حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الرمضانية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=54)
-   -   يوميات رمضانية (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=65502)

maher 21-09-2007 01:33 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اليوم التاسع من رمضان المبارك


ـ القضاء على تمرد بابك الخرمي:
تولى المعتصم بالله الخلافة سنة 218 هـ. وعرف عنه صرامته وشجاعته في مواجهة أعدائه الخارجيين عليه أو المتمردين على النظام.
ترك المعتصم بصمة وأثراً واضحاً في الخلافة والدولة، من حيث أنه انشأ بعض المدن وحفر الأنهار، واعتنى بالزراعة والجيش، وتدخل في قضايا الفكر والدين، وكان مثالا للقوة الجسدية والأنفة الملكية.
وقد كان من قواد الجيش قائد متمرد استغل انشغال الخليفة عنه وبُعْدَ دياره في القيام بثورة مسلحة كادت أن تهدد الخلافة نفسها.
هذا القائد اسمه (بابك الخرمي) جمع حوله الناس ، واستمال إليه بعض القواد ، فلما تفرغ له المعتصم وجه إليه أكبر قواده وهو (الأفشين حيدر بن كاوس الأسروشني) وعقد له على جميع ما اجتاز به من الأعمال ، وحمل معه الأموال والخزائن ، وأمره بالتحرك للقضاء على (بابك) فكانت بينهما وقائع عدة ، دلت على حكمة (الأفشين) وحذره إلى أن وصل بزحفه نحو (بابك) إلى مدينة (البذ) عاصمة بابك ومعقله بعد معاناة شديدة من القتال والشتاء
يقول ابن واضح في تاريخه المعروف بتاريخ اليعقوبي (2/474):
ـ فأقام في محاربته حولاً حتى كثرت الثلوج ، ثم زحف إلى (البذ) يوم الخميس لتسع خلون من رمضان سنة 222هـ ، واشتدت الحرب حتى دخل المسلمون مدينة (البذ) وهرب (بابك) وستة من أصحابه، وأُخرج من كان بالبذ من أسارى المسلمين فكانوا سبعة آلاف وستمائة.

ومضى (بابك) هارباً على بغلة وقد لبس ثياب الصوف متنكراً، فكتب الأفشين إلى البطارقة (المختارين والعرفاء) في طلبه ، وضمن لمن جاء به ألف ألف درهم والصفح عن بلادهم. فما أسرع ما وشى ببابك أحدهم ـ واسمه سهل بن سنباط ـ مما سهل على (الأفشين) عملية القبض على (بابك) والرجوع به على المعتصم وهو في سر من رأى (سامراء) ، فتلقاه القواد والناس على مراحل منها ، فدخلها وبابك بين يديه مقيد على فيل حتى دخل على المعتصم ، فأمر بقطع يدي بابك ورجليه ثم قتله وصلبه.




ـ إنهيار جسر على دجلة ببغداد:
وفي اليوم التاسع من رمضان ينقل ابن الجوزي في (المنتظم 6/130) وقوع كارثة مفاجئة في مدينة الخلافة بغداد ، وهي إنهيار أحد الجسور المقامة فوق دجلة. يقول:
ـ وفي يوم الأربعاء لتسع خلون من رمضان سنة (303) انقطع كرسي الجسر (أي تهاوت قاعدته) والناس عليه فغرق خلق كثير.




ـ خروج المكتفي بالله للقضاء على القرامطة:
وفي اليوم التاسع من رمضان تحرك المكتفي بالله للقضاء على فتنة القرامطة التي استشرت في بادية الشام.
يقول صاحب ( بغية الطلب في تاريخ حلب 2/929 ) : إن القرامطة نسبوا إلى قرمط واسمه حمدان بن الأشعث كان بسواد الكوفة ، وإنما سمي قرمطا لأنه كان رجلاً قصيراً ، وكانت رجلاه قصيرتين وكان خطوه متقارباً ، وقد أظهر الزهد والورع وتسوق به على الناس مكيدة وخبثا وادعى أنه المهدي، وادعى أن نسبه يتصل بآل البيت. وقد هزم كثيراً من الجيوش التي وجهت إليه.
وقد اعتبر العلماء مذهبه خارجاً عن الإسلام.
وكان من حاله أنه لا يركب الدواب والخيل، بل له جمل يركبه ، ويلبس الثياب الواسعة ويتعمم عمة أعرابية ، ويأمر أصحابه أن لا يحاربوا أحداً - وإن أتى عليهم - حتى ينبعث جمله الذي هو عليه من قبل نفسه، فكانوا إذا فعلوا لم يهزموا ، واستغوى بذلك الأعراب .
وقد خلف أخاه بعد قتله فاشتدت شكوته وكثر أتباعه وحاصر دمشق حتى صالحه أهلها على خراج دفعوه ، ثم سار إلى أطراف دمشق وحمص فتغلب عليها ثم صار إلى حماه وسلمية وبعلبك ، فاستباح أهلها وقتل الذراري وفجر بالنساء وقتل أهل الذمة...
قال : فخرج المكتفي بالله متوجهاً نحوهم من عاصمته في العراق يوم الثلاثاء لتسع من خلون من شهر رمضان سنة 292 في قواده ومواليه وغلمانه وجيوشه وأخذ على طريق الموصل إلى الرقة وأقام بها ، وأناب عنه في قيادة الجيوش هذه القاسم بن عبيد الله ، ثم وجه أحد قواده وهو محمد بن سليمان في جيش ضخم وآلة جميلة وسلاح شاكٍ نحو القرمطي ، فلم يزل يعمل التدبير ويذكي العيون ويتعرف الطرقات حتى التقى محمد بن سليمان مع القرامطة على اثني عشر ميلاً من حماه، في موضع بينه وبين سلمية ، وثبت المسلمون حتى منحهم الله أكتاف القرامطة فهزموهم شر هزيمة وهرب القرمطي الملقب بصاحب الخال ، لكنه ألقي القبض عليه أخيراً وجيء به إلى المكتفي بالله في مدينة السلام فتقله.




ـ الفقيه محمد بن داود الظاهري يخلف أباه في المذهب:
وفي اليوم التاسع من رمضان سنة 297 توفي الفقيه محمد بن داود علي الظاهري الذي خلف أباه الإمام داود بن علي مؤسس مذهب الظاهرية في حلقته.
كان محمد بن داود فقيهاً متقناً له بصر تام بالحديث وبأقوال الصحابة مع ذكاء شديد وفصاحة في اللسان وقد رة على الجدل والمناظرة .
قام بنشر مذهبه ودعا الناس إليه ، وألف كتباً كثيرة منها : الوصول إلى معرفة الأصول ، واختلاف مسائل الصحابة ، وكتاب المناسك ، وكتاب الفرائض . وأشهر كتبه : الزُهْرة جمع فيه نوادر وأشعاراً.
نشر مذهبه في الشرق لكن ذلك لم يستمر طويلاً بل اختفى وزال. (احمد تمام ـ إسلام أون لاين ـ حدث في رمضان).




ـ القاضي يوسف بن يعقوب صاحب حزم وهيبة:
وفي اليوم التاسع من رمضان سنة 297 مات القاضي الشهير يوسف بن يعقوب قاضي البصرة وواسط والجانب الشرقي من بغداد (تاريخ بغداد 14/310)
كان رجلاً صالحاً عفيفاً شديداً في الحكم لا يراقب فيه أحداً ، وكانت له هيبة ورياسة.
يذكر عنه أن أحد أبرز خدم الخليفة المعتضد بالله جاء في مجلس الحكم فارتفع في المجلس ، فأمره الحاجب بموازاة خصمه فلم يفعل ادلالاً بعظم مجلسه من الدولة ، فصاح فيه القاضي يوسف بن يعقوب وقال لحرسه:
ـ اوقفوه . أتؤمر بموازاة خصمك فتمتنع ، يا غلام (عمرو بن ابي عمرو) أحضر النخاسي الساعة. يُقدم إليه ببيع هذا العبد وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين.
فأخذ كرهاً وأجلس مع خصمه ثم انصرف إلى سيده الخليفة المعتضد فحدثه بالحديث وبكى بين يديه ، فصاح عليه المعتضد وقال له:ـ لو باعك لأجزت بيعه...
عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من رمضان سنة 297 في اليوم الذي مات فيه محمد بن داود بن علي الأصبهاني.




ـ الإمام علي بن الحسين المحاملي عالم ثقة:
وممن توفي هذا اليوم وهو التاسع من رمضان الإمام علي بن الحسين الضبي المحاملي كان ثقة عالماً روى حديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في كل صلاة في صلاة المكتوبة).
ونقل الخطيب البغدادي (11/400) عن الأزهري: توفي علي بن الحسين بن إسماعيل المحاملي في ليلة السبت التاسع من شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة ودفن في نفس اليوم.




