" تجفيف المنابع "
ماذا عَنِ السَّحابْ ؟ عَـن رَعْـدِهِ وَمائِـهِ وَبَـرْقِـهِ الخَلاّبْ ؟ ماذا عَـنِ التُّرابْ ؟ في صَـدْرِهِ يُـزَمجِرُ الجَـمْـرُ وَفـوقَ ثَغْـرِهِ تَبتسِـمُ الأعشابْ ؟ ماذا عَـنِ العُبابْ ؟ في قَعْـرِهِ مَقبرةُ الصُّلْبِ وَفَـوقَ ثَغْـرِهِ أُرجوحـةُ الأخشـابْ ؟ ماذا عَـنِ الثُّقابْ ؟ عَـن شَهْقَةٍ تُوقِـدُ ألفَ شَمعَةٍ وَزَفْـرَةٍ تُحـرِقُ ألفَ غابْ ؟ ماذا عَـنِ الكِتابْ ؟ عَـن صامتٍ مُزمجـرٍ وَمُعْـدِمٍ وَهّـابْ مُطأطِئٍ في حَضْـرَةِ الأيْـدي وَفي حَضْـرَتِهِ .. تُطأطِئُ الرِّقابْ ؟ ماذا عَـنِ الزُّرقَةِ في السَّماءِ عَن تَنفُّسِ الهَـواءِ عَن تَمخُّضِ النِّساءِ عَن كَرْكَـرَةِ الصِّغارِ عَـن تَفَتُّحِ الأزهـارِ عَـن تَرنُّمِ الأطيارِ عَـن تَدفُّقِ الشَّبابْ ؟ عَن رَفَّـةِ القَلْبِ على ذوائبِ الأهدابْ ؟ عَن راحـةِ الشَّمسِ الّتي تَدُقُّ كُلَّ بابْ ؟ ماذا عن الأشياءِ هـذي كُلِّهـا .. ؟ هَـل يَقدِرُ الأذنابُ أن يُجَفِّفوا مَنابِعَ الإرهـابْ ؟! |
" الإرهــابي "
دخلتُ بيتي خُلسةً منْ أعيُنِ الكلابْ أغلقتُ خلفي البابْ . نزلتُ للسِّردابْ أغلقتُ خلفي البابْ . دخلتُ في الدُّولابْ أغلقتُ خلفي البابْ . هَمَستُ همساً خافِتاً : ( فليسقطِ الأذنابْ ) وَشَتْ بِيَ الأبوابْ ! دامَ اعتقالي سَنَةً .. بِتُهمَةِ الإرهابْ ! |
" الأدلّــــة ! "
الموتُ لَهُ بالمِرصـادْ : هَـدأةُ فَـخٍّ ، رَعْشَـةُ حَبْـلٍ ، شَهْقَةُ قَوسٍ ، رَعْـدُ زِنـادْ . إن طارَ إلى أعلى جَبَـلٍ أو غارَ إلى أسـفَلِ وادْ سَـوفَ يُبـادْ . - هُـوَ شُـوهِدَ يَلتَقِطُ الزّادْ ! - ويَطيـرُ إلى حيثُ أرادْ ! - وَيَحُـطُّ لِيَنظِـمَ أعشاشـاً ! - ويُمارِسُ فَـنَّ الإنشـادْ ! كُـلُّ أفاعيـلِ العُصفـورْ شـاهِدَةٌ أنَّ المَذكـورْ قـامَ بإرهـابِ الصَيَّـادْ ! أيُّ بِلادْ تَجـرؤُ أن تَضَعَ الأصفـادْ أو تَنفـيَ جُـرْمَ الإفسـادْ عَـن مُتَّهَمٍ بِبَـراءتِه في هـذا الزّمَـنِ القَـوّادْ ؟! |
" ياليتنى كنت معي "
أصابعي تـفر من أصابعي وأدمعي حجارة تسد مجرى أدمعي وخلف سور أضلعي مجمرة تفور بالضرام تحمل في ثانية كلام ألف عام لكنني بيني و بيني تائه فها أنا من فوق قبري واقف وها أنا في جوفه أنام وأحرفي مصلوبة بين فمي و مسمعي ما أصعب الكلام ما أصعب الكلام يا ليتني مثلي أنا أقوى على المنام يا ليتني مثلي أنا أقوي على القيام حيران بين موقفي و مضجعي يا ليتني ... كنت معي .. |
