتعشة تحت جلدي ..وأصدقاء لاأعرفهم!!,ليس من دواعي سروري أن أبقى على قيد الحياة لذا قررت أن أموت ,وأعرف أني سأموت دون أن يلتفت لذلك أحد سوى زوجتي التي ستضيع دون جواز سفرها,سأموت لكي يجد البعض الشجاعة الكافيةلممارسة أخطائهم بإسمي..سأموت لأنعي أصدقائي الذين تجمهروا ليدفنوا ما تبقى مني في ذاكرتهم,ولأساهم في مدهم بالكثير من الغياب الذي سينسجون به الكثير من الحكايا المثيرة والتي لاعلاقة لها بــ(محاسن الموتى)..سأموت لتنتصر (الأمانة العامة) في إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على رغبتي في الترشح لرئاستها..,ولكي أستثمر بعض الأنقطاع في مواصلة البحث عن حقيقة الموت ذاته..
إذاً سأموت, كمكيدة مؤلمة للحياة,وسأنعي نفسي هنا فلست بحاجة لترويسة مرهقة في صحيفة ما تسأل الله أن يلهم أهلي الصبر والسلوان ..لأني أعرف أن الكثير من أقاربي قد ألهموا الصبر منذ كنت بينهم يكفي أنهم تحملوا أوزار شاعرٍ كان يقضي هدوء إلهامه على حساب صفاء أجوائهم....,وحين أموت لن أعتذر لأحدٍ سوى لزوجتي التي ستنتبه إلى أن من أحبها لم يعد سوى جثة غير قادرة على مشاركتها مصائب الدنيا..ربما كان موتي هروباً من كل هذا لكن مايهمني الآن هو معرفة إذا ماكانت الحياة تستحق كل هذا !!

http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=336885

المشرقي الإسلامي 22-07-2009 12:02 AM

النص يتناول مذكرات واحد من دعاة الحرية (صحفي - شاعر -مفكر ) وذلك من خلال أسلوب ساخر يعتمد على المزج بين المتناقضات من أسلوب تقريري وأسلوب مجازي ، لغة الصحافة والإعلام وتوظيفها موقفيًا،والموت الحقيقي والموت المجازي وذلك كله من أجل تبرير المعاناة المتمثلة في حياة سريرية أو إعلان الوفاة .
والنص إلى ذلك يتناول بأسلوب اللمس بعضًا من سلبيات المجتمع ويحاول الخروج بها من المنحى الحرفي إلى دلالات أوسع ممثلة في :
سأموت لتنتصر (الأمانة العامة) في إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على رغبتي في الترشح لرئاستها
لتعلن ثورة على أساليب الوسائط والمحسوبيات ومراكز القوى داخل الواقع الاجتماعي . كذلك يكون ضمير المتحدث وليس المخاطَب غالبًا على العمل لإبلاغ المتلقي رسالة مؤداها أنني أكلم نفسي فلا عليك أن تعبأ بما أقول لأنه لن يفيدك كثيرًا .
وقد لعب العنوان دورًا بارزًا في خروج النص بهذه الدرجة من القوة والمتانة إذ أن جعل الحياة كلها تحصيل حاصل ،ومبررات ذلك حاضرة في معطيات الواقع الاجتماعي والثقافي ليس محليًا بل ودوليًا كذلك .
والآن إلى النص المتميز ..


حالة ما تتسلق إلى ذهني وأنا أحاول فك الأرتباط بكل ماهو حولي لأبقى أنا
دون الوقوف الحرفي لهذها الدلالة كان البدء بالحالة لأنه منصبّ على معاناته تلك الحالة التي تتخذ سمة تجعلها شبيهة الزواحف والحشرات ، وذلك الذهن الذي هو شجرة من شدة ما تفرعت وتشعبت فيه الأفكار . وأما فك الارتباط فجاء تعبيرًا عن الذوبان في الآخرين وافتقاد الكينونة والتي هي واحدة من أعمدة العمل ومبررات المعاناة .

مرة تبدو وحيدة رغم كثرتها

هنا نقف أمام نموذج فذ يعرف كيف يمتلك ناصية اللغة ويستخدمها كعجينة يصنع بها الأشكال التي تروق المتذوقين له ،فيبدأ باللعب على أوتار المنطق هذا اللعب الذي يجعل للكميات دلالة صفرية يحدد هو قيمتها وفق السياق . أي أن الذوبان في الآخرين قد تملّكه بشكل جعل الانفصال مرة واحدة عملية معجزة مما يؤكد معنى الاحتلال من قبل الآخرين ويجعل مجرد محاولة التكرار أو التفكير فيها مشكلة كبيرة للغاية !

منذ حزنين ونصف وأنا أتعاقب على مخيلتي أفتش في الواقع عن ماذا أفرزت

امتدادًا لهذا المنهج في السيرك اللغوي نجد لفظة حزنين ونصف أي كأن الحزن انتقل من كونه شيئًا لا يقاس إلى شيء يقاس ويتجزأ ويأخذ هو الصدارة بدلاً من الأشياء في تحديد الكميات .. كلمة حزنين ونصف تشير إلى عقدين ونصف أو زمنين ونصف سنتين ونصف ....إلخ ويأتي بعدها التعاقب على المخيلة .. إنه الاستعمار الذي يقوم به الآخرون لدرجة أن الفرد صار يؤرخ للمدة التي يظل هو فيها رهين مخيلته . إنها المفارقة التي تبدو في اشتراك الآخرين أو احتمالية ذلك للنظر في مخيلة هذا الفرد .
وتأتي كل هذه المقدمات -إن جاز التعبير- لتؤدي إلى النتيجة الحتمية وهي :
قررت أن أموت

وهنا يشتعل ويتوهج الموقف ليكون التساؤل عن الموت هل هو موت حقيقي أم مجازي بمعنى الذبول والضياع والتهاوي ؟
سأموت دون أن يلتفت لذلك أحد سوى زوجتي التي ستضيع دون جواز سفرها
تعبير متقن عن كينونة الإنسان (الزوج) الذي لم يعد بالنسبة لها سوى جواز سفر وليس (بطاقة شخصية) إن السخرية تلعب دورًا كبيرًا في الإشعار بهذه المعاناة إذ يكون الرجل أداة أو مطية للمرأة .. للفراق . إنها المفارقة التي تجعل دور الزوج عكسيًا لما أنيط به من (تسكنوا إليها) ليكون جواز سفر .
وهذا انعكاس للقيم السائدة في المجتمع لا سيما إذا كان مجتمعًا يتسم بالــ(محافظة )!

وهنا تبدو الرؤيا فذة متمكنة في النفاذ إلى واقع المجتمع ، إنها النظرة التي ينظر بها الفرد إلى موقف مهيب كذلك ويستقرئ بها أفعال الآخرين وردوهم :

سأموت لكي يجد البعض الشجاعة الكافيةلممارسة أخطائهم بإسمي
إن الضرب في الميت حرام (كما في المثل المصري) وكأن الكاتب ينظر في دفتر ايامه إلى كل من حوله فلا يجدهم إلا في صحائف السيئات ..