ـ الحافظ أحمد بن عبد الملك المؤذن:
وفي اليوم التاسع من شهر رمضان توفي رجل عالم صالح طوّف كثيراً في طلب العلم حتى جمع منه الكثير. آثر أن يكون مؤذناً ـ ككثير من العلماء الذين يقولون بأن وظيفة الأذان ورتبة المؤذن أفضل وأعلى من وظيفة ورتبة الإمامة والإمام ـ إنه أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن الحافظ (بغية الطلب في تاريخ حلب 2/1002).
رحل إلى منبج ودمشق والموصل وحلب وجرجان وأصبهان وهذان وبغداد.
روى الحديث المسلسل بالأولوية الذي يقول فيه كل راو وهو صادق: وهذا أول حديث سمعته ممن قبلي إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الراحمون يرحمهم الرحمن اِرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
نقل عن بعض تلامذته قال: أول سماعي سنة 399 هـ ـ أي وعمره أحد عشر سنة ـ وكنت قد حفظت القرآن الكريم ولي نحو من تسع سنين.
قال عنه عبد الكريم بن محمد السمعاني: أبوصالح المؤذن من أهل نيسابور أمين ثقة محدث صوفي نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته ، كان عليه الاعتماد في الودائع من كتب الحديث المجموعة في الخزائن الموروثة عن المشايخ والموقوفة على أصحاب الحديث ، فكان يصونها ويتعهد حفظها ، ويتولى أوقاف المحدثين من الخبز والكاغد وغير ذلك ، ويقوم بتغريقها عليهم وإيصالها لهم.
وكان أبو صالح المؤذن يؤذن على منارة المدرسة البيهقية سنين احتساباً ووعظ المسلمين وذكرهم الأذكار في الليالي ، وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ويوصلها إلى المستحقين والمستورين من أهل الحاجات والأرامل واليتامى، ويقيم مجالس الحديث وتقرأ عليه، جمع بين الحفظ والإفادة والرحلة، وكتب الكثير بخطه.
وعن علي بن الحسن قال : سألت أبا سعد بن أبي صالح عن وفاة والده ؟ فقال: في سنة سبعين وأربعمائة قيل : في أي شهر ؟ قال في شهر رمضان ، وذلك أنه كان قد سأل الله بمكة أن لا يقبضه إلا في شهر رمضان ، فكان إذا دخل شهر رجب تفرغ للعبادة إلى أن يخرج شهر رمضان.
وقد توفي صباح يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان بعد أن بلغ خمساً وثمانين عاماً

محى الدين 21-09-2007 02:53 PM

أخى الاستاذ/ ماهر

لا املك الا ان اشكرك على هذا الجهد الموفق
و لكن
رجاء ان تقلل كمية المعلومات حتى يتثنى لنا ان نتابعها بتركيز
فانت تعلم ان الاوقات فى الشهر الفضيل تكاد لا تكفى لعمل كل الاشياء
و معلوماتك قيمة و تحتاج الى وقت لمتابعتها بروية
فما اجمل عبق الماضى
و ما اجمل ذكريات القوة و الفخار
وفقك الله

maher 22-09-2007 12:33 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة محى الدين
أخى الاستاذ/ ماهر

لا املك الا ان اشكرك على هذا الجهد الموفق
و لكن
رجاء ان تقلل كمية المعلومات حتى يتثنى لنا ان نتابعها بتركيز
فانت تعلم ان الاوقات فى الشهر الفضيل تكاد لا تكفى لعمل كل الاشياء
و معلوماتك قيمة و تحتاج الى وقت لمتابعتها بروية
فما اجمل عبق الماضى
و ما اجمل ذكريات القوة و الفخار
وفقك الله

السلام عليك أخي محي الدين

شكرا أخي مرة أخرى على مرورك و تشجيعك جزاك الله خيرا
و طلبك أخي بصراحة صعب شوي :New2: :New8: :New12:
يعني والله المعلومات كلها شيقة
و إذا أردت أن أنقص شيئا، فأحتار ماذا أحذف
لذا قمت بتلوين كل معلومة و خبر بلون ليتسنى المتابعة و القفز إذا ما أريد ذلك
تحياتي أخي و بارك الله فيك و التمس لي عذرا :New4:

maher 22-09-2007 12:35 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اليوم التاسع من رمضان المبارك
ـ القضاء على تمرد بابك الخرمي:
تولى المعتصم بالله الخلافة سنة 218 هـ. وعرف عنه صرامته وشجاعته في مواجهة أعدائه الخارجيين عليه أو المتمردين على النظام.
ترك المعتصم بصمة وأثراً واضحاً في الخلافة والدولة، من حيث أنه انشأ بعض المدن وحفر الأنهار، واعتنى بالزراعة والجيش، وتدخل في قضايا الفكر والدين، وكان مثالا للقوة الجسدية والأنفة الملكية.
وقد كان من قواد الجيش قائد متمرد استغل انشغال الخليفة عنه وبُعْدَ دياره في القيام بثورة مسلحة كادت أن تهدد الخلافة نفسها.
هذا القائد اسمه (بابك الخرمي) جمع حوله الناس ، واستمال إليه بعض القواد ، فلما تفرغ له المعتصم وجه إليه أكبر قواده وهو (الأفشين حيدر بن كاوس الأسروشني) وعقد له على جميع ما اجتاز به من الأعمال ، وحمل معه الأموال والخزائن ، وأمره بالتحرك للقضاء على (بابك) فكانت بينهما وقائع عدة ، دلت على حكمة (الأفشين) وحذره إلى أن وصل بزحفه نحو (بابك) إلى مدينة (البذ) عاصمة بابك ومعقله بعد معاناة شديدة من القتال والشتاء
يقول ابن واضح في تاريخه المعروف بتاريخ اليعقوبي (2/474):
ـ فأقام في محاربته حولاً حتى كثرت الثلوج ، ثم زحف إلى (البذ) يوم الخميس لتسع خلون من رمضان سنة 222هـ ، واشتدت الحرب حتى دخل المسلمون مدينة (البذ) وهرب (بابك) وستة من أصحابه، وأُخرج من كان بالبذ من أسارى المسلمين فكانوا سبعة آلاف وستمائة.
ومضى (بابك) هارباً على بغلة وقد لبس ثياب الصوف متنكراً، فكتب الأفشين إلى البطارقة (المختارين والعرفاء) في طلبه ، وضمن لمن جاء به ألف ألف درهم والصفح عن بلادهم. فما أسرع ما وشى ببابك أحدهم ـ واسمه سهل بن سنباط ـ مما سهل على (الأفشين) عملية القبض على (بابك) والرجوع به على المعتصم وهو في سر من رأى (سامراء) ، فتلقاه القواد والناس على مراحل منها ، فدخلها وبابك بين يديه مقيد على فيل حتى دخل على المعتصم ، فأمر بقطع يدي بابك ورجليه ثم قتله وصلبه.

ـ إنهيار جسر على دجلة ببغداد:
وفي اليوم التاسع من رمضان ينقل ابن الجوزي في (المنتظم 6/130) وقوع كارثة مفاجئة في مدينة الخلافة بغداد ، وهي إنهيار أحد الجسور المقامة فوق دجلة. يقول:
ـ وفي يوم الأربعاء لتسع خلون من رمضان سنة (303) انقطع كرسي الجسر (أي تهاوت قاعدته) والناس عليه فغرق خلق كثير.

ـ خروج المكتفي بالله للقضاء على القرامطة:
وفي اليوم التاسع من رمضان تحرك المكتفي بالله للقضاء على فتنة القرامطة التي استشرت في بادية الشام.
يقول صاحب ( بغية الطلب في تاريخ حلب 2/929 ) : إن القرامطة نسبوا إلى قرمط واسمه حمدان بن الأشعث كان بسواد الكوفة ، وإنما سمي قرمطا لأنه كان رجلاً قصيراً ، وكانت رجلاه قصيرتين وكان خطوه متقارباً ، وقد أظهر الزهد والورع وتسوق به على الناس مكيدة وخبثا وادعى أنه المهدي، وادعى أن نسبه يتصل بآل البيت. وقد هزم كثيراً من الجيوش التي وجهت إليه.
وقد اعتبر العلماء مذهبه خارجاً عن الإسلام.
وكان من حاله أنه لا يركب الدواب والخيل، بل له جمل يركبه ، ويلبس الثياب الواسعة ويتعمم عمة أعرابية ، ويأمر أصحابه أن لا يحاربوا أحداً - وإن أتى عليهم - حتى ينبعث جمله الذي هو عليه من قبل نفسه، فكانوا إذا فعلوا لم يهزموا ، واستغوى بذلك الأعراب .
وقد خلف أخاه بعد قتله فاشتدت شكوته وكثر أتباعه وحاصر دمشق حتى صالحه أهلها على خراج دفعوه ، ثم سار إلى أطراف دمشق وحمص فتغلب عليها ثم صار إلى حماه وسلمية وبعلبك ، فاستباح أهلها وقتل الذراري وفجر بالنساء وقتل أهل الذمة...
قال : فخرج المكتفي بالله متوجهاً نحوهم من عاصمته في العراق يوم الثلاثاء لتسع من خلون من شهر رمضان سنة 292 في قواده ومواليه وغلمانه وجيوشه وأخذ على طريق الموصل إلى الرقة وأقام بها ، وأناب عنه في قيادة الجيوش هذه القاسم بن عبيد الله ، ثم وجه أحد قواده وهو محمد بن سليمان في جيش ضخم وآلة جميلة وسلاح شاكٍ نحو القرمطي ، فلم يزل يعمل التدبير ويذكي العيون ويتعرف الطرقات حتى التقى محمد بن سليمان مع القرامطة على اثني عشر ميلاً من حماه، في موضع بينه وبين سلمية ، وثبت المسلمون حتى منحهم الله أكتاف القرامطة فهزموهم شر هزيمة وهرب القرمطي الملقب بصاحب الخال ، لكنه ألقي القبض عليه أخيراً وجيء به إلى المكتفي بالله في مدينة السلام فتقله.

