حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   مشروع صناعة مبدع من الخيمة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=76421)

salsabeela 18-04-2009 05:54 PM

ابتسمت لأذرعٍ رفعها خيالي ..

يستقبلني في جوفه .. أداعب ما يحويه ..

هنا كان قاربي يسير بهدوء ..

تحت قطراتٌ من غيث تنشر في الأجواء عطراً ..

تزدان به الزوايا ..

وهناك كان قلمي يستند شجرة الجوز ..

متأملاً ..

وريقات الشجرة المتراقصة ..

مع أنغام القمريّ بانتظام ..

سكونٌ محببٌ لنفسي ..

وصخبٌ يعتري روحي ..

فأبدأ بالجري والضحك ..

وأداعب الزهرات المتمايلة في حديقة أفكاري ..

أستلقي بجنون على بساطها الأخضر ..

وما تزال آثار الابتسامة عالقة على شفاهي ..

ثم يتوقف المطر .. وأفتح عيني ببطء ..

فأجدني هنا ..
في مكاني المعتاد ..

بجانبي قلمي ..

يحتضن ما تناثر من أوراقي ..

تحت العتمة ..

بين زوايا غرفتي ..

ما أروعك أيتها الحنين الحــالمة الغاليـــة

المشرقي الإسلامي 20-04-2009 06:23 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة salsabeela (المشاركة 638809)
ابتسمت لأذرعٍ رفعها خيالي ..

يستقبلني في جوفه .. أداعب ما يحويه ..

هنا كان قاربي يسير بهدوء ..

تحت قطراتٌ من غيث تنشر في الأجواء عطراً ..

تزدان به الزوايا ..

وهناك كان قلمي يستند شجرة الجوز ..

متأملاً ..

وريقات الشجرة المتراقصة ..

مع أنغام القمريّ بانتظام ..

سكونٌ محببٌ لنفسي ..

وصخبٌ يعتري روحي ..

فأبدأ بالجري والضحك ..

وأداعب الزهرات المتمايلة في حديقة أفكاري ..

أستلقي بجنون على بساطها الأخضر ..

وما تزال آثار الابتسامة عالقة على شفاهي ..

ثم يتوقف المطر .. وأفتح عيني ببطء ..

فأجدني هنا ..
في مكاني المعتاد ..

بجانبي قلمي ..

يحتضن ما تناثر من أوراقي ..

تحت العتمة ..

بين زوايا غرفتي ..

ما أروعك أيتها الحنين الحــالمة الغاليـــة

لديك القدرة على أن تصبحي مثلها بإذن الله .. جربي وحاولي وأنا في انتظار جديد ما تكتبين وتبدعين

المشرقي الإسلامي 20-04-2009 06:36 AM

بسم الله الرحمن الرحيم



أهلاً بك أخانا العزيز . أشكر لك مشاركتك القيمة والتي تدل على توهج الوعي بشكل ملحوظ وهذا سوف يكون في صالحك بإذن الله مستقبلاً . النص كالآتي :



اقوى من الزمن


اغمضت عينى فاختفت المرئيات التى امامى .. وجدت تفكيرى يبتعد بعيداً فلم اسمع أدنى همس مما حولى .. شعرت بنفسى أحيا فى عالم اخر يمتزج فيه الواقع بالخيال"
قلت: لقد احببتك قبل ان اراك
قالت: والان بعد ان رايتنى
قلت: امتلأ قلبى بالحب .. امتلأ عقلى بالحب .. امتلأت احاسيسى بالحب
قالت: ما اسعدنى بك .. ماذا يحدث لى لو افترقنا؟!
قلت: لا تذكرى الفراق .. ان الحب الذى بيننا اقوى من الزمن
"فتحت عينى فرأيت الرجال يحملون الشجرة بعد أن فصلوها عن جذورها .. تساقط الدمع من عينى .. تأملت العربة وهى تسير وعليها الرجال والشجرة وكأنما يسخرون منى بقولهم "هناك ما هو أقوى من الزمن""

يُحسب لك في هذا العمل استخدامك لهذه التقنية والاسترجاع أو flash back كان محصورًا بين السطر الأول والسطر الأخير منذ أغمضت عيني حتى فتحت عيني.. الفكرة كانت بسيطة وجيملة ، وإن كنت أشعر أنها كانت تحتاج إلى تكثيف بشكل أكبر أي أن الحوار كان عاديًا وهذا أمر يتحسن بالقراءة المستمرة وأعدك بأن أجمع لكم في هذا المشروع ما يربوعن مئة عمل معلق عليه بإذن الله من الممكن أن تحقق منه الإفادة المرجوة . لم أفهم دلالة الشجرة والعربة، لكني رأيتها محاولة جريئة لاستخدام الرمز وهذا يُحسب لك .أما العنوان فكان عاديًا نوعًا ما لأن الحالة لم يكن بها ما يبين مدى عمق هذا العنوان . خاطرة فيها أسلوب شائق (شيق) ومحاولة فيها جرأة ، وأنتظر المزيد من إبداعاتك وفقك الله.

اوراق الثريا 20-04-2009 10:31 AM

منذ مائة عام لم اشارك في الخيمة
ولكن من موضوعك وكان الشمس تعيد لونها الاصلي
اخي
من نافذتي ارى
رحم وقبر واشباح
لا تلهيني
لم انتهي من حياكة شالي

لك سنابل قمح

المشرقي الإسلامي 20-04-2009 11:25 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اوراق الثريا (المشاركة 638882)
منذ مائة عام لم اشارك في الخيمة
ولكن من موضوعك وكان الشمس تعيد لونها الاصلي
اخي
من نافذتي ارى
رحم وقبر واشباح
لا تلهيني
لم انتهي من حياكة شالي

لك سنابل قمح


أهلاً بمشاركاتك ، لكأنها الشمس تسطع على سماء خيمتنا
شرف لشواطئنا تهادي زوارقك فيها ..

متفااائل 21-04-2009 01:10 AM

اخي العزيز الاستاذ ... المشرقي الاسلامي

إقتباس:

كتب المشرقي الاسلامي
أهلاً بك أخانا العزيز . أشكر لك مشاركتك القيمة والتي تدل على توهج الوعي بشكل ملحوظ وهذا سوف يكون في صالحك بإذن الله مستقبلاً .

يُحسب لك في هذا العمل استخدامك لهذه التقنية والاسترجاع أو flash back كان محصورًا بين السطر الأول والسطر الأخير منذ أغمضت عيني حتى فتحت عيني.. الفكرة كانت بسيطة وجيملة ، وإن كنت أشعر أنها كانت تحتاج إلى تكثيف بشكل أكبر أي أن الحوار كان عاديًا وهذا أمر يتحسن بالقراءة المستمرة وأعدك بأن أجمع لكم في هذا المشروع ما يربوعن مئة عمل معلق عليه بإذن الله من الممكن أن تحقق منه الإفادة المرجوة . لم أفهم دلالة الشجرة والعربة، لكني رأيتها محاولة جريئة لاستخدام الرمز وهذا يُحسب لك .أما العنوان فكان عاديًا نوعًا ما لأن الحالة لم يكن بها ما يبين مدى عمق هذا العنوان . خاطرة فيها أسلوب شائق (شيق) ومحاولة فيها جرأة ، وأنتظر المزيد من إبداعاتك وفقك الله.
اهلين بعودتك ومعاودة تصويباتك مرة اخرى ...

مؤكد اشعر بسعادة وانا اجد تقييمك يحمل التشجيع والتحفيز ... فالشكر موصول لكم
رغم ان تلك الكلمات او المحاولة او القصة القصيرة قديمة نوعاً ما الا انه مع تناولكم لها اشعر وكأني قد كتبتها اليوم فقط ... فدام لنا ابداعك النقدي
كما اشير اني فوجئت بكلماتي اجدها منشورة على المنتدى الذي وضعت لكم به الرابط الخاص بها لكن العضو الذى كتبها تفضل مشكوراً وكتب اسم كاتبها وعلى الجانب الاخر فوجئت بفتاة فى منتدى اخر تنشر نفس الكلمات بدون ان تشير للمصدر الذي نقلت منه بل نسبتها لنفسها فاشتركت فى هذا المنتدى كي اقول هذا لا يجوز ... ولكن هكذا العالم الافتراضي يشبه العالم الواقعي تماما فى تواجد الاخيار والاشرار ... وما كان اشتراكي وقولي هذا لا يجوز الا كي ادق ناقوس خطر لكل من يكتب ان يحترس وان يقوم بتوثيق ما يكتبه ... والحمد لله انا احفظ حقوقي ( من اسبقية نشر فى مواقع اخرى ) فيما كتبت رغم اني اراه غير ذي اهمية ( اعتبرها محاولات ) حيث اني هاوي ولست محترف ...

معذرة للخروج عن النص فيما سبق ... الشجرة هي رمز كما جاء فى قولكم والدلالة التي تعنيها لي هي ربطها بالحوار القصير واستحالة ان ينهزم الحب وانه اقوى من الزمن فالشجرة تمثل القوة بما تعنية جذورها الممتدة ولكن مع الضرب المتتالي عليها هي تسقط فى النهاية وقد تلاقي سقوط الحب او ضياعه مع سقوط الشجرة تلاقوا فى نقطة ادت الى تساقط الدموع كتبرير منطقي لما حدث وامكانية حدوثه وليست استحالته ... والعنوان كان بسبب ان العمل كله او الموقف يعبر عن تساؤل هل الحب اقوى ام الزمن فكان العنوان اجابة وضحها النص ...

تلك كانت رؤيتي فيما كتبت ... هذا مع وضع ما اشرتم اليه من نصائح فى دائرة اهتمامي ...

واشكر لك وعدك بوضع اعمال معلق عليها فهذا مفيد جداً فكل النماذج والامثلة التي جاءت بهذا البرنامج كانت ايضاً مفيدة جداً وتعليقاتكم وتصويبكم لما نكتب لا تقل اهمية وافادة عنها ...

اغادر على امل العودة بمحاولة جديدة ...

ولك كل التحايا والتقدير

متفااائل 22-04-2009 12:02 AM

اخي العزيز الاستاذ ... المشرقي الاسلامي

هناك محاولة فى ذهني لم تكتمل بعد اعرض عليكم مسارها فى تفكيري ...
سبق لك القول انه لا داعي لا تخاذ الخيمة كمثال فى حل التمارين فاسمح لي ان تكون المحاولة استثناء فربما تكون الاخيرة اذا كان الجزء الثالث هو نهاية البرنامج ...

ينقسم العمل او المحاولة الى جزئين احدهما واقعي والاخر خيالي وفى النهاية سيتم دمجهما ...
الجزء الواقعي : هو هذا البرنامج واستفادتي منه واعجابي بكم كناقد ...
الجزء الخيالي او المتخيل : هو فوزي بالجائزة الاولى فى القصة القصيرة او مناقشة عمل لي فى ندوة ادبية ...
فى الحالتين ستكون الفوز او مناقشة العمل ستكون انت من يناقش العمل او يقدم لي الجائزة ( وانا هنا لا اعرفك ) ... فاسمع منكم بعض الكلمات اثناء المناقشة او انتم تقدمون لي الجائزة منها على سبيل المثال اتكاءاً على الحدث او بطريقة اكثر احترافية ( اكيد ساعود لما تكتبون وارى كلمات تتكرر معكم فاستعين بها ) فاربط تلك الكلمات بالكلمات التي اخذناها هنا بالبرنامج ( الذهن يستدعيها ) واقترب منك واهمس لك : اأنت المشرقي ؟!

وسيكون اسم العمل او المحاولة " ختامها مسك " ... ربما تتساءل الان الانها اخر محاولة لك فى هذا البرنامج فاقول لك بل هو اسم العمل الفائز او الذي يتم مناقشته ...

احاول الان البحث عن اطار مناسب لوضع تلك الفكرة بداخله ...

اذا كان لكم ملحوظات على ما سبق فارحب دوماً بنصائحكم ...

تحياتي وتقديري لكم

متفااائل 24-04-2009 01:53 AM

اخي العزيز الاستاذ ... المشرقي الاسلامي

في الواقع ما زالت فكرة المحاولة التي تحدثت عنها ابحث لها عن اطار مناسب ...

ولكن بما اني هنا اليوم فاسمح لي بذكر مثال عملي على مدى استفادتي من هذا البرنامج ...
كنت منذ سنوات اشتريت كتاباً يحوي مجموعة قصص لصحفية شابة الان هي تمسك احد الصفحات والاصدارات الهامة ... اتذكر كان الكتاب ثمنه مرتفع وهذا لا يهم المهم حين قرأت الكتاب احسست بالامتعاض وانه هذا الثمن المرتفع قد ذهب هباءاً ... فقررت ان ابعث بخطاب شديد اللهجة ( حلوة شديد اللهجة تلك ) الى تلك الصحفية ولكني تراجعت حتى لا اخسر ثمن الظرف والطابع ايضا فتكون الخسارة مزدوجة فقلت اشرب ياحلو ونحيت الكتاب جانباً ... واليوم ظهر الكتاب امامي فنفضت عنه الغبار ورحت اقرأ ما به من قصص ... ففوجئت انني امام كلمات متقنة وصورة ادبية غاية فى الروعة ... وسبب هذا الانقلاب وهذا التحول هو برنامجكم ... والحمد لله انني لم ابعث بهذا الخطاب لتلك الصحفية الصغيرة انذاك الكبيرة الان ......

تحياتي وتقديري لكم

المشرقي الإسلامي 24-04-2009 05:55 PM

أخي العزيز متفائل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد ،
أشكرك شكرًا لا ينتهي على هذه المعلومات الهامة التي أفدتنا بها . لا يهمني من يسرق ، لأن السارق سوف يسقط بإذن الله في مستقعات الخيبة ولن يملك النفَس الكافي لإكمال هذا العمل ولعلنا من خلال بعض المشرفين نحاول استخدام تقنية معينة تمنع نقل هذا النص أو تجعل كلمة موقع الخيمة ثابتة لا يمكن مسحها لمن يحاول الاقتباس ..
استخدامك الشجرة رمزًا للقوة كان في غير صالح النص لأن الشجرة لها تأويلات متعددة ، ولم يكن في النص ما يشير إلى أن هناك أحداثًا تنبئ عن قوة الشجرة ، فكانت الشجرة مفاجِئة لهذا استغربتها ، ولعلني أوضح هذا فيما بعد بإذن الله . العنوان ختامها مسك جميل ، وإن كان مكررًا بشكل كبير ، لكن لكي يكون العنوان -رغم تكراره- مفيدًا فلابد أن تحدِث َ في النص إبداعًا غير عادي يجعل هذا العنوان في ذهن أي قارئ مقترنًا بعملك ، وهذا ما أنتظره منك أخي العزيز وفقك الله ..

salsabeela 25-04-2009 06:27 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 638861)
لديك القدرة على أن تصبحي مثلها بإذن الله .. جربي وحاولي وأنا في انتظار جديد ما تكتبين وتبدعين

كم أتمنى هذا ,,
شكرا لك أخى المشرقى على التشجيع المستمر


المشرقي الإسلامي 25-04-2009 06:51 PM

في خلال مدة لا تزيد عن أسبوعين بإذن الله سأقوم بوضع عدد من القصص والخواطر المعلق عليها تعليقًا تامًا بعد تلخيص كل ما تم تناوله من مواضيع في الأسابيع الماضية ، ومن هنا يمكن القول بأن استراتيجية جديدة سيتم انتهاجها بإذن الله من شأنها زيادة المحصول المعرفي بأصول الكتابة والنقد ..