..سأموت لأنعي أصدقائي الذين تجمهروا ليدفنوا ما تبقى مني في ذاكرتهم,ولأساهم في مدهم بالكثير من الغياب الذي سينسجون به الكثير من الحكايا المثيرة

كأنه بذلك ينادي أبيات النابغة الذبياني :
المرء يأمل أن يعيش
وطول عيش قد يضره
تفنى بشاشته ويأتي
بعد حلو العيش مره
وتخونه الأيام حتى
لا يرى شيئًا يسره
كم شامت بي إن هلكت
وقائل لله دره
ويظل نسيج الإبدا ع ممتدًا في استخدام اللغة وتوظيفها بشكل عكسي ، إذ يكون الميت هو المتكرم على غيره بالنعي هذا النعي هو نعي ما تبقى ما اندفن منه في ذاكرته . في هذا المقطع تتضح فكرة جيدة تتمثل في تبيين وظيفة الآخر وهي تلك الوظيفة شبه (الصنمية) فهم يستقبلون النعي من الميت ويستقبلون منه الغياب الذي يغتابونه به .
لقد لعبت التركيبتان (مدهم بالكثير من الغياب ) و (أموت لأني أصدقائي) دورًا كبيرًا في إبراز الخيانة حتى بعد الممات وعنصر المفارقة في الإمداد بالغياب ونعي الميت نفسه لأصدقائه يظهر علمًا بخباياهم ويختزل تجاربهم كما أنه بعد ذلك يجعل منهم مادة تلاعب أدبي تشي عن مفهوم الذات لدى المبدع ، ومتداد العذاب الملتف به إذ أنه يقوم بـ(قتل نفسه) مرة أخرى نيابة عنهم .
ويأتي هذا المقطع العبقري للتجسيد فكرة أعداء النجاح باعتبارها واقعًا عربيًا :
سأموت لتنتصر (الأمانة العامة) في إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على رغبتي في الترشح لرئاستها..,ولكي أستثمر بعض الأنقطاع في مواصلة البحث عن حقيقة الموت ذاته..
من الممكن أن تكون تجربة شخصية له لكنه ينقلها إلى مسرح الحياة ببراعة إذ يجعل من الحدث نفسه صورًا تنطبق على مواقف كثيرة تتسيد فيها قيم الشللية والسلطوية والوسائط ليكون هو الباحث عن حقيقة الموت ذاته ، كأن كل ذلك لم يكن موتًا بعد ؟ وهذا هو تساؤل يضمره الشاعر عن معنى الموت إذا لم يكن كل هذا الألم !

والاتكاء على أحد محاور العمل الأساسية :(فك الأرتباط بكل ماهو حولي لأبقى أنا )من خلال إعادة التوكيد
إذاً سأموت, كمكيدة مؤلمة للحياة,وسأنعي نفسي هنا فلست بحاجة لترويسة مرهقة في صحيفة ما تسأل الله أن يلهم أهلي الصبر والسلوان ..لأني أعرف أن الكثير من أقاربي قد ألهموا الصبر منذ كنت بينهم.
إنه استمر في ذكر الموت لكن يمتد إلى ما بعده ما بعد العزاء من خلال المرور من الزوجة ثم الأصدقاء انتهاء بالأقارب والذين كانوا صابرين منذ أن كان حيًا .
إن السخرية تمتد لتعبر عن هذه الحالة من الموت في قلوب الآخرين وإنكار الإنسان ،واستباق موته حتى إذا جاء الموت كان هو الشيء العادي الذي قد تأقلموا عليه لأن الفرد في وطننا (يموت آلافًا من المرات).

ويرتفع الحس الساخر ليشيد بالصبر البطولي لهم (إن جاز التعبير):
يكفي أنهم تحملوا أوزار شاعرٍ كان يقضي هدوء إلهامه على حساب صفاء أجوائهم
إنها الكلمات التي تعمل كمنفضة غبار يتطاير على قلوب الآخرين .. في هذا المقطع توصيف لضيق صدور الجميع بالإنسان المبدع أو الإنسان صاحب القيمة إذ لا يطلب منهم مالاً ولا ولدًا ، إلا أن (خصوصيتهم ) تتعكر بمرور الفكر على أجوائهم الصافية . ويلحظ الكاتب السخرية في هدوء الإلهام إذ أن المبدع يعتصر لبنات أفكاره ليجد ما يقوله .

وحين أموت لن أعتذر لأحدٍ سوى لزوجتي التي ستنتبه إلى أن من أحبها لم يعد سوى جثة غير قادرة على مشاركتها مصائب الدنيا..

تتصح قيمة التعذيب الذي يعانيه الإنسان إذ أنه يحمل همًا وهو ( أنانية) الزوجة والتي ترى أنه كان ينبغي أن يكون مشاركًا لها أيضًا في مصائبها بعد الموت . إنه مطية سفر و (آلة) مواساة . من هنا تكون للحالة ويكون لتوصيفها ألم أشد وأقسى على قلوب المتلقين .إنه ليس واقع هذا الكاتب وإنما واقع الكثير من العظماء والمصلحين والمخلصين والذين كان ذنبهم الأخطر هو أنهم لم يكونوا من المرضي ّ عنهم وعاشوا في الظل ليسير غيرهم في ظلهم ثم يجحد أفضالهم .

ربما كان موتي هروباً من كل هذا لكن مايهمني الآن هو معرفة إذا ماكانت الحياة تستحق كل هذا !!
إن السخرية تؤدي دورًا هامًا في نجاح العمل لكن حينما تشتط وتصبح غاية لذاتها لا تؤتي أكلها كما ينبغي . إن فكرة المفاجأة هي التي حاول الكاتب إيصالها في السطر الأخير وكأنه قد مات فعلاً أو أنه يعاتب نفسه على أن كتب شيئًا . إن إنكار الكاتب كل ما كتبه في نهاية العمل يؤدي إلى شعور مفاده أن الإبداع عملية ترفية لا تستحق الكتابة عنها .
وبهذا المنطق فكان من الأولى للكاتب أن يكتب عن شيء آخر (يستحق ) الكتابة عنه . طالما ان الحياة لا تستحق كل هذا فلماذا كتب ذلك ؟ هل هو استعراض أم تلذذ بتعذيب الذات ؟
لقد كان النص متقنًا للغاية خاصة في العنوان والذي كانت له دلالة فاعلة في سرد كل هذه التفاصيل الحزينة والتي يرى الكاتب في النهاية أنها لن تساوي شيئًا .
عمل رائع للغاية ، وقليل ما هم .