ـ الفقيه محمد بن داود الظاهري يخلف أباه في المذهب:
وفي اليوم التاسع من رمضان سنة 297 توفي الفقيه محمد بن داود علي الظاهري الذي خلف أباه الإمام داود بن علي مؤسس مذهب الظاهرية في حلقته.
كان محمد بن داود فقيهاً متقناً له بصر تام بالحديث وبأقوال الصحابة مع ذكاء شديد وفصاحة في اللسان وقد رة على الجدل والمناظرة .
قام بنشر مذهبه ودعا الناس إليه ، وألف كتباً كثيرة منها : الوصول إلى معرفة الأصول ، واختلاف مسائل الصحابة ، وكتاب المناسك ، وكتاب الفرائض . وأشهر كتبه : الزُهْرة جمع فيه نوادر وأشعاراً.
نشر مذهبه في الشرق لكن ذلك لم يستمر طويلاً بل اختفى وزال. (احمد تمام ـ إسلام أون لاين ـ حدث في رمضان).

ـ القاضي يوسف بن يعقوب صاحب حزم وهيبة:
وفي اليوم التاسع من رمضان سنة 297 مات القاضي الشهير يوسف بن يعقوب قاضي البصرة وواسط والجانب الشرقي من بغداد (تاريخ بغداد 14/310)
كان رجلاً صالحاً عفيفاً شديداً في الحكم لا يراقب فيه أحداً ، وكانت له هيبة ورياسة.
يذكر عنه أن أحد أبرز خدم الخليفة المعتضد بالله جاء في مجلس الحكم فارتفع في المجلس ، فأمره الحاجب بموازاة خصمه فلم يفعل ادلالاً بعظم مجلسه من الدولة ، فصاح فيه القاضي يوسف بن يعقوب وقال لحرسه:
ـ اوقفوه . أتؤمر بموازاة خصمك فتمتنع ، يا غلام (عمرو بن ابي عمرو) أحضر النخاسي الساعة. يُقدم إليه ببيع هذا العبد وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين.
فأخذ كرهاً وأجلس مع خصمه ثم انصرف إلى سيده الخليفة المعتضد فحدثه بالحديث وبكى بين يديه ، فصاح عليه المعتضد وقال له:ـ لو باعك لأجزت بيعه...
عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من رمضان سنة 297 في اليوم الذي مات فيه محمد بن داود بن علي الأصبهاني.

ـ الإمام علي بن الحسين المحاملي عالم ثقة:
وممن توفي هذا اليوم وهو التاسع من رمضان الإمام علي بن الحسين الضبي المحاملي كان ثقة عالماً روى حديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في كل صلاة في صلاة المكتوبة).
ونقل الخطيب البغدادي (11/400) عن الأزهري: توفي علي بن الحسين بن إسماعيل المحاملي في ليلة السبت التاسع من شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة ودفن في نفس اليوم.

ـ الحافظ أحمد بن عبد الملك المؤذن:
وفي اليوم التاسع من شهر رمضان توفي رجل عالم صالح طوّف كثيراً في طلب العلم حتى جمع منه الكثير. آثر أن يكون مؤذناً ـ ككثير من العلماء الذين يقولون بأن وظيفة الأذان ورتبة المؤذن أفضل وأعلى من وظيفة ورتبة الإمامة والإمام ـ إنه أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن الحافظ (بغية الطلب في تاريخ حلب 2/1002).
رحل إلى منبج ودمشق والموصل وحلب وجرجان وأصبهان وهذان وبغداد.
روى الحديث المسلسل بالأولوية الذي يقول فيه كل راو وهو صادق: وهذا أول حديث سمعته ممن قبلي إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الراحمون يرحمهم الرحمن اِرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
نقل عن بعض تلامذته قال: أول سماعي سنة 399 هـ ـ أي وعمره أحد عشر سنة ـ وكنت قد حفظت القرآن الكريم ولي نحو من تسع سنين.
قال عنه عبد الكريم بن محمد السمعاني: أبوصالح المؤذن من أهل نيسابور أمين ثقة محدث صوفي نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته ، كان عليه الاعتماد في الودائع من كتب الحديث المجموعة في الخزائن الموروثة عن المشايخ والموقوفة على أصحاب الحديث ، فكان يصونها ويتعهد حفظها ، ويتولى أوقاف المحدثين من الخبز والكاغد وغير ذلك ، ويقوم بتغريقها عليهم وإيصالها لهم.
وكان أبو صالح المؤذن يؤذن على منارة المدرسة البيهقية سنين احتساباً ووعظ المسلمين وذكرهم الأذكار في الليالي ، وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ويوصلها إلى المستحقين والمستورين من أهل الحاجات والأرامل واليتامى، ويقيم مجالس الحديث وتقرأ عليه، جمع بين الحفظ والإفادة والرحلة، وكتب الكثير بخطه.
وعن علي بن الحسن قال : سألت أبا سعد بن أبي صالح عن وفاة والده ؟ فقال: في سنة سبعين وأربعمائة قيل : في أي شهر ؟ قال في شهر رمضان ، وذلك أنه كان قد سأل الله بمكة أن لا يقبضه إلا في شهر رمضان ، فكان إذا دخل شهر رجب تفرغ للعبادة إلى أن يخرج شهر رمضان.
وقد توفي صباح يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان بعد أن بلغ خمساً وثمانين عاماً

maher 22-09-2007 12:51 PM

اليوم العاشر من رمضان المبارك


ـ الخروج لفتح مكة:
في اليوم العاشر من رمضان سنة ثمان للهجرة تحرك الركب النبوي من المدينة المنورة باتجاه مكة المكرمة في سرّية تامة يريد أن يباغت قريشاً قبل أن تستعد رجاء أن لا يقع قتال معها في الحرم. ولكن الموكب النبوي كان حاشداً وقوياً.

قال ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 5/55) عن عبد الله بن عباس قال: مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفره واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين بن عتبة الغفاري (وفي بعض المصادر استخلف عبد الله بن أم مكتوم ـ الطبقات الكبرى 2/135).

وخرج لعشر مضين من رمضان فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصام الناس معه ، حتى إذا كان بالكديد بين عسفان وأمج أفطر. وكان في عشرة آلاف من المسلمين. وأوعب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرون والأنصار فلم يختلف عنه منهم أحد.

وقال عروة بن الزبير: كان معه اثنا عشر ألفا (البداية والنهاية 4/285).

والقول بأنه صلى الله عليه وسلم خرج لعشر مضين من رمضان هو قول الأكثر من كتاب السيرة. وهناك أقوال أخرى.

منها ما رواه البيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: آذننا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل عام الفتح لليلتين خلتا من رمضان فخرجنا صواماً.

ومنها ما نقله ابن القيم في (زاد المعاد 3/502) ورجحه عن مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة إلى مكة بعد مضي ثمان عشرة ليلة من رمضان.

وعند ابن سعد في (الطبقات 2/135) خرج يوم الأربعاء لعشر خلون من شهر رمضان بعد العصر ، فلما انتهى إلى الصلصل قدم أمامه الزبير بن العوام في مائتين من المسلمين.

وعنده أيضاً (2/143) عن الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في رمضان من المدينة لست مضين فسار سبعاً يصلي ركعتين حتى قدم مكة. والله أعلم.




ـ وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة:
وفي العاشر من رمضان في السنة العاشرة للبعثة ـ قبل الهجرة ـ توفيت في مكة أحب الأزواج إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهن ، وهي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى

كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عتيق بن عابد المخزومي (الطبقات 8/217) فولدت له جارية فسمتها هندا .

ثم خلف على خديجة بعد عتيق أبو هالة بن النباش بن زرارة التميمي حليف بني عبد الدار فولدت له ذكراً فسمته هندا أيضا .

ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة وخديجة ابنة أربعين سنة ، فولدت له (القاسم) و(الطاهر) وهو المطهر ويقال له عبد الله ، وولدت له من النساء (زينب) التي كانت تحت أبي العاص بن الربيع وكانت أكبر بناته صلى الله عليه وسلم ، ثم ولدت له (رقية) تزوجها عتيبة بن أبي لهب فطلقها قبل أن يدخل بها ، فتزوجها عثمان بن عفان بعد النبوة . ثم ولدت (أم كلثوم) فتزوجها عثمان بعد رقية ، ثم ولدت (فاطمة) فتزوجها علي بن أبي طالب.

تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة قبل النبوة بخمس عشرة سنة (الطبقات 7/604) وكانت موسرة وكانت ذات شرف وجمال.

قال الزبير بن بكار: كانت تدعى قبل البعثة: الطاهرة. وهي أول من صدق بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خير نسائها خديجة). قال ابن كثير: أخرجاه في الصحيحين (1/363).

وقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم لفقدها كثيراً وقال لخولة بنت حكيم حينما قالت له: يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة. قال:ـ أجل كانت أم العيال وربة البيت.

ومما يذكر من فضائلها الجمة أن جبريل جاء ببشارة لها : وهي بيت في الجنة من قصب (لؤلؤ مجوف) لا صخب فيه ولا نصب . (متفق عليه)

وامتدحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (آمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بما لها إذ حرمني الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء). رواه أحمد 6/117

ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين وكانت وفاتها ووفاة أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم في عام واحد.

قال الواقدي: توفيت لعشر خلون من رمضان وهي بنت خمس وستين سنة بعد خروج بني هاشم من الشِعب ، ودفنت بالحجون ، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم في حفرتها ، ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز.




