حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أحمد مطر (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=17419)

ساري111 22-12-2003 09:43 PM

" تجفيف المنابع "

ماذا عَنِ السَّحابْ ؟
عَـن رَعْـدِهِ وَمائِـهِ
وَبَـرْقِـهِ الخَلاّبْ ؟
ماذا عَـنِ التُّرابْ ؟
في صَـدْرِهِ يُـزَمجِرُ الجَـمْـرُ
وَفـوقَ ثَغْـرِهِ
تَبتسِـمُ الأعشابْ ؟
ماذا عَـنِ العُبابْ ؟
في قَعْـرِهِ مَقبرةُ الصُّلْبِ
وَفَـوقَ ثَغْـرِهِ
أُرجوحـةُ الأخشـابْ ؟
ماذا عَـنِ الثُّقابْ ؟
عَـن شَهْقَةٍ تُوقِـدُ ألفَ شَمعَةٍ
وَزَفْـرَةٍ تُحـرِقُ ألفَ غابْ ؟
ماذا عَـنِ الكِتابْ ؟
عَـن صامتٍ مُزمجـرٍ
وَمُعْـدِمٍ وَهّـابْ
مُطأطِئٍ في حَضْـرَةِ الأيْـدي
وَفي حَضْـرَتِهِ .. تُطأطِئُ الرِّقابْ ؟
ماذا عَـنِ الزُّرقَةِ في السَّماءِ
عَن تَنفُّسِ الهَـواءِ
عَن تَمخُّضِ النِّساءِ
عَن كَرْكَـرَةِ الصِّغارِ
عَـن تَفَتُّحِ الأزهـارِ
عَـن تَرنُّمِ الأطيارِ
عَـن تَدفُّقِ الشَّبابْ ؟
عَن رَفَّـةِ القَلْبِ على ذوائبِ الأهدابْ ؟
عَن راحـةِ الشَّمسِ الّتي تَدُقُّ كُلَّ بابْ ؟
ماذا عن الأشياءِ هـذي كُلِّهـا .. ؟
هَـل يَقدِرُ الأذنابُ أن يُجَفِّفوا
مَنابِعَ الإرهـابْ ؟‍!

ساري111 22-12-2003 09:44 PM

" الإرهــابي "

دخلتُ بيتي خُلسةً منْ أعيُنِ الكلابْ
أغلقتُ خلفي البابْ .
نزلتُ للسِّردابْ أغلقتُ خلفي البابْ .
دخلتُ في الدُّولابْ
أغلقتُ خلفي البابْ .
هَمَستُ همساً خافِتاً : ( فليسقطِ الأذنابْ )
وَشَتْ بِيَ الأبوابْ !
دامَ اعتقالي سَنَةً .. بِتُهمَةِ الإرهابْ !

ساري111 22-12-2003 09:44 PM

" الأدلّــــة ! "

الموتُ لَهُ بالمِرصـادْ :
هَـدأةُ فَـخٍّ ، رَعْشَـةُ حَبْـلٍ ،
شَهْقَةُ قَوسٍ ، رَعْـدُ زِنـادْ .
إن طارَ إلى أعلى جَبَـلٍ
أو غارَ إلى أسـفَلِ وادْ
سَـوفَ يُبـادْ .
- هُـوَ شُـوهِدَ يَلتَقِطُ الزّادْ !
- ويَطيـرُ إلى حيثُ أرادْ !
- وَيَحُـطُّ لِيَنظِـمَ أعشاشـاً !
- ويُمارِسُ فَـنَّ الإنشـادْ !
كُـلُّ أفاعيـلِ العُصفـورْ
شـاهِدَةٌ أنَّ المَذكـورْ
قـامَ بإرهـابِ الصَيَّـادْ !
أيُّ بِلادْ تَجـرؤُ أن تَضَعَ الأصفـادْ
أو تَنفـيَ جُـرْمَ الإفسـادْ
عَـن مُتَّهَمٍ بِبَـراءتِه
في هـذا الزّمَـنِ القَـوّادْ ؟!

ساري111 22-12-2003 09:45 PM

" ياليتنى كنت معي "

أصابعي تـفر من أصابعي
وأدمعي حجارة تسد مجرى أدمعي
وخلف سور أضلعي
مجمرة تفور بالضرام
تحمل في ثانية كلام ألف عام
لكنني بيني و بيني تائه
فها أنا من فوق قبري واقف
وها أنا في جوفه أنام
وأحرفي مصلوبة بين فمي و مسمعي
ما أصعب الكلام
ما أصعب الكلام
يا ليتني مثلي أنا أقوى على المنام
يا ليتني مثلي أنا أقوي على القيام
حيران بين موقفي و مضجعي
يا ليتني ... كنت معي ..