المشرقي الإسلامي 23-07-2009 02:33 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل:مقتطفات من كتاب (عاجل إلى من يهمه الأمر)

إسم الكاتبة: هناء رشاد
(خارج منتدى الخيمة)

(16)


رفاهية



مرفهة جدا مشاعري

فاحذر أن تنهال بعشوائيتك


----------------------

منع


حين رحلت

أدرجوني على قائمة الممنوعين من الدخول إلى مدن الأفراح

وكتبوا على قلبي

" مغلق للأبد"

----------------------

تحذير


احذر فالصمت حين يدوي

يحدث زلزلة


-----------------------

نفاق


ارتدي قناعك

فأنا أمرعبر الطرقات

كي لاأفاجأ بوجهك القبيح

--------------------------

نداء


تحتدم الذكريات

تطرق على بابي الموصد

تريد القفز إلى أوراقي

كي أبدأ جولتي اليومية

بالنداء عليك

http://www.anteka.net/ipb/index.php?...t=0#entry21087


المشرقي الإسلامي 23-07-2009 02:53 PM


مرفهة جدا مشاعري

فاحذر أن تنهال بعشوائيتك

جميل في هذه الخاطرة تشخيص المشاعر وتشبيهها بالإنسان وكلمة مرفهة تختصر

في ضمير الفرد العديد من التصورات لذلك كان وجود الفعل تنهال وبعده كلمة عشوائية مقويًا من دلالة النص .لأن الكلمة جعلتنا أمام تصور لشخص يمسك بشيء كالهرواة في مواجهة هذه المشاعر مما يجعل للحالة تصورًا حزينًا ينبُع من هذه المفارقة.هنا الفعل تنهال تعبير عن الاندفاع في التعبير عن مشاعره بشكل غير مناسب والعشوائية تعبر عن الكيفية التي عبر بها .لهذا تكون العشوائية كلمة مائعة هل هو التعبير عن الحب بشكل فج؟ أم هو جرح المشاعر بشكل مباشر متعمد (طُرُبش) أم الأخطاء غير المقصودة ؟؟ ميز هذا النص هذا التضاد التام بين الحالتين وهذا التضاد يعطي للإحساس قوة تؤثر في النص بشكل أكثر.
----------------------

منع


حين رحلت

أدرجوني على قائمة الممنوعين من الدخول إلى مدن الأفراح

وكتبوا على قلبي

" مغلق للأبد"
ربما أعد هذه الخاطرة عادية نوعًا ما لأن مصطلحاتها رغم ابتكاريتها مكررة ولكن بشكل عام يميزها الاستخدام للغة الحياة اليومية في الإطار الوجداني أو العاطفي وهذا يجعل لهذه الكلمات عنصر المفاجأة كما أنه يشعِر المتلقي بمدى توغل هذه المصطلحات في إطار يُنتفى عنه ما كان يسمى بالصياغة الإبداعية أو الشعرية.لكن المفارقة في الكلمة عندما رحلت فهذا تعبير عن الشماتة وكذلك الاستدراك لتصير الشماتة (الفرحة)غير مكتملة .وهذا يؤدي إلى الشعور بإثارة المعنى وحيويته ، فرغم أن الأسطر قليلة إلا أنها جعلت توقعات القارئ تتحول يمينًا ويسارًا مع الألفاظ المستخدمة. إنها صرخة أنثوية تقليدية تقول منها إن الرجال بوابة نكد ، فلا وجودهم يسعد ولا غيابهم يسعد .(لا منهم ولا كفاية شرهم).

----------------------

تحذير


احذر فالصمت حين يدوي

يحدث زلزلة

اللــــــــه! ما أجمل هذا التعبير ! الجميل فيه استخدام الكلمات بشكل متناقض ليكون الصمت مدويًا من خلال إحداثه القلق في نفس المخاطـَب ..ترى هل الصمت سيتبعه شيء مخيف أم أنه سيمربخير ؟لعل هذه الزلزلة يعبر عنها المثل المصري(وقوع البلى ولا انتظاره)وكان صغر الخاطرة بشدة متناسبًا مع كلمة التحذير .
-----------------------

نفاق


ارتدي قناعك

فأنا أمرعبر الطرقات

كي لاأفاجأ بوجهك القبيح
جميل للغاية التلاعب بالدلالات ، وهذه الرؤية المختلفة تعطي للمتلقي شعورًا بالنظرة غير التقليدية ، فمن المنطقي أن يحب الواحد وضوح الآخر حتى لا يخدعه ، لكنه ها هنا من قبحه وشدة سوئه تمنيت ارتدائه القناع .الوجه والقناع تعبير بلا شك عن الحب وليس عن الوجه الحقيقي ..ومن هنا نجد أننا أمام شخصية من شدة قبحها كان القناع أرحم من وجهه الحقيقي ! إنها صورة تعكس عنف الأذى من هذا الآخر (الرجُل) والذي حاصر المرأة بأحد أمرين خيرهما شر وأحلاهما مر وأنفعهما ضر ..القبح أو النفاق.فكأنما هو يتربع بينهما ليس له مكان سواهما!!!!
--------------------------http://hewar.khayma.com/style_emotic...001[1].gif

نداء


تحتدم الذكريات

تطرق على بابي الموصد

تريد القفز إلى أوراقي

كي أبدأ جولتي اليومية

بالنداء عليك
كأنها الأنثى تقول بلسان الحال(لا أحبك ولا أقدر على بعدك) فبعد هذا التتالي لمشاعر الغيظ نجد المبادأة منها هي وكأنها تعبر عن طبيعة الشغب الأنثوي أو حب المراوغة أو الاستدراج الطبيعي للثأر.الأفعال المضارعة تحتدم -تريد -تطرق -تبدأ .كلها أتت في عدد قليل من الأسطر مما يُشعِر القارئ بالتجدد المستمر لها، كما أننا لا نجد ضمير المخاطبِ حاضرًا كأنها إشارة إلى تعميمه وهذا التعميم يفيد ما يشابه التنكير(يكون نكِرَة)فهو ليس لمحبوب بعينه وكأنما هي طبيعة كل محبوب من الرجال.كان تشبيه الذكريات بالإنسان من حيث القفز والتزاحم والإرادة عنصرًا جيدًا يجعل من هذه الأفعال أداة لتوسيع هذه الدلالات بحيث لا تكون معبرة عن دلالات مادية وإنما تتعداها لجوانب إنسانية أكثر تواجدًا في حياة الفرد.

-----------------------------


عمل رائع لا أجد إلا أن أحييك عليه وأقول لك دمت مبدعة دائمًا وفقك الله

المشرقي الإسلامي 24-07-2009 10:38 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل:ليس بي رغبة بالبقاء
اسم الكاتب:أبو نواف البكاري
(خارج منتدى الخيمة)

(17)


أنتِ ..يا من تقفين هناك بين مواجعي
وجروحي الغائرة
لترحلي فلم تعد بي رغبة للبكاء
...
أشتاق رحيلك عن صهوة أحلامي
أشتاق لأنتزعني منك
وأركل كل لياليك الساكنة في أبجديات المساء
...


سأرفع روحي عنكِ
وأصنع جبلا بيني وبين زمنك
حتى يصعب على غرورك التافه أن يتسلقني

...

سأنعيك وأكتب في مرايا الوجع :
إمرأة تحترف الغدر
وأكتبني :مجنون يحترف فن الغباء

...

