حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة التنمية البشرية والتعليم (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=56)
-   -   بين الرضا والتميز " مفاهيم ومبادئ على طريق النجاح" (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=69758)

eben_elwez 02-05-2008 01:34 AM

ماأحلاك .. ماأبهاك .. ماأروعك
ان موضوعك هائل ورائع وقيم وتحتاجه الاجيال
ورحم الله الشاعر حين قال :
اذا الايمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحى دينه
فالايمان يعطينا الاخلاق والاخلاق تعطينا السلوك الراقى والمتطوروهذا السلوك له القدره على
منحناالرضا والتفائل والسعاده والعطاء والصبر والعزم والكفاح والتميز ويعطينا النور
تقبل شكرى وتقديرى

taouss 02-05-2008 02:08 AM

موضوع ممتاز الله يعطيك العافية وجزاك الله خيرا

5_sayed 02-05-2008 02:34 AM

اشكرك ياعزيزى
eben_elwez
ودائما الى الامام بفضل الله
..............................السيدالدميرى.
_مصر.

اليمامة 02-05-2008 06:02 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة DR.ali
رائع اليمامة جدا رائع

جزاكِ الله خير

وراح أقسم وقتي لزيارة اقسام الموضوع ...

يسرني كثيراً أن تكون من المتابعين أخي د علي

[LINE]hr[/LINE]


إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة djelidmohamed
شكرا جزيلا

العفو .. وسرني مرورك أخي الكريم

[LINE]hr[/LINE]

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة yourfrindalex
احسنت الاختيار بموضوع التعليم ..وشكرا..للتعلم

شكرً لك وبارك الله فيك .. سرني مرورك

[LINE]hr[/LINE]

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة دلال المبارك
يسلموووووووووووو يعطيج اااااعافيه وعساااج علي القوه


تقبلي مروري.

ويعطيك العافية أختي دلال .. تابعي .. فمازال هناك الكثير

[LINE]hr[/LINE]

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة 5_sayed
بسم الله_
هناك مثل شعبى يقول _ الصبر مفتاح الفرج ولا بد ان نعلم ان مفتاح الصبر هو الرضا_____والرضا منبعه الايمان
والايمان يرتكزفى القلب والعقل><الايمان ليس بالدين فقط بل ايمان بالفكربالطموح
و
هذه بداية التميزفيما تقدمه كانسان _ان تميز الغرب جاء ايمان بالارتقاء والتحرر وفكرةالسبق لكل ما هو جديد____ولوبالتحكم فى اقطار العالم والاحتكارلمدخراته
لذلك سياتى يوم لتنهاركل هذه الاقكار
فابنى افكارك على العدل وتقدم للامام .فعندما تقف فذلك لتحديد مسارك الجديد ___وان نظرت خلفك فذلك سيكون لمحو آثار الماضى التى قد تعيق التقدم
هذا بدايه النجاح الحقيقى
لا تنس _ان الرضا هو قوة الارادة
_وقوة الارادة هى التميز
_والتميزهو بداية النجاح
ستواجه اعداء النجاح لاتحكى معهم هم يعلمونك جيدا ويريدونك ان تكون منهم
فعندما تتقدم تاركا خلفك نداءاتهم ستتحطم سلبياتهم امام نجاحاتك العظيمة
____________؟حافظ على مبادئك ومستوى كبرياءك.
واحمد الله على ما انت فيه.....
_ السيدالدميرى

شكراً أخي سيد الدميري ..على هذه الاضافة القيمة .. وأرجو أن تفيدنا بالمزيد من هذه المداخلات والموضوعات

[LINE]hr[/LINE]

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة sarra
بارك الله فيك.....وأنا من المتابعين

وبارك الله فيك أختي سارة .. وتسعدني متابعتك

[LINE]hr[/LINE]

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عطوة
سلمت يداك واسأل الله ان يزيدك من نوره

وسلم مرورك .. وبارك الله فيك

[LINE]hr[/LINE]

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة eben_elwez
ماأحلاك .. ماأبهاك .. ماأروعك
ان موضوعك هائل ورائع وقيم وتحتاجه الاجيال
ورحم الله الشاعر حين قال :
اذا الايمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحى دينه
فالايمان يعطينا الاخلاق والاخلاق تعطينا السلوك الراقى والمتطوروهذا السلوك له القدره على
منحناالرضا والتفائل والسعاده والعطاء والصبر والعزم والكفاح والتميز ويعطينا النور
تقبل شكرى وتقديرى

وما أحلى وأبهى .. وأروع اضافتك .. أتمنى أن تفيدنا دائماً هنا أخي ابن الوز

[LINE]hr[/LINE]

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة taouss
موضوع ممتاز الله يعطيك العافية وجزاك الله خيرا

أسعدني مرورك .. وتابعنا فمازال في الموضوع الكثير

اليمامة 02-05-2008 06:06 PM

أفضل ما لدى الآخرين

كثيراً ما نجد لدينا رغبةً في إطلاق أحكام عامة على القدرات الذهنية لمجموعات
أو شعوب أو أجناس بشرية وذلك لإيضاح أسباب تخلفهم أو تفوقهم على مختلف الأصعدة وبينما قد يكون حكمنا على القدرات الذهنية أو السمات الشخصية للفرد قريباً من الواقع ، فإن إصدار أحكام عامة على القدرات الذهنية لجماعات أو شعوب أو أجناس بشرية هو أبعد ما يكون عن الحقيقة . ذلك لأنه يوجد في كل مجتمع المتميزين ذهنياً وأخلاقياً ، كما يوجد فيه غير ذلك.


إن تفوق الأمم لا يربط بالقدرات الذهنية لشعوبها وإنما بالظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تشكل معاً إطاراً مؤسسياً ذا تأثير مباشر على قدرات وسلوكيات هذه الشعوب وإن ابسط دليل على ذلك هو تحقيق العديد من مواطني دول نامية ، قد توصف بالتخلف
لإنجازات علمية ومهنية على مستوى عالمي عند العمل في بيئات متقدمة ذات إطار مؤسسي مناسب.


وينطبق ذلك أيضاً على مستوى المؤسسات ، إذ قد يتحول موظف من إنسان خامل محدود الفعالية والطموح إلى إنسان عالِ الفعالية والطموح عند انتقاله من مؤسسة إلى أخرى . ذلك لأن هناك مؤسسات مريضة تخرج أسوأ ما لدى موظفيها ومؤسسات تستحث قدرات موظفيها وترقى بأخلاقياتهم.

وتتميز المؤسسات التي تخرج أفضل ما لدى منسوبيها برؤية واضحة ذات جذور مهنية وأخلاقية راقية ، وأهداف إستراتيجية متناسقة مع هذه الرؤية ، وسياسات موجهة لتحقيق هذه الأهداف ، ومسؤوليات محددة للأفراد تستفيد من قدرات التميُّز لديهم وتستحث قدراتهم التنافسية مع أنفسهم قبل إقرانهم ، وتوفر إطاراً إيجابياً للتعاون في سبيل تحقيق أهدافها الإستراتيجية.

وعلى النقيض من ذلك تتصف المؤسسات المريضة بعدم وضوح الرؤية أو الأهداف
أو السياسات ، وبإسناد المسؤوليات إلى غير أهلها وإعطاء المكافآت لمن لا يستحقها ، مما يجعل النفاق الوسيلة الوحيدة لإظهار القدرات ، والمكائد والمنازعات وسيلة المنافسة بين منسوبي المؤسسة ، والفعالية في آخر قائمة الأولويات.


إن مسؤولية المؤسسات لا تقتصر على تحقيق أهدافها المباشرة ، وإنما تشمل أيضاً تطوير قدرات منسوبيها وعدم دفعهم إلى تبني سلوكيات وأساليب غير صحية تغيِّر فطرتهم السليمة التي فطرهم الله عليها.