ـ دخول العباسيين عاصمة الأمويين دمشق:
وفي العاشر من شهر رمضان دخل العباسيون الثائرون عاصمة الأمويين (دمشق) بعد أن حاصروها من جهات عدة

يقول الطبري (4/355) ثم سار عبد الله بن علي وهو أمير جيوش العباسيين في الشام فنزل على الباب الشرقي لدمشق ، ونزل صالح بن علي على باب الجابية، وأبو عون على باب كيسان ، وبسام بن إبراهيم على باب الصغير ، وحميد بن قحطبة على باب توما ، وعبد الصمد ويحيى بن صفوان والعباس بن يزيد على باب الفراديس ... وفي دمشق الوليد بن معاوية ، فحصروا أهل دمشق والبلقاء وتعصب الناس بالمدينة فقتل بعضهم بعضا وقتلوا الوليد ، ففتحوا الأبواب يوم الأربعاء لعشر مضين من رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، فكان أول من صعد سور المدينة من الباب الشرقي عبد الله الطائي ، ومن قبل باب الصغير بسام بن إبراهيم فقاتلوا بها ثلاث ساعات .
وأقام عبد الله بن علي بدمشق خمسة عشر يوما ثم سار يريد فلسطين.




ـ المعتضد يمنح الأمان لعبد العزيز ابن أبي دلف:
وأورد الطبري في أخبار سنة 283 أنه في يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان قرئ كتاب على المنبر بمدينة السلام في مسجد جامعها : بأن عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف صار إلى بدر وعبيد الله بن سليمان في الأمان يوم السبت لثلاث بقين من شعبان سامعاً مطيعاً منقاداً لأمير المؤمنين (المعتضد) مذعنا بالطاعة والمصير معهما إلى بابه ، وأن عبيد الله بن سليمان خرج إلى عمر فتلقاه وصار به إلى مضرب بدر ، فأخذ عليه وعلى أهل بيته البيعة لأمير المؤمنين وخلع عليه بدر وعلى الرؤساء من أهل بيته وانصرفوا إلى مضرب أعد لهم.

وكان قبل ذلك قد دخل بكر بن عبد العزيز (شقيق عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف) في الأمان على بدر وعبيد الله بن سليمان فولياه على أخيه عمر ، على أن يخرج إليه ويحاربه ، فلما دخل عمر في الأمان قالا لبكر : إن أخاك قد دخل في طاعة السلطان ، وإنا كنا وليناك عليه على أنه عاص ، والآن فأمير المؤمنين أعلى عيناً فيما يرى من أمركما فامضيا إليه.
وهذا الخبر يعني عودة أحد الولاة المتمردين على الخلافة وإعلان ذلك على العامة.



ـ المسلمون يستعيدون حصن همدان من الفرنجة:
وجاء في كتاب (نبذة العصر في أخبار ملوك بني نصر 1/101) وهم من ملوك الأندلس المتأخرين الذين شهدوا اضطراب أحوال المسلمين فيها. قال:

ـ فلما صارت هذه البلاد كلها تحت ذمة العدو ولم يبق لصاحب قشتالة الفرنجي سوى غرناطة التي هي في صلحه (للمسلمين) ورأى أن الإسلام قد دثر من بلاد الأندلس وقع طمعه ، ونقض ما بينه وبين صاحب غرناطة محمد بن علي من الصلح ، فأخذ برج ملاحة غرناطة وبرج قرية همدان وكانا برجين كبيرين حصينين فزادهما تحصينا وتمنيعاً ، وشحنهما بالرجال وما يحتاج إليه من آله الحرب ليضيق على أهل غرناطة لأنهم كانوا قريبين منهما وقد حصل له ما أراد.

ولكن صاحب غرناطة قرر استعادة حصن همدان فخرج بعدته وآلة حربه نحو قرية همدان فلما نزل بها تحصن من بها من النصارى والمرتدين بحصنهم ، ودارت بهم جيوش المسلمين من كل جانب بالقتال الشديد حتى قربوا من السور الأول ، فجعلت كل طائفة من المسلمين نقبا ، حتى دخلوا معهم في الحزام الأول ثم في الحزام الثاني ثم في الحزام الثالث ، حتى الجؤوهم إلى داخل البرج ، وذلك بعد محاربة عديدة وقتال شديد استشهد فيه جماعة من المسلمين رحمهم الله تعالى وحين وصل المسلمون إلى أصل البرج أخذوا في نقبه، فجعلوا ينقبون ويدعمون بالخشب إلى أن نقبوا فيه نقباً كثيرة ، فلما علم من في البراج أن النقب قد كثر خافوا من هدمه عليهم فيهلكون ، فسلموا البرج وأذعنوا للأسر فأسروا عن آخرهم ومن معهم من المرتدين واحتوى المسلمون على ما كان في البرج من الطعام والعدة والأموال ونحو مائة وثمانين أسيرا ، وكان ذلك يوم العاشر من رمضان عام 895 هـ .

ثم أقبل الأمير بمحلته راجعاً إلى غرناطة في اليوم الحادي عشر لرمضان المعظم ، وفرج المسلمون بما من الله وفتح عليهم فرحاً شديداً... نعم كانت هذه الوقفة مبعث عودة الروح ـ ولو لأمد قصير ـ إلى المسلمين في الأندلس.




ـ حرب بين الخليفة وملكشاه.
ومن حوادث اليوم العاشر من رمضان. ذكر صاحب كتاب (مآثر الإنافة في معالم الخلافة) أنه في سنة تسع وعشرين وخمسمائة هجرية جرى بين الخليفة المسترشد وبين السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه حرب.

وكان منشؤ الحرب أن سار جماعة من أصحاب السلطان إلى الخليفة وهونوا عليه أمر السلطان مسعود ، فخرج الخليفة من بغداد بجيشه وسار لقتال مسعود وسار مسعود لملاقاته.

والتقوا في عاشر رمضان من السنة ، فصار غالب عسكر الخليفة إلى السلطان مسعود ، وانهزم الباقون .

وأخذ الخليفة المسترشد أسيراً ونهب عسكره ، ثم سار مسعود من همدان إلى مراغة والمسترشد مأسور معه في خيمة منفردة ، بعد أن وقع الاتفاق بينهما على مال يحمله إليه الخليفة وأن لا يعود يخرج من بغداد ، فوثبت الباطنية في بغداد على المسترشد فقتلوه وجدعوا أنفه وقطعوا أذنه ، وأخذ السلطان البردة والقضيب فتركهما عنده.




ـ الإمام حماد بن زيد المحدث محدث كبير:
ومن الذين توفوا في هذا اليوم وهو العاشر من رمضان إمام عظيم من أئمة الحديث النبوي الشريف هو حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي أبو إسماعيل (طبقات الحفاظ 1/103)
قال ابن حبان: كان ضريراً وكان يحفظ الحديث كله .
وقال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: سفيان الثوري بالكوفة ، ومالك بالحجاز ، والأوزاعي بالشام ، وحماد بن زيد بالبصرة .
ولد سنة ثمان وتسعين ومات يوم الجمعة لعشر خلون من رمضان سبع تسع وسبعين ومائة يرحمه الله.

maher 23-09-2007 03:20 PM

اليوم الحادي عشر من رمضان



ـ حريق بسوق اللبادين بدمشق:
يورد الإمام ابن كثير في كتابه المعروف (البداية والنهاية 13/300) في حوادث سنة 681هـ في دمشق ما يلي:
ـ وفي يوم الاثنين الحادي عشر من رمضان وقع حريق باللبادين (أي سوق اللبادين) عظيم ، وحضر نائب السلطنة إذ ذاك الأمير حسام الدين لاجين السلحدار وجماعة كثيرة من الأمراء ، وكانت ليلة هائلة جداً وقى الله شرها ، واستدرك بعد ذلك أمرها القاضي نجم الدين بن النحاس ناظر الجامع (أي تولى التحقيق فيها والتعويضات ونحو ذلك) فأصلح الأمر وسدّ ، وأعاد البناء أحسن مما كان ، ولله الحمد والمنة.




ـ موت الطاغية جنكيز خان:
ومن حوادث اليوم الحادي عشر من شهر رمضان وفاة واحد من أقسى الغزاة الذين ابتليت بهم البشرية وأكثرها سفكاً للدماء وأجرؤهم على انتهاك الحرمات وحرق المدن وإقامة المذابح لآلاف من البشر ، حتى صار اسمه مقروناً بالرعب والدم والخراب ، إنه القائد المغولي جنكيزخان.
ولد جنكيزخان عام 549هـ في منغوليا لأب كان رئيساً لقبيلة مغولية يدعى قيات. وكان اسمه يسوكاي بهادر. وسمى ولده الذي ولد يوم انتصاره على إحدى القبائل التي كان يتنازع معها باسم رئيسها المهزوم (تيموجين) وهو الاسم الحقيقي لجنكيز خان.
نجح تيموجين (جنكيز خان) في السيطرة على قبيلته وهو دون العشرين من عمره ، ثم واصل التوسع على حساب جيرانه ، فبسط سيطرته على منطقة شاسعة من أقليم منغوليا تمتد حتى صحراء جوبي ، حيث مضارب عدد كبير من قبائل التتار.
وبعد أن قضى على عاصمة التتار (قرة قورم) جعلها قاعدة لملكه ، وأصبح بعد ذلك أقوى شخصية مغولية ، فنودي به خاقانا وعرف باسم جنكيز خان أي (امبراطور العالم).
أقام جنكيز خان للمغول دولة مترامية الأطراف مرهوبة الجانب بعد أن استولى على مملكة علاء الدين خوارزم شاه صاحب خراسان والعراق وأذربيجان وغير ذلك من الأقاليم.
كان جنكيزخان إضافة إلى بطشه وحبه للدماء والفتك ، يتمتع برأي صائب وعزيمة قوية ، يجل العلماء ويضمهم إلى حاشيته ، اتخذ لنفسه مستشارين من الأمم التي غلبها من ذوي الخبرات ، فنظموا له الدولة وارتقوا بنواحيها الإدارية والوظيفية..
توفي جنكيز خان بالقرب من مدينة اتس جو في 11 رمضان سنة 624هـ ودفن في منغوليا ، وخلفه على الامبراطورية ابنه أوكتاي.