لم أعد أرغب بالبقاء
فلقد اخضوضبت صباحاتي بلونٍ لا يعجب الأبرياء
واعتصرت من صقيع الليالي قوة لأنتزعني منك
لا
لم يعد بي رغبة للإنتحار
فلقد أمطرت الخيانة جحيما
ومعزوفة للبكاء

...

فدعيني إذا ألملم لحظاتي الشاردة
وأطفئ شموع الوفاء
وأتوغل في غابات جرحي
وأحفرني أنهرا من دموع
أو ارحل نيزكا من فضاء


...


أنا.
لا..
أ
ح
ب
ك

فهاتي سكينا لأحلف فوق دماءي وأصرخ للكون
أنا
لا
أحبك ولا رغبة لي بالبقاء


http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=467628

المشرقي الإسلامي 24-07-2009 10:41 AM

الفراق-الخيانة-الرحيل .. ثلاثية شاءت أم أبت ، فإنها أوجِدت في سلة فواكه الأخ العزيز أبي نواف ، ولعل هذه الثلاثية تتوالد منها أنماط أخرى من المشاعر لكنها لا تخرج عن إطارها ، وربما تشب مواضيع أخرى عن هذا الطوق الإبداعي المتميز . إنها ثلاثية صنعها الشجن ، وصقلها التأمل ، وصاغها الجمال هدية لكل إنسان ، وأراني ناصحًا أخي العزيز بالاطلاع على المزيد من الكتب التي تنمي هذه الملكة لديه ككتاب رسائل الزمان في فلسفة الحزن والجمال للراحل مصطفى صادق الرافعي أو وحي القلم ، ليتماسّ مع الفكرة ويضفي عليها بأسلوبه هو ما يميز العمل الذي يكتبه عن غيره . ونسأل الله له التوفيق ولكل أبناء المنتدى الجميل دون استثناء .

أنتِ ..يا من تقفين هناك بين مواجعي وجروحي
الغائرة لترحلي فلم تعد بي رغبة للبكاء

تبدأ القطعة باستخدام ضميرًا للمنفصل وهو أنت ، ومعروف أن الضمير هو أعرف المعرّفات لذلك لا يأتي معه استخدام حروف النداء . ومن هنا استخدم مبدعنا العزيز ضمير المنفصل بغرض النداء .هنا نلاحظ أن استخدام ضمير المنفصل جاء ليعبر عن حال الانفصال بين الطرفين ، ولقد دعم ذلك التوجّه وجود النقطتين .. وهاتان النقطتان تحدثان سكتة تشابه حالة الإشاحة بالوجه أو إغماض العينين ثم هوء الزفير تعبيرًا عن عدم ارتياح لسبب مضمر. ولعل مجيء حرف النداء يا -وهو حرف إشارة للبعيد- جاء في أقل من سطر ليعزز حالة الانفصال والبعد المادي والمعنوي .الحرف (من) بعد النداء غالبًا يفيد حالة التنكير بما يستدعي محاولة تعريف المنكّر بسمة من سماته وهي (تقفين بين مواجعي)وغنيّ عن القول بأن هذه العبارة أدت بشكل غير مباشر مدلول الغدر ،فبدلاً من أن يقول لها أيتها الغادرة استخدم هذه الطريقة للتوبيخ .زاد عليها بعد ذلك كلمة هناك ليشير إلى تباعد تام سواء في الوجود المادي أو المعنوي. ويُعَد إلباس الشيء المعنوي لبسة الماديات دليلاً على هذا التباعد النفسي الذي جعل المبدع يرى كل شيء حوله وكأنه مادي بحت لا طريق فيه لجوانب ملموسة ترقى بالوجدان . تعبير تقفين هناك بين مواجعي ميّزه أنه أعطى تصويرًا للمواجع بأنها قتلى أو جرحى يقف الطرف الآخر فوقها شماتة وسخرية .وهذا حين نربطه بسياق الموقف فإنه ينم عن حالة من المغالبة للموت ،ومحاولة للصمود إذ أن الذي يقف بين الأوجاع هو منتصر ،والمنطق يقتضي أن يكون الرجل وهو المنهزم في حالة استسلام ، لكن الألفاظ التي استُخدِمت عبرت عن حالة مغالبة ومقاومة هي الملهِبة للنص عندما نربطها بالعنوان الذي يُعتبر (ثوريًا ) في مملكة النفس . جملة جروحي الغائرة أظنها تعبيرًا أجوف أي أنه للوهلة الأولى يعطي الانطباع بأنه شيء ذو معنى لكن إذا دققت لم تجد شيئًا ذا بال ، فالجراح حينما تشبّه بالإنسان غائر العينين فإنك تتساءل وكيف يُمكنُِ تصور الجرح بجزء من الإنسان وهو العينان الغائرتان ؟ إنه تشبيه يؤدي إلى الاستحالة والتميّع . تأتي بعد ذلك حالة المغالبة بارتفاع الإيقاع إيقاع الحالة النفسية من خلال استخدام اللام لام الأمر ،والذي يعبر عن صرخة عميقة في كلمة لترحلي،والتي تفيد استمرار النهج (الثوري) على وجود هذه الأنثى .ويأتي تعبير رغبة للبكاء ، موضحًا حالة من الوجود الوظفي للمرأة ،فكأنها هي أداة إبكاء وتكدير فحسب . وفي هذا إشارة إلى جانب نفسي خفيّ وهو حب العزلة . هناك حالة من حالات الإنسان غير السوي في علم الصحة النفسية والإرشاد النفسي يكون فيها محاولاً استدرار عطف الآخر من خلال ادعائه الضعف أو الإرهاق .والنص هنا بسخريته يشير إلى حالة انتفاضةعلى الذات

...
أشتاق رحيلك عن صهوة أحلامي
أشتاق لأنتزعني منك
وأركل كل لياليك الساكنة في أبجديات المساء


نأتي للتعبير صهوة أحلامي وكان ذات درجة عالية من التجسيد
والفانتازيا إذ يقترن الملموس بالمحسوس وتكون الأحلام خيلاً
يُركب (ولا أريد أن أقول حمارًا يُركب)
ثم يأتي التعبير أشتاق كعامل مشترك بين شيئين يترتبان على بعضهما البعض:
التحرر (أنتزعني منك) وصفاء الرؤية (ارى كل لياليك الساكنة في أبجديات المساء)
كان التعبير أنتزعني -وكثيرًا ما كررت ذلك- مكررًا يعبر عن أن الاحتلال إذ تغدو الذات
مستلَبة لدى الآخر بشدة مما يستدعي معركة داخلية لإعادة الاستيلاء عليها مرة أخرى.
وكأنني إزاء معنى غير اعتيادي يحلق في هذا السطر إذ أن المبدع أو من تتحدث على لسانه
كان يقصد أنه قمر هذه الليالي لأن هذه الكاف في كلمة لياليك تعبيرًا عن ذاته المستلبة التي
استدعت التعبير أنتزعني .لكني لا أستطيع استيعاب دلالة كلمة أبجديات المساء ،ربما هي
تعبير عن أول المساء وجمال شكل الغروب قبل أن يوغل في الظلام .
...