يتبع

عاشقه الاقصى 02-05-2008 06:39 PM

مشكووووووووووووووووووووره اختى العزيزه

5_sayed 02-05-2008 06:53 PM

الا ادلكم على مفتاح كنز الرضا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
............فى كثيرالحب والسماحة
الاادلكم اين الطريق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
...............فى دروب العقل والقلب
الا ادلكم على حارس الرضا
..............انها الروح المقيمة بين الاطراف والتراقى
لاتنس ان الجسد متنكرا فى ذاتك يبحث عن متعتة
.........ان الشيطان يمتطى ظلك فى كل اتجاه وطريق
.................................................. ..............................ز
ستواجه فى طريق النجاح غدرا عن يمين ويسارا
قل لهم عزرا مهما نبح الكلب فلن يقول كلاما
يامن تريد المجد صبرا
واذا خاطبك الجاهل فقل سلاما
انا فى نهر شريانى الحب تبرا
يصب فى بحرالسماحة ايمانا
بان للكون خالق وهبنى الاسلام زادا
.................................................. ........................ شاعر الجيل القادم
السيد الدميرى .مصر

عباس جريش 03-05-2008 12:31 PM

[IMG]I:\New Folder (2)\### كل برامج الفيروسات 2008 بكراكاتها وسيريلاتها وشرحها ### - منتديات عالم الرومانسية_files[/IMG]

nasa10 04-05-2008 05:47 PM

أين الكتاب
 
نتمنى أن يتم وضع الكتاب على الموقع حتى نتمكن من الاستفادة ، وجزاكم الله خير

اليمامة 05-05-2008 12:26 AM

شكراً لك جزيلاً أختي بنت الأقصى .. وشرفني مرورك


[LINE]hr[/LINE]

شكراً أخي سيد على التعليق والاضافة

[LINE]hr[/LINE]

أخي ناسا10 بعد الانتهاء بمشيئة الله .. سأرى كيف يمكن وضع الكتاب

اليمامة 05-05-2008 12:41 AM

الأخذ بزمام المبادرة
لدينا دائما الخيار بين أن نكون في مقعد القيادة والتأثير الإيجابي على الأمور ، أو أن تكون حياتنا محصلةً للتأثير بما يجري من حولنا وما يفعله الآخرون . ذلك أن عدم اخذ المبادرات الإيجابية للتأثير على مجريات الأمور من حولنا ينتج عنه ضياع العديد من الفرص المواتية لتحقيق النجاح ، وإعطاء الآخرين الفرصة في التأثير على حياتنا بما يتناسب مع رؤيتهم أو مصالحهم الشخصية.
إن حياتنا هي محصلةً لما نتوقعه منها ، وما نقوم به على ضوء هذه التوقعات . فقد يقرر الفرد منا بأن توقعاته من الحياة محدودة ،سواء لاعتقاده في سوء حظه أو عدم قدرته على تحقيق النجاح ، أو لزهده في الحياة . وخلافاً للزهد في الحياة ، والذي هو خيار واعي مبني على فلسفة أو اعتقاد بقبول حد أدنى من المكاسب الدنيوية ، فإن التعلل بسوء الحظ أو عدم القدرة على تحقيق النجاح يؤدي إلى عدم الأخذ بخطوات جادة نحو تحقيق النجاح . وكثيراً ما يكون ذلك سبب استمرار الفشل ، ومن ثم ترسيخ الشعور بسوء الطالع أو عدم القدرة على تحقيق النجاح ... وهلم جراً.
هناك علاقة مباشرة بين مستوى النجاح الذي نحققه من جهة ، وقدرتنا على أخذ مبادرات إيجابية على طريق النجاح من الجهة الأخرى. فعلى مستوى المؤسسات مثلاً ، يمكن للمؤسسة أن تركن إلى مستوى النجاح الذي حققته والذي يجعلها عرضة لظهور قدرات تنافسية جديدة للمؤسسات الأخرى أو ظهور مستجدات اجتماعية أو اقتصادية تؤثر بشكل مباشر على قدرتها على البقاء . هذا في حين أن وجود إستراتيجية واضحة للتطور ، ومتابعة للتطورات على مستوى المنافسة والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية ، وأخذ مبادرات منظمة ، يضع هذه المؤسسات في موقف قوي قادر على الاستمرار وتحقيق نجاحات متتابعة.
ولا يتطلب أخذ زمام المبادرة بالضرورة القيام بأعمال أو إجراءات معينة ، حيث أن أفضل المبادرات في بعض الأحيان قد تكون بعدم أخذ أي إجراء . إلا أن ذلك يجب أن يكون ضمن استراتيجيات وأهداف واضحة .
يتبع

اليمامة 05-05-2008 12:42 AM

تابع للمقال السابق

وكما في حالة المؤسسات فإن قدرة الأفراد على تحقيق مستويات أعلى من النجاح تتطلب إتباع إستراتيجية واضحة تحقق التوازن على جميع مستويات حياتهم ، وأهداف يمكن على ضوئها اخذ خطوات عمل ايجابية نحو تحقيق مزيد من النجاح.
ويتطلب تحديد إستراتيجية العمل للفرد الإجابة على مجموعة من الأسئلة الأساسية على عدة مستويات ، تبدأ بأسئلة عامة على مستوى حياته بشكل عام . يمكن أن تشمل هذه الأسئلة ما يلي:
1. ما الأعمال ذات القيمة التي حققتها على مستوى عملي وعائلي ومجتمعي عاقبة أمري، والتي أعتقد أنها كافية لو حدث أن مِت غداً ؟
2. هل كانت مبادراتي ( أو أعمالي ) متوازنة على جميع هذه المستويات ؟
3. كيف يمكن ( بشكل عام ) أن أحقق مزيداً من التوازن بينها ؟
إن الإجابة على مثل هذه الأسئلة تحقق لنا على أقل تقدير الوصول إلى رؤية شاملة لمدى النجاح الذي تم تحقيقه في حياتنا على مستوياتها الرئيسية وسبل تحقيق توازن عام بين كل من هذه المستويات.
على ضوء هذه الإجابات ، يمكن تحديد مجموعة من الأسئلة على كل من هذه المستويات ( العمل والعائلة والمجتمع وعاقبة الأمر ) والتي على ضوئها يمكن وضع خطة متوازنة لمبادرات إيجابية تحقق لنا أكبر قدر من السعادة والنجاح.
وفيما يلي نموذج للأسئلة على المستوى العملي ، والتي يمكن على غرارها توجيه أسئلة على كلٍ من المستويات الأخرى وتشمل هذه الأسئلة ما يلي:
1. ما المستوى الوظيفي ( أو العملي) الذي أطمع إلى الوصول إليه خلال العام القادم
وبعد خمسة أعوام ، وبعد عشرة أعوام ...؟
2. هل ما أقوم به من عمل حالياً يتماشى مع ما أطمح إلى تحقيقه خلال هذه الفترات ؟
3. هل مستوى أدائي الوظيفي وأسلوب تعاملي مع زملائي ورؤسائي يتماشى مع ما أطمح إليه من مراكز وظيفية وعملية ؟وكيف يمكن تطوير كل منها لزيادة فرصتي في تحقيق ذلك ؟
4. هل أنا سعيد في عملي الحالي ، وهل يتلاءم هذا العمل مع قدراتي وطموحاتي؟
5. هل هناك فرص عملية أخرى يمكن أن تحقق لي سعادة أكبر واستغلالاً أفضل لقدراتي والتي يمكن البحث عنها والإعداد لها من الآن أو خلال السنوات القادمة؟
6. هل هناك أعمال أو مشاريع أقوم بها حالياً ليست ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بما أهدف إلى الوصول إليه سواءً على المستوى العملي أو المستويات الأخرى ؟
وما الأعمال البديلة التي يمكن القيام بها لتحقيق نتائج أفضل على جميع المستويات؟
7. ما التأهيل العملي الذي يمكن أن أُعد له للوصل إلى المستويات المطلوبة؟
بالإجابة على هذه الأسئلة ( أو أسئلة مما ثلة ) على المستوى العملي ، ومن ثم على كلٍ من المستوى العائلي والاجتماعي والديني، يمكن وضع خطة متوازنة على مدى سنوات قادمة
والتي يمكن على ضوئها أخذ خطوات إيجابية نحو تحقيق النجاح المطلوب.
ويجدر هنا التذكير بالعلاقات المتبادلة بين كل من المستوى العملي والعائلي والاجتماعي والديني ، إذ أن هناك علاقات مباشرة وغير مباشرة فيما بينها . ففي حين أن بر الوالدين على سبيل المثال من الأعمال الموجهة إلى عاقبة الأمر ، فإنها ذات تأثير على كل من المستويات الأخرى. فعلى المستوى العملي مثلاً هناك علاقة وطيدة بين بِر الوالدين ومدى توفيق الفرد في حياته محدود من الإمكانات والقدرات تحقق لهم نجاح عملي منقطع النظير نتيجة لبِرهم بوالديهم ، والعكس صحيح.
أعرف رجلاً عاقاً لوالديه لم يقم بواجبه نحوهما إضافةً إلى إساءته إليهما، والتي بلغت إلى درجة أنه لكز في مرة والدته برجله اليمنى . وفي حين سخَّر الله لوالدته عدداً من أهل الخير الذين رعوها وأكرموها حتى مماتها ، لم يُكتب لهذا الرجل التوفيق في أي عمل قام به ، كما ابتُلي في أبنائه وبناته وأحفاده . وحين مات لم تدفن رجله اليمنى معه ، حيث سبق للأطباء بترها نتيجة لحدوث حالة تسمم فيها . وقد يكون ذلك من رحمة الله به .
إن إيجاد قدر عالٍ من التوازن والاعتدال في مبادراتنا وأعمالنا ومشاريعنا على جميع مستويات حياتنا العملية والعائلية وعلى مستوى المجتمع وعاقبة الأمر يكون له دور كبير في تحقيق الاستقرار النفسي والتوفيق في الدنيا والآخرة بحول الله .
وإن مجرد التفكير على هذه المستويات ، ووضع صورة واضحة لما نود أن نصل إليه في كل منها هو في حد ذاته مصدر طاقة إيجابية نستعيض بها عن المواقف السلبية والشعور بسوء الحظ وعدم القدرة . ناهيك عن ما يتحقق منها من سعادة ونجاح .
أخيراً .. فإن تحديد الأهداف وأخذ زمام المبادرة بأعمال وتغييرات إيجابية على جميع مستويات حياتنا ، يجب أن يقترن بعزيمة صادقة وإصرار على النجاح ، وعدم التسليم عند النجاح محفوف بالتحديات التي يجب أن نواجهها بوعي وعزم وإيمان لا يتزعزع وحسن ظن بالله . وهناك العديد من القصص لأفراد حققوا نجاحات منقطعة النظير بعد العديد من المحاولات الفاشلة ، والتي كانت في حقيقتها أساساً للوصول إلى ذلك النجاح.