" الـبـاب "
بابٌ في وَسَـطِ الصّحراءْ مَفتـوحٌ لِفضـاءٍ مُطلَـقْ ليسَ هُنالِكَ أيُّ بِنــاءْ كُـلُّ مُحيـطِ البابِ هَـواءْ - مالكَ مفتــوحاً يا أحمَـقْ ؟! - أعـرِفُ أنَّ الأمـرَ سَـوَاءْ لكـنّي .. أكـرهُ أنْ أُغلَــقْ !! |
" مزرعـة الدّواجـن "
سَبـعُ دجاجـاتٍ وديكٌ واحِـدٌ مُستَهْـدَفٌ للرغبـةِ العمـلاقَـهْ . تنثُـرُ حَـبَّ الحُـبِّ في أحضـانِـهِ وخَـلْفَهـا الأفـراخُ تشكو الفاقَـهْ ! سُبحـانَ مَن يقسِـمُ ما بينَ الورى أرزَاقَـهْ . والسّبعُ تِلكَ باقَـةٌ ناريّـةٌ سبّاقَـهْ وسـوفَ تأتي باقَـةٌ وسـوفَ تأتـي باقـهْ . كُلٌّ تهُـزُّ رِدْفَهــا ملهـوفَـةً مُشتاقـهْ كُلٌّ - لأنَّ قَلبَهـا لا يرتَضـي إرهاقَـهْ - لقـاءَ هَتكِ عِرضِهـا .. تعرِضُ َبـذْلَ ( الطّاقَـهْ ) ! والدّيكُ فيمـا بينهـا .. يُطَبِّــعُ العلاقـهْ ! |
" الـمغبـون "
مؤمِنٌ يُغمِضُ عينيهِ، ولكنْ لا ينامْ . يقطَـعُ اللّيلَ قياماً .. والسّلاطينُ نِيـامْ . مُسـرِفٌ في الإحتِشـامْ . إنّما يستُرُ عُـريَ النَّاسِ حـتى في الحَرامْ ! حَسْـبُهُ أنَّ بحبلِ اللهِ ما يُغْنيـهِ عنْ فَتلِ حِبالِ الإتّهـامْ . مُنصِـفٌ بينَ الأَنـامْ تستـوي في عينِـهِ الكَحْـلاءِ تيجـانُ السَّلاطينِ وأسْمالُ العَـوامْ . مؤمِـنٌ بالرّأيِ يحيـا صامِتـأً لكنَّـهُ يرفِضُ أنْ يمحـو الكَلامْ . طَـيّبٌ يفتَـحُ للجائِـعِ أبوابَ الطّعـامْ حينَ يُضنيـهِ الصّيـامْ . بلْ يواري أَثـَرَ المُحتـاجِ لوْ فَكّـرَ في السّطـوِ على مالِ الطُّغامْ . وَيُغطّـي هَربَ الهاربِ مِـنْ بطْشِ النّظـامْ . مَلجـأٌ للإعتِصـامْ وَأَمـانٌ وسـلامْ . وعلـى رَغـمِ أياديـهِ عَليكُـمْ لا يـرى مِنكُـمْ سِـوى مُـرِّ الخِصـامْ . أيّها النّاسُ إذا كُنتُـم كِرامـاً فَعَليكُـمْ حَـقُّ إكـرامِ الكِرامْ. بَـدَلاً من أنْ تُضيئـوا شمعَـةً حيّـوا الظـلامْ ! |
" مُـكابــرة "