سأرفع روحي عنكِ
وأصنع جبلا بيني وبين زمنك
حتى يصعب على غرورك التافه أن يتسلقني

كانت تعيبرات مكثفة في شكل ومضة وكأن بثقة عليها تختبئ بين هذه الحروف
وأعجبني للغاية تصاعد الحالة والتوتر الذي عبرت عنه بزيادة الكلمات في
كل مقطع .تعبير أرفع روحي عنك كان ما يميزه أنه عبر عن سقوطها وخوفه على
نفسه من السقوط في مستنقعها وليس المستنقع هنا بالمعنى الأخلاقي .
تعبير جبل بينني وبين زمنك ما ميزه بشدة هو التعبير عنها بشكل غير مباشر كأنها
هي بنفسها زمن يُرتجى الهروب منه .كذلك تعبير غرورك التافه أن يتسلقني كان
تعبيرًا مميزًا بالتجسيم ،كان وجود كلمة التافه مناسبًا للتعبير عن فروغها من أية مزية.
كذلك تستمر آليات الرفض ليعبر عن نفسه بأنه جبل بشكل غير مباشر .للمبدع سمة
الجبل في الصلابة ولها سمة الزمن في التميّع .

...

سأنعيك وأكتب في مرايا الوجع :
إمرأة تحترف الغدر
وأكتبني :مجنون يحترف فن الغباء


ومضة قوية للغاية وكان التعبير سأنعيك قويًا مفيدًا السخرية
وكان لفظ فن الغباء نافذًا في التعبير عن مدى الخطأ .
وكان تعبير مرايا الوجع يقصد به الأوراق وهذا تعبير رائع
للغاية

...


لم أعد أرغب بالبقاء
فلقد اخضوضبت صباحاتي بلونٍ لا يعجب الأبرياء
واعتصرت من صقيع الليالي قوة لأنتزعني منك
لا
لم يعد بي رغبة للإنتحار
فلقد أمطرت الخيانة جحيما
ومعزوفة للبكاء

هنا كان في النص بعض التقفية (استخدام القافية) وكان إضافة جيدة للعمل خاصة في مجيئها
على فترات متقطعة وليس منتظمة وكانت الاستخدامات المجازية زائدة بشكل مرهِق للقارئ.
إذا كان العمل الأدبي تعبيرًا عن خلجات النفس ومشاعرها إلا أنه ليس حالة من الإغراق
في بحر المجاز .أعجبني للغاية وجود التعبير اعتصرت من صقيع الليالي قوة لانتزعني منك.
هذا التعبير أفاد شدة المغالبة للاستقلال والبعد عن المحبوبة الغادرة.
مجيء الأداة لا ، بعد لم كان جيدًا ليعبر عن نفي مطرد ومجيئهما يجعل المتلقي يشعر
بأن المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه يتخيل صوت الطرف الآخر مما يجعله يستحضر
أدوات النفي والجزم . مجيء لا وحدها كان جيدًا لأنه أعطى فاصلاً زمنيًا للتنهيدة .
كانت الأسطر الثلاث لم يعد بي رغبة ....للبكاء أراها كانت مكررة دل عليها ما سبقها .
...

فدعيني إذا ألملم لحظاتي الشاردة
وأطفئ شموع الوفاء
وأتوغل في غابات جرحي
وأحفرني أنهرا من دموع
أو ارحل نيزكا من فضاء


لحظاتي الشاردة تعبير عن الفرحة التي لم يتمتع بها كان يميز هذا التعبير
القدرة على استخدام الملموسات للتعبير عن المحسوسات .
وكانت الأسطر الأربعة من بعدها قريبة من الشعر .رغم تناقضها عن بعضها
إلاأن الذي كان جيدًا فيها هو السطر الأخير أرحل نيزكًا من فضاء، ليعبر عن
حالة من البعد عن المحبوبة والمعالجة الجذرية للقضية كما أنه عبر عن
شدة الضيق حتى ضاق به كوكب الأرض .

...


أنا.
لا..
أ
ح
ب
ك

النهاية كانت جيدة للغاية ، أجمل ما فيها هو هذا التقطيع للحروف
بما يشابه حالة تقطع الأنفاس أو تهاوي الأمل واحدًا بعد الآخر .
وهذا العامل المتعلق برسم الكلمة يندرج تحت ما يسمى بجماليات
التشكيل المكاني في النص ..عبرت بهذه الطريقة وبروعة على
المغالبة حتى اللحظة الأخيرة.حتى كأن في كل صوت ينطق نفَس
يودّع الدنيا .

فهاتي سكينا لأحلف فوق دمائي وأصرخ للكون
أنا
لا
أحبك ولا رغبة لي بالبقاء


تعبير لأحلف فوق دمائي كان جيدًا معبرًا عن الذبح أو القتل
ليقسم على أنه يكره من تدعي حبه.
أجمل ما في هذا السطر والأسطر التي احتوت الأداتين لم ،لا
هوأنه يجعل القارئ يشعر بحالة من الوشوشة الداخلية التي
تناقض ما يقوله وتحاول إقناعه بصدق ما يقوله الطرف الآخر
مما يزيد الاستثارة لديه ويجعله ينطق هذه الكلمات .
ولا أعرف آلبقاء تقصد أم البكاء ؟ هنا يكون البقاء مرادفًا
للبكاء أو يكون البكاء بسبب البقاء وحينئذ يكون وجود المحبوبة
هو العنصر المشترك كصانع لهذين العنصرين من عناصر المعاناة.


عمل رائع أحييك عليه وأرجو لك التوفيق (إلى مشروع صناعة مبدع دُر)



المشرقي الإسلامي 24-07-2009 10:07 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل:الحب عن بعد
(خارج منتدى الخيمة)
(18)

الحب عن بـٌـعـد


/
\

/
\


تموتي في أجلي .. أموت في أجلكِ ..
يستمتع العالم بهذا الإرتقـــاء العنيف ..

لا نلتقي .. أبداً ..
أنا وأنتِ خارج الجنـــة ..
في عُصبــة مافيا الحياة .. أنا وأنتِ غُرباء ..
تكتبيني فجر .. وأعتمدكِ .. ملامح قهــر ..

عهودي إليكِ تتجاوز الضؤ .. وألوان النور ..

ثم .. أبدأ من الفصل الأول ..

http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=301920

المشرقي الإسلامي 24-07-2009 10:08 PM

الذي بين يدينا هو نص يتسم بالتركيز والتكثيف الشديدين ويتسم بمسافة أبعد من الإبهام والذهنية وهذا يجعل من النص أحيانًا أداة للتباعد بين النص والمتلقي كما أنه -بالنسبة للمتلقي المتخصص أو غير العادي- ينشط آليات التفكير والخروج من القراءة الحرفية للنص إلى قراءة أبعد ..تلك القراءة التي تكسب النص قدرًا كبيرًا من العمومية والتجرد عبر الزمن .



\

/
\


تموتي في أجلي .. أموت في أجلكِ ..
يستمتع العالم بهذا الإرتقـــاء العنيف ..