سهام جعافرة 05-05-2008 01:36 PM

إن كان هناك من يحبك فأنت إنسان محظوظ ,,,!!
و إذا كان صادقاً في حبه فأنت أكثر الناس حظاً ,,,!!

sami salh 06-05-2008 01:20 AM

مشكور وتسلم على هذا الطرح الرائع

جمال الدين الجزائري 10-05-2008 09:49 PM

ألف شكر
 
الموضوع رائع جدا جدا، و المعلومات و هذه المقالات مفيدة جدا
ألف شكر للجميع و خاصة الأخت الكريمة صاحبة الموضوع

اليمامة 12-05-2008 12:17 AM

أختي سهام جعافرة

أخي سامي صالح

أخي جمال الجزائري

شكرا لكم جميعاً .. وشرفني مروركم
[LINE]hr[/LINE]

الإيجابية في التعامل مع المشاكل
إن أسلوب تعاملنا مع المشاكل يحدد مدى تأثيرها على حياتنا والحيِّز الذي تشغله منها . ويمكن وضع المشاكل في حجمها الطبيعي والحد من آثارها عن طريق اتخاذ موقف إيجابي واعٍ في التعامل معها.
وإن أول خطوة عملية في التعامل مع المشاكل هي التمييز بين المشكلة في حد ذاتها من جهة ، وآثارها على حياتنا ومصالحنا من الجهة الأخرى . ذلك ان كلاً منهما يتطلب أسلوباً مغايراً للأسلوب الذي يتطلبه الآخر.
أما بالنسبة للتعامل مع المشكلة في حد ذاتها فإن من المهم جداً الوعي بحقيقة أن هناك الكثير مما يمكن عمله لتفادي المشاكل قبل حدوثها . إلا أن مجرد حدوثها يحولها من حيز العمل إلى حيز القدَر ، والذي يتطلب القبول بها كقضاء لا مفر منه ، وذلك من منطلق أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وما أصابنا لم يكن ليخطئنا . ويقول في ذلك الماوردي " من لم يرضَ بالقضاء فليس لشقائه دواء".
إلا أن القبول بالقضاء والقدر لا يعني عدم التعامل مع آثار المشكلة بعد وقوعها ، فهناك الكثير مما يمكن عمله للتصدي لها بشكل إيجابي .وقبل التطرق إلى أساليب التعامل مع المشاكل ، يجدر إيراد تعريفنا للإيجابية في التعامل مع المشاكل وفوائدها على المستوى الشخصي والعملي.
يتبع

اليمامة 12-05-2008 12:18 AM

تابع لما سبق
إن التعامل الإيجابي مع المشاكل الشخصية يعني عدم الاحتباس في دائرة مغلقة من التشكي والألم والشعور بعدم القدرة ومحدودية الخيارات ، حيث أن ذلك يمثل في حد ذاته مشكلة . كما أنه يحد أيضاً من مدى قدرتنا على حل المشاكل أو التعايش معها بشكل يخفف من آثارها.
من الناحية الأخرى ، فإن التعامل الإيجابي مع المشاكل في مجال العمل يعني عدم اعتبار المشاكل اليومية أو الطارئة ظاهرة سلبية وعدم استنزاف طاقاتنا في التشكي منها أو الشعور بالضعف أمامها أو الانشغال بمعاقبة المتسببين فيها أو التغطية عليها ، بل اعتبارها ظاهرة طبيعية تواجهها جميع المؤسسات ، خصوصاً الناجحة منها. ذلك أن هذه المؤسسات لا تتردد في أخذ مخاطرات محسوبة قد ينتج عنها من حين لآخر بعض المشاكل ،والتي يمكن دائماً الاستفادة منها كحالات عملية في تفادي حدوث مشاكل مماثلة مستقبلاً ، وكفرص مواتية لحث قدراتها الإبداعية على الوصول إلى آفاق أوسع.
وفيما يلي بعض الخطوات العملية المقترحة للتعامل مع المشاكل ، والتي تم إيرادها كنماذج للدلالة وليس للحصر ، وذلك على النحو التالي:
1. تفادي النظر إلى المشكلة ككتلة واحدة ( أو صندوق مغلق ) حيث أن ذلك يزيد من حجمها في أذهاننا ، ويحد من قدرتنا على التعامل معها بشكل عملي.
2. تحديد العناصر الرئيسية للمشكلة .
3. النظر بعمق في كل من هذه العناصر ، والتحقق من أن كلاً منها يمثل في حقيقته مشكلة . ذلك أنه عندما تستحوذ مشكلة ما على تفكيرنا فإننا نقوم بربط العديد من القضايا غير ذات العلاقة بهذه المشكلة ، مما يزيد من إحساسنا بحجمها ومدى تعقيدها.
4. فك الارتباط بين عناصر المشكلة المختلفة ، ومحاولة تحويل المشكلة إلى عدد من الإشكالات التي يمكن التعامل مع كل منها بشكل عملي على حدة وفي فترات زمنية مختلفة حسب الأولوية . إن تشابك عناصر المشكلة وارتباط عناصرها ببعضها البعض كثيراً ما يكون في حد ذاته هو المشكلة . وإن مجرد فصل عناصرها عن بعضها البعض قد يفاجئنا باكتشاف عدم وجود مشكلة أصلاً.
ويتطلب فك الارتباط بين عناصر المشكلة ،تحدي فرضية اعتماد حل أي عنصر من عناصرها على حل الآخر . ذلك أننا كثيراً ما نُحجم عن محاولة حل عناصر المشكلة
لاعتقادنا بأن ذلك يتطلب حل العناصر الأخرى . ويؤدي ذلك إلى الدوران في حلقة مفرغة تمنع تحقيق تقدم نوعي في التعامل معها . هذا في حين أن تحرير عناصر المشكلة من علاقاتها بالعناصر الأخرى ما أمكن يفتح الطريق إلى حل العديد منها. وأن مجرد حل عنصر معين يُسَهل حل العناصر الأخرى التي يعتمد حلها عليه ، ويؤدي ذلك إلى كسر الحلقة المفرغة للمشكلة وتحقيق تطور سريع في حلها بالكامل.
يتبع