ـ اعتداء أثيم على الشيخ اليونيني البعلبكي:
وجاء في (البداية والنهاية 14/20) أن أحد الأئمة الفقهاء المحدثين تعرض في الحادي عشر من رمضان لاعتداء أثيم ، أدى به إلى الوفاة في مثل هذا اليوم.
يقول ابن كثير في حوادث سنة (701هـ) وممن توفي فيها الشيخ الإمام العالم شرف الدين أبو الحسن علي بن الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ الفقيه تقي الدين بن الشيخ أبي الحسن أحمد اليونيني البعلبكي ، وكان أكبر من أخيه قطب الدين الذي روي صحيح البخاري عن طرق عديدة منها طريقه.
ولد شرف الدين سنة احدى وعشرين وستمائة فأسمعه أبوه الكثير واشتغل وتفقه وكان عابداً كثير الخشوع.
دخل عليه إنسان وهو بخزانة الكتب (المكتبة) (شذرات الذهب 3/4) في مسجد الحنابلة فجعل يضربه بعصا في رأسه ، ثم بسكين فاتقى بيده فجرحه فيها ، فأُمسك الضاربُ وضُرب وحبس فأظهر الاختلال !!!
وحُمل الشيخ إلى داره فأقبل على أصحابه يحدثهم وينشدهم على عادته ، وأتم صيام يومه ، ثم حصل له بعد ذلك حمى واشتد مرضه أياماً ثم توفي إلى رحمة الله يوم الخميس حادي عشر رمضان ببعلبك ودفن بباب بطحا ، وتأسف الناس عليه لعلمه وعمله وحفظه الأحاديث وتودده إلى الناس وتواضعه وحسن ومروءته ومرؤته ... تغمده الله برحمته.




ـ ولادة المعز لدين الله الفاطمي العبيدي:
ومن حوادث اليوم الحادي عشر من شهر رمضان ولادة الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الذي توفي سنة 365هـ (الكامل 7/360)
ولد المعز لدين الله بالمهدية من أفريقية حادي عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وثلاثمائة ، وعاش خمسا وأربعين سنة ونصف السنة.
كان كما يقول ابن الأثير: عالماً فاضلاً جواداً شجاعاً ينصف الرعية ، ستر ما يدعون إليه ـ أي الفاطميون ـ إلا عن الخاصة ثم أظهره، وأمر الدعاة بإظهاره ، وهو الذي أنفذ قائده جوهر الصقلي لفتح مصر فدخلها وبنى له مدينة القاهرة ، وبنى له الجامع الأزهر...
ويقال : إن سبب موته أن ملك الروم بالقسطنطينية أرسل إليه رسولاً كان يتردد إليه بأفريقية ، فخلا به بعض الأيام فقال له المعز:
ـ أتذكر إذ أتيتني رسولا وأنا بالمهدية فقلت لك: لتدخلن علي وأنا بمصر مالكاً لها ؟!قال: نعم
قال: وأنا أقول لتدخلن علي بغداد وأنا خليفة .فقال له الرسول: إن أمنتني على نفسي ولم تغضب قلت لك ما عندي
فقال له المعز: قل وأنت آمن.
قال: بعثني إليك الملك ذلك العام ، فرأيت من عظمتك في عيني وكثرة أصحابك ما كدت أموت منه ، ووصلت إلى قصرك فرأيت عليه نورا عظيما غطى بصري ، ثم دخلت عليك فرأيتك على سريرك ، فظننتك خالقا، فلو قلت لي : إنك تعرج إلى السماء لتحققت ذلك !!! ثم جئت إليك الآن فما رأيت شيئاً من ذلك: أشرفت على مدينتك فكانت في عيني سوداء مظلمة ، ثم دخلت عليك فما وجدت من المهابة ما وجدته ذلك العام فقلت: إن ذلك كان أمراً مقبلا. وإنه الآن بضد ما كان عليه ...
فأطرق المعز وخرج الرسول ممن عنده ، وأخذت العمز الحمى لشدة ما وجد واتصل مرضه حتى مات. !
وكانت ولايته ثلاثاً وعشرين سنة وخمسة أشهر ، منها مقامه بمصر سنتان وتسعة أشهر ، وهو أول خليفة فاطمي ملك مصر.




ـ ابن قاضي عجلون أفقه أهل زمانه:
ومن حوادث اليوم الحادي عشر من رمضان وفاة تقي الدين أبو بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بابن قاضي عجلون (شذرات الذهب 4/158) الزرعي ثم الدمشقي الشافعي
وصفه ابن العماد في الشذرات بأنه الإمام العلامة القدوة الرحلة الأمة ، ولد بدمشق في شبعان 841هـ كان أفقه أهل زمانه وأجل معاصريه ، درس بالجامع الأموي والمدرسة الشامية البرانية والعمرية ، ودرس في القاهرة دروساً حافلة وانتهت إليه مشيخة الإسلام ورياسة الشافعية.
وكان ذا جاه ورياسة وتلاميذ كُثُر برز كثير منهم في حياته ، امتحن مراراً.
توفي ضحوة يوم الاثنين حادي عشر من رمضان في دمشق.




ـ قاضي حلب أبي الليث الرومي:
وتوفي أيضاً في سنة 944هـ المولى أبو الليث الرومي الحنفي (شذرات الذهب 4/254) ، درّس بمدرسة الوزير محمود باشا بالقسطنطينية ثم بمسجد أبي أيوب رضي الله عنه.
قال ابن الحنبلي: إنه كان علائي الأصل نسبة إلى العلائية قصبة قرب أدنه ، صار قاضيا بحلب ، ثم ولى قضاء دمشق ودخلها ولكنه لم يدم طويلاً في قضائها.توفي في دمشق يوم الاربعاء حادي عشر رمضان سنة 944هـ.




ـ ابن الصيرفي فقيه شافعي معروف:
وممن توفي في هذا اليوم ـ وهو الحادي عشر من رمضان ـ (شذرات الذهب 4/252) علاء الدين أبو الحسن علي بن عثمان بن عمر بن صالح الدمشقي الشافعي الشهير بابن الصيرفي
ولد في دمشق سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ونشأ بها وطلب العلم وسمع الحديث، وحفظ متون مذهب الشافعية وتفقه على أئمته وبرع في الفقه والأصول والعربية. قدم القاهرة فأخذ عن السراج البلقيني والحافظ الزين العراقي وقرأ الأصول على العز بن جماعة ، ثم عاد إلى دمشق.
واشتهر في آخر عمره وتصدر بجامع بني أمية ، وأفتى ودرس بالشامية البرانية وبدار الحديث الأشرفية ، وصنف عدة كتب وناب في الحكم آخر عمره.
كان ابن الصيرفي دينا سليم الصدر متواضعاً متقشفاً في ملبسه ملازماً للاشتغال والإشغال إلى أن توفي بدمشق ليلة الاثنين حادي عشر رمضان سنة 844 ، ودفن بمقابر الصوفية.




ـ أم شريك الصحابية تهاجر إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم:
ومن حوادث رمضان ـ ولا أقول إنه كان في اليوم الحادي عشر لأني لم أجد من قال به من أهل العلم ـ ما رواه ابن إسحاق في (السيرة النبوية 5/264) قال:ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كانت امرأة من دوس يقال لها (أم شريك) أسلمت في رمضان ، فأقبلت تطلب من يصحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقيت رجلاً من اليهود فقال:ـ مالك يا أم شريك ؟!
قالت : أطلب رجلاً يصحبني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فتعالي أنا أصحبك.
فقالت: فانتظرني حتى أملأ سقائي ماء.
قال : معي ما تريدين من ماء!!.
فانطلقت معهم ، فساروا يومهم حتى أمسوا ، فنزل اليهودي ووضع سفرته فتعشى وقال:
ـ يا أم شريك تعالي إلى العشاء
فقالت : أسقني من الماء ، فإني عطشى ، ولا أستطيع أن آكل حتى أشرب
فقال: لا أسقيك حتى تهوّدي
قالت: لا جزاك الله خيرا ... غررتني ومنعتني أحمل ماء.
قال: لا والله لا أسقيك منه قطرة ماء حتى تهودي.
فقالت: لا والله لا أتهود أبداً بعد أن هداني الله للإسلام .