تموتين في أجلي.. فقط للتصحيح ..
هنا مفارقة قوية للغاية ، فكل إنسان له عمره الذي يحياه ويموت فيه ، وإنما جاءت لفظتي الأجل هنا بمعنى العمر الوجداني والعاطفي ، مما يجعل كل فرد حيًا في داخل الآخر حتى إنه لما يموت -دليل الوفاء - أنه مات في أعماق الآخر ، وهنا الموت لا يعني الانقضاء الزمني للحب وإنما يتخذ دلالة قريبة نوعًاما من الموت الحقيقي ، فكأن آخر أيامي سأعيشها في قلبك وآخرأيامك أنت تحيينها في قلبي ، وهذا الأسلوب جعل فكرة العناق والامتزاج بينهما قوية للغاية وأعطى للخاطرة جانبًا تشكيليًا شديد التفرد غير أني لا أسبر غور هذ االعالم .وهنا نضيف أن الإفرازات الحديثة للفنون تصب في اتجاه ما يعرف باسم أخوّة الفنون وتجاورها بمعنى أن العمل الواحد يحتوي على أكثر من صنف فني من خلال أسلوب المعالجة والذي يتخذ طابعًا يتوزع بين الحركي والضوئي والصوتي ...إلخ ويأتي الارتقاء العنيف تعبيرًا عن مكابدة النفس في تحمل هذا الشوق وهنا نجد كاتبنا العزيز ينزع نزعة شبه صوفية في تأكيد المعنى

لا نلتقي .. أبداً ..
أنا وأنتِ خارج الجنـــة
..

البدء جاء بالنفي ليؤكد أنه محور الجزئية التالية ، وجاءت النقاط موزعة بشكل جيد وإن كانت أحسن لو أنها كتبت بشكل يشبه شعر النثر .. هنا يتضح محور العمل كله وهو الحب عنه بعد ، والجنة تأتي بمعاني متعددة لكنها في هذا النص أتت بمعنى المكان الذي يجمعنا واكتسبت صفة من العمومية سواء كانت الجنة قلبًا أو مكانًا حقيقيًا أو حروفًا تُنثر من أفواه الآخرين .في عُصبــة مافيا الحياة .. أنا وأنتِ غُرباء ..

كان تعبير مافيا الحياة مؤثرًا للغاية ومتسقًا مع العصبة ،فالحياة كلها تتواطأ على الإنسان . إن التعبير هو غدر الحياة وهمومها ومشاغلها التي تخطف الفرد لكن كلمة مافيا أكدت معنى جميلاً وهو البحث عن (فدية) وهو الأمل الذي يجعل الحياة تساومنا لكي نعود إلى ما خرجنا منه .أرى لفظة غرباء زائدة ولم تأت في مكانها إذ أن كل ما ذكر دل عليها بوضوح .
تكتبيني فجر .. وأعتمدكِ .. ملامح قهــر ..
التصحيح لها فجرًا لأنها تمييز ، وأرى أن اللعب على وتر التناقض كان هو الغرض من هذا المقطع وكأن المراد متى تخرجين مني كما يخرج القهر من أعماق الفجر ؟ إنه سؤال رغم غموضه إلا أن الذي أشعر به هو تأكيد على معنى (تموتين في أجلي وأموت في أجلك) لكن أراها قطعة غامضة نوعًا ما .
عهودي إليكِ تتجاوز الضؤ .. وألوان النور ..
الجميل في هذا المقطع أنه يتحدث عن حالة حلم أو أحلام يقظة وكانت نهاية قوية وموفقة في تأكيد معنى الحب عن بعد ، أكثر من ذلك أن عنصر الضوء والحركة جاء ليومِض الخاطرة ويكتب لها النهاية المنيرة القوية والتي حددت ملامح هذا الواقع الذي تدور القصة حوله وهو حلم أو شيء من ذلك
، وتتكرر هذه الأحداث ليصبح الحب عن بعد حدثًا دائريًا أي يجترّ نفسه ويتكرر ولا ينتهي وتظل للحالة ديمومتها المذهلة
ثم .. أبدأ من الفصل الأول ..

نص جميل ومنشّط للفكر وإن اتسم ببعض الغموض الذي ربما كان متعمدًا يستحث به المتلقي على الانفتاح الدلالي ليكون المتلقي عنصرًا فاعلاً في إضفاء قيمة أكبر على النص وهذا ليس لغير المتلقي والمبدع المتخصصَين، وحاشاني أن أكون أحدهما .
عمل موفق ودمت مبدعًا

المشرقي الإسلامي 26-07-2009 06:17 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل: رثاء رحيل الضياء
(خارج منتدى الخيمة)
(19)

من خيوط الظلام حاكت ليا الايام كنزة ..
في قنينة حبري الاسود ذوبتها .. وعلى صفحات قصائدي المائية نثرت حروفها
كي انعيك آيها الضياء
فعلى حدود قبرك تجمعت الآف المصابيح المطفئة ..
وعليه تناثرت الكلمات كحبات عقد من لؤلؤ مجروح ..
عقد ابت ان تزين به الشمس جيدها بعد رحليك آيها الضياء ...
فلتنام حيث انت ولتعلم اني سوف احث الخطا كي استأنس بحفيف ثوبي المخملي الطويل..
وسوف امسح العبرة عن وجه الماء ..
واكتب
احبك حيث انت ..

(إلى والدي الحبيب رحمة الله عليه )

http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=313474

المشرقي الإسلامي 26-07-2009 06:20 AM

من خيوط الظلام حاكت ليا الايام كنزة

أيام منسوجة من خيوط الظلام .. صورة جيدة فيها استعارة سمة الثوب للظلام مما يفيد حالة الشمول والتغطية كأن الظلام ثوب يغطي لابسيه كان الجيد استخدام اللغة في التعبير عن المحسوس بخصائص الأشياء الملموسة

في قنينة حبري الاسود ذوبتها .. وعلى صفحات قصائدي المائية نثرت حروفها
كي انعيك آيها الضياء