ساري111 22-12-2003 09:45 PM

" الـبـاب "

بابٌ في وَسَـطِ الصّحراءْ
مَفتـوحٌ لِفضـاءٍ مُطلَـقْ
ليسَ هُنالِكَ أيُّ بِنــاءْ
كُـلُّ مُحيـطِ البابِ هَـواءْ
- مالكَ مفتــوحاً يا أحمَـقْ ؟!
- أعـرِفُ أنَّ الأمـرَ سَـوَاءْ
لكـنّي ..
أكـرهُ أنْ أُغلَــقْ !!

ساري111 22-12-2003 09:46 PM

" مزرعـة الدّواجـن "

سَبـعُ دجاجـاتٍ وديكٌ واحِـدٌ
مُستَهْـدَفٌ للرغبـةِ العمـلاقَـهْ .
تنثُـرُ حَـبَّ الحُـبِّ في أحضـانِـهِ
وخَـلْفَهـا الأفـراخُ تشكو الفاقَـهْ !
سُبحـانَ مَن يقسِـمُ
ما بينَ الورى أرزَاقَـهْ .
والسّبعُ تِلكَ باقَـةٌ
ناريّـةٌ سبّاقَـهْ
وسـوفَ تأتي باقَـةٌ
وسـوفَ تأتـي باقـهْ .
كُلٌّ تهُـزُّ رِدْفَهــا
ملهـوفَـةً مُشتاقـهْ
كُلٌّ - لأنَّ قَلبَهـا
لا يرتَضـي إرهاقَـهْ -
لقـاءَ هَتكِ عِرضِهـا ..
تعرِضُ َبـذْلَ ( الطّاقَـهْ ) !
والدّيكُ فيمـا بينهـا ..
يُطَبِّــعُ العلاقـهْ !

ساري111 22-12-2003 09:46 PM

" الـمغبـون "

مؤمِنٌ يُغمِضُ عينيهِ،
ولكنْ لا ينامْ .
يقطَـعُ اللّيلَ قياماً ..
والسّلاطينُ نِيـامْ .
مُسـرِفٌ في الإحتِشـامْ .
إنّما يستُرُ عُـريَ النَّاسِ
حـتى في الحَرامْ !
حَسْـبُهُ أنَّ بحبلِ اللهِ
ما يُغْنيـهِ عنْ فَتلِ حِبالِ الإتّهـامْ .
مُنصِـفٌ بينَ الأَنـامْ
تستـوي في عينِـهِ الكَحْـلاءِ
تيجـانُ السَّلاطينِ وأسْمالُ العَـوامْ .
مؤمِـنٌ بالرّأيِ
يحيـا صامِتـأً
لكنَّـهُ يرفِضُ أنْ يمحـو الكَلامْ .
طَـيّبٌ
يفتَـحُ للجائِـعِ أبوابَ الطّعـامْ
حينَ يُضنيـهِ الصّيـامْ .
بلْ يواري أَثـَرَ المُحتـاجِ
لوْ فَكّـرَ في السّطـوِ على مالِ الطُّغامْ .
وَيُغطّـي هَربَ الهاربِ مِـنْ بطْشِ النّظـامْ .
مَلجـأٌ للإعتِصـامْ
وَأَمـانٌ وسـلامْ .
وعلـى رَغـمِ أياديـهِ عَليكُـمْ
لا يـرى مِنكُـمْ سِـوى مُـرِّ الخِصـامْ .
أيّها النّاسُ إذا كُنتُـم كِرامـاً
فَعَليكُـمْ حَـقُّ إكـرامِ الكِرامْ.
بَـدَلاً من أنْ تُضيئـوا شمعَـةً
حيّـوا الظـلامْ !

