لا لن أغيب عن صفحتك.
يا للخشب يلين تحت أصابعك فيغدو ربابا.
يا لفراخ الطيور تهجر أوكارها لتعشش في دفء كفيك.
أمن ميسة السنبلة تحت جناح العصفور أم من إطلالة خصلات الحرير من النول اصابعك ؟

كما يرسم الحفيف دلاله في ميسة الغصن، وكما تترجم العصفورة نفسها إلى ضمة غناء وزقزقات، ها أنت تترجمين نفسك بدلال الحرف وسكر اللون وارتماء المعنى ومسراه في انتشاء العطر وشهقة الظل يا فلة الفل.
هاهي الحروف حروفك، تترجمك إلى نسيم هادئ لتقرأك الحدائق والخمائل والعطور والزهور والطيور.
وأنا أترجم أصابعك العشرة إلى عشرة..
موسيقى، حلم، نور، شعر، فن، جمال، ربيع، عطر، حب، فتنة.
عندئد ولأول مرة تعرف الموسيقى تاريخ ميلادها فتفرح، ولأول مرة كذلك يكتشف الحب أنه ولد مؤنثا وأن العربية جنت عليه فذكّرته كما ذكّرت الجمال.
كل الترجمات محاكاة وعجز أما ترجمتك.. فإعجاز وابتداع.
يا لأصابعك المضيئة في زحمة الملايين، ملايين الأصابع، وكأنها وحدها رقيقة.. كامتداد "آه" تغري الشفاه بالتقبيل والأوتار بالتغريد.

صفحة كتاب يا ابنة الزرقة والبياض، يا مغربية، تمتد في الفضاء كزهرة، كفراشة، كنجيمة هبطت من السماء تبحث عن صورتها في صفحة الغدران.
وتميس فيميس معها قارئ مثلي.. وتشير فتشير معها أصابعي وكاننا في مظاهرة للجمال.
يا للخشب يلين تحت أصابعك فيغدو ربابا.
يا لفراخ الطيور تهجر أوكارها لتعشش في دفء كفيك.
أمن مسية السنبلة تحت جناح العصفور أم من إطلالة خصلات الحرير من النول أصابعك.