عنصر الترتيب أو التراتب بين النسج ثم الغمس بالحبر ثم النثر على الصفحات دل على حالة من التوالي في الصور الحزينة وهذا يجعل مبرر الحزن قويًا في العمل وهذا يظهر (طول) أمد الحزن المنقضي في كل هذه المرحلة ، وهذه طريقة دأب عليها بعض الشعراء والكتاب فمثلا قال الحجاج : إن أميركم قد كب كنانته ثم عجم عيدانها فوجدني أمرها عودًا وأصلبها عمودًا فوجهني إليكم .. وهذا الأسلوب يفيد تداخل الحزن واستغراقة من أول الفكر حتى الكتابة وما بعدها.
فعلى حدود قبرك تجمعت الآف المصابيح المطفئة
جميل للغاية هذا التعبير تشبيه البشر بالمصابيح المطفئة وحقيقة هذا التعبير يدل على أنه كان الشمس التي تمدهم بالضياء ، وعدم نعتك إياه بالشمس كان دليلاً على الوعي بأهمية البعدعن المباشرة في العمل وهذا التعبير له طابع تصويري تشكيلي يثري في تعميق الصورة ودلالتها النفسية.
..
وعليه تناثرت الكلمات كحبات عقد من لؤلؤ مجروح
حقيقية أسلوب الترتيب كان ناجحًا في هذا السطر أيضًا أضف إلى ذلك التعاكس بين التجمع عل القبر والتناثر للكلمات بما يدل على أن الكلمات والفرحة نقيضان لا يجتعان وكانت تعبير حبات لؤلؤ مجروح فيه تجسيد وتشخيص للؤلؤ بأنه بشر هذا أيضًا أكسب العمل صورة فريدة لأن اللؤلؤ شكله جميل للغاية ووجود جرح به يحزِن الناظر لكن يا عزيزي حبات اللؤلؤ كلمة لها طابع تخيلي يميل إلى الجمال والسحر والفانتازيا وبالتالي كان ذكرها في هذا المجال مضعفَا بعض الشيء من قوة الصورة لأن مردافات الجمال لا يعبر بها عن الحزن ولا العكس لكنه عمومًا تعبير دل على التخيل السليم والمفارقة اللغوية واللؤلؤ المجروح في مقابلة المصابيح المطفئة صور كلها تدل على الحزن الذي استغرق الجميع في الطبائع البشر (المادية) والكلمات (المعنوية) ..
عقد ابت ان تزين به الشمس جيدها بعد رحليك آيها الضياء
هنا عنصر الصورة ربما أدى إلى تداخلات تحتاج إلى وقفة دقيقة : كيف تزين الشمس جيدها ؟ أو بمعنى آخر ما هو الشيء الموجود في الشمس الذي يشبه الجيد أي الرقبة عن المرأة ؟ هنا تكون الكلمات ذات طابع (أجوف) يعطي دلالة تخيلية لكنها غير صحيحة. ...
فلتنام حيث انت ولتعلم اني سوف احث الخطا كي استأنس بحفيف ثوبي المخملي الطويل..
وسوف امسح العبرة عن وجه الماء

فلتنم (تصحيح)جميل للغاية أمسح العبرة عن وجه الماء ، تدليل على الدمع والحزن الشديد الذي يجعل ماء البحر -وهو لا يمكن تمييزه عن بعض- مميزًا بهذه الدموع والتي تكسب الماء شكلاً حزينًا .. في هذا السطر استغراق في الفكر والصورة حتى كأن البحر نفسه يبكي وهنا نكون أمام معنى إنساني حزين للغاية يتمثل في أن البحر وهو المالح المعروف بملوحته قد تأثر بالرحيل حتى تغيّر فيه شيء أو أن النهر المعروف بعذوبته قد أصابته ملوحة لما صار للوالد .
من الجيد إكساب الأشياء سمات الإنسان لأن ذلك يعمّق من دلالة التجربة وحزنها .. ..
واكتب
احبك حيث انت ..

(إلى والدي الحبيب رحمة الله عليه )
رحم الله والدك وآباء المسلمين أجمعين وجمعنا معهم في الجنة يوم الدين ..آمين

المشرقي الإسلامي 26-07-2009 09:39 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :مواسم الخريف والألم
اسم الكاتبة :بلقيس الأطلسي
(خارج منتدى الخيمة)

(20)




......تتحول أسراب الساعات والأيام إلى سلالم تفضي إلى اللامكان..حيث الفراغ والغياب ,....والرياح الباردة, وتختلط نكهات الصباح الشاحب بسواد ليالي لاتمحى ...ولايعود للون السماء أي فرق فوق الرؤوس,فكلها سيان عندي...


.....وتنمو أشجار الحرمان بداخلي دون تشذيب , تقتات من غيابك ليشتد عودها,...وتزداد صلابة لتؤذيني بأغصانها التي ربّيتها براعما هشة... وتعهدتها بالدمع والسهر. الأن, صارت تخترقني بعنف و تنفذ عبري إلى الخارج ...كأبن عاق لايعبأ بأنين أمه....

....وتسيل أنهار الجراح بأوصالي ... وأوصال أشجاري ، تسقيها ولاتسقيني, تخمد عطشها وتلظّي نيران وجعي,...
تعبت من هذا الوجع الفصيح الذي يتكلمني بلغات كل من سكن الأطلس العجوز...منذ نشأته الغابرة، ويقلّبني بين اصابعه المتغضنة القاسية كما شاء...، يثمل نشوة بألمي .. ويلقي بقواريري إلى الخواء , حيث لاشيء غير صخور ميتة ذات نتوء....,وأغوص بعدها ببرك أوجاعي بتكرار سيزيفي لايتوقف ..بعيدا عن عرزالي الذي بنيته بطوب الصمت والكتمان ، حيث وسادة أزهرت لكرم أمطاري ..وجدار يتعرق من حمم أوجاعي ....،وقلم صار يتعثر سهادا وتخمة بعدها حرمته النوم.. واستعجلته إلى وجبات حروف تعتنق نفس الطعم...كلما ملأتني سادية كاتب من جديد



http://al-yemen.org/vb/showthread.ph...56#post6030656

المشرقي الإسلامي 26-07-2009 09:42 AM

نحن أمام نص جميل يمتلك صاحبه القدرة على التصوير والتعمق في الصورة بمختلف أشكالها السينيمائي منها والتشكيلي ، والمتحرك منها والثابت
والمنطقي منها والسيريالي ...إلخ
قبل البدء في التعليق أو الإشارة إلى أن العمل الأدبي له الجوانب التصويرية والتي هي وسيلة لفهم الجوانب النفسية والجوانب الفكرية ، ومعنى أنها وسيلة أي أنها مجرد أداة وليست غاية في حد ذاتها تبرِز نظرة صاحبها إلى فكرة المجاز ، كما أنها ليست وسيلة (استعراض) الملكات الإبداعية في التفكير.
من هنا أقول أن كيرة هذه الصور جعلت العمل كالشاي زائد السكّر ، لا تستطيع إلا أن تتركه.
العمل امتاز بقدرات بديعة على الرسم للمواقف النفسية والإنسانية ، والتي من أبرزها هذه التعبيرات :

تتحول أسراب الساعات والأيام إلى سلالم تفضي إلى اللامكان..حيث الفراغ والغياب ,....والرياح الباردة


كان تشبيه الوقت وطوله كالسرب جيدًا في إبراز هذه التتابعية كما أنه كان من الممكن أن يجعل القارئ يتوقف ذهنه عند دلالة الأسراب هل هي أسراب معتدية أم هي مسالمة ، لكن هذا التفكير لم يأت بسبب سلالم تفضي إلى اللامكان حقيقة كان بين التبعيرين ترابط حركي أو وظفي فكلاهما يشترك في خاصية الانتقال إلى الأعلى والتحليق الحر . كانت كلمة (الفراغ والغياب) زائدة لأنها متضمنة في معنى اللامكان .وتأتي الرياح الباردة-ربما- لتجعل حالة "الشتاء النفسي" محورًا من محاور العمل يدور حولها اللفظ (الخريف والألم).
وتختلط نكهات الصباح الشاحب بسواد ليالي لاتمحى ...ولايعود للون السماء أي فرق فوق الرؤوس