هـــند 25-04-2009 07:07 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 639608)
في خلال مدة لا تزيد عن أسبوعين بإذن الله سأقوم بوضع عدد من القصص والخواطر المعلق عليها تعليقًا تامًا بعد تلخيص كل ما تم تناوله من مواضيع في الأسابيع الماضية ، ومن هنا يمكن القول بأن استراتيجية جديدة سيتم انتهاجها بإذن الله من شأنها زيادة المحصول المعرفي بأصول الكتابة والنقد ..

متابعة ان شاء الله و آسفة على تغيبي عن الصفحة:New1:

متفااائل 25-04-2009 11:48 PM

اخي العزيز الاستاذ ... المشرقي الاسلامي

إقتباس:

أخي العزيز متفائل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد ،
أشكرك شكرًا لا ينتهي على هذه المعلومات الهامة التي أفدتنا بها . لا يهمني من يسرق ، لأن السارق سوف يسقط بإذن الله في مستقعات الخيبة ولن يملك النفَس الكافي لإكمال هذا العمل ولعلنا من خلال بعض المشرفين نحاول استخدام تقنية معينة تمنع نقل هذا النص أو تجعل كلمة موقع الخيمة ثابتة لا يمكن مسحها لمن يحاول الاقتباس ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
الامر ببساطة لموضوع السرقة هذه اني كنت احتفظ بورقة مطبوعة بها تلك القصة فكتبتها على الورد لنسخها لكم فى المشاركة ثم بحثت فى جوجل باسم عنوان الكلمات تلك ففوجئت بها فى عدة منتديات منها من ذكر اسم كاتبها ومنها من نسبها لنفسه فخفف الامر فى نفسي واحدث توازن لي ان هناك من يلتزم عكس اخرين ولاني دائم التفكير فقد قلت فى نفسي ربما من اخذت تلك الكلمات وجدت انها تعبر عن حالة لها فهذا اعتبره نجاح لي ولكني فى الوقت ذاته اخذت بالاسباب وذهبت لمنتدى وقلت فى متصفح صاحبة الموضوع الملطوش اليس من اللائق كتابة كلمة منقول ... ويا سيدي من يسرق لن تقف امامه اي تقنيات تمنع السرقة ...

إقتباس:

استخدامك الشجرة رمزًا للقوة كان في غير صالح النص لأن الشجرة لها تأويلات متعددة ، ولم يكن في النص ما يشير إلى أن هناك أحداثًا تنبئ عن قوة الشجرة ، فكانت الشجرة مفاجِئة لهذا استغربتها ، ولعلني أوضح هذا فيما بعد بإذن الله .
لا ادري حين كتبت تلك القصة لم يكن فى ذهني اي رموز فقط كنت وقتها كثير القراءة فى القصص العربية والاجنبية المترجمة وايضاً كنت اقرأ كل كتاب يقع تحت يدي عن فن كتابة القصة فوجدت اسلوبي فى الكتابة ياخذ دون تفكير مني الاطار القصصي ... ولكن استطيع ان اقول ان الحب كان فى الكلمات كان قويا حتى تم تشبيهه بانه اقوى من الزمن فذهب الحب رغم قوته وكانت الشجرة والعربة تمثل تلك القوة التي تم القضاء عليها وذهابها بالعربة ... فالشجرة تحطمت وحملتها العربة ورحلت والحب رحل وحملته الايام ... اكيد توضيحك يهمني وانتظره

إقتباس:

العنوان ختامها مسك جميل ، وإن كان مكررًا بشكل كبير ، لكن لكي يكون العنوان -رغم تكراره- مفيدًا فلابد أن تحدِث َ في النص إبداعًا غير عادي يجعل هذا العنوان في ذهن أي قارئ مقترنًا بعملك ، وهذا ما أنتظره منك أخي العزيز وفقك الله ..
اكيد يجب ان اشكرك على هذا التشجيع المتوالي ... وخلال بحثي على النت لمواضيع استفيد منها فى الكتابة وجدت موضوع ورشة عن القصة القصيرة ولكن القائم على الموضوع لم يكمله ... وبالتالي يحسب لكم المضي قدماً حتى النهاية فى هذا البرنامج الجميل ...

ختامها مسك هو محاولة بسيطة اهديها لكم ... قد كتبتها بسرعة حيث اجد قطار البرنامج لا يتمهل فى السير وهذا شئ جميل بالقطع ... ان يكون للقطار مواعيد ونحاول نحن اللحاق ولا ينتظر هو مواعيدنا ...

اليكم المحاولة وهي بسيطة كما قلت ... ورايكم هام لي ...

ختامها مسك
مبروك .. لقد فازت قصتك بالمركز الاول
لم يسمع صديقه .. كا ن مستغرقاً فى التفكير وحظه العاثر الذي وضع هذا الناقد ضمن لجنة من يفحصون القصص المقدمة للمسابقة .. لا زالت كلماته محفورة في ذاكرته وهي يبدي رايه في قصة
له " تحتاج دراسة وقراءة كثيرة على الاقل لمدة ثلاث سنوات وانصحك ابحث عن مجال اخر " .. و
ختامها مسك فازت بالمركز الاول
افاق ويد صديقه تربت على كتفه
هي لم تفز فقط
نظر بتساؤل
جاءته الاجابه
لقد رشح قصتك للفوز الناقد الذي كنت تخشاه
وقبل ان يفيق من دهشته اردف صديقه
وهناك مفاجأة اكبر
مرت فترة صمت قصيرة قطعها صديقه بقوله
انظر خلفك
التفت فإذا بالناقد الكبير يقترب منه ويحمل على شفتيه ابتسامه تحمل معاني الفرح .. اذهلته المفاجأة
- علمت من صديقك انك تنتظر النتيجة .. فاحببت ان اكون اول المهنئين
بتلعثم قال
استاذ مشرقي .. نصيحتك لي هي سبب فوزي
لا .. هي ارادتك وعزيمتك
قبل ان ينصرف مودعاً همس له
ختامها مسك

ربما هنا انا قد اخذت كلمة فى مشاركة سابقة لكم كلمة ثلاث سنوات وهي مدة اشرتم بها للمدة التي خلالها
يكون خلالها حدث النضج الادبي ... وربما ايضا اشرت بكلمة نصيحة لهذا البرنامج ونصائحكم خلاله ...
وربما اردت ايضا ان اقول بالدراسة والقراءة ان الطريق والوصول سيتحقق بهما ...

مع شكري وتقديري لكم

متفااائل 29-04-2009 12:45 AM

اخي واستاذنا ... المشرقي الاسلامي

روابط اشرت لها فى المشاركة السابقة اضعها هنا الان وهي :

ورشة فى كتابة القصة القصيرة

كيف تكتب رواية ؟

وانتظر رايكم فى الكلمات او المحاولة السابقة
داخل المحاولة كان الانتظار بترقب حذر اما هنا خارجه فهو بترقب متفائل ...

تحياتي وتقديري لكم

المشرقي الإسلامي 30-04-2009 05:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلاً بك أخي العزيز متفائل مرة أخرى ، وعذرًا لإطالة التأخر ..
فيما يتعلق بقصتك التي كتبتها -وإن كنت أفضل اختيار مواضيع أكثر ارتباطًا بالحياة وبعيدًا عن الموقع- فقد كنت موفقًا إلى درجة كبيرة في عمل بنية سردية تناسب فن القصة ، وأعجبني كتابة الحوار باللون الأزرق .النص كان جيدًا ، لكنه عبر عن حالة انفعالية ، وكان من الممكن ببعض الجدية والبحث عن موضوع أو قضية أكثر تأثيرًا في المجتمع أن يأتي أشد نجاحًا من ذلك . يحسب لك وبشدة المحاولة وغدًا بإذن الله أو بعده سوف أقوم بتجميع كل ما تم شرحه ثم أبدأ في إدخال بعض الأعمال المعلق عليها سواء كانت من الخيمة أم غيرها حتى يكون الفرد قد قرأ مادة مركزة متكاملة يمكن أن تضيف إليه الشيء الجديد والجديد وتساعده على تحقيق حلمه بدخول قائمة المبدعين الحقيقيين .. وفقكم الله وأشكرك للغاية على هذه ورشتي القصة القصيرة والرواية .

متفااائل 30-04-2009 11:03 PM

اخي العزيز الاستاذ ... المشرقي الاسلامي

ها قد انتهت دورة او مشروع صناعة مبدع من الخيمة ... وقد قدمت لنا خلالها معلومات ذات قيمة عالية جداً بشقيها النظري والعملي .. وكانت رحلة جميلة جداً شاهدنا من خلالكم جمال لغتنا العربية .. وكعادتك تعطي وكعادتي اشكرك ...

ابتعد قليلاً ثم اعود لتكملة الكلمات السابقة فاقول اسعدني تقييمك لمحاولتي الاخيرة وكانت الفكرة كبيرة لكني اختزلتها فى محاولة - وهي محاولة - اللحاق باخر محطات هذا البرنامج الجميل .. وقد فكرت ان اجعل المحاولة السابقة تمثل مشهد استرجاعي داخل عمل يكون خلاله الكاتب والناقد فى ندوة لقراءة مجموعة قصص باسم ختامها مسك ولكن قدر الله وما شاء فعل ... المهم هي تعبير بسيط عن امتناني لكم ...

اعود لتكملة الكلمات بالاعلى .. اقول اني قد استفدت من هذا البرنامج وليس هاماً ان اكون كاتباً مرموقاً بل يكفيني ان اكون قارئا متذوقاً لما اقرأ .. وساعاود قراءة البرنامج مرة اخرى واخرى ...

وفي النهاية اجمع لكم كل ما اود قوله فى كلمة واحدة ............. " شكراً "

متفااائل 30-04-2009 11:39 PM

ااااااه ...
عفواً استاذي ... نسيت ان اقول اني ساتابع ما سوف تختمون به الموضوع من مراجعة ماسبق واضافة خواطر والتعليق عليها الى ملف برنامج صناعة مبدع ... والذي سيكون مرجعاً هاماً لي

كل التحية والتقدير لكم

المشرقي الإسلامي 01-05-2009 05:40 AM

أهلاً بك أخي العزيز وأنتظر مشاركاتك ، وكلي ثقة أنك بعد قراءة عدد كبير من القصص والخواطر لأبناء الخيمة وغيرهم ثقتي بأن أداءك الإبداعي سيرتفع وهذا أمر أراهن عليه بإذن الله في مدة قوامها سنتان على الأقل شكرًا لحسن مشاركتك معنا وفي انتظار كل ماتجود به قريحتك وفقك الله .

المشرقي الإسلامي 01-05-2009 05:43 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


فلنبدأ الملخص وبعد غدٍ بإذن الله لقاؤنا مع موضوع جديد وهو الرؤية في العمل الأدبي ..

اللغة الشاعرية واللغة التقريرية
الإبداع الفني هو تعبير عن كل ما يحيط بالإنسان بأي شكل كان بالشعر أو القصة أو النثر أو الموسيقى أو النحت أو الرسم ، لكنه تعبير مخلتف ، فهو تعبير يتخذ من العواطف والمشاعر دعائم له . وهنا يكمن جماله ، فهو ليس مقيدًا بحدود المنطق ولا بالمعادلات الرياضية وإنما هو كالصلصال تتحكم به كما تشاء .
اللغة المستخدمة في الشعر هي لغة شاعرية أي لغة جنونية عبثية خارجة عن الحدود الواقعية ولكن بحدود.
في الحياة العادية نقول 1+1=2 لكنها في الأدب ليست كذلك مطلقًا .
إذاً من هنا نبدأ الإبداع
اللغة الشاعرية
بعيدًا عن المصطلحات هي لغة تتميز بالاستخدام غير النمطي للأشياء وهي لغة تعتمد على المزج ما بين الحقيقة والخيال .
هذا الخيال هو أساس هذه اللغة وهي الذي يكسبها رونقًا خاصًا بها ..
****
ولنبدأ معًا..
حينما أقول : نشرب الماء أو نشرب العصير .. فإننا نتحدث عن شيء حقيقي يحتمل الصدق أو الكذب.أليس كذلك . نعم بالطبع.
انتبهوا إليّ ولا تتكلموا حتى لا أقوم بطردكم وتحويلكم إلى ناظر المدرسة ...
لكن عندما أقول .. نشرب الهزائم .. فماذا حدث ؟ الذي حدث في هذه الحالة هو أننا استخدمنا الهزائم بشكل غير تقريري.
أي أننا شبهناها بالماء لكن دون أن نقول أننا نتجرع الهزائم كأننا نشرب الماء .صح ؟ نعم صحيح
إذًا .. الإبداع يعتمد بشكل كبير على هذه المغايرة في استخدام الألفاظ وفي طريقة تشكيلها وفق الحالة أو الموقف.
دعنا الآن من الموقف ولنحاول التعبير بأشكال أدبية أكثر :

*نشرب الهزائم
نقتل الأحلام
*نسلب الأمجاد
*فضاء التاريخ
*خيول الدمع
*رحيق الانتصارات
*زنابق الأمل
*مشانق التاريخ
*مقابر الأوهام
*سراديب اليأس
*قلاع العلم
*عصف الرصاص
*مستنقعات الكآبة

كل هذه التعبيرات تكتسب جمالها من أنها تم وضعها بشكل غير تقليدي .
الهزيمة شبهناها بأنها مشروب لكننا اختصرنا الأسلوب في التعبير وقلنا نشرب الهزائم (وبلا شك المستمع يعلم أنه يستحيل حقيقة ذلك وإنما هي لتقريب الصورة إلى ذهن المتلقي ...ي).تفاديًا للإثقال
نقتل الأحلام .. الأحلام شبهناها بالإنسان الذي يُقتل لكننا اختصرنا الأسلوب في التعبير وقلنا نقتل الأحلام ولم نقل كأننا نتخلص من الأحلام كما يتخلص الرجل من عدوه .
نسلب الأمجاد .. شبهنا المجد بأنه متاع يُسلب ولم نقل الأمجاد ذهبت بالقوة كأنها المتاع الذي يسلب.
هذا أمر ضروري لنا أن نقوم به لأنه النواة الأولى للتعبير الأدبي والإبداعي.
إذًا علينا الآن أن نوجد من مخيلاتنا عبارات كهذه وسوف أناقشها فورًا بإذن الله وأخبركم كيف يمكن إدراجها داخل نطاق العمل الأدبي.
هل هناك أمر غامض؟
إذًا فلأنتظر ردودكم طيلة هذا الأسبوع ونرى كيف تفاعلتم مع الشكل الأول للتعبير.الخطوة القادمة صياغة جمل وفق منظومة أكثر تكاملاً .واجبنا إذًا الآتي : كوّن أكبر عدد ممكن من التكشيلات الأدبية على نمط ما سبق ، وليس من الضروري أن تكون كلها مرتبطة ببعضها البعض لنناقش مدى استيعابكم لها ومنها بإذن الله ننطق إلى أفق أرحب في كيفية الكتابة والتكوين الإبداعي ..نحن في أولى الخطوات ونمشي بخطى وئيدة ولا داعي للاستعجال .