فأقبلت إلى بعيرها فعقلته ، ووضعت رأسها على ركبته فنامت
قالت: فما أيقظني إلا بَرْدُ دلوٍ قد وضع على جبيني ، فرمقت رأسي إلى دلو أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل فشربت حتى رويت ، ثم نضحت على سقائي حتى ابتل ، ثم ملأته ثم رفع بين يدي ـ وأنا أنظر ـ حتى توارى عني في السماء ، فلما أصبحت جاء اليهودي فقال :ـ يا أم شريك !!!
فقلت : قد والله سقاني الله.قال : من أين؟ أَنَزل من السماء ؟؟
قلت : نعم والله ، قد أنزله الله علي من السماء، ثم رفع بين يدي حتى توارى عني في السماء.
ثم أقبلتْ حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصّت عليه القصة ، فخطب إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:
ـ يا رسول الله لست أرضى بنفسي لك ولكن بضعي لك فزوجني من شئت فزوجها زيادا وأمر لها بثلاثين صاعا وقال:ـ كلكوا ولا تكيلوا.
وكان معها عكة سمن هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لجارية لها:
ـ أبلغي هذه العكة (العكة وعاء من جلد يوضع فيه السمن ونحوه) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقولي أم شريك تقرئك السلام وتقول: هذه عكة سمن أهديناها لك.فانطلقت بها فأخذوها ففرغوها، وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:ـ علقوها ولا توكوها فعلقوها في مكانها .
فدخلت أم شريك فنظرت إليها مملوءة سمنا فقالت:ـ يا فلانة أليس أمرتك أن تنطلقي بهذه العكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقالت: قد والله انطلقت بها كما قلت ، ثم أقبلت بها أصوبها ما يقطر منها شيء ولكنه قال: علقوها ولا توكوها ، فعلقتها في مكانها ، وقد أوكتها أم شريك حين رأتها مملوءة فأكلوا منها حتى فنيت ، ثم كالوا الشعير فوجدوه ثلاثين صاعاً لم ينقص منه شيء

maher 24-09-2007 01:00 PM

اليوم الثاني عشر من رمضان المبارك



ـ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:
خرج المسلمون من مكة مهاجرين إلى المدينة واحتشدوا فيها ، ثم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشرع في بناء المسجد في المدينة
ورأى صلى الله عليه وسلم بحكمته ـ وبما أمره الله به ـ أن يجمع شمل المسلمين المهاجرين مع المسلمين أصحاب المدينة ففرض المؤاخاة بينهما،
وتذكر بعض الروايات أنه آخى بينهما والمسجد يبنى
وتذكر مصادر أخرى أنه آخى بينهما بعد ذلك (السيرة الحلية 2/29).
ويقول بعض الكتاب: إنها كانت في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان في السنة الأولى بعد الهجرة النبوية الشريفة.
ولكن المتفق عليه في هذا الصدد هو أن المؤاخاة تمت قبل غزوة بدر.
قال ابن عبد البر في (الدرر في اختصار المغازي والسير 1/88) :
ـ وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بنائه المسجد بين الأنصار والمهاجرين ، وقد قيل: إن المؤاخاة كانت والمسجد يبنى بين المهاجرين والأنصار على المواساة والحق. فكانوا يتوارثون بذلك (أي بالمؤاخاة) دون القرابات حتى نزلت (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) . . .
وذكر سعيد بن داود قال : بلغنا وكتبنا عن شيوخنا أنه صلى الله عليه وسلم آخى يؤمئذ بين أبي بكر الصديق وخارجة بن زيد بن أبي زهير ، وبين عمر بن الخطاب وعويمر بن ساعدة ، وبين عثمان بن عفان وأوس بن ثابت ، وبين علي بن أبي طالب وسهل بن حنيف، وبين زيد بن حارثة وأسيد بن جعفر ، وبين مرثد الغنوي وعبادة بن الصامت ، وبين الزبير بن العوام وكعب بن مالك ، وبين طلحة وأبي بن كعب. . . الخ. وقال فيها صلى الله عليه وسلم :ـ (تآخوا في الله أخوين أخوين). رواه ابن اسحاق (السيرة النبوية لابن هشام 3/36).



ـ مقتل ذي النفس الزكية محمد بن عبد الله بن حسن:
ومن حوادث اليوم الثاني عشر من شهر رمضان مقتل رجل من أهل البيت بلغ ذروة المجد، واجتمعت فيه – كما يقول صاحب شذرات الذهب – خصال الكمال والعقل، ويشبه النبي صلى الله عليه وسلم في الخلق والخلق، وفي اسمه واسم أبيه . . . ذلك هو محمد بن عبد الله بن حسن الذي لقب بذي النفس الزكية، والذي كان المنصور والسفاح قبل خلافتهما - أي أيام الأمويين - من الدعاة إليه.
قال ابن العماد : حج المنصور بالناس ، وأهمه شأن محمد بن عبد الله بن الحسن وأخيه إبراهيم لتخلفهما عن الحضور عنده ، فوضع عليهما العيون وبالغ في تطلبهما ، وقبض على أبيهما فسجنه في بضعة عشر من أهل البيت ، وماتوا في سجنه ، فلما بلغ محمداً وفاة أبيه ثار بالمدينة ، وسجن متوليها وتتبع أصحابه، وخطب الناس وبايعوه ، واستعمل على مكة واليمن والشام عمالاً.
ولما أعيا المنصور أمره جهز إليه ابن عمه عيسى بن موسى بن محمد بن علي، فسار إليه في أربعة آلاف وكتب إلى الأشراف يستميلهم فمال كثير منهم، وتحصن محمد بالمدينة وأعمق خندقها ، وزحف عليه عيسى وناداه بالأمان وناشده الله. ومحمد لا يرعوي لذلك.
ولما رأى تخاذل أصحابه اغتسل وتحنط، وقاتلهم بنفسه قتالاً شديداً ومعه ثمانون رجلاً ، وقتل بيده اثني عشر رجلاً ثم قتل .
واستشهد لثنتي عشرة ليلة من رمضان سنة خمس وأربعين ومئة ، وله اثتنان وخمسون سنة ، وقبره بالبقيع .



ـ فتح جزيرة قبرص:
ومن حوادث اليوم الثاني عشر من شهر رمضان فتح قبرص مرة ثانية عام 829م في عهد الملك الأشرف. وقد كانت قبرص محل صراع بين المسلمين والفرنجة عهوداً طويلة . . .
جاء وصفها في (النجوم الزاهرة 14/294 ): جزيرة تسمى باللغة الرومية شبرا ، فيها اثنا عشرة ألف قرية كباراً أو صغاراً، وبمدنها وقراها من الكنائس والديارات والقلالي والصوامع كثير ، وبها البساتين المشتملة على الفواكه المختلفة، وبها الرياحين المعطرة كالخزام والياسمين والورد والسوسن والنرجس والريحان والنسرين والأقحوان وشقائق النعمان وغير ذلك ، وبمدن الجزيرة المذكورة الأسواق والخانات والحمامات والمباني العظيمة . . .
وقد حاول الفرنجة رد المسلمين عن قبرص فحشروا قوات برية وبحرية ، منها أربعة عشر مركباً مشحونة بالسلاح والمقاتلة، فلاقاهم المسلمون في البحر بالمراكب وقاتلوهم أشد القتال، حتى ولّى الفرنجة الأدبار ، فدخل على إثر ذلك المسلمون قبرص ودخلوا قصر الملك وأسروه.
وأقام المسلمون سبعة أيام أراحوا فيها ابدأنهم ، وهم يقيمون فيها شعائر الإسلام من الأذان والصلاة والتسبيح لله والحمد على هذه المنة بهذا الفتح العظيم ، الذي لم يقع في الإسلام مثله من يوم غزاهم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في سنة نيف وستين.
قال ابن تغري : ثم ركبت الغزاة المراكب إلى جهة الديار المصرية ومعهم الأسرى والغنائم ومن جملتها (ملك قبرس ) وذلك في يوم الخميس ثاني عشر رمضان.
ولما بلغ السلطان الملك الأشرف (برسباي) خبر فتح قبرص بكى من شدة الفرح، وبكى الناس لبكائه ، وصار يكثر من الحمد والشكر لله ، وقرأ الكتاب الوارد بهذا النصر على الناس بالمدرسة الأشرفية ، وقالت الشعراء في هذا الفتح القصائد، منها قصيدة الشيخ الخراط أولها :
بشراك يا ملك الملوك الأشرفي بفتوح قبرص بالحسام المشرفي فتح بشهر الصوم تم له فيا لك أشرفٌ في أشرفٍ في أشرفِ فتح تفتحت السموات العلى من أجله بالنصر واللطف الخفي والله حضّ جنوده بملائك عاداتها التأييد وهو بها حفي.




ـ وفاة الواعظ المحدث ابن الجوزي:
ومن حوادث اليوم الثاني عشر من شهر رمضان سنة 597هـ (وفيات الأعيان 3/141) وفاة أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي البغدادي الفقيه المحدث المفسر الواعظ الحنبلي المعروف بابن الجوزي
كان علامة عصره في الحديث وصناعة الوعظ، وصنف فيها تصانيف مفيدة وكتبه أكثر من أن تعد. له أشعار كثيرة، وكانت له مجالس وعظ مشهورة حاشدة وأثرت عنه أجوبة نادرة. يقال : إنه جمعت برايه أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله صلى الله عليه فحصل منها شيء كثير ، أوصى أن يسخّن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها.
توفي يوم الثاني عشر من رمضان وأمر أن يكتب على قبره :

يا كثير العفو عمن كثر الذنب لديه ** جاءك المجرم يرجو العفو عن جرم يديه
أنا ضيف وجزاء الضيف إحسان إليه.