الصباح الشاحب تعبير فيه تشبيه له بسمة من سمات الإنسان وهي الشحوب والنكهة سمة من سمات الطعام وهذا يعطي للصباح تعددًا وانفتاحًا في الدلالات وهذا أمر يحسب بطبيعة الحال للعمل ، لكن تتابع هذه الصور بهذه الكيفية يجعل الصورة النهائية أو المحصلة الأخيرة مشوشة في ذهن القارئ على الأقل تصويريًا.
والتعبير عن لون السماء أظنه جاء بشكل غير واضح ومبهم ، لعل سبب مجيئه على هذه الشاكلة هي الرغبة في البعد عن التعبيرات المباشرة على الرغم من الدور الذي تلعبه بعض التعبيرات المباشرة والعادية من خلال السياق في تقوية الصورة والدلالة النفسية .
فكلها سيان عندي
كان هذا التعبير له عنصر المفاجأة في أنه موّه على المتلقي وأعطاه الانطباع بأن الحديث عن واحدة من أشجان النفس والتي يتصالح فيها الفرد مع ذاته ويتوحد معها حتى يقصي الآخر تمامًا أو ضميرًا يفيد الآخر حتى يتحدث عن مأساته ، ولكن المعاناة فيها بوح للآخر من خلال الضمير (الكاف) بعد ثلاثة أسطر من خلال اللفظ :
غيابك ليكون محورًا ثانيًا في العمل لكن لندع الضمير الآن ونأتي على الصور من جديد :
وتنمو أشجار الحرمان بداخلي دون تشذيب , تقتات من غيابك ليشتد عوده
كانت تعبيرات كها متكاملة حققت ما يسمى بمراعاة النظير ، ووجود مفارقة معنوية أي حرمان مشذب في مقابلة حرمان عادي أعطى توظيفًا جديدًا لاستخدام هذه الألفاظ واتساع خصائصها النفسية ، وهكذا كان التكامل في المراعاة للنظير عنصرًا حاضرًا مساعدًا على اكتمال قوة العمل . وهنا كان لفظ (غايبك) مؤثرًا بشكل كبير في نجاح الفكرة لأن اقتران الضمير بالاسم يدل على حالة تشبه المعانقة والتي يصعب الفصل على صعيد الكلمة وعلى صعيد الحالة . وهذا الضمير دل على حالة التمازج بين الاثنين وجدانيًا .
ربّيتها براعما هشة
جميل في هذا التعبير الاعتماد على حالة الدلالة المفاجأة ، فهذا اللفظ إضافة غلى (دون تشذيب) دل على تجزء مراحل الحزن وهذا يعطي للعمل حساسية كبيرة . وهذا اللفظ دليل على معنى جميل وهو الشجن ذلك الحزن الهادئ الذي نتلذذ به قليلاً ثم ما يلبث أن يصير بركانًا .(براعم هشة) لأنها ممنوعةمن الصرف أي التنوين.

وتعهدتها بالدمع والسهر. الأن, صارت تخترقني بعنف و تنفذ عبري إلى الخارج ...كأبن عاق لايعبأ بأنين أمه

كان تعبير تعهدتها بالدمع والسهر زيادة ومباشرة في اللفظ واستدرارًا لمراعاة النظير وجعل الصور كلها على جمالها من الممكن أن تضيع في ضعف هذا المعنى والذي لم يكن له داع ، فليس جديدًا أن هذه الحالات كلها تستدعي دمعًا وحزنًا ، وطالما أشرت من قبل إلى أنها آذت فلماذا تأتي تخرتقني وتنفذ ....؟كانت تعبيرات زائدة ليس فيها إلا التداعي والتداعي يقصد به أن معنى يستدعي معنى آخر فتتراكم مجموعة من المشاعر الزائدة دون لزوم .
وتسيل أنهار الجراح بأوصالي ... وأوصال أشجاري ، تسقيها ولاتسقيني, تخمد عطشها وتلظّي نيران وجعي
نفس الأمر يتكرر بنفس الطريقة أيضًا واستخدام أكثر من تركيب للدلالة على لفظ واحد يعد أمرًا غير محمود مطلقًا في العمل الأدبي كأنه دليل على عدم القدرة على تحديد الهدف بالضبط .
تعبت من هذا الوجع الفصيح الذي يتكلمني بلغات كل من سكن الأطلس العجوز...منذ نشأته الغابرة
وجع فصيح كان تعبيرًا جيدًا عن شدة الآلام وتعذيبها للفرد ، كان استمداد الأسطورة له جانب تصويري تشكيلي يجعل الصورة أكثر عمقًا ومأساة وهنا تلعب على سحر الصورة أحيانًا وسحر المعنى أحيانًا وسحر الحالة أحيانًا أخرى .وهذا يدل على اكتمال الصورة في الذهن لكن طريقة نقلها تحتاج إلى دقة أكبر من مجرد السرد.

بنيته بطوب الصمت والكتمان ، حيث وسادة أزهرت لكرم أمطاري ..وجدار يتعرق من حمم أوجاعي

كلها تعبيرات لا يشعر القارئ معها إلا أنها جاءت للاستعراض فقط أو لسد خانة . كل تعبير وحده جيد وله دلالته غير أنها كلها في الإطار العام ليس هنالك ما يجمعها كما أنها بعد ذلك كله اعتمدت على تكرارات لنفس البنية ، فلو كانت هناك بنية مختلفة في التراكيب لكان من الممكن أن يتغير شكل العمل ، إلا أن انبهارك بالصور جاوز بها أفقها .

وقلم صار يتعثر سهادا وتخمة بعدها حرمته النوم.. واستعجلته إلى وجبات حروف تعتنق نفس الطعم...كلما ملأتني سادية كاتب من جديد
هنا أجدني أمام ما يماثل (لحظة التنوير ) في فن القصة .. المفاجأة الكامنة بعد كل هذه المسرودات أن المعاناة هي معاناة الكتابة نفسها وهي سبب كل الألم وهذه المحبوبة التي أشير إليها مرة واحدة فقط وربما تكون الفكرة وليست المحبوبة الحقيقية هي المحرك وراء كل هذه المعاناة كأن غيابها هو الذي سبب هذا الخريف المؤلم ، وهنا يأتي لتعبير سادية الكاتب دور كبير في التعبير عن الصراع النفسي الكامن داخلك في عملية الكتابة أو الإبداع والمراعاة للنظير كان فيها بعض الركاكة في التعبيرات مثل :
وقلم صار يتعثر سهادا وتخمة بعدها حرمته النوم
غير مفهوم القصد من ورائها بشكل كبير ،وكانت مراعاة النظير بها بعض التكلف على صعيد منطقية الصورة .

عمل جيد ومن طراز فريد وكان العنوان فاعلاً فيه ويتربط بأجزاء كبيرة من العمل .
عمل جيد وأرجو لك التوفيق ودمت مبدعًا .


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.