المشرقي الإسلامي 01-05-2009 05:48 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


اليوم نبدأ في المرحلة الثانية وهي كيفية تكوين جملة متكاملة ، هذه الجملة تتسم بالشاعرية وتكامل البيئة فيها .
قلنا من قبل أن اللغة المجازية تقتضي وجوه شيء مشترك بين الأشياء التي نقوم بتسميتها وإعطائها المعنى الشاعري أليس كذلك ؟ نعم
كنا نقول مثلاً :
عين التاريخ ...
كنا نقول مثلاً :
انكسار الحلم
كنا نقول مثلاً:
نبضات حرة
أليس كذلك ؟ نعم . اليوم سنبدأ بعمل بيئة متكاملة في الصورة بمعنى :
عين التاريخ .. العين من سماتها أنها تدمع ، فنقول دموع في عين التاريخ
الحلم يعد شيئًا له صفة الطيران لأنه غير مرئي كما نقول طارت الفكرة ...
فنقول نحن : انكسار جناحي الحلم
نبضات حرة ..النبضة من طبعها التتابع ...
فنقول قطار النبضات الحرة .
وإليكم هذه الطاقة من الأمثلة (لأن الباقة تطلق على حزمة الفجل).
ورود في بستان القلب->>>>> ورود في بستان التاريخ.
رصيد المشاعر >>>>رصيد في بنك الأحساسيس والمشاعر .نتشرب الهزائم ....نسقى من كأس الهزائم -نسقى من علقم الهزائم.
فضاء التاريخ >>>> نجوم فضاء التاريخ.
فجر الأماني.>>>سماء فجر الأماني.
مدائن الأمل>>>>>أبواب مدائن الأمل .
ثوب الخوف >>>>اخلع ثياب الخوف. \رقع ثياب الخوف ....
وجه التاريخ >>>> ابتسم وجه التاريخ
شاطئ عينيك>>>>>>.أبحر في شاطئ عينيك .
...وهكذا نجد أننا بإزاء أمثلة كثيرة من شأنها أن تضيف للعمل صورة متكاملة ،هذه الصورة
تجعل الجو الافتراضي الذي يعيشه الكاتب أكثر قدرة على إيصال المعنى ، وهذا أمر مرتبط
بالسياق بطبيعة الحال .
لاحظوا هذه الجزئية :
أنا أريد الحديث عن التاريخ ...فأقول :
إن بستان التاريخ قد أفلس ... معقول هذا التعبير وهو تعبير مجازي .التاريخ شبهناه بالبستان .
لكن إذا قلنا :إن بستان التاريخ قد ذبلت وروده ...ألم تلاحظوا هنا الفرق ؟أعتقد التعبير الثاني جاء أقوى وأعمق .المهم ألا يؤدي ذلك بالكاتب إلى التكلف واختلاق معانٍ لا وجه للشبه بينها .
مثال آخر : أريد القول بأني لم أستطع أن أتخيل شيئًا في الحياة .
لقد خوت عيني من الأحلام ..... تعبير معقول .
لكن إذا قلنا : إن رصيد بنك الأحلام قد انتهى من عينيّ ، سيكون التعبير. أفضل لاحظتم ذلك؟
عندما أقول :الوقت يسرقني ... تعبير معقول ومجازي ،
لكن لما أقول لقد سلط الوقت سيوفه على مهمتي ... تعبير أشد قوة بكثير ؟ أليس كذلك ؟
شبهنا الوقت بالقرصان الذي يقوم بمنع الإنسان من شيء يريده ، بالقوة .
يرعاكم الله

المشرقي الإسلامي 01-05-2009 05:55 AM

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وأهلاً بكم مرة أخرى في هذه الخيمة , والذي نقوم به الآن وهو ثالث جزء التعرف على السرد وكيفية الإتيان به .قبل البدء أشكر كل من شارك في هذه الخيمة لاسيما في الموضوع الماضي .. عبد ربه ، هنوودة كانا متابعين للعمل من أول وهلة وأرجو أن نراهما يومًا ما مبدعين كالذين نراهم على شاشات التلفاز وفي المتديات المختلفة الأرضي منها والإليكتروني . فقط من الضروري وانا لا أمزح أن ننظر إلى الموضوع هذا بجدية وقتناع .. لا يعيب الفرد أن يخطئ أولاً المهم أن يكون له الثقة في ان الذين خطوا خطوات بعيدة ليسوا أفضل منه في شيء .. على الفرد أن يؤمن بقدرته التي وهبه الله إياها على الإبداع وأن يجعل من الإبداع وسيلة للتأثير في المجتمع...وكلي ثقة أن الواحد إذا تخيل نفسه في البدء مبدعًا فإنه بإذن الله سيمضي إلى نهاية الطريق ويحقق مراده شرط ألا يستهزئ بنفسه ويقول أأكون مبدعًا ؟ أنا لست نزار قباني ولا نجيب محفوظ ....تأكدوا أنكم بإذن الله قادرون وغيركم بدءوا بدايات مضحكة ثم صاروا أشخاصًامبدعين حقًا .

***

السرد
بعيدًا عن المعاني الاصطلاحية له وبكل هدوء وبساطة السرد هو عملية الحكي .. أي العملية التي يتحدث فيها الراوي أو الشاعر عن حدث ما .

مثال :
خرجت من البيت الساعة التاسعة وركبت السيارة ثم ذهبت إلى العمل وهناك التقيت بالأصدقاء وقابلت المدير واختلفت معه في بعض القضايا واشتريت عصيرًا قبل الرجوع إلى البيت .......
ولا داعي لضرب الأمثلة من الإطالة في السرد في الشعر لأنه غالبًا ليس موضوعنا ..
السرد إذًا هو ركن وجزء لا يتجزأ يا سيدي حرازم يطرونس ... من العمل الأدبي . وهذا السرد كملح الطعام لا يكون طويلاً مملاً ولا قصيرًا مخلاً . وسأشرح لكم بعد قليل كيف يكون ذلك بإذن الله.
السرد مرتبط بدرجة كبيرة بالفكرة والحدث ..بمعنى:

الفكرة هي أن الحب والعمل عنصران غير متناقضين وليس من الضرورة أن يقود الحب بين الرجل والمرأة إلى إهمال العمل والتطرق إلى الجوانب الأخرى .
انظروا كيف يكون السرد في الحالة الأولى حينما يخدم العمل وفي الحالة الثانية حينما يكون مملاً في غير صالح العمل .



النموذج الأول : السرد في صالح العمل .
لم يكد يستيقظ وقد أشبعه النعاس إرهاقًا حتى سمع صوت الهاتف المحمول واسم صديقته على شاشتها أسرع ولم يغسل وجهه راكبًا سيارته حتى وصل ليلقي السلام عليها ويبدأ يومه بابتسامتها العذبة منطلقًا بحيوية إلى جهاز الحاسوب قائلاً في نفسه : آه ٍ منذ محيئك وأنا أشعر أنك الوحيدة من خففت عبء العمل عليّ .[/color]لاحظوا أن السرد انصب ّ ها هنا على الصديقة والعمل وسرعة الاستيقاظ وسرعة ركوب السيارة....ولم تذكر تفصيلات إضافية من شأنها أن تكون عبئًا على العمل .

النموذج الثاني : السرد في غير صالح العمل[/color] . نفس الفكرة

لحب والعمل عنصران غير متناقضين وليس من الضرورة أن يقود الحب بين الرجل والمرأة إلى إهمال العمل والتطرق إلى الجوانب الأخرى.
السرد الطويل الممل :
لم يكد يستيقظ وقد أشبعه النعاس إرهاقًا حتى توجه إلى المطبخ ليشرب كوبًا من الشاي (كالذي شربناه عند هنودة في استضافتها لنا).. وأضاف عليه ملعقتين من السكر زائدتين ثم راح في تأفف يقول :"لقد برد الشاي مرة أخرى ". غادر المنزل وهو يتأمل المصعد حتى نزل واشترى علبة سجائر أميريكيةالصنع ، ثم ركب السيارة المازدا وجرى بها مسرعًا حتى كاد يصطدم بسائق سيارة الأجرة ، وحمد الله في نفسه على أن السيارة لم تصطدم وتذكر صديقه الراحل الذي مات في حادث سيارة على الطريق السريع بين محافظة.........ومحافظة......... ثم وصل إلى العمل ودخل إلى المكتب ونظر في جدول المهام ثم ....وجد صديقته التي كانت يومًا ما عدوته اللدودة بسبب تنافسهما الشديد في الجامعة من يحقق المرتبة الأولى ويعين في الجامعة ، ثم قال لها أهلاً بك فردت عليه التحية مبتسمة ، وعاد إلى عمله مبتهجًا قائلاً :" منذ مجيئك نأنا أشعر أنك الوحيدة التي خففت عبء العمل عليّ.
"
كل هذا السرد ليقول لنا في النهاية أنه قابل صديقته وارتفعت معنوياته لذلك . لاحظوا أننا لم يكن يهمنا هنا شيء عن صديقه الذي مات في حادث سيارة ولا الكوب الباردمن الشاي ولا أسباب عدائه القديم لهذه الصديقة ....لذلك كان السرد في غير العمل الأدبي.

هل لاحظتم الآن كيف أدى السرد دورًا مختلفًا في كلتا الحالتين ؟ لماذا ؟ لأن السرد يعد خادمًا مطيعًا للحدث أو الفكرة ، والفكرة يستدل عليها من السياق .وبالتالي كلما كان السرد في صالح الموقف أو الحدث كلما كان ذلك إيجابيًا والعكس بالعكس .

هل يعني هذا أن السرد والاستطراد فيه ليس في صالح العمل الأدبي ؟

ليس بالضرورة ، بل من الممكن أن يكون في صالح العمل حسب الموقف والفكرة فإذا كان العمل مثلاً يتحدث عن امرأة ثرثارة (لكنها ليست عضوًا في منتدى الخيمة ) فيكون السرد مناسبًا للحالة التي يتحدث عنها مثال :
التقت فتحية مع شوقية ، ودار حديث بينهما بدأته فتحية عن ابنها الذي لا يكف عن المشاجرة مع الطلاب في المدرسة ، والبائع الذي اشترت منه 3 كيلو من البطاطس و2 كيلو من الملوخية ، وكيف عانت في تقطيع الملوخية بسبب ضياع المخرطة التي اقترضتها منها أم بيومي ، والفأر الذي هبّ فجأة في الصالة وقيام جيرانها بإرسال البنت شهدية للحاق به ، ثم تنفست بصعوبة لتكمل حديثها عن مسلسل نور ولميس وانقطاع التيار الكهربائي عند مشاهدة المسلسل وزوجها الذي رجع كارهًا الحياة بسبب المسمار الذي مزق جزءً من قميصه ........
هنا يكون السرد مناسبًا لطبيعة الموقف ..

وأحيانًا يكون التفصيل مفيدًا للغاية فيه عندما يكون الموقف مناسبًالذلك . على سبيل المثال هذه الفكرة أو هذا الموقف :


الفكرة عن معاناة وكراهية شاب للتجنيد بسبب ما لا قاه هناك (لاحظوا كيف نحاول جعل القصة أو الحدث أو الخاطرة كأنها صورة تلفيزيونية واضحة للغاية )
كان وافقًا والقائد يناديه بسخرية واستكبار :"اخلع حذاءك ".. نظر إليه الشاب ، ثم راحت عيناه كأنهما تناجيان الأرض ، نظر إليه مرة أخرى ،حرك إحدى قدميه ثم مد يده ليفك الرباط وهو يتمنى لو أنه شنق به هذا القائد ، فك الرباط ، نظر إلى القائدمرة أخرى وبصوت كأنه همس أجاب في أسى :"فعلت يا سيدي ".
هل لاحظتم كيف اختلف السرد في الموقف الثاني رغم أنه ذكر تفصيلات كثيرة نوعًا ما ؟
لقد ذكر كل هذه التلفاصيل ليوصل القارئ إلى شعور الخزي والمذلة لذلك ركز على الأسى الذي يعتصر الشاب وهو يقوم بكل شيء بدءًا من سماع الأمر مرورًا بالنظر الذي كأنه استعطاف انتهاءًا بالقيام .. لكن كان ذكر طريقة مد يده والتركيز على (مشهد) رباط الحذاء ثم خلع الحذاء وأخيرًا التحدث بخزي كان لكل ذلك سببه ودوره في إشعار المتلقي بالأسى ، فكل تفصيلة ذكرت هنا أدت معنى جديدًا يضاف إلى الحالة الشعورية .
هل استوعبتم كيفية التعامل مع السرد ؟
دمتم في رعاية الله وحفظه وفي انتظار آرائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشرقي الإسلامي 01-05-2009 06:00 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


هذه هي المرحلة الرابعة ،وهي تكوين جملة متكاملة ،بحيث نستخدم كل ما تم ذكره في قطع أدبية صغيرة تمهيدًا للانتقال لأعمال متكاملة كل خاطرة تمثل عملاً مستقلاً بذاته


لن أقول ما هي الفكرة لأنكم تستنبطونها ببساطة بإذن الله وهي أمر لا يحتاج إلى أن ننبه عليه.



نموذج 1
ما أجمل اللحظات التي تجمعنا سويًا ! إنني أشعر أنني خرجت من مقابر الماضي وعدت إنسانًا جديدًا مغتسلاً بندى مشاعرك الرقيقة الجياشة .


***

نموذج 2

لحظة لقائك كأنها شهادة تخرج من الهموم بامتياز ، هذه الهموم التي تحيط بنا لا تجعلنا نرى سوى الأوراق الصفراء الذابلة وتعمينا عن الأوراق الخضراءالناضرة.


***

نموذج 3

يا صديقي : لا تحلم بلقائي مرة أخرى . لقد نفد رصيدك في بنك المشاعر الصادقة ...أولى بالفراق أن يكون القاسم المشترك بيننا ، لطالما لم تعرف كيف تحافظ على صداقتنا فقد كان الأولى بك أن تدعها لا أن تهدرها .


***

نموذج 4

إنك قد أتيت يا حبيبي ، فأعدت صحراء قلبي حدائق غناء تنثر زهورك فيها ...ما أجمل اللقاء الذي يأتي بعد طول فراق كما يأتي المطر بعد طول الجدب .

***


نموذج 5

لن أسألك عن شيء مما مضى ، إنما أرجو أن تخبرني بحالك الآن حتى ترتاح قطار نبضات قلبي تلك التي أسرعت السير بعدما رحلت عني .