ساري111 22-12-2003 09:47 PM

" مُـكابــرة "

أُكابِـرْ... أُضمّدُ جُرحي بحشْدِ الخَناجِرْ
وأمسَـحُ دَمعـي بكَفَّـيْ دِمائـي
وأُوقِـدُ شمعـي بِنـارِ انطِفائي
وأحـْـدو بِصمْـتي مِئاتِ الحَناجِـرْ
أُحاصِـرُ غابَ الغيابِ المُحاصِـرْ :
ألا يا غِيابي .. أنـا فيكَ حاضِـرْ !
أُكابِـرُ ؟ كلاّ .. أنَـا الكبرياءْ !
أنَـا توأَمُ الشّمسِ أغـدو وَاُمسـي
بغيرِ انتِهـاءْ !
ولي ضَفّتـانِ :
مسـاءُ المِـدادِ وصبْـحُ الدّفاتَـرْ
وَشِعــري قَناطِـرْ !
متى كانَ للصُبْـحِ واللّيلِ آخِـرْ ؟
إذا عِشـتُ أو مِـتُّ فالموتُ خاسِـرْ .
فلا يعرِفُ الموتُ شِعْراً
ولا يَعرِفُ المـوتَ شاعِـرْ !

ساري111 22-12-2003 09:47 PM

" طبـق الأصـل "

الدُّودَةُ قالـتْ للأرضْ :
إنّـي أدميتُكِ بالعَـضْ.
زلزَلـتِ الأرضُ مُقهقِهـةً :
عَضّـي بالطُّـولِ وبالعَـرضْ .
مِـنْ صُـنْعـي هيكَلُكِ الغَـضْ
ودِماؤكِ من قلـبي المَحـضْ
ورضـايَ بعضِّكِ إحسـانٌ
ورضـاكِ بإحسـاني فَرضْ .
إنّـي قَـد أوجـدْتُكِ حـتّى
تنتَزِعـي من جَسَـدي الموتـى
ولَكِ الدّفـعُ .. ومنكِ القبـضْ .
الأرضُ انطَرَحَـتْ بِسُـموٍّ
والدُّودَةُ قامَـتْ في خَفضْ
وأنـا الواقِفُ وَسْـطَ العَرضْ
أسـألُ نفسي في استغرابٍ :
من ذا يتعلّـمُ مِن بعضْ ؟
الأرضُ، تُـرى، أمْ أمريكـا ؟
الدودَةُ .. أمْ دُوَلُ الرّفـضْ ؟

ساري111 22-12-2003 09:48 PM

" ضـدّ التيـار "

الحائِطُ رغـمَ توَجُّعِـهِ
يتحَمّـلُ طَعْـنَ المِسمـارْ
والغُصـنُ بِرَغـمِ طراوَتِـهِ
يحمِـلُ أعشاشَ الأطيـارْ .
والقبْـرُ برغمِ قباحَتِـهِ
يرضـى بنمـوِّ الأزهـارْ .
وأنـا مِسماري مِزمـارْ
وأنـا منفـايَ هوَ الدّارْ
وأنَـا أزهـاري أشعـارْ
فلِمـاذا الحائِطُ يطعَـنُني ؟
والغُصـنُ المُتَخَفّـفُ منّـي.. يستـَثـقِلُني ؟
ولِماذا جَنّـةُ أزهـاري
يحمِلُها القبـرُ إلى النّـارْ ؟
أسألُ قلبي :
ما هـوَ ذنبي ؟
ما ليَ وحـدي إذْ أنثُرُ بَذرَ الحُريّـةِ
لا أحظـى من بعـدِ بِذاري
إلاّ بنمـوِّ الأسـوارْ ؟!
يهتِفُ قلـبي :
ذنبُكَ أنّكَ عُصفـورٌ يُرسِـلُ زقزَقَـةً
لتُقَـدَّمَ في حفلَـةِ زارْ !
ذنبُكَ أنّكَ موسيقيٌّ
يكتُبُ ألحانـاً آسِـرةً
ليُغنيها عنـهُ .. حِمـارْ !
ذنبُكَ أنّكَ ما أذْنَبتَ ..
وعارُكَ أنّكَ ضِـدَّ العـارْ !
في طوفـانِ الشّرفِ العاهِـرِ
والمجـدِ العالـي المُنهـارْ
أحضُـنُ ذنـبي
بِيـَدَيْ قلـبي
وأُقبّـلُ عاري مُغتَبِطـاً
لوقوفـي ضِـدَّ التّيـارْ .
أصـرُخُ : يا تيّـارُ تقـدّمْ
لنْ أهتَـزَّ ،ولـنْ أنهـارْ
بلْ سَتُضارُ بيَ الأوضـارْ .
يا تيّـارُ تقـدّم ضِـدّي
لستُ لوَحـدي
فأنا .. عِنـدي !
أنَا قبلـي أقبلتُ بوعْـدي
وسأبقى أبعَـدَ مِنْ بعـدي
مادمـتُ جميـعَ الأحـرارْ !


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.