اليمامة 12-05-2008 12:19 AM

تابع ما سبق

كذلك فإن أكثر السبل فعاليةً في تحدي الفرضيات هي استمرار التساؤل عن طبيعة العلاقة بين عناصر المشكلة ، وحقيقة هذه العلاقة ، وإمكانية حل أي عنصر منها بعيداً عن تأثير العناصر الأخرى ، وهل هناك طرق أخرى للوصول إلى هذا الحل ؟ .. وما إلى ذلك من هذه الأسئلة الهامة.
1. إسقاط المشاكل التي لا يوجد لها حل ضمن الظروف الحالية على ظروف مختلفة ، وذلك على النحو التالي:
· النظر في إمكانية القيام بتغيير في المكان ، أو إحداث تغييرات نوعية على بيئة المشكلة وعناصرها المختلفة بما يحد من آثارها.
· النظر في مدى استمرارية تأثير المشكلة لفترات زمنية مختلفة ، سواء أكان ذلك خلال عام أو خمسة أعوام أو عشرة أعوام ، آخذين في الاعتبار التغييرات الطبيعية
( مثل العمر) والتغيُّرات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بتغير الزمن . وكثيراً ما يؤدي النظر إلى المشكلة ضمن إطارات زمنية مختلفة إلى اكتشاف محدودية أو عدم إمكانية استمرار تأثيرها بعد فترة زمنية معينة ، والذي يحقق لنا قدراً كبيراً من الارتياح وقد ينتج عن ذلك أيضاً تحويل المشكلة الحالية إلى فرصة مستقبلية نادرة يمكن البدء مباشرةً في الإعداد للاستفادة منها.
2. التعامل بإيجابية مع المشاكل التي لا نتمكن من تجاوزها ، وذلك بتبني أساليب تخفف من حدتها إلى حين حلها أو زوال آثارها ، وذلك على النحو التالي:
· مقارنة المشكلة بمشاكل أكبر سبق أن واجهناها ، وكيف كان من الممكن لمشكلتنا أن تكون أكبر مما هي عليه .
· تقدير مدى الفائدة التي تحققت لنا من التعرض للمشكلة ، والدروس المستفادة منها في تفادي مشاكل مماثلة مستقبلاً.
· إعادة تعريف المشكلة ، بإعطائها تسميات أكثر قبولا نفسياً واجتماعياً ، بحيث تزيد من قدرتنا على التعايش معها إلى حين حلها أو زوال آثارها.
إن مجرد إتباع الخطوات السابقة أو مثيلاتها في التعامل مع المشاكل يحقق لنا بحول الله إيجاد نقلة نوعية من حالة التأثير والمعاناة والألم إلى حالة التأثير الإيجابي على مجريات حياتنا . وإن الاستمرار في إتباع هذا الأسلوب ، أو أساليب مشابهة ، يزيد من لياقتنا النفسية في التعامل مع المشاكل ، الذي قد يصل إلى أن يصبح حل المشاكل، والذي قد يصل إلى أن يصبح حل المشاكل متعه أو أسلوب حياة .

اليمامة 12-05-2008 12:21 AM

حالة توضيحية:
سيتم فيما يلي إيراد مثال مؤسسي للتعامل مع المشاكل ، والذي يمكن قياسه على المشاكل الشخصية.
واجهَت إحدى الشركات الاستثمارية بإحدى الدول مشكلةً كبرى كبدتها خسائر فادحة على مدى سنوات . ولقد أشار المسؤولون بالشركة إلى أن المسؤولين الحكوميين المحليين قد اتخذوا موقفاً ضد الشركة أعاق قدرتها في الحصول على التصاريح اللازمة للبدء في تنفيذ مشاريعها ، مما لم يمكنها من استعادة رأس المال المستثمر وتحقيق أرباح مناسبة . ولقد أكدت مراسلات الشركة مع المسؤولين الحكوميين ما أشارت إليه الشركة من حيث عدم تعاطفهم معها أو رغبتهم في مساعدتها في الخروج من هذا المأزق.
بدت المشكلة في غاية التعقيد ، حيث لم تحقق الشركة أي تقدم في تنفيذ مشاريعها الاستثمارية على مدى سنوات . كما لم يتوقف استنزاف مواردها خلال هذه الفترة . هذا إضافةً إلى تدهور الروح المعنوية بالشركة وموظفيها الحاليين والسابقين ، مما زاد من تدهور فعالية العمل وارتفاع التكاليف .
إلا أن ما زاد من تعقيد المشكلة هو عدم قدرة الشركة على التوقف عن العمل بغرض إيقاف هذا الاستنزاف لمواردها . حيث أن مجرد إعلان الشركة عن التوقف رسمياً عن العمل سوف يعرضها لعقوبات قانونية ومالية لعدم تنفيذها للمشاريع التي التزمت بتنفيذها بعد الاستفادة من التسهيلات الاستثمارية التي سبق أن حصلت عليها.
وبغرض التعامل مع المشكلة بشكل منهجي وعملي تم أولاً عدم النظر إلى المشكلة ككتلة واحدة غير قابلة للحل ، حيث تم تحديد جميع عناصر المشكلة وطبيعة العلاقة بين هذه العناصر ، وعزل العناصر التي لا تؤثر بشكل مباشر على استمرارية أو حدة المشكلة ، وتحديد العناصر ذات التأثير المباشر على استمرار المشكلة وإعطاء هذه العناصر الأولوية بغرض تحقيق أكبر تقدم في تخفيف حدتها.
بإتباع هذه العملية ، اتضح أن أساس المشكلة كان في أسلوب تعامل الشركة مع المسؤولين الحكوميين . ذلك أن الشركة قامت خلال الفترة السابقة بإرسال العديد من الخطابات إلى المسؤولين تشكو فيها من تعذر الحصول على التصاريح وبالتالي عدم تمكنها من البدء في تنفيذ مشاريعها . ولقد أدت هذه الخطابات والاجتماعات التي تبعتها إلى تأكيد شكوك المسؤولين الحكوميين في اتخاذ الشركة عدم الحصول على التصاريح ذريعةً لعدم تنفيذ المشاريع ، وذلك بعد أن استفادت الشركة من التسهيلات التي سبق أن أعطيت لها . كما أدت هذه الخطابات أيضاً إلى إثارة حفيظة الجهات المختصة بالتصاريح ومن ثم عدم تعاون هذه الجهات في إعطاء الشركة التصاريح اللازمة لبدء تنفيذ مشاريعها.
وبدلاً من الاستمرار في إرسال خطابات أو عقد اجتماعات مع المسؤولين الحكوميين تم التركيز على عملية الحصول على تصاريح العمل وذلك عن طريق إعداد الوثائق اللازمة لذلك ، ومن ثم الاتصال المباشر بالجهات المختصة بالتصاريح وإظهار جدية الشركة في العمل ، وأهمية المشاريع في دعم الاقتصاد المحلي . الأمر الذي أدى إلى الحصول على هذه التصاريح خلال أشهر معدودة.
وكم كانت دهشة الشركة كبيرة عندما أبدى المسؤولون الحكوميون سعادتهم الكبرى الحصول الشركة على تصاريح العمل تمهيداً للبدء في التنفيذ ، لدرجة أنهم زاروا الشركة تقديراً منهم لجديتها. كما وعدوا بتقديم المساعدة لإزالة أي معوقات قد تواجه الشركة، مما كان له أثر كبير في سرعة سير العمل وتعويض بعض الخسائر التي نتجت عن التأخير. هذا إضافةً إلى التوجيه بإعطاء الشركة تصاريح إضافية لهذا الغرض.
ولقد أدى بدء الشركة في تنفيذ مشاريعها إلى رفع الروح المعنوية لمسؤوليها وموظفيها وزيادة فعاليتهم وانحسار المنازعات القانونية والمالية وتحول الشركة من شركة متعثرة إلى شركة من أنشط الشركات الاستثمارية.
إضافةً إلى تأكيد أهمية إتباع خطوات إيجابية في التعامل مع المشاكل كأسلوب عملي لحلها ، يمكن أيضاً التوصل من هذه الحالة إلى مايلي:
1. إن التعريف الخاطئ للمشكلة يصبح في حد ذاته مشكلة رئيسية.
2. أهمية تحدي الفرضيات السابقة عن المشكلة وعدم أخذها بشكل مسلم.
3. أهمية تحديد عناصر المشكلة ذات الأولوية والتركيز عليها لتحقيق أكبر تقدم في أسرع وقت ممكن.
4. قد يكون عدم مواجهة بعض المشاكل هو أفضل حل لها ، حيث أن مواجهتها تزيد من حدتها.
5. إن التعامل بشكل واقعي وخلاق مع العوائق لا يؤدي فقط إلى إزالتها بل قد يؤدي إلى تحويلها إلى فرص للنجاح والتطوير.
6. لا أحد يحب المتَشكَّين وذوي الأعذار المتعددة.
7. النجاح يجلب مزيداً من النجاح.