أُكابِـرْ... أُضمّدُ جُرحي بحشْدِ الخَناجِرْ وأمسَـحُ دَمعـي بكَفَّـيْ دِمائـي وأُوقِـدُ شمعـي بِنـارِ انطِفائي وأحـْـدو بِصمْـتي مِئاتِ الحَناجِـرْ أُحاصِـرُ غابَ الغيابِ المُحاصِـرْ : ألا يا غِيابي .. أنـا فيكَ حاضِـرْ ! أُكابِـرُ ؟ كلاّ .. أنَـا الكبرياءْ ! أنَـا توأَمُ الشّمسِ أغـدو وَاُمسـي بغيرِ انتِهـاءْ ! ولي ضَفّتـانِ : مسـاءُ المِـدادِ وصبْـحُ الدّفاتَـرْ وَشِعــري قَناطِـرْ ! متى كانَ للصُبْـحِ واللّيلِ آخِـرْ ؟ إذا عِشـتُ أو مِـتُّ فالموتُ خاسِـرْ . فلا يعرِفُ الموتُ شِعْراً ولا يَعرِفُ المـوتَ شاعِـرْ ! |
" طبـق الأصـل "
الدُّودَةُ قالـتْ للأرضْ : إنّـي أدميتُكِ بالعَـضْ. زلزَلـتِ الأرضُ مُقهقِهـةً : عَضّـي بالطُّـولِ وبالعَـرضْ . مِـنْ صُـنْعـي هيكَلُكِ الغَـضْ ودِماؤكِ من قلـبي المَحـضْ ورضـايَ بعضِّكِ إحسـانٌ ورضـاكِ بإحسـاني فَرضْ . إنّـي قَـد أوجـدْتُكِ حـتّى تنتَزِعـي من جَسَـدي الموتـى ولَكِ الدّفـعُ .. ومنكِ القبـضْ . الأرضُ انطَرَحَـتْ بِسُـموٍّ والدُّودَةُ قامَـتْ في خَفضْ وأنـا الواقِفُ وَسْـطَ العَرضْ أسـألُ نفسي في استغرابٍ : من ذا يتعلّـمُ مِن بعضْ ؟ الأرضُ، تُـرى، أمْ أمريكـا ؟ الدودَةُ .. أمْ دُوَلُ الرّفـضْ ؟ |
" ضـدّ التيـار "
الحائِطُ رغـمَ توَجُّعِـهِ يتحَمّـلُ طَعْـنَ المِسمـارْ والغُصـنُ بِرَغـمِ طراوَتِـهِ يحمِـلُ أعشاشَ الأطيـارْ . والقبْـرُ برغمِ قباحَتِـهِ يرضـى بنمـوِّ الأزهـارْ . وأنـا مِسماري مِزمـارْ وأنـا منفـايَ هوَ الدّارْ وأنَـا أزهـاري أشعـارْ فلِمـاذا الحائِطُ يطعَـنُني ؟ والغُصـنُ المُتَخَفّـفُ منّـي.. يستـَثـقِلُني ؟ ولِماذا جَنّـةُ أزهـاري يحمِلُها القبـرُ إلى النّـارْ ؟ أسألُ قلبي : ما هـوَ ذنبي ؟ ما ليَ وحـدي إذْ أنثُرُ بَذرَ الحُريّـةِ لا أحظـى من بعـدِ بِذاري إلاّ بنمـوِّ الأسـوارْ ؟! يهتِفُ قلـبي : ذنبُكَ أنّكَ عُصفـورٌ يُرسِـلُ زقزَقَـةً لتُقَـدَّمَ في حفلَـةِ زارْ ! ذنبُكَ أنّكَ موسيقيٌّ يكتُبُ ألحانـاً آسِـرةً ليُغنيها عنـهُ .. حِمـارْ ! ذنبُكَ أنّكَ ما أذْنَبتَ .. وعارُكَ أنّكَ ضِـدَّ العـارْ ! في طوفـانِ الشّرفِ العاهِـرِ والمجـدِ العالـي المُنهـارْ أحضُـنُ ذنـبي بِيـَدَيْ قلـبي وأُقبّـلُ عاري مُغتَبِطـاً لوقوفـي ضِـدَّ التّيـارْ . أصـرُخُ : يا تيّـارُ تقـدّمْ لنْ أهتَـزَّ ،ولـنْ أنهـارْ بلْ سَتُضارُ بيَ الأوضـارْ . يا تيّـارُ تقـدّم ضِـدّي لستُ لوَحـدي فأنا .. عِنـدي ! أنَا قبلـي أقبلتُ بوعْـدي وسأبقى أبعَـدَ مِنْ بعـدي مادمـتُ جميـعَ الأحـرارْ ! |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.