***
دمتم بخير وأترككم في أمان الله منتظرًا إبداعاتكم وردودكم الهامة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المشرقي الإسلامي 01-05-2009 06:10 AM

بسم الله الرحمن الرحيم



الرؤية الفنية في العمل الأدبي



نعني بالرؤية الفنية بشكل مبسط الزاوية التي ينظر بها المبدع للعمل ، فهي بمكانة الفلسفة التي يتبناها المبدع في قصيدته، فمثلاً حينما نتحدث عن القمر نقول :

"لقد ناب القمر عن الشمس في تربع عرش الضياء " فهنا الرؤية تحمل معنى إيجابيًا فيه إبراز لقيمة التناوب والصداقة بين الشمس والقمر .هذه رؤية.
من الممكن أن تكون لنا رؤية أخرى مغايرة رغم أن الفكرة هي هي لم تتغير :" آه ، لولا الشمس لما تجرأت النجوم على الظهور ، لقد تواطأ الجميع عليك أيها الضياء لتبقى صورة شاحبة لا دفء فيها ولا حياة"
فهنا نحن إزاء صورة عكسية كأن الشمس والقمر فيها نقيضان ، ولاحظوا هنا انسحاب دلالة الشمس والقمر والضياء بشكل يمكن أن يفسّر على أنه شيء آخر كالإنسان أو الوطن أو أي شيء غيره.

هذه الرؤية الأدبية ضرورية للغاية لأنها توضح موقف المبدع من القضية التي يتبناها ، وكثيرًا ما نحمل في أعمالنا رؤى متنوعة دون أن نشعر .ويمكن اعتبار الرؤية الفنية بمنزلة التعليل والبرهنة على نظرة الشاعر للموقف أو القضية محور العمل .وهناك الكثير من الصياغات الشعرية في هذا المجال لكنها ليست موضوعنا لذا نضرب عنها الذكر صفحًا .وليس من الضرورة أن تكون الرؤى ذات طابع مجازي ، بل إن وجود الطابع التقريري والمباشر لها قد يكون قمة الإبداع استنادًا إلى الموقف ؛ فمثلاً يمكن أن أقول بسخرية :لقد نسيت أن الشوك لا ينبِت عنبًا وأن الحب أبعد عنك من نجوم السماء .. كيف لي أن أنسى أن 1+1-2؟ أي أن نذالة هذا المحبوب حقيقة توازي 1+1=2 ... هذا مثال عادي تعمدته على بساطته فقط لأوضح لكم كيف يمكن أن تكون الرؤية الأدبية ، وعدم إلزامها بالمجاز .مفهوم هذا ؟

نماذج



"لن أحب مرة أخرى يا صديقي ، فما قدَر الأحبة إلا الفراق ".
"إذا لم تكن الحياة هي المدرسة الأولى لنا فما عساها تكون ؟"
"توهمني بظهور الصباح ؟ ما الصباح إلا بقية ليل لكن بثياب بيضاء ...فقط ".
"أحب النوم ، لعلي أظفر بك في حلمي ".
"نعم لقد كنت جواري ، لكنك كنت بعيدًا للغاية " أي أن القرب بالروح وليس بالجسم.
"ما جدوى جلوسك جانبي وبين قلبينا مسافة دهر؟!" نفس المعنى بصياغة مختلفة .
"المحبون يلتقون تحت ضياء القمر ، فلنلتق نحن تحت ضياء الشمس ،طالما أن ضياء القمر صار مشاعًا لكل المحبين".
"أجمل ما في الفراق أنه وقّد قريحتي لكتابة خطابات الشوق إليك ".
" ترى ما فائدة الوطن إلا أن يجبي الضرائب منا ؟".
"سألتحق بالجيش، وأعيش على حساب الدولة ، نعمى لنا أنت أيها الجيش !".
"أهلاً بأخطائك طالما أنها عرّفتك كيف تدفن كبرياءك عندما تخاطبني".
وكما كتبت أختنا العزيزة سلسبيلا في المشاركة الفائتة :"ترى هل سينتصر الحب أم سينتصر الزمن ؟".
وكذلك الأخت العزيزة إيناس "وما كنت أعلم أن الحب صلاحيته منتهية من قرون ".
"رحيلك على قدر ما كان مصيبة إلا أنه كان شهادة بأن ما هو آت مهما كان أهون مما مضى ".
"ما الحياة إلا تعب مزخرف ".
"كرر أفعالك الشائنة حتى لا يختلف الناس في تقييمك !".
"لماذا لا تغرب الشمس وفي الأرض أمثالك ؟"أو "ما تغرب الشمس إلا لوجود أمثالك ".
"لو أن كل مصيبة ستوحد شملنا ،فأهلاً بالمصائب "
يا صديقي ليس لنا إلا تحديد النسل ، لتقل تكاليف الحياة علينا
- كلا يا صديقي ، ومن أين تأتينا الزبائن ؟

" لم يكرمنا أحد في الحياة فلنمت إذًا ، ولنضمن جنازة فاخرة "
"إليك يا وطني حيث الإنسان صنبورة مال وحيث الحياة زروع صبار"
"أظنك تحب الظلام لأنه الحالة الوحيدة التي تستطيع استعراض أضواءك فيها "
"وماالجديد في الحروب إذًا ؟ ألم تكن حياتنا كلها حربًا من أجل لقمة الخبز ؟"
"فلترتفع نسبة المطلقات ، هذا في صالحنا نحن معشر المحامين"
"ولماذا تستاء أميريكا من تدمير إلياتها في العراق ؟ أليس ذلك في مصلحة مصانع الخردة هناك ؟"
كلمة للظواهري ساخرًا ببوش "لماذا أتيت بمئة وعشرين ألفًا فقط ؟ ليتك أرسلت الجيش كله " هذه السخرية قيلت يقصد بها أن المقاومة تريد أن تتسلى عليهم .
كلمة لبوش الابن لعنه الله"هل خلاصة تصنيعنا صاروخًا بميلوني دولار أن يقع على خيمة لا تساوي دولارين؟" يقصد بذلك أتقنوا التصويب لتصيبوا العدو .
"لم تخلق النساء إلا ليكنّ مصانع للسيوف "
"لو لم تكن وظيفة النساء صناعة المشاكل فمن ذا تكون تلك وظيفته ؟"
"هكذا الرجال دائمًا لا يعرفون النساء إلا آلات مطبخية "
"دعني أكرهك قليلاً حتى أرتاح من بركان الحب الذي أشعلته داخلي"
"وما المشكلة إذا رسبت ؟ أليست نجاحاتنا كلها رسوبًا مقنعًا ؟"
"سيدخل السجن ؟ لن يضيق منه كثيرًا ، فحياته كانت سجنًا أيضًا "
"السجن ليس مشكلة له ، أخيرًا سيجد طعامًا وشرابًا ومأوى !!"
كلمة للمثل التائب بإذن الله سعيد صالح عندما سئل عن السجن فقال "أنت فيه تعرف من
السارق ومن المخادع ومن المزوّر ....لكنك خارج السجن لا تعرفهم"
"لسنا فاشلين في الصناعة يا أخي هل نسيت صناعة الروتين صناعة الخيبة صناعة التفاهة ؟"

المشرقي الإسلامي 01-05-2009 06:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


الرؤية الفنية والعنوان



العنوان أصبح في فنون الأدب الحديث له دور كبير للغاية ، فهو يعكس الزاوية التي ينظر الأديب منها للعمل ككل ، ومن الممكن أن تتسق الرؤية الداخلية مع الخارجية أو لا ، وفق رغبة الأديب في تكثيفها أو طرح أكثر من واحدة لتناسب شتى صنوف الفكر أو لعمل جدلية ثقافية حول الهدف من العمل .
ولا يحسن التطرق لهذا الجانب كثيرًا ، المهم أن تكون الرؤية الخارجية للعمل قادرة على تحقيق ما يصبو الأديب إليه .
ولتوضيح الصورة بشكل أكبر ، فإن العنوان في العمل الأدبي يشبه التعليق على صورة ما .
فعلى سبيل المثال : قد آتيك بصورة لشاب يلبس قميصًا بالمقلوب ،وشعره ملطخ بالكريمات والدهانات والعديد من المظاهر الغريبة . من الممكن أن نعلق على هذا المشهد ونقول :" انحراف ودناءة" .
لكن بشكل أدبي يبعد عن التقريرية والوعظ المباشر يمكن أن نقول مثلاً وبشكل ساخر : "إفرازات حداثية !" أو "أصحاب العقول في راحة !" أو "قابل للتكرار "
التعليق الأول يمثل نظرة تقليدية تقريرية والتعليقان الثاني والثالث يمثلان نظرة ساخرة بينما التعليق الرابع والأخير يمثل حالة من التحسر الملتحف بشكل يتناصّ مع مألوف ما نراه "تحذير وقوف متكرر".
من هنا يكون على الأديب أن يكون عمله ذا عنوان يدل على نظرته للموقف نظرة غير تقريرية وهذا تحد ٍ كبير ، إذ أن الرؤية = نصف العمل الأدبي .
مثال بسيط :

العنوان روتين

روتين

نظر إليها بازدراء وهي تناوله الطعام ، "ملحك كان قليلاً " ثم ما لبث أن راح يسب القرار الذي اتخذه بالارتباط ، ناسيًا أنها ذات يوم كانت اليد الوحيدة التي أخرجت كل ما تملك من أجل أن يجمعهما سقف واحد ".

نفس العمل بعنوان آخر :


رجل ناكر للجميل

نظر إليها بازدراء وهي تناوله الطعام ، "ملحك كان قليلاً " ثم ما لبث أن راح يسب القرار الذي اتخذه بالارتباط ، ناسيًا أنها ذات يوم كانت اليد الوحيدة التي أخرجت كل ما تملك من أجل أن يجمعهما سقف واحد ".

نفس العمل بعنوان آخر :


أرحــَمُــهــُم

نظر إليها بازدراء وهي تناوله الطعام ، "ملحك كان قليلاً " ثم ما لبث أن راح يسب القرار الذي اتخذه بالارتباط ، ناسيًا أنها ذات يوم كانت اليد الوحيدة التي أخرجت كل ما تملك من أجل أن يجمعهما سقف واحد ".

***
في الرؤية الأولى : كان العنوان ساخرًا نوعًا ما لكن له دلالة عنيفة محزنة أي أن هذا نظام يتكرر كل يوم والتكرار بهذا الشكل هو السمة المميزة للحياة .
الرؤية الثانية : كانت الرؤية تقريرية (لا تضيف شيئًا جديدًا ) وكأنها عنوان لمقال في جريدة .
الرؤية الثالثة : قد يدركها الفرد على أنها ساخرة أو غير ساخرة لكنها كانت ذات طابع عنيف ويجعل الذهن يتساءل بشكل مخيف عن نتيجة هذا على مستوى المجتمع . العنوان أرحــَمُــهــُم أي أن هذا أرحم الناس بزوجته ، إذًا هناك من هو أشد منه عنفًا . ويظل باب التأويل مفتوحًا ، كيف سيكون الآخرون (الأزواج) لو أن هذا كان أكثرهم رحمة ؟

***
هذا باختصار المقصود بالرؤية الخارجية وهي أكثر أهمية من الرؤية الداخلية ، لأنها قد تغني عنها . والعنوان في العمل الأدبي (الرؤية الخارجية) كالمقدمة في الكتاب آخر ما يُكتب وأول ما يُقرأ ، لذا على الكاتب أن يضع هذا العنصر في اعتباره أيًا ما كان الصنف الأدبي الذي يكتبه .

***

المشرقي الإسلامي 01-05-2009 06:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


بعض تقنيات الكتابة

بسم الله الرحمن الرحيم
مرة أخرى أعود إليكم أعزائي ، ومن المحتمل تكرار غيابي لظروف استثنائية ..
المهم موضوع هذه المرة والذي يمثل المرحلة الثالثة عن بعض تقنيات كتابة النص أو الخاطرة .
هناك ثلاثة أشكال أساسية في كتابة الخاطرة أو القصة .
1- العمل يبدأ من البداية : وهذا هو المنطقي ، وفيه يكون العمل معتمدًا على السرد أو المشهد وتسير الأحداث فيه دون الرجوع إلى الماضي بشكل مباشر .
2- العمل يبدأ من المنتصف : قد تكون في العمل أحداث غير هامة لا يذكرها الكاتب أو الأديب ويبدأ من المنتصف مباشرة ويستمر في سرد الحدث أو الخواطر حتى النهاية .
3- الاسترجاع: وهنا يبدأ الحدث من المنتصف أو النهاية ويقوم الكاتب بتذكر الماضي والغوص فيه ثم يستطرد ويعود إلى باقي الحدث .
والشكلان الأخيران متشابهان لدرجة كبيرة ، لكن الفرق هو في عملية الاسترجاع والتي قد تحتاج إلى إعمال الذهن للكشف عنها خاصة وأن الأديب بعد التذكر يعاود أحداث النص .
وإليكم الأمثلة ..

***
1- العمل يبدأ من البداية :

يا صديقي إنني ما زلت أنتظر أن يجمع الله بيننا ، ولا تعلم كم أدعو لك في صلاتي ، وكم أحاول الاتصال بك ولكنك لا تكون موجودًا . (خاطرة)


سار إلى عمله مسرعًا ، والتقى بالمدير ثم راح يفكر فيما سيفعله تجاه الموظفين الجدد ....(قصة)


2- العمل يبدأ من المنتصف :

"لا ..لا تخبرني بأنك تحبني ، فلطالما قلت لي كلامًا مثل ذلك ولم تصدق ولو لدقيقة أو جزء منها ...." خاطرة

لاحظوا أن هناك حدثًا ما تم ، ولسبب ما لم يذكره الكاتب كأن يكون التشويق غرضه أو عدم ارتباطه كليةً بما يقول .....


"بعد أن فتح الخزانة ولم يجد فيها المستندات شعُر بالقلق الشديد "
لاحظوا أن يكتشف القارئ من السياق أن هناك حدثًا ما كأن يكون قد كلفه المدير بالبحث عن المستندات .(قصة)

3- العمل من نقطة الاسترجاع : flash back

نني أحاول قدر الإمكان العمل على مساعدتك في هذا المأزق لكن صدقني لم يكن بمقدوري فعل شيء حيالك "

يا هذا لا تعرف كم لك ذكرى جميلة في القلب ، أنا ما زلت أشعر بالحزن على فراقك (خاطرة)

من هنا نفهم أن أحدًا كان يقول "أحاول قدر الإمكان العمل على مساعدتك في هذا المأزق لكن صدقني لم يكن بمقدوري فعل شيء حيالك "بينما أن هناك فردًا آخر يقول "يا هذا لا تعرف كم لك ذكرى جميلة في القلب ، أنا ما زلت أشعر بالحزن على فراقك ". وهذا الذي يقول "يا هذا لا تعرف كم ...." كان يتذكر كلام صديقه الذي قاله "أحاول قدر الإمكان ...." وبعد أن تذكره قال ما قال"لا تعرف كم .....".
لاحظوا أن الخطين مختلفان في اللون كأنهما تعبير عن صوتين مختلفين ، لهذا ينبغي عند اللجوء إلى هذا النوع من الأعمال الأدبية أن يحرص الأديب على استخدام تقنية تتعلق بالخطوط توضح أن المتحدثَين مختلفان .وغالبًا يكون الاسترجاع مقترنًا بكلام لأحد الأشخاص .