اليمامة 09-06-2008 12:13 AM

هناك دائماً مساحة للتطوير
يمكن تمييز مستويين رئيسيين للتطوير الضروري لتحقيق النجاح ، الأول : التطوير اللازم لتنفيذ الأعمال ، والثاني: التطوير الدائم للقدرات والمؤهلات والأهداف.
أما بالنسبة للمستوى الأول ، فقد أثبتت التجارب أن الأعمال والإنجازات والمشاريع الكبرى عادةً ما تواجه تحديات في مراحل عمرها ، وبشكل يتناسب مع حجمها . وإن أسلم مرحلة لمواجهة التحديات هي مرحلة ما قبل البدء بالتنفيذ . ذلك أن تكاليف التغيير والتعديل وإعادة النظر في عناصر المشروع تكون محدودة نسبياً خلال هذه المرحلة . هذا في حين أن مواجهة تحديات غير متوقعة أو غير مأخوذة في الاعتبار خلال مراحل التنفيذ تكون عالية التكاليف مما قد يؤدي إلى فشل المشاريع.
لذا يجب أن تتعرض الفكرة الأساسية للأعمال ذات الأهمية إلى مراحل متعددة من الاختبار والنقاش وتحدي الفرضيات وإعطاء فرص للخلاف والاتفاق ، واستعراض جميع الظروف المحتملة ، خصوصاً السيئة منها ، والاستعداد لها ولمثيلاتها.
إن سيطرة الشعور بالاتفاق التام والثقة المفرطة وعدم الحاجة إلى التطوير وعدم تحدي فكرة أي مشروع من البداية ، تجعله عرضةً لمواجهة هذه التحديات خلال مراحل التنفيذ.ومن ثم فإن من الأجدى استباق هذه التحديات بالإعداد لها قبل حدوثها.
وبطبيعة الحال فإن إعطاء الأعمال أو الإنجازات أو المشاريع الكبرى حقها من التطوير منذ البداية لا يعني عدم الحاجة إلى التطوير خلال مراحل التنفيذ ، أو عدم إمكانية تعرض المشاريع إلى تحديات مستقبلية ، حيث أن هناك دائماً إمكانية لظهور تحديات جديدة . إلا أن هذه التحديات أو مثيلاتها تكون غالباً قد أُخذت في الاعتبار بشكل أو بآخر خلال عمليات الاختبار الأولى ، والتي تحقق مستويات أعلى من القدرة والاستعداد لمجابهة هذه التحديات والتعامل معها ومع غيرها بأقل قدر ممكن من التكاليف أو المفاجآت.
أما بالنسبة للمستوى الثاني ، والذي يرتبط بضرورة التطوير الدائم لقدراتنا ومؤهلاتنا وأهدافنا ، فيرتكز على حقيقتين أساسيتين ، الأولى : هي أننا لا يمكن أن نكون قد وصلنا إلى حد الكمال على أي من مستويات حياتنا ، حيث أن الكمال لله وحده ، والثانية : أن محدودية الموارد وفتح الأسواق العالمية وسرعة الابتكار والتطور التكنولوجي على مستوى العالم يجعل التطوير الدائم على مستوى الفرد والمؤسسة والمجتمع ضرورة حتمية للبقاء في مجال المنافسة.
ولقد سبق التطرق عند تناولنا للمبدأ الأول ( الأخذ بزمام المبادرة ) إلى أهمية تطوير أساليبنا وسلوكياتنا وأهدافنا بشكل دائم بغرض تحقيق مستويات نجاح عالية ومتوازنة في مختلف جوانب الحياة.

الفارس 09-06-2008 08:34 PM

كتاب أكثر من رائع جزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء

ولعل أكثر ما يميّزه عن غيره من الكتب فى نفس المجال ،، انه يكتب عن خلفية اسلامية وعقدية توافق ما نعتقده وندين به.

اليمامة 20-06-2008 03:48 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الفارس
كتاب أكثر من رائع جزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء

ولعل أكثر ما يميّزه عن غيره من الكتب فى نفس المجال ،، انه يكتب عن خلفية اسلامية وعقدية توافق ما نعتقده وندين به.

شكرا لك على المرور يامحمد .. وتابع ستجد الكثير من الموضوعات المتميزة فيه

[LINE]hr[/LINE]


التميُّز في أداء أي عمل مهما صغر

أشرنا فيما سبق إلى أن الرغبة في التميُّّز هي حالة ذهنية ترتبط بهاجس دائم بضرورة التطوير وتحقيق نحاجات اكبر ، وبطبيعة الحال فإن تبني التميُّز كحالة ذهنية وكتوجه عملي ومن ثم كأسلوب حياة ، سينعكس على أي عمل نقوم به مهما صغر.

ولا يتطلب البحث عن مستوى حرص المؤسسات أو الأفراد على التميز أكثر من مجرد الاطلاع على أسلوب مكاتباتهم ، وذلك من حيث طريقة العرض ووضوح الغرض منها والصياغة اللغوية وأسلوب الطباعة والتنسيق وعدد الأخطاء الإملائية.

وفي حين أن طريقة عرض الخطابات ووضوح الغرض منها ومستوى صياغتها هو على درجة عالية من الأهمية ، فإننا سنُركز هنا ، على أسلوب الطباعة والتنسيق وخلو الخطابات من الأخطاء الإملائية ومالها من دور في إظهار مستوى اهتمام الشركات والأفراد بالتميز على جميع المستويات.

ولقد لاحظت على مدى سنين عديدة تذمر المساعدين الإداريين من مدى التركيز على أهمية أن تكون الخطابات على درجة عالية من التنسيق والخلو من أخطاء إملائية أو صياغية بما في ذلك تحري المواقع الصحيحة للفواصل والنقاط ما أمكن . وعادةً ما تكون شكاوى المساعدين الإداريين في هذا المجال عديدة ، منها : أن الخطابات تؤدي غرضها حتى لو اشتملت على بعض القصور في التنسيق أو الطباعة ، وأن متلقي الخطاب لا يطلب، أو يتوقع هذا المستوى من الإتقان في الخطابات ، أو أن إعطاء هذا الاهتمام للخطابات فيه ضياع للوقت ... الخ.

وعادةً ما تكون الإجابة على هذه الشكاوى كمايلي: إن التميز والنجاح يتطلب إتقان كل شيء نفعله بغض النظر عن حجمه وذلك اقتداء بالحديث الشريف " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه " وإن ما نكتبه هو شاهد علينا على مر السنين ، حيث سيتم عاجلاً أم آجلاً رجوع أحدهم إلى ما نكتب ، والذي سيعبِّر عن ما قمنا به ويسهل مهمة الإضافة إليه ،وإن خطاباتنا يجب أن تحقق لنا الرضى قبل تحقيق الرضى لمتلقيها .. وما إلى ذلك .
إن مستوى دقة وإتقان خطابات ومطبوعات المؤسسات تدل على أشياء كثيرة عنها، من مستوى الإدارة العليا إلى جميع مستويات المؤسسة الأخرى. وإن وجود العديد من الشركات التي يمكن أن توصف حالياً بأنها ناجحة ، على الرغم من عدم تحقيق المستوى المطلوب من الدقة لا يقلل من أهمية هذا الموضوع. ذلك لأن النجاح الحالي لهذه الشركات التي لا تهتم بالتميز على جميع المستويات قد يكون لأسباب مؤقتة مثل ارتفاع مستوى الطلب على منتجها حالياً لسبب أو لآخر ، أو لاستغلال علامة تجارية ناجحة.

إلا أن ذلك قد يتغير في أي وقت ، حيث أن الشركات التي تهدف إلى تحقيق مستويات عليا من النجاح تحرص دائماً على التميُّز على جميع المستويات ، والذي سيزيد من قدرتها على منافسة المؤسسات غير الحريصة على التميز في أقوى منتجاتها وعلاماتها التجارية.

للتأكد من ضرورة الاهتمام بأدق التفاصيل ، يمكن النظر إلى مطبوعات المؤسسات العالمية أو المحلية الكبرى ، حيث أنه من الصعب جداً أن نجد أي قصور في مطبوعاتها
أو أساليب تعبئة أو تغليف منتجاتها أو مرفقاتها مهما صغرت . هذا مع أن وجود قصور محدود في أسلوب إخراج منتجات هذه المؤسسات أو الإرشادات المرفقة بها قد لا يحد كثيراً من القدرة على استخدام منتجاتها . إلا أن هذه المؤسسات تدرك أن وجود أي قصور ذي علاقة بمنتجاتها ، مهما صغر ، سيؤدي مع الزمن إلى زعزعة ثقة المستهلك في مدى دقة الشركة واهتمامها بمنتجاتها على جميع المستويات مقارنةً بالشركات الأخرى.