ـ خلع حاجي بن محمد بن قلاوون (الملك المظفر):
ومن حوادث اليوم الثاني عشر من رمضان من سنة 748 خلع حاجي بن محمد ابن قلاوون الملقب بالملك المظفر سيف الدين ابن الناصر ابن المنصور
ولد في الحجاز سنة 732هـ (الدرر الكامنة 2/101) وقد تولى السلطنة بعد أخيه الكامل سنة 747 هـ ، واتفق رخص الأسعار أول ما ولي ، ولكنه لم يلبث أن انغمس في الشهوات والملذات ، وأقبل على اللهو والشغف بالنساء ، حتى بلغت قيمة عصبة حظيته (اتفاق) التي على رأسها مائة ألف دينار ، وبلغت النفقة على عمل حظير الحمام سبعين ألف درهم ، وصار ـ كما يقول ابن حجر في الدرر الكامنة ـ يحضر الأوباش بين يديه يلعبون بالصراع وغيره.
وكان يقف مع مطيري الحمام ـ النجوم الزاهرة (10/171) ـ ويراهن على الطير الفلاني والطيرة الفلانية.
وبينما هو ذات يوم معهم عند حظير الحمام وقد سيبها إذ أذن العصر بالقلعة والقرافة ، فجفلت الحمام عن مقاصيرها وتطايرت ، فغضب وبعث إلى المؤذنين يأمرهم أنهم إذا رأو الحمام لا يرفعون أصواتهم !!
وكان يلعب مع العوام ، وإذا لعب يتعرى ويلبس تبان جلد ، ويلعب بالرمح والكرة ، وصار يتباهى بما لا يليق به أن يفعله .
ثم أخذ مع ذلك كله في التدبير على قتل أخيه حسين ، وأرصد له عدة خدام ليهجموا عليه عند إمكان الفرصة ،
واستعدى كبار القواد عليه ، فأخذوا في التدبير ضده ، ثم تجمعوا على أبوب قصر الملك المظفر عند قبة النصر ، وراسلوه وكتبوا له يبينون سبب تجمهرهم : (قتلت ممالك أبيك وأخذت أموالهم وهتكت حريمهم وعزمت على الفتك بمن بقي، وأنت أول من حلف أنك لا تخون الأمراء ولا تخرب بين أحد)!!
فرد الرسول يستخبرهم عما يريده الإمراء من الملك المظفر حتى يفعله لهم، فقالوا وعلى رأسهم كبير القواد بيبغاروس:
ـ لا بد أن يسجن وأن يسلطنوا غيره . فقال :ـ ما أموت إلا على ظهر فرسي
ثم عبأ من معه، وكانوا قلة تخلى عنه أكثرهم آخر الأمر ، فلما رأى انهزام جنده ولحوقهم بالثائرين عليه ، ولى وانهزم ، فتبعوه وأدركوه وأمسكوا به ،وساقوه إلى تربة آق سنقر في القاهرة تحت الجبل ، و ذبحوه من ساعته ، قبيل عصر يوم الأحد ثاني عشر شهر رمضان سنة 748
ويقال : إنهم لما أرادوا ذبحه قال لهم : بالله لا تستعجلوا علي. خلوني ساعة!
فقالوا : كيف استعجلت أنت على قتل الناس. لو صبرت عليهم صبرنا عليك.
ثم قتلوه. وقال الشيخ صلاح الدين العصفري :
أيها العاقل اللبيب تفكر في ** المليك المظفر الضرغام
كم تمادى في البغي والغي حتى ** كان لعب الحمام حد الحمام




ـ النحوي ابن مالك صاحب الألفية:
وممن توفي في يوم الثاني عشر من رمضان الإمام ابن مالك صاحب الألفية المعروفة به (ألفية ابن مالك)
وابن مالك هو الشيخ جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك أبو عبد الله الطائي الحياني النحوي صاحب التصانيف الشهيرة المفيدة منها الكافية الشافية وشرحها، والتسهيل وشرحه ، والألفية التي شرحها ولده بدر الدين شرحاً مفيداً
يقول ابن كثير ( البداية 13/267 ) ولد بحيان (قرية قرب حلب) سنة 600، وأقام بحلب مدة ، ثم بدمشق وكان كثير الاجتماع بابن خلكان وأثنى عليه غير واحد.
توفي ابن مالك بدمشق ليلة الأربعاء ثاني عشر رمضان ، ودفن بمقربة القاضي عز الدين بن الصائغ بقاسيون.




ـ نزول الزبور على داود عليه السلام:
ومما نقله الإمام ابن كثير في البداية والنهاية (2/78) أن الزبور نزل على داود عليه السلام في اثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان، وذلك بعد التوراة بأربعمائة سنة واثنتين وثمانين سنة.
وقد قال الله تعالى حاكياً لنا بعض ما أوحاه في الزبور (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
وقال ابن كثير : لما اجتمعت بنو إسرائيل على داود أنزل الله عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد ، وألانه له ، وأمر الجبال والطير أن يسبّحن معه إذا سبّح ، ولم يعط الله فيما يذكرون أحداً من خلقه مثل صوته : كان إذا قرأ الزبور فيما يذكرون ترنو له الوحوش حتى يؤخذ بأعناقها وأنها لمصيخة تسمع لصوته.
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن داود كان يقرأ الزبور بسبعين صوتاً يكون فيها
وعن وهب بن منبه أن الله تعالى أوحى إلى داود في الزبور : ياداود إنه سيأتي من بعدك بني اسمه أحمد ومحمد صادقاً سيداً لا أغضب عليه ولا يغضبني أبداً وقد غفرت له ـ قبل أن يعصيني ـ ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأمته مرحومة أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء وفرضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل.

maher 25-09-2007 01:08 PM

اليوم الثالث عشر من رمضان المبارك



ـ فتنة في العاصمة قرطبة:
من حوادث اليوم الثالث عشر من شهر رمضان الفتنة التي وقعت في قرطبة سنة 202 هـ إبان خلافة الحَكَم بن هشام الأموي
قال في (المغرب 1/42) وفي سنة 202 كانت وقعة (الرَبَض).
وأصل ما هاجها أن بعض مماليك الحكم رفع سيفاً إلى صيقل (الرجل المختص بصقل وإصلاح السيوف) فمطله ، والغلام يتكرر عليه والصيقل يتهكم به ، فأغلظ الغلام للصيقل ، وآل الأمر إلى أن خبطه به الصيقل فقتله !!
وثار الهيج لوقته، كأنما الناس كانوا يرتقبونه فهتفوا بالخلعان (أي خلع الخليفة الحَكَم) وأول من شهر السلاح أهل الربض القبلي بعدوة النهر ، ثم ثار أهل المدينة (قرطبة) والأرباض (النواحي) وانحاز الأمويون وأتباعهم إلى القصر ، فارتقى الحكم السطح وحرك حفائظ الجند (أي حمسهم وشجعهم) فآل الآمر إلى أن غلبهم الجند وأفشوا القتل وتتبعوا الدور ، وقتل الحكم بعد ذلك من أسراهم نحو ثلاثمائة صلبهم على النهر .
وكان يوم هذه الوقعة يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من رمضان سنة 202.
فلما كان اليوم الثاني أمر الحكم بن هشام بهدم الربض القبلي حتى صار مزرعة، ولم يعمر طول مدة بني أمية ، وبعد ثلاثة أيام أمر برفع القتل والأمان على أن يخرجوا من قرطبة.



ـ إعدام اليهود للشيخ فرحان السعدي:
ومن حوادث اليوم الثالث عشر من شهر رمضان حادثة حزينة كئيبة هي إعدام أحد الأبطال المجاهدين في فلسطين الحبيبة.
ففي يوم من أيام سنة 1937 قام المجاهدون الفلسطينيون باغتيال حاكم الجليل (اندروز) لدوره في تمليك اليهود كثيرا من أراضي منطقة الجليل العليا ، وقد ردت سلطات الاحتلال الإنجليزي على ذلك بحل اللجنة العربية العليا ، وعزل رئيسها المفتي الحاج أمين الحسيني وقامت بحملة اعتقالات لأعضائها ، إلا أن رئيسها الحاج أمين الحسيني نجح في الوصول سراً إلى بيروت.
فلما عجزت السلطات اليهودية عن اعتقال رئيس اللجنة العربية العليا ما كان منها إلا أن اعتقلت رفيق الشيخ المجاهد الشيخ عز الدين القسام الشيخ فرحان السعدي في 8 رمضان سنة 1356هـ وهو في الثمانين من عمره لدوره المشرف في قيادة الجهاد بعد استشهاد القسام ، فكانت تضمر له الحقد وترغب في الانتقام منه.
وعند تفتيش بيت الشيخ فرحان السعدي وجدت السلطات بندقية قديمة، فتذرعت بها لإحالته إلى المحكمة العسكرية في حيفا بتهمة تنظيم الثورة ، وأصدرت حكماً بإعدامه شنقاً بعد يومين.
وعلى الرغم من كل التدخلات التي تدنت مطالبها شيئاً فشيئاً حتى اكتفت بطلب تأجيل الإعدام إلى ما بعد شهر رمضان !! إلا أن المندوب السامي الإنكليزي رفض كل المطالب بإصرار ، في الوقت الذي رفض فيه الشيخ فرحان السعدي تهمة اغتيال (اندروز) أو الاعتراف بالذنب ، فعلقت المشنقة وأعدم الشيخ فرحان السعدي ابن الثمانين سنة وهو صائم يوم الثالث عشر من رمضان سنة 1356 يرحمه الله. (من كتاب الشيخ عز الدين القسام في تاريخ فلسطين).