وقف أمام باب المدرسة على غير ما اعتاد الوقوف ..
"ألم أقل لك ستعيش طوال عمرك طالبًا غبيًا لا أمل فيك ، " ..سخرية الأطفال من حوله ، وصفهم له بالغبي .....
"تبًا لك أيها المعلم ابن ال....." (قصة)

من السياق نفهم أن الفرد لما وقف أمام باب المدرسة تذكر ما كان يقوله المدرس له ، وكذلك تذكر ضحك الأطفال من حوله ، ووصفهم له بالغبي ، وأنه قال تبًا لك أيها المعلم ابن ال.... بعد أن تذكر أيام الدراسة لكن لم يذكر ذلك صراحة لأن السرد غير مطلوب في كثير من الأحيان . كان من الممكن القول :

وقف أمام باب المدرسة على غير ما اعتاد الوقوف ..
راح يتذكر أيام أن قال المعلم له :"ألم أقل لك ستعيش طوال عمرك طالبًا غبيًا لا أمل فيك ، " ..سخرية الأطفال من حوله ، وصفهم له بالغبي .....

لكن من الضروري أن يتعود القارئ التعامل مع النصوص وكتابتها بطريقة أكثر احترافية كأنها فيلم أو مسلسل . وهذه التقنية شائعة الاستخدام في الأعمال التلفزيونية ..

المشرقي الإسلامي 02-05-2009 07:39 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


الآن نحن في مرحلة بلورة هذه المفاهيم ومشاهدتها بشكل أكثر عملية في إطار الأعمال الأدبية التي تعد روافد الإبداع لأي مبدع . وكما نقول بأن القراءة وقود الكتابة وأن الكتابة هي (ترمومتر)لما قرأه المبدع ، ولهذا فنحن الآن في إطار تجميع أكثر من 50 عملاً أدبيًا وربما نتجاوز المئة بإذن الله كلها معلق عليها من أعمال المبدعين أبناء الخيمة وغيرهم راجين تحقيق الاستفادة من خلال هذه النصوص مجتمعة ، وأنا يسعدني مشاهدة إبداعاتكم بعد قراءة الجانبين النظري والتطبيقي .. موعدنا بعد ستة أشهر من الآن لنرى ونقيس مدى الاستفادة من هذه الأعمال .. والشكر موصول لكل من ساهم معنا وتحمل مشاق هذا المشروع .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشرقي الإسلامي 02-05-2009 07:41 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


اسم العمل :أنا ما عدت أذكر
العضو eid-123
(1)

ما أقساكِ ...حين افتح عينى فلا ارى فوق الارض سواكِ ..



وما أقساكِ حين اغمض عينى فلا يبقى فى ظلمه العين سواكِ... احن اليكِ ككل الاشياء الجميله التى كانت ذات يوم محيطه بى ثم غابت كالشمس ولم تشرق مرة اخرى...

حين اعود الى نفسى ..وما اكثر ما اعود الى نفسى ..اقتطع تذكرة الخيال واسافر الى مدينة الامس ...اتجول فى طرقاتها..وابحث عن رائحه الماضى بين جدرانها فما أروع الأمس يا سيدتى...

كان يخيل الى قبل ان احبكِ ان الوجود اوسع من كل شئ ...لكننى اكتشفت انه اضيق مما تصورت فهو لم يتسع لفرحتى حين كنت معكِ...ولم يتسع لحزنى حين رحلتِ...

علمنى رحيلكِ عن عالمى الحزن...وعلمنى حزنى الرحيل عن ....عالمى...



اعترف اليكِ...بانى كنت انصت الى صوتكِ بصمت وهدوء وانت تسردين علي تفاصيلكِ المؤلمة معه ...فقط كى اسمع صوت انكساركِ وتهشمكِ وانت تقذفين بنفسكِ من...قلبى....

فى اعماقى سفينه لا تبحر الا الى جزركِ ...برغم ان بحور الحب والشوق قد جفت بيننا منذ زمن بعيد...

حين ترانى تسألينى عن سبب حزنى وصمتى ...عفوا انا لم اكن صامت...لكننى كنت اتحدث بلغه لا تفهميها انت...

كنت فى كل ليله أغمض عينى والتقط لكِ فى خيالى صورة جميله ... وبعد الف ليله ...اصبح لك فى خيالى مجموعه من الصور الجميله لكنها...لاتشبهكِ....

احساس مرير جدا ان اشعر بكل هذا الألم لانى ذات يوم كتبت لكِ...واحساس أشد مرارة ان اشعر بكل هذا الندم لاننى ذات يوم....أحببتكِ...

هل مازلتي تذكرين هذه الاشياء:

...............................

...............................أنا ماعدت أذكر

المشرقي الإسلامي 02-05-2009 07:46 AM

كعادتك تتألق دومًا وما أجمل التألق حين تتناول الأشياء العادية ببراعة غير عادية !!



ما أقساكِ ...حين افتح عينى فلا ارى فوق الارض سواكِ ..


مفهوم المخالفة هو الذي تدخل من خلاله إلى بوابة العمل الأدبي فالمتصور ما أقسى الحياة لكن ما أقسى الحبيبة حين لا يكون سواها على الأرض ، إذًا هي أقسى شيء في الحياة لكنك صغت هذا المعنى بشكل غير مباشر .. مفهوم المخالفة هو الذي أعطى الجملة رونقها


وما أقساكِ حين اغمض عينى فلا يبقى فى ظلمه العين سواكِ...


اتكاء على نفس الأسلوب والطريقة وهذا التكرار يفيد حالة معينة من المفاجأة ليصبح باب الشوق لسبب كل ذلك مفتوحًا على مصرعية

احن اليكِ ككل الاشياء الجميله التى كانت ذات يوم محيطه بى ثم غابت كالشمس ولم تشرق مرة اخرى...

حين اعود الى نفسى ..وما اكثر ما اعود الى نفسى ..اقتطع تذكرة الخيال واسافر الى مدينة الامس ...اتجول فى طرقاتها..وابحث عن رائحه الماضى بين جدرانها فما أروع الأمس يا سيدتى...

هنا جميل الاستخدام المجازي مدينة الأمس وتذكرة الخيال والطرقات كلها بيئة تشبيه للمدينة - الأرض ، وتعبير تذكرة الخيال تفيد كم هو الخيال صعب أو صار صعبًا بعد فراقها وها الخيال يكون موازيًا لكلمة (الحب) بشكل غير مباشر والأمس مقابل لكلمة الاجتماع -اللقاء.

كان يخيل الى قبل ان احبكِ ان الوجود اوسع من كل شئ ...لكننى اكتشفت انه اضيق مما تصورت فهو لم يتسع لفرحتى حين كنت معكِ...ولم يتسع لحزنى حين رحلتِ...


اللــــــــــــــه! ما أجمل هذا التعليل وهذه الرؤية الثاقبة .. إذا لم يكن الحب أوسع من الحزن والفرحة فهو ضيق للغاية. الرؤية اعتمدت على عنصر الحجم والمقابلة (الاتساع - الضيق، الفرحة والحزن )


علمنى رحيلكِ عن عالمى الحزن...وعلمنى حزنى الرحيل عن ....عالمى...


اللــــــــــــــــــــــــــــه أكبر
ما أجمل هذا العمل واحد من عشرة آلاف من الأعمال التي لا تريد مفارقة الذهن ...عنصر المقابلة كان رائعًا فالعالم هو نقطة تتوسط الحزن والرحيل !وهنا أكاد أجزم أن كلمة( عالمي )مقابلة لكلمة القلبي ... لأنه محل هذا العالم.. ما أقسى أن يغترب الإنسان ويرحل عن ذاته !!
اعترف اليكِ...بانى كنت انصت الى صوتكِ بصمت وهدوء وانت تسردين علي تفاصيلكِ المؤلمة معه ...فقط كى اسمع صوت انكساركِ وتهشمكِ وانت تقذفين بنفسكِ من...قلبى....

جميل للغاية "تقذفين بنفسك من قلبي " كأنه هو سطح البناية التي لم يكن يُتصور أن تُقذَف منها . وهنا أرى معنى خفيًا وهو أن الذي يقفز من فوق شيء فهو يعلوه حتى يقفز ، فكأنها علت قلبك داست عليه لكي تقذف بنفسها . والرؤية أو المبرر الذ كان له سبب الإنصات يدل على حسن التوظيف للتفاصيل الدقيقة والشعور بالمكان كان موفقًا للغاية.

فى اعماقى سفينه لا تبحر الا الى جزركِ ...برغم ان بحور الحب والشوق قد جفت بيننا منذ زمن بعيد...


أحسنت .. تعبير عن حالة المقاومة للنفس من أجل هذا المحبوب (المثل المصري يقول لا أحبك ولا أقدر على بعدك ) معنى أستبطنه أنا يذكرني ببيت شعر جميل بثينة :
فلا أنا مردود لما جئت نائلاً
ولا حبها فيما يبيد يبيــــــد
ُ
حالة التردد والصراع بين العقل والعاطفة واستحالة نسيانها صغته بمعنى فريد للغاية .
حين ترانى تسألينى عن سبب حزنى وصمتى ...عفوا انا لم اكن صامتًا...لكننى كنت اتحدث بلغه لا تفهميها انت...


اللـــــــــــــه !!!
ما أجملك ما أروعك ما أرقى تعبيراتك . أشرع بأنها خطرات كانت كل خاطرة وحدها أو كل همسة كانت لحالة معينة لغة القلب عبرت عنها بشكل مختلف للغاية وصياغته متميزة للمحسوسات والملموسات .


كنت فى كل ليله أغمض عينى والتقط لكِ فى خيالى صورة جميله ... وبعد الف ليله ...اصبح لك فى خيالى مجموعه من الصور الجميله لكنها...لاتشبهكِ....


احساس مرير جدا ان اشعر بكل هذا الألم لانى ذات يوم كتبت لكِ...واحساس أشد مرارة ان اشعر بكل هذا الندم لاننى ذات يوم....أحببتكِ...

هل مازلتي تذكرين هذه الاشياء:


حالة العتاب الممزوجة بالانكسار ، فهي رغم ذلك كله .. لا تُضاهى .كأنك تتناص مع القاعدة أن الواحد أكبر من حاصل جمع جميع مكوناته .




***


عملك ما شاء الله تبارك الله مميز للغاية ينبغي وضع خيمة خاصة به.. أجمل ما فيه التناسق في العبارات ، الدقة ، التوصيف الدقيق للحالات النفسية، وحدة بيئات التشبيه ، المقابلة والمشاكلة أو المخالفة أي استخدام كلمة أو جملة عكس النطاق المتعارف عليه ..
أحسنت ودمت مبدعًا ، وعفوًا على الإطالة ، لكن عذرًا (أنت السبب )

المشرقي الإسلامي 03-05-2009 10:14 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


على شرفة الذكريـــات ..!!

(من أعمال العضوة الحنين)
(2)


حشدٌ كبير من الجماهـير أطلق العنان ليديه .. تدوّي إثر التقاءها بصوت هاتف ..
ثم ما تلبث الثواني تنطلق حتى يغشى الهدوء أرجاء المكان ..

فأتقدم بخطىً ثابتة على خشبة ذلك المسرح .. وأحرك ستائره يمينا وشمالا ..

لا أعلم ما الذي تخفي وراءه ..
مع أنني متيقنة تماما أن ما تخفيه هو ظاهر لعيني ..

فراغ ..

و أصداء الصمت تحيك حولي سوراً من شوك .. .. ..

أسير على خشبة تطقطق كلما تحرّكت قدمي عليها ..
لأجد في ذلك الهمس الحثيث ما يجتث جذور ابتسامتي من القاع ..

فترتسم بهدوء ..
لتنطلق أتربة الحزن على وجهي تثير سعالي ..!!

وأكمل المسير ..

على ظهر خيل الذكرى ..
أتلمس ناعم الهذيان الذي خلفته حروفي ..!!

ظلامٌ يحيط بجدران المسرح إلا أن ضوء القمر الفضي يبعث نورا ..

فيقضي على بقايا الواقع الذي أتخبط بجدرانه .. ليرديني وحيدة ..
أتهالك على طرف تلك الأخشاب المصفوفة بإهمال ..

وأستنشق عبق مشهد الأمس الذي تحركنا فيه كما الدمى ..!!

لتثير ركب الهدوء مني فتنطلق أولى جياد دمعي ..
راكضة نحو كفي الذي أقبض به ما تبقى مني ..!!

فتتناثر وريقات الصمت حولي .. كما شجرة حركتها رياح الخريف .. تتمايل في جميع الأنحاء ..

يخيّل للناظر نحوها أنها تتراقص فرحة بالنسيم ..
لكني أراها تتلوى لذكرى يومٍ ضحكت فيه لأملٍ لاح في آفاقها .. !!

منظر النجوم المتناثرة على سواد سماء الليل تتلألأ لترسم طريقاً لمن تاهت به السبل .. فأناجيها ..

" وين السبيل اللي ضاع بحروف الحزن ..
و تناثرت همزات الوصل بيني وبينه ؟؟
وين السبيل اللي غشت زواياه المطر ؟

ذاك السبيل .. اللي هناك .. حضن برد الأنامل وضاعت بين أضلاعه حروف الدفا "

بكت أحرفي المرسلة نحو بريدٍ لا أتوق منه عودة , ولا أنتظر الرد ..

بكت عبارات الأسى التي تلمع كما برقٍ أضاء الكون في عتمة العاصفة ..

و لم تهدأ ثورة الكلمات في عاصمة الجُمل المتناقلة بين أريج الآه و عطر التنهيدة ..

" يا دمعي اللي غطّى أرض حلمي وما بقى فيه حيله .. !!

ويا دمعي اللي باع كله وما لقى من يشري بديله .. !!

متى تلقى بين العيون من يبادلك نسمات عليله .؟!

متى ترسم على غفوة الحلم ألف ليله وليله !!

ما كفاك اللي خسرنا بين الحكايا الخميله ؟؟

ما تلاقت حروفنا على شال الجبل وزهرة جميله ؟؟ "

فلا أقوَ منك على سبر غور صمتي القاتل ..
وأتهاوى على جدار الأمل لأسقط بين أركان الظلام الموحش ..

ينقلني من هاوية اليأس إلى هوة الوحدة ..
فأستقر بين أزمنة الألم ..!!

ليتردد صدى صوت طفلة تبكي حول ساقية الماء باحثة عن مجرى الهواء ..

وأتساقط على حائط ذلك المسرح الواسع في عتمة ليلٍ يناجي خياله نور النهار ..
يأبى العثور على نقطة انطلاقٍ تفسّر بين خطوطه الوهمية فيالق الحروف التي أطلقت جيشاً يهجم على صرح السطور فتخر على زاوية الأيام صريعة ..