هذا في حين أن ما يلصق ببعض المنتجات العالمية من ترجمة للإرشادات أو الأسماء بلغات أخرى بواسطة مورديها من الدول النامية قد لا يكون على نفس المستوى من الدقة . ذلك لأن هؤلاء الموردين لا يعون أهمية الدقة في هذه المطبوعات ، أو أنهم يظنون أن المستهلكين من مواطنيهم لا يلقون بالاً إلى هذا المستوى من الدقة ، وبالتالي فإنهم لا يستحقون هذا القدر من الاهتمام.

إلا أن الأغرب من هذا وذاك ، هو أن نرى كتباً عن النجاح والتميُّز باللغة العربية لكتَّاب عرب ذوي شهرة عالمية على مستوى متردٍ من الطباعة والإخراج . هذا في حين أن كتبهم باللغة الإنجليزية الموجهة إلى الغرب تكون على مستوى عالٍ جداً من الإخراج والطباعة وخالية من أي أخطاء صياغية أو إملائية.

إن عدم الاهتمام بالتميز في العمل على جميع المستويات مهما صغر هو سمة من سمات التخلف ، والذي ينتقل من مستوى الأفراد إلى مستوى المجتمع ليتحول إلى دائرة مغلقة من عدم التميز ، والتي تشجع حتى المتميزين ، على التغاضي عن الاهتمام بالتميز لعلمهم أن المجتمع لا يتطلبها أو لا يميز الفرق.

أخيراً..فإن التركيز هنا على العناصر الشكلية والدقيقة كان بغرض إيضاح أن التميُّز
لايقتصر فقط على الاهتمام بالأمور الكبرى بل على جميع الأمور مهما صغرت . كما أنه
لايُقصد هنا إعطاء الشكل أولوية على الجوهر ، بل التأكيد على أن التميُّز الحقيقي ينعكس على كل من المظهر والمخبر.



اليمامة 28-06-2008 12:48 AM

تحديد الشكل النهائي للنتائج
قبل البدء بالإجراءات

إن نظرة الأفراد والمؤسسات إلى أي موضوع أو فكرة أو مهمة جديدة عادةً ما ترتبط بخلفية كل منهم وتخصصاتهم وميولهم الشخصية ، الأمر الذي يجعل المناقشات والاجتماعات والتقارير في كثير من الأحيان ليست على المستوى المطلوب من التناسق اللازم للوصول إلى نتيجة مشتركة بفعالية . وقد تمضي فترات طويلة من المناقشات والاستفسارات والإجابات والمفاوضات قبل أن تصل الأطراف إلى فهم مشترك لحقيقة الموضوع ، ناهيك عن الوصول إلى اتفاق حوله.

إن التحديد المبدئي للملامح النهائية للنتائج المرجو التوصل إليها منذ المراحل الأولى لتطوير الأفكار أو تنفيذ المهام يساعد على توحيد مستوى نظرة وتفهم جميع الأطراف للموضوع والغرض النهائي منه ضمن إطار مشترك . ويؤدي ذلك بدوره إلى إيضاح جوانب الاتفاق والاختلاف بين الأطراف في مرحلة مبكرة ، مما يساعد سرعة التقريب والسداد بينها.

وإن وضع إطار أو صيغة أو سيناريو للشكل النهائي للغرض من الفكرة أو نتيجة المهمة منذ البداية ووضع جميع الملاحظات على نفس الصيغة أو السيناريو عند كل مرحلة من مراحل تطويرها ، يجعل التطوير تراكمياً ، ويحدد مدى التقدم الذي تم التوصل إليه في أي مرحلة . كما يدعم ذلك إمكانية نقل هذه الصيغة أو السيناريو إلى حيز التنفيذ حال الانتهاء من عملية التطوير.

يتبع

اليمامة 28-06-2008 12:49 AM

حالة توضيحية:

في اجتماع لمجلس إدارة شركة الإجراءات طرح أحد الأعضاء فكرة التعاون مع شركة المنتجات بغرض دعم قدرة الشركة في التنافس مع شركة النهايات . ولقد نال هذا الاقتراح قبول الجميع ، كما تم تكليف الأستاذ همَّام بالاتصال بالإدارات الفنية ذات العلاقة وإعداد صيغة مقترحة لأسلوب التعاون مع شركة المنتجات.

تلقى الأستاذ همَّام المهمة بحماس كبير وأرسل مذكرة سرية إلى مدراء الإدارات الفنية ذات العلاقة لدراسة الفكرة وإبداء مرئياتهم بخصوص التعاون مع شركة المنتجات . ونظرا لأهمية الموضوع ، وانشغال الإدارات بأمور أخرى هامة ، والاستفسارات المتكررة من الإدارات عن الهدف من الاتفاق والنتائج المرجوة منه وطبيعة العلاقة بين الشركتين وما إلى ذلك ، فقد استغرقت دراسة بين الإدارات مدة شهرين ، ثم على ضوئها التوصل إلى إمكانية التعاون مع شركة المنتجات.

وقبل أن يبدأ في وضع الصيغة المقترحة للتعاون مع شركة المنتجات قام الأستاذ همَّام بعرض الفكرة على المستشار القانوني للشركة الذي أشار إلى عدم إمكانية التعاون مع شركة المنتجات لأسباب قانونية ، وأن الطريقة الممكنة للاستفادة من شركة المنتجات هي شراؤها.

دعا الأستاذ همَّام مدراء الإدارات وعرض عليهم مرئيات المستشار القانوني والتي تطلبت عقد عدد من الاجتماعات والإجابة على العديد من الاستفسارات على مدى أسابيع تم بعدها وضع الصيغة المقترحة لشراء شركة المنتجات . وبعرض هذه الصيغة على الإدارات المختلفة أبدت بعض الإدارات اعتراضات على الصيغة المقترحة ، مما تطلب إعادة صياغتها على المستشار القانوني لوضعها في شكلها النهائي.

أثناء إعداده مذكرة لعرض الصيغة المقترحة على مجلس الإدارة تلقى المدير التنفيذي نبأ شراء شركة النهايات لشركة المنتجات.

ذلك لأن شركة النهايات ( أكبر منافسي الشركة ) ارتأت أيضاً إمكانية التعاون مع شركة المنتجات لدعم قدراتها التنافسية ،كما قام المجلس بتكليف الأستاذ زكي بالاتصال بالإدارات الفنية ذات العلاقة وإعداد صيغة مقترحة لأسلوب التعاون مع شركة المنتجات. إلا أن الأستاذ زكي اتبع أسلوب تحديد الملامح النهائية للنتائج قبل البدء بالإجراءات في التعامل مع هذه المهمة ، حيث كان على وعي بأن الشكل النهائي لإنجاز المهمة هو التوصل إلى الصيغة المناسبة للاتفاق ، وليس مجرد الاتصال بالإدارات.

وبناءً على ذلك فقد قام خلال أسبوع من تلقيه المهمة بإعداد صيغة مبدئية مقترحة لطبيعة العلاقة مع شركة المنتجات على ضوء معرفته بطبيعة عمل الإدارات الفنية المختلفة ، وقام بعرض الصيغة المبدئية المقترحة على المستشار القانوني للشركة الذي أشار أيضاً بعدم إمكانية التعاون ، واقتراح شراء شركة المنتجات كحل وحيد . عليه فقد طلب الأستاذ زكي من المستشار القانوني تعديل الصيغة المبدئية بالشكل القانوني المناسب ، ثم قام بالاجتماع مع مدراء الإدارات الفنية وعرض هذه الصيغة عليهم .

وفي خلال أيام معدودة قام كلُمن مدراء الإدارات بوضع مرئياته على الصيغة نفسها ومن ثم إعادتها إلى المستشار القانوني الذي وضعها في صيغتها النهائية ، مما مكن المدير التنفيذي من عرضها على المجلس خلال فترة قصيرة نسبيا، والذي اتخذ قراراً فورياً بشراء شركة المنتجات.