ـ معركة الزلاقة في الأندلس:
ومن حوادث اليوم الثالث عشر من شهر رمضان معركة الزلاقة.
والزلاقة بطحاء قرب مدينة، قرطبة وقعت عندها معركة طاحنة بين المسلمين والفرنجة سنة 479هـ انتهت بنصر بين المسلمين.
وسبب تلك المعركة تطاول ملك قشتالة الفرنجي "الأذفونش" على سلطان المسلمين في الأندلس "المعتمد بن عباد" وتهديده إياه وسخريته منه ، حتى وصل به الأمر إلى أن كتب له رسالة يقول فيها:
ـ كثر بطول مقامي في مجلسي الذباب، واشتد عليّ الحر (الاستقصا في أخبار دول المغرب الأقصى 1/38)، فأتحفني من قصرك بمروحة أروح بها عن نفسي ، وأطرد بها الذباب عن وجهي.
فرد عليه "ابن عباد" على الرغم من ضعفه وقلة جنوده بقوله :
ـ قرأت كتابك، وفهمت خيلاءك وإعجابك ، وسأنظر لك في مراوح من الجلود اللمطية تروّح منك لا تروح عليك إن شاء الله تعالى !!
وقرر "ابن عباد" أن يستعين بأمير المسلمين يوسف بن تاشفين سلطان المغرب، فأرسل اليه مستفتياً به، فقال يوسف مجيباً بعد أن أدرك ظهور موقف المسلمين في مواجهة ملك مشتالة:ـ أنا أول منتدَب لنصرة هذا الدين.!!
ولما خوف رجال "ابن عباد" ملكهم من تسلط "يوسف بن تاشفين" عليه إذا نزل الأندلس، أجابهم بكلمته الشهيرة :
ـ رعي الجمال (أي عند ابنٌ تاشفين) خير من رعي الخنازير (أي عند ملك قشتاله).
وفعلاً فقد عبر البحر ابنُ تاشفين منجداً لابن عباد وتلاقى معه ، واستعدا بقواتهما خير استعداد لملاقاة الأذفونش ملك قشتالة.
وكان المعتمد بن عباد يردد وهو يسير في الحملة:
لابد من فرج قريبْ يأتيك بالعجب العجيبْ
غزو عليك مبارك سيعود بالفتح القريبْ
لا بد من يوم يكون له أخاً يومُ القليبْ.
وفي صبيحة يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان التقى جيش المسلمين يقوده (ابن عباد وابن تاشفين) بجيش الفرنجة يقوده (الأذفونش) ، وكانت معركة طاحنة، صدق فيها المسلمون الحملة على أعداء الله حتى أخرجوهم من محلتهم ، فولوا ظهورهم وأعطوا أعناقهم والسيوف تصفعهم والرماح تطعنهم ، وهرب الأذفونش في ستة من أصحابه تاركاً جنوده وقواده يلاقون مصارعهم ، وأعز الله دينه، وأعلى كلمته، وعادت للمسلمين عزتهم ولو إلى حين بعد معركة الزلاقة هذه.




ـ رد هجوم الصليبيين الألمان على عكا:
ومن حوادث اليوم الثالث عشر من شهر رمضان أن المسلمين بثباتهم وشجاعتهم وقوتهم دمروا آلات الفرنجة الحربية الضخمة التي لم يسبق للمسلمين أن رأوها، او عرفوها من قبل.
جاء في كتاب ( الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية 4/159 ) أن ملك الألمان - الذي قاد أضخم هجمة صليبية ضد بلاد الشام - اتخذ وهو يحاصر عكا من الآلات العجيبة والصنائع الغريبة ما هال الناظر إليه، وخيف على البلد منه .
فمما أحدثه آلة عظيمة تسمى (دبابة) يدخل تحتها من المقاتلة خلق عظيم ، وهي ملبّسةٌ بصفائح الحديد، ولها من تحتها عَجَل تحرك بها من داخل، وفيها المقاتلة ، حتى ينطح بها السور، ولها رأس عظيم برقبة شديدة من حديد وهي تسمى كبشا، ينطح بها السور بشدة عظيمة فتهدمه بتكرار نطحها.
وآلة أخرى تسمى (سفود) رأسها محدد على مثال السكة التي يحرث بها، بينما رأس الكبش مدور ، وفي هذه الآلة رجال تسحبه وتدفعه نحو السور ليهدم رأس الكبش بثقله، وتهدم السكة بحدتها وثقلها.
كما أعد هذا الملك المهاجم في البحر بطسة (سفينة) هائلة صنعوا فيها برجاً بخرطوم ، فإذا أرادوا قلبه على السور انقلب بالحركات (أي بالآلات المحركة) ويبقى (أي يصنع) طريقاً إلى المكان الذي ينقلب عليه يمشي فوقه المقاتلة
وعزم ملك الألمان تقريب برج تلك السفينة إلى برج الذبان (من أبراج عكا تحت سيطرة المسلمين يقع على مدخل الميناء ويؤمن حماية له) ليأخذوه به أي يعبروا فوق الجسر المعلق من برج سفينتهم إلى برج الحماية.
كما أنه عزم على دفع سفينة محملة بالحطب نحو سفن المسلمين ، حتى إذا توسطتها ألقى عليها النار من بعيد ، فتحترق تلك السفينة المحملة بالحطب وتحرق معها سفن المسلمين في مدخل ميناء عكا.
لكن المسلمين كما قال العماد: نصبوا على صوبها المنجنيق ، ورموا بالحجارة الثقيلة ذلك النيق ، فأبعدت (الرماية الشديدة) رجالَ تلك الآلات من حواليها ، ثم رموها بحزم الحطب حتى طمّوا ما بين قرني الكبش ، وقذفوا بالنار, وتمكنت النار من أضلاعها ثم خسفها المنجنيق ، وخرج من بالثغر من المسلمين فقطعوا رأس الكبش ، واستخرجوا ما تحت الرماد من العدد بالنبش... وكان ذلك في ثالث عشر من رمضان.




ـ استنجاد صلاح الدين بسلطان المغرب
ومن حوادث اليوم الثالث عشر من رمضان أن رسولَ الملك الناصر صلاحِ الدين عبُد الرحمن بن منقذ الذي بعثه إلى ملك المغرب يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن لطلب النجدة ، خرج من مصر يوم الثالث عشر من رمضان.
يقول أبو شامة في (الروضتين 4/190) : بلغني أن السلطان رحمه الله لما اشتد أمر الفرنج على عكا أرسل إلى ملك المغرب يستجند به عليهم ، ليقطع عنه مادتهم من جهة البحر
ومما جاء في كتاب صلاح الدين إليه بعد شرح الموقف في المشرق. قال:
ـوإن هذا العدو لو أرسل الله عليه أسطولاً قوياً مستعداً يقطع بحره ويمنع ملكه، لأخذنا العدو بالجوع والحصر, أو برز (أي للقتال) فأخذناه بيد الله تعالى التي بها النصر. فإن كانت الأساطيل بالجانب المغربي ميسرة والعدة منها متوفرة والرجال في اللقاء فارهة وللمسير غير كارهة أي إذا كنتم مستعدين فالبدار البدار، وأنت أيها الأمير فيها أول من استخار الله وسار.
وأرسل إليه بهدية ثمينة جاء تفصيلها: ختمة كريمة في ربعة مخيشة مسك ثلاث مئة مثقال عنبر, عشر قلائد عددها ست مائة حبة عود في سفط عشرة أمناء دهان بلسان مائة درهم واحدة, قسي بأوتارها مائة, وقوسان, سروج عشرون, نصول سيوف هندية عشرون نشاب يا سج خاص مريش كبير ومتوسط ضمن صندوق خشب مجلدة محددة سبع مئة سهم.
قال: وكان إقلاعه من الإسكندرية في شيني (سفينة) عمارته مئة وعشرون. في ثالث عشر رمضان سنة 586هـ.



ـ شيخ المحققين الفقيه الشافعي البجيرمي:
ومن مشاهير الإسلام ورجاله الذين توفوا في هذا اليوم: العلامة الفقيه المحدث خاتمة المحققين الشيخ سليمان محمد بن محمد بن عمر البجيرمي الشافعي صاحب حاشية الجبيرمي علي الخطيب في الفقه الشافعي (عجائب الآثار 1/575)
كان إنساناً حسناً حميد الأخلاق مقبلاً على شأنه ، وقد انتفع به خلق كثيرون سافر إلى مصطية بالقرب من بجيرم فتوفى بها ليلة الاثنين وقت السحر ثالث عشر رمضان.




ـ شيخ القيروان ابي عمران الفاسي الفقيه المالكي:
ومن حوادث اليوم الثالث عشر من رمضان وفاة الإمام الكبير العلامة عالم القيروان أبي عمران موسى بن عيسى الزناتي الفاسي المالكي
تفقه بالأندلس، وأخذ القراءات ببغداد، وتتلمذ على أبي بكر بن الباقلاني
قال حاتم بن محمد (سير أعلام النبلاء 17/454) كان أبو عمران من أعلم الناس وأحفظهم جمع حفظ الفقه إلى الحديث ومعرفة معانيه، وكان يقرأ القراءات ويجودها، ويعرف الرجال والجرح والتعديل.
حكى القاضي عياض قال: حَدَثَ في القيروان مسألة في الكفار: هل يعرفون الله تعالى أم لا؟ فوقع فيها اختلاف العلماء، ووقعت في ألسنة العامة وكثر المراء، واقتتلوا في الأسواق، إلى أن ذهبوا إلى ابي عمران الفاسي فقال:ـ إن أنصتم علمتكم.
قالوا : نعم. قال: لا يكلمني إلا رجل ، ويسمع الباقون ...فنصّبوا واحداً.
فقال له: أرأيت لو لقيت رجلاً فقلتَ له: أتعرف أبا عمران الفاسي قال : نعم ، فقلت له : صفه لي . قال : هو بقّال في سوق كذا ويسكن سبتة. أكان يعرفني؟ فقال: لا. فقال :لو لقيت آخر فسألته كما سألت الأول؟ فقال: أعرفها يدرس العلم ويفتي ويسكن بغرب الشماط أكان يعرفني؟ قال : نعم.
قال : فكذلك الكافر. قال لربه صاحبة وولد، وأنه جسم، فلم يعرف إلهه ، ولا وصفه بصفته بخلاف المؤمن.
فقال: شفيتنا ودعوا له. ولم يخوضوا بعد في المسألة.
قال أبو عمرو الداني : توفي أبو عمران في ثالث عشر من رمضان سنة ثلاثين وأربعمائة رحمه الله.

على رسلك 26-09-2007 12:45 AM


جزاك الله كل خير أخي ماهر

maher 26-09-2007 01:13 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة على رسلك

جزاك الله كل خير أخي ماهر


اللهم آمين أجمعين أختاه
شكراااااااااااااا


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.