وأبقى أنا .. كما بدأت .. على سورٍ من أخشاب مهملة الترتيب ..
أستند واحدةً كلما لامست حرفي أصدرت صوتا كالصرير ..
أظنه بدايات تمدد .. لرسم منحنى ابتسامة افتقدته يوماً هنا ..
عندما كنت دمية أصوّر حكاية سيفٍ من يأس يقاتل جذور الأمل

المشرقي الإسلامي 03-05-2009 10:18 AM

أختي العزيزة ..
هذا العمل أقل ما يطلق عليه أنه عمل محترفين .. دون مبالغة وإليك التفاصيل ..



***
رسم الخلفية كان رسمًا دقيقًا ومشوقًا واستغلت فيه الكاتبة الحنين (أنت) الصورة الذهنية لأشياء كثيرًا ما نمر عليها مرور الكرام وقمت بفلسفتها بشكل يعكس عمق الحالة الرمزية التي أنت فيها ويحتمل النص قدرًا كبيرًا من التأويلات.
حشدٌ كبير من الجماهـير أطلق العنان ليديه .. خلفية المسرح مسرح الحياة التجارب الذكريات هو مربط فرس الكاتبة في هذه الخاطرة الجميلة ..
هذا الحشد الكبير هو -في تأويلي الشخصي- الأفكار المحيطة بالفرد والتي يتجادل معها فتكون صديقة له وقت الهدوء وعدوًا لدودًا له وقت الصخب إنها الجماهير التي تمد الفرد بالتشجيع أو الإحباط ..حالة من الحركة والأصوات المتداخلة أشعر بها من خلال هذا التعبير إنها جماهير حالة من الصخب والشحن والانفعالات المتضاربة ..
أرجاء المكان .. تعبير يوحب لي بالرأس ذلك المحرك الذي يمتلئ كل يوم وفي آخر اليوم يسند رأسه على الوسادة كأنه ينظف فيها ما علق من أفكار فيصحو وقد زال من الأفكار ما زال وبقي َ وعلق بها ما علق ... الشعور بالحجم في المقارنة بين الحياة والمسرح والذهن كان عنصرًا فاعلاً في إضفاء قوة في التعبيرات وحالة أوسع من المشاعر والأفكار.
فأتقدم بخطىً ثابتة على خشبة ذلك المسرح .. وأحرك ستائره يمينا وشمالا ..
لا أعلم ما الذي تخفي وراءه .. مع أنني متيقنة تماما أن ما تخفيه هو ظاهر لعيني ..
فراغ
إنك تمضين نحو مسرح الحياة نحو جماهيره الصاخبة وأفكارك الملحّة عليك وأنت تعلمين ما وراءها الفراغ . الفراغ هو محور العمل وقد مهدت له تمهيدًا شكليًا يتناسب مع الحالة الداخلية .
إنها حالة من المضيّ في دروب الحياة ومجاهلها بين صخورها الصلدة ورمالها الناعمة وأشجارها الخضراء والنهاية لا شيء فيها سوى فراغ ... حالة من الكدح واستمرارية السعي ما زالت تكتنف الكاتبة والعمل الأدبي .

و أصداء الصمت تحيك حولي سوراً من شوك .. ما أغرب الحياة حين يتآمر الصمت على الإنسان إنها حالة دائرية من الصمت إلى الفراغ وكلاهما يحمل معنى اللاشيء المحصلة صفر ما أصعب الكدح حينما تكون تلك هي محصلته!
أسير على خشبة تطقطق كلما تحرّكت قدمي عليها .. لأجد في ذلك الهمس الحثيث ما يجتث جذور ابتسامتي من القاع .. كأنني بإزاء موسيقى رعب أو قلق تترصد المجهول .. سرد وتوصيف للاحتقان النفسي بشكل متميز فيه أنسنة الجمادات وتلعب هذه التقنية دورًا فعالاً في إيصال الحالة النفسية للمتلقي.

التعبيران :ظهر خيل الذكرى ، ناعم الهذيان أضافا إلى النص قيمة فنية رائعة قوامها المشاكلة وهي وصف الشيء الجميل بإحدى الخصائص السيئة ، كناعم الهذيان وهدوء الموت ، وغصة الفرحة (على سبيل السخرية تظهر تعبرات كهذه تسخر من الإنسان ومسكنته في دروب العمر)

ضوء القمر الفضي يبعث نورًا فيقضي على بقايا الواقع الذي أتخبط بجدرانه .. ليرديني وحيدة .. أتهالك على طرف تلك الأخشاب المصفوفة بإهمال ..
أعجبني في هذا التعبير أن الإنسان في كل الحالات مرهق .. هو مرهق من المسير وحينما يجد الراحة لا يكون معتادًا عليها يتعب حتى يستوعبها..رؤية موفقة.

الأخشاب المصفوفة بإهمال .. تعبير رمزي عن الأفكار التي يعتنقها الفرد بشكّ أو نصف يقين.

وأستنشق عبق مشهد الأمس الذي تحركنا فيه كما الدمى. هنا حالة من السخرية أضافت للعمل قيمة جميلة وهي السخرية من متعة الجهل ولذة التخلف ونشوة الاستعباد .
كأنك تقصدين روح البيت الذي قاله الشاعر :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ما أشد سخرية الحياة بنا ونحن نكتشف أننا كنا مجرد كائنات ميكروسكوبية تضيع مع أول مطهِّر .
تعبير جياد الدمع كان موفقًا دليلاً على شدتها . أقبض منه بعض الذي تبقى مني .
لله در تعبيرات الفلسفية الجميلة حينما تكون قيمة الإنسان هي تلكم الدموع .إنها لا تكون إلا المخلصين وكأن الإنسان والذات هي ما يشعر به . توصيف رائع فيه تعميق الحالة من خلال الحجم.

يخيّل للناظر نحوها أنها تتراقص فرحة بالنسيم .. لكني أراها تتلوى لذكرى يومٍ ضحكت فيه لأملٍ لاح في آفاقها .. تعبير ضعيف بعض الشيء فالنسيم والأمل معنيان مترادفان وهنا أقمت علاقة عكسية في العمل دون مبرر .(غلطة الشاطر...)
أعجبني إدخال اللهجة العامية ووجود حالة من التداعي الحر والانسيابية وراء الحزن والشجن إنها حالة لا يبحث المرء فيها عن شيء سوى الهدوء الدمع البوح وما أجمل أن تكون رفيقتنا تلكم الأشجار والنجوم وكأنها هي الأخرى تقول معذبة مثلكم فلعل اجتماع المعذبين يجعل بينهم سلوى وتسرية عما بهم .

من الخطأ الشديد أن يجري الفرد وراء انفعالاته ثم يسجلها على عجل .. هذا خطأ ثان ٍ في بيئة التشبيه انظري :
و لم تهدأ ثورة الكلمات في عاصمة الجُمل المتناقلة بين أريج الآه و عطر التنهيدة . الأريج والعطر شيئان يشعران بجو مرِح واستخدامك إياها في جو الشجن كان لا مبرر له لا مبرر لكلمتي الآه والتنهيدة. إما التنهيدة والآه وإما العطر والأريج .


ينقلني من هاوية اليأس إلى هوة الوحدة .. فأستقر بين أزمنة الألم ..!!

عبارة ولا أروع ما أشد حالة الإرهاق ذلك المثلث الألم الوحدة اليأس . آه كأنك تقولين لست من اعتادت الوحدة بطبعها ولا لي أصدقاء فصرت بحاجة إليهم وليسوا معي ..
ليتردد صدى صوت طفلة تبكي حول ساقية الماء باحثة عن مجرى الهواء .. لم أفهم هذا التعبير .
وأتساقط على حائط ذلك المسرح الواسع في عتمة ليلٍ يناجي خياله نور النهار .. يأبى العثور على نقطة انطلاقٍ تفسّر بين خطوطه الوهمية فيالق الحروف التي أطلقت جيشاً يهجم على صرح السطور فتخر على زاوية الأيام صريعة .... لعلك تقصدين بهذا التعبير حالة الصراع المتمركز في المخ من أجل كتابة الذكريات والواقع ما أشد حالة اليأس عندما يفشل الإنسان أمام الورقة في استدعاء أفكاره من هذا المسرح الصاخب المسمى بالحياة يا لسخرية الحياة منك وكأنها تقول هزمتُك مرتين الأولى بأني أقعدتك يائسًا والثانية لما أعجزتك عن التعبير عني .
وأبقى أنا .. كما بدأت .. على سورٍ من أخشاب مهملة الترتيب .. أستند واحدةً كلما لامست حرفي أصدرت صوتا كالصرير .. أظنه بدايات تمدد .. لرسم منحنى ابتسامة افتقدته يوماً هنا .. عندما كنت دمية أصوّر حكاية سيفٍ من يأس يقاتل جذور الأمل تعبير عن حالة الدائرية أو الحزن الدائري الذي مهما يتحرك الإنسان يمينًا أو يسارًا لا يجد نفسه قد فارقه .
آه أختي الحنين .. تلكم الذكرى لم تشفع للواقع أن يخفت الحزن قليلاً ذلك الصخب لم يعط الفرصة للكلمات للخروج على شاطئ الورق لتبقى بحار اليأس دائمة كأنها قاعدة وضلعا مثلها الوحدة والألم .

النص -لله درك- كان جميلاً للغاية وفيه توصيف لحالة الشجن والذكرى عند خلوّ المساء من أي همس حتى همس همهمات النفس .
كأنك بك في قصيدة شوقي رحمه الله (في الليل لما خلا) بالعامية . أراهن أنك ما كتبت الخاطرة إلا وأنت أمام ضوء أصفر خافت يبحث عن سمير له أو أنك كتبتها على صفحة الرمال في لحظة هدوء البال ... العمل جميل وأبرز ما فيه :
اللغة الشاعرية- السخرية- المجاز- الجانب الفلسلفي- الرؤية المزدوجة .. ولكل أعمالك أشد الشوق والـ(حنين)

المشرقي الإسلامي 03-05-2009 10:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :ثرثرات لأمل مفقود
اسم الكاتب:أبو نواف البكاري
(خارج منتدى الخيمة)
(3)
حب أم بداية عذاب
ظننت أن القلب شاب عن الحب
وعاهد الروح أن لا يرحل إلى الغيوم
فللغيم أحيانا لون الجمر
***

للمنفى معك طعم بنكهة الوصول
والوصال
والغياب فيك مزخرف بأمنية اللقاء
سأفتح معك صفحة للمطر
ربما
يجرؤ القلب
***

ترسمين بهمسك خطوطا للفجر
وترتلين بأنوثتكِ أناشيد الغياب
لم يبق للحزن سوى مسافة أمل
تصلني بك
***

صدئت شفتا هذا الليل
وأنا صدئت بانتظار سحابة لا تتسع للألم
أشيائي الجميلة ماتت
والحزن استنفد كل خطواتي
ألسنة الفجر تشققت
ليس بعالمي شيء سوى الصمت

هل ندفن معاً ،،،
جنازة الأمس
ونغني لربيع قادمٍٍ ربما يحمل في طياته تفاصيل للأمل !!
http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?p=7491499

المشرقي الإسلامي 03-05-2009 10:26 AM

حب أم بداية عذاب
ظننت أن القلب شاب عن الحب
وعاهد الروح أن لا يرحل إلى الغيوم
فللغيم أحيانا لون الجمر

في هذه الأسطر كان البدء بكلمة عذاب آتيًا ليعطي الدلالة على محورية هذا الحال كأداة لتحريك النص ،وليكون هناك توازٍ بين البداية وعذاب الحب ،بمعنى أنهما يكونان مترادفين في رؤية المبدع. بعد ذلك كان التعامل مع الغيوم بإعطائها دلالة عكسية أحد عناصر الجمال في النص ،وذلك منطلق من نقطة العذاب التي جعلته يرى كل شيء بعكس طبيعته خاصة إذا كانت الأشياء لديه مفلسفة وفق حالة الحزن والأسى.لكن كلمة أحيانًا فتحت باب المواربة لاحتمالية دخول مفاجآت غير متوقعة ، وهنا يبدأ النص –على قصره- في الاشتعال.
***


للمنفى معك طعم بنكهة الوصول
والوصال
والغياب فيك مزخرف بأمنية اللقاء
سأفتح معك صفحة للمطر
ربما

يجرؤ القلب
البدء بكلمة المنفى جاء ليؤكد طبيعة هذا العذاب والذي كان أوله خيبة الظن في المشيب عن الحب ، وهذه الخاطرة تمثل نقلة حركية ، فالمقطع الأول يعبر عن حالة غياب أما السطر الثاني فالأقرب هو أنه يعبر عن الانتقال إليها فعلاً وانتقال الخطاب من ضمير الغائب إلى المخاطَب الحاضر ولعل كلم (مع) بإضافتها إلى الكاف كاف المخاطب أعطت الانطباع بالقرب المكاني الموازي لاقتراب الحرفين من بعضهما في الكتابة. وكان التعبير بنكهة الوصول رائعًا لأن التعبيرات غير المباشرة تعكس قيمة الأشياء التي من خلالها يقوم المبدع بقياس الأشياء.فيكون الوصول هو هذه القيمة الجميلة التي يقيس عليها الأشياء لدرجة تصبح معها كلمة الوصول نائبة عن كلمة الجمال أو الفرح.ويأتي بعد ذلك التقابل بين المنفى والوصول والغياب واللقاء ودخول الكلمتين أمنية ، مزخرف أعطى النص –بعد المواربة-دخولاً في أجواء بهيجة كان يميزها وبشدة هذا التسلل الخفي الهادئ والذي لا يشعر القارئ معه باختلاف البدايات عن النهايات إلا حينما يصل إلى آخر العمل .عند السطرين الأخيرين نكون قد بدأنا الدخول فعلاً في الحالة البهيجة بالانفتاح على صفحة المطر ، وكان هذان السطران متقابلين مع السطرين الأخيرين من المقطع الأول لتكون نهاي المقطع الأول بداية المواربة وتكون نهاية المقطع الثاني بداية الفرحة. هنا أقول أن المطر اتخذ دلالة إيجابية لأنه متصل بكلمات الوصال والوصول والأمنية والزخرفة ولم يأت وليدًا لحالة الشتاءمثلاً ، وهذا الاستخدام للعبارات ذات الدلالات المتضادة بهذه الكيفية في هذا السياق يدل على وعي كبير بفنيات استخدام المفردات وأن المفردات في ذاتها ليست كافية لتحقيق دلالة إلا من خلال السياق. وهذا يُحسب للنص وهو القدرة على التحكم في الدلالة من خلال تسييقها (وضعها في السياق ).وكان هنالك حرص على المواربة من أجل زيادة تشويق القارئ حول هذه التجاذبات النفسية المعتملة في ذات المبدع من خلال كلمة (ربما) ومجيئها وحدها يأتي معبرًا عن همسة ، مصاحبة بحركة عين تهدف إلى تمويه المخاطبة المحبوبة لغرض إشعارها بالبهجة المتأتية بعد طول الشوق والخوف!
ولهذا التوازي بين الغيم والمطر عنصر جمالي ممثل في معرفة المبدع بكيفية تحقيق نقلات تراعي التقلبات النفسية مع التمتهيد للمستمع بالانتقال بهدوء وإثارة في ذات الوقت .
***


ترسمين بهمسك خطوطا للفجر
وترتلين بأنوثتك أناشيد الغيابِ
لم يبق للحزن سوى مسافة أمل
تصلني بك
هذا المقطع يعبر عن حالة من التضارب بين الحب والعتاب ولعله بغية أن يذكر
المحِبُّ محبوبته بواقعه الذي كانت –ربما –سببًا في مأساته .وأشعر بأن السطرين الأول
والثاني كاناأضعف من حيث دلالة تعبيراتهما وكان التعبير مسافة أمل تعبيرًا غير مباشر عن قلة المسافة ودنوّ الحزن ، كان استخدام التعبير غير المباشر عبقريًا في أنه يبرِز خوف الكاتب أو من يتحدث على لسانه من ذكر كلمة (مسافة قليلة) مباشرة ليؤكد حالة الضعف المتلبسة به أو ليبرِز فكرة وهي أن الأمل هي الوحدة التي يُقاس بها صغِر الأحجام وكِبَرُها.ولعل مجيء السطر الأخير لم يبق للحزن ....جاء ليوضح معنى فحواه العتاب لموقف مضى ، بحيث يصبح الكاتب أو من يتحدث على لسانه حريصًا على تذكير المحبوبة بشيء مضى ضايقه منها ،وهذا يزيد من توهج العمل وارتفاع قيمته الفنية.