تشير هذه الحالة التوضيحية المبسطة إلى عدد من الأمور تشمل :
1. التحديد المبدئي للشكل النهائي للنتائج المرجو الوصول إليها من البداية يجعلها المحور الموجه لأعمال واعية تقود إلى نتائج فعالة.
2. أهمية صياغة التوجيهات الإدارية بشكل يركز على الأهداف عوضاً عن الإجراءات.
3. ضرورة تنفيذ المهام بشكل مرن وخلاق يحقق الغرض منها بدلاً من تنفيذها بشكل روتيني.
4. تزداد أهمية عنصر الوقت والاستغلال الأمثل للموارد مع زيادة عنصر المنافسة وندرة الموارد.

اليمامة 08-07-2008 12:44 AM

إحسان الظّن


إن إحسان الظن ليس مجردَ أسلوبٍ إيجابي في التعامل مع الآخرين ، بل هو مدخلٌ أساس للتعامل مع القضايا اليومية والعملية. وإن أعلى مستويات إحسان الظن هو إحسان الظن بالله عزوجل ، الذي يحقق لنا الطمأنينة والأمان على جميع مستويات حياتنا . وذلك انطلاقاً من عقيدةٍ راسخة في وعد الله تعالى ، حيث قال عزوجل في الحديث القدسي " أنا عند ظن عبدي بي ، إن ظن خيراً فخير وإن ظن شراً فشر ".

وامتداداً لمبدأ إحسان الظن الذي ارتضاه الله عز وجل لنفسه ، فإن إحسان الظن يجب أن يكون مبدءاً نرتضيه لأنفسنا وللآخرين ، كأسلوب تعامل ومنهج عمل ، يحقق لنا بحول الله الطمأنينة والرضى والتفقوُّق في حياتنا اليومية والعملية.

ومع ما لإحسان الظن بالآخرين من منافع عديدة ، والتي سنتتطرق لها لاحقاً ، فإن الكثير منا قد لا يتأتى لهم الحصول على هذه المنافع ، وذلك لإساءة فهم مبدأ إحسان الظن ، نتيجةً للخلط بينه من جهة ، وبين السذاجة والتفريط في حقوقنا من جهة أخرى . وشتان بين الاثنين.

إن السذاجة والتفريط في الحقوق يرتبطان بالضعف ، في حين أن إحسان الظن يرتبط بقوة تنبع من ثقةٍ في النفس وقدرةٍ على انتزاع الحق وترفع عن السفاسف. لذلك فإن إحسان الظن هو خيارٌ واعٍ لا يملكه إلا الأقوياء . في حين أن السذاجة والتفريط في الحقوق سمات يتصف بها الضعفاء.

بتجاوزنا للعائق الرئيس أمام تبني إحسان الظن ، يمكننا التطرق إلى بعض فوائد على المستوى الاجتماعي والعلمي.

إن إشاعة مبدأ إحسان الظن في حياتنا الاجتماعية يحقق لنا قدراً كبيراً من الثقة المتبادلة والتفاهم ، والذي يدعم الرباط الاجتماعي ويحمي الأسر والصداقات من المنازعات الناتجة عن سوء الظن والعناد وإعطاء صغائر الأمور أكبر من حجمها.

وكما هو الحال على المستوى الاجتماعي ، فإن إشاعة حسن الظن كأساس للتعامل بين منسوبي المؤسسات ينشر جواً من الثقة والإيجابية في أرجائها ، ويزيل الحواجز النفسية بين منسوبيها بما يحقق قدراً عالٍ من التعاون والفعالية في تحقيق أهداف مشتركة . هذا في حين أن تفشي سوء الظن بين أرجاء المؤسسة ينم عن انعدام في الثقة ومحدودية في الولاء للمؤسسة وأهدافها وبين منسوبيها . وعادة ما ينعكس ذلك على شكل مغالاة في الحذر وعدم الشعور بالأمان ، والذين هما من ألد أعداء التعاون الضروري لتحقيق الفعالية اللازمة للنجاح.

ويؤكد على أهمية عنصر الثقة بين أفراد المؤسسة كتاب " الصحبة الطيبة " الذي يشير فيه الكاتبان إلى العلاقة بين منسوبي المؤسسة على أنها رأس المال الاجتماعي للمؤسسة والذي يرتكز أولاً وقبل كل شيء على الثقة المهنية والثقة الشخصية المتبادلة بين الموظفين للدرجة التي تتحول فيها هذه الثقة إلى طاقة إنتاجية وقيمة إيجابية تثري بيئة العمل.

وقد يقول قائل إن أنظمة ولوائح المؤسسات كفيلة بتحقيق القدر المطلوب من التعاون بين الأفراد والإدارات . ونشير هنا إلى أن الأنظمة واللوائح العامة لا يمكن لها أن توفر الحالة الذهنية اللازمة لإيجاد الرغبة الصادقة في التعاون بالقدر اللازم لتحقيق مستويات متميزة من الأداء.

وإضافةً إلى عدم كفاية الأنظمة واللوائح في تحقيق روح التعاون المطلوبة بين منسوبي المؤسسة ، فإن ازدياد مستويات المنافسة وفتح الأسواق وتسارع التطور التقني أصبح يحتم على المؤسسات الكبرى التخلي جزئياً عن الطابع الروتيني والتنظيم المبالغ فيه ، والتركيز بشكل أكبر على تفعيل مجموعات عمل ذات ديناميكية عالية ومستوً متميز من التعاون والإبداع . وذلك بغرض تحقيق المستويات التنافسية الضرورية للاستمرار والتطور والنجاح.

في كتابهما بعنوان " المجموعات الساخنة " يؤكد المؤلِّفان على تزايد أهمية تخلي المؤسسات الكبرى عن سياساتها البيروقراطية ، حيث أنها يمكن أن تحقق نجاحات كبرى بقليل من ( الديناميكية غير المقننة ) والإبداع . وذلك من خلال تبني أسلوب فرق عمل صغيرة محددة الأهداف يسيطر عليها هاجس الإبداع والتميز والابتكار. إن مثل هذه المجموعات ، التي تتزايد أهميتها مع الزمن ، لا يمكن أن تتحقق لها الديناميكية أو القدر الكافي من التعاون اللازم للوصول إلى مراحل الإبداع ، مالم تتوفر لها مستويات عليا من الثقة ، والتي لا تتأتى في حال تفشي سوء الظن وعدم أمن الجانب.

على ضوء ما سبق ، يمكننا القول بأن إحسان الظن مدخل أساس للحصول على الخير الذي وعدنا به الخالق عزوجل ، وتحقيق الألفة والتفاهم على المستوى العائلي بشكل خاص والاجتماعي بشكل عام ، ودعم الفعالية اللازمة لتحقيق مستويات عليا من التميز على مستوى الأفراد والمؤسسات.

" لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين ".