صدئت شفتا هذا الليل
وأنا صدئت بانتظار سحابة لا تتسع للألم
أشيائي الجميلة ماتت
والحزن استنفد كل خطواتي
ألسنة الفجر تشققت
ليس بعالمي شيء سوى الصمت

هل ندفن معاً ،،،
جنازة الأمس
ونغني لربيع قادمٍٍ
ربما يحمل في طياته تفاصيل للأمل !!
كان التعبير أنا صدئت هامًا للغاية وأهميته في أن الكاتب أو من يتحدث على لسانه يعبر عن قوته حتى كأنه الحديد ، وهذه القوة التي تآكل شيء منها لابد من الإشارة إليها مرة أخرى من أجل التلاعب بالمحبوبة يمينًا ويسارًا –وكذلك القارئ- ليوصِل رسالة فحواها أنه وإن كان لا يريد أن يعيش في الحزن إلا أنه لا ينسى إساءة محبوبته حتى ولو كانت بين يديه ، فهذا المعدن الصلب مهما صدئ ...لا يُكسر .كذلك تعطى الفكرة دلالة حَرَفية عالية الجودة مفادها أن الفرحة لا تبعد عن الحزن كثيرًا وإنما هي منبعثة من رَحِمه ، وأخيرًا فإنها توضح أن الحزن المقيم بداخله حينا يستحيل فرحًا فإنه يستحيل فرحة غير عادية .وقد يقول القارئ إن الأخ العزيز ذكر كلمة ربما والأداة الاستفهامية هل بشكل يفيد استمرار المواربة والاحتمالية فأين هي الفرحة غير العادية خاصة إذا كانت كلمة الربيع منكّرة وليست معرفة ؟ فأقول :إن الذي يتضح لي من النص أن هذه النهاية التي تعمد وضعها هي نوع من التكتيك الذي يحرص المحبون على اتباعه مع محبوبيهم ، فاستخدام هذه الأدوات المفيدة الاحتمالية –من خلال السياق – يدل على تغير حقيقي ولكن الرغبة في نشويق الآخر وفي استكمال الثأر منه حتى استنفاد جميع ما فاته من أيام حلوة بسبب الهجر ، واستكمال لعبة العتاب قبل الوئام كل ذلك جعل النهاية تبدو موارِبة تحتمل كلتا النتيجتين ، واعتمادًا على ما كتبه الأخ العزيز من قبل فإن هذه الحالة تكون مغايرة لكل الحالات التي تنفتح الأبواب تجاه قوافل الحزن كليًا .فهذا النص حدث فيه انفراجة مفادها أن مساحة من الحزن لم يكن يُتصور –مجرد التصور- أن يتنازل عنها ، قد احتُلّت أو صار احتمال احتلالها والتنازل عنها واردًًا-في رأيي –بقوة اعتمادًا على ما في النص من عناصر تفيد الدخول في أجواء بهيجة ، ولعل كل ما ذُكِر بعد سأفتح معك صفحة للمطر هو استرجاع لما قبل هذا الموقف واستدعاء تكتيكي له.
العمل رائع للغاية وجدير بأن يُضاف إلى قائمة الأعمال الذهبية التقليدية لأخينا العزيز ولا أجد إلا أن أقول له
افرح أو احزن هذه حريتك ،لكن دُم مبدعًا وفقك الله

المشرقي الإسلامي 03-05-2009 07:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : فاقد ذاكرة العشق
اسم العضو : آمال البرعي
(4)
منذ لحظة لمحتك وأنت تنفرد بكينونتك الضائعة .. تبثها أشواقك اللاهثة إلى اللاشيئ .. نعم اللا شيئ ..فأنت مجهول الهوية والأحلام .. فاقد ذاكرة العشق
فاقد كل حروف النطق ودلالات الإيمان .. تغضُ الطرف عما تبقى من الآيام
تطوى الحاضر والمستقبل طى النسيان
وأنا لست منك بشيئ يُذكر .. دوماً أنا منك رسالة توبة تأبى الغفران تقف على أبواب الجنة محدقة كى لاتجرفها نيران جهنم ..تحلُم بالشق الأرحب للعدل من الرحمن ..
أنا لست منك بشيئ يُذكر .. وأنت سيد كل الأوراق المحترقة والمهترئة
تتلمس فيها يقين الشك وكهولة وقت يستدرجه الموت ..
ماأنت إلا بقايا حلم ..بقايا حديث عذب ..
مات كمداً بعد أن غلفه الصمت وطوته الآحزان
أنا ياسيد كل الأبواب المغلقة مفتاح قلبك
أنا ياسيد كل الأمانى الممزقة .. أمنيتك
أنا ياسيد كل الأحزان .. فرحك
أنا ياسيد النسيان ..ذاكرتك
أنا ياسيد الضياع ..دربك
أنا ياسيد الوهم .. حقيقتك
ياسيد الحلم المستحيل .. أنا التفسير
أنا التى يسع قلبى كل ماتبقى من أوراق وآيام وأحلام
أنا لست ذاكرة الفقد
أنا معنى الوجد فى زمن صعب ..
انا سيدة العشق لما تبقى لك من آيام
فقط ..إن أنت أردت .

المشرقي الإسلامي 03-05-2009 07:11 PM

منذ لحظة لمحتك وأنت تنفرد بكينونتك الضائعة
.. تبثها أشواقك اللاهثة إلى اللاشيئ .. نعم اللا شيئ
..فأنت مجهول الهوية والأحلام ..
فاقد ذاكرة العشق.الجميل في هذه المقاطع هو عنصر المفارقة بين الكينونة وهي التي تعبر عن وجود حقيقي وعنصر الضياع ثم تزداد الصورة تغييبًا من خلال اللاشيء وتكرار كلمة اللاشيء بعد كلمة نعم أشعر
المتلقي أنك تعمدتيها كأننا بإزاء حوار وأن هذا الآخر رد منكرًا فأكدتِ كلمة اللاشيء.
هنا تزداد العبارة حدة والواقع يتسم بحالة زاعقة أو بقدر كبير من التوتر يفهم القارئ من
خلال النص أن هناك حالة من عدم التكافؤ بين محب لا يملك شيئًا لمحبوبته حتى الأحلام وبين
مُحِبّة يزداد حبها لكل شيءويصل إلى الجنون بالأحلام .
فاقد كل حروف النطق ودلالات الإيمان ..
تغضُ الطرف عما تبقى من الآيام
تطوى الحاضر والمستقبل طى النسيان
وأنا لست منك بشيئ يُذكر
.. دوماً أنا منك رسالة توبة تأبى الغفران
تقف على أبواب الجنة محدقة كى لاتجرفها نيران جهنم
..تحلُم بالشق الأرحب للعدل من الرحمن ..
أنا لست منك بشيئ يُذكر
..
كل هذا الجزء كان عاديًا وليته اختُصِر لأنه عادي
ولم يضف شيئًا جديدًا ذا بال
وأنت سيد كل الأوراق المحترقة والمهترئة
تتلمس فيها يقين الشك وكهولة وقت يستدرجه الموت

الله ! أعجبني التعبير يقين الشك وكهولة وقت ..
عنصر التناقض والاستخدام المجازي للكلمة الكهولة
أفاد حالة التصور الذهني لكهولة الإنسان وبالتالي أصبح
الجو أكثر قتامة ..
ماأنت إلا بقايا حلم ..بقايا حديث عذب ..
مات كمداً بعد أن غلفه الصمت وطوته الآحزان
أنا ياسيد كل الأبواب المغلقة مفتاح قلبك
أنا ياسيد كل الأمانى الممزقة .. أمنيتك
أنا ياسيد كل الأحزان .. فرحك
أنا ياسيد النسيان ..ذاكرتك
أنا ياسيد الضياع ..دربك
أنا ياسيد الوهم .. حقيقتك

أيضًا تكرر الكلام الذي هو من حشو الحديث في الأسطر الثلاثة الأٌوَل
من أول أنا ياسيد كل الأحزان ......حقيقتك أحسست أن
الإيقاع تسارع وكأننا بإزاءحالة هيستيرية لا تملك فيها المحبوبة
إلا أن تقول الذي في داخلها من غير تفلسف بل بشكل عادي كأنها
قد رأت هذا الشخص لا يستحق إلا كلامًا عاديًا للغاية.
ياسيد الحلم المستحيل .. أنا التفسير
أنا التى يسع قلبى كل ماتبقى من أوراق وآيام وأحلام
أنا لست ذاكرة الفقد
تعبير ذاكرة الفقد كان موفقًا في إضفاء حالة من التتابع
في فقد الكينونة.
أنا معنى الوجد فى زمن صعب ..
انا سيدة العشق لما تبقى لك من آيام
فقط ..إن أنت أردت.
جميل للغاية اللفظ الأخير إن أنت أردت فهنا نحن بحيال حالة المواربة .. ما زال الباب مفتوحًا
لقبوله عاشقًا محبًا من جديد ، بل إني ألمح شيئًا أجمل وهو التسامح والذي رغم الألفاظ
التي تدل على الكبرياء الصارخ إلا أنه ما زال موجودًا .
النص فيه توصيف دقيق لطبيعة الأنثى والتي مهماتغضب تظل العاطفة في النهاية
هي الموجة الهادئة التي تعيد سفنها مهما بعدت عن حبيبها نحو المرسى.
في النهاية يبقى باب التأويل للنهاية مفتوحًا وهذا ذكاء شديد منك ،فربما يعود
وربما يستمر الوضع وبين الاحتمالين تتوقّد قيمة العمل ويكون للعتاب شجنه الجميل.
دمت رائعة ... باركك الله

المشرقي الإسلامي 04-05-2009 10:10 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


(5)
اسم العمل : آت ..آت ..آت
اسم العضو: ميس إيجيبت

تبوح كلمتي

عن وحشتي
وهل تختزل محبتي

حتما ستأتينى لامحاله



سنأتي ..قبل الصباح
قبل مقتل القمر
في وجه النهار

حتما ستأتي
قبل جفاف محبرة الكلام
وجفاف دموعي على
صحف الغرام




آت....آت....آت




قالت ساحرة الهوى
وعرافة القلوب الميتة

:هاتي ..من رأسه ..
بشعرة
جزء من قميصه ...
....معطر بجسمه
نبيذ من شفتية
معتق ..بحبه
وريشة خضراء



سنكتب تعويذة
سيأتي هذا المساء
أغمضت عينيها
على محياه
وأطبقت أنفاسها
على شذاه


آت آت آت







سيقترب الشفق
محملا
بآهات وغناء
حينها
سآتيك
أنــا
غابة كستناء
أو ..
ربما
موجة زرقاء
أو
ربما

كما تشاء

http://www.F5ry.com/uploads/images/w...fce86fb2fc.jpg

عندما يقترب الشفق
سألبس
زرقة السماء
سأربط
بالياسمين معصمي
أطوق
بالفيروز عنقي
وأتيك بلا حذاء


لماذا كل هذا





??????


الان أتساءل







هـــل


http://www.F5ry.com/uploads/images/w...0e8c7fb468.bmp

???

لا أعتقـــد !




















فنحن تجاوزنا كلمة
حـــب
فنحن تجاورنا في
قلـــب

المشرقي الإسلامي 04-05-2009 10:14 PM

أختنا العزيزة .. أهلاً ومرحبً بك مبدعة ونرجو لك التوفيق .
الخاطرة أعجبتني فيها العديد من النقاط مثل :
وهل تختزل محبتي

تعبير تختزل محبتي جميل لماذا ؟ لأن فيه العلاقة بين الدال والمدلول
فيها تعاكس يبرز الحالة بمعنى أن المحبة شيء غير ملموس لكن
كلمة تختزل فيها تعبير عن حالة انكماش هذا الحب لدرجة أنه صار
شيئًا يمكن السيطرة عليه ومراقبته وتشكيله واختزاله.

ومثل :
سنأتي ..قبل الصباح
قبل مقتل القمر
في وجه النهار

هنا أعجبني الرؤية وهي أن الصباح هو مقتل القمر
وليس الضياء المنتظر وهذا تدليل على حالة الرومانسية
المستغرقة التي لا يمكنها تحمٌّل دخول الشمس .
محبرة الكلام
العلاقة بين الصوت والصورة ، فالمحبرة للكلمات لكن لما تأتي
كلمة الكلام فيكون فيهاإشعار بحالة الحركة والمناجاة كأن
المحبرة نفسها تتكلم .
الألفاظ آت آت آت كأنك بذلك تستدعين أصداء صوته
هنا لمحة جميلة لا تضطرين فيها للقول إنه يقول أنا آت .
قالت ساحرة الهوى
وعرافة القلوب الميتة

:هاتي ..من رأسه ..
بشعرة
جزء من قميصه ...
....معطر بجسمه
نبيذ من شفتية
معتق ..بحبه
وريشة خضراء




سنكتب تعويذة
سيأتي هذا المساء
أغمضت عينيها
على محياه
وأطبقت أنفاسها
على شذاه
صغتييه صياغة
متميزة وفيها عنصر التوظيف للكلمات والحقول الدلالية .
السحر للحب وليس للفراق وكلمتا المحيّا والشذا جاءتا لتفيد حالة
الإعجاب والجو الهادئ وأنا لا أحب استخدام هذه الألفاظ لأنها قد تدخل
في دائرة التحريم حتى وإن كان المعنى مجازيًا .
وأشعر في الخاطرة بروح ألف ليلة وليلة .نبيذ الشفاه والشعر المعطر كلها
ملامح يمكن القول إنها سندبادية تتماشى مع الحالة بشكل رائع.
اعذريني أختي فأنا لا أعرف شيئًا عن النباتات ما هي الكستناء ؟
هل هي كأشجار الأرز ؟ كما تشاء جاءت في مكان مناسب وبعد
تدرج لاحتمالات عديدة كأنك تقولين له أنا لن أجئ إلا على الشكل الذي
يرضيك .وبشكل غير مباشر تقولين له أنه أكبر من كل هذه الأشياء .
لكن كان الجو الشاعري وطريقة تنسيق الكلمات والنقاط وكذلك
قصر الجمل مشعرًا للغاية بحالة الهدوء والهمس والحنين المعطر بالفرحة
وليس الشجن .
عندما يقترب الشفق
سألبس
زرقة السماء
سأربط
بالياسمين معصمي
أطوق
بالفيروز عنقي

صور كلها جميلة وارتداء زرقة السماء لفظ جميل
فيه اعتماد على عنصر الصورة والحركة معًا
وكذلك الياسمين لكن كلمة بلا حذاء .. off side
خارجة تمامًا عن الجو الشعوري إلى حالة بائسة
كأننا بإزاء أبناء الشوارع. أتوقع أن تكون صورة المحبوبة
بالشكل السيندريلي تطغى عليك في كتابة الخاطرة ، لكن
لو تركتيها لفهمها المتلقي من تلقاء نفسه .
فنحن تجاوزنا كلمة
حـــب
فنحن تجاورنا في
قلـــب
الله الله الله ! يا سلام ما أروعك ابنة النيل والكنانة هكذا هن بنات
مصر أبد الدهر .. التعليل لتجاوز كلمة الحب كان رائعًا .التعليل
كان جميلاً ومقنعًا والجميل أنني طيلة الخاطرة لم أشعر بحالة
الحركة أو التسلل الخفي للقلب .إحساسك بالحركة كان
مناسبًا وإحساسك بالخلفية والصورة والمؤثرات الشاعرية
كان عبقريًا ولا يقلل منه وجود هذه الأخطاء البسيطة.
ملاحظة أخيرة :
الصورة

http://www.F5ry.com/uploads/images/w...a83d6a030c.bmp


تكون مقبولة إلكترونيًا لكنها لن تكون كذلك عند طباعة عملك الأدبي.
الصور كانت جميلة لكن نحن في فن الخاطرة وليس الفوتوغرافيا ، ووجود هذه الصور
داخل العمل وليس بعده قد يدعو البعض للقول بأنك تحاولين التحايل بالصورة على
الحروف .لكن الحقيقة أن عملك حتى بدون الصور أروع من رائع .
أخيرًا كلمة آت بكل لون أضفت حالة معينة من الشعور إما بالانتظار
الممزوج بالفرحة وإما بالهمس وإما بالأنوثة حتى لكأن كلمة آت
مرة يقولها هو ومرة تتذكرها هي flash back
أحسنت وعفوًا إن كنت أمللتك بالتدقيق في أشياء تمر بشكل عابر .
واليوم كان يومًا جميلاً وجدت أربعة أو خمسة رائعة دفعة واحدة .
شكرًا لك وتقبلي أسمى تحياتي

المشرقي الإسلامي 06-05-2009 09:55 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


اسم العمل :على حافة حلم ....

اسم العضوة : إيناس
(6)

كان لقاؤنا الأخير
حين ودعتك قائلة
متعبة أنا من المسير
بحثا عن زهرة اللقاء لا تنبت
إلا قرب واد المستحيل


إعترفت لك حينها
أني أسوأ إمرأة في دنيا الحب
قلت لك ...
لا تقترب من لهيب عشقي
فتحرقك نار الشوق
ولا تبتعد عني
فيمسك جنون الحنين
وتبقى معلقا بين
لعنة الأمل
وظلم الألم


قلت لك ...أني أقيم
خارج أسوار مدائن العشق
أتلحف سواد الأماني
وأتوسد أشواك الصبر
على صدري قلادة إسمها القلب
رفيق لدربي
أشد بيده
كلما لسعته جمرة الشوق


قلت لك أن ...
صدر أيامي لم يكن عريضا بما يكفي
ليحمل رأسي المثقلة بأشجاني
فرميت نفسي بين أحضان
بحور يأسي الحائرة
لا مرسى لها ولا شطئان


صدقني سيدي، أنا لا أتعذر
لكنني إمرأة تحب
بصمت لن يطيقه بشر
أحب بشقاء الوفاء
وأخون بوفاء الشقاء


فأدر ظهرك لي ولا تلتفت إلى الوراء
وإسحق بخطاك كل أماني وكل رجاء
وإتركني أنظر إليك راحلا
أدفن لقاءا كان بيننا
....هنا....
على حافة حلم

المشرقي الإسلامي 06-05-2009 10:02 PM

اللغة المجازية بدءًا من العنوان مرورًا بالأحداث انتهاء بالختام كانت حاضرةبشكل متوازن للغاية .
على حافة حلم : الحلم كأنه سور أو شيء يُجلس عليه ، وهذا يولد مجموعة من المشاعر المسيطرة على القارئ والمبدع على حد سواء كلها مشاعر قلق وخوف من سقوط هذا الحالم .وهذا العنوان يجسد نظرة المبدع لماهية الحلم ودوره في دفع عجلة أفكاره إلى الأمام .
زهرة اللقاء ووادي المستحيل ، كانا تعبيرين متقنين للغاية ، فاللقاء الذي يستمر مرة بعد أخرى كأنه زهرة يقابله في الناحية المقابلة المستحيل وهو منحدر عميق ، وكان هذا التقابل مقويًا لصورة التضاد.



خارج أسوار مدائن العشق
أتلحف سواد الأماني
وأتوسد أشواك الصبر
على صدري قلادة إسمها القلب
رفيق لدربي
أشد بيده
كلما لسعته جمرة الشوق

هذه البيئة المتكاملة ، والتي كان فيها المجاز ذكيًا متقنًا تصوير العشق بالمدينة ذات الأشواك ، ووجود اللحاف لكنه لحاف مخيف لحاف أسود ، ومعنى تلحف الأماني وتوسد الشوك هو الألم الشديد لكنه جعل الحصار لا فكاك منه ، فما فوق وما تحت كله سواد وشوك .

قلت لك أن صدر أيامي لم يكن عريضا بما يكفي
ليحمل رأسي المثقلة بأشجاني
فرميت نفسي بين أحضان
بحور يأسي الحائرة
لا مرسى لها ولا شطئان

صدر أيامي تعبير مبتكر رائع للغاية وكان العرض والاتساع من مرادفات الجسد البشري ، وهذا جعل لحالة الأنسنة دورًا كبيرًا في تعميق شعور الحزن واليأس .
جميل هو ورائع للغاية هذا التعبير صدر أيامي ، فهو يقصد به أيام الشباب ، وهذا تعبير تشكيلي لدرجة كبيرة . أما جملة ليحمل رأسي المثقلة بأشجاني ، فلم تكن في صالح النص أ ي أنها كانت زائدة .


صدقني سيدي، أنا لا أتعذر
لكنني إمرأة تحب
بصمت لن يطيقه بشر
أحب بشقاء الوفاء
وأخون بوفاء الشقاء

لله در ما تكتبين ، لقد كانت النزعة الفلسفية حاضرة بشدة ، وهي تعبير عن هذا الوعي المتراكم بكيفية التعبير عما يجيش بصدر الإنسان ، وكذلك الموازاة بين الحب بصمت والاعتذار كمحصلة لحياة الوفاء والصدق .


فأدر ظهرك لي ولا تلتفت إلى الوراء
وإسحق بخطاك كل أماني وكل رجاء

حالة الكبرياء والتي ظلت كامنة ، وتجسد صبر المرأة ، وفي هذا المقطع أرى لغة عيون مستبطنة ، وكانت القطعة من خلال السجع لها طابع شعري . ما يميز هذا المقطع أنه يعبر عن الأنثى في لحظتين مختلفتين تمامًا ، ومتلاحقتين ، ففي ثانية بعد أن تدرك المرأة أن هذا الآخر لا يبادلها مشاعرها تظهر لها وجهًا آخر هو وجه الكبرياء والأنفة وهذا دائمًا طبعها .

واتركني أنظر إليك راحلا
أدفن لقاءا كان بيننا
....هنا....
على حافة حلم

جميل ما كتبت ِ ، وقد كان للنقاط تأثيرها الذي يشعِر بالصمت الذي يسبق الكلمة الأخيرة . كانت النقاط معبرة عن دفقة شعورية وعن أداء صوتي معين وهذا من جماليات العمل . وكانت فكرة الاسترجاع للذكريات موفقة للغاية في تبرير هذا الشعور تجاهه ، فهي تقص عليه أسباب عتابه لها ، وتمضي فيها منتهية به إلى الأسباب التي من أجلها قالت له ارحل . هذا العمل من أجمل ما كتبت وتتضح هذه الحقيقة حينما تقارنينه بما كتبتيه منذ ستة أشهر أو أكثر . عمل اجتمعت فيه خصائص عدة ، كاللغة المجازية ، والرؤية الفلسفية ، والحوار المنهجي ، والعنوان . دمت موفقة باركك الله .

المشرقي الإسلامي 08-05-2009 02:13 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : بين الأمل والرجاء
اسم العضو : سلسبيلا
(7)

سكن الليل وأسدل ستائرة المظلمة على قلبى
ومازال هناك بصيص من أمل أطل به على نافذة أحلامى الضائعة
فذاك قلمى الذى يحتضن أحلامى برفق وتلك ورقتى التى تداعب حروفى بأنامل حريرية الملمس
فى كل ليلة تعزف مشاعرى لحنا رقيقا بنبضات قلب تخفق كلما تذكرتك
فأعيش حلما ورديا للحظات وتأخذنى اللهفة لذاك الطريق المجهول
الذى سئمت البحث عنه
وبين أحلام يقظتى يعلو صوت الضمير وتأخذنى سواقى الزمن بين متاهات الحياة
لتسرق أجمل سنين عمرى ويحترق الحلم وما أجد إلا سلاح الصبر
وأعود ليأخذنى الحنين بتدفق مطر الذكريات لربيع العمر فألملم حقيبة اليأس من جديد لأقذفها فى قاع مظلم لا تراه العيون وبين ثنايا الأمل اعود ثانية لأرتمى بأحضان حروفى الشاردة لأتصيد المشاعر الصادقة هنا وهناك
فأغرق فى أمواج العشق ليبتسم لى القدر لحظات فتضىء شموس حب حالمة فى عتمة ليلى الكاحل ليستعمر قلبى احساس سئمت التخلص منه
فتارة يصيبنى سهم الحب وتارة انتزعه بعنف خشية من الندم
وبين طعنات حب هنا وهناك وقطرات نور هنا وهناك
عشت شاردة العقل والقلب بين الحقيقة والسراب
لأجدنى أرتوى من حروفى
فكلما اشتقت ارتويت بحبر قلمى
وكلما شعرت ببرودة احساس تلحفت بورقتى المغمورة بحروف أمل دافئة

المشرقي الإسلامي 08-05-2009 02:17 PM

أختي العزيزة سلسبيلا :

أهلاً بك ضيفة عزيزة على هذه الخيمة . قبل البدء في التعليق أسأل : هل هذا الذي كتبتيه كان نتاجًا مباشرًا لما قرأتيه في هذا الموضوع أم أن كان مكتوبًا من قبل ذلك ؟ عمومًا في كل حال العمل يستحق
الإشادة للغاية وتوافرت فيه عناصر تجعله مميزًا.


سكن الليل وأسدل ستائرة المظلمة على قلبى
ومازال هناك بصيص من أمل أطل به على نافذة أحلامى الضائعة


جميل ها هنا التكامل في البيئة ، فالجملة كلها شاعرية ، لأن الستائر والظلمة والليل من نفس البيئة ،
كذلك تشبيه القلب بأنه شيء يغطى بالستائر كان تعبيرًا شاعريًا .. أحسنت
البصيص - النافذة - الطل .. من نفس البيئة واستخدمت ِ كل ذلك دون تكلف ولفظة أحلامي الضائعة جميل فيها التجسيد أي تشبيه الحلم بالشيء الضائع ..

كل ليلة تعزف مشاعرى لحنا رقيقا بنبضات قلب تخفق كلما تذكرتك
فأعيش حلما ورديا للحظات وتأخذنى اللهفة لذاك الطريق المجهول
الذى سئمت البحث عنه
العزف واللحن من نفس البيئة التشبيهية ، الحلم الوردي كانت عبارة موفقة في إضفاء حالة نفسية مريحة وتشبيه نبضات القلب باللحن فيه حسن توظيف لعنصر الحركة ..(شاعرة دون علمنا؟!)

وبين أحلام يقظتى يعلو صوت الضمير وتأخذنى سواقى الزمن بين متاهات الحياة
لتسرق أجمل سنين عمرى ويحترق الحلم وما أجد إلا سلاح الصبر
جميل كذلك سواقي الزمن والمتاهات تعبيران فيهما تجسيد جميل وتشبيه للزمن بالساقية كان موفقًا ..
يراودني الإحساس أن روح الأخت الحنين كان حاضرًا في العمل.



وأعود ليأخذنى الحنين بتدفق مطر الذكريات لربيع العمر
بيئة متكاملة من التصوير
فألملم حقيبة اليأس من جديد لأقذفها فى قاع مظلم لا تراه العيون وبين ثنايا الأمل اعود ثانية لأرتمى بأحضان حروفى الشاردة لأتصيد المشاعر الصادقة هنا وهناك
..
أتصيد مشاعر الأمل مكررة بدون داعٍ
والصور كلها متماشية مع الحالة النفسية .. حقيبة اليأس تعبير جميل عن تراكم اليأس وعنصر الحركة كان رائعًا في جملة أقذف بها في قاع مظلم ..

وهناك
فأغرق فى أمواج العشق ليبتسم لى القدر لحظات فتضىء شموس حب حالمة فى عتمة ليلى الكاحل ليستعمر قلبى احساس سئمت التخلص منه
الغرق وأمواج العشق نفس البيئة ، لفظة حالمة ربما تكون غير واقعية لأن الحلم من مرادفات الليل والجري وراءالصورة ربما جعلها تأخذ هذا الشكل.
فتارة يصيبنى سهم الحب وتارة انتزعه بعنف خشية من الندم
وبين طعنات حب هنا وهناك وقطرات نور هنا وهناك
عشت شاردة العقل والقلب بين الحقيقة والسراب
لأجدنى أرتوى من حروفى
فكلما اشتقت ارتويت بحبر قلمى
وكلما شعرت ببرودة احساس تلحفت بورقتى المغمورة بحروف أمل دافئة

سهم الحب - يصيبني - ينتزعني -الجرح كلهابيئات متكاملة أحسنت التعبير عنها
السراب والارتاء ...نفس البيئة التشبيهية وتعبير ارتويت بحبر قلمي جميل للغاية فيه عنصر التجسيد.\

البرودة الالتحاف الدفء كلها من نفس البيئة أيضًا .
حقيقة العمل رائع للغاية لا أجد ترددًا في القول بأنه عمل ذو طابع احترافي ..كان وجود الصور فيه عنصرًا فاعلاً ووظّف بشكل سليم في المكان المناسب .. عمل رائع وأرجو الاستمرار على هذا المنوال
__________________


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.