صدق الله العظيم،


اليمامة 21-07-2008 12:09 AM

تبني مبادئ أخلاقية عليا
يقال أن كلمة رسك ( Risk ) الإنجليزية ، والتي تعني المخاطرة ، يرجع أصلهَا إلى كلمة رزق في اللغة العربية ، حيث استخدم التجار المسلمون خلال القرون الوسطى كلمة الرزق في إشارة إلى أن ما يقومون به من أعمال تجارية هو ابتغاءٌ للرزق من الله عزوجل . إلا أن الغربيين حولوا مفهوم كلمة الرزق إلى مفهوم المخاطرة ، على اعتبار أن التجارة هي مخاطرة استثمارية للحصول على أرباح أكبر.
وبعض النظر عن أصل كلمة ( Risk ) في اللغة الإنجليزية وعلاقتها بكلمة رزق العربية فإن التجار المسلمين والأفراد لا يزالون بعد مئات السنين يعتقدون في أن الرزق من عند الله عزوجل أولاً وأخيراً ، وأن الرزق الحلال يؤدي إلى زيادة البركة ، والتي يعتبرها الكثير من التجار ورجال الأعمال أهم من الربح.
ومع ما لتوخي البركة . من تأثير إيجابي على سلوكيات رجال الأعمال والأفراد من حيث الالتزام بالأمانة والعدل والصدق في تعاملاتهم ، إلا أن تفعيل هذا المبدأ وأمثاله يبقى عادةً على المستوى الشخصي . هذا في حين أن تفعيله على مستوى المؤسسات والمجتمع له مردود أكبر من مردوده على المستوى الشخصي.
ومع أن تفعيل هذه المفاهيم على مستوى المؤسسات يبدو في ظاهرة غير عملي وبعيد عن مفهوم وأنظمة ممارسة الأعمال الحديثة ، إلا أن ذلك في الحقيقة تصور خاطئ . ذلك أن تبني ثقافة خاصة بالمؤسسة ترتكز على مبادئ عملية وأخلاقية معينة يتماشى مع آخر ما وصلت إليه نظريات إدارة الأعمال الحديثة.
في كتابهما بعنوان " تشخيص وتغيير ثقافة المؤسسات " أشار الخبيران العالميان كيم كامرون وروبرت كوين إلى أن إدارة الأعمال الحديثة قد ركزت خلال فترة الستينات على السلعة ، والسبعينات على السوق ، والثمانينات على العميل ، والتسعينات على الشركة ، أما الآن فقد اتجه تركيزها إلى ثقافة المؤسسة . لذلك فإن المؤسسات الحديثة تقوم بتبني مبادئ عملية وأخلاقية كجزء من ثقافاتها الضرورية لتميزها عن غيرها ، وكعنصر داعم لقدراتها التنافسية على مستوى الشركات الأخرى والعالم.
وانطلاقا من أهمية مفهوم البركة لدى جميع الأفراد ورجال الأعمال بالعالم الإسلامي
وما يرتبط به من قيم سامية مثل الأمانة والصدق والإنصاف والتراحم والبر والإحسان وإتقان العمل ، والتي هي مبادئ أخلاقية ذات علاقة مباشرة بالفعالية والعمل ، فإنه يمكن تأصيل مفهوم البركة ، أو مفاهيم مشابهة ، كعنصر أخلاقي رئيسي في ثقافة المؤسسات الحديثة .
إضافةً إلى ترسيخ هذه المبادئ الراقية على مستوى المؤسسة وتفعليها على مستوى حياتنا الشخصية والعملية ، بدلاً من حصرها على المستوى الشخصي والديني ، فإن تطبيقها على مستوى المؤسسة يؤدي إلى رفع أداء المؤسسة ومدى ربحيتها . ذلك أن اللوائح والسياسات المنظمة لسلوكيات منسوبي المؤسسات والعلاقات بينهم لا يمكنها التأثير بعمق في الوازع الداخلي للفرد ، والذي هو أساس تشكيل سلوكياته . هذا في حين أن تبني مفهوم الأمانة على سبيل المثال كسمة شخصية مرتبطة بقناعة دينية ، سينعكس على أسلوب عمل الموظف من حيث المحافظة على وقت المؤسسة ومصالحها ويمنعه من اللجوء إلى الغش أو التدليس.
كما أن تبني الصدق كمبدأ أخلاقي مبني على اعتقاد ديني وكعنصر أساس في ثقافة المؤسسة يمنع الموظف من الكذب بجميع ألوانه أو إعطاء بيانات مغلوطة ، حتى لو كانت شبه قانونية . وإن تبنِّي مبادئ العدل والبر والإحسان يمنع الرؤساء من ظلم موظفيهم أو التمييز بينهم حتى لو كان ذلك بشكل لا يخالف اللوائح .
من جانب آخر فإن تبني مبدأ إتقان العمل كأسلوب حياة مبني على قدوة سنها سيد البشر صلى الله عليه وسلم ، سيفجر طاقات كامنة لدى الأفراد على المستوى الشخصي ومستوى المؤسسة تؤدي إلى تحري التميز ي أي عمل مهما صغر والالتزام بالتطوير الدائم لتحقيق هذا المبدأ.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن أحدى المؤسسات العربية قد بدأت بالفعل في تطوير أساليب تبني هذه المبادئ كجزء من ثقافة مؤسستها . ولقد انعكس ذلك على تحقيق نتائج إيجابية على مستوى المؤسسة ومنسوبيها .
وإضافةً إلى إمكانية تضمين ثقافة المؤسسة لهذه المفاهيم وتفعيلها على المستوى الرسمي
فإنه يمكن أيضاً تطبيقها بشكل إجرائي تدريجي عن طريق القدوة الحسنة والتوجيه السديد.
فعلى سبيل المثال ، قد يحدث أن يأتي الموظف إلى مديره ليخبره بسعادة أنه قد تمكن من إنجاز أمرٍ ما أو حل مشكلة معينة بطريقة لا يرى المدير أنها تتماشى مع المثل العليا في العمل . وبدلاً من أن يغض المدير المسؤول النظر عنها باعتبار أن الموظف قد أنجز المهمة لا تتماشى مع المبادئ العليا التي سيكون في إتباعها الحصول على البركة في الرزق على مستوى الفرد والمؤسسة . هذا مع التأكيد على أن هناك دائماً وسيلة للوصول إلى الغرض بطرق تتماشى مع المبادئ العليا.
وأنه ( المدير المسؤول ) على استعداد لإبداء الرأي عند حاجة الموظف إلى ذلك . وبالطبع فإن من المهم جداً أن يتمسك المدير نفسه بهذه المبادئ ليكون قدوةً لموظفيه.
أخيراً ... فإن تبني مبادئ أخلاقية سامية يجب أن لا يقتصر على الموظفين المسلمين
أو المؤسسات الإسلامية ، ذلك أن الأديان السماوية الأخرى لا تختلف في مبادئها الأساسية عن المبادئ الأخلاقية الإسلامية السامية ، حيث أن منبع هذه الأديان السماوية واحد.
يتبع

اليمامة 30-07-2008 01:36 AM

طريقة التوازن

شكَّل اكتشاف العالم إسحاق نيوتن لقانون الجاذبية الأرضية ثورةً علمية ، لكونه شرح العديد من الظواهر الطبيعية . إلا أن قانون الجاذبية الأرضية شأنه شأن قوانين أخرى مثل الطفو والأواني المستطرقة والضغط الجوي والعرض والطلب ، ما هو إلا أحد الظواهر لنظام أشمل ، ألا وهو نظام التوازن . ذلك أن هذه القوانين تحقق معاً العلاقة المتوازنة بين الكواكب والنجوم وبين اليابسة والماء ،وتوفر بيئة مناسبة لحياة الإنسان ، وتنظم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الناس.


ولقد أتى الدين الإسلامي كخاتم للرسالات السماوية ليؤكد مفهوم التوازن الكوني ، حيث يحقق التوازن بين الدين والدنيا ، والخوف والرجاء ، والإسراف والتقتير ، والإفراط والتفريط والثقة والتواضع ، والملكية الخاصة والعامة ، وحقوق الفرد والمجتمع ، ورأس المال والعمال ليكون في مجملة ديناً وسطاً.


وانطلاقاً من هذا المبدأ فقد كان القاسم المشترك بين جميع المفاهيم الأساسية والسلوكيات المقترحة في هذا الكتاب هو مفهوم التوازن والاعتدال.

ويمكن تلخيص أهم هذه المبادئ فيما يلي :

1. تبني رؤية متزنة في نظرتنا إلى الواقع واستجابتنا له بعيداً عن السلبية أو التطرف
أو القلق أو اليأس.

2. التوازن بين الرضا بما قسم الله لنا وإحسان الظن بالله كأساس للسعادة ، وبين عدم الاكتفاء بما حققناه من إنجازات كأساس للتميز والنجاح.
3. التوازن بين اعتزازنا بأنفسنا من جهة ، واحترام قدرات وآراء وطموحات الآخرين من الجهة الأخرى.
4. النظر إلى إنجازاتنا بواقعية ووعي بموقعنا من هذا الكون العظيم .
5. إتباع أسلوب حضاري في التعامل ، وتبني معايير أخلاقية تحقق التوازن بين مكتسباتنا الشخصية وحقوق الآخرين.
6. التعامل مع المشاكل والمعوقات بإيجابية واتزان باعتبارها تحديات يمكن تفاديها وتحويلها إلى فرص لتحقيق مزيد من النجاح
7. تبني مبادئ عليا على المستوى الشخصي والعملي بما يحقق التناسق بين معتقداتنا وحياتنا العملية .
8. تحقيق التوازن على المستوى الفردي والعائلي والاجتماعي والديني.

انتهى بحمد الله

وشكراً يايمامة:rolleyes:

السمو 30-07-2008 08:18 PM

نعم شكراً شكراً ياليمامة

وما أجمل الدقة في العمل .. بحيث لا تكون إلا للتميز وليست للتعقيد
وكم هو جميل حقاً حسن الظن بالآخرين خاصة من حولك من أهلك ومن هم في بيئة العمل
وفوق ذلك كله حسن الظن بالله ..

استمتعت واستفدت من هذا النقل حتى انتهى :)

فشكراً جزيلاً :)

ENG/MARWA 01-08-2008 02:37 AM

http://www5.0zz0.com/2008/01/20/12/369082180